(2-1-15) 82% من الكلام المنسوب لعيسى ليس له؟:
"الأناجيل الخمسة" هو كتاب من /550/ صفحة يتضمن ترجمة لأناجيل متى، مرقس، لوقا، و يوحنا. لقد كان نتاج دراسة دامت ست سنوات من قبل /24/ عالم مسيحي في عدد من الجامعات الغربية. قررهؤلاء أن يقدموا ترجمة للأناجيل بعيدةً عن تأثيرها بعقيدة المترجم الخاصة. و تقرر أن أن هدف هذه الترجمة إعطاء القارئ صورة صادقة عما قاله عيسى (عليه السلام) حقيقةً. فقاموا بمسح النصوص المنسوبة لعيسى (عليه السلام)، وجمعوها في فهرس مؤلف من أكثر من /1500/ من مثل هذه الأقوال. ثم قاموا بفحص صحة هذه الأقوال - كل على حدى – ليروا إن كان عيسى (عليه السلام) قد قال فعلاً هذا الكلام أم لا. ثم قدموا بعد ذلك ترجمة جديدة تبين بالألوان ما هو حقيقي من أقوال عيسى وما هو من طبيعة غير موثوقة. فكانت نتيجتهم (في الصفحة الخامسة) كالتالي:
"اثنان و ثمانون بالمئة من الكلمات المنسوبة إلى عيسى في الأناجيل لم يتفوه بها حقيقةً."
ثم يتابعون القول:
"إن علماء الكتاب المقدس و علماء اللاهوت على حد سواء قد تعلموا التمييز بين عيسى كشخصية تاريخية و بين المسيح كشخصية إيمانية. لقد كان درساً مؤلماً لكل من الكنيسة و العلماء. إن التمييز بين الشخصيتين هو الفرق بين شخص تاريخي عاش في فترة و مكان محددين.. و بين شخصية أوكل إليها دور أسطوري نزل من أجله من السماء لإنقاذ البشرية، و عاد بضرورة الحال إلى السماء بعد ذلك."
حسنٌ، إن كان 82% من "كلام عيسى" الموجود في الكتاب المقدس لم يتفوه به عيسى كما هو واضح، فمن أين أتى هذا الكلام؟ بعض المصادر التي أكد عليها المؤلفون هي:
"إن مفهوم السرقة الأدبية لم يكن معروفاً في العالم القديم. لقد قام المؤلفون بالنسخ ممن سبقهم دونما إشارة إلى ذلك. إصبح الحكيم مستودعاً للحكم و الطرائف العائمة بحرية بين الناس. بالنسبة للمسيحيين الأوائل كان عيسى حكيماً أسطورياً، فكان من الملائم نسب حكمة العالم له. فمثلاً، الحكمة الموجودة في العدد [مرقس 2: 17] نجدها في مصادر بشرية (بلوتراتش و دوجينز على سبيل المثال Plutarch and Diogenes).. في النص المقابل للنص المرقسي، يضيف متى جملة مأخوذة عن النبي حزقيال [متى 9: 13]."
و يقولون أيضاً:
"يتم تلطيف الأقول القاسية مراراً أثناء عملية النقل حتى تتلائم مع ظروف الحياة اليومية... إن الاختلاف في أحد الأقوال القاسية غالباً ما يخون صراع الجماعة المسيحية الأولى في محاولة تأويل أو تبني أحدى الأقوال لصالحها... إن نسخة متى من الحكمة القائلة [هكذا يَصيرُ الآخِرونَ أوَّلينَ، والأوَّلونَ آخِرينَ - متى 20: 16] تم تخفيفها في مرقس [وكثيرٌ مِنَ الأوَّلينَ يَصيرونَ آخرينَ، و كثيرٌ مِنَ الآخِرينَ يَصيرونَ أوَّلينَ – مرقس 10: 31]."
و بإيحاء أكثر يقولون:
"لقد غمرت بالتأكيد القناعات المسيحية شخصية عيسى: فجعلوه يعترف بما قد آمن المسيحيون به مسبقاً... إن التفاوت بين لغة المسيحيين أو وجهة نظرهم و بين لغة عيسى أو وجهة نظره لهو إشارة هامة جداً إلى قول عيسى الحقيقي، لقد كانت لغة عيسى مميزة و كذلك أسلوبه و منظوره."
لقد كان هذا مجرد عينة بسيطة عن الأدلة الكثيرة التي تظهر بوضوح أن الكتاب المقدس قد شُوّه و بُدّل. و إلى هذا اليوم يتم تحرير نصوصه و تصحيحها و تعديلها. لسنا نقول أن المسيحيين ليسوا أناس أمناء و جيدون في بحثهم عن الحقيقة، بل عكس ذلك تماماً. من بينهم من هم أكثر الناس خُلقاً و تهذيباً على هذه الأرض. إن هدف هذا الكتاب هو فقط بيان أن الدين المسيحي كما هو اليوم ليس مماثلاً لما بشّر به عيسى (عليه السلام) أتباعه قبل ألف و تسعمائة سنة مضت. إن هذا ما يؤكد عليه القرآن تماماً منذ أكثر من ألف و أربعمائة سنة من الآن.
يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللّهِ وَأَنتُمْ تَشْهَدُونَ (70) يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَلْبِسُونَ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ (71)
القرآن الكريم – آل عمران
يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللّهِ وَاللّهُ شَهِيدٌ عَلَى مَا تَعْمَلُونَ (98) قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللّهِ مَنْ آمَنَ تَبْغُونَهَا عِـوَجًا وَأَنتُمْ شُـهَدَاء وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (99)
القرآن الكريم – آل عمران
إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوْتُواْ الْكِتَابَ إِلاَّ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ وَمَن يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللّهِ فَإِنَّ اللّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ (19)
القرآن الكريم – آل عمران
لَيْسُواْ سَوَاء مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَآئِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللّهِ آنَاء اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ (113)
القرآن الكريم – آل عمران
وَإِنَّ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَمَن يُؤْمِنُ بِاللّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْكُمْ وَمَآ أُنزِلَ إِلَيْهِمْ خَاشِعِينَ لِلّهِ لاَ يَشْتَرُونَ بِآيَاتِ اللّهِ ثَمَنًا قَلِيلاً أُوْلَئِكَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ إِنَّ اللّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ (199)
القرآن الكريم – آل عمران
يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيرًا مِّمَّا كُنتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ قَدْ جَاءكُم مِّنَ اللّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ (15)
القرآن الكريم - المائدة
المفضلات