wld14_fat كتب في : Jul 27 2005, 11:22 AM
إلى كل الملحدين..
إلى النصارى واليهود...
إلى بعض إخواني المسلمين الذين لم يفكروا يوماً ...

لكم جميعاً ..تحية طيبة وبعد..

..للملحد..أوالنصراني ..منكم.. فكرت أن أشارك هنا لأعرض تجربتي التي مررت بها في مرحلة التساؤلات.. التي يمر بها كثير من الناس وغالباً ما تكون في فترة المراهقة.. لذا أرجو أن تقرؤوها وتحتكموا إلى العقل..والعقل فقط....

عندما سألت نفسي: ما هو الصواب؟

الإسلام أم النصرانية.. اليهودية أم اللادينية..( وتلك الأخيرة- اللادينية- ..بحجة هذا التساؤل الذي سألته " رانيا " : هل الإنسان مسير أم مخير؟؟..فلو كان مسيرًا كما توصلت هي.. فلا معنى لاختباره الدنيوي..ولا معنىً للحساب في الآخرة..ولا معنىً لأن يكون هناك جنة أو نار…وإلا ..فإن الإله بذلك يكون ظالمًا-وحاشاه عز وجل..)

اللادينية: (من منطلق هل الإنسان مسير أم مخير؟؟)

منذ البداية كنت أرفض اللادينية لسبب بسيط..وهو أن لكل شيء خالق..فكيف لهذا الكون المترامي الأطراف..الدقيق في السير..الموزون في كل شيء..كيف له أن يكون بغير خالق..واقتنعت بقول الرجل العربي قديماً في الصحراء: " البعرة تدل على البعير..والأثر يدل على المسير.. فكيف بسماء وأرض وقمر ونجوم وشمس وأنعام وأناس وأنهار وأشجار..كيف بهم بغير خالق..موجود؟؟"

فكنت أعلم بوجود الإله..ولا بد له من أن يكون عادلاً قوياً له كل صفات الجمال والكمال..وله العلم المطلق.. والقدرة المطلقة.
ولكن.. ظلت هناك نقطة تحيرني وتلح في ذهني…وهى : كيف يكون الإله عالماً بما سأفعل مسبقاً ... ثم يحاسبني بعد ذلك عليه….-كانت هذه النقطة بالتحديد هي التي تحاول أن تشدني إلى التفكير في أنه " ما المانع من عدم وجود الإله بالفعل؟؟…وأننا بالصدفة وحدها قد جئنا إلى الحياة؟؟"
وكنت أطرد تلك الفكرة..فدوافعي للإيمان بوجود الإله.. والأدلة المادية على وجوده..كانت عندي أقوى..من أن تهدمها نقطة واحدة..وواحدة فقط..
فعلمت أنني لو وفقت في أن أصل بعقلي.."وبعقلي فقط" لحل هذه النقطة.. فسأكون قد حللت إشكالاً كبيرا يؤرق علي حياتي في هذه السن.
ولقد وفقني الله عز وجل عن طريق التفكير وبطريقة علمية بحتة..إلى التوصل للحل الذي يرضي تفكيري..ويقنع به عقلي..وهنا أحاول أن أعرض ذلك التسلسل..عليك..وعلى جميع من يبحث..ويحتار في تلك الطريق..

فبعلم الله المطلق..يعلم الله عز وجل أن فلاناً سيسرق..لكن علم الله لا يمسك بيد السارق..ويقول له اسرق..لن يمسكه ويدفعه إلى ذلك دفعاً..
فهناك فرق كبير بين علم الله …وفعل الله..
وأضرب لكم مثالاً بسيطاً:
لو شاهدت فيلماً في التليفزيون وكانت هذه المشاهدة للمرة الثانية..فأنت تعلمين تماما ماذا سيحدث في المشهد القادم تماماً فأنت هنا تعلمين..ولكن لا تفعلين..ولكن الخالق لا يحتاج أن يرى الفيلم للمرة الأولى ليعلم ماذا سيحدث.
قد يكون المثال غير واضح..لهذا أعطي لكم مثالاً آخر..:
علماء الفلك ..يقولون أن مدينة " نيويورك "مثلاً ستستطيع أن ترى كسوفاً جزئيًا في يوم كذا كذا.. بعد عدة أشهر… هم يعلمون ذلك ..وعندما يأتي الميعاد الذي حددوه..يحدث فعلا هذا الكسوف.
هم بعلمهم..يعرفون..ولكنهم لم يتدخلوا بأيديهم لتحريك الأجرام السماوية لتفعل الذي قالوا بحدوثه مسبقاً.. وكذلك..فإن الله يعلم..ولكنه لا يحتاج أن يعمل الحسابات التي يخرج بها النتيجة..
ولأنني كنت صغيرا..وواثق من وجود الإله العادل.. وبما أن الزميلة رانيا تقول أنها مهندسة ..فسأقول لها.. ما فكرت فيه وأنا بهذه السن (حيث أنني بعدها بسنوات قد تخرجت مهندساً أيضاً):
قلت أنا أعلم أن ( ظا = جا\جتا ---ظل الزاوية= جيب الزاوية مقسوماً على جيب تمامها )

