إلى زكريا بطرس وغجر المهجر وسفلة العلمانية

رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إليّ مِمَّا يَدْعُونَني إِلَيْهِ

وقت طويل مضى وأنا أقاوم قلمي في كتابة هذا المقال , ظناً مني أن الخنازير سيرتدعون بصمتي , لكن ابنتي الصغيرة (وهي بالمناسبة رئيسة جماعة الإذاعة والصحافة بمدرستها) قالت لي أن الخنازير لا يرضيها إلا أن تضربها على رأسها ، وتُهينها ، وتَهزأ منها ، و(تُمَرمِِط) بها الأرض وتحتقرها .

قلت لإبنتي : إن الخنازير التي أقصدها ليست هي على الحقيقة , ولكنه تشبيه مجازي أقصد به زكريا بطرس وناهد متعري وعصابة الأربعة (مايكل منير ـ عدلي أبادير ـ سليم نجيب ـ مجدي خليل) وأتباعهما في مصر وبلاد العرب.

صمتت ابنتي الصغيرة وبَدَت على وجهها علامات الأسى والأسف .

سألتها: لماذا هذا الامتعاض الشديد يا صغيرتي الحبيبة ؟

قالت : عُذرًا أبي, يبدو أنك ظلمت الخنازير.

*

جاء العميل الخائن مايكل منير إلى القاهرة في حماية الشيوعي رفعت السعيد ليجري مباحثات مع المسئولين السياسيين في مصر حول مطالب عصابة الأربعة ومن يمثلونهم من غجر المهجر , وقبل زيارته الكريهة إلى مصر بيومين أُلقيَ القبض عليّ , وبعد أن ترك مصر إلى غير رجعة أفرجوا عني , ولا أدري ما العلاقة بيني وبين هذا الخنزير الطاعن في كتاب الله وسنة النبيّ صلى الله عليه وسلم , غير أنه وعصابة الأربعة كانوا يرتعون في حقول الأمريكان ، ويأكلون على موائد الصهاينة ، ويلتهمون لحومهم الحرام ثمناً لهذه الخيانة وهذا الاعتداء.

العلاقة الوحيدة بيني وبين هذا الخنزير المعتدي هو وبطانته وسَيّدَهم المفضوح المدعو زكريا بقلظ , أنهم سفلة مأجورون لشتم وسب خاتم الأنبياء والمرسلين ، وأنا وهبت ما بقيَ من عمري للذود عن خاتم الأنبياء والمرسلين صلى الله عليه وآله وسلم .

وثَمّ علاقة أخرى ، وهي أن عصابة الأربعة تتاجر بتاريخ الإسلام في مصر الذي زَوَّروه ودَنَّسوه ، وأنا أكشف من كتبهم المتروكة والمخفية تاريخ الإسلام في مصر , الذي شهد به أجدادهم الأولون ، حيث قالوا أنه لولا الفتح الإسلامي لمصر ما بقى لأتباع هذه الملة التي ينتمون إليها , أثر في بلاد المسلمين.

وإذا كان المسلم يرضى سعيداً بالابتلاء لكونه رزق من عند الله , فقد رضيت وسعدت بقضاء الله أن أكون معتقلاً في سجن استقبال طره لأنني دافعت عن النبي صلى الله عليه وسلم , أما أن أكون معتقلاً ثمناً لإرضاء الخنزير العميل الخائن في زيارته غير المرغوب فيها للبلاد فهذا ما أحزنني وآلمني كثيراً.

*

عندما جاء زوار الفجر إلى بيتي وقاموا بعملية مسح شامل لغرفة مكتبتي , ثم عملية مسح شامل لمكتبي بمركز التنوير الإسلامي , فكان الحصاد ستة (كراتين) ضخمة لا يقل وزن الكرتونة عن (70) سبعين كيلو جرام بما يدنو من (النصف طن) من الكتب والأوراق , كنت أظن أن التهمة التي سوف توجه إليّ هي إنشاء تنظيم إرهابي تابع لأسامة بن لادن , وأنني عضو عالمي على مستوى (شي جيفارا) تابع لتنظيم القاعدة , حيث الجنود المدججين بالسلاح والضباط الذين يرتدون زياً أسوداً إشارة للقوات الخاصة , وسيارات نقل الأفراد وهلم جرة , لينتهي بي المقام بعد يومين من الحجز الخاص , أمام أحد رؤساء نيابة أمن الدولة العليا بمصر الجديدة – ليلاً - حتى لا تعرف الصحافة ولا الإعلام ولا المحامين ولا أهلي وأولادي أين أنا ، ويوجه لي رئيس النيابة ثلاث تهم من أشرس وأخطر الاتهامات التي توجه لمسلم على الإطلاق.

الاتهام الأول : أنت تُكَفِّر الحاكم .

الاتهام الثاني : أنت لا تصلي في مساجد بها أضرحة.

الاتهام الثالث : أنت ألّفت ونَشَرت ووزعت مطويات (ورقية) ترد على شبهات تطعن في النبي صلي الله عليه وسلم .

ولعجزي عن رد الاتهامين الثاني والثالث تساءلت في نفسي :

ـ هل في القانون المصري بنداً يُجرَّم تكفير الحاكم ؟

ـ وهل وسوسة الشياطين لي ، أو الرؤية فيما يرى النائم ، أن الحاكم كافر ، تستوجب القبض علىّ والزج بى في المعتقل ؟

وعلى العموم فأنا لم أشرف من قبل بإصدار كتاب ، أو كتابة مقال ، أو إلقاء درس في مسجد ، أو محاضرة في مؤتمر ؛ قلت فيه أن الحاكم كافر من عدمه ، لأنني في الحقيقة لم أنشغل بالحاكم كثيراً ، لأن الحاكم أصلاً لم ينشغل بى ، وتركني لقمة سائغة لضباط أمنه يعتقلوني حينما يشاؤون ويتركوني وقتما يريدون.

