حول قيامة يسوع المزعومة

آخـــر الـــمـــشـــاركــــات

What the Muslims believe about Jesus peace be upon him? » آخر مشاركة: Said Interstellar | == == | خمس نقاط يعجز اليهودي عن الرد عليها Five facts the Jew cannot answer » آخر مشاركة: Said Interstellar | == == | تدمير المسيحية فى65 ثانية فقط : بسؤال قاتل لأنيس شروش يهرب منه(فيديو)!!!! » آخر مشاركة: د/احمدالالفي | == == | القمص زكريا بطرس يهرب في منتصف المناظرة ! » آخر مشاركة: د/احمدالالفي | == == | لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ » آخر مشاركة: د/احمدالالفي | == == | الكنيسة الأرثوذكسية تصــرخ : هننقرض بعد 300 سنة ! » آخر مشاركة: *اسلامي عزي* | == == | الكنيسة الأرثوذكسية تصــرخ : هننقرض بعد 300 سنة ! » آخر مشاركة: *اسلامي عزي* | == == | السيرة النبوية لابن هشام 1 كتاب الكتروني رائع » آخر مشاركة: عادل محمد | == == | بالفيديو:الأب زكريا بطرس يزعم أن رسول الإسلام كان يتمتع بالنساء مع الصحابة وبالأدلة! » آخر مشاركة: نيو | == == | بالفيديو: إثبات وجود سيدنا محمد تاريخيا من مصادر غير المسلمين القديمه » آخر مشاركة: نيو | == == |

مـواقـع شـقــيـقـة
شبكة الفرقان الإسلامية شبكة سبيل الإسلام شبكة كلمة سواء الدعوية منتديات حراس العقيدة
البشارة الإسلامية منتديات طريق الإيمان منتدى التوحيد مكتبة المهتدون
موقع الشيخ احمد ديدات تليفزيون الحقيقة شبكة برسوميات شبكة المسيح كلمة الله
غرفة الحوار الإسلامي المسيحي مكافح الشبهات شبكة الحقيقة الإسلامية موقع بشارة المسيح
شبكة البهائية فى الميزان شبكة الأحمدية فى الميزان مركز براهين شبكة ضد الإلحاد

يرجى عدم تناول موضوعات سياسية حتى لا تتعرض العضوية للحظر

 

       

         

 

 

 

    

 

حول قيامة يسوع المزعومة

النتائج 1 إلى 4 من 4

الموضوع: حول قيامة يسوع المزعومة

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Apr 2005
    المشاركات
    3,801
    آخر نشاط
    22-12-2012
    على الساعة
    06:56 PM

