Jesus is Muslim كتب في : Dec 28 2003, 09:34 AM

الباب الاول. الفصل الثاني. – المبحث الاول المجامع المسكونية ودورها في النصرانية

1-مجمع نيقية
افتتح في العشرين من أيار عام 325م, برئاسة الامبراطور قسطنطين لمناظرة آريوس زعيم الموحدين, واثناسيوس زعيم المؤلهين, ودام انعقاد هذا المؤتمر مدة 97 يوماً, فقد أرسل الامبراطور رسائله إلى البلدان والأقاليم لجمع البطاركة والأساقفة فكان عددهم (2048) أسقفا وبطريركا اجتمعوا في نيقية, وابتدأه الامبراطور بكلمة افتتاحية, دعا فيها المجتمعين الى فض النزاعات وتوحيد الصفوف, وبعد جلسات عديدة, وبعدما استمع الامبراطور إلى ممثل كل فرقة فعجب مما رأى و سمع, وبعدما تطور النقاش إلى العنف أحيانا , تدخل الامبراطور في قضايا النقاش لصالح المؤلهين و اختار منهم 318 أسقفا وبطريركا للأسباب التالية:
1- ازالة الخلاف الذي يهدد امن الامبراطورية.
2- أفكارهم ليست ببعيدة عن الديانات الوثنية الرومانية المألوفة عنده.
3- تجمع بين الدين والوثنية, فلن تثير القلاقل بين أغلبية شعبه الوثنيين.

ولقد طلب الامبراطور من آريوس ان يشرح مذهبه فقال :
(ان الآب وحده الخالق والابن مخلوق, مصنوع, حيث كان الآب حيثما لم يكن الابن, وهو ليس أزلي كالآب, والآب لا يمكن ان يراه او يكيفه أحد ).
لم تعجب هذه المقولة الامبراطور, فتصدى للرد على آريوس أثناسيوس رئيس شمامسة الاسكندرية ودار بينهما هذا الحوار:
آريوس: ان سليمان الحكيم تكلم بلسان المسيح فقال : ( خلقني أول طرقة ). وهذا يعني انه مخلوق مثل باقي البشر .
أثناسيوس: معنى خلقني في هذه الجملة ( ولدني ) اي انه منه.
آريوس: ان الابن قال ( أبي أعظم مني ) فالابن اذن أقل درجة وأصغر من ألأب ولا يساويه في الجوهر.
أثناسيوس: ان الابن دون الأب لكنه تجسد اي انه بناسوته يمضي الى الأب الذي هو اعظم من ناسوت الابن والا كيف يتكلم بلاهوته انه يمضي الى الأب حال كونه في حضن الأب.
آريوس: ان المسيح نسب لذاته عدم معرفة ساعة الدينونة . متى 24 – 36
( واما ذلك اليوم وتلك الساعة فلا يعلم بهما احد ولا ملائكة السموات الا الآب وحده ). فكيف يكون الهاً ؟
أثناسيوس: ان المسيح قال ذلك للتلاميذ لئلا يسألوه عن هذا السر الذي لا يجوز لهم ان يطلعوا عليه.
آريوس: ان المسيح قال ( انا لا اقدر ان افعل من نفسي شيئاً , بل بمشيئة الذي ارسلني ) , فهو اذن عبد لله ودونه.
أثناسيوس: ان المسيح تكلم بمواضع كثيرة كونه الهاً صار انساناً كقوله ( أنا في الآب والآب في ) و ( من رآني فقد رأى الذي ارسلني ).
واستمرت المناظرة بتلك الطريقة, قوة منطق ووضوح من آريوس والتواء في الاجابة من اثناسيوس الى ان انتهت المناظرة بعد ان أعلن اثناسيوس :-
( انه من الصعب العسير تصوير ثلاثة اشخاص في صورة اله واحد, لكن يجب أن يخضع العقل لما في الثالوث من خفاء وغموض) .
ويبدو واضحا أن الغلبة كانت لآريوس, لكن فرض الامبراطور للآراء المؤلهة, واضفاء جو الخوف والرعب على المؤتمر واستعمال الامبراطور لسلطانه بفرض الرأي, انهى المؤتمر لصالح المؤلهين.
قرارات المجمع:

1- تأكيد بنوة المسيح الحقيقية لله :
"إن الجامعة المقدسة و الكنيسة الرسولية تحرم كل قائل بوجود زمن لم يكن ابن الله موجودا فيه أو أنه لم يوجد قبل أن يولد أو أنه وجد من لا شي أو من يقول أنه وجد من جوهر غير الآب أو من يقول أنه قابل للتغيير و يعتريه ظل دوران".

