مِيْلادُ المسِيْحِ العُذْرَاوِيّْ بين القرآن و العهد الجديد

آخـــر الـــمـــشـــاركــــات


مـواقـع شـقــيـقـة
شبكة الفرقان الإسلامية شبكة سبيل الإسلام شبكة كلمة سواء الدعوية منتديات حراس العقيدة
البشارة الإسلامية منتديات طريق الإيمان منتدى التوحيد مكتبة المهتدون
موقع الشيخ احمد ديدات تليفزيون الحقيقة شبكة برسوميات شبكة المسيح كلمة الله
غرفة الحوار الإسلامي المسيحي مكافح الشبهات شبكة الحقيقة الإسلامية موقع بشارة المسيح
شبكة البهائية فى الميزان شبكة الأحمدية فى الميزان مركز براهين شبكة ضد الإلحاد

يرجى عدم تناول موضوعات سياسية حتى لا تتعرض العضوية للحظر

 

       

         

 

    

 

 

    

 

مِيْلادُ المسِيْحِ العُذْرَاوِيّْ بين القرآن و العهد الجديد

النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: مِيْلادُ المسِيْحِ العُذْرَاوِيّْ بين القرآن و العهد الجديد

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Apr 2005
    المشاركات
    28
    آخر نشاط
    17-06-2006
    على الساعة
    09:14 AM

