النقاب فرض بنص القرآن

آخـــر الـــمـــشـــاركــــات

لمسات بيانية الجديد 10 لسور القرآن الكريم كتاب الكتروني رائع » آخر مشاركة: عادل محمد | == == | الرد على مقطع خالد بلكين : الوحي المكتوم المنهج و النظرية ج 29 (اشاعة حول النبي محمد) » آخر مشاركة: محمد سني 1989 | == == | قالوا : ماذا لو صافحت المرأة الرجل ؟ » آخر مشاركة: مريم امة الله | == == | () الزوجة الصالحة كنز الرجل () » آخر مشاركة: مريم امة الله | == == | مغني راب أميركي يعتنق الإسلام بكاليفورنيا » آخر مشاركة: *اسلامي عزي* | == == | الإعجاز في القول بطلوع الشمس من مغربها » آخر مشاركة: *اسلامي عزي* | == == | الكاردينال روبيرت سارا يغبط المسلمين على إلتزامهم بأوقات الصلوات » آخر مشاركة: *اسلامي عزي* | == == | لمسات بيانية الجديد 8 لسور القرآن الكريم كتاب الكتروني رائع » آخر مشاركة: عادل محمد | == == | الرد على شبهة زواج النبي صلى الله عليه وسلم من عائشة رضي الله عنهما بعمر السادسة و دخوله عليها في التاسعة » آخر مشاركة: محمد سني 1989 | == == | المصلوب بذرة ( الله ) ! » آخر مشاركة: *اسلامي عزي* | == == |

مـواقـع شـقــيـقـة
شبكة الفرقان الإسلامية شبكة سبيل الإسلام شبكة كلمة سواء الدعوية منتديات حراس العقيدة
البشارة الإسلامية منتديات طريق الإيمان منتدى التوحيد مكتبة المهتدون
موقع الشيخ احمد ديدات تليفزيون الحقيقة شبكة برسوميات شبكة المسيح كلمة الله
غرفة الحوار الإسلامي المسيحي مكافح الشبهات شبكة الحقيقة الإسلامية موقع بشارة المسيح
شبكة البهائية فى الميزان شبكة الأحمدية فى الميزان مركز براهين شبكة ضد الإلحاد

يرجى عدم تناول موضوعات سياسية حتى لا تتعرض العضوية للحظر

 

       

         

 

    

 

 

    

 

النقاب فرض بنص القرآن

صفحة 1 من 3 1 2 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 28

الموضوع: النقاب فرض بنص القرآن

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Feb 2006
    المشاركات
    261
    آخر نشاط
    22-11-2023
    على الساعة
    08:00 PM

    افتراضي النقاب فرض بنص القرآن

    النقاب فرض على كل مسلمة بنص القرآن الصريح:

    بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله... أما بعد:
    فإن شيخ الأزهر في تفسيره المشهور: "التفسير الوسيط" المطبوع والمنشور عن طريق دار المعارف المصرية يقول في تفسير قول الله تعالى :{ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً } يقول ما نصه : (( والجلابيب جمع جلباب ، وهو ثوب يستر جميع البدن ، تلبسه المرأة فوق ثيابها . والمعنى : يا أيها النبي قل لأزواجك اللائي في عصمتك ، وقل لبناتك اللائي هن من نَسْلك ، وقل لنساء المؤمنين كافة ، قل لهن : إذا ما خرجن لقضاء حاجتهن ، فعليهن أن يَسدلن الجلاليب عليهن ، حتى يسترن أجسامهن سترًا تامًّا من رؤوسهن إلى أقدامهن ؛ زيادة في التستر والاحتشام ، وبعدًا عن مكان التهمة والريبة . قالت أم سلمة رضي الله عنها : لما نزلت هذه الآية خرج نساء الأنصار كأن على رؤوسهن الغربان من السكينة وعليهن أكسية سُود يلبسنها )) اهـ . ( التفسير الوسيط ) ( 11 / 245 ) طبعة دار المعارف1993م ####
    المصدر: المصريون

    فعلى هذا التفسير يلزم كل المسلمات في جميع أنحاء العالم من الصين إلى أمريكا أن يلبسن النقاب ويغطين وجوههن.. ويجب إلزام جميع الطالبات في الجامعات والمدارس وجميع زوجات المسئولين وجميع الموظفات في الوظائف الحكومية وجميع المذيعات في وسائل الإعلام وغيرهن..

    وكذلك يجب نشر هذا التفسير لإعلام جميع المسلمات بأن أي امرأة مسلمة تخرج من بيتها بدون نقاب تكون عاصية لله عز وجل بنص القرآن الصريح، وتكون قد أخذت ذنب كل رجل ينظر إلى وجهها...
    التعديل الأخير تم بواسطة أسد الإسلام ; 12-11-2009 الساعة 04:59 PM سبب آخر: حذف: إيميل, وشكر لأحد العلماء!!

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jul 2008
    المشاركات
    7,306
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    28-02-2023
    على الساعة
    01:53 AM

    افتراضي

    أخى الكريم
    النقاب مسألة خلافية بين الفقهاء
    و جميع الفقهاء يعلمون تلك الآية الكريمة
    و على الرغم من معرفتهم بالآية نجد إماما مثل الإمام مالك و شيخا مثل الألبانى يقولان بجواز كشف الوجه
    فالمسألة خلافية
    لا تتهم منقبة بالتشدد و الرجعية و لا تلزم محجبة بالنقاب
    فى الأمر سعة إن شاء الله تعالى
    و جزاك الله خيرا و بارك الله فيك
    ( يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة )
    ثم وصف تعالى ذكره نفسه بأنه المتوحد بخلق جميع الأنام من شخص واحد ، معرفا عباده كيف كان مبتدأ إنشائه ذلك من النفس الواحدة ، ومنبههم بذلك على أن جميعهم بنو رجل واحد وأم واحدة وأن بعضهم من بعض ، وأن حق بعضهم على بعض واجب وجوب حق الأخ على أخيه ، لاجتماعهم في النسب إلى أب واحد وأم واحدة وأن الذي يلزمهم من رعاية بعضهم حق بعض ، وإن بعد التلاقي في النسب إلى الأب الجامع بينهم ، مثل الذي يلزمهم من ذلك في النسب الأدنى وعاطفا بذلك بعضهم على بعض ، ليتناصفوا ولا يتظالموا ، وليبذل القوي من نفسه للضعيف حقه بالمعروف على ما ألزمه الله له (تفسير الطبرى)

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Feb 2006
    المشاركات
    261
    آخر نشاط
    22-11-2023
    على الساعة
    08:00 PM

    افتراضي

    جزاك الله خيرا أخي عبد الرحمن. على الحقيقة الخلاف واقع بين المشايخ في العصر الحديث لضعف الفقه وطغيان العلمانية.. أما في العصور القديمة فلم يقع اختلاف بين فقهاء السلف، فهم وإن اختلفوا على حكم النقاب بين الوجوب والاستحباب فإنهم لم يختلفوا على فعله لأن المستحب مطلوب الفعل أيضا... وإن اختلفوا على ستر وجه المرأة أمام الرجال الأجانب فإنهم لم يختلفوا إن كانت المرأة شابة أو في مكان الفتنة أو عصر فتنة مثل عصرنا أنه يلزم تغطية وجه المرأة الشابة.. وإن اختلفوا في وجه المرأة إن كان عورة أم لا فإنهم لم يختلفوا على منع المرأة إذا كانت شابة في الخروج من البيت بدون تغطية الوجه... وفي العصر الحديث: كل المشايخ الذين رخصوا للمرأة بالخروج من المنزل بدون تغطية وجهها، إنما نظروا في مسائل ليس لها علاقة بمسألة كشف المرأة وجهها أمام الرجال الأجانب وإنما نظروا في اختلاف الفقهاء على مسألة عورة المرأة داخل الصلاة، وهي غير مسألة كشف المرأة وجهها أمام الرجال الأجانب.. وأرجو الرجوع إلى النصوص في مقالتي :تحفة الأحباب في الرد على من يهاجم النقاب

    http://www.ebnmaryam.com/vb/showthread.php?t=46290
    فإن فيها النصوص التي تدل على أنه لم يكن هناك خالف بين فقهاء السلف على وجوب تغطية المرأة وجهها إذا كانت شابة أو في عصر فتنة أو مكان فيه فتنة مثل عصرنا وبلادنا الآن... وعلى أنه على مدار ثلاثة عشر قرنا لم تكن المرأة المسلمة الحرة تكشف وجهها أمام الرجال الأجانب... وبعض الفقهاء عند المالكية كانوا يعتبرون المستحب أمرا لازما للفعل يأثم تاركه، ولذلك فإن الكثير من مشايخ العصر الحديث ينظرون إلى المستحب غير ما كان ينظر إليه فقهاء السلف الذين ذكروه...
    وراجع بحث الشيخ "ناصح علوان" في كتابه "تربية الأولاد" ونقله اتفاق الفقهاء على أنه إذا كانت الفتنة غير مأمونة يلزم تغطية وجه المرأة لا لكونه عورة ولكن لدرء الفتنة ج1 ص202...
    وكذلك نقل الشيخ "وهبة الزحيلي" في كتابه "الفقه الإسلامي" ج1 ص595 اتفاق فقهاء السلف على أنه يلزم تغطية وجه المرأة الشابة أمام الرجال الأجانب...وكذلك نص كفاية الأخيار في نقله الاتفاق على منع خروج المرأة حاسرة سافرة في باب النظر إلى المخطوبة، على الرغم من أن مؤلفه قد ذكر أن وجه المرأة ليس بعورة في باب الصلاة.. فليس هناك اختلاف عند فقهاء السلف أنه يلزم تغطية المرأة الشابة وجهها أمام الرجال سواء من اعتبر وجهها عورة أو من لم يعتبر أنه عورة، إنما الاختلاف بين المشايخ في العصر الحديث فقط...