وقالوا لي في الامتحان : اثبت هذه العلاقة الرياضية..
فإن فشلت بعقلي القاصر في إثباتها..فليس معنى ذلك أن العلاقة غير صحيحة.. ولكن الذي يعنيه ذلك أنني لم أنضج..ولم أدرس بما فيه الكفاية لفهم كيفية إثبات تلك العلاقة الصحيحة..
وكنت واثقاً أن الله ليس بظالم وتوكلت على الله.
ولكننا مسيرون في أشياء أخرى..وهي مثلاً الميلاد..ومكانه وزمانه..ولأي والدين ننتمي..وما صنعتهما..وكلها أشياء..يعلم الله أننا مجبرون عليها لذلك لن يحاسبنا عليها..فثقي أن عدل الإله إنما هو عدل مطلق..
وأرجو أن تتأكدوا جميعاً أني أنقل لكم تجربتي الصادقة..و أشهد الله أنني صادق في ذلك البحث..الذي حدث معي بالفعل..فعلته بعقلي أنا..ولم أشارك أحداً التفكير فيه..حتى لا يحاول أي إنسان أن يؤثر عليً.. وأرجو أن يقرأه الجميع بنفس صافية صادقة حيادية..عاقلة..
ولعلكم تتساءلون ما علاقة الأديان الثلاثة..وبحثي فيها بموضوع اللادينية..؟؟
أرجو أن تتعرفوا جميعاً على تجربتي التي قد تكون حدثت لمعظم الناس..وليس لي فقط.. لتعرفوا العلاقة… فهي تفكير مادي بحت..لعل هناك من يستفيد من بعضه. فكلما كنت أسير في طريق المقارنة العقلية بين الديانات الثلاث..كلما زاد يقيني..وتثبتي من أن الإلحاد..واللادينية..ما هما إلا وهم كبير..

الإسلام أم اليهودية أم النصرانية:

قلت لنفسي:

بمنتهى البساطة.. بما أن هناك اختلاف جوهري وتناقض بين الأديان الثلاثة..فلا بد أن واحداً منهم فقط هو الصحيح.. وقلت لنفسي: ما هي شروط صحة الدين الذي ترتضي بعقلك أن تتبعه ؟؟
وبدأت في وضع الشروط التي أتأكد بها من صحة الديانة التي سأتبعها من بين الديانات الثلاث المتناقضة..والتي يدعي مؤيدوها..كل منهم بأنه هو الذي على الحق.. وأن الباقين هم على الباطل.

أولاً:
الدين الذي يرتضيه الإله لعباده لا بد أن يكون واضحاً وصريحاً وبسيطاً لكي يفهمه كل الناس..الفلاح البسيط و المثقف و الجاهل ومتوسطي الفكر..ويرضي كذلك العباقرة والمتعلمين ..فالكل سيقف للحساب بين يدي الله عز وجل لكي يحاسبهم ويجازيهم… إذاً لا بد أن يرسل لهم رسالة واضحة وصريحة لا تقبل الشك أو الجدل..
وكأنها معادلة رياضية فيها مجاهيل Z ….&X &Y
وكلما قمنا بالتعويض عن هذه المجاهيل.. التي من الممكن أن تكون ممثلة للزمان X=..والمكان Y=..وطبيعة البشر Z= فإننا نجد أن المعادلة تتحقق.. تلك المعادلة هي بالضبط الديانة التي ترضيني..وهي فقط التي أقتنع باتباعها..والإيمان بها..