    مِيْلادُ المسِيْحِ العُذْرَاوِيّْ بين القرآن و العهد الجديد

    الحمد لله رب العالمين ، و الصلاة و السلام على خير خلق الله أجمعين سيدنا محمد و على آله و صحبه و سلم ، و بعد .
    لا يوجد من بين المسلمين مؤمناً لا يعتقد في أن مريم ابنة عمران عليها السلام قد انجبت عيسى المسيح ، عليه السلام ، دون أن تتصل برجل كعادة أهل الأرض . بل أن ذلك الميلاد العذراوي كان حدثا فريدا أراد الله تعالى أن يشهد عليها بنى اسرائيل ، و جاء ذكرها في القرآن الكريم لتظل معجزة تدل على قدرة الخالق عز و جل إلى أن يرث الله الأرض و من عليها .
    و على الرغم من أن اليهود ، و هم شهداء ذلك الحدث العظيم ، قد كذّبوا به و أنكروه ، و لم يكتفوا بذلك بل رموا المرأة الصالحة بأقذر التُّهم التي يمكن أن توصف بها النساء ، ألا أن تلك المعجزة قد ورد ذكرها في العهد الجديد الذي سطره النصارى الأوائل بأيديهم ، و قد صار عقيدة راسخة في وجدان كافة طوائف النصارى المختلفة . و لكن هل أدركوا مغزى تلك المعجزة أو أمنوا بحكمة الله تعالى من ورائها ؟! ذلك سؤال هام نحاول أن نعثر على اجابته الأن .
    ميلاد المسيح ، عليه السلام ، في القرآن الكريم :
    ورد ذكر العذراء مريم ، عليها السلام ، في أكثر من موضع بالقرآن الكريم ، فمثلا في سورة آل عمران نقرأ عن اصطفاء الله تعالى لآل عمران : ) إِنّ اللّهَ اصْطَفَىَ آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ , ذُرّيّةً بَعْضُهَا مِن بَعْضٍ وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ( - آل عمران : 33 – 34 ، فيكون اصطفاء الله تعالى لهم متمثلا في أنه قد جعل نبيه و رسوله عيسى المسيح ، عليه السلام ، واحدا منهم إذ جاء من نسلهم من جهة الأم ، فضلا عن أنهم كانوا قوم أتقياء القلب يخشون الله و يطيعون أحكامه حتى و هم يعيشون بين بني إسرائيل الذين وصفهم الله تعالى بقسوة القلب . و تكمل الأيات الكريمة ذكر قصة مريم فتقول : ) إِذْ قَالَتِ امْرَأَةُ عِمْرَانَ رَبّ إِنّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرّراً فَتَقَبّلْ مِنّي إِنّكَ أَنتَ السّمِيعُ الْعَلِيمُ , فَلَمّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبّ إِنّي وَضَعْتُهَآ أُنْثَىَ وَاللّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذّكَرُ كَالاُنْثَىَ وَإِنّي سَمّيْتُهَا مَرْيَمَ وِإِنّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرّيّتَهَا مِنَ الشّيْطَانِ الرّجِيمِ , فَتَقَبّلَهَا رَبّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنبَتَهَا نَبَاتاً حَسَناً وَكَفّلَهَا زَكَرِيّا كُلّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِندَهَا رِزْقاً قَالَ يَمَرْيَمُ أَنّىَ لَكِ هَـَذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِندِ اللّهِ إنّ اللّهَ يَرْزُقُ مَن يَشَآءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ ( - آل عمران : 34 – 36 ، و هذه شهادة صلاح و تقوى للسيدة العذراء من لدن حكيم عليم ، و هذا ما جعل الملائكة تبشرها باصطفاء المولى ، عز وجل ، لها أثناء تعبّدها في بيت المقدس : ) وَإِذْ قَالَتِ الْمَلاَئِكَةُ يَمَرْيَمُ إِنّ اللّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَىَ نِسَآءِ الْعَالَمِينَ , يَمَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبّكِ وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرّاكِعِينَ ( - آل عمران : 42 – 43 ، و أيضا قد بشرتها بمولد نبي الله عيسى عليه السلام : ) إِذْ قَالَتِ الْمَلآئِكَةُ يَمَرْيَمُ إِنّ اللّهَ يُبَشّرُكِ بِكَلِمَةٍ مّنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهاً فِي الدّنْيَا وَالاَخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرّبِينَ , وَيُكَلّمُ النّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلاً وَمِنَ الصّالِحِينَ , قَالَتْ رَبّ أَنّىَ يَكُونُ لِي وَلَدٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ قَالَ كَذَلِكَ اللّهُ يَخْلُقُ مَا يَشَآءُ إِذَا قَضَىَ أَمْراً فَإِنّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ ( آل عمران : 44 – 46 ، و يرد ذكر القصة بتفصيل أكثر في سورة مريم : ) وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ انتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَاناً شَرْقِياً , فَاتّخَذَتْ مِن دُونِهِم حِجَاباً فَأَرْسَلْنَآ إِلَيْهَآ رُوحَنَا فَتَمَثّلَ لَهَا بَشَراً سَوِيّاً , قَالَتْ إِنّيَ أَعُوذُ بِالرّحْمَـَنِ مِنكَ إِن كُنتَ تَقِيّاً , قَالَ إِنّمَآ أَنَاْ رَسُولُ رَبّكِ لاَِهَبَ لَكِ غُلاَماً زَكِيّاً , قَالَتْ أَنّىَ يَكُونُ لِي غُلاَمٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيّاً , قَالَ كَذَلِكَ قَالَ رَبّكَ هُوَ عَلَيّ هَيّنٌ وَلِنَجْعَلَهُ آيَةً لّلْنّاسِ وَرَحْمَةً مّنّا وَكَانَ أَمْراً مّقْضِيّاً , فَحَمَلَتْهُ فَانْتَبَذَتْ بِهِ مَكَاناً قَصِيّاً , فَأَجَآءَهَا الْمَخَاضُ إِلَىَ جِذْعِ النّخْلَةِ قَالَتْ يَلَيْتَنِي مِتّ قَبْلَ هَـَذَا وَكُنتُ نَسْياً مّنسِيّاً , فَنَادَاهَا مِن تَحْتِهَآ أَلاّ تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبّكِ تَحْتَكِ سَرِيّاً , وَهُزّىَ إِلَيْكِ بِجِذْعِ النّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَباً جَنِيّاً , فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرّي عَيْناً فَإِمّا تَرَيِنّ مِنَ البَشَرِ أَحَداً فَقُولِيَ إِنّي نَذَرْتُ لِلرّحْمَـَنِ صَوْماً فَلَنْ أُكَلّمَ الْيَوْمَ إِنسِيّاً , فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَهَا تَحْمِلُهُ قَالُواْ يَمَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئاً فَرِيّاً , يَأُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمّكِ بَغِيّاً , فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ قَالُواْ كَيْفَ نُكَلّمُ مَن كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيّاً , قَالَ إِنّي عَبْدُ اللّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيّاً , وَجَعَلَنِي مُبَارَكاً أَيْنَ مَا كُنتُ وَأَوْصَانِي بِالصّلاَةِ وَالزّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيّاً , وَبَرّاً بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبّاراً شَقِيّاً , وَالسّلاَمُ عَلَيّ يَوْمَ وُلِدْتّ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيّاً , ذَلِكَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ قَوْلَ الْحَقّ الّذِي فِيهِ يَمْتُرُونَ , مَا كَانَ للّهِ أَن يَتّخِذَ مِن وَلَدٍ سُبْحَانَهُ إِذَا قَضَىَ أَمْراً فَإِنّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ ( مريم : 16 – 35 ، و يُفهم من القصة القرآنية خضوع السيدة مريم ، عليها السلام ، لأمر ربها رغم أن كيفية حدوثة قد فاقت حد