    الجامع الصغير. الإصدار 3,22 - لجلال الدين السيوطي
    المجلد السادس >> فصل: في المحلى بأل من حرف الميم
    9193- المرأة عورة. فإذا خرجت استشرفها الشيطان
    التخريج (مفصلا): الترمذي عن ابن مسعود
    تصحيح السيوطي: صحيح
    التعديل الأخير تم بواسطة ahmednou ; 12-11-2009 الساعة 06:00 PM

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Sep 2009
    المشاركات
    445
    آخر نشاط
    10-06-2011
    على الساعة
    09:24 PM

    افتراضي

    والله يا اخى انت عندك حق بس فى جزئيه اختلف معاك فيها واحب اقولك قبل ما تكلم انى والحمد لله منتقبه منذ 3 سنوات انه لو كل العلماء فسروا الايه على انها فرض لما وجد اختلاف ولكن الائمه الاربعه منهم من قال بان النقاب فرض ومنهم من قال انه مستحب الااذا خشيت الفتنه فهذه الحاله اصبح فرض فمن منا اليوم لايخشى الفتنه فالحجاب صيانه وحفظ ما بعده حفظ واقل نيه ممكن لاى اخت انها تحتسبها به انها تقى الرجال من زنا العين وهذا خلافا عن نيات اخرى كثيره من الممكن ان تحتسبها الاخوات وهذا الموضوع مهم جدا وشائك جزاك الله خيرا اخى على طرحه هداك الله وهدى بك
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Apr 2009
    المشاركات
    3,873
    الدين
    الإسلام
    الجنس
    ذكر
    آخر نشاط
    12-09-2021
    على الساعة
    03:03 AM

    افتراضي

    جزاك الله خير أخى الكريم
    والامر فية سعة سواء واجب او مستحب
    المهم منطلعوش من الدين خالص زى ما بيحصل الايام دى ..



  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Nov 2008
    المشاركات
    1,155
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    31-01-2014
    على الساعة
    02:17 PM

    افتراضي الحجـاب والحـرِّية

    جمال المرأة :
    المرأة مخلوق جميل .. وإلى جانب جمالها الشكليّ وهبها الله جمالات أخرى : جمال العقل والتدبير ، وجمال التصرّف الحكيم ، وجمال الدقّة في الانتاج ، وجمال الرقّة في معاملة الاُسرة وتلطيف ما تعانيه من صعوبات الحياة ..
    وأضفى على ذلك كلّه غلالةً من جمال ساحر ، وهو حياؤها الذي يزيدها جمالاً على جمال ..
    وقد أراد الاسلام للمرأة أن لا تكشف مفاتنها للرائح والغادي ، ولم يرد لها أن تكون كمعرض تُعرض فيه البضائع التي تجتذب الزبائن ، بل أراد لها أن تستتر ، وأن تبرز جمالها في المواطن التي حدّدها لها ، وأن لا تقتصر على جمال المظهر دون جمال الجوهر .
    فالاسـلام لم يحرم المرأة من التمـتّع بجمالها وأنوثـتها ، بل حـدّد لها طريقة التعامل مع الجمال ومع الاُنوثة ، حتى لا يُساء استغلال ذلك ، ويتسبّب في مشاكل اجتماعية ونفسية وأخلاقية يحاول الاسلام أن ينظِّف المجتمع منها ومن آثارها .
    وقد تسأل سائلة : لماذا منحنا الله الجمال ومنعنا من التمتّع به ؟ وكأنّها بسـؤالها تستبطن شعوراً بالظلم . فالفتاة السائلة ترى أنّ من حقّ الجميلة أن تعرض جمالها على الناظرين كما يعرض التاجر بضاعته من خلال معرض متجره ، أو كما يعرض الرسّام لوحاته في معرضه أو مرسمه .
    حسـناً ، فلنناقش الأمر بعقـل بارد ، ومن خلال أسئلة هادئة وصريحة :
    ـ هل تبتغي الفتاة الجميلة أن تجتذب الأنظار إليها من أجل الزواج بها ؟
    ـ هل تسعى من خلال كشفها لجمالها أن يتكاثر عليها المعجبون ؟
    ـ هل تقوم بإبراز مفاتنها ليكون جسدها مبذولاً لكلّ مَن يشتهيه؟
    فإذا كانت تبتغي الزواج ، وهو حقّها الشرعي لا يخالفها عليه أحد، فإنّ الاسلام لم يحرمها من :
    ـ كشف وجهها ، وهو عنوان جمالها الذي يمكـن لخاطب ودّها أن يقرأه ، والكتاب ـ كما يُقال ـ يُعرَف من عنوانه ، في الغالب .
    ـ الحركة في المجتمع ، سواء في مواقع الدراسة أو في العمل ، مما يتيح لها المجال في أن يتعرّف الراغب بالزواج عليها ، سواء من خلال النظرة العامّة أو من خلال السلوك والتصرّف .
    ـ مفاتحة مَن ترغب الزواج به ، وإن كانت التقاليد قد حجبت هذا الحقّ الشرعي حتى عاد أمراً مُسـتهجناً أو غير مُتعارَف عليه على الأقل .
    وإذا تزوّجت الفتاة ، كان لها أن تُعبِّر عن استمتاعها بجمالها بأقصى درجات الاسـتمتاع . وإذاً فهو ليس الحـرمان ، بل وضع الشيء في موضعه ، وتلك هي الحكمة .
    أمّا إذا كانت تهدف إلى استقطاب عدد كبير من المُعجَـبين ، فقد يُدخل ذلك على قلبها سروراً مؤقتاً وإعجاباً بالنفس قد لا يستغرق أكثر من فترة التماع نظرات المُعجَبين . لكن السؤال المهم هنا هو : وماذا بعد ؟
    ـ هل تستهويها اللّعبة فتبقى تتلقّى نظرات الإعجاب المغموسة بالشهوة والطّمع بجسدها لتُشبِع بذلك غرورها ، وهيهات أن يشبع ؟!
    ـ هل تتخيّر من المُعجَبين شخصاً بعينه لتعيش معه كزوجة في وئام واحترام وانسجام ؟
    ـ هل تستسـلم لأكثر من مُعجَب ، لتكون صيداً سهلاً لأكثر من صيّاد يقضي وطره منها ثمّ يرميها رميَ النواة ؟!
    لقد كشفت الكثـير من التحقيقات في أوساط الفتيات والنساء السافرات أنّ القضـية لم تقف عند حـدود الإعجاب ، بل تعـدّته إلى حالات من التحرّش والمضايقة والاعتداء .
    هكذا هو الحـال في مجتمع الفنّانات من الممثِّلات والمطربات .. وهكذا هو في أوساط المذيعات الفاتنات .. وهكذا هو في دنيا السافرات المتـبرِّجات من الطالـبات والعامـلات في أماكن العمل المختلطة .
    إنّ الفـتاة التي تجد مُتعتها في النظرات الجائعـة والكلمات الملتهبة تطرق سمعها وهي تخطر كاشفة بعض مفاتنها ، ستجد نفسها بعد حين وقد ملّت اللّعب بانتـظار الرجل الذي تسـعد بقربه ، ويصدق في حبّها ويخلص لها ، وتشاطره الاسـتمتاع بالحياة الزوجية بعيداً عن حالات التوتّر النفسي التي تعانيها في عزوبيّتها .
    أمّا تلك التي عرضت جسدها في سـوق المباذل لتقع في أحضـان أكثر من (زبون) ، فقد اختارت طريق الفحشـاء والرذيلة ، وليس حديث هذه الصفحات معها .
    إذاً ، فالسؤال الحريّ بكل فتاة أو إمرأة مسلمة عاقلة أن تطرحه على نفسها هو : ماذا أريد بجمالي ؟
    ـ هل أريد له ما تسوِّله لي نفسي الأمّارة بالسوء ويزيِّنه الشيطان من تحويله إلى سلعة ؟
    ـ هل أريد له ما يريده تجّار اللّحم الحيّ وأدعياء الحرِّية ؟
    ـ هل أريد له ما أراد له خالقـه من أن يكون مصـوناً في حدود الشرع ، وأن أعبِّر عن استمتاعي به في المواضع التي حدّدها لي ، وفي ذلك فسحة كافية للارتواء النفسي والجسدي ؟
