بسم الله الرحمن الرحيم
قصيدة شمس الدين بن القيم رحمه الله
أعباد المسيح لنا سؤال *** نريد جوابه ممن وعاه
إذا مات الإله لصنع قوم *** أماتوه، فما هذا الإله!
وهل أرضاه ما نالوه منه؟ *** فبشراهم إذا نالوا رضاه
وإن سخط الذى فعلوه فيه *** فقُوّتهم إذن أوهت قواه!
وهل بقى الوجود بلا إله *** سميع يستجيب لمن دعاه!
وهل خلت الطباق السبع لما *** ثوى تحت التراب وقد علاه!
وهل خلت العوالم من إله *** يدبرها وقد سمرت يداه!
وكيف تخلت الأملاك عنه *** بنصرهم وقد سمعوا بكاه!
وكيف أطاقت الخشبات حمل *** الإله الحق شد على قفاه!
وكيف دنى الحديد حتى *** يخالطه ويلحقه أذاه!
وكيف تمكنت أيدى عداه *** وطالت حيث قد صفعوا قفاه!
وهل عاد المسيح إلى حياة *** أم المحي له رب سواه ؟
ويا عجب لقبر ضم ربا *** وأعجب منه بطن قد حواه!
أقام هناك تسعاً من شهور *** لدى الظلمات من حيض غذاه!
وشق الفرج مولودا صغيرا *** ضعيفا فاتحا للثدى فاه!
ويأكل ثم يشرب ثم يأتى *** بلازم ذاك ..هل هذا إله!
تعالى الله عن إفك النصارى *** سيسأل كلهم عما افتراه

أعباد الصليب لأى معنى *** يُعظم أو يقبح من رماه؟
وهل تقضى العقول بغير كسر *** وإحراق له ولمن براه
إذا ركب الإله عليه كرها *** وقد شدت لتسمير يداه
فذاك المركب الملعون حقا *** فَدُسه ولا تَبُسه إذا تراه
يهان عليه رب الخلق طرا *** وتعبده! فإنك من عداه
فإن عظمته من أجل أن قد *** حوى رب العباد وقد علاه
وقد فقد الصليب فإن رأينا *** له شكلا تذكرنا ثناه
فهلا للقبور سجدت طرا *** لضم القبر ربك فى حشاه!
فيا عبد المسيح أفق فهذا *** بدايته وهذا منتهاه