أبو عبيده كتب في : Apr 28 2005, 08:27 PM

للعلامة الآستاذ علاء أبو بكر

النصوص التى أنزلها الرب فى العهد القديم من التوحيد والصفات العليا الحميدة التى توصف بها ذات الله العليا ، لهى من أكبر الأدلة على عدم اتحاد عيسى بالله ـ سبحانه وتعالى ـ فلو كان عيسى هو الله لكانت هذه الصفات ملازمة له ، لأنهم يؤمنون بالاتحاد التام بين الابن والأب والروح القدس ، اتحاداً لا ينفصل طرفة عين ؛ وعلى ذلك فإن الاختلاف الحادث بين هذه الصفات لهو أكبر دليل على زيف ما يعتقده النصارى فى حق الله.

فمن المستحيل أن يكون الإله ضعيف ، أو جاهل ، أو مُهان ، أو غير قادر، أو مهزوم، أو ذليل ، أو ميِّت ، أو .. .. ..

وإذا علمت أن الله هو الذى أنزل الناموس وأرسل الأنبياء مبشَّرة عباده بصفات الله وقدرته وعلمه ، فسيتأكّد لك استحالة اتحاد هذا الإله الذى أعلن كماليات صفاته مع هذا الإنسان الفانى الذى أعلن كماليات نقصه كبشر ، ومجَّدَ إلهه وإلهنا ، وأخبرنا أن الله خالقه هو أعلى وأعز من الكل: (إِنَّهُ لَيْسَ عَبْدٌ أَعْظَمَ مِنْ سَيِّدِهِ وَلاَ رَسُولٌ أَعْظَمَ مِنْ مُرْسِلِهِ.) يوحنا 14: 16

1- هو الله ، الواحد ، الأحد ، الفرد ، الصمد ، الأول ، الآخر ، الباقى ، الوارث ، المبدىء، المعيد، المُحيى ، المميت لا شريك له:

(أنا الأول ، وأنا الآخر ، ولا إله غيرى) إشعياء 44: 6 ،
(أنا الرب ، وليس آخر ، لا إله سواى) إشعياء 45: 5

لا تنطبق على يسوع: فقد كان له شركاء وله أب وأم وأخوة:
(فاذهبوا وتلمذوا جميع الأمم وعمِّدوهم باسم الآب والابن والروح القدس)متى28: 19
(فإن الله الذى أعبده بروحى فى إنجيل ابنه شاهد لى) رومية 1: 9 ؛
(أليس هذا هو النجار ابن مريم) مرقس 6: 3

(أليس هذا ابن النجار) متى 13: 55
(ابنه الذى صار من نسل داود من جهة الجسد) رومية 1: 3-4

(ولما جاء إلى وطنه كان يعلمهم فى مجمعهم حتى بهتوا وقالوا من أين لهذا هذه الحكمة والقوات ، أليس هذا ابن النجار ، أليست أمه تدعى مريم وإخوته يعقوب ويوسى وسمعان ويهوذا؟) متى 13: 54-55
(لما كانت مريم أمه مخطوبة ليوسف قبل أن يجتمعا وجدت حُبلى من الروح القدس) متى 1: 18
(دُفِعَ إلىّ كل سلطان فى السماء وعلى الأرض) متى 28: 18

فمن الدافع ومن المدفوع له؟ أليس الأب والابن والروح القدس شركاء فى الحكم والخلق؟ فهل دفع له شريكه فى الملك كل شىء ليستريح هو؟ ولو حدث ذلك لكانوا ثلاثة آلهة!

وكذلك لا يمكن أن يكون الأول أو الآخر ، لأن له بداية وهى حلول الروح القدس على مريم ، وله بداية فى الميلاد ، ولأن أمه وكل من يكبره سناً فهو يستحق أن يكون أول عنه ، وكذلك عندما مات ، فلم يكن الآخر ، بل سبق الكثيرين إلى الموت:
(21وَلَمَّا تَمَّتْ ثَمَانِيَةُ أَيَّامٍ لِيَخْتِنُوا الصَّبِيَّ سُمِّيَ يَسُوعَ كَمَا تَسَمَّى مِنَ الْمَلاَكِ قَبْلَ أَنْ حُبِلَ بِهِ فِي الْبَطْنِ) لوقا 2: 21

