الفضائيات المسيحية العربية..هل تتحول إلى أحزاب دينية بديلة؟!
القاهرة: محمد جمال عرفة

تقديراتها تتراوح بين 5 إلى 32 قناة تنصيرية:

كشف الأنبا "مرقص" أحد أساقفة الكنيسة الأرثوذكسية المصرية مؤخراً عن قرب إطلاق "قناة فضائية قبطية" تابعة للكنيسة الأرثوذكسية رسمياً، "هدفها الوصول لرعايا الكنيسة ممن لا يستطيعون الحضور إلى الكنيسة"، وقال مرقص لمجلة "المصور" الحكومية المصرية عدد 15 يوليو 2005: إن القناة المنتظرة ستكون مرجعيتها الكنيسة الأرثوذكسية القبطية، وهو ما لم تؤكده أي قيادة في الكنيسة بشكل رسمي، لتصبح هذه القناة هي المعبر الرسمي عن الكنيسة المصرية.


الأنبا بسنتي: هذا التوقيت هو الأنسب لبث القناة لدعم الموقف السياسي المصري وكذلك الفكر الإصلاحي الذي
تنادي به مصر الآن!
منظمة أقباط الولايات المتحدة على الإنترنت: لم يبق أمام الأقباط سوى الاستثمار
فى الإعلام..!

أول فضائية مسيحية مصرية.. وثانية عراقية في شهر واحد وإطلاق أخرى على الإنترنت!

والأغرب أنه في الوقت الذي تستعد فيه الكنيسة المصرية لإطلاق فضائية رسمية، كشف الأنبا بسنتي أسقف حلوان والمعصرة بالقاهرة عن إطلاق قناة جديدة تسمى "أغاجبي" بدأت بثها على الإنترنت في 24 يونيو 2005م في احتفال كبير بحضور البابا شنودة وفق قوله، ويتم بثها على القمر الأوروبي من اليونان.
وقال الأنبا بسنتي: إن رجال الأعمال الأقباط داخل مصر وأقباط المهجر هم الذين سيتولون تمويل هذه القناة التي لم يبدأ بثها فضائياً، لكن بدأ بثها على الإنترنت على الموقع الخاص بها، وتم رفع علم مصر بجوار علم الكنيسة القبطية وبمصاحبة الموسيقى القبطية، أما سر توقيت البث الحالي فهو كما قال الأنبا بسنتي "إن هذا التوقيت هو الأنسب لبث القناة لدعم الموقف السياسي المصري وكذلك الفكر الإصلاحي الذي تنادي به مصر الآن"؟!
بل وتزامن هذا مع الإعلان عن قرب تدشين فضائية مسيحية عراقية أخرى تسمى (عشتار) انطلق البث التجريبي لها في 16 يونيو 2005 والتي ستعني كما يقول موقعها على الإنترنت بالدرجة الأساسية "بشعبنا الكلداني الآشوري السرياني"، غير فضائية عراقية أخرى ظهرت قبلها بشهور اسمها "أشور"!
واللافت أن إعلان تدشين هذه القنوات الفضائية المسيحية الجديدة (المصرية) جاء وفق ما أعلنه مسؤولو الكنيسة المصرية متمشياً مع الفكر الإصلاحي الجديد في مصر، وظهور عشرات الحركات والقوى السياسية والمدنية ومواقع وصحف الإنترنت التي واكبت هذه الصحوة الإصلاحية في مصر كبدلاء للأحزاب السياسية (الضعيفة) التي يتزايد الهجوم عليها في الساحة السياسية المصرية، خصوصاً بالنسبة للقوى المحجوبة أو المحرومة من التعبير عن نفسها في حزب أو صحيفة رسمية، مما يثير التساؤل حول ما إذا كانت هذه الفضائيات المسيحية بمثابة أحزاب دينية مسيحية بديلة عن فكرة إعلان أحزاب رسمية مسيحية.
وهل هذه الفضائيات المسيحية الأخرى خارج مصر (العراق) لها أجندة مختلفة طائفية تسعى لها في ظل حالة التفكيك والتركيب للقوى السياسية والطوائف في العراق عقب الاحتلال الأمريكي؟ خصوصاً أن هناك حديثاً يدور في منتديات عراقية عن تمويل خارجي لهذه الفضائيات العراقية وبعضها مسيحي.
والأهم كما يقول خبراء سياسيون مصريون هل ستكون هذه الفضائيات مجرد فضائيات دينية يقتصر دورها على المواعظ الدينية وشرح العقيدة الدينية المسيحية، أم ستتحول إلى الجانب السياسي الديني والطائفي، مما قد يغري قوى إسلامية أخرى بالتفكير في إنشاء فضائيات إسلامية جديدة.
بداية فكرة الفضائيات المسيحية