تصورها حتى حدثت الولادة ، فعادت به إلى قومها فاستنكروا عليها ذلك و طلبوا منها تفسيرا فأشارت إليه في صمت أن كلّموه ، فكانت معجزة إلهية أخرى أن تحدث الصبي الذي في المهد معلنا براءة أمة مما نسبوه إليها من التّهم . و قد كان في ذلك أيـة لقوم يعقلون . كان مراد الخالق عز وجل أن يوضح مدى قدرته لبني إسرائيل في خلق نبي لهم فتكون معجزة ميلاده أدعى لأن يؤمنوا به عند تكليفه بالرسالة ، و يكون فيها آية لخلقه فمن شاء فليؤمن و من شاء فليكفر و ما يضل بها إلا الفاسقين .
    تلك كانت قصة ميلاد المسيح ، عليه السلام ، كما وردت بالقرآن الكريم ، حديث الحق من لدن الرحمن ، فهو يؤكد المعجزة و يقضى على شائعات اليهود و تشككات النصارى ، و لو كان من عند غير الله لشايع هؤلاء أو هؤلاء ، أو لترك الأمر كله فيترك الكذب يطغي على الصدق ! و لكن الحق تبارك و تعالى ينصر الصدق في النهاية و يقضي على الكاذبين ! و لنرى الأن كيف وردت قصة الميلاد بالعهد الجديد ، و هل أمن بها النصارى كما أراد ربهم ؟
    ميلاد المسيح ، عليه السلام ، في العهد الجديد :
    عندما شرع كتاب الأناجيل تدوين اسفارهم لكان الشغل الشاغل لهم هو اثبات أن عيسى ، عليه السلام ، هو ذلك المسيح الذي طال انتظار اليهود له ليخلصهم من ذل عبودية الرومان و يعيد لهم زهاء مملكتهم القديمة و يكون هو ملكا عليهم وارثا كرسي أبيه داوود النبي عليه السلام . أما الحكمة التي كانت وراء ذلك فلم يكونوا يفكروا فيها لأنهم ، كبني إسرائيل ، قد ابتغوا عرض الحياة الدنيا و نسوا ما وراء ذلك .
    هذا ما تدركه تماما عندما تقرأ قصة ميلاد المسيح ، عليه السلام ، في انجيل متى : ( أَمَّا وِلاَدَةُ يَسُوعَ الْمَسِيحِ فَكَانَتْ هَكَذَا: لَمَّا كَانَتْ مَرْيَمُ أُمُّهُ مَخْطُوبَةً لِيُوسُفَ قَبْلَ أَنْ يَجْتَمِعَا وُجِدَتْ حُبْلَى مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ. (19) فَيُوسُفُ رَجُلُهَا إِذْ كَانَ بَارّاً وَلَمْ يَشَأْ أَنْ يُشْهِرَهَا أَرَادَ تَخْلِيَتَهَا سِرّاً. (20) وَلَكِنْ فِيمَا هُوَ مُتَفَكِّرٌ فِي هَذِهِ الأُمُورِ إِذَا مَلاَكُ الرَّبِّ قَدْ ظَهَرَ لَهُ فِي حُلْمٍ قَائِلاً: «يَا يُوسُفُ ابْنَ دَاوُدَ لاَ تَخَفْ أَنْ تَأْخُذَ مَرْيَمَ امْرَأَتَكَ لأَنَّ الَّذِي حُبِلَ بِهِ فِيهَا هُوَ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ. (21) فَسَتَلِدُ ابْناً وَتَدْعُو اسْمَهُ يَسُوعَ لأَنَّهُ يُخَلِّصُ شَعْبَهُ مِنْ خَطَايَاهُمْ». (22) وَهَذَا كُلُّهُ كَانَ لِكَيْ يَتِمَّ مَا قِيلَ مِنَ الرَّبِّ بِالنَّبِيِّ: (23) «هُوَذَا الْعَذْرَاءُ تَحْبَلُ وَتَلِدُ ابْناً وَيَدْعُونَ اسْمَهُ عِمَّانُوئِيلَ» (الَّذِي تَفْسِيرُهُ: اَللَّهُ مَعَنَا). (24) فَلَمَّا اسْتَيْقَظَ يُوسُفُ مِنَ النَّوْمِ فَعَلَ كَمَا أَمَرَهُ مَلاَكُ الرَّبِّ وَأَخَذَ امْرَأَتَهُ. (25) وَلَمْ يَعْرِفْهَا حَتَّى وَلَدَتِ ابْنَهَا الْبِكْرَ. وَدَعَا اسْمَهُ يَسُوعَ. ) متى 1 : 18-25 .