    حول قيامة يسوع المزعومة

    أبو نسيبة كتب في : May 12 2005, 12:09 AM
    ..هل قيامة المسيح حقيقة تاريخية أم .. هي مجرّد وهم التبست حقيقته على النصارى ؟؟
    الإخوة الأحبة في منتدانا العزيز .. أهديكم هذا الفصل من كتاب لنا بعنوان " سقوط النصرانية " و هو في نقد عقيدة قيامة المسيح من الموت .. أدعو الله أن تكون فيه فائدة للقراء .. و أن ييسر خلاصه في دار النشر
    "إنّ المتابع لكتابات النصارى منذ ظهور الإسلام و إلى الآن, في موضوع نقاشهم مع المسلمين حول القضايا العقدية و التاريخية و الأخلاقية و التشريعية,ليلاحظ أنّ النصارى يعمدون دائما , عند محاولتهم إثبات صدق مزاعمهم, إلى القفز فوق المقدمات الأولية الضرورية , و أهمها إثبات كون هذا النص المختلف في شأن متنه قد كتبه فلان المعيّن ,و كون فلان قد كتب ما كتب بوحي من الله أو بإلهام منه.
    و يعلم,حتى من أوتي حظا قليلا من العلم و الفهم,أنه لا توجد حجة واحدة لصالح ربانية نصوص النصارى التي لم يثبتها القرآن و لم تثبتها السنة . كما لا توجد براهين عند هؤلاء تثبت صدق نسبة ما عندهم من أسفار إلى من زعموا أنهم أصحابها.
    ليس موضوع حديثنا في هذا المقام إبطال مزاعم النصارى حول صدق ما يدّعونه من أنّ الأناجيل قد كتبت بوحي من الله, و إنما حديثنا هنا هو عن الزعم الباطل بأنّ قصة قيامة المسيح من الموت لها أصل في هذه الأناجيل, أو بعبارة أوضح:هل قصة القيامة كما جاءت في هذه الأناجيل,هي قصة وجدت فيها في صورتها البدائية أم هي قصة مقحمة عليها من طرف كتّاب آخرين؟
    يحمل هذا السؤال ثقلا كبيرا في موضوع قصة القيامة , لأنّ ثبوت هذه التداعيات اللاهوتية لهذه القصة هو فرع عن ثبوت أصالة التفاصيل التي جاءت فيها.
    لقد جاءت قصة القيامة هذه في الأناجيل الأربعة كما هي بين أيدينا اليوم في هذه الأسفار منذ قرون بعيدة , و مع ذلك يكشف البحث المتأني أنّ الجزء الأكبر من هذه القصة قد أضيف إلى هذه الأناجيل بعد تأليفها في صورتها الأولى.
    فيما يتعلق بالأناجيل الثلاثة الأولى فإنّه, و كما هو مذهب السواد العظم من الباحثين,نصارى و غير نصارى,فإنّ مؤلفي إنجيل متّى و إنجيل لوقا قد اعتمدا اعتماداً أساسيا في تأليف إنجيليهما , على إنجيل مرقس*, وهذا هو مذهب جمهور النقاد الغربيين.
    و قد تقرر في أيامنا,بل و قبلها,أنّ قصة قيامة المسيح لا وجود لها في إنجيل مرقس لأنّ الأعداد 9- 20 من الفصل 16 ,هي أعداد مزيّفة ليس لها أصل في أقدم النسخ.. و زيف هذه القصة في هذا الإنجيل"المرجع"يطرح إشكالا حاداً حول المصدر الذي اعتمده كل من "مرقس"و "لوقا" في كتابتهما لهذه القصة التي اختلفا في تفاصيلها اختلافا كبيرا!
    أما إنجيل يوحنا 21 , فقد قرر أئمة النقد الحديث أنه فصل ملحق بصورة متأخرة في هذا الإنجيل..
    و هاك شيء من التفصيل حول أصالة مرقس 16 :9- 20 و يوحنا 21 لتعلم مقدار ثبوت إنجيلية هذه قصة القيامة المفتراة.
    *مما قيل في هذا الشأن..تصريح الباحث د. هـ.فان دالن D.H. Van Daalan أنّ:"رواية متّى لقصة الدفن,معتمدة بصورة واضحة على مرقس,و لا تحتوي على أيّ شيء من الممكن أن يكون المؤلف قد أخذه من الإنجيل الأقدم.المعلومة الجديدة الحية الوحيدة, و هي القول بأنّ يوسف كان تلميذا لعيسى(متّى 27 : 57 ),هي في الحقيقة تفسير من متّى لعبارة"كان ينتظر ملكوت الله"(مرقس 15 :43 ).
    مرقــــــس 16: 9- 20
    جاء في إنجيل مرقس 9: 16- 20 :"
    وبَعدَما قامَ يَسوعُ في صَباحِ الأحدِ، ظَهرَ أوَّلاً لِمَريَمَ المَجدَليَّةِ التي أخرَجَ مِنها سَبعةَ شياطينَ.
    فذَهَبَت وأخبَرَت تلاميذَهُ، وكانوا يَنوحونَ ويَبكونَ،
    فما صَدَّقوها عِندَما سَمِعوا أنَّهُ حيُّ وأنَّها رأتْهُ.
    وظهَرَ يَسوعُ بَعدَ ذلِكَ بِهَيئَةٍ أُخرى لاَثنَينِ مِن التلاميذِ وهُما في الطَّريقِ إلى البرِّيَّةِ.
    فرَجَعا وأخبرا الآخرينَ، فما صدَّقوهُما.
    وظهَرَ آخِرَ مرَّةٍ لِتلاميذِهِ الأحَدَ عشَرَ، وهُم يتَناولونَ الطَّعامَ، فلامَهُم على
    قِلَّةِ إيمانِهِم وقَساوَةِ قُلوبِهِم، لأنَّهُم ما صَدَّقوا الذينَ شاهَدوهُ بَعدَما قامَ.
    وقالَ لهُم: «اَذهَبوا إلى العالَمِ كُلِّهِ، وأعلِنوا البِشارةَ إلى النـاسِ أجمعينَ.
    كُلُّ مَنْ يُؤمِنُ ويتَعَمَّدُ يَخلُصُ، ومَنْ لا يُؤمِنُ يَهلِكُ.
    والذينَ يُؤمِنونَ تُسانِدُهُم هذِهِ الآياتُ: يَطرُدونَ الشَّياطينَ باَسمي، ويَتكلَّمونَ بِلُغاتٍ جَديدةٍ،
    ويُمسِكونَ بأيديهِم الحيّاتِ. وإنْ شَرِبوا السُمَّ لا يُصيبُهُم أذًى، ويَضعونَ أيديَهُم على المَرضى فيَشفونَهُم".
    .وبَعدَما كَلَّمَ الرَّبُّ يَسوعُ تلاميذَهُ، رُفِـعَ إلى السَّماءِ وجلَسَ عَنْ يَمينِ الله.
    وأمَّا التلاميذُ، فذَهَبوا يُبشِّرونَ في كُلِّ مكانٍ، والرَّبُّ يُعينُهُم و يؤيد كلامهم بما يسانده من الآيات."
    يعتقد عوام النصارى أنّ ما خاتمة مرقس,نصّ قد ألّفه يوحنا مرقس, وأنه حجّة قائمة بذاتها على صدق قصة ظهور "المسيح المتألّم" "القائم من الموت" .و قبل أن نخوض في موضوع التدليل على وهمية الأصل النصي لهذا الإعتقاد لا بدّ أن نؤكد أنّ حذف هذا النص من إنجيل مرقس , يفقد هذا الإنجيل الصلة بقصة القيامة المزعومة و ما يرتبط بها من ظهور متكرر للمسيح أمام شيعته.
    و الآن لنقرأ ما يقول النقاد.. و ما تقول المخطوطات حول الخاتمة الحالية لهذا الإنجيل.
    تُعرف الأعداد من 9 إلى 20 من الفصل من إنجيل مرقس في الدوائر العلمية ب "ملحق مرقس" " marcan appendix " لأنّ كل الدلالات تؤكد على أنها نص مزيف مضاف إلى أصل إنجيل مرقس الذي ينتهي عند العدد 8 من الفصل الأخير.
    لا تتورع الكنائس عن الاستشهاد بهذا النص في "مواعظها" و مجلاتها و دورياتها و رسائلها و كتبها و موسوعاتها و معاجمها و تفاسيرها للكتاب المقدس و تعاليقها عليه , حتى أنه ليخيل إلى النصراني العامي"المبرمج" أنّ أصالة هذا النص هي فوق الشك و الشبه,رغم أنّ حقيقة الحال على خلاف ذلك.
    إنّ تمييز أصيل النصوص من دخيلها هو عمل علمي يحتاج إلى دقة و صرامة و صواب نظر بعد استجماع أدوات البحث ,للاستنباط و الاستدلال.و هو بذلك عمل يخرج عن دائرة المعارف الذوقية السالكة في طريق التلقي الإشراقي الحدسي,وهذا ما يجعل لنتائج البحث فيه مصداقية مستوفاة باستيفاء البحث أدواته الموضوعية و استيفاء الباحث شروط النزاهة النقدية المطلوبة.
    و نحن وإن كنّا نقر بأنّ الأمر ليس :" أبيض" أو " أسود " , و إنّما هناك تدرجات قيميّة تمرّ عبر الرمادي الداكن و الرمادي الباهت ..فإننا نقرر أيضا أنّ هذا الأمر لا ينفي وجود اللون الأسود الذي يعنينا إثباته في هذا المقام ..و بعبارة تطبيقية نقول: نحن نقر بأنّ الحكم على النصوص من ناحية الأصالة من عدمها لا يكون دائما بالقطع بالثبوت أو العدم , و إنما الحكم يتدرج بين القطع بأصالة النص , و القطع بزيفه عبر ترجيح الأصالة , و ترجيح الإلحاق التزييفي..و هذا لا ينفي ,كما يوهم البعض,و جود نصوص يمكن القطع بأنها قد ألحقت بصورة متأخرة بالأصل,إذا ما توافرت الأدلة و القرائن الكاشفة لهذا الأمر.
    و قد كتب في أمر تمييز الزيوف عن الأصول الكثير , و ظهرت في هذا الباب مناهج عدة, منها ما اعتمد على المسلك الأسلوبي البحت, أو الأسلوبي التفكيكي, أو أي منهج آخر من مناهج المدارس اللسانية الحديثة. ومنها ما اعتمد على أصول و مقررات علم الإنثروبولوجيا,ومنها ما جعل الثوابت الفطرية و الحقائق العقلية و المتفق عليه من الحوادث التاريخية بالإضافة إلى الوحي الإلهي المحصّل في الأسفار المقدّسة المحكّ الذي توضع عليه النصوص لغربلتها تاريخيا(و هذا هو منهج النقد الإسلامي العظيم).. و قد أدّت هذه المناهج إلى تحصيل كثير من الحقائق في هذا المبحث الخطير.
    و حتى لا يعتقد المخالف أننا نلزم موضوع البحث لاعتقادات سالفة كامنة في صدر الكاتب,فإننا سوف لن نعتمد سوى المعايير التي لا يمكن أن يخالفنا فيها أحد حتى من رجال الكنيسة.
    شهادة المخطوطات:
    نبدأ بالحديث عن شهادة المخطوطات.. فنقول أنّ المخطوطة السينائية codex sinaiticus هي من أقدم المخطوطات,و هي مع ذلك لا تتضمن هذه الخاتمة.و قد بيّن الباحث المعروف جيمس بنتلي James Bentley في كتابه عن اكتشاف هذه المخطوطة" Secrets of MT.Sinai " ص 139 أنّ مؤلف هذه المخطوطة كان واثقا من أنّ العدد الثامن هو آخر الأعداد , و الدليل على ذلك أنّه قد وضع سطرا تحت العدد 8 و كتب "إنجيل مرقس" , و كتب بعد ذلك مباشرة "إنجيل لوقا".
    المخطوطة السينائية هي أقدم مخطوطة يونانية تضمّنت جميع أسفار العهد الجديد. و غياب هذا الملحق من هذه النسخة دليل قاطع على أنّ ناسخ هذه المخطوطة لم ير "خاتمة "بعد العدد الثامن.
    المخطوطة "ب 45 " " 45P " و فيها أقدم ترجمة لإنجيل مرقس (و هي مخطوطة غير مكتملة) , لا تتضمن هذه الخاتمة.
    و أشار جيمس بنتلي في كتابه السابق الذكر أنّ الباحث المرموق في المخطوطات جيمس ه.شارلزورث James H. Charlesworth أشار إلى أنّ المخطوطة السورية Codex Syriacus, وهي ترجمة تعود إلى القرن الخامس ميلادي, و المخطوطة الفاتيكانية Codex Vatican’s, منتصف القرن الرابع ميلادي, و المخطوطة البوبيانية Codex Bobiensis ,ترجمة لاتينية في القرن الرابع أو الخامس ميلادي,لا تحتوي أي واحدة منها على ملحق هذا الإنجيل.

