ونعود إلى نصوص التوراة التي تقول: "فها أنا أُثير وأجلب على بابل، حشود أُمم عظيمة ( إلى قوله) فتصبح أرض الكلدانيين غنيمة، وكل من يسلبها يُتخم"
وتحرض على تدمير بابل فتقول: "اسمعوا ها جلبة الفارّين الناجين، من ديار بابل ليذيعوا في صهيون، أنباء انتقام الرب إلهنا والثأر لهيكله، استدعوا إلى بابل رماة السهام، (إلى قوله) جازوها بمُقتضى أعمالها، واصنعوا بها كما صنعت بكم"
وتحرض على القتل والسلب، ولنهب مدخرات العراق: "ها سيف على عرّافيها فيصبحون حمقى، وها سيف على مُحاربيها فيمتلئون رعبا. ها سيف على خيلها وعلى مركباتها، وعلى فِرق مُرتزقتها فيصيرون كالنساء، ها سيف على كنوزها فتُنهب"
وتقول توراتهم عن التحالف: "وقد اصطفوا كرجل واحد، لمحاربتك يا بنت بابل" ويقولون: " لذلك اسمعوا ما خطّطه الربّ (وحاشاه عن ذلك) ضدّ بابل ، وما دبّره ضد ديار الكلدانيين، ها صغارهم يُجرّون جرّا، ويُخرّب مساكنهم عليهم. من دوي أصداء سُقوط بابل ترجف الأرض، ويتردّد صراخها بين الأمم ".
وتقول توراتهم عن شعب إسرائيل: (أما نصيب يعقوب فليس مثل هذه الأوثان، بل جابل كل الأشياء. وشعب إسرائيل ميراثه، واسمه الرب القدير، أنت فأس معركتي وآلة حربي، بك أُمزّق الأمم إربا وأُحطّم ممالك، بك أجعل الفرس وفارسها أشلاء، وأهشّم المركبة وراكبها، بك أُحطّم الرجل والمرأة، والشيخ والفتى والشاب والعذراء، بك أسحق الراعي وقطيعه، والحارث وفدّانه والحكّام والولاة ".
وهناك نصوص واضحة تبين دوافع الانتقام: "قد افترسنا نبوخذ نصر ملك بابل، وسحقنا وجعلنا إناءً فارغا، ابتلعنا كتنّين، وملأ جوفه من أطايبنا، ثم لفظنا من فمه ". يقول أهل أورشليم : " ليحُلّ ببابل ما أصابنا، وما أصاب لحومنا من ظلم ". ويقول نص آخر: " كما صرعت بابل قتلى إسرائيل، هكذا يُصرع قتلى بابل في كل الأرض" في كل الأرض وليس فقط في العراق، ولذلك صاروا يطالبون بطرد السفراء من جميع دول العالم.
والخلاصة هل يشك عاقل بعد كل هذه النصوص بدوافع اليهود الدينية لحرب العراق، هذا أولا. ثم هل يشك من له أدنى علم بحقيقة مراكز القوى في أمريكا بدور اليهود الكبير في توجيه السياسة الأمريكية؟
أما بالنسبة للدول العربية، فإنهم قد علقوا بالشرك الذي نصبه أعدائهم لهم، وارتموا للأسف الشديد في أحضان جلاديهم، فدور كثير من الدول العربية في هذه المؤامرة غير يسير، بعلم وبدون علم، برغبة منهم، أو رغما عنهم، وكثير منهم أدى دوره كما رسم له، وأخذ نصيبه (بعضهم نقدا مقدما وبالدولار) !!.