    فقد أورد قصة الميلاد العذراوي لكي يحقق لليهود بها نبوءة قديمة ورد ذكرها في سفر إشعيا بالعهد القديم ، و لكن بدراسة تلك النبوءة نقرأ : ( ثُمَّ عَادَ الرَّبُّ فَقَالَ لِآحَازَ:(11) «اُطْلُبْ لِنَفْسِكَ آيَةً مِنَ الرَّبِّ إِلَهِكَ. عَمِّقْ طَلَبَكَ أَوْ رَفِّعْهُ إِلَى فَوْقٍ».(12) فَقَالَ آحَازُ: «لاَ أَطْلُبُ وَلاَ أُجَرِّبُ الرَّبَّ». (13)فَقَالَ: «اسْمَعُوا يَا بَيْتَ دَاوُدَ. هَلْ هُوَ قَلِيلٌ عَلَيْكُمْ أَنْ تُضْجِرُوا النَّاسَ حَتَّى تُضْجِرُوا إِلَهِي أَيْضاً؟ (14) وَلَكِنْ يُعْطِيكُمُ السَّيِّدُ نَفْسُهُ آيَةً: هَا الْعَذْرَاءُ تَحْبَلُ وَتَلِدُ ابْناً وَتَدْعُو اسْمَهُ «عِمَّانُوئِيلَ». (15) زُبْداً وَعَسَلاً يَأْكُلُ مَتَى عَرَفَ أَنْ يَرْفُضَ الشَّرَّ وَيَخْتَارَ الْخَيْرَ. (16) لأَنَّهُ قَبْلَ أَنْ يَعْرِفَ الصَّبِيُّ أَنْ يَرْفُضَ الشَّرَّ وَيَخْتَارَ الْخَيْرَ تُخْلَى الأَرْضُ الَّتِي أَنْتَ خَاشٍ مِنْ مَلِكَيْهَا». ) إشعيا 7 : 10-16 . فهي تحكي عن شخص اسمه ( آحاز ) أعطاه ربه أية لتدله على انه سينتصر على أعدائه في مدة وجيزة و هي تلك المدة التي تلد فيها العذراء ولدا إلى أن يعرف ذلك الصبي الخير من الشر أي أن الموضوع لا علاقة له أصلا بالمسيح و لا هو نبوءة عنه .
    و إذا درسنا النص العبري لنبوءة اشعيا : (יד**לָכֵן יִתֵּן אֲדֹנָי הוּא, לָכֶם--אוֹת:* הִנֵּה הָעַלְמָה, הָרָה וְיֹלֶדֶת בֵּן, וְקָרָאת שְׁמוֹ, עִמָּנוּ אֵל. ) ، و قد تُرجم إلى الإنجليزية هكذا :-
    (Isa 7:14 Therefore the Lord himself will give you a sign: behold, a virgin shall conceive, and bear a son, and shall call his name Immanuel.) – ASV1901
    نجد أن المترجم قد جانبه الصواب عندما ترجم ) העלמה – علماه ( إلى العذراء أو virgin ، في حين أن الكلمة تعني المرأة الشابة ( young woman) سواءا كانت عذراء أم ثيبا ، أما ذكرها مسبوقة بأداة التنكير a في الترجمة الإنجليزية تدل على أن الحديث لم يكن عن امرأة بعينها و لكنه كان على أي امرأة دون تعريف .
    و إذا راجعنا ترجمة اليهود للعهد القديم ، و هم أصحاب الكتاب الأصليين ، إلى الإنجليزية نجد النص كالتالي :-
    (14 Therefore the Lord Himself shall give you a sign: behold, the young woman shall conceive, and bear a son, and shall call his name Immanuel.)
    أي أن نص نبوءة إشعيا في العهد القديم مختلف عن نص انجيل متى ، فماذا كان مراد كاتب الإنجيل ؟.. كان يريد اثبات انطباق عقيدة المسيح المخلص بأي حال من الأحوال على عيسى ، عليه السلام ، مهما كانت الوسيلة .
    و إذا انتقلنا إلى انجيل مرقس ، و هو أول الأناجيل تدوينا كما تخبرنا التقاليد المسيحية ، نجد بدايته عند عمادة عيسى ، عليه السلام ، على يد يوحنا المعمدان ( يحيى بن زكريا عليهما السلام ) في نهر الأردن دون أن يذكر شيء عن مولده . و ربما لأن ذلك الإنجيل ، كما تخبرنا التقاليد المسيحية أيضا ، قد دوّن للرومان الوثنيين الذين لم يكونوا ليقبلوا أو ليصدقوا ميلاد المسيح من عذراء أبدا مهما كانت النبوءات و الأدلة ! و في هذا اهمال للمعجزة الكبرى ، و لعله اعتمد على علم اليهود بها و إن لم يكن في ذلك الكفاية ؛ و عليه فيكون موقفه في عدم ذكره لتلك المعجزة جد غير مفهوم البتة .
    أما لو ردسنا انجيل لوقا ، الذي كان يكتب كل شيء من الأول بتدقيق ، فإننا نجد ذكرا مفصلا بعض الشيء ، و لنقرأ النص : ( وَفِي الشَّهْرِ السَّادِسِ أُرْسِلَ جِبْرَائِيلُ الْمَلاَكُ مِنَ اللهِ إِلَى مَدِينَةٍ مِنَ الْجَلِيلِ اسْمُهَا نَاصِرَةُ (27) إِلَى عَذْرَاءَ مَخْطُوبَةٍ لِرَجُلٍ مِنْ بَيْتِ دَاوُدَ اسْمُهُ يُوسُفُ. وَاسْمُ الْعَذْرَاءِ مَرْيَمُ. (28) فَدَخَلَ إِلَيْهَا الْمَلاَكُ وَقَالَ: «سَلاَمٌ لَكِ أَيَّتُهَا الْمُنْعَمُ عَلَيْهَا! اَلرَّبُّ مَعَكِ. مُبَارَكَةٌ أَنْتِ فِي النِّسَاءِ». (29) فَلَمَّا رَأَتْهُ اضْطَرَبَتْ مِنْ كَلاَمِهِ وَفَكَّرَتْ مَا