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Apr 2005
    المشاركات
    3,801
    آخر نشاط
    22-12-2012
    على الساعة
    06:56 PM

    افتراضي مشاركة: حول قيامة يسوع المزعومة

    مما جاء في المخطوطات القديمة,و يستدلّ به لإثبات حقيقة هذا التحريف , ما ذكره بنتلي في الصفحة179 من كتابه من أنّ المخطوطات القديمة التي كتبت بعد المخطوطة السينائية و المخطوطة الفاتيكانية جاء فيها في الهامش بعد ذكر هذا الملحق أنّ المخطوطات الأقدم ليس فيها هذه الخاتمة,أو وضعت إشارات تدلّ على أنّ النص الأخير مختلف عن بقية نص إنجيل مرقس حتى يعلم القارئ أنّ هناك إضافة لأصل هذا الإنجيل.

    التراجم القديمة لهذا الإنجيل هي أيضا تؤكد زيف الخاتمة الإلحاقية في الإنجيل الثاني,ومن هذه التراجم,كما هو مذكور في كتاب جيمس بنتلي,قرابة مئة ترجمة أرمينية قديمة, و أقدم ترجمتين جورجيتين...

    شهادة " الشواهد ":

    مما يعتمد عليه النقاد المهتمين بدراسة المخطوطات لضبط النص الأصلي, ما يسمى ب " الشواهد" " Witnesses " و هي أساسا اقتباسات آباء الكنيسة من الكتاب المقدس.. و تؤيد هذه "الشواهد" مذهب المنكرين لأصالة خاتمة إنجيل مرقس,فقد ثبت من كتابات أزوبيوس ( 260 - 340 )(في كتابه Ad Mariumum 1 ) و جيروم( 342 - 420 ) أنّهما ما رأيا هذا "الملحق" في جل النسخ اليونانية المعروفة لديهم.. كما يظهر مما كتبه آباء آخرون أنّهم لا يعرفون شيئا عن هذا الملحق, لكونهم لم يقرؤوه في حياتهم, و من هؤلاء كلمنت الإسكندري Clement of Alexandria ( 150 - 210 ) و أرجن Origen (185-254)...

    الانقطاع :

    ~ خاتمة العدد الثامن , و التي هي في التراجم اليونانية هكذا ,( ,εφοβουντο γαρ, ephobounto ), و تعريبها ليس"لأنهن كنّ خائفات" كما هو الأمر في تراجمنا , و إنما الترجمة الصحيحة الحرفية هي :" كنّ خائفات لأنّ"(موسوعة Encyclopedia4u ) .و هذا النص ليس له تتمة في العدد التاسع الذي جاء هكذا:" و بعدمَا قَامَ يَسُوعُ بَاكِراً فِي الْيَوْمِ الأَوَّلِ مِنَ الأُسْبُوعِ ، ظَهَرَ أَوَّلاً لِمَرْيَمَ الْمَجْدَلِيَّةِ الَّتِي كَانَ قَدْ طَرَدَ مِنْهَا سَبْعَةَ شَيَاطِينَ" و ظاهر انقطاع آخر العدد الثامن و الإنتقال المفاجئ إلى قصة القيامة دون مراعاة السياق,مما يقطع بأنّ هذه الخاتمة ليست أصلية.