قصة هذه القنوات الفضائية المسيحية العربية تعود لعشرات السنين، حيث دار حوار في منتدى "منظمة أقباط الولايات المتحدة" على الإنترنت حول قضية إسلام زوجات الكهنة واضطهاد الأقباط، وكان مما نشر على الموقع ما يلي: "لم يبق أمام الأقباط في الوقت الحالي سوى الاستثمار في الإعلام.. لذا فالحاجة الأَولى والمُلحة الآن هي التفاف الجميع حول مشروع قناة فضائية قبطية.. ولا تخجل من فتح الملفات المتراكمة، وتكون الصوت الوطني وسط النشاز والزعيق والنهيق الإعلامي"!
واستمر النقاش على الموقع القبطي يقول: "أين رأس المال القبطى في المهجر الذى يتعاون لبناء كاتدرائيات تُكلف بعضها ملايين الدولارات؟ ألا يستحق مشروع القناة القبطية أن يتكاتف حوله الأقباط أيضا ًفي مشارق الأرض ومغاربها ويجعلوا منه مشروعاً قومياً وطنياً؟ أين رجال الأعمال الأقباط الذين يستثمرون في قنوات فضائية في العراق؟ أليس أهلكم ومصركم أولى أيضاً بقناة مثل العراق؟".
وقد عقد مؤتمر في كندا يومي 16 و17 يوليو 2004، استجدى منظموه الدعم لإنشاء محطات فضائية قبطية توجه للمنطقة العربية، وطالبوا بإلغاء أي بند في أي من الدساتير العربية ينص على أن الشريعة الإسلامية المصدر الرئيس للتشريع، وكذلك التعامل بنفس الطريقة مع المساجد والكنائس فيما يخص الإنشاء والترميم، وإتاحة الحق في التنصر بالنسبة لأصحاب الديانات الأخرى، والسماح لهم باستخراج أوراق تحقيق شخصية جديدة وإلغاء خانة الديانة من جميع الأوراق الرسمية وطلبات العمل وتغيير المناهج التعليمية؛ بحيث تكون المواطنة أساسها تحت ادعاء أن شكلها الحالي يزرع في نفوس الأطفال، الكراهية للآخر، وتدريس الحقبة القبطية في التاريخ المصري ووقف الدعم الحكومي فوراً عن كل المعاهد والمؤسسات الدينية الإسلامية وجعله من أموال الزكاة وليس من الضرائب التي يشارك في دفعها المسيحيون وتمثيل الأقباط بنسبة 20 % في الوزارات والمجالس التشريعية والسلطة القضائية والجامعات".
ويروي الكاتب الصحفي المصري "لويس جريس" في مجلة "المصور" المصرية قصة مثيرة له مع الفضائيات المسيحية يقول فيها: قبل سنوات قليلة اتصل بي الأنبا (يوسئوس) أحد رهبان الكنيسة المصرية الأرثوذكسية وقال لي إنه يفكر في إنشاء فضائية مسيحية ليس للتبشير ولكن لتعريف المسيحيين في المهجر بأحوال الدين، وطلب مني أن أساعده في قنوات جمع معلومات عن تكاليف إنشاء هذه القناة وطرق تشغيلها!
ويضيف لويس جريس: اتصلت بالمهندس صلاح حمزة العضو المنتدب لشركة "النايل سات" فقال لي: إن التكلفة في حدود 550 ألف جنيه (حوالي نصف مليون جنيه) لكن الأهم من ذلك أن حمزة قال لي: "إن القوانين في مصر تمنع من الأساس إنشاء مثل هذه القناة وبثها من مصر"، وإلى هنا انتهت قصة هذه القناة ولم أسمع بها بعد ذلك.
ويؤكد الأنبا مرقص أحد نواب البابا شنوده أن القناة الفضائية المسيحية التي سترعاها الكنيسة "ليست تبشيرية، لأنها تستهدف تعريف المسيحيين بأمور دينهم"، ويقول كذلك: "نعرف أن إنشاء قناة فضائية أمر مكلف، ولكي نبدأ فلا بد لنا من الإنتاج أولاً، وحالياً نبث بعض البرامج على قناة (سات سفن)، ومخصص لنا مساحة زمنية عليها نحاول قدر الإمكان من خلالها توصيل الرسالة الدينية".
وقد طلبنا يضيف الأنبا مرقص من الحكومة أثناء رئاسة د.كمال الجنزوي لها، تمويل هذا القناة فلم يرد علينا أحد إلى الآن!.
كم عدد القنوات المسيحية؟