عَسَى أَنْ تَكُونَ هَذِهِ التَّحِيَّةُ! (30) فَقَالَ لَهَا الْمَلاَكُ: «لاَ تَخَافِي يَا مَرْيَمُ لأَنَّكِ قَدْ وَجَدْتِ نِعْمَةً عِنْدَ اللهِ. (31) وَهَا أَنْتِ سَتَحْبَلِينَ وَتَلِدِينَ ابْناً وَتُسَمِّينَهُ يَسُوعَ. (32) هَذَا يَكُونُ عَظِيماً وَابْنَ الْعَلِيِّ يُدْعَى وَيُعْطِيهِ الرَّبُّ الإِلَهُ كُرْسِيَّ دَاوُدَ أَبِيهِ (33) وَيَمْلِكُ عَلَى بَيْتِ يَعْقُوبَ إِلَى الأَبَدِ وَلاَ يَكُونُ لِمُلْكِهِ نِهَايَةٌ». (34) فَقَالَتْ مَرْيَمُ لِلْمَلاَكِ: «كَيْفَ يَكُونُ هَذَا وَأَنَا لَسْتُ أَعْرِفُ رَجُلاً؟» (35) فَأَجَابَ الْمَلاَكُ: «اَلرُّوحُ الْقُـدُسُ يَحِلُّ عَلَيْكِ وَقُوَّةُ الْعَلِيِّ تُظَلِّلُكِ فَلِذَلِكَ أَيْضاً الْقُدُّوسُ الْمَوْلُودُ مِنْكِ يُدْعَى ابْنَ اللهِ. ) لوقا 1 : 26-35 ، و قد نجد تشابها ما بينها و بين القصة الواردة في القرآن في سورة مريم ، و لكن هذا التشابه يتبدد مع الإصحاح التالي : ( وَفِي تِلْكَ الأَيَّامِ صَدَرَ أَمْرٌ مِنْ أُوغُسْطُسَ قَيْصَرَ بِأَنْ يُكْتَتَبَ كُلُّ الْمَسْكُونَةِ. (2) وَهَذَا الاِكْتِتَابُ الأَوَّلُ جَرَى إِذْ كَانَ كِيرِينِيُوسُ وَالِيَ سُورِيَّةَ. (3) فَذَهَبَ الْجَمِيعُ لِيُكْتَتَبُوا كُلُّ وَاحِدٍ إِلَى مَدِينَتِهِ. (4) فَصَعِدَ يُوسُفُ أَيْضاً مِنَ الْجَلِيلِ مِنْ مَدِينَةِ النَّاصِرَةِ إِلَى الْيَهُودِيَّةِ إِلَى مَدِينَةِ دَاوُدَ الَّتِي تُدْعَى بَيْتَ لَحْمٍ لِكَوْنِهِ مِنْ بَيْتِ دَاوُدَ وَعَشِيرَتِهِ (5) لِيُكْتَتَبَ مَعَ مَرْيَمَ امْرَأَتِهِ الْمَخْطُوبَةِ وَهِيَ حُبْلَى. (6) وَبَيْنَمَا هُمَا هُنَاكَ تَمَّتْ أَيَّامُهَا لِتَلِدَ. (7) فَوَلَدَتِ ابْنَهَا الْبِكْرَ وَقَمَّطَتْهُ وَأَضْجَعَتْهُ فِي الْمِذْوَدِ إِذْ لَمْ يَكُنْ لَهُمَا مَوْضِعٌ فِي الْمَنْزِلِ. ) – لوقا 2 : 1-7 ، فهاهم يتركون بلدتهم ( الناصرة ) إلى ( بيت لحم ) و هذا ليحقق نبوءة قديمة أنه سيولد في مدينة داوود ؛ أي أن كاتب الإنجيل أيضا يسعى وراء نبوءة قديمة و لا يتدبر حقيقة المعجزة .
    أما بالنسبة لإنجيل يوحنا ، و الذي تعلمنا التقاليد المسيحية أنه يتكلم عن المسيح الإله ، فلا ذكر هنا لمولده من البشر و الذي قد يتنافى مع ألوهيته المزعومة ، و هذا هو سبب عدم ذكر قصة الميلاد .
    سلسلة نسب المسيح :
    و من أكبر الأخطاء التي وقع فيها كتاب الأناجيل من عدة أوجه هو ذكر سلسلة نسب المسيح ، و الذي ينسبونه ليوسف النجار الذي هو من احفاد داوود النبي عليه السلام . و لعلهم بذلك يسعون وراء اثبات نبوءة أن المسيح المخلص سوف يكون من احفاد داوود و سيملك على قومه مستعيدا عرش أبيه .
    حقا لقد وقع هؤلاء الكتاب في مأزق عجيب ، بل و في تناقض صارخ ! فبينما يقررون أن عيسى ، عليه السلام ، قد ولد من مريم دوت أت تتصل برجل ، يعودون فيقررون أن عيسى من نسل داوود نسبه إلى يوسف النجار !! و لو كان ذلك من ناحية أمه مريم لكان الأمر مقبولا ، و لكنهم ينسبونه إلى يوسف النجار فيثبتوا إذن ما يقوله اليهود عن أمه الصديقة أعاذها الله من ألسنتهم و مما يقولون . يقول انجيل متى : ( كِتَابُ مِيلاَدِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ ابْنِ دَاوُدَ ابْنِ إِبْراهِيمَ... وَيَعْقُوبُ وَلَدَ يُوسُفَ رَجُلَ مَرْيَمَ الَّتِي وُلِدَ مِنْهَا يَسُوعُ الَّذِي يُدْعَى الْمَسِيحَ.) متى 1 : 1-16 ، أيضا يقول انجيل لوقا : ( وَلَمَّا ابْتَدَأَ يَسُوعُ كَانَ لَهُ نَحْوُ ثَلاَثِينَ سَنَةً وَهُوَ عَلَى مَا كَانَ يُظَنُّ ابْنَ يُوسُفَ بْنِ هَالِي ... ) لوقا 3 : 23 . ناهيك عن بعض الأخطاء في الأنساب قد وقعوا فيها خلال سردهم للنسب المزيف ، و لكننا لا نتطرق إليها هنا مخافة ألا نخرج عن الموضوع .