ثانيًا:
الشخص الوسيط الذي سيحمل الرسالة من الإله لا بد أن يكون بشراً لكي يتواصل مع بني البشر.. ويتعرض للاختبارات والضغوط مثلهم تماما.. وعليه أن ينفذ الوصايا والتعاليم بنفسه وبجسده.. وبطبيعته البشرية..فلا يصح أن يكون ملاكًا –مثلاً-حتى لا يحتج الناس ويقولون نحن غير قادرون على الاقتداء بهذا الرسول وكيف لنا ذلك؟؟ فهو ملك ..وله طبيعة خارقة.. أما نحن..فبشر ذوو قدرة محدودة..

ثالثاً:
هذا الوسيط -(الرسول المرسل من الإله)-لا بد أن يبلغ الرسالة (بنفسه.. وبلسانه..لكل إنسان ..وفي كل عصر…وفي كل مكان) حتى لا يحدث دخول لوسطاء آخرين ليسوا من أهل الثقة..فيضيعوا الرسالة التي أرسلها الإله.. أو يبدلون أجزاء منها …أو يزيفون أو يحرفون.

ولكن الطبيعة البشرية ( المذكورة في –(ثانياً)- والتي توصلت –بعقلي أنا- لضرورة توافرها في الرسول المرسل بمعرفة الإله).. هذه الطبيعة تمنع الرسول من تحقيق الشرط (ثالثاً) ذلك الشرط الذي ذكرناه آنفاً..(((( لا بد أن يبلغ الرسالة (بنفسه.. وبلسانه..لكل إنسان ..وفي كل عصر…وفي كل مكان) حتى لا يحدث دخول لوسطاء آخرين ليسوا من أهل الثقة…))))
إذاً ..فلا بد للإله (عز وجل) أن "يحتاط" –مع تحفظي على اللفظ- فيرسل هذا الرسول بمعجزة..خالدة..وباقية لكي تصل للناس واضحة في كل عصر بذلك نحقق شرطاً هاما وهو "وفي كل عصر"

---------------------------------------------------------

مثال:

-فإذا جاء لي إنسان وقال لي إن أباك أرسلني لك برسالة خطية.. فأخذت الرسالة وقرأت فيها أن أبي يقول لي فيها:

" يا بني إذا جاءك رسولي هذا ..فأعطه ألف دولار.. وإذا أردت دليلا آخر يا بني على أن هذه الرسالة مني..فها هو يا بني ( أتذكر يا بني عندما حدث كذا ..وكذا.. ولم يشهد هذا الموقف سوانا أنا وأنت..) بهذا الدليل يا بني أوصيك أن تعطي رسولي إليك الألف دولار..والسلام ختام.."
……………………………………………..

وكان مع هذا الإنسان (الرسول) شهود ثقاة بالنسبة لي..فقد جاء إلي بالرسالة.. وجاء معه أخي.. وابن عمي.. وبعض أهل الحي الذين كانوا متواجدين مع أبي في المكان الذي هو مسافر فيه وأرسل منه خطابه… وكل هؤلاء الرجال الثقاة على اختلاف ميولهم ومشاربهم وثقافاتهم..ورغم وجود بعض الخلافات الشخصية بينهم إلا أنهم جميعًا عاينوا وشهدوا تكليف أبي لذلك الرسول بحمل الرسالة ومن منهم لم يعاين بنفسه..فقد عاين أبوه وأخوه وأبلغوه بأن يشهد أنهم عاينوا وشهدوا ذلك الحدث…
فهل من الطبيعي أن أعطي لذلك المرسل.. الألف دولار بدون أن أتيقن أو أتأكد أن هذه الرسالة من أبي بالفعل.. لا..بل سأنظر إلى الخط الموجود على الرسالة هل هو خط أبي أم لا..هل أسلوب الكتابة هو أسلوب أبي في الكتابة أم لا.. وهل الدليل الذي ذكره لي دليل صحيح أم ملفق..وهل التوقيع الموجود في آخر الرسالة..هو توقيع أبي أم لا… ؟؟.. وهل أرضى أنا بشهادة هؤلاء الشهود الحاضرون أم لا… وما إلى ذلك من سبل الأدلة.

