هذه القصيدة كتبها والدي إسماعيل الصالحة سنة 1986م رثاء لوفاة الشيخ أحمد الحصري رحمه الله . وهو عالم جليل من معرة النعمان وهي مدينة من المدن الجميلة في بلاد الشام

بكيت اليوم لما جاءني الخبر ...بشكل فيه كاد القلب ينفطر
وهل الدمع من عيني منسكبا....على الخدين مثل السيل ينحدر
ومثل الغيث ما جادت سحائبه...وكالشلال ما أعطى له المطر
على الحصري من حزن ومن ألم ...ومن شجن له الأكباد تنشطر
وكم بالأمس من أمم له سكبت...ثري الدمع حتى اغرورق البصر
بكينا كلنا والله من جزع ..........كمثل الطفل لما يخسف القمر
هو الأقمار في الدنيا سوابغه.... لها ومضى كمثل البرق ينتشر
أفاد الناس من علم ومن أدب..... ومن خلق به الإنسان يفتخر
ومن دين أتانا منه نافلة .... .. بها العلياء والأمجاد والظفر
جموع الناس قد ألفت مجالسه .... عقيب الفجر في رمضان يبتدر
وأحيانا بعيد العصر يعقدها .... وضحوا كان في الجمعات ينهمر
فمن فقه وتفسير يحدثنا ..... كمثل الطل فوق الروض ينتثر
وأما السيرة الغراء ينشرها..... بشكل فيه أن الناس ينبهروا
لما فيها من التشويق من خبر...... وما فيها من الأحداث ينفجر
وجل الناس حول الدرس قد جلست..... عليها الطير مما قال تعتبر
وفوق المنبر المنصوب خطبته ..... لها وقع كمثل البحر يهتدر
يقول الحق لا يخشى به أحدا ...... كما الآساد في الساحات لو زأروا
فأحيا الحق والإسلام في بلد....... بها الأشرار قد خابوا وقد خسروا
ونجى الخلق من ظلم ومن ظلم ....... ومن كرب بها الأبصار تعتكر
وغاب البدر والأنوار قد رحلت....... وضوء الفجر لم يسطع له شرر
وما أبقى لنا في الليل من أحد ......سوى نجل به الآمال تزدهر
كمثل البحر هدارا بجودته ....... وكالغيداق فوق الزهر ينهمر
ومثل الدر في قول وفي عمل ......إلى الخيرات سباق له صور
أبا البركات أنت البحر من أمل....... وأنت القلب ثم السمع والبصر
ففيك الوالد المحبوب بشرنا ........ بأن الخير فيكم كله ثمر
وأنت العالم المعطاء عن بصر........ وعن قلب به الإيمان يعتمر
وفيكم تبلغ الآمال ذروتها ....... بسير نحو إصلاح به ظفر
فسيروا وفق أهداف محددة ......... من القرآن والتشريع تنحدر
وإنا خلفكم والله في عمل........... وفي قول به صدق ومعتبر
ومن قد كان في الإسلام مسلكه ...... فلا بأس لما يلقى ولا ضرر
وأرجوا رحمة المولى لوالدكم........ بجنات وروضات بها شجر