    و هكذا فإن كتاب الأناجيل ربطوا بين عيسى و داوود علهما السلام برابطة الدم و القرابة ، و جعلوا أولهم فرعا للثاني و خارجا من صلبه ، و كل هذا عن طريق رجل تؤكد الأناجيل أنه لم يقترب لمريم قبل حملها بعيسى ، عليه السلام ، فكيف يسوغ هذا في العقل و المنطق ؟! الواقع أنهم هنا قد وقعوا في مأزق خطير ؛ لقد ألبسوا عيسى ، عليه السلام ، ثوب المسيح المخلص الذي ينتظره اليهود ، و ذلك عن طريق النبوءات التي أوردوها مقتطعة من سياقها ، و لم يعد إلا أن يكون من نسل داوود ، عليه السلام ، فما كان منهم إلا ذكر هذا النسب الملفق لحل المشكلة !!.. فعلوا هذا في الوقت الذي اختار فيه الخالق ، عز و جل ، مريم ابنة عمران لتلد إحدى معجزاته إلى الناس كافة . فشوهوا بذلك قيمة تلك المعجزة ، و هم بذلك قد أساءوا لنبيهم الكريم عيسى ، عليه السلام ، بأن جردوه من حيث لا يشعرون من معجزة ميلاده دون زرع رجل ، و هم بذلك قد فضلوا اسطورة المسيح المخلص على حقيقة عيسى النبي ابن العذراء !
    كل هذا قد دعا الكثيرين إلى اغفال ذكر حادث الميلاد لما أحاط به من شبهات لدى اليهود ، حتى أن بعض تلاميذ المسيح ، عليه السلام ، كانوا يعرفونه بأنه ابن يوسف النجار ؛ نقرأ في انجيل يوحنا : ( فِيلُبُّسُ وَجَدَ نَثَنَائِيلَ وَقَالَ لَهُ: «وَجَدْنَا الَّذِي كَتَبَ عَنْهُ مُوسَى فِي النَّامُوسِ وَالأَنْبِيَاءُ: يَسُوعَ ابْنَ يُوسُفَ الَّذِي مِنَ النَّاصِرَةِ». ) – يوحنا 1 : 45 . أيضا في انجيل متى : ( أَلَيْسَ هَذَا ابْنَ النَّجَّارِ؟ أَلَيْسَتْ أُمُّهُ تُدْعَى مَرْيَمَ وَإِخْوَتُهُ يَعْقُوبَ وَيُوسِي وَسِمْعَانَ وَيَهُوذَا؟ ) متى 13 : 55 .
    كلمة أخيرة :
    و هكذا رأينا قصة ميلاد عيسى ، عليه السلام ، كما ذكرها القرآن الكريم و كما ذكرتها الأناجيل . رأينا أن كتاب الأناجيل ، سعيا وراء اسطورة قديمة ، و تهافتوا على استدعاء آيات العهد القديم و استنطاق انبيائه قسرا و تحوير كلماته و رواياته لتنطبق على عيسى ، عليه السلام ، بل قد شكلوا ذلك النبي الكريم ليوضع في قالب المخلص الذي يريدونه لا كما يريد هو ، و هم بذلك قد طمسوا معجزة قلما يعاصرها بنى البشر مما يقلل من قيمتها في عيون كثير من الباحثين .
    يقول وول ديورانت : ( أما القصص التي أذاعها سلسس فيما بعد عن مريم و الجندي الروماني فالنقاد مجمعون على أنها افتراء سخيف ، و أقل من هذا سخفا تلك التي تذكر ما تذكر في الأناجيل المحذوفة عن مولد المسيح في كهف أو اسطبل ، و عن سجود الرعاة و المجوس له و عبادتهم اياه ، و عن مذبحة الأطفال الأبرياء ، و الفرار من مصر . و إن كان العقل الناضج لا يرى ضيرا في هذا الشعر ( التراث ) الشعبي .. و لكن يبدو ان مولد المسيح من عذراء قد نشأ في عصر متأخر عن الإعتقاد بأنه من نسل داوود ) – قصة الحضارة 3/214 .
    و صدق الله العظيم إذ يقول :-
    ) إِنّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَىَ لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ ( - ق : 37
    و أخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين ، و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
    كتبه الأخ / طارق
    التعديل الأخير تم بواسطة السيف البتار ; 09-05-2005 الساعة 06:05 PM