    وفي الإجابة الصريحة على هذه الأسـئلة ، يتحدّد موقف المرأة الشرعي من الستر والتبرّج .
    وثمة سؤال آخر تحتاج الفتاة أو المرأة أن تواجهه بصراحة أيضاً ، وهو : هل أرتضي لنفسي كفتاة أو إمرأة أن تُقيّم شـخصيّتي من خلال شكلي الخارجي فقط ؟ أي من خلال جمالي الذي لا دخل لي فيه وإنّما هو هبة الله الذي يمكن أن يسلبه منِّي في أية لحظة ؟ أم أنّني كإنسانة لي نقاط قوّة وجمال أخرى يمكن أن اُقيّم من خلالها :
    ـ (علمي) الذي يمكن أن يكون جمالاً مُـلازماً يومَ تدبّ تجاعيد الشيخوخة فتنطفئ النضارة وتخبو أشعّة الجمال، بل هو تاج جمال يُضاف إلى جمالي في ريعان صباي وشـبابي ، فيُضاعفه ويُسبغ عليه هالات أجمل وأكمل .
    ـ (ذكائي) الذي به اُحسِن التصرّف وإدارة الاُمور ومعالجة المواقف والمشكلات .
    ـ (أخلاقي وعفّتي) التي تُزيِّن جمالي وتحرسه ، فتهفو إليه النفس المؤمنة العفيفة ليلتقي العفاف مع العفاف فننتج جيلاً عفيفاً طاهراً .
    ـ (تواضعي) الذي أسـتمدّه من أنّ جـمالي مهما كان باهراً فإنّـه صناعة الله ، وأمّا أخلاقي الحميدة فهي صناعتي وجهدي الخاص الذي تعبتُ في تحصيله ويحقّ لي أن أفتخر به .
    ـ (عملي ونتاجي) ممّا يمكن أن اُبدعه على أي مستوى سواء في دراستي ، أو عملي الحقلي ، أو في بيت المستقبل من تربية صالحة لأبناء مؤمنين عاملين .
    ومن هنا ، فإنّ المرأة كيان إنساني ذو شـخصية لها شأنها ، ويظلم المرأة كما تظلم هي نفسها ، من يظنّ أو تظنّ أنّها مجرّد شكل أو شيء أو سلعة ، فلقد كرّمها الله إذ كرّم بني آدم جميعاً . وإنّها لتسيء إلى كرامة الله تلك التي تتبذّل وتتنزّل حتى تغدو مجرّد جسد أو إطار أو آنية جميلة .
    مخاطر التبرّج :
    ماذا يحصل عندما نهدم جدران بيت ؟
    يغدو مكشوفاً وعرضة لنظرات الرائحين والغادين بحيث تسقط حرمته فلا يستطيع أهله أو سكّانه منع الناس من التفرّج عليهم .
    وماذا يحصـل لو أ نّنا فتحنا شـبابيك بيت جمـيل ، وقلنا للمارّة : لا تنظروا من خلالها ، ولا تلقوا إلى داخل الدار ولو نظرات عابرة ؟ ألا يمكن أن يثير ذلك اعتراضهم فيقولون : اغلقوا شبابيك البيت قبل أن تطلبوا منّا إغلاق عيوننا ؟!
    هذان المثالان كثيرا الشبه بالفتاة أو المرأة التي تخرج سافرة متبرِّجة كاسـية عارية تلبس أبهى زينتها وأجمل ملابسها وتضع المساحيق والعطور المثيرة ، ثمّ تقول للشبّان الذين تفور غرائزهم : لا تُستثاروا !! غضّوا أبصاركم !! لا تلتفتوا إليَّ .. دعوني وشأني !!
    وهل هناك يا ترى متبرِّجة تقول ذلك ؟ أليست تخرج كذلك لتلفت الأنظار إليها وكأنّها شاشة تلفاز تبيح للجميع التطلّع إليها ؟! وعلى ضوء ذلك ، ما هي انعكاسات التبرّج على الفتاة المتبرِّجة ذاتها ، وعلى المجتمع ؟
    على الفـتاة ، يبدو انعكاس ذلك من خلال النظر إليها من زاوية واحدة فقط ، أي أنّها اُنثى ، وأنّها جسد يطمع به الطامعون ، كما يتركّز هذا المعـنى في ذهنيّـتها أيضاً ، فلا تلتفـت إلى الجـوانب الاُخرى في شخصيّتها ، وإنّما تصبّ اهتمامها على الشكل دون المضمون ، فتغرق في اقتناء الملابس الثمينة والزينة الغالية ، وتتفنّن في الظهور بمظهر اللاّفت للأنظار ممّا يُسبِّب لها متاعب مالية واجتماعية ونفسية كثيرة .
    فهي لا بدّ وأن تُغيِّر ملابسها التي سبقَ أن ارتدتها وإن لم يمضِ على شرائها وقت طويل ، ولابدّ أن تنافس قريناتها من الفتيات في التسابق على الموضات والصرعات والصيحات الجديدة ، وإذا مرّ عليها وقت لم تجد فيه ذلك كلّـه ، فإنّها سـوف تعاني من أزمة نفسـية ظنّاً منها أنّ الخروج إلى الشارع أو المعهد أو مكان العمل في نفس ملابسها يجعلها صغيرة وفقيرة وحقيرة في نظر صاحـباتها ، وفي نظر مَن تتوقّـع من الشبّان والرجال أن ينظروا إليها .
    وقد تضطرّ بعض الفتـيات للعمل أو للاقتراض ، أو الضـغط على عائلتها ذات الدخل المحدود من أجل أن تبقى في حالة تغيير دائم في الشكل وإلاّ سقطت في السِّباق المحموم .
    وكم فعلت هذه المنافسة فعلها السيِّئ في نفوس فتيات تعقّدن من اللّهاث وراء الموضـات ، وربّما شـعرن بالغـيرة والحقد والحسـد من الفتيات الاُخريات اللّواتي يفقنها في تسريحة الشعر ، أو موضة الملابس الباهضة التكاليف قماشاً وخياطة ، أو ما يضعنه من زينة ويلبسنه من ذهب ومجوهرات .
    وكم أكلت هذه المنافسة التي ليس فيها فائزة واحدة ، من أوقات الفتيات والنساء في الأحاديث التي يسـتغرقن فيها حول ما لبسن وما سـيلبسن ، والمقارنات التي يعقدنها حول ما تلبسـه فلانة والزينـة التي تتزيّن بها الاُخرى ، حتى امتدّت المنافسـة إلى تقليد الفنّانات ، وصاحبات الثراء ، وعارضات الأزياء .
    إنّ فتاةً تلهث خلف الاهتمام الوحيد بمظهرها .. فتاة مسكينة تبعث على الشفقة .. وربّما احتاجت إلى وقت طويل حتى تُدرِك أنّها كانت ضحيّة التجّار والسماسرة ومروِّجي الاعلانات وأصحاب النزوات والشهوات .
    أمّا على صعيد المجتمع ، فالانعكاسات أشدّ سوءاً :
    فالشبّان الذين يريدون أن يتحصّنوا أو يتعفّفوا لأنّهم لا يجدون ما يؤمِّن لهم نفقات الزواج ، وهم يشاهدون في الصباح والمساء مشاهد فاضحة تجعل غرائزهم تستعر وهم لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون سبيلاً .
    والرجال الذين في قلوبهم مرض الذين يمدّون أعينهم إلى هذه وإلى تلك في عملية التقاط للصور المثيرة ، وأخرى للمقارنة بين ما أنعم الله به عليهم من الحلال الطيِّـب وبين ما هو في حكم المُشـاع من اللّحم العاري والنصف العاري ، أو المُغطّى الذي يصف ملامح الجسد فيثير أكثر من المكشوف ، كلّ ذلك ممّا يُربك حياتهم ويُعقِّد أوضاعهم النفسية والاُسرية ، بحيث يتسبّب في حالات شجار وعراك بينهم وبين زوجاتهم إن لم يتسبّب في الأسوأ وهو الطّلاق وخراب البيوت .
    وبالتالي فإنّ المتبرِّجات وأنصاف العاريات والسافرات اللاّبسات من الملابس أكثرها إثارة يُحـدِثن حالة من الطوارئ الجنسـية بحيث يتحوّل الشارع أو أماكن العمل أو وسائط النقل إلى أشبه شيء بغرف النوم .
    فأيّة جرائم اجتماعية وأخلاقية يتسبّبن فيها ذوات الحياء القليل سواء شعرن بذلك أم لم يشعرن . وللأسف فإنّ قانون الكثير من البلدان لا يتسامح في ذلك فقط ، بل يشجِّع عليه ويفتح له الأبواب على مصاريعها بغية إفساد الجيل بشبّانه وشابّاته .
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Nov 2008
    المشاركات
    1,155
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    31-01-2014
    على الساعة
    02:17 PM