حاولت حصر عدد القنوات المسيحية العربية الدينية على الأقمارالصناعية الأوروبي والقبرصي وغيرها، بيد أن المهمة كانت صعبة، ويزيدها صعوبة عدم وجود إحصاءات أو التضارب بين أرقام المؤسسات البحثية، فالقنوات المعروفة والمشهورة حالياً باستثناء القنوات المصرية والعراقية الجديدة تقترب من الخمس قنوات أبرزها قنوات "النور" و"الحياة" و"معجزة" و"عشتار" و"سات سفن".
وقد أوردت مجلة "المصور" الحكومية المصرية رقماً آخر لعدد القنوات الفضائية المسيحية عموماً قالت فيها بدون مصدر محدد: إنها بلغت 32 قناة تركز في بثها على إفريقيا وآسيا والشرق الأوسط وأمريكا اللاتينية، وتمويلها من الفاتيكان وأمريكا وغرب أوروبا، ومدعومة من بعض الحكومات الغربية وبعض المنظمات والجهات في أوروبا وأمريكا.
ويشكك د. ضياء رشوان الخبير في مركز الدراسات الإستراتيجية بالأهرام في الأرقام الضخمة التي يتم تداولها عن عدد القنوات المسيحية والتي تتراوح من خمس إلى عشر إلى 32 قناة فضائية، ولكن يؤكد أن هناك أخطاراً في كيفية معالجة بعض هذه القنوات لهموم الأقباط على طريقة قناة "الحياة" بمهاجمة الإسلام، أو على طريقة قنوات أخرى غير مصرية في تناول الملف المسيحي من زاوية طائفية.
وهناك قنوات أخرى تبث من لندن مثل قناة "سات سفن" التي تبث عليها الكنيسة المصرية بعض البرامج والتي تنشر لها إعلانات في الصحف المصرية الرسمية عن مواعيد البث أو البرامج أو المسلسلات الدينية، وهي في طريقها إلى البث من قبرص وتمويلها مصري ولبناني، وهي ذات خطاب أرثوذكسي.
ويقول فؤاد فريد مدير مكتبها في القاهرة: إنها مخصصة لمسيحيي الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وهدفها الوصول بالرسالة المسيحية إلى المنازل، وتتيح مساحة لكل الآراء والطوائف، وهي تمول من هبات الأفراد وأغلبها تبرعات تقبلها القناة منذ إنشائها منذ تسع سنوات!
هل تتحول الفضائيات لأحزاب دينية؟

وقد نفى مسؤول قبطي مصري أن يكون الغرض من هذه الفضائية الجديدة، أن تكون بديلاً لفكرة الحزب القبطي الديني الذي يعبر عن الأقباط.
بينما يؤكد د. ضياء رشوان أن الأمر مختلط، ويتوقف على ما سوف تبثه هذه القنوات، فقد تكون هذه الفضائيات تعبيراً بديلاً عن فكرة الحزب الديني، وقد تكون مجرد محطات للوعظ وشرح الدين، والأمر متوقف على معالجة القناة للمادة والموضوع.
قناة "الحياة" والهجوم على الإسلام