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Mar 2005
    المشاركات
    14,298
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    07-06-2019
    على الساعة
    06:45 PM

    افتراضي

    اقتباس
    حقا لقد وقع هؤلاء الكتاب في مأزق عجيب ، بل و في تناقض صارخ ! فبينما يقررون أن عيسى ، عليه السلام ، قد ولد من مريم دوت أت تتصل برجل ، يعودون فيقررون أن عيسى من نسل داوود نسبه إلى يوسف النجار !! و لو كان ذلك من ناحية أمه مريم لكان الأمر مقبولا ، و لكنهم ينسبونه إلى يوسف النجار فيثبتوا إذن ما يقوله اليهود عن أمه الصديقة أعاذها الله من ألسنتهم و مما يقولون . يقول انجيل متى : ( كِتَابُ مِيلاَدِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ ابْنِ دَاوُدَ ابْنِ إِبْراهِيمَ... وَيَعْقُوبُ وَلَدَ يُوسُفَ رَجُلَ مَرْيَمَ الَّتِي وُلِدَ مِنْهَا يَسُوعُ الَّذِي يُدْعَى الْمَسِيحَ.) متى 1 : 1-16 ، أيضا يقول انجيل لوقا : ( وَلَمَّا ابْتَدَأَ يَسُوعُ كَانَ لَهُ نَحْوُ ثَلاَثِينَ سَنَةً وَهُوَ عَلَى مَا كَانَ يُظَنُّ ابْنَ يُوسُفَ بْنِ هَالِي ... ) لوقا 3 : 23
    للأسف النصارى أتفقوا مع اليهود على ما الأتهامات التي وجهت للمسيح والسيد العذراء ، بأنه سفاح نتاج علاقة زنا ... وأن أصل سلالته من علاقة زنا فاضحة بين يهوذا وثامار ... وثلاث أجداد زناه أخرين .

    والكتاب المقدس لم يبرئهم من هذه التهامات ولو بلفظ واحد ، مع العلم أن العهد الجديد تم تدوينه بعد رفع المسيح بعشرات الأعوام .

    فلا بولس أنصف المسيح وأمه ، ولا أحد من أصحاب الأناجيل والأسفار والرسالات أنصفهم .

    ولكن عظمة الإسلام ، هي أن الله عز وجل أنصفهم ورفع عنهم الشبهات .

    لذلك : جاءت الحرب الشنعاء على الإسلام لهذا السبب وأنصافهم ، فلو جاء القرآن وأكد هذه الأكاذيب لما كانت هناك حروب عليه كما هو الحال بالتلمود .

    فلا حول ولا قوة إلا بالله

مِيْلادُ المسِيْحِ العُذْرَاوِيّْ بين القرآن و العهد الجديد

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. 9971 تباين في العهد الجديد !!!!!!!!
    بواسطة بن حلبية في المنتدى المخطوطات والوثائق المسيحية والكتب الغير قانونية
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 20-11-2010, 07:25 PM
  2. هل العهد الجديد كلمة الله؟
    بواسطة Ahmed_Negm في المنتدى حقائق حول الكتاب المقدس
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 15-11-2007, 05:36 AM
  3. بعض اخطاء اليسوع في العهد الجديد...
    بواسطة الاصيل في المنتدى حقائق حول الكتاب المقدس
    مشاركات: 16
    آخر مشاركة: 05-03-2007, 12:13 AM
  4. سوء اختيار الأنبياء في العهد القديم نفسه في العهد الجديد
    بواسطة الفيتوري في المنتدى منتدى نصرانيات
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 07-05-2006, 05:39 PM
  5. هل العهد الجديد كلمة الله؟
    بواسطة أبـ مريم ـو في المنتدى منتدى الكتب
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 17-04-2005, 10:35 AM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  

مِيْلادُ المسِيْحِ العُذْرَاوِيّْ بين القرآن و العهد الجديد

مِيْلادُ المسِيْحِ العُذْرَاوِيّْ بين القرآن و العهد الجديد