(45وَمِنَ السَّاعَةِ السَّادِسَةِ كَانَتْ ظُلْمَةٌ عَلَى كُلِّ الأَرْضِ إِلَى السَّاعَةِ التَّاسِعَةِ. 46وَنَحْوَ السَّاعَةِ التَّاسِعَةِ صَرَخَ يَسُوعُ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ قَائِلاً: «إِيلِي إِيلِي لَمَا شَبَقْتَنِي» (أَيْ: إِلَهِي إِلَهِي لِمَاذَا تَرَكْتَنِي؟) 47فَقَوْمٌ مِنَ الْوَاقِفِينَ هُنَاكَ لَمَّا سَمِعُوا قَالُوا: «إِنَّهُ يُنَادِي إِيلِيَّا». 48وَلِلْوَقْتِ رَكَضَ وَاحِدٌ مِنْهُمْ وَأَخَذَ إِسْفِنْجَةً وَمَلَأَهَا خَلاًّ وَجَعَلَهَا عَلَى قَصَبَةٍ وَسَقَاهُ. 49وَأَمَّا الْبَاقُونَ فَقَالُوا: «اتْرُكْ. لِنَرَى هَلْ يَأْتِي إِيلِيَّا يُخَلِّصُهُ». 50فَصَرَخَ يَسُوعُ أَيْضاً بِصَوْتٍ عَظِيمٍ وَأَسْلَمَ الرُّوحَ.) متى 27: 45-50

(58فَهَذَا تَقَدَّمَ إِلَى بِيلاَطُسَ وَطَلَبَ جَسَدَ يَسُوعَ. فَأَمَرَ بِيلاَطُسُ حِينَئِذٍ أَنْ يُعْطَى الْجَسَدُ. 59فَأَخَذَ يُوسُفُ الْجَسَدَ وَلَفَّهُ بِكَتَّانٍ نَقِيٍّ 60وَوَضَعَهُ فِي قَبْرِهِ الْجَدِيدِ) متى 27: 58-60

2- هو الله ، الخالق ، البارىء ، المصور ، الواجد ، الماجد ، المالك ، الحق ، الواحد ، الأحد ، الفرد ، الصمد ، القابض ، الأول ، الآخر ، القادر ، المقتدر ، القوى ، المتين:

(فى البدء خلق الله السموات والأرض) تكوين 1: 1 ،
(أنت هو الإله وحدك ، لكل ممالك الأرض) ملوك الثانى 19: 16
(24هَكَذَا يَقُولُ الرَّبُّ فَادِيكَ وَجَابِلُكَ مِنَ الْبَطْنِ: «أَنَا الرَّبُّ صَانِعٌ كُلَّ شَيْءٍ نَاشِرٌ السَّمَاوَاتِ وَحْدِي. بَاسِطٌ الأَرْضَ. مَنْ مَعِي؟) إشعياء 44: 24

وهى لا تنطبق على يسوع:
فيسوع مخلوق كباقى البشر من الجسد: (أما ولادة يسوع المسيح فكانت هكذا)متى1: 18
(لما كانت مريم أمه مخطوبة ليوسف قبل أن يجتمعا وجدت حُبلى من الروح القدس) متى 1: 18
(6اَلْمَوْلُودُ مِنَ الْجَسَدِ جَسَدٌ هُوَ وَالْمَوْلُودُ مِنَ الرُّوحِ هُوَ رُوحٌ.) يوحنا 3: 6
وهذا نص يفصل فيه عيسى عليه السلام بين الجسد والروح واستحالة اندماجهما ، وإلا لقال: قد يكون المولود من الجسد مثلى متحداً مع الله والروح القدس. فمفهوم قوله: إنه إنسان ابن إنسان ، لأنه جسد مولود من جسد وأنتم قد رأيتمونى ، أما الروح فلا يقدر أحد أن يراه ، لأن الله لم يره أحد قط. فكيف أكون أنا الله أو متحداً معه وأنا جسد وأنتم قد رأيتمونى؟

كما نفى اتحاده بالله قائلاً: (24«لَيْسَ التِّلْمِيذُ أَفْضَلَ مِنَ الْمُعَلِّمِ وَلاَ الْعَبْدُ أَفْضَلَ مِنْ سَيِّدِهِ. 25يَكْفِي التِّلْمِيذَ أَنْ يَكُونَ كَمُعَلِّمِهِ وَالْعَبْدَ كَسَيِّدِهِ.) متى 10: 24-25

فهل الرب الخالق كالابن المخلوق كالروح القدس المخلوقة؟ فكيف يتحد الخالق مع المخلوق؟ وما حاجة الخالق الأكبر ، الأقوى ، الأكمل أن يتحد مع المخلوق الضعيف الناقص؟ تخيل اتحاد اللون الأبيض مع اللون الأسود أو أى لون آخر! فسيعطينا لونا رمادياً أو اللون الآخر مخففاً عن طريق امتزاجه باللون الأبيض، وبالتالى سيختفى اللون الأبيض. فهل الله هو اللون الأبيض أم المخفف؟