2- أصدار قانون الايمان الذي نصه :

( نؤمن باله واحد اب ضابط الكل, خالق كل ما يرى وما لا يرى, وبرب واحد يسوع المسيح ابن الله الوحيد, مولود من الآب اي من جوهر الآب, اله من الـه, نور من نور, اله حق من اله حق, مولود غير مخلوق, مساو للآب في الجوهر الذي به كان كل شيء ما في السماء وما في الارض, الذي لأجلنا نحن البشر ولأجل خلاصنا نزل, وتجسد, وتأنس, وتألم, وقام في اليوم الثالث, وصعد الى السماء, وسيجيء ليدين الاحياء والاموات وبالروح القدس) .

3- حبس الإنجيل عن العامة
4- فرض تلقي التعاليم من الكنيسة- شفهيا.
5-اعلان الخطيئة الأصلية
6-اعلان الفداء على الصليب
7- اعلان كنيسة روما المرجع الاول والأعلى للمسيحية.
8- الحكم على آريوس باللعن والطرد مع من لم يوقع على قرارات المجمع, وتم نفيهم, وأمر الامبراطور باحراق جميع كتب آريوس, وجعل اخفاء اي كتاب من تلك الكتب جريمة عقابها الاعدام.
وبذلك تم للامبراطور ما كان يسعى اليه من انهاء الخلافات وتوحيد الدولة الرومانية, بالتقريب بين النصرانية والوثنية, وابتدأ عصر المجامع المسكونية التي لا زالت قائمة حتى يومنا هذا, فقد حدث الكثير من المجامع ساذكرها تباعا حسب تسلسل تواريخها.
2- مجمع أنطاكية الأول عام 329م

بعد أن استطاع المدعو أوسابيوس أسقف نيقومدية المناصر لأريوس أقناع الامبراطور بأنه لا فرق بين ايمان اريوس وايمان المجمع وما صدر عنه, وبأن التوحيد هو الأصل أقر هذا المجمع التوحيد.

3- مجمع صور عام 335 م
ترأسه أوسابيوس, بعد أن تقرب الى الامبراطور حتى عين بطريركا للقسطنطينية, وانتهز الفرصة و أثارمقولة آريوس و اشتد النقاش بين رئيس كنيسة الاسكندرية ( اثناسيوس ) وبين المجتمعين وامتدت الأيادي إليه فضربوه حتى أدموه وكادوا أن يقتلوه, ولم يخلصه إلا ابن أخت الملك.
أقر هذا المجمع التوحيد وطرد أثناسيوس بطريك الاسكندرية و نقضت قرارات مجمع نيقية.
4- مجمع أنطاكية الثاني 340 م
عقد بعد وفاة الامبراطورقسطنطين وتولي ابنه قسططنيوس للحكم من بعده, أقر هذا المجمع التوحيد أيضا, وتظاهر أثناسيوس بالقبول فأعادوه إلى الكنيسة عام 346 م.
5- مجمع ميلانو عام 355 م
أقر المجمع التوحيد – و تم خلع أثناسيوس مرة أخرى
6- مجمع سرميوم في فرنسا عام 357 م
أنكر هذا المجمع مساواة الأب لابنه في الجوهر
7- مجمع ريميتي عام 359 م
أقر المجمع الأريوسية الموحدة , ورفضت قرارات مجمع نيقية.
8- مجمع أنطاكية الثالث عام 361 م
وضح في مقرراته أن الأب والابن مختلفان في الجوهر والمشيئة.

9-مجمع لوديسيا عام 364 م
من أهم ما صدر عن هذا المجمع:
• اعتماد الرسائل الكاثوليكية الخمسة التي كانت مرفوضة كونها مشكوك في صحتها ومن نسبت اليه وهي رسالة يعقوب, رسالة بطرس الثانية, رسالتي يوحنا الثانية والثالثة, ورسالة يهوذا, واعتبارها وحيا الهيا مقدسا و ضمت الى الكتاب المقدس.
• اصدار القرار بأن يكون يوم الاحد هو يوم الراحة, وليس السبت كما لليهود, وعلى انه اليوم الذي قام به المسيح من الاموات, حسب زعمهم, ( على النصارى ان لا يستريحوا من العمل في يوم السبت, بل يجب عليهم العمل في ذلك اليوم, وتكون العبادة والاستراحة في يوم الأحـــد).