أجريت هذه الشروط التي توصلت إلى أنها هي الشروط التي تقنعني أنا شخصياً.. وكذلك المثال الذي ضربته لك الآن… أجريت ذلك على الديانات الثلاث ..وتخيلت نفسي أنني متلقِ الرسالة من الأب عن طريق رسوله..وقاضياً في ساحة القضاء..لأقضي لنفسي في مصيري ..وبنفسي..فوجدت الآتي:

اليهودية:

ديانة:
فبها رسول ..أتى بمعجزات..لم أعاينها أو أرها بنفسي…ولكن حاول مؤيدوه أن يوصلوا رسالته لي ولكل الناس على مر العصور..إذاً علي أن أتأكد من صحة نقل الرسالة في طريقها إلي وعدم حدوث أي تلفيق فيها..وأنها وصلتني سليمة..كما هي..ولو حدث ذلك..فسأقتنع وأؤمن وكأنني رأيت الرسول بنفسي وعاينت معجزاته بنفسي.
تعاليمها:
بمنتهى الموضوعية..تعاليم مشوهة بالنسبة لي..يظهر من بين طياتها أثر لتعاليم سامية.. وقوانين تريد أن تحدد العلاقات بين أفراد المجتمع اليهودي.. وإن كانت عنصرية..خاصةً فيما يتعلق بتحديدها للعلاقات فيما بين اليهود وغيرهم.

الإله:
من خلال قراءة العهد القديم…يمكن بسهولة لأي باحث عن الحقيقة أن يكتشف كمية كبيرة من المفاجآت..ويبدو ذلك من القصص الجنسية..وأسلوب الكتابة..ومدى تركيز الكاتب على الموضوعات الجنسية..بل أنه ينزلق..ويعكف على سرد تفاصيل الدعارة..
الإله في العهد القديم متحيز وبشدة لليهود..شعبه الذي يفضله عن سائر الناس..
غير أن صورته أيضًا متناقضة..غير واضحة..وموصوف فيها بالجهل..وعدم العدل..فضلا عن العنصرية.. والضعف..والتعب..ومحدودية القدرة………… وصفات كثيرة..لا تصح بها الألوهية ..(في نظر أي عاقل).
غير أنها ديانة تصف الإله بأنه واحد لا شريك له…غير منقسم..ولا مفصل..ولا مركب من معقد. وتقول أن الإله الذي أرسل كل الرسل الذين كانوا قبل موسى هو نفسه مرسل موسى وهو نفسه الخالق المصور.. وأنه نفسه (في كل العصور.. ومع كل الرسل إله واحد..غير منقسم أو معقد).
لكن لهذه التناقضات..فرسالة (أبي) غير واضحة..ولم تأتني من الرسول مباشرة.. والأدلة التي ساقها الرسول لم أرها بنفسي..والشهود…زيفوا وزوروا لأنهم وصفوا (أبي) بصفات ليست فيه من ضعف وجهل وغيره من الصفات التي أعلم أنها ليست فيه..وصفوه مثلاً بأنه بدين وقصير..مع أني أعلم أنه طويل القامة..شديد النحافة…
يطلبون مني أن أتبع تعاليمهم وأنفذ رغباتهم ..وأعطيهم الألف دولار..وأعطيهم مصيري الأبدي مع أبي.. بحجة أنها طلبات "أبي" شخصيًا ولكن دليلهم لم يقنعني..
ولكني خرجت ببعض النقاط واحتفظت بها في جعبتي…وقلت لعلي أبحث في النصرانية فأجد جواباً للإشكاليات التي وضعتها اليهودية أمام عيني..ذلك لأن النصرانية نزلت بعد اليهودية..ولعلها جاءت لتصحح بعض ما انحرف اليهود عنه.

----------------------------------------

النصرانية:

ديانة:

ديانة وافقت على ادعاءات اليهودية بصحيحها وباطلها (من وجهة نظري)..بل وأضافت كتاب اليهود إلى كتابها بين دفتي كتاب واحد..أطلق عليه "الكتاب المقدس"
ولكنها أضافت إليها أقوال أخرى" العهد الجديد" كتابات كتبها بشر مثلنا.. تروي سيرة الرسول المرسل ..(تروي قصة هذا الرسول نفسه..فقط ..ولكنها أيضاً تستند من كلامه على ضرورة الالتزام بما كان موجوداً من توراة اليهود في وقت هذا الرسول "يسوع" أو "عيسى عليه السلام")

الرسول: "يسوع"

لم أره أو أعاين معجزاته الخارقة بنفسي.. ولم أرها بعيني..ولكنها إن صحت..فذلك دليل قوي على صحة ما أرسل به من الإله..(إلا لو كان ساحراً أو دجالاً…إذاً فلنرى شهوده..ومؤيديه..ومن الذي يشهد له على صحة معجزاته..وسلامتها من السحر والشعوذة...؟؟ ) هيا بنا:…

الشهود:

متى ولوقا ويوحنا ومرقس. (وبولس..)