(24اَللَّهُ رُوحٌ. وَالَّذِينَ يَسْجُدُونَ لَهُ فَبِالرُّوحِ وَالْحَقِّ يَنْبَغِي أَنْ يَسْجُدُوا».) يوحنا 3: 24 فإذا كان الله روح ، فلا يمكن أن يراه إنسان: (اَللَّهُ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ قَطُّ.) يوحنا 1: 18

(8وَأَمَّا أَنْتُمْ فَلاَ تُدْعَوْا سَيِّدِي لأَنَّ مُعَلِّمَكُمْ وَاحِدٌ الْمَسِيحُ وَأَنْتُمْ جَمِيعاً إِخْوَةٌ. 9وَلاَ تَدْعُوا لَكُمْ أَباً عَلَى الأَرْضِ لأَنَّ أَبَاكُمْ وَاحِدٌ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ. 10وَلاَ تُدْعَوْا مُعَلِّمِينَ لأَنَّ مُعَلِّمَكُمْ وَاحِدٌ الْمَسِيحُ.) متى 23: 8-10
وهو بالتالى خلق مريم وابنها أقصد نفسه. وهى أم الإله وأمته (عبدته)!! وهو إلاهها وزوجها وابنها!! وهو أكبر منها لأنه خالقها ، وهى أكبر منه لأن بطنها احتوته!!

فكيف يكون الإله خالق السماوات والأرض ومالك ممالك الأرض وليس له (أَيْنَ يُسْنِدُ رَأْسَهُ)؟ (20فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: «لِلثَّعَالِبِ أَوْجِرَةٌ وَلِطُيُورِ السَّمَاءِ أَوْكَارٌ وَأَمَّا ابْنُ الإِنْسَانِ فَلَيْسَ لَهُ أَيْنَ يُسْنِدُ رَأْسَهُ».) متى 8: 20

3- هو الله القوى ، المتين ، العلىّ المتعالى ، لا يكل ولا يتعب ، الصمد ، القادر ، المقتدر:

(28أَمَا عَرَفْتَ أَمْ لَمْ تَسْمَعْ؟ إِلَهُ الدَّهْرِ الرَّبُّ خَالِقُ أَطْرَافِ الأَرْضِ لاَ يَكِلُّ وَلاَ يَعْيَا.) إشعياء 40: 28

(هَلْ قَصَرَتْ يَدِي عَنِ الْفِدَاءِ وَهَلْ لَيْسَ فِيَّ قُدْرَةٌ لِلإِنْقَاذِ؟ هُوَذَا بِزَجْرَتِي أُنَشِّفُ الْبَحْرَ. أَجْعَلُ الأَنْهَارَ قَفْراً. يُنْتِنُ سَمَكُهَا مِنْ عَدَمِ الْمَاءِ وَيَمُوتُ بِالْعَطَشِ. 3أُلْبِسُ السَّمَاوَاتِ ظَلاَماً وَأَجْعَلُ الْمِسْحَ غِطَاءَهَا».) إشعياء 50: 2-3

وهذا لا ينطبق على يسوع:
فقد كان خائر القوة،يدعوا إلهه أن ينجيهوظهر له ملاك من السماء يقويه)لوقا22: 43
كما إنه نام ليستريح: (وكان هو نائماً) متى 8: 24 ، (وفيما هم سائرون نام) لوقا 8: 23
وتعب من السفر فاستراح: (فإذا كان يسوع قد تعب من السفر جلس هكذا على البئر) يوحنا 4: 6

(1أَمَّا يَسُوعُ فَرَجَعَ مِنَ الأُرْدُنِّ مُمْتَلِئاً مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ وَكَانَ يُقْتَادُ بِالرُّوحِ فِي الْبَرِّيَّةِ 2أَرْبَعِينَ يَوْماً يُجَرَّبُ مِنْ إِبْلِيسَ. وَلَمْ يَأْكُلْ شَيْئاً فِي تِلْكَ الأَيَّامِ. وَلَمَّا تَمَّتْ جَاعَ أَخِيراً.) لوقا 4: 1-2
وجاع وأكل: (12وَفِي الْغَدِ لَمَّا خَرَجُوا مِنْ بَيْتِ عَنْيَا جَاعَ) مرقس 11: 12

وعطش وشرب: (قال [يسوع] أنا عطشان) يوحنا 19: 28
(أعطوه خلاً ممزوجة بمرارة ليشرب، ولما ذاق لم يرد أن يشرب) متى 27: 34