10- مجمع القسطنطينية الأول عام 381 م
لم يذكر في أي من المجامع السابقة أي شي عن الأقنوم الثالث "الروح القدس" إلى أن جهر كل من :-
• مقدونيوس: الذي كان اسقفا للقسطنطينية قائلا:
"إن الروح القدس ملاك من الملائكة, مخلوق كسائر المخلوقات و أنه ليس إلها أو منبثقا عن إله".
• اوسابيوس: بطريرك القسطنطينية قائلا:
" ان الثالوث ذات واحدة وأقنوم واحد " .
• أبوليناريوس: الذي كان اسقفا لللاذقية والشام قائلا:
" ان هناك تفاوتاً بين الاقانيم, فالآب اعظم من الابن, والابن أعظم من الروح القدس " .
انتشرت هذه المقولة بين العامة لأنهم لم يجدوا فيه ما يرفضه العقل و لا ما تأباه المسيحية إلى أن وصلت الأخبار إلى بطريرك الاسكندرية البابا الانبا تيموثاوس فأخبر الملك الامبراطور تاؤدسيوس الأول أن بعض العامة ما زال فيهم بعض من أفكار و آراء أريوس فدعا إلى انعقاد هذا المجمع, وحضره 150 اسقفاً.
قرارات المجمع:
1- اعلن الامبراطور الانتصار على الآريوسية الموحِّدة, وإن الروح القدس هو الرب المحيي المنبثق من الاب كالابن مسجود له, مساو له في الالوهية.
2- إن الاب و الابن والروح القدس ثلاثة أقانيم في واحد, إله واحد, جوهر واحد وطبيعة و مشيئة واحدة.
3- اضافة الجملة التالية لقانون الايمان:
( ونؤمن بالروح القدس الرب المحيي المميت ) .

11- مجمع قرطاج عام 394 م
نوقش في هذا المجمع قضية الصلاة على الميت وتطهيرة من الذنوب.

12 - مجمع أفسس الأول عام 431 م
عقد هذا المجمع بعد أن أقر نسطورس بطريك القسطنطينية طبيعة يسوع الناسوتية حيث قال :
" ان مريم العذراء لم تلد الها , لأن ما يولد من الجسد ليس الا جسدا...... فالعذراء ولدت انسانا, .......... والمسيح انسان مملوء بالبركة أو هو انسان ملهم من الله ".
وبعد ان جهر بيلاجيوس بأنه يعتقد بأن خطيئة آدم قاصرة عليه, وأنكر قضية الخلاص والفداء.
قرارات المجمع:
1- ان الابن ذو طبيعيتين ناسويته و لاهوتيته متحدين في أقنوم واحد اتحادا لا اختلاط فيه
2- إن مريم العذراء هي والدة الله.
3- إن المسيح إله حق , وانسان معروف بطبيعتين
4-رفعت السيدة مريم العذراء إلى مرتبة الألوهية – لأن البشر لا يلد إلها, حيث أضافوا الجملة التالية لقانون الايمان :
" نعظمك يا ام النور الحقيقي, ونمجدك أيتها العذراء القديسة والدة الاله ".

