بسم الله الرحمن الرحيم
*****************

لماذا أنزل القرآن الكريم باللغة العربيَّة ولم ينزل بلغة أخرى؟ وما الحكمة من ذلك؟



اقتضت مشيئة الله تعالى أن ينزل القرآن بالعربيَّة كما اقتضت مشيئته أن ينزل الكتب السابقة بلغات أخرى ، والله يفعل ما يشاء ويختار ولا يسأل عما يفعل وهم يسألون.

والنصوص دلت على هذا القول كقوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: (إن الله اصطفى كنانة من ولد إسماعيل ، واصطفى قريشاً من كنانة ، واصطفى من قريش بني هاشم ، واصطفاني من بني هاشم)

والحكمة من ذلك بإيجاز:

1- أن النبي الذي نزل عليه القرآن عربي اللغة، فمن العبث أن ينزل عليه كتاب بغير لغته.

2- أن القوم الذين بعث فيهم النبي ليكونوا حملة الرسالة ومبلغي الدعوة لغتهم العربية، ولو نزل بغير لغتهم لكان ذلك أعظم حجة لهم يدفعون بها دعوة النبي إياهم إلى الإيمان بأنهم لا يعرفون لغة هذا القرآن، ولا يفهمون مراميه، فكيف يؤمنون به ويصدقونه؟

3- أن العربية أوسع اللغات استيعابًا لوجوه الإعجاز، وقد أريد لهذا القرآن المنزل أن يبقي المعجزة الأبدية الناطقة بصدق هذا الدين وبصدق رسوله، والله أعلم.