    ~ مما اعتمد أيضا من المخالفين لإثبات واقعة التحريف الإنقطاع الظاهر بين العدد الرابع عشر و العدد الخامس عشر من الفصل 16,وقد استنبط من هذا الأمر أن صاحب هذه الخاتمة قد اعتمد على مصدرين قام بوضعهما معا لإتمام القصة بعد العدد الثامن و قد ذكرت" دراسة وستمنستر للكتاب المقدس" " Westminster Study of the Bible " أنّ العدد الخامس عشر ربما أنه قد أخذ من نصّ مواز من إنجيل متّى .


    شهادة اللغة :
    لم ينس النقاد دراسة هذا الملحق من الناحية اللغوية . وقد كشفت لهم هذه الدراسة أنّ هذا الملحق, في كلّ صوره, مخالف من الناحية اللفظية و الأسلوبية لبقية نص الإنجيل . و قد شهد لهذه الحقيقة التعليق الشهير على الكتاب المقدس" The New Jerome Biblical Commentary " و التعليق المسمى " A Textual Commentary on the Greek New Testament " ص ص 102 - 106 للباحث البارز بروس م. متزغر Bruce. M. Metzger و ما كتبه الباحث المعروف نينهام Nineham في كتابه" القديس مرقس" " Saint Mark "ص ص 449 - 450. و قال المفسر وليم باركلي: إن النهاية المشهورة - علاوة على عدم وجودها في النسخ الأصلية القديمة - فإن أسلوبها اللغوي يختلف عن بقية الإنجيل، وقد اعتبرتها النسخة الإنجليزية القياسية المراجعة فقرات غير موثوق فيها.


    التناقض :
    نص المنكرون لأصالة هذه الخاتمة على مخالفة ما جاء فيها لنصوص أخرى في العهد الجديد:من ذلك أنه قد جاء في العدد 16 من الفصل الأخير من إنجيل مرقس أنّ المسيح قد ذكر أنّ الخلاص لا يكون إلا ب"الإيمان" و "التعميد" , في حين يفهم من مواضع أخرى أنّ الخلاص لا ينال حتما باقتران هذين الشرطين: فقد جاء في متّى 5 : 3 , 5 : 20 , 7 : 12 , 16 : 27 , 19 : 16- 17 , 24 : 45- 51 ,مرقس 9 : 42 -48 , 10 : 17 - 25 , 12 : 32 - 34 ,لوقا 7 : 44 - 50 , 13 : 27 , 18: 18 - 22 , 19 : 8 -9 أنّ الخلاص يُنال بالأعمال الصالحة, و جاء في متّى 19 : 27- 30 , مرقس 10 : 28 - 30 ,لوقا 9 : 59 - 62 أنّ الخلاص يكون بتغيير نمط الحياة , و جاء في يوحنا 3 : 18 , 3 : 15 - 16 , 3 : 36 , 6: 47 , 8 : 24 , 11: 25 - 26 , 12 : 48 , 20 :31 أنّ الخلاص إنما يُنال بالإيمان بالمسيح كمبتوع أما رسالة بولس إلى كورنثوس 15 : 21 - 23 و رسالته إلى روما 5 : 18 - 19 فتنصان على أنّ الخلاص لا ينال إلا بالإيمان بقيامة المسيح.....!!؟!

    تعارض الأناجيل :
    من الدلائل الأخرى على ثبوت واقعة التحريف هذه, مخالفة"متّى" و"لوقا" لما ذكره "مرقس" في 9 - 20 رغم أنّهما كانا في العادة يقتبسان منه . فهما إذن لم يقعا على هذا النص في زمان كتابتهما لإنجيليهما , و لذلك لم ينقلا الخاتمة المحدثة بصورة متأخرة !

    خرافة :
    أشار النقاد في هذا الباب أيضا إلى عددي مرقس 16: 17 - 18 ,فقد جاء فيهما وعد المسيح من يؤمن به بأنه سيتمكن من طرد الشياطين , والتكلم بلغات لم يكن يعرفها سابقا , و القبض على الحيات , و شرب السمّ دون أن يؤثر فيه , و معافاة المرضى بمجرد وضع اليد عليهم.. و هذه الأمور ما تحققت لأحد من النصارى , بل أدّى بعضها (شرب السمّ و إمساك الحيّات..) إلى هلاك الكثير ممن آمنوا بما جاء في هذه الخاتمة!!!

    أكثر من خاتمة !!:

    مما يزيد في إثبات إلحاقية هذه الخاتمة , وجود أربع خواتيم مختلفة لهذا الإنجيل كما هو مفصّل في كتاب البحّاثة جيمس متزغر " A Textual Commentary on the New Testament" الطبعة الثانية 1994 ,الصفحات من 102 - 106 و هي على التوالي :

    الخاتمة الأولى تقف عند العدد 8 . الخاتمة الثانية هي الموجودة في التراجم الحالية,و هي الخاتمة الأطول. و الخاتمة الثالثة و هي المعروفة ب "Freer Logion " , و قد وُجدت في مخطوطة يونانية هي مخطوطة واشنطن Washingtonianus Codex (آخر القرن الرابع , أو القرن الخامس ميلادي), و هي الثانية من ناحية الحجم بعد الخاتمة التقليدية الحالية. و الخاتمة الرابعة و هي التي تضيف قرابة ثلاثة أسطر بعد العدد الثامن من الفصل السادس عشر,و وجدت في عدة شواهد و مخطوطات.