13- مجمع أفسس الثاني 449 م ,
الذي تسميه الكنيستان الكاثوليكية والأورثوذكس بمجمع اللصوص ولا تعترفان به.
عقد بعد رفض ديسقورس بطريق الاسكندرية - بعد استلامه لمنصبه الجديد- لقرارات مجمع أفسس الأول وأقر المجمع:
أن للابن طبيعة واحدة وجوهر واحد هي من جوهر الله اجتمع فيها اللاهوت و الناسوت.
ومن الجدير بالذكر أن الكنيسة القبطية لا تعترف الا بأربعة مجامع وهي:-
مجمع نيقية عام 325م, مجمع القسطنطينية الأول عام 381 م, مجمع أفسس الأول عا م431 م و مجمع أفسس الثاني عام 449 م.
14- مجمع خليقدونية عام 451 م
عقد في شهر أكتوبر عام 451 م في مدينة خليقدونية بناءا على طلب أسقف روما من ملكة الرومان في ذلك الوقت الامبراطورة بوليخيريا, وقد حضره 520 أسقفا برئاسة زوج الملكة الامبراطور مرقيانوس, و طالب مندوبو رومية بانسحاب ديسقورس بطريرك الاسكندرية من المجلس لأنه لم يـأخذ رأي بابا القسطنطينية لعقد مجمع أفسس الثاني, وحصلت اشتباكات وضجيج وضرب بالايادي وقذف و تجريح مما دعا أحد مندوبي الحكومة للقول:
" إنه لا يجدر بالأساقفة ورجال الدين أن يأتوا مثل هذه الأفعال الشائنة من صياح و صراخ وشتم وقذف وضرب ولكم , بل يجب أن يكونوا قدوة للشعب في الهدوء وتسيير الأمور بحكمة و سداد, ولذلك نرجوكم أن تستعملوا البرهان بدل المهاترة والدليل عوضا عن القول الهراء".
قرارات المجمع:
1- المسيح فيه طبيعتان لاهوتيته وناسوتيته التقتا في يسوع وهو أقنوم واحد, من غير تغيير أو انقسام أو افتراق.
2- لعنوا نسطورس القائل بناسوتية المسيح فقط ولعنوا أتباعه
3- لعنوا ديسقورس القائل بلاهوتية المسيح فقط و لعنوا أتباعه
4- الغاء قرارات مجمع أفسس الثاني.
وقد أقر في هذا المجمع أيضا عدم السماح للقساوسة والرهبان بالعمل خارج الكنيسة , وأنه لا يجوز للمرأة أن تقوم بعمل الشمامسة حتى تبلغ الأربعين.

15- مجمع القسطنطينية الثاني 552 م:
عقده بشكل اضطراري الامبراطور جوستنيان الاول لايمان بعض الأساقفة بفكرتي التقمص و التناسخ الموجودتين في الفلسفة البوذية و الهندوسية و قد أنكر المجمع هذه الفكرة ولعن وحرم كل من أصر عليها .
16- مجمع القسطنطينية الثالث 680 م
عقد هذا المجمع بعد أن جاء يوحنا مارون مؤسس الكنيسة المارونية بمقولة أن المسيح ذو طبيعتين لكن بمشيئة واحدة, لم تعجب هذة المقولة بطاركة الاسكندرية فطلبوا من الامبراطور يوغاقوس ان يقيم هذا المجمع, وأقروا فيه أن لكل طبيعة من الطبيعتين مشيئة, أي أن هناك طبيعتان و مشيئتان, معززين قرارهم بمرسوم من الامبراطور جاؤ فيه :-
" نحن الامبراطور يوغاقوس, نقر ونؤمن بطبيعتين ومشيئتين وفعلين لسيدنا المسيح, واقنوم واحد, ونلعن من خالف هذا ".
مما دعا الى انشقاق يوحنا مارون وأتباعة, وتشكيل ما يسمى بالمارونية.


17- مجمع نيقية الثاني عام 787 م
عقد في نيقية, بأمر من الملكة ايريني وقد حضره 367 اسقفاً, وناقش المجتمعون قضية تعظيم التماثيل والصور والسجود لها , وقرروا أن العبادة هي للاله فقط, ولكن تعظيم التمثال او الصورة هو تقديس لما تمثله, ومما جاء في القرار:-
" اننا نحكم بأن توضع التماثيل والصور ليس في الكنائس فقط, بل في البيوت وعلى الجدران في الطرقات, لاننا ان أطلقنا مشاهدة ربنا يسوع المسيح ووالدته القديسة والرسل وسائر القديسين, في صورهم, شعرنا بالميل الشديد الى التفكير فيهم, والتكريم لهم, فيجب أن تؤدى التحية والاكرام والاجلال لهذه الصور, لا العباده التي لا تليق الا بالطبيعة الالهية " .
18- مجمع القسطنطينية الرابع 869 م ( المجمع الغربي اللاتيني )
أمر بانعقاده الامبراطور باسيل الاول لاعلان القديس اجناتيوس بطريركا للقسطنطينية, بعد عزل فوسيوس بطريرك القسطنطينية لأنه قال:
" إن الروح القدس انبثق من الاب فقط" .