    افتراضي

    الوقاية الأخلاقية :

    ولأجل أن يضع الاسلام حدّاً لهذا الاسـتهتار بالقيم والأخلاق ، ولكي يخفِّف ويزيل الكثير من الانعكاسات والآثار السلبية الاجتماعية والفردية للتبرّج ، ولكي لا يستهلكنا علاج الحالات الصعبة أو التي فاتَ عليها الأوان فلم ينفع معها العلاج ، رأى المشرِّع الاسلامي أن يحصِّن الفـتاة داخلياً وخارجياً في برنامج وقـائي أثبت نجاحه حيثما كانت هناك فرصة لتجريبـه ، وحيثما كانت هناك استعدادات ذاتية وموضوعية لتطبيقه .
    ولا بدّ من الالتفات إلى أنّ الاسلام لا يلغي ولا يصادر الحرِّيات ، بل يتحفّظ على بعضها حتى لا يُساء استغلالها ، ويضع الحدود هنا وهناك من أجل أن يحمي الانسان من نفسه الأمّارة بالسوء تارة ، ومن المجتمع الذي يحيط به أخرى .
    فعلى صعيد المناعة الذاتية ، اتّخذ الاجراءات التالية :
    ـ طلب من الفتاة أو المرأة عموماً أن تحكِّم إرادتها في أفعالها كلّها ، كما طلب ذلك من الشبّان أو الرجال عموماً .
    ـ وحذّرها من أن تقع فريسة لتسويلات الشيطان الذي قد يملك أن يوسوس لها بالسوء ويزيِّنـه لها ، ولكنّه لا يملك أن يعطِّل أو يشلّ إرادتها كإنسانة واعية (إنّ كيدَ الشيطانِ كان ضعيفاً ) ( النساء / 76 ) .
    ـ وألزمها بالستر الشرعي ( الحجاب) لا ليضعها كما يقول المغترّون في ( كيس أسـود ) وإنّما ليحصِّـن أنوثتها بما يبعد عنها غائلـة السوء والتعدِّي ، وبما يساهم في نشر حالة العفاف في المجتمع كجزء من حالة الأمن الاجتماعي الذي يحرص على استتبابه ونشره على أوسع نطاق .
    ـ كما منعها من أن تبدي زينـتها إلاّ ما ظهر منها ، حتى لا تحرِّك أجواء الإغراء بالمعصية .
    ـ وزرع في داخل تكوينها الانساني خصلة ( الحياء ) التي تعمل بمثابة الكابح الذي يكبح جماح النفس والشهوة والنزوة ، كما يجعل المرأة محبوبة أكثر ومُقدّرة أكثر .
    ـ ودعاها إلى تربية حالة ( التقوى ) في داخلها والتي تقابل ما يُصطلح عليه بـ ( الضمير ) ، حتى لا تندفع مع تيار النفس الجامحة التي تأمر بالسوء والشيطان الذي يُزيِّن ذلك السوء .
    ـ كما دعاها إلى احترام سمعتها ومكانتها في المجتمع حتى لا تطالها الألسن بالسوء والرِّيبة والانتقاص والتسقيط ، فتلك مريم (عليها السلام) مثال العفّة والصون للمرأة المسلمة الملتزمة تقول في صدد رعايتها لسُمعتها الأنقى من الزلال : (يا ليتني مِتُّ قبل هذا وكنتُ نسياً منسيّاً ) ( مريم / 23 ) ، خاصّة بعدما عرفها قومها بعـفافها الذي كان يُضرَب مثلاً للنسـاء : (قالوا يا مريمَ لقد جئتِ شيئاً فريّاً * يا أختَ هارون ما كان أبوكِ امرأ سوء وما كانت أمُّكِ بَغِيّاً ) ( مريم / 27 ـ 28 ) .
    وأمّا من جهة المناعة الاجتماعية ، فقد اتخذ المشرِّع الاسلامي الاحتياطات التالية :
    1 ـ فلقد حرّم إطالـة النظر من الرجل للمرأة : (قُل للمؤمنينَ يغضّوا من أبصارِهِم ويحفظوا فروجهِم ذلك أزكى لهم إنّ اللهَ خبيرٌ بما يصنعون ) ( النور / 30 ) ، ومن المرأة للرّجل : (وقُل للمؤمناتِ يغضضنَ من أبصارهنّ ) (النور / 31 . ) . فلقد اعتبرت العين نافذة القلب ، والنظر رسول الفتنة ومقدّمة الزِّنا .. وقديماً قال الشاعر :
    كلّ الحوادث مبدأها من النظرِ***ومعظم النار من مستصغر الشّرر
    كم نظرة فتكت في قلبِ صاحبها***فتك السِّهام بلا قوس ولا وترِ
    وقال آخر :
    نظرةٌ فابتسـامةٌ فسـلامُ***فكـلامٌ فمـوعدٌ فلِــقاءُ
    2 ـ وحرّم النظر بريبة ، تلك النظرة التي تمثِّل الانجذاب الغريزي أي الشهوة الجنسية ، ولقد اعتبرت هذه النظرة محرّمة ولو لم يكن بعدها الزِّنا لأ نّها تشتمل على مفاسد ذاتية مثلها مثل اللمسة والقبلة .. وفي الحديث الشريف : «العينان تزنيان ، وزناهما النظر » ، وجاء في حديث آخر : «النظرة سهمٌ من سهام إبليس مسموم ، وكم من نظرة أورثت حسرةً طويلة» ، وفي حديث آخر : «أوّل النظرة لك والثانية عليك والثالثة في الهلاك» ، لأنّ في الثالثة تحقيقاً للنظر وإمعاناً له ، وهو النظر بريبة .
    3 ـ وحرّم الخلوة بالأجنبية ، وهي التي لا تحلّ إلاّ بالزواج ، مُعتبراً ذلك مسرباً من مسارب الشيطان : «ما اختلى رجل وامرأة إلاّ وكان الشيطان ثالثهما» .
    من خـلال ذلك ، نفهم أنّ العـلاقة بين ( السـتر ) وبين ( النـظر ) مترابطة ، فكما نطلب من الفتيات أن يستترن ، نطلب من الشبّان أن يغضّوا الطّرف ، وحتى تكتمل دائرة العفّة ، سدّ الاسلام الطرق الموصلة إلى الزِّنا ، ولذا جاء قوله تعالى : (وإذا سألتموهنّ متاعاً فاسألوهنّ من وراء حجاب ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهنّ ) (الأحزاب / 53 . ) ، فالغرض المطلوب من الستر هو طهارة القلوب ، قلوب الشابّات وقلوب الشبّان معاً .
    ولقد جاء في سبب نزول الآية الكريمة : (قُل للمؤمنينَ يغضّوا من أبصارهم ) أنّ شابّاً من الأنصار استقبل امرأة بالمدينة ، فلمّا جاء نظر إليها ودخل في زقاق وجعل ينظر خلفها ، واعترض وجهه عظم في الحائط أو زجاجة ، فشقّ وجهه ، فلمّا مضت المرأة ، فإذا الدماء تسيل على ثوبه وصدره، فقال: والله لآتينّ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ولأخبرنّه. فهبط جبرئيل (عليه السلام) بهذه الآية : (قُل للمؤمنينَ يغضّوا من أبصارهم ) .
    فالشاب هنا قد افتتن بالنظر الشهوانيّ فاتّبع المرأة بالسّـير خلفها لأ نّه حرّك مخيّلته في الجانب الجنسي، ولم تكن النظرة عابرة أو سطحية. وقد قيل إنّ معنى غضّ البصر ليس هو إقفال البصر تماماً وإنّما خفضه وعدم إرسـاله طليق العـنان يلتهم الغاديات والرائحات . ولذا قال الشاعر ناصحاً :
    وأنتَ إذا أرسلتَ طرفكَ رائداً***لقلبكَ يوماً أتعبتكَ المناظرُ
    رأيتَ الذي لا كلّه أنتَ قادرٌ***عليه ولا عن بعضهِ أنتَ صابرُ
    ولذلك قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) : «كلّ عين باكية يوم القيامة إلاّ ثلاثة : عين بكت من خشية الله ، وعين غضّت عن محارم الله ، وعين باتت ساهرة في سبيل الله» . وفي الحديث : «مَن نظر إلى إمرأة ورفع بصره إلى السماء ـ أي صرفَ بصره عن النظر الحرام ـ لم يرتدّ إليه بصره حتى يزوِّجه الله من الحور العين» .
    وكلّ ذلك من أجل أن يعيش المجتمع المسـلم العفاف في نظراته وكلماته وتصرّفاته
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Nov 2008
    المشاركات
    1,155
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    31-01-2014
    على الساعة
    02:17 PM

    افتراضي لماذا الحجاب

    لماذا الحجاب ؟

    ربّما توحي كلمة ( الحجاب) والتي تعني الستر الشرعي بمعنى سلبي، وكأنّ الاسلام يريد للمرأة أن تحتجب عن المجتـمع وتنعزل عنـه فلا تمارس دورها فيه . وهذا ما قد ركّزته بعض الأحاديث الموضوعة التي تتعارض مع صريح القرآن الكريم( من ذلك قوله تعالى : (والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ) التوبة / 71 .) في دفع المرأة إلى ممارسـة دورها الرسالي والسـياسي والاجتماعي ، كالقـول : «النساء عيّ وعورات ، فداووا عيّهنّ بالسكوت وعوراتهنّ بالبيـوت» ، والقول : «فاحبسوا نساءكم يا معشر الرجال» وغيرها ، في حين أنّ الواقع التاريخي لمسيرة المرأة لا يلتقي مع ذلك ، فلقد كانت تخطب وتشارك في المعارك كمداوية للجرحى ، وساقية للعطاشى ، أو مستنهضة للعزائم والهِمَم ، وتساهم في النشاطات العامّة بما لا يخرجها عن حدود الالتزام والعفّة .
    ولذلك فإنّ من الأنسـب في التعـبير هو ( الستر الشرعي ) ; لأنّ مصطلح الحجاب لم يرد في أيّ من كتب الشريعة ، وإنّما هو اصطلاح دارِج ، ومع ذلك فإنّنا سنستعمله في الاشارة إلى الستر .
    فلماذا أراد الله للفتاة أو المرأة أن تستتر ؟
    لقد أجبـنا عن ذلك بعض الإجابة ، وقد تأكّد ـ فيما سبق ـ أنّ الاسلام يريد التركيز على إنسانية المرأة دون أن يلغي خصوصيتها الاُنثوية .
    ولم يُحدِّد الاسـلام شكلاً معيّناً للستر ، بل تحدّث عنه في الاطار العام والمواصفات التي يجب أن يتّصف بها لباس المرأة دون الخوض في تفاصيل اللون والشكل وتصميم الأزياء ، وذلك ضمن النقاط التالية :
    1 ـ أوجب على المرأة ستر ما زاد عن الوجه والكفّين ـ وعلى بعض الآراء القدمين أيضاً ـ وذلك لغير الزوج والمحارم كالأب والعم والخال والإخوة ، وأجاز النظر إلى تلك المساحة المحدودة على اعتبار أنّ هذه المواضع ( الوجه والكفّين ) هي ممّا تحتاجه المرأة في التعامل الاجتماعي .
    2 ـ أوجب عليها أن تستر فتحة الصّدر، لأ نّها من مواضع الإثارة، وذلك هو قوله تعالى: (وليضرِبنَ بخمرهنّ على جيوبهنّ )( النور / 31 .)، والخمر جمع خمار وهو غطاء الرأس، والجيوب جمع جيب وهو فتحة الصّدر من الثوب . فالواجب على الفتاة أو المرأة المسلمة أن تُغطِّي رأسها بخمارها ، وأن تستر به صدرها ونحرها وعنقها ، حتى لاينكشف شيء من هذه المفاتن لنظرات المتطلِّعين، وحتى لاتكون المرأة المسلمة كالمرأة المتبرِّجة في الجاهلية (ولا تبرّجنَ تبرّجَ الجاهليّة الاُولى ) (الأحزاب / 33 ) ، لأنّ التبرّج لغةً هو إظهار ما يجب إخفاؤه . ولقد كانت المرأة في الجاهلية تخرج وتمشي بين الرجال، لها مشية تكسّر وتغنّج، وتلقي الخمار على رأسها ولاتشدّه، فتبدو في زينتها .
    3 ـ أوجبَ عليها أن لا تُبدي زينتها إلاّ ما ظهر منها ، ويُقال إنّ المراد من الزينة هي الزينة الطبيعية كالشعر والمحاسن الجسمية ، فيجوز إظهار ما بدا منها ، وهما الوجـه واليدان . وأمّا الزينة الاصطناعية ، كالأصباغ والمسـاحيق ، فلا يجـوز إظهارها (وإن يستعففنَ خير لهنّ ) (النور / 60 . ) .
    ولقد صدق مَن قال : «لقد تساهل الاسلام مع المسنّات وشدّد على الشابّات ـ في مسألة الحجاب ـ ولكن جاء العمل على عكس ما أمر القرآن الكريم، حيث نرى التبرّجوالتهتّك في الشابّات والتستّر والتحفّظ من المسنّات ، فتساهلنَ فيما شددّ الله ، وتشدّدن فيما تساهل» ( محمدجواد مغنية : الفقه على المذاهب الخمسة ، ص 91 ) .
    4 ـ في الستر الشرعي، أراد الاسلام لملابس المرأة أن تكون موافقة لشروطه ، وهي :
    أ ـ أن تغطِّي جميع الجسم عدا المستثنى منه (ما ظهر منها ) .
    ب ـ أن لا يشفّ ولا يصف ما تحته ، أي أن لا يكون رقيقاً يحكي البشرة ويبرزها .
    ج ـ أن لا يحدِّد أجزاء الجسم أو يبرز مفاتنه ، أي أن لا يكون مثيراً للشهوات ، وذلك قوله تعالى : (يدنين عليهنّ من جلابيبهنّ )(الأحزاب / 95 . )، وأن لايكون مصداقاً للتبرّج بأن ترتدي الفتاة أو المرأة لباساً يستر جسدها ، لكن موضته ـ أي طريقة صناعته أو خياطته ـ تخلق حالة من الإثارة ربّما تفوق إظهار المفاتن .