ومن أبرز هذه القنوات وأشدها طائفية، رغم أنها تعلن أنها قناة دينية بالأساس، قناة "الحياة" التي تبث على القمر الأوروبي وتهاجم الإسلام ونبي الإسلام، وتسعى بوضوح لتنصير المسلمين ونجحت في تشكيك بعض الفتيات المسلمات في دينهن وتنصير البعض كما روت الفتاة "زينب" قصتها في هذه الصدد لصحيفة "الأسبوع المصرية" قبل ثلاثة أسابيع بعد غياب ستة أشهر عن أسرتها في ضيافة هؤلاء المنصرين .....
ويتبرأ "الأنبا موسى" الأسقف العام وأسقف الشباب بالكنيسة المصرية من هذه القناة قائلاً: "إن الكنيسة لا تعرف شيئاً عن هذه القناة، ولا تعرف لمن تتبع، ومنذ فترة نلاحظ من سياستها وأسلوبها أنها تثير الفتنة بل وتتخطى الخطوط الحمر فتهاجم عقيدة إخواننا المسلمين، لكن عندما اجتمعنا مع مسؤولي قناة "سات سيفن" قالوا لنا: إنه لا صلة لهم بها وكذلك لا صلة بين السات والحياة"!
والقمص زكريا بطرس الذي يتصدى للتفسير الخطأ لآيات القرآن الكريم بغرض تشويهها وتشويش عقول المسلمين غير الفاهمين لدينهم، كان يخدم في إحدى كنائس إنجلترا القبطية. وقال مسؤول في مكتب البابا شنودة ل المجتمع في اتصال هاتفي رداً على موقف الكنيسة من هجوم هذا القس المستمر على الإسلام والمسلمين في الفضائيات وكنائس المهجر: "إنه تم وقفه ومنعه من دخول كل الكنائس الأرثوذكسية في الخارج وليس لنا علاقة به".
ويعمل زكريا بطرس هذا في القناة التنصيرية "الحياة" التي تبث إرسالها على القمر الصناعي (الهوت بيرد) التابع للاتحاد الأوروبي، ودأب من خلال برنامجه "أسئلة عن الإيمان" على النيل من الإسلام والمسلمين، ومن شعائرهم ومن الرسول صلى الله عليه وسلم بأقذع الألفاظ وبكلمات يعف عن ذكرها اللسان.
وسبق له أن مثُل أمام نيابة أمن الدولة العليا والنيابة العامة في مصر عدة مرات في قضايا تتعلق بالفتنة الطائفية، وخروجه على القانون المصري، وقد نقلته الكنيسة المصرية إلى أستراليا ثم نقل إلى أمريكا وهو حالياً في بريطانيا.
وتقول صحف مستقلة مصرية: إن من الأمور المثيرة للدهشة والتقزز في آن واحد، تعمد بث قناة "الحياة" برامج جنسية مثيرة (بورنو) قبل أن يبدأ البث العربي التنصيري ليلاً، ربما لجذب الشباب إليها قبل زعزعة ثوابت دينهم بالفقرات التبشيرية!
175 فيلماً مسيحياً
ويبدو أن قضية تدشين فضائية مسيحية مصرية ليس سوى أحد محاور خطة إعلامية متكاملة تسعى منظمات مسيحية قبطية في المهجر كما تقول في منتدياتها من خلالها لإنشاء "إعلام مسيحي" مستقل يعبر عن المسيحيين، بما يتضمنه ذلك من نشر أنباء الأقباط ومطالبهم، وشكاواهم، غير عشرات الأفلام الدينية المسيحية التي تنتجها الكنائس.
فالكنائس المصرية خصوصاً الأرثوذكسية دأبت على إنتاج عشرات الأفلام المسيحية ذات الطابع الديني وتسويقها عبر الكنائس والقنوات المسيحية مثل (سات 7) و(الحياة) و( ميريكال) أو المعجزة، وبين أقباط المهجر في الدول الغربية، وكلها تدور حول قصص الأنبياء والقديسين.
حيث تشير إحصاءات مصرية نشرتها صحف مصرية يوم 28 مايو 2004 إلى أن عدد الأفلام المسيحية التي تنتجها الكنائس وتعرض داخلها أو على القنوات المسيحية الفضائية وبين أقباط المهجر ولا تعرض على الجمهور العادي في مصر بلغ 175 فيلماً في خلال ال 17 عاماً الماضية بواقع عشرة أفلام سنوياً تقريباً، وهو عدد يفوق الأفلام التي تنتجها أستديوهات السينما المصرية والتي تقل كثيراً عن عشرة أفلام.
وقد بدأ ظهور هذه الأفلام المسيحية الخالصة التي تصور قصص الأنبياء والقديسين وقصصاً اجتماعية تربوية مسيحية منذ عام 1987م وكان أولها باسم "الأنبا إبرام"، وتبعه سيل من هذه الأفلام التي تباع في المكتبات المسيحية في مصر وفي أكشاك الصحف ومعارض الكتب بأسعار زهيدة للغاية، حيث تقل تكاليف هذه الأفلام كثيراً عن الأفلام العادية وتصل إلى 150 ألف جنيه مصري.