أصدر هذا المجمع القرارات التالية:-
1 – ان الروح القدس انبثق من الآب والابن معاً.
2 – ترفع جميع المحاكمات في ما يتعلق بالمسيحية وعقائدها الى كنيسة روما.
3 – يجب أن يخضع كل المسيحيين لكل المراسيم والقرارات الصادرة عن البابا في روما.
ولا تعترف الكنيسة الارثوذكسية بهذا المجمع, وهو السبب الذي ادى الى انشقاق الكنيستسن الشرقية والغربية.
19- المجمع الشرقي اليوناني ( مجمع القسطنطينية الخامس ) 879 م
قام بعقده فوسيوس بعد عودته إلى منصبه كبطريق للقسطنطينية, وتم رفض كل ما جاء في قرارات مجمع القسطنطينية الرابع, وقرر الانفصال عن روما, وبهذا تشكلت الكنيسة الشرقية او الكنيسة اليونانية أو الروم الأرثوذكس, والكنيسة الغربية أو البطرسية الكاثوليكية بزعامة البابا, وبذلك انتهت المجامع المسكونية وحلت محلها المجامع و المؤتمرات الاقليمية أو سلطات البابا.

20- مجمع كليرمونت عام 1085 م
امر بانعقاده البابا أوربان الثاني ( 1035 – 1099 ) لاعلان بداية الحروب ضد المسلمين في الاراضي المقدسة.
21- مجمع لاتيران الاول عام 1123 م
عقد في روما في قصر لاتيران, برئاسة البابا جاليكستوس الثاني, و من أهم القرارات التي اتخذت أن تعيين الأساقفة ليس من شأن الحكام بل من شأن البابا وحده.
22- مجمع لاتيران الثاني عام 1139 م
عقد برئاسة البابا انوسينت الثاني, وحضره مائة عضو, وكان التركيز في هذا المجمع على إزالة الفرقة و الخلافات بين الطوائف النصرانية .. و لم ينجح.

23- مجمع لاتيران الثالث عام 1179 م
عقد في روما برئاسة البابا الكسندر الثالث لوضع نظام التأديب الكنسي, حيث عم الفساد والربا والاتجار بالمناصب الكنسية, وفيه تقرر ان انتخاب البابوات يكون بيد الكرادلة, وأن نجاح البابا في الانتخاب يكون بتصويت ثلثي الكرادلة لصالحه.

24- مجمع لاتيران الرابع عام 1215 م
عقد في روما, برئاسة البابا انوسنت الثالث, لبحث ومناقشة الكثير من الموضوعات المسيحية, ويعتبر هذا المجمع من اهم الجامع التي عقدتها الكنيسة الغربية .
قرارات المجمع:
1- قرر حق الكنيسة في منح الغفران, بناء على ما ورد في يوحنا :
يوحنا 20 :23 " من غفرتم خطاياه تغفر له.ومن امسكتم خطاياه أمسكت " و تم إصدار صك الغفران الذي نصه:
ربنا يسوع المسيح رحمك يا .........., يسوع الذي خلصنا ويملك باستحقاقات آلامه الكلية القداسة, و أنا بالسلطان الرسولي المعطى لي, أحلك من جميع القصاصات والأحكام والطائلات الكنسية التي استوجبتها, و أيضا من جميع الذنوب و الخطايا لأبينا الأقدس البابا و الكرسي الرسولي, و أمحو جميع أقذار المذنب, وكل علامات الملامة التي ربما جلبتها على نفسك في هذه الفرصة, وأرفع القصاصات التي كنت تلتزم بمكابدتها, و أردك حديثا إلى الشركة في اسرار الكنيسة, و أقرنك في شركة القديسين, و أردك ثانية إلى الطهارة و البر الذين كانا لك عند معموديتك, حتى أنه في ساعة الموت يغلق أمامك الباب الذي يدخل منه الخطاة إلى محل العذاب و العقاب, و يفتح الباب الذي يؤدي إلى فردوس الفرح. و إن لم تمت سنين طويلة فهذه النعمة تبقى غير متغيرة حتى تأتي ساعتك الأخيرة باسم الأب و الابن و الروح القدس".