هل كانوا مع الرسول حينما أخذ الرسالة الخطية من (أبي)..؟ …
هل شاهدوا بأنفسهم أم نقلوا ما سمعوه من العامة..؟؟ ما زالت الصورة غير واضحة.شك كبير يحيط بمدى معاصرة هؤلاء الكتاب..لحياة السيد المسيح..وهل هم من حوارييه..أم مجرد أناس سمعوا عن سيرته؟؟ ولم يتحققوا بنفسهم من صدق الرواه..هذا الشك وجدته ينتابني وفي نفس الوقت ينتاب أيضاً علماء الأناجيل..وموسوعات المعارف.

صفات الرب (الإله):

هل الصفات التي ذكرت عن (أبي) تليق به.. وفعلاً موجودة فيه؟؟ (بعقلي الملحد المادي الذي أفكر به لأحسم الموضوع…. ما زال الموضوع مشوشاً وغير واضح بخصوص تلك الصفات..ولكني أيضاً لا أستطيع أن أقبلها أو أستسيغها..ولا أدري ماذا أفعل..؟؟)ولكنهم في هذه الديانة وعلى لسان هذا الرسول..يأمرونني باتباع صفات الرب الموجودة في اليهودية..واتباع الناموس اليهودي..( رب واحد..غير منقسم… " فكر توراتي"…..لكنه ضعيف..محدود القدرة.. لكنه في نفس الوقت رب ذو طبيعة منقسمة لثلاثة أقانيم.. ولكنه أيضا غير قادر على غفران الذنب إلا بالقتل والفداء والصلب " فكر نصراني"..)

تناقض كبير..وفي سطرين متتاليين بنفس الديانة.

المؤيدون:

المؤيدون (من القساوسة..والآباء..والكهنة..والنصارى) يقولون أن المرسل من عند الإله.. هو أقنوم منه.. وجزء منه..وإله..ويستندون إلى أدلة..وفلسفة.. لا يستطيع الإنسان البسيط أن يفهمها.. إذاً ما ذنبي وأنا إنسان بسيط..لا أفهم هذه التعقيدات..
فقلت للمؤيدين (النصارى) أن يقنعوني ويبسطون لي فكرهم..كي أفهم…. فلم أفهم ولم أقتنع خاصة أنهم لا يملكون ا لدليل على ما يقولون…وما زاد من حيرتي أنني بحثت في العهد الجديد عن كلمة أقنوم..فلم أجدها.. وجدت القساوسة المؤيدين لدين النصارى..وكذلك الآباء القدامى يريدون مني أن أتبعهم وأسلمهم مصيري وخلاصي عند (أبي).. وأنا مغمض العينين..وكأنهم يضمنون هذا الخلاص..وكأنهم أرباباً من دون الله ..وعليً أن أتبعهم في صمت..

ذهبت لما قاله الشهود :
( متى و لوقا و…..) فوجدتهم لم يذكروا شيئًا يدل على أن الإله منقسم.. وما ذكروه في بعض المقاطع عن الثلاثة الذين يشهدون في السماء ..تبين للباحثين النصارى أنفسهم أنه غير صحيح وموضوع وملفق.. فحذفوه في معظم النسخ الحديثة والمنقحة..)
فأدركت أن النصراني قد أعطى المرسل ( الرسول والشهود) ألف دولار بلا أي ضمان.
وحينما يأتي أبوه ليحاسبه..كقاض يسأله " لم أعطيت مالاً بلا ضمان أو دليل مؤكد؟؟ " أعتقد أن مصيره عند (الأب) سيكون السجن والعقاب..فقضيته خاسرة في ساحة المحكمة التي سيحكم فيها (الأب) نفسه..سينطق الحكم فيها على النصراني بالعقاب…ومن أول جلسة.