    الحجاب والحرِّية :
    والآن نحاول أن نجيب على الأسئلة التالية ، لنرى هل أنّ الاسلام أراد أن يضيِّق حرِّية المرأة بتكليفها بارتداء السّتر ؟
    أ ـ ما هو مفهوم الحرِّية في الاسلام ؟
    ب ـ ما هي ضوابط ممارسة الحرِّيات ؟
    ج ـ هل الحجاب يناقض الحرِّية ؟

    أ ـ فالحرِّية في معناها العام هي : «نفي سيطرة الغير .. والقاعدة الأساسية للحرِّية في الاسلام هي : التوحيد والايمان بالعبودية المخلصة لله الذي تتحطّم بين يديه كلّ القوى الوثنية التي هدّدت كرامة الانسان على مرّ التاريخ» .
    فعملية التحرير تنطلق من داخل الانسان نفسه بتحكّمه بإرادته ومسيرته وشهواته ، ولذلك فإنّنا : «إذا جمّدنا في الانسان القدرة التي تمكِّنه من السيطرة على شهواته ، واكتفينا بمنحه الحرِّية الظاهرة في سلوكه العملي ، ووفّرنا له بذلك كلّ إمكانات ومغريات الاستجابة لشهواته ، كما صنعت الحضارات الغربية الحديثة ، فقد قضينا بالتدريج على حرِّيتـه الانسانية في مقابل شهوات الحيوان الكامن في أعماقه ، حتى إذا التفت إلى نفسه في أثناء الطريق ، وجد نفسه محكوماً لا حاكماً ، ومغلوباً على أمره وإرادته» ( ) .
    فالحرِّية بهذا المعنى الاسلامي حرِّيتان :
    حرِّية داخليـة ، تنبع من مقـدار التحكّم والسيطرة على شهوات الانسان .
    وحرِّية خارجية ، وهي التحرّر من سيطرة الآخرين وظلمهم وضغوطاتهم .
    وهما حرِّيـتان متكاملتان ، فلا يمكن أن نجمِّـد إحداهما ونطلق الاُخرى ، وإذا تزاحمتا ، أي لم يكن لنا خيار سوى حرِّية واحدة ، فإنّنا نفسح المجال للحرِّية الاُولى لأ نّها الحرِّية الحقيقية التي يشعر معها الانسان بحرِّيته وعزّته حتى ولو كان يقبع في داخل زنزانة .
    ويمكن أن نلخِّص أهم معالم الحرِّية الاسلامية من خلال تعريفها في النقاط التالية :
    1 ـ الحرِّية تستبطن المسـؤولية ، فأنتَ حرّ يعني أنتَ مسؤول ، ولا بدّ أن تقدِّم تفسيراً معقولاً لكلّ ما تقوم به .
    2 ـ والحرِّية نظام ، فهي تنظِّم الحركة وتضع لها ضوابطها وتفسح لها المجال حيثما كان في ذلك الخير والصلاح ، وتمنعها حيث تصبح تعدِّياً على حرِّيات الآخرين ، فهي قانون وليست ضدّ القانون .
    3 ـ والحرِّية اختيار ، لأ نّها تقوم على أساس أنّ الأصل في طبيعة الانسان الخير .
    4 ـ والحرِّية علم وثقافة ، لأ نّها تقوم على تشخيص الحقائق ومعرفة الأشياء الضارّة والنافعة .
    5 ـ والحرِّية تشريع يتـحرّك في دائرة المـباحات ، ولا حرِّية مع الواجب والمحرّم .
    6 ـ والحرِّية تجربـة ومنهج اسـلامي شـامل ، ينضـج بالوعـي والممارسة الصحيحة .
    هذه هي أهم معالم الحرِّيـة في الاسـلام ، وما عداها فـ ( حرِّية ) مزيّفة أو لنَقُل ناقصة ، فلقد ركّزت وسائل الاعلام على تحرير الشكل الخارجي للمرأة ، والذي يعتبر شكلاً آخر للعبودية يهدف إلى إضفاء مسحة من الجمال الظاهري على الأَمَة القديمة ليس إلاّ .
    فلقد كان عربُ الجاهلية يعتبرون (ذات النقاب) حرّة و(المتجرِّدة) أمَة ، أي أ نّهم أعطوا صفة الحرِّية للمرأة المستترة ، وكان يمكن أن تعتبر سجينة النقاب أو مُضيّقاً عليها ، وأعطوا صفة العبودية للمتبرِّجة .
    فالحرِّية المزعومة هي شعار للاستغلال وليس دعوة مخلصة لانقاذ المرأة أو تحريرها ، والحقيقة هي كما عبّرت عنها إحدى الكاتبات «قال لها الرجل : إنّها حرّة في تصرّفاتها وفي كلّ شيء ، وهي في الواقع مُقيّدة بإرضاء الرجل ، أي رجل كان ، وإشباع رغباته» ( بنت الهدى : المرأة مع النبيّ ، ص 88 .) .
    ويمكن لنا أن نتمثّل حرِّية الغرب الداعيـة إلى الخلاعة والمجون ، من خـلال الاحصاءات المريعـة ، التي تتحدّث عن الحمل والولادة والاجهاض قبل الزواج ، وأثر الأفلام الخليعة . كما يمكن أن نتعرّف على زيف شعار الحرِّية في بلد كفرنسا من خلال طرد بعض الفتيات المحجّبات من مدارسهنّ ، حيث اعتبر حجابهنّ رمزاً دينياً تبشيرياً يثير الخلافات بين الطالبات !!
    يُضاف إلى ذلك أنّ بعض أسباب الطلاق وانتشار الفحشاء هو من بعض الثمار الفجّة للتبرّج ، وسنضرب لذلك بعض الأمثلة والشهادات الميدانية .
    ب ـ وحتى لا يُساء اسـتعمال الحرِّية في الاسلام ، وضع المشرِّع تنظيمات وضوابط ، فالحرِّية في الاسلام ليست مُطلقة بل قُيِّدت داخلياً بالخضـوع لحكم الارادة والعقل والضمـير ، وخارجياً بالاجـراءات القانونية التي يُطلق عليها ( الآداب العامّة ) ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والتشريعات الاسلامية الاُخرى .
    ولمّا كانت الارادة تضعف أحياناً أمام الضـغوطات ، كان لا بدّ من ضوابط تحفظها من ذلك الضعف ، وأهمّها ( الثواب ) و ( العقاب ) ، إلى جانب إجراءات القانون الاسلامي ، وهو نظام تشريعي غير خاضع للأهواء والأمزجة .
    ولعلّنا نجد في مثال يوسـف (عليه السلام) اختيار السجن أو تفضيله على الحرِّية المنحرفة ، مثلاً اسلامياً بليغاً ـ للمرأة وللرجل ـ في الحفاظ على روحية الحرِّية التي يتحرّك بها الانسان المؤمن ، ويحاذر أشدّ المحاذرة من السقوط تحت أقدام المعصية ، فلقد قيّد حرِّيتـه الجسدية من أجل أن يطلق حرِّيته الايمانية والروحـية : (قال ربِّ السِّجن أحبّ إليَّ ممّا يدعـونني إليه وإلاّ تَصرِف عـنِّي كيدهـنّ أصبُ إليهـنّ وأكن من الجاهلين ) ( يوسف / 33 ) .
    ج ـ وأمّا الإجابـة عن السـؤال الأهم : هل الحـجاب و ( السـتر الشرعي) يناقض الحرِّية ؟
    فلنستمع إلى آراء بعض علماء الاسلام وأصحاب الرأي في ذلك :
    ـ «إنّ ستر البدن باستثناء الوجه والكفّين لا يحول دون أي نشاط ثقافي أو اجتماعي أو اقتصادي ، وإنّ الذي يؤدِّي إلى تعطيل الطاقة العملية للمجتمع هو تلويث محيط العمل بالممارسات الشهوانية» ( مرتضى المطهّري : مسألة الحجاب ، ص 64 .) .
    ـ «رأي الاسلام الصريح أنّ الحجاب إنّما هو ضمان قانوني للعفّة ، يصونها عن الانزلاقات العاطفية التي توجبها فتنة العري ، وعن الاعتداء الأثيم الذي تمكّن له مظاهر التبرّج والخلاعة» ( محمد أمين زين الدين : العفاف بين السّلب والايجاب ، ص 13 ) .
    ـ ( إنّ الاسـلام لم يفرض على المرأة ـ كما يُقال ـ أن تظلّ حبيسـة البيت لا تخرج منه إلاّ إلى القبر ، بل أباح لها الخروج إلى الصلاة وطلب العلم وقضاء الحاجات وكلّ غرض ديني أو دنيوي مشروع ، كما كان يفعل ذلك نساء الصحابة ومن بعدهم من خير القرون ، وكان منهنّ مَن يخرج للمشاركة في القتال والغزو مع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ومن بعده من الخلفاء والقوّاد . وقد قال (صلى الله عليه وآله وسلم) لزوجه سودة : «قد أذن الله لكنّ أن تخرجن لحوائجكنّ» ، وقال : «إذا استأذنت المرأة أحدكم إلى المسجد فلا يمنعها» ، وفي حديث آخر : «لا تمنعوا إماء الله مساجد الله» ) (يوسف القرضاوي : الحلال والحرام في الاسلام ، ص 258 . ) .
    ـ وتقول إحدى الكاتبات : «إنّ فلسفة الحجاب أ نّه يجعل النساء أكثر تحرّراً ، فهو يجنِّبهنّ أن يكنّ مجرّد رموز جنسية أمام الناظرين ، وأن يقعنَ في فخِّ الثوب الغربيّ وتعاليم الأزياء الغربية» (رنا قبّاني : رسالة إلى الغرب ، ص 60 ) .
    من هذه الآراء ، وغيرها كثير ، التي تلتـقي على فهم واحد لمعنى الحجاب في الاسـلام ، نخلص إلى أنّ الحرِّية تتسع في أجواء العفّة والاحتشام ، وتضـيق فتنحـصر في النزوات والشهوات إذا كانت تتحرّك في إطار جنسي بحت
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Nov 2008
    المشاركات
    1,155
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    31-01-2014
    على الساعة
    02:17 PM