    و قد ذكر الباحث ج. أ . ويلز G. A . Wells في كتابه " أسطورة عيسى " " The Jesus Myth " ص 18 وجود 6 خواتيم لإنجيل مرقس .. ليزداد الخرق على الراقع !!؟

    اكتشاف مثير :

    جاء في بعض المراجع العلمية الخاصة , و منها كتاب" Peak 's Commentary ": أنّ مخطوطة أرمينية تعود إلى القرن العاشر تنسب هذا المقطع إلى أريستون Ariston , و هو قسيس أشار إليه بابياس(توفي بابياس في آخر القرن الثاني)" .و أوضح من ذلك ما جاء في كتاب" كتابنا المقدس و المخطوطات القديمة" " Our Bible and the Ancient Manuscript " لِف. كِنين F. Kenyon و إير Eyre و سبتزوود Spottiswood ص ص 7 و 8 :"ترجمة أرمينية لإنجيل القديس مرقس اكتُشِفت حديثا, نسبت الأعداد الإثنى عشر للقديس مرقس إلى أريستون المعروف من جهة أخرى بأنه أحد أوائل آباء النصارى, و من الممكن القول أنّ هذا التراث صحيح."

    شهادة التراجم الحديثة :

    لقد اختار أئمة النقد في الغرب بعد كل هذه الشهادات المحققة ,التصريح بثبوت واقعة التحريف في الفصل الأخير في إنجيل مرقس,ومن أبرز مظان هذه الإعترافات تراجم الكتاب المقدس الحديثة,الإنجليزية منها خاصة, و التي أعدها نخبة من النقاد و الباحثين.. و قد فشا فيها التصريح بهذا الأمر حتى قال الباحث فَرِّيل ِتيلّ Farrel Till في مقاله الشهير بعنوان:" Did They or Didn't They":"من بين ال 17 ترجمة للعهد الجديد في مكتبتي الشخصية, 15 منها فيها تعاليق لإعلام القرّاء أنّ خاتمة مرقس هذه لم تكن موجودة في أدق المخطوطات و أوثقها."

    من هذه التعليقات , نذكر:

    ما جاء في هامش ترجمة The New International Version :"أوثق المخطوطات القديمة و شواهد قديمة أخرى ليس فيها مرقس 16 :9 - 20 "

    جاء في هامش ترجمة The New American Standard Bible :"مخطوطات متأخرة تضيف الأعداد 9 - 20 "

    جاء في هامش ترجمة The New Living Translation :"أوثق المخطوطات الأولى تنهي إنجيل مرقس عند العدد8 . مخطوطات أخرى تحتوي على خواتيم مختلفة لهذا الإنجيل."

    وجاء في هامش الترجمة الفرنسية La Bible de Semeur :" مخطوطات عدة,وجيدة لا توجد فيها الأعداد 9 - 20 "

    وعلّقت النسخة الكاثوليكية العربية بقولها:"و هناك سؤال لم يلق جوابا:كيف كانت خاتمة الكتاب؟ من المسلّم به على العموم أنّ الخاتمة كما هي الآن( 16 : 9 - 20 ) قد أضيفت لتخفيف ما في نهاية الكتاب من توّقف فجائي في الأية ,لكننا لن نعرف أبدا هل فقدت خاتمة الكتاب الأصلية أم هل رأى مرقس أنّ الإشارة إلى تقليد الترائيات في الجليل في الآية لا يكفي لاختتام روايته."

    لقد اقتنع جميع القرّاء الجادين اليوم أنّ الدفاع الدغمائي الأشهر عن الأعداد الأخيرة لمرقس و الذي جاء في كتاب "الأعداد الإثنى عشر الأخيرة من إنجيل مرقس محفوظة" The Last Twelve Verses of the Gospel According to S.T. Mark " لجون .و.برجن John . W . Burgon (1813- 1888) ما عاد يساوي حبة خردل وزنا. و ليس الهجوم غير المبرر على المخطوطات الأقدم بمنجيه من بقية الانتقادات..بل لا محيد عن ترجيح المخطوطات الأقدم على المخطوطات المتأخرة التي اعتمدت لإعداد ترجمة الملك جيمس.

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Apr 2005
    المشاركات
    3,801
    آخر نشاط
    22-12-2012
    على الساعة
    06:56 PM

    افتراضي مشاركة: حول قيامة يسوع المزعومة

    و الجدل المثار حول خاتمة مرقس .. يواكبه جدل آخر في الأوساط الأكاديمية بعد أن تبيّن للنقاد وجود قراءتين هامتين للإنجيل الثاني .. قراءة طويلة و قراءة أقصر منها . و الخلاف الرئيسي هو أيهما الأصل .. هل تمّ " تهذيب " القراءة الطويلة .. أم تم التوسّع في القراءة الأقصر ؟

    ذهب نقاد بارزون كهلمت كوستر Koester Helmut و شنك Schenk و كروسان Crossan إلى القول الأول .. و ذهب آخرون كديفيد بيبادي David Peabodyو فرنس نيرينك Frans Neirynck و فيليب سلو Philip Sellew و روبرت هـ . جاندري Robert H. Gundry إلى القول الثاني ...

    و الخلاصةالمتفق عليها بين الجميع , هي طروء التحريف الفاحش عل إنجيل مرقس !

    و بعيدا عن هذا الأمر"أثار كتاب "تطور الأناجيل" الذي صدر أخيرا للسياسي البريطاني "اٍينوك باول" ضجة كبيرة ، عندما أعلن الباحث ان قصة صلب الرومان للمسيح لم تكن موجودة في النص الأصلي للأناجيل. إذ قام باول بإعادة ترجمة إنجيل متى من اللغة اليونانية. فتبين له أن هنالك أجزاء وردت مكررة في هذا الإنجيل مما يوحي بأنه أعيدت كتابتها في مرحلة تالية.

    و أهم الوقائع المكررة ما ورد في الجزء الأخير من الإنجيل، الذي يتعلق بمحاكمة المسيح وصلبه. فقد لاحظ الكاتب أن هذه المحاكمة، بعد انتهائها أمام الكاهن الأكبر، تعود فتتكرر مرة ثانية- بالكلمات ذاتها- مع فارق واحد أن المحاكمة الثانية- بعكس المحاكمة الأولى- تنتهي بتنفيذ حكم الإعدام فيه عن طريق الصلب- واستنتج الباحث أن استخدام الألفاظ المستعملة نفسها في المحاكمة الأولى- لصياغة قصة المحاكمة الثانية، على رغم تغير الظروف، يوحي بالتكرار المتعمد وليس بالإشارة إلى حدث جديد، و أعرب المؤلف عن اعتقاده بأن النتيجة الطبيعية للمحاكمة الأصلية أمام مجلس الكهنة- في حالة الإدانة- لم تكن هي الصلب، وإنما الرجم بالحجارة.

