شبهة


استغفار إبراهيم لأبيه:

وما كان استغفارُ إبراهيمَ لأبيه إلاّ عن مَوْعِدَةٍ وعدها إياه.فلمّا تبيَّن له أنه عدوٌّ للّه تبرّأ منه. إن إبراهيم لَأََّواهٌ حليم (آية 114).

قال علي ابن أبي طالب: لما أنزل الله خبراً عن إبراهيم أنه قال سلام عليك سأستغفر لك ربي، سمعت رجلاً يستغفر لوالديه. فقلت: أتستغفر لأبويك وهما مشركان؟ فقال: أَوَلم يستغفر إبراهيم لأبيه؟ فأتيتُ محمداً فذكرتُ ذلك له، فأنزل الله: قد كانت لكم أُسْوَةٌ حسنةٌ في إبراهيم...إلاّ قَوْلُ إبراهيمَ لأبيه لَأَسْتَغْفِرَنَّ لك (الممتحنة 60: 4).

قال البخاري: رُوي عن أبي هريرة أن محمداً قال: يلقى إبراهيم أباه آزر يوم القيامة وعلى وجه آزر قترة وغيرة، فيقول إبراهيم: ألم أقُل لك لا تعْصَني؟ فيقول أبوه: فاليوم لا أعصيك. فيقول إبراهيم: يارب إنك قد وعدتني أن لا تخزيني يوم يُبعَثون، فأيُّ خزيٍ أخزى من أبي؟ فيقول الله تبارك وتعالى: إني حرَّمت الجنة على الكافرين. ثم يقال: يا إبراهيم، ما تحت رجليك؟ فينظر فإذا هو ذيخٌ متلطخ فيؤخذ بقوائمه فيُلقى في النار (القترة غبرة يعلوها سواد والذيخ، هو ذَكَر الضباع والأنثى ذيخة). (الطبري في تفسير التوبة 9: 114).

قلنا: (1) حاشا لإبراهيم مما نُسب إليه من أنه وعد أباه أن يستغفر الله له، فإنه يعرف أنه لا تنفع بعد الموت شفاعة. ولما رأى محمد أن الاستغفار بعد الموت يكون موجباً لتمادي المشرك على إشراكه، تلافى الأمر وقال: اقتدوا بإبراهيم في كل شيء، ما عدا مسألة الاستغفار. مع أنه لم يقع من إبراهيم شيء من ذلك.

(2) لم يكن أبو إبراهيم مشركاً، بل أذعن لأمر الله وترك وطنه وعشيرته مع ابنه إبراهيم ولوط ابن أخيه امتثالاً لأمر الله، وفارقوا أهل وطنهم لانغماسهم في الشر والرذائل.

تجهيز للرد