    افتراضي

    أصناف المحجّبات
    إنّ الأسـباب التي تدعـو الفتاة أو المرأة إلى الالتزام بالحـجاب ( الستر الشرعي ) كثيرة ، فليست كلّ محجّبة أو مستترة هي حقّاً إمرأة مؤمنة بهذا الضابط الشرعي للعفّة .
    ولقد تحدّث بعض الكتّاب عن تصنيف المحجّبات على ضوء الدافع الذي يقف وراء التزامهنّ بالحجاب .
    فالبعض اعتبر الدافع اجتماعياً ، وهو خشية الملتزمة بالستر من أن تكون غرضاً لكلام الناس . أو أ نّها تقوم بعملية تقليد إلزامية للمجتمع الذي يأخذ بأسلوب الستر ، فهي ملتزمة لا عن إيمان وقناعة بل عن تقليد ومحاكاة .
    والبعض الآخر اعتـبر الدافع ذاتياً ، وهو حبّ الظهور وجذب الأنظار .
    واعتبره آخرون ازدواجية في الشخصية ، أي أنّ هناك تناقضاً بين المحتوى الداخلي لشخصية المحجّبة ، وبين ما يضفيه الشكل الخارجي ، أو يحدثه من انطباع بالايمان والالتزام بالحشمة . أي أنّ المحجّبة تقوم بعملية تمويه ، فهي في الخارج مستترة ، وفي الداخل مخالفة للاسلام في كلّ شيء ، أو في أشياء كثيرة .
    ونظر إليه آخـرون نظرة اقتصـادية ، فاعتـبروه لوناً من ألوان الاشتراكية ، وإلغاءً للفوارق الطبقية .
    واعتبره قسم آخر تعبـيراً عن صدمة عاطفية ألجأت الفتاة أو المرأة المصابة بالصّدمة إلى اتخاذ الحجاب أسلوباً احتجاجياً ، أو ردّة فعل لما تعانية من صدمة ، أو ما تشعر به من حالة إحباط شديد .
    واعتـبره آخرون حالة من حالات التصوّف والانعزال ، وربّما الانغلاق في شعور الفتيات المحجّبات ـ حسب أصحاب هذا الرأي ـ أنّ طبيعة الحياة المعاشة لا تُبشِّر بالأمل والسعادة ، فلا بدّ من العودة إلى الايمان .
    وهناك المحجّبة المنطلقة في سترها من منطلق إيماني راسخ ، وشعور حقيقي بالانتماء للاسلام ، والتزام واع بمقرّرات الشريعة الاسلامية ، ومعرفة بضرورة تحصين المجتمع بالعفّة والاحتشام .
    ويجمع أصحاب هذه الآراء على أنّ المظهر لا يمكن اعتماده دليلاً وحيداً على نقاء الداخل وطهارة السريرة ، فقد تتحجّب الفتاة أو المرأة ، ولكن سلوكها العام لا يوافق ما ترتديه من زي اسلامي ولا يدلّ على معناه .
    ومع أ نّنا مأمورون إسلامياً أن نأخذ بظواهر الأمور ، لكنّ مناقشة هذه الآراء ستعين على مواجهة الشبهات التي تُثار ضدّ الستر الشرعي ( الحجاب ) وتدفع إلى التمسّك والالتزام به أكثر فأكثر .
    فبالرغم من أنّ خشية الفتاة من كلام الناس ونقـدهم يُعدّ عاملاً مساعداً من عوامل الحفاظ على أجواء العفّة ، ولا بدّ من مراعاته تجنّباً للخدش في سـمعتها ، إلاّ أ نّنا يمكن أن نعتبر الالتزام بالحجاب سواء بسبب التقليد الاجتماعي للاُمّهات أو الجدّات أو النساء المؤمنات ، أو الخوف من ألسِنة الناس ، لا يمكن أن يصمد طويلاً .
    فعندما تتعرّض الفتاة لأوّل حالة اهـتزاز أو ضغط عنيف ، فإنّها يمكن أن تتخلّى عن حجابها ، أو في الأقل تتساهل فيه ، لأنّها أساساً لم تنطلق من قناعة ذاتية أو فكرية أو تشريعية للالتزام به .
    وأمّا الصنف المتناقض الذي يبدو في الخارج ملتزماً ، وفي الداخل بعيداً عن الالتزام ، فإنّ الفتاة من هذا الصنف إنّما تقوم بعملية تجزئة للإلتزام وللإيمان ، فهي تراهُ شكليّاً ، ولذا فهي تلتقي مع الفتاة الاُولى في التخلِّي عن حجابها إذا دعتها الظروف الخارجية الضاغطة ، أو البقاء عليه رغماً عنها .
    فالالتزام إذاً كلّ متكامل ، سواء في الداخل أو في الخارج . والعفّة النفسية والسلوكية أهمّ بكثير من العفّة المظهرية ، بل هي التي تعطي زخماً لعفّة الشكل لكي يكون فاعلاً مؤثِّراً ، بل وقادراً على المقاومة .
    ولا يخفى أنّ الفتاة التي تتظاهر بالالتزام بالستر وتخالفه في واقعها الحياتي ، إنّما تقدِّم بذلك نموذجاً سيِّئاً للفتاة أو المرأة المسلمة ، فهي فتاة منافقة تتقيّد بالشكل وتهمل الجوهر .
    وأمّا تلك التي تحجّبت حبّاً في الظهور ولأجل أن تتجه الأنظار إليها ، لأنّها تعيش في مجتمع يسود فيه الالتزام والمحافظة على العفّة ، ولذا فهي تخشى من عدم الزواج ، إلاّ إذا كانت محجّبة ، فهي تندرج تحت عنوان الالتزام السطحي بالحجاب الذي لا يرمز إلى عُمق إيماني ، ولا يُعبِّر عن حالة روحية تنعكس في السلوك عفّة واحتشاماً .
    وأمّا اعتبار الحجاب حالة من التصوّف والانعزال ، احتجاجاً على واقع الحياة المزري والمتردِّي، فقد يكون ظاهر هذا الرأي الحق وباطنه الباطل .
    فأن تعتزل الفتاة حالة الانهيار الأخلاقي والفحش والفساد ، وتركن إلى ما يقيها من مهاوي الانفلات والانزلاق ، أمر تُحمَد عليه ، وهي من الصنف الملتزم المحتشم عن قناعة ووعي وإيمان .
    وأمّا أن تصـبح في حالة من حـالات الانكـماش والانغـلاق عن المجتمع ، فلا تمارس دورها الاجتماعي والعملي والرسالي بسبب ذلك ، فإنّ هذا ممّا لم يقل به الاسلام .
    أمّا أولئك الذين يعتبرون الزيّ الاسلامي ينطوي على اشتراكية وتكاليف أقلّ وتذويب للفوارق الطبقية ، لأ نّه يوحِّد الشكل أو المظهر من حيث اللباس الخارجي على الأقل ، فحتى على فرض أنّ النتيجة كانت كذلك بحيث تتقلّص الفوارق ويكون هناك نوع من التضامن بين لابسات الزيّ الواحد أو الموحّد ، فإنّ هدف المشرِّع الاسلامي أعمق من ذلك ، إذ يمكن اختراق هذه المحصّلة بالأقمشة التي تُصنع منها حجابات ونقابات المرأة من حيث الرخص والغلاء ، وبالتالي فكلّه ستر شرعي . فالمسألة ليست اقتصادية بالدرجة الاُولى بقدر ما هي المحافظة على الجوّ الاجتماعي والنفسي والروحي عفيفاً نظيفاً .
    وأمّا اعتبار الحجاب في بعض الحالات تعبيراً عن صدمة عاطفية في نفسية الفتاة كانفصال الأب عن الاُم ، أو وفاة أحد الأعزّاء في الاُسرة ، فلا تجد مهرباً من صدمتها سوى التقرّب إلى الله بالزهد والحجاب ، كما يعبِّر بعض أطبّاء علم النفـس ، فإنّ حالة الالتزام هنا طارئة سوف تزول بزوال السبب المؤثِّر ، وسرعان ما تعود الفتاة إلى وضعها السابق .
    يقول طبيب نفسـاني : «وقد صادفتني عدّة حالات تتحجّب فيها المرأة مع بداية المرض النفسي ، وعند شفائها من المرض تخلع حجابها وتعود إلى طبيعها، والعكس صحيح، وبعض المحجّبات يخلعن الحجاب عندما يبدأ المرض ، وبعد شفائهنّ يعدنَ إلى لبس الحجاب»