    و قال باول أن قصة صلب المسيح التي وردت في باقي الأناجيل، إنما جاءت عن طريق نقل الرواة اللاحقين لما وجدوه في إنجيل متى بعد أن كان التعديل أدخل عليه، ولم ترد هذه القصة في مصدر أخر. وفي رأيه أن إنجيل متى ليس فقط أول الأناجيل وإنما مصدرها الوحيد كذلك. والمشكلة التي يواجهها الباحثون هي ان الأناجيل الأربعة هي المصدر الوحيد لقصة صلب الرومان للسيد المسيح، ولو ثبت ان رواية الأناجيل هذه كانت نفسها إضافة لاحقة ولا تمثل حدثا تاريخيا، فإن هذا سوف يؤدى إلى ضرورة إعادة النظر في قبول ما ورد في قصة الأناجيل باعتباره لا يمثل الحقيقة التاريخية للأحداث."

    خلاصة الأمر أنّ خاتمة مرقس هي إضافة مزيفة في الإنجيل, و إخراجها منه هو إسقاط لرواية كاملة من واحد من الأناجيل الثلاثة الأولى,كما أنه إفراغ لقيمة ما جاء في إنجيل متّى و إنجيل لوقا من حديث في هذا الموضوع لكون"متّى" و "لوقا" كانا يقتبسان مما ذكره"مرقس"في إنجيله. و إذا علمنا أنّ"متّى" و "لوقا" لمّا لم يجدا في إنجيل مرقس بغيتهما (خاتمة شيّقة و مؤثرة لقصة القيامة التي بدأ الناس في تداول خبرها قي شكل روايات متخالفة في ما بينها), سلك كل منهما طريقا خاصا و كانت المحصّلة خلافا في السرد بين الإنجيليين مما يجعل العاقل المتريّث في إصداره لأحكامه , يقررّ في خاتمت بحثه في موضوع الأصالة التاريخية لقصة القيامة أنّ فقدان نص الرواية من إنجيل مرقس"الإنجيل المرجع" و اضطراب"متّى" و "لوقا" الناقلين عنه,يثبت أنّ صاحب الإنجيل الأول و الثالث ما كانا شاهدي عيان لأحداث هذه القصة كما أنهما لا يملكان سندا متصلا معتبرا لها,و أنّ هذه الأصالة معدومة في "مرقس" ,طارئة على ذهن"متّى"و "مرقس" .


    الفصــــل الأخيــر من إنجيل يوحنــــا

    يعتبر إنجيل يوحنا كتاباً شديد الخصوصية بين الأناجيل الأربعة من الناحيتين اللاهوتية و التاريخية..فهو أول المصادر الكتابية عند النصارى المعتمدة كخلفية نصية لتأييد عقيدة الكنيسة.. كما أنّه يتميّز بإضفائه هالة عقدية على أعمال عيسى. أما من الناحية التاريخية فهو نسيج خاص في السرد و القصّ إذا ما قورِنَ ببقية الأناجيل.

    لا يختلف الإنجيل الرابع عن بقية الأناجيل في أنّه لا يصرّح باسم مؤلفه,رغم أنّه كان من عادة الكتاب في ذاك الزمان أن يذكروا أسماءهم في مؤلفاتهم تأكيدا منهم على نسبتها إليهم!..و نظرا لكون هذا الإنجيل قد كُتِب على مراحل,على يد عدد كبير من الكتّاب,كما شهد بذلك أئمة النقد الحديث,كنخبة الباحثين في "ندوة عيسى" " Jesus Seminar ",فقد ارتأى الذين قاموا بتشكيل هذا الإنجيل في صورته الحالية أن ينسبوه إلى شخص سمّوه " التلميذ الذي أحبّه يسوع"و ذلك في الفصل الأخير من هذا الإنجيل 21: 24 حيث جاء القول:" هذا التلميذ هو الذي يشهد بهذه الأمور,و قد دوّنها هنا ,و نحن نعلم أنّ شهادته حقّ." لينال قبولا لدى نصارى القرون الأولى.

    أثار هذا الإستدراك الوارد في العدد 24 من الفصل 21 أنظار النقاد إلى مسألة الفصل بأكمله,و لعلّ السبب الأول إلى لفت الأنظار إلى هذا الفصل الإلحاقي في الإنجيل الرابع هو ما يظهر عليه من أنّه نهاية ثانية لهذا الإنجيل.

    إنّه ليسهل على القارئ العادي أن يلاحظ أنّ الإنجيل الرابع ينتهي انسياب حركته التاريخية المنطقيّة عند نهاية الفصل العشرين الذي جاء فيه:" و آيات أخر كثيرة صنع يسوع قدام تلاميذه لم تكتب في هذا الكتاب. و أما هذه فقد كتبت لتؤمنوا أنّ يسوع هو المسيح إبن الله و لكي تكون لكم إذا آمنتم حياة باسمه "(يوحنا 20: 30- 31)

    و قد جاء هذا التعليق بعد ذكر قصة ظهور المسيح لتلاميذه و لقائه بتوما..و تبدو هذه النهاية واضحة في إغلاقها لباب الحديث عن قصة المسيح.. و لا شكّ أنّ التعليق الختامي الذي جاء في آخر الفصل 20 أراد منه صاحبه أن يثبت أنّ ما جاء في جميع الفصول السابقة لم يستوعب جميع الآيات الإعجازية لعيسى على الرغم من أنّه قد ذكر الكثير منها سابقا.

    بدأ الفصل21 باستئناف الحديث عن أعمال عيسى و أقواله و كأنّه لم يرد في آخر الفصل السابق ذاك التعليق الختامي!