*

مجلة (السفلة) المعروفة بوقاحتها دائماً ـ ليس معي أنا كما حدث مؤخراً ، إنما ـ مع المسلمين والإسلام ورب الإسلام ونبي الإسلام ، إذ أن مجلة "السفلة" هي واحدة من مدارس الصحافة الموصوفة بـ (الدعارة) ، والدعارة في عالم الصحافة أنواع عديدة , منها الدعارة الجسدية , والدعارة الفكرية , والدعارة الإعلامية , والدعارة الإعلانية , والدعارة السياسية , والدعارة الأمنية .

ومجلة (السفلة) منذ أيام رئيسة تحريرها ومؤسساتها , حتى عهد صبيان ، صبيان ، صبيان العالمة باشا ، الذين تولُّوا الآن شأنها , يشهد التاريخ على أنهم لم يتركوا صنفاً من أصناف الدعارة إلا ومارسوه بكل وقاحة وبجاحة , وكما يقول المثل العامي : (القحبة تلهيك وتأتي بالذي فيها فيك) ـ مع شديد اعتذاري للقراء عن سوء اللفظ ـ فنشروا مؤخراً مقالاً يصفونني فيه بالسفالة , وكانت حيثيات هذه الصفة القبيحة ، أنني أدافع عن النبي صلى الله عليه وسلم , وأكتب مقالات ضد غجر المهجر ، وزكريا بقلظ ، وأعوانهم ، وعملائهم في بلاد العرب ، ومصر , وأصفهم فيها بالكلاب .

وللحق أقول أنني أخطأت في إطلاق هذا الوصف ـ الكلاب ـ على هؤلاء السفلة ومجلتهم , خطأين مركبين ؛ الأول شرعي ؛ إذ لا يصح للمسلم أن يصف آدمياً مَهْما كان قذراً ووقحاً ومُنحَطاً بـ (الكلب) , إنما كان الواجب أن أقول : (كالكلب) أو (مثل الكلب) .

أما الخطأ الثاني وهو خطأ أدبي , أنني أهنت (الكلاب) وأنزلت من مقامها إلى مقام هؤلاء الغجر ، خونة التاريخ والأرض والوطن والدين والعرض.

وقال (السفلة) في مجلتهم أنني أفضح قلة أدب زكريا بطرس مع رسول الإسلام صلى الله عليه وسلم , وأفضح خيانة غجر المهجر لمصر ، وسَبِّهم للمصريين ، وشتمهم لعلماء الأمة ، ووقاحتهم في حق خير البشرية صلى الله عليه وسلم , لذا وصفوني بما فيهم من صفة (السفالة) .

أما المعنى الاصطلاحي للسفالة على حقيقتها فقد غاب عن عقولهم ، وغَيَّبوه عن قراء مجلتهم ، ألا وهو نشر الزنا والخنا والدعارة والفسق والفجور والمجون وإعلانات الخمور والصور الإباحية والنساء العرايا لزيادة نسبة المبيعات ورفع نسبة التوزيع وزيادة قيمة المكافآت المالية التي يتقاضاها رئيس التحرير وبطانته , فيأكلون من المال الحرام ما يغذي لحومهم ودمائهم ويطعمون به أمهاتهم وشقيقاتهم وأبنائهم ناراً تأكل أجسادهم.

إن السافل الحقيقي هو الصحفي الذي ينشر بوقاحة ما يسئ لكتاب الله الكريم , وما يهين النبي صلى الله عليه وسلم , وما يجرح مشاعر المسلمين , وما يعين الكافرين والمشركين على ظلم المسلمين.

إن السافل الحقيقي هو الصحفي الذي يعمل مرشداً في الشرطة , وغانية في الملهى , ودجالاً في الصحافة , وكذاباً في رصد الحقائق , وسفيهاً فيما يسوده من كتابات.

فإذا كان السفلة قد ظنوا أنهم استطاعوا تزييف القيم , وتخريب الذمم , وإحباط الهمم , وتزوير النصوص , وسلب الحقوق , وتبديل المفاهيم , فإن لغة العرب لا تخضع لهذه القوانين الإبليسية , ولن تتخلى الكلمات عن معانيها , ولن يصبح أبو إسلام سافلاً , إنما السافل هو الذي تفضحه قواميس اللغة ، حتى لو كان اسمه (كرم ) أو اسمه (كمال) أو اسمه (روزا) .

*

رسالة إلى زميلي الصحفي كرم جبر رئيس تحرير مجلة روز اليوسف , وصديقه الحميم المسيحي المتعصب سامح فوزي ـ صناعة أمريكية بتجميع مصري ـ ومن على شاكلتهما , أهمس في أذن كل واحد منكما على حدة وأقول له بالفم المليان : (طظ) .

*

أختنا الكريمة ماريان

أختنا الكريمة كريستين

بلغتني رسالتكما الطيبة , وأشكركما على صالح دعائكما , وكل القلوب تلهث إليكما بالدعاء أن يحفظكما الله ، ويثبت قلبيكما على دينه .

أما بشأن الكتاب الذي تعده ماريان للرد على ضلالات زكريا بطرس ، فأهلاً وسهلاً به , أرسليه لي بالبريد وسوف أسعى جاهداً لطبعه ونشره إن لم يكن في مصر , فليكن في عقر دار أسياد نصارى مصر في أمريكا أو كندا بمشيئة الله , ورزقي ورزقكم على الله.

*

مع كل صباح تأتيني رسالة هاتفية من مسيحي قذر تربية شوارع ، يسب فيها قرآني ورسولي , فأقول له في كل مرة, وأكرر