ولكني خرجت ببعض الإشكاليات.. واحتفظت بها في جعبتي…وقلت لعلي أبحث في الإسلام فأجد جواباً للإشكاليات التي وضعتها كل من اليهودية والنصرانية أمام عيني..ذلك لأن الإسلام نزلت بعد اليهودية..والنصرانية ..وقلت لعله جاء ليصحح بعض ما انحرف عنه اليهود والنصارى.

الإسلام:

ديانة:

ديانة تدعو للفضائل الأساسية..كسائر الديانات..وتقول أن الإله واحد..
وتقول أنها امتداد يعبر عن كل من أسلم نفسه لله في كل العصور.. وتعبر عن كل من آمن واتبع الرسل منذ عهد آدم..وأخنوخ (إدريس) ونوح..وإبراهيم..ويعقوب..وموسى... الذين اتبعوا جميعا إلهاً واحداً يقولون أنه هو الخالق لكل شيء …وقال الإسلام عن هؤلاء الرسل وأتباعهم أنهم كانوا مسلمين مؤمنين بهذا المعنى وهذا الإله… ولفت انتباهي أول ما لفت..أنها ديانة أبعد ما تكون عن التعقيد والتفلسف.

الإله:

يمكن للباحث في هذه الديانة ومنذ أول لحظة في بحثه أن يتبين صفات واضحة للإله الذي يتحدث عنه الإسلام..فهو إله ..واحد..خالق..قوي بغير حدود..خالق للزمان والمكان ..غير مقسم أو مؤقنم.. مجرد من كل نقص أو عيب..قادر على كل شيء.. ولكنه لا يفعل إلا ما يليق بجلاله ووجاهته وحكمته...فعلمت لماذا يرفض المسلمون فكرة التجسيد للإله في أي صورة كان هذا التجسيد..سواء كان في صورة إنسان مخلص..أو نملة..أو بقرة أو غير ذلك مما يتنافى مع جلاله ووجاهته..

الرسول:

من البشر كسائر الرسل السابقين..حتى يعلم بني البشر ويرشدهم بنفسه..ويكونوا بذلك قادرين على الاقتداء بأفعاله لأنه بشر مثلهم..

معجزاته:

معجزاته الحسية التي صنعها في حياته.. والتي يتناولها المؤيدون له..كلها معجزات لم أعاينها أو أرها بعيني

الرسالة:

جاء لي برسالة قال إنها من (أبي) (وهي القرآن) .. تحمل صفات أعرفها عن (أبي)..[ التشبيه مع الفارق..تعالى الله علوًا كبيراً]
ووجدت في الرسالة..إرشادات كثيرة أراد الأب أن يرشد بها أبناءه..كي يسعدوا بحياتهم..ويحققوا الهدف من وجودهم في هذه الدنيا..وجدته يضع القوانين التي تنظم حياتهم..وتفصل بينهم في أمور دنياهم..وهكذا..

الأدلة التي ذكرها أبي في الرسالة:
-وجدت أولاً أن الرسالة تتوافق مع كل البيئات..وكل العصور..وتخاطب كل العقول..وتتعهد بتفسير ما حدث من لبس في الديانات السابقة..وتروي قصص الرسل السابقين..تلك القصص التي قرأت بعضها في (الكتاب المقدس) ..وجدت الرسالة في هذه المرة تفك رموز المشاكل والشكوك والتشوهات التي أصابت نفس القصص في (الكتاب المقدس) وعللت ذلك بوجود تحريف طرأ على محتوى ما يسمى بالكتاب المقدس

-كل البيئات:

وجدت الرسالة..مثلاً تسمح بالطلاق بين الزوجين بضوابط معينة..وكذلك تسمح بتعدد الزوجات للرجل الواحد بضوابط معينة..وعلى كل إنسان أن يختار ما يناسب ظروفه. (مرونة..حل بها مشكلات أهل الكتب السابقة الذين يعانون منها في وقتنا الحاضر بسبب منعهم دينياً من الطلاق..وحينما منعوا من الطلاق لجأ الرجال منهم للتعدد لكن عن طريق الزنا..وتركوا الزوجات في حيرة ما بين الخيانة..والالتزام بالتعاليم )