    و بقراءة هذا الفصل21 نجد أنّه يتضمّن في الأعداد 6 - 11 معجزة لعيسى تتمثّل في هداية التلاميذ إلى اصطياد عدد ضخم من السمك.كما جاء في العددين 18 - 19 الإخبار عن الموتة"التي سوف يموتها بطرس" و هذه معجزة غيبية دون شك..و بذكر هذين الأمرين يكون الناشر لهذا الإنجيل بهذه الصورة قد خالف ما جاء في متّى 20: 30 - 31 من أنّ مؤلّف الإنجيل قد انتهى من سرد قصص معجزات المسيح عليه السلام.إنّه من البيّن أنّ مؤلف الفصل الأخير لم يراع ما جاء في آخر الفصل20 , فأضاف ما عنده ,و كتب ما عنّ له , رغم الارتباك الذي طرأ على القصة بإضافة الفصل الأخير!

    الداعي الأهم لإضافة الفصل21 هو دسّ الزعم بأنّ مؤلف إنجيل يوحنا هو "التلميذ الذي أحبّه يسوع" حتى يكون لهذا الإنجيل, الذي كان يتداول دون أن يذكر عليه اسم "يوحنا" , الطبيعة الملزمة التي تحظى بها الكتب الدينية الرسمية.

    إنّ ما جاء في الفصل 21 من وصف المؤلف بأنه "الذي أحبه يسوع"حجة على الزاعمين أنّ المؤلف هو "يوحنا بن زبدي" لا حجة لهم.إذ أنه لو أراد المؤلف الحقيقي لهذا الإنجيل أن يذكر اسمه لقال ذلك صراحة لوجود الحاجة الملحة لهذا الفعل.. و ما إبهامه لهذا الأمر بهذا الوصف , إلا دليل على أنه كان عاجزا أن يحدد اسما صريحا للمؤلف لكون هذا التحديد سيكشف كذبه و افتراءه بين أهل زمانه الذين كانوا يعلمون أنّه لا يوحنا و لا غيره من الحواريين قد كتبوا هذا الإنجيل.

    - و عبارة " الذي أحبّه يسوع " صارت مصدر قلائل للنصارى كما سبق ذكره.. إذ اكتشفت أسفار دينية في نجع حمادى سنة 1945 تعود إلى القرن 1 و 2 ميلاديا و تذكر أنّ " مريم المجدلية " هي " أحبّ التلاميذ إلى المسيح " !!!؟ -

    إذن من الواضح أنّ الفصل21 من إنجيل يوحنا,فصل مزيف مضاف إلى هذا الإنجيل و هو يتضمن الجزء الأكبر من قصة القيامة المزعومة للمسيح.و هذا الموقف الرافض لهذا الفصل ليس اجتهادا شخصيا من مسلم يملك اعتقادا راسخا ببطلان زعم قيامة المسيح من الموت,و كثافة التحريف في الكتاب المقدس بأكمله..و إنما هو تقرير لحقيقة يعرفها كل دارس للأسفار المقدسة للنصارى و إن كانت مغمورة بين العوام من النصارى الذين تريد الكنيسة قبر عقولهم في "قرون الظلمات" حيث لا صوت فوق صوت البابا !!

    إنّ الإعلان عن وجود هذا التحريف في إنجيل يوحنا مبثوث في الكثير من الموسوعات و التعاليق على هذا إنجيل..و قد أكده كبار النقاد .و لا يعلم أنّ ناقدا معتبرا أنكر هذا الأمر بأدلة ذات بال , فهو يكاد يصنّف في دائرات المقررات الثابتة في دراسات الأناجيل.

    من الكتابات التي جاء فيها أمر هذا التحريف , نقدم لك باقة متنوعة تثبت لك أننا لا نلقي القول على عواهنه و لا نفتري على الكنسيين الكذب:

    - جاء في كتاب "الأناجيل الخمسة" " The Five Gospels " لـ"ندوة عيسى" ص 469 :"يوحنا21,اعتبر من طرف جل(الباحثين) مضافا إلى الإنجيل الرابع من طرف مؤلف آخر."

    - جاء في التعليق القيّم على الترجمة الإنجليزية الحديثة" The New Revised Standard Version " المسمّى" The Harper Collins Study Bible " ص 2012 في مقدمة إنجيل يوحنا:" بعد صياغته الأولى توسّع إنجيل يوحنا بوضوح: الظاهر أنه تمّ إضافة الفصلان 15و17 و الفصل 21, من طرف المؤلف الأصلي أو من طرف شخص آخر من داخل الدوائر."

    - جاء في التعليق على الكتاب المقدس المسمّى "The New International Bible Commentary ' " ص1263 :" من الراجح أنّ العددان الأخيران من الفصل20 يشكلان النهاية الطبيعية للإنجيل.الفصل الحالي من الراجح أنه قد أضيف كملحق لإزالة اللبس الذي ظهر حول كلمات عيسى المتعلّقة بما سيقع للتلميذ المحبوب(الأعداد 20- 23) و لتسجيل إعادة سمعان بطرس إلى مقام خاص من ناحية المسؤولية داخل الكنيسة(الأعداد 15- 19)"

    - المحقق المشهور "كروتيس" ذكر أنّ إنجيل يوحنا كان20 فصلا ثم ألحقت به كنيسة "إيفاس" الفصل21 .

    - جاء في مقال لدافيد ل.بارّ David L . Barr (من جامعة Wright State ) بعنوان"كما أرسلني الآب" " As the father has sent me "حول الفصل 20 من إنجيل يوحنا:" يُنظر بصورة عالمية إلى الفصل21 من إنجيل يوحنا على أنّه إضافة لاحقة إلى الإنجيل." كما ذكر أيضا أنّ" قصة الظهور في يوحنا21,يُعتقد بصورة واسعة أنها إضافة لاحقة,زيدت بعد موت المؤلف الأصلي."

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Apr 2005
    المشاركات
    3,801
    آخر نشاط
    22-12-2012
    على الساعة
    06:56 PM

    افتراضي مشاركة: حول قيامة يسوع المزعومة

    جاء في مقدمة إنجيل يوحنا ,في ترجمة الكتاب المقدس المطبوع في بيروت سنة 1989,تعليقا على موضوع تركيب هذا الإنجيل:"...فمن الراجح أن الإنجيل كما هو بين أيدينا,أصدره بعض تلاميذ المؤلف,فأضافوا إليه الفصل21..."