والظاهرة اللافتة للنظر أن الكنائس المصرية لا تنتج الأفلام فقط، بل قامت بتنظيم مهرجانات للفيلم المصري تحت أسماء مسيحية مثل "مهرجان المركز الكاثوليكي"، و"مهرجان الأفلام المسيحية الأرثوذكسية"، وبعضها مثل المركز الكاثوليكي يضاهي مهرجانات الأفلام المختلفة ويقدم جوائز لأفضل الأفلام وأفضل الممثلين، ولا يشترط أن تكون الأفلام مسيحية بل غالباً ما يقوم بتقييم الأفلام الجماهيرية العادية في السوق المصرية.
ويعترض على هذه الظاهرة الأفلام والمهرجانات المسيحية أيضاً نقاد مصريون ويتحفظون عليها ويقولون: إنها نوع من التعصب؛ خصوصاً أن بعضها يصل إلى حد تقسيم نفسه إلى مذاهب ( كاثوليكي وأرثوذكسي) وليس فقط أديان.
من يقف وراء قنوات العراق المسيحية؟
وقد لفت هجوم بعض الأقباط المصريين على رجال الأعمال الأقباط في منتدى منظمة أقباط الولايات المتحدة واتهامهم بتمويل فضائيات مسيحية عراقية دون المصرية، تساؤلات حول هذه الفضائيات المسيحية العراقية التي بدأت تنتشر بدورها داخل العراق مستعينة بحالة الفوضى التي تعيش فيها البلاد، وبحجة اضطهاد المسيحيين هناك والهجوم على كنائسهم.
حيث انطلق يوم 16 يونيو الماضي 2005 البث التجريبي لقناة (عشتار) الفضائية والتي ستعنى بالدرجة الأساسية كما يقول إعلان بثها "بشعبنا الكلداني الآشوري السرياني، وتعكس التاريخ العريق لهذه المكونات والدور الذي يمكن أن تضطلع به في العراق الجديد".
ومع أن إعلان بث القناة يقول: إن "فضائية عشتار قناة تلفزيونية مستقلة تماماً وبعيدة عن التوجهات الحزبية والميول الطائفية أو القومية المتعصبة، وستكون معظم برامجها باللغة السريانية، بالإضافة إلى برامج وتقارير بالعربية والكردية وستبث القناة برامجها من مدينة "عنكاوا" العراقية وستغطي العراق والشرق الأوسط وإفريقيا وأوربا وأمريكا وكندا، فقد لوحظ تزامن انطلاق فضائية عشتار بعد أيام معدودات من بدء البث التجريبي لفضائية أخرى هي (آشور) من بغداد، وانطلاق تساؤلات في صورة شكوك عبر منتديات مسيحية عراقية تتساءل: "هل دعم بعض الخيرين كافٍ لإطلاق قناة فضائية"؟
فعلى سبيل المثال كتب المحامي "إلياس بيت شمعون" من كولورادو بالولايات المتحدة على موقع "المحطة" يقول: "شخصياً لا أومن أبداً بأن مجموعة خيرة من أبناء شعبنا الكلدوآشوري السرياني قادرة على إطلاق فضائية تحتاج إلى ملايين الدولارات من أجل ديمومتها واستمرارها، بالإضافة إلى بنية تحتية من أستوديوهات للأخبار والبرامج وبناية المحطة والديكورات والكادر العامل الذي لا يقل في حده الأدنى عن 100 شخص، ومبلغ لا يقل عن 150 ألف دولار أمريكي كقدرة تشغيلية شهرية، أي أن المحطة الفضائية تحتاج لإطلاقها مع توفير كل المستلزمات لدورة تلفزيونية مدتها ثلاثة أشهر إلى مليوني دولار أمريكي، فهل بمقدور هؤلاء الخيرين من أبناء شعبنا الأفاضل توفير هذا المبلغ لإطلاق الفضائية، ومن ثم الاستمرار في توفير الدعم اللازم لديمومة هذه القناة؟ أم أن هناك جهات أخرى تقف خلفها وتمولها لغايات قد تكون غير معروفة لغير المطلعين على سير الأمور؟ أنا شخصياً أرجح التساؤل الثاني لكونه الأقرب إلى المنطق ومن ثم الحقيقة، أما ما الجهة التي تقف وراءها فلا يبدو الأمر بعيداً عن الإدراك...". بالطبع لم يتطرق إلياس للتمويل الغربي والأمريكي المحتمل لبعض القنوات المسيحية، وتمويل بعض رجال الأعمال المسيحيين العرب لهذه القنوات، مع الأخذ في الاعتبار أن لهؤلاء مشاريع مشتركة مع الأوروبيين والأمريكان في مجالات عدة.
وبعد.. إذا كانت هذه الظاهرة غير معروفة لكثير من الجماهير المسلمة فهل هي خافية على الحكومات العربية والإسلامية؟ أليس هناك من يغار على الإسلام والمسلمين ويعمل لصد هذه الهجمة الإعلامية الخطيرة بإنشاء فضائيات إسلامية جديدة إضافة لما هو موجود؛ دفاعاً عن الدين ودحراً لحملات التشويه والافتراء ضده.
..................................................
المصدر: منتديات الحصن النفسي