-وجدت الرسالة تتوافق مع ما توصلت إليه بكل ما أملك من علم وتكنولوجيا حديثة..ويدعي المؤيدون أن ذلك إعجازاً…وأنها علامات مذكورة في الرسالة المرسلة (وهي القرآن) فقلت لأبحثن فيما يدعون:
قال لي القرآن متحدياً: [/color[color=crimson]](سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق..)
قال: _(والخيل والبغال والحمير لتركبوها وزينة…ويخلق مالا تعلمون)..السيارات..والقطارات
وغيرها…
قال:.. ( أيحسب الإنسان أن لن نجمع عظامه…بلى قادرين على أن نسوي بنانه) والبنان هو أطراف الأصابع…ولماذا البنان بالذات…فيقول لك أن المرسل للرسالة يقول أنه سيعيد بعث الإنسان ليحاسبه هو نفسه..هو ..هو ببصمات أصابعه التي لن تفهموا دلالتها الآن.. ولكن سيأتي بعدكم قوم ماديون لا يؤمنون إلا بالمادة فلذلك أضرب لهم هذا المثال الخاص بالبنان..)

وجدت رسالة ( أبي ) في هذه المرة تحتاط لنفسها ولأدلتها..وتجعل نفسها..صالحة لكل عصر..
وأخذت أتتبع التنبؤات..والدلائل.. والإرهاصات التي ذكرها المرسل في رسالته.. ليؤكد لي أنه (أبي) بعلامات أعرفها…(ما سبق من آيات كان فقط على سبيل لا الحصر )

وخرجت ببعض النقاط واحتفظت بها في جعبتي

الشهود:

مئات عاينوا الرسول ..والرسالة… والمعجزات الحسية ..وصلتنا سيرتهم على مر العصور من المؤرخين ..والمستشرقين..وسجلها تاريخ الأمم في الشرق والغرب..في بلاد الروم..والفرس..ومصر..والشام..ومنهم مؤرخون غير مسلمين...
هؤلاء الشهود (الصحابة..والتابعين ..) حفظوا الرسالة..بعدما تبينوا هم أنها حقيقية(لاستحالة اجتماعهم على التواطؤ والتحريف..وما هو معلوم من استحالة الاتفاق بينهم على تحريف ما حفظوه في صدورهم وكثرة عددهم وكذلك كثرة أعدائهم الذين يتابعون خبرهم .. ومنهم من يتبع دينهم الجديد بعد فترة المتابعة..).. حفظوا تلك الرسالة في صدورهم عن ظهر قلب..وكتبوها فقط للتدليل بها..والاستئناس بها…كتبوها وهي مازالت بكراً في صدورهم..بعدما تلقوها جميعا ( في وقت واحد ) من الرسول من غير وسيط ..كتبوها فقط لنرجع إليها على سبيل الاستئناس..لكنهم كانوا هؤلاء المئات..يحفظونها..كما هي وورثوها عن طريق التحفيظ لأبنائهم… الذين ظلوا يتوارثونها..كما هي ..وما زالت وستبقى بكراً ..بدو أن تلمسها يد محرف.. واليوم ..ملايين ورثوها.. فالقرآن الموروث في إندونيسيا..هو نفسه الموروث في مصر.... الملايين اليوم يحفظون رسالة يقولون أنها من ( أبي) ويستدلون على صدقهم..بتطابق نص الرسالة..منذ آلاف السنين..لتتحقق النبوءة التي في الرسالة.. (إنا نحن نزلنا الذكر و إنا له لحافظون)فخرجت ببعض النقاط واحتفظت بها..لما هو تال

القرآن وردوده على حيرتي (حل الإشكاليات) بين اليهودية والنصرانية:

ذكر لي أنه كانت هناك رسالة أخرى من الأب ( التوراة ).. ولكن الأب لم يتعهد بحفظها وترك المرسل إليهم (الأبناء ) ليحافظوا عليها ويقدسونها..وكيف لا وهي رسالة من أبيهم.. ولكنهم لم يحافظوا عليها وشوهوها.. وشوهوا صورة الأب فيها ليخدعوا بقية أفرع العائلة..وليكسبوا بها ثمناً قليلاً بحجة أنهم هم مالكو الرسالة..وهم الذين يعلمون ما بها من أسرار..
وكان الرسول المرسل بهذه الرسالة وهو (موسى) نبي عظيم يدعو للتوحيد.. وكان له معجزات واجه بها فرعون وقومه..وانتصر على السحر بالمعجزات الحقيقية التي لم أرها أنا بالفعل.. ودعاني لتصديق موسى ومعجزاته..وتصديق ما يدعو إليه موسى..ودعاني لترك التوراة أو ما بقي منها لأن ما بقي من الرسالة مشوه..محرف بالنقص والزيادة..