    - جاء في التفسير الشهير للكتاب المقدس " The Anchor Bible " تعليقا على متّى 28: 16 - 20 :"إنجيل متّى هو الإنجيل الوحيد الذي فيه شيء يمكن أن نسميه خاتمة . نهاية مرقس مازالت محلّ خلاف,إنجيل لوقا نهايته في الجزء الثاني من عمل المؤلف(أعمال الرسل) في حين أنه يبدو أنّ النهاية الأصلية لإنجيل يوحنا كانت عند 20: 31 (و أشار هذا الكتاب إلى مؤلَّفِ الناقد البارز ريموند براون Raymond Brown "إنجيل يوحنا" " The Gospel According to John "ص ص 13 - 21 ).

    - جاء في البحث الذي قدّمه بولس ن.أندرسون Paul .A. Anderson (من جامعة George Fox ) في الإجتماع السنوي ل"مؤسسة النقد الكتابي" Society of Biblical Literature "( 17 - 20 نوفمبر 2001 ) حول التأثير المتبادل بين الإنجيل الثاني و الإنجيل الثالث:" الفصول من15 إلى 17من إنجيل يوحنا , الظاهر أنها أُقحمت بين يوحنا 14: 31 و 18 : 1 .هذه المادة,خاصة,تظهر علامات على أنها مادة متأخرة جمِّعت حول السؤال عن كيفية استمرار المسيح في قيادة الكنيسة عبر الروح القدس.الظاهر أنّ الفصل21 أضيف عن طريق الناسخ..."

    - الباحث رندل هلمز Randel Helms في كتابه الماتع :"من ألّف الأناجيل؟" " Who Wrote The Gospels" بعد أن قسّم إنجيل يوحنا إلى قسمين تبعا للتمايز بين المؤلفين و المضمون قال :"الفصل الأخير من عمل يوحنا قدّم تفويض عيسى لتلاميذه :"كما أنّ الآب أرسلني,أرسلك أنا". قال هذا و نفخ فيهم و قال لهم:" اقبلوا الروح القدس"(يوحنا 20: 21- 22 ).لكنه عندما أضاف الفصل الأخير,قام يوحنا(مؤلف الجزء الثاني),بإظهار التلاميذ و هم يتصرّفون و كأنهم لم يتسلموا أي تفويض,حتى أنهم عادوا إلى أعمالهم السابقة في الصيد:" فذهبوا و ركبوا القارب,و لكنهم لم يصيدوا شيئا في تلك الليلة.و لمّا طلع الفجر,وقف يسوع على الشاطئ,و لكنّ التلاميذ لم يعرفوا أنه يسوع"(يوحنا 21: 3 - 4 ).لكن في الفصل السابق,عرف التلاميذ مباشرة عيسى القائم من الموت"فامتلؤوا بالفرح"(يوحنا20:20).نسي يوحنا هذا الأمر,ربما تحت تأثير الموقف الذي ذكره لوقا في الطريق إلى عمواس حيث"منع شيء ما" التلميذين من "رؤية الشخص" عندما ظهر عيسى القائم من الموت(لوقا 24 : 16 )."

    - جاء في " الموسوعة الأمريكية " " Americana Encyclopedia " :"إنّ القارئ العادي يستطيع أن يرى أنّ الإنجيل ينتهي بانسجام تام بانتهاء الفصل العشرين الذي يقول:"و أما هذه فقد كتبت لتأمنوا أن يسوع هو المسيح ابن الله و لكي تكون لكم إذا آمنتم حياة باسمه" .إنّ هذا الإعلان يبين بوضوح الغرض الذي كتب من أجله هذا الكتاب(الإنجيل).بعد ذلك يأتي الفصل(الأخير)الذي يخبرنا أنّ يسوع ظهر كربّ أقيم من الأموات إلى خمسة تلاميذ و اثنين آخرين غامضين و أنه أرشدهم إلى صيد السمك بمعجزة و أنه قال لبطرس ارع خرافي ثمّ تأتي فقرة تشير إلى استشهاد يوحنا 21: 23 و كذلك تعليق مبهم,يقول هذا التلميذ الذي جاء عن طريق الجماعة التي تشير إلى نفسها بعبارة "نحن نعلم"!! و في حقيقة الأمر هؤلاء يصعب تحديدهم".

    خلاصة البحث حول أصالة قصة قيامة المسيح من الموت في أناجيل الكنيسة , هي أنّ الجزء الأكبر من هذه القصة قد أضيف لاحقا .

    و نحن نقول:إذا كان مؤلفو الأناجيل في صورتها البدائية غير معلومين..و إذا كانوا قد كتبوا ما كتبوا استجابة لأغراض دينية خاصة بهم..و إذا كانت قصة القيامة قد غرقت كما رأيت في لجج حبر المحرفين..فهل يبقى بعد هذا الأمر مجال للدفاع عن الحرمة التاريخية لهذه القصة ؟ "

حول قيامة يسوع المزعومة

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. نفي قيامة المسيح من بين الأموات
    بواسطة عمر المناصير في المنتدى منتدى نصرانيات
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 19-02-2009, 09:41 AM
  2. كل الحقائق تسطع بثقة أمام البشر الا قيامة يسوع ! لأنها باطل .
    بواسطة نجم ثاقب في المنتدى منتدى نصرانيات
    مشاركات: 11
    آخر مشاركة: 08-08-2008, 06:20 PM
  3. لنختبر قيامة يسوع
    بواسطة sa3d في المنتدى حقائق حول عيسى عليه السلام
    مشاركات: 14
    آخر مشاركة: 05-04-2008, 08:24 PM
  4. جدول مقارنة بين الأناجيل الأربعة حول قيامة يسوع المزعومة ..
    بواسطة صقر قريش في المنتدى منتدى نصرانيات
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 27-07-2007, 03:18 AM
  5. مناظرة بين وسام و النصرانيةinheshgrace حول هل الوهية يسوع المزعومة
    بواسطة bahaa في المنتدى منتديات محبي الشيخ وسام عبد الله
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 02-10-2005, 10:01 PM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  

حول قيامة يسوع المزعومة

حول قيامة يسوع  المزعومة