كافلة خير يتيم
أم الإيمان




(فاطمة بنت أسد رضي الله عنها )







فاطمة بنت أسد ولدت في مكة المكرمة.



وقد نشأت السيدة فاطمة فى بيت من أشرف بيوت قريش وأعزها، فأبوها هو "أسد بن هاشم بن عبد مناف بن قصي"، وأمها "فاطمة بنت قيس"



زوجة ابن عمها أبي طالب وكانت أول أمرأة هاشمية تتزوج رجل هاشمي



انقرض ولد أسد بن هاشم إلا من ولد ابنته فاطمة وكان لها ستة أبناء







أولادها:


طالب
عقيل
جعفر الطيار
علي بن أبي طالب
بناتها :
ام هاني زوجة أبو وهب هبيرة ابن عمرو بن عامر المخزومي.
جمانه تزوجها أبو سفيان بن الحارث بن عبد الملك هاجرت إلى المدينة وتوفيت هناك.




وكانت كأم لمحمد بن عبد الله رسول الله منذ صغره. وكانت من أبرّ النّاس برسول اللَّه،


(؛ حيث كانت ترعاه رعاية خاصة، فقد كانت تشعر باليُتْم الذي يعانيه حتى إنها كانت تفضله على أبنائها.)


وقد تركت معاملتها فى نفس النبي -وهو طفل- أبلغ الأثر، فكان الحبيب يحبها ويحترمها ويناديها بامي.


فقد كانت حميدة الأخلاق، عميقة الإيمان، صافية النية، مما جعلها تترك أثرًا بالغًا -أيضًا- فى نفوس أبنائها،





أسلمت فاطمة بنت أسد بعد عشرة من المسلمين وكانت الحادية عشرة منهم والثانية من النساء.


وظلت فاطمة رضي الله عنها تمارس دورها بعد وفاة زوجها أبى طالب،


وكافحت فى سبيل توطيد دعائم الدين الحنيف.


هاجرت إلى المدينة المنورة و كانت أوّل امرأة هاجرت إلى رسول اللَّه من مكّة إلى المدينة على قدميها،


فسمعت فاطمة رسول اللَّه وهو يقول: «إنّ النّاس يحشرون يوم القيامة عراة كما ولدوا»، فقالت: واسوأتاه،


فقال لها رسول اللَّه فإنّي أسأل اللَّه أن يبعثك كاسية.






كانت أول أمرأة بايعت رسول الله بعد نزول آية « يأَيهَا النَّبيُّ إِذَا جَاءَك المُؤمِنَات يبَايعنَك... )الممتحنة


وكان على يقول لها -بعد أن تزوج فاطمة الزهراء رضي الله عنها بالمدينة-:


يا أمى اكفِ فاطمة بنت رسول اللَّه ( سقاية الماء، والذهاب فى الحاجة، وتكفيك الداخل: الطحن والعجن. [الطبراني]






توفيت رضي الله عنها في السنة الرابعة للهجرة النبوية ودفنت في مقبرة البقيع.



لما تُوفِّيت دخل عليها النبي وجلس عند رأسها، وقال:


( "رحمك اللَّه يا أمي، كنت أُمي، تجوعين وتشبعينني، وتعرّيْنَ وتكسينني، وتمنعين نفسك طيبها وتطعمينني، تريدين بذلك وجه اللَّه والدار الآخرة" )


ثم أمر أن تغسل ثلاثًا، فلما بلغ الماء الذي فيه الكافور سكبه رسول اللَّه بيده، ثم خلع قميصه، فألبسها إياه، وكفنها،


ولما حُفِر قبرها وبلغوا اللَّحد حفره النبي ( بيده ) وأخرج ترابه، فلما فرغ، دخل فاضطجع فيه ثم قال:


"اللَّه الذي يحيى ويميت، وهو حى لايموت، اللّهم اغفر لأمى فاطمة بنت أسد، ولقِّنها حجتها، ووَسِّعه عليها بحق نبيك والأنبياء من قبلي، فإنك أرحم الراحمين".


ثم كبَّر عليها أربعًا، وأدخلها اللحد ومعه العباس وأبو بكر الصديق يساعدانه. [الطبراني].



وعندما سأله الصحابة: ما رأيناك صنعتَ بأحد ما صنعتَ بهذه، قال :


" إنه لم يكن بعد أبى طالب أبرّ بى منها، وإنما ألبستُها قميصى لتُكْسَى من حُلل الجنة، واضطجعتُ فى قبرها لأُهَوِّنَ عليها عذاب القبر" [الطبراني].







هذه هي السيدة "فاطمة بنت أسد" رضي الله عنها كافلة خير يتيم على وجه الأرض الخلوقة والمجاهدة الصابرة المحتسبة


أم الشهيدين جعفر الطيار وأمير المؤمنين علي


وجدة السبطين الشهيدين الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنَّة


وهذه هي منزلتها عند رسول اللَّه