وهنا فهمت..كيف أن التوراة بها ما هو صحيح (ولكنه قليل) ويوجد بها ما لا يليق بالأب (لأنه محرف..وموضوع..ومفترى فيه على الأب الذي هو منه براء)
وخرجت ببعض النقاط واحتفظت بها في جعبتي


ذكر لي أيضاً أنه كان هناك نبي مرسل آخر من (الأب) وكان هذا المرسل اسمه "عيسى" ولد بمعجزة واختلف الشهود في أمره ( متى و مرقص ولوقا…) ولم يذكروا عنه غير سيرته..مع أنهم شهود يقرون بأنهم لم يروا شيئًا بأنفسهم.. "شاهد ما شافش حاجة" وإنما سمعوا من بعض الناس (حتى أنهم لم يذكروا من هم الناس الذين قد سمعوا منهم)..وهؤلاء الشهود يدعون أن "عيسى" قد صلب.. ويقرون بأنهم لم يشهدوا صلبه..والحواريون لم يشهدوا صلبه..والذين حضروا حادثة صلبه المزعومة أناس معينون.." أمه..وغيرها" بدون أن ينقلوا لنا أي شهادة عن الذين حضروا الصلب بأنفسهم..بل يروون قصصاً عن مريم المجدلية..لو تتبعتها بدقة..وفي أي نيابة أو محكمة..لدلت على عدم موت المسيح على الصليب.. لا العكس.

حتى أن الشهود (متى..ومرقص..وغيرهم..) لم يذكروا أو يدعوا أن كتاباتهم كانت بوحي من الله.. وكانوا يقولون أن "عيسى بشر بالإنجيل…" فسألت بكل فرحة..وابتهاج..نعم ..نعم..تقولون بشر بالإنجيل.. إذا ً أعطوا لي نسخة من هذا الإنجيل ..أو دلوني أين هو…فعجز الشهود..والمؤيدون المعاصرون من النصارى.. (وفي كل عصر) عجزوا عن أن يقدموا لي ولو نسخة من الإنجيل الذي يدعون في "العهد الجديد".. أن عيسى قد بشر به.

ووجدت القرآن يسير على نهج الوضوح..ويجزم..ويؤكد أن المسيح ليس إلا رسول..وعبد لله كسائر الرسل.. وأنه لم يصلب…أكد ذلك بوضوح..من غير فلسفة..ولا كلام يحتمل معنيين اثنين.
وجدته يحل لي كل الإشكاليات التي وضعتها لي النصرانية..( النصرانية التي مازالت حتى اليوم..تشك في تحديد هوية الشهود متى ولوقا ومرقص ويوحنا..) حتى هذا الشك وجدت القرآن يذكره ويقول عن النصارى أنهم ما يتبعون إلا الظن.. ووجدت القرآن يقول عن النصارى أنهم اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله..وهذا بالضبط ما حدث معي عندما كنت أتفحص دينهم..يريدون مني أن أتبعهم وأنا مغمض العينين..وعلى ضمانتهم..وبلا دليل.وكأنهم يضمنون لي الجنة..وكأنهم الإله..يغفرون لي الذنوب ويمحون الخطايا..وهذا ما كنت أرفضه بعقلي وبطبيعتي..ووجدت القرآن أيضاً يرفضه.

وجدت أن الرسول المرسل بخطاب من (أبي)-مع التحفظ والتشبيه مع الفارق- جاء بكل الدلائل التي ترضيني..فأعطيت له الألف دولار..أعطيت له مصيري..وقلبي..وعقلي..وحياتي.

فقلت مؤمناً متيقناً :

أشهد ألا إله إلا الله.. وأشهد أن موسى وعيسى ومحمد..رسل الله وعبيده.

وأشهد أن القرآن الكريم هو كتاب الله المرسل ..ليهدي به الناس إلى الطريق القويم..إلى الصراط المستقيم.

هذه تجربتي.. والطريق التي سرت فيها لأتبين الحق..وهذا ما اقتنعت به..بطريقة عقلية .. مادية ليس فيها إلا المنطق..
ومن منا يريد أن يخدع نفسه ..ثم يهلك..؟؟ أظن أنه لا أحد..

الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله…
والسلام على من اتبع الهدى.