    مناقشة شبهات :

    تعرّض ستر المرأة المسلمة الشرعي وما زال إلى هجوم سافِر من دُعاة التحـلّل الذين يرفعون دعـوتهم تحت ستار أو شعار (حرِّية المرأة) .
    فمن قائل :
    ليتَ النقاب على النساء محرّمُ***كي لا تغرّ قبيحةٌ إنسانا
    وهذا هو قول من يقول بما لا يعلم ، لأنّ قوله مردود من جهة :
    1 ـ إنّ من أبرز علامات القُبح والجمال هو الوجـه ، فطالما كان الوجه ممّا يُباح للمرأة كشفه ، فأين هو التغرير ؟
    2 ـ وإذا كان المراد بالنقاب هو ستر الوجه ، فهو ممّا درج عليه العُرف ولم يقل به الشّرع .
    3 ـ وإذا كان المراد بالتغرير أن يكون القُبح في الأجزاء المستورة من الجسد ، فإنّ المشرِّع الاسلامي عالج هذه المسألة من خلال :
    أ ـ الجواز للرجـل أن ينظر إلى مَن يريد أن يتزوّج بها ، أي إلى محاسنها ، وهي : الشعر والعُنق والمعصم والساق .
    ب ـ وإذا تأكّد بعد الزواج أنّ الفتاة أو المرأة قد أخفت على الرجل إصابتها ببعض التشويهات أو التعويقات ، فللرجل الحق في فسخ العقد دون أن يدفع لها من مهرها شيئاً ، لأنّ ذلك يعتبر من ( التدليس) أي الخداع في الشروط والمواصفات .
    فما هي الحاجة إلى تحريم السّتر ـ حسب قول الشاعر ـ مع مراعاة هذه المباحات أو المسموحات ؟
    ومن قائل( 1) :
    أسفري فالحجابُ يا ابنة فهر***هو داء في الاجتماع وخيمُ
    كلُّ شيء إلى التجدّد ماض***فلماذا يُقَرُّ هذا القديمُ
    أسفِري فالسفور للناسِ صبحٌ***زاهرٌ والحجاب ليلٌ بهيمُ

    فالشاعر هنا يعتبر السـتر شيئاً قديماً لا يجوز التمسّـك به طالما أنّ كلّ شيء في الحـياة ماض نحو التجدّد والتطوّر والتقدّم ، وهو قول مردود أيضاً من جهة :
    1 ـ ليس كلّ قديم باطلاً ، وليس كلّ جديد صالحاً ، فما أكثر الجديد الباطل وما أكثر القديم الصالح . فالأمر ليس في جدّة الشيء وقدمه ، بل بما يعبِّر عنه من قيم وبما يحقِّقه من مصالح وأهداف اجتماعية وأخلاقية ونفسية وأمنية .
    2 ـ إنّ صلاحية القديم تنتهي إذا انتهى مفعوله أو أسبابه ، وطالما أنّ مفعول السّتر الشرعي ودواعيه قائمة ، وأنّه يشكِّل حاجة فعليّة وأساسية ، فإنّه يعتبر علاجاً منظوراً فيه مدى الزمن وليس الفترة التي شُرِّع فيها فقط .
    ومن قائل : «ليس الذنبُ في السفور ، ولكن بإساءة استعماله» .
    والأسئلة التي يمكن أن تُطرَح أو توجّه لقائل هذا القول هي :
    1 ـ أيّ سـفور تعني ؟ هل هو الكشـف عن محاسـن المرأة ؟ هل هو التـبرّج ؟ هل هو الاختلاف في الكشف عن بعض أجزاء الجسد الاُنثويّ ؟ هل هو اللِّباس الذي يستر الجسـد ما عدا الشـعر ؟ ما هو بالضّبط ؟!
    2 ـ كيف يمكن ضمان عدم إساءة استعمال السفور ، وهو كالنافذة المفتوحة على القصر الجمـيل ، هل يُعقل أن يغمض الناظر عينه عن النظر من خلالها ؟
    3 ـ ثمّ مَن هو ياترى يسيء اسـتعماله : المرأة السافرة ؟ أم الرّجل الذي يستغلّ فرصة سفورها ؟
    إنّه تلاعب بالألفاظ ليس إلاّ .
    ومن قائل : «إنّ الحجاب يصون العفّة ، لكنّه يسجن المرأة» .
    ولمّا كان الاسلام قد أباح للمرأة اختيار الشكل المناسب للحجاب ضمن الشروط المنصوص عليها فقهياً ، ولم يلزمها بشكل معيّن ، كان لا بدّ من مناقشة الاعتراض من جهتين :
    ـ طبيعة الحجاب في الاسلام والغاية منه .
    ـ تعارض الحجاب مع الحرِّية .
    وقد سبقت مناقشة ذلك .
    فـ «ليس الحجاب ـ كما يصوِّره المتحلِّلون ـ تخلّفاً ورجعية وإنّما هو حشمة وحصانة تصون المرأة من التبذّل والإسفاف ، ويقيها تلصّص الغواة والداعرين ، ويجنِّبها مزالق الفتن والشرور .
    وحسبُ المسلمين أن يعتبروا ما أصاب الاُمم الغربية من ويلات السفور والتبرّج واختلاط الجنسـين ، ما جعلها في وضع سيِّئ وحالة مزرية من التسـيُّب الخلقي ، وغدت تعاني ألوان المآسي الأخلاقية والصحية والاجتماعية .
    وليس من شك في أنّ دعـوات إخراج المرأة عارية أو شبه عارية هي دعوات مُغرضة مسمومة يُراد منها إشاعة الفاحشة في المجتمعات الاسلامية ، والله تعالى يقول : (إنّ الّذينَ يحبّونَ أن تشيع الفاحشة في الّذينَ آمنوا لهُم عذابٌ أليم في الدّنيا والآخرة ) ( النور / 19 ) .

    وآخر دعوانا أن الحمدُ لله ربّ العالمين
    1) قائل هذه الأبيات هو الشاعر العراقي (جميل صدقي الزهاوي) . وقد ردّ عليه شاعر النيل (حافظ ابراهيم) بالقول :
    أنا لا أقول دعوا النساءَ سوافراً***بين الرِّجال يجلن في الأسواقِ
    كلاّ ولا أدعوكمُ أن تُسرفوا***في الحجب والتضييق والإرهاقِ
    فتوسّطوا في الحالتين وأنصِفوا***فالشرّ في التضييق والإطلاقِ
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  10. #10
    تاريخ التسجيل
    Nov 2008
    المشاركات
    1,155
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    31-01-2014
    على الساعة
    02:17 PM
    أدرك الغرب أن حجاب المرأة المسلمة – المسلمة فقط - رمز للتحدي يشكل خطراً على إيديولوجيته العلمانية ولذلك قرر منع الحجاب . فشعاراته البراقة ، وشعارات الثورة العلمانية كلها ركلت بالأقدام في سبيل منع الحجاب وبدا للناس جميعاً حقيقة طالما خفيت عليهم وهي أن شعارات الحرية والديمقراطية إنما هي مجرد أوهام وأحلام خدعوا بها

    . كما تحدثوا عن الفاروق عمر على أنه " المستبد العادل " أي أنه الخليفة الذي يمتلك كل السلطات التشريعية والقضائية والتنفيذية وهو بنظرهم اتجاه لم يعد صالحاً لهذا العصر ، والبديل له بنظرهم دولة المؤسسات العلمانية التي لا سلطان لأحد عليها إلا للعدالة .
    والسؤال الآن : إذن لماذا ضاق الغرب ذرعاً بحجاب المرأة المسلمة فكشر عن أنيابه وأصدر قراراً بمنعه ؟ كيف استطاع أن يفعل ذلك ما دامت المؤسسات العلمانية القانونية هي التي تحكم ولا سلطان لأحد عليها ؟
    أليس هذا القرار من أحط ألوان الاستبداد ، ولا يمكن تصنيفه إلا في مخلفات القرون الوسطى المظلمة ؟! .
    لم تنج إذن العلمانية من الاستبداد ، والاستبداد الظالم ، فإذا كان لا مناص من الاستبداد إذن فأن يكون استبداداً عادلاً خيرٌ لنا ، فعادت الحاجة ماسة إلى مثل الفاروق عمر رضي الله عنه .