2- اقرار التحول: تحول الخبز و الخمر في جسم الانسان يوم الفصح إلى لحم و دم المسيح نفسه بناء على:
مرقس 22:14 : " وفيما هم يأكلون اخذ يسوع خبزا وبارك وكسر واعطاهم وقال خذوا كلوا هذا هو جسدي , ثم اخذ الكاس وشكر واعطاهم فشربوا منها كلهم , وقال لهم هذا هو دمي الذي للعهد الجديد الذي يسفك من اجل كثيرين."
3- إباحة استخدام العنف مع المعارضين لصلاحية الكنيسة بمحو الإثم.
4- التخطيط والعزم على انشاء ما سمي بمحاكم التفتيش والتي شكلت في اسبانيا بمرسوم بابوي من البابا سكتوس الرابع, وأسسها في تشرين الثاني "نوفمبر" سنة 1478 م ثم عمت أروبا كلها , وكان الهدف منها معاقبة المرتدين عن النصرانية الى اليهودية, ولكنها تمادت لاحقا بسجن وتعذيب وحرق كل مخالف وكل صاحب رأي – حتى ولو كان علميا بحتا - إذا كان هذا الرأي مخالفا لتفسير الكنيسة للكتاب.

وقد قامت محاكم التفتيش خلال مدة ثماني عشر سنة 1481- 1499 بالحكم على (10220) شخصا بأن يحرقوا و هم أحياء و على (6860) شخصا بالشنق بعد التشهير, وعلى (97320) شخصا بعقوبات مختلفة .

25- مجمع وورمز في ألمانيا 1521 م
عقد هذا المجمع بسبب وثيقة الاحتجاج التي علقها مارتن لوثر على باب الكنيسة احتجاجا على الاضطهاد و أعمال العنف والسيطرة البابوية, و أهم ما جاء فيها:
1- رفض صكوك الغفران
2- رفض العصمة البابوية
3-رفض الرهبنة
4- انكار التحول
5- المطالبة بوضع الكتاب المقدس بين يدي العامة
6- منع اتخاذ الصور و التماثيل و السجود لها
لذا قرر المجمع حرمان مارتن لوثر وحرقه مع كتبه و لذلك انشق هو وأتباعه وعرفوا بالبروتستانت, اي المحتجين, وبعد وفاة لوثر أنزل الامبراطور بهذه الطائفة اشد العذاب.

26- المجمع التاسع عشر ( مجمع ترينت ) : 1542 – 1462م
دام انعقاد هذا المجمع مدة عشرين عاما للرد على البروتستانت ورفض مطالبهم التصحيحية, لذلك قامت تساؤلات حول صحة العهد الجديد برمته و التحريفات التي طالته.


27- المجمع العشرين: المجمع الفاتيكاني الأول – 1869- 1870م
قرر عصمة البابا من الخطأ, وأنه اذا تحدث او أصدر امراً بخصوص العقيدة او الحياة العملية, فان هذا الأمر أو الرأي يكون من سلطته الرسولية المطلقة, ولا يحق لأي كاثوليكي المناقشة أو الرفض.
أما في ما يتعلق بكتاب العهد الجديد أقر المجمع
أن: "أسفار العهد الجديد كتبت بالهام من الروح القدس ومؤلفها الله"

28 - المجمع الفاتيكاني الثاني: 1962- 1965م
عقد هذا المجمع بقرار من البابا يوحنا الثالث والعشرون, بعد أن قام المعارضين لقرار مجمع الفاتيكان الأول بالاحتجاج على ما يتعلق بالانجيل من أنه كلام الله, وهم من المسيحيين أنفسهم, فقد قاموا بالبحث والتحقيق و التدقيق وتقديم الأدلة التي تثبت تحريف الأناجيل و تناقضها وبناء على ذلك صدر القرار التالي:

جاء في الوثيقة المسكونية الرابعة ص 53 :

أسفار العهد القديم كتبت بالهام من الروح القدس, وهي تسمح للكل بمعرفة من هو الله ومن هو الانسان, بما لا تقل عن معرفة الطريقة التي يتصرف بها الله في عدله ورحمته مع الانسان, غير أن هذه الأسفار تحتوي على نقائض و أباطيل و مع ذلك ففيها شهادة عن تعليم إلهي.