    الإشكالية هنا : أن الإنسان هو الذي يحكم ، وهو الذي يسيّر المؤسسات وهو الذي يسن القوانين ، وهو الذي يفسرها ويؤولها وهو الذي ينفذها ، فما أسهل عليه أن يوظف ذلك كله لخدمة مصالحه ومنافعه ، وخصوصاً في هذا العصر الذي يلعب الإعلام والدعاية دوراً بارزاً في غسل الأدمغة ، وترويج الأفكار ، وتغليب بعضها على بعض بحسب الحال والظرف والمصلحة .
    ومن هنا فالشعارات العلمانية الرائجة اليوم مثل الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان هي شعارات ظرفية تخدم الإنسان الأقوى وتوظف الآخرين لخدمته وفي الوقت الذي تصبح خطراً عليه تداس بالأقدام وتُركل بالنعال، وظاهرة الحجاب مثال على ذلك.

    إن الغرب لا يرى في الحجاب الإسلامي مجرد قطعة قماش تستر شعر المرأة أو رأسها أو وجهها وإنما يرى في الحجاب اختزالاً للحضارة الإسلامية تغزوه في عقر داره .
    إن الحجاب يعني في المنظور الغربي أن الإسلام كله بقرآنه ومحمده وكعبته يتجسد في قطعة القماش هذه ، وفي هذه المرأة المحجبة التي تخطر في شوارع باريس أو لندن . وإن هذه الصورة تمثل بالنسبة له أخطر ألوان التحدي ، إنها تذكره بطارق بن زياد وموسى بن نصير وعبد الرحمن الغافقي على تخوم باريس . كما يرى الغرب في المرأة المحجبة وهي تتبختر في شوارع باريس أو غيرها كأنها ترفع راية الإسلام وتدوس قيم الغرب ، وتتحدى شعاراته البراقة ، وتهزأ بحضارته المبهرجة ، وتترفع عن مدنيته الزائفة ، إنها تتشبث بأصالتها في وسط المعمعة ، وتلتف حول دينها وعفتها وشرفها في وسط تيار جارف من الإغراء واللذة .

    إن الغرب لا يرى في المرأة المحجبة مرأة بل يرى الإسلام يتحداه في عقر داره ، وقد حاول جاهداً أن يصمت لسنوات محافظاً على قيمه في الحرية ، ولكن ضغط الحجاب ودلالاته التاريخية والحضارية، وإيحاءاته الاستفزازية لمظاهر التعري ، جعل صبره ينفد فانتهك القيمة الأساسية التي يقف عليها وهي قيمة الحرية وذلك ليوقف هذا المد الإسلامي الخطير

    ومن هنا فالمرأة المسلمة في الغرب تؤدي بحجابها دور الداعية الصامتة ، إنها ترفع شعار "" العالَم المتميز "" أو "" الكيان المستقل "" أو " الحمى المسيّج " ، في مقابل " الكلأ المباح " الذي تمثله المرأة الغربية ، فهي كيان مستقل عن عالم الرجال وعالم أنثوي متميز عن عالم الذكورة .
    إن المرأة المسلمة بحجابها تحتكر أنوثتها وتمتلكها ولا تبددها في عالم الرجال ، إنها تنطوي في داخلها على سرٍ يجب أن يظل مطمحاً لعالم الرجولة تهفو إليه الرجولة فلا تنال منه إلا بقدر ما يتحقق من سعادة وكرامة إنسانية مشتركة

    بينما المرأة السافرة الفاتنة ترمي بلحمها وشحمها أمام الكلاب الجائعة ، والذئاب الغادرة ، والثعالب الماكرة ، وهي بسفورها ومفاتنها تدفع بكفاءتها وإنسانيتها وفاعليتها إلى الوراء وتدفنها في الأعماق ، وذلك لأن صوت الغريزة واللذة أقوى من صوت العقل – غالباً – وأقوى من صوت الحرية والتحضر والضمير والأخلاق ، هذه الشعارات الجوفاء التي تنادي بها العلمانية

    كانت إحدى الشاعرات المعروفات في محيطنا العربي تلقي قصيدة في أمسية شعرية جامعة ، وكانت بادية الزينة، وتُميل شعرَها الطويل المسترسل أثناء الإلقاء إلى طرف من وجهها، ثم ما تلبث أن ترده عنها في حركة مثيرة ! ، ولما انتهت من إلقاء قصيدتها وعجت القاعة بالتصفيق ، سأل أحد الحاضرين صاحبه : كيف رأيت شِعرها ؟ فقال له : إن لها شَعراً يأخذ بالألباب !!
    والآن : هل في الناس من لا يقرأ في هذا الكلام أسوأ عبارات الامتهان الجارحة لكرامة المرأة ؟ كأن الرجل يقول للمرأة في هذه الحالة : مهما حاولتِ أن تبرزي مفكرة عالمة باحثة أديبة فما أنت إلا دمية لعبث الرجال ولهوهم .
    ومن هنا وضع الإسلام حاجزاً حصيناً يفصل شخصية المرأة كإنسانة تمتاز بما يمتاز به الرجل من الخصائص الفكرية والإنسانية عن شخصيها الأنثوية المتممة لذكورة الرجل بكل ما لهذه الشخصية من مظاهر وذيول
    وبذلك يكون الحجاب أحد التشريعات الإسلامية التي توخت حفظ كرامة المرأة من مشاعر الامتهان ، وتحصين أنوثتها من مرامي العابثين ، وإن دلالات النصوص تعزل الحجاب عن أن يكون علامة تمييزية دينية أو غيرها، فهو تشريع يساعد على ضبط الأخلاق في المجتمع ، ويستند إلى فلسفة العفاف في الإسلام ، وليست الغاية هي ستر البدن لذاته

    وإذا كانت هناك من النساء من تمارس السلوكات الشائنة من وراء الحجاب فهذا أمر شنيع ولكنه لا يدعو إلى ازدراء الحجاب ورفضه ، لأن مظاهر السفور والتبرج أولى بالرفض والازدراء، فالمنحرفات اللواتي يجنحن في انحرافهن إلى عرض مفاتنهن أضعاف اللواتي يفعلن ذلك من وراء الحجاب ومظاهر الحشمة . ومع ذلك فالعجيب أن الحشمة وحدها هي التي توضع من قبل هؤلاء المعترضين في قفص الاتهام، وتبقى المثيرات والمهيجات التي تعلن عن نفسها مبرأة عن أي تسبب لتهييج الرجال، وإضعاف الوازع الخلقي في نفوسهم، فضلاً عن أن يُشار إليها بأصابع الاتهام !! ( ).
    إزاء هذه الحقيقة نقول : من الذي ينظر إلى المرأة على أنها جسد؟ ومن الذي يقصر فكره ونشاطه على ما يجب كشفه أو ستره من جسدها ؟.. أتراه ذاك الذي يعترف بحقيقة غريزته ويبني عليها حكما يلزم به نفسه ليحترم إنسانية المرأة، وينصرف من خلاله عن التدني إلى مستوى التطلع إلى غاية شهوانية، أم هو ذاك الذي يصر على نفي وجود تلك الغريزة وهو يعلم مكانها في نفسه، ثم يحكم على الرجال بضرورة التنزه عنها

    إن الموقف الغربي من الحجاب لا يمكن تفسيره إلا كلون من الحسد الحضاري، فلماذا المرأة المسلمة لا تزال تحتفظ بعفتها وإنسانيتها ؟! لماذا لا تنخرط فيما انخرطت فيه المرأة الغربية من إباحية ومجون ؟ أليس الغرب اليوم هو الذي يقود زمام الحضارة ؟ ألا ترى المرأة المسلمة كم تقدم الغرب وتفوق ؟ لماذا تصر على التحدي والمقاومة ؟ لماذا لا تقبل الانصهار في الأنماط الغربية للممارسة الوجودية ؟ لماذا تصر على الاستقلال في وجودها وكيانها ورؤيتها وتفكيرها ؟ لمَ كل هذا الإصرار على الهوية في عصر العولمة أو قل الأَوْربة أو الأَمْركة ؟ لمَ كل هذا التزمت والتعصب ؟!!
    فلتخرج إذن من بلادنا أو لتلبس لباسنا ولتتحلل كما تحللنا وَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلاَّ أَن قَالُواْ أَخْرِجُوهُم مِّن قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ [ سورة الأعراف آية : 82 ] .
    أجل إن التطهر قوة ، والعفة قوة ، والمنحرف يتمنى أن لو كان الناس جميعاً مثله حتى يتخلص من عقدة النقص والشعور بالغربة، فهولا يحب أن يرى أناساً يتمتعون بقوة الإرادة وهو ضعيف، ولا أناساً سعداء وهو شقي ، ولا يريد أن يرى أناساً يقاومون تيار الانحراف في الوقت الذي انخرط هو فيه ، يريد أن ينجرف الجميع .

    من "الحجاب يتحدى" للأستاذ الدكتور أحمد إدريس الطعان باختصار
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

صفحة 1 من 3 1 2 ... الأخيرةالأخيرة

النقاب فرض بنص القرآن

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. هل النقاب رجعية ؟
    بواسطة عمرصديق مصطفى في المنتدى الرد على الأباطيل
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 23-08-2012, 06:48 AM
  2. هل النقاب فرض؟؟؟؟
    بواسطة دعاء الرحمه في المنتدى المنتدى الإسلامي
    مشاركات: 8
    آخر مشاركة: 05-05-2010, 02:32 AM
  3. شيخ الأزهر و النقاب
    بواسطة 3abd Arahman في المنتدى منتديات الدعاة العامة
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 20-10-2009, 03:40 PM
  4. حكم النقاب فى الاسلام
    بواسطة ياسر محمد المصرى في المنتدى المنتدى الإسلامي
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 13-10-2009, 09:53 AM
  5. ما لا تعرفينه عن النقاب....
    بواسطة المنتقبة في المنتدى منتديات المسلمة
    مشاركات: 13
    آخر مشاركة: 24-05-2009, 09:17 PM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  

النقاب فرض بنص القرآن

النقاب فرض بنص القرآن