السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


المخالفات التي يقع فيها الحاج

أخطاء في مناسك الحج والعمرة
وهي كثيرة، أذكر بعضها باختصار:


 أولاً: أخطاء في الإحرام وما بعده:


يعتقد بعض الناس أنه لا يجوز تبديل ملابس الإحرام، وهذا ليس بصحيح؛ بل له ذلك.

وبعضهم يعتقدون أنه لا يجوز غسلها، وليس بصحيح؛ بل يجوز ذلك.

وبعضهم يعتقدون أنه لا يجوز الاغتسال للمحرم، والواقع أن المحرم يجوز له أن يغتسل، سواء غسل استحباب، أو غسل نظافة وتبرد.

وبعض الناس يعتقدون -خاصة من النساء- أن المرأة لا تلبس إلا الثوب الأسود أو الأخضر، وأن ذلك واجب، وهذا ليس بصحيح؛ بل تحرم فيما شاءت من الثياب التي لا تكون زينة في نفسها بعيدة عن التبرج
وبعضهم يطيبون ثياب الإحرام، وهذا ليس بمشروع، ولا تُطيب ثياب الإحرام.


وبعض الناس يتحرجون من لبس الساعة، والنظارة، والحزام على الإزار، أو عقده عند الحاجة، وغير ذلك، مع أن هذا جائز كله، وإنما المنهي عنه لبس المخيط على هيئته، كالثوب والسروال، و"الفانلة"، و"الطاقية"، وغيرها.

وبعض الناس يتحرجون من الاستظلال بالشمسية؛ بل بعضهم يبالغون -وخاصة أهل البدع- فيمتنعون من الاستظلال بسقف السيارة.

وبعضهم يحرمون قبل الميقات، وهذا ليس بمشروع.

وبعضهم يتجاوزون الميقات من غير إحرام، خاصة من جاءوا إلى جدة عن طريق الطائرة، وهؤلاء عليهم أن يخرجوا إلى الميقات إذا وصلوا جدة.

وبعض النساء لا تحرم إذا مرت بالميقات وهي حائض أو نفساء، والنبي - صلى الله عليه وسلم - أمر النفساء أن تغتسل وتستثفر - أي تتحفظ من الدم-، وتحرم من الميقات وتفعل جميع الشعائر ، غير ألا تطوف بالبيت حتى تطهر


وبعض النساء تحرم في القفازين، وهذا من الجهل، فإن النبي - صلى الله عليه وسلم - نهى عن لبس القفازين للمحرم.

وبعضهم يعتقدون أن من الواجب أن يصلي ركعتين قبل الإحرام، والواقع أن هذا ليس بواجب،

بل وليس بوارد، إلا أن يصلي ركعتين لله تعالى كركعتي الوضوء - مثلاً-، أو يحرم عقب فريضة،

فهذا لفعله –صلى الله عليه وسلم – حيث أحرم بعد صلاة الظهر. أما ركعتان للطواف فلم يثبت فيهما شيء .

وبعض الناس يضطبع من حين يحرم إلى أن يحل، وهذا ليس بوارد، وإنما المشروع الاضطباع في طواف القدوم خاصة


وبعضهم يلبون جماعة في أصوات جماعية على هيئة النشيد، وهذا ليس بوارد.



ثانـــيا: مخالفات الحرم المدني


وأذكر لك هنا أخي الكريم جملة من المخالفات الشرعية العقدية والبدعية والتي تفعل في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم مختصرا الكلام فيها فكن على حذر منها وأنكر على من يفعلها , والمخالفات هي :

1- ما يفعله بعض الزوار من تحري الدعاء عند قبر الرسول صلى الله عليه وسلم رافعا يديه .
2- قصد استقبال القبر عند الدعاء .
3- قصد القبر للدعاء عنده رجاء الإجابة .
4- قصد الصلاة تجاه القبر .
5- رفع الصوت بالدعاء عند القبر .
6- الاستغاثة بالرسول صلى الله عليه وسلم ودعائه وصاحبيه
7- التوسل بالرسول صلى الله عليه وسلم إلى الله سبحانه في الدعاء
8- إطالة القيام والدعاء عند القبر .
9- سؤال النبي صلى الله عليه وسلم قضاء الحاجات أو تفريج الكربات أو شفاء المريض . 146- ربط الخيوط ونحوها في الشبابيك تبركا .
10- التمسح بالجدران وقضبان الحديد وتقبيلها عند الزيارة .
11- الاعتقاد بأن زيارة قبر الرسول صلى الله عليه وسلم واجبة أو شرط في الحج .
12- قصد القبر بالسفر .
13- إرسال العرائض مع الحجاج والزوار إلى النبي صلى الله عليه وسلم وتحميلهم سلامهم إليه .
14- زيارة قبره قبل الصلاة في مسجده .
15- استقبال بعضهم القبر بغاية الخشوع واضعا يمينه على شماله فوق صدره أو تحته كهيئة المصلي .
16- طلب الشفاعة من الرسول صلى الله عليه وسلم
17- وضعهم اليد تبركا على شباك حجرة القبر وحلف بعضهم بقوله : وحق الذي وضعت يدك على شباكه .
18- التزام صورة خاصة في زيارته والتقيد بسلام خاص ودعاء خاص .
19- الجلوس عند القبر وحوله للتلاوة والذكر .
20- قصد القبر للسلام عليه دبر كل صلاة .
21- قصد القبر كلما دخل المسجد أو خرج منه .
22- رفع الصوت عقيب الصلاة بقولهم : السلام عليك يا رسول الله .
23- التزام البعض الصلاة في المسجد القديم وإعراضهم عن الصفوف الأولى .
24- الحرص على صلاة الفريضة في الروضة مع وجود متسع في الصفوف الأمامية .
25- القطع من الشَعْر ورميه باتجاه القبر .
26- الطواف حول القبر .
27- تكرار السلام على الرسول صلى الله عليه وسلم عند القبر
28- استقبال القبر من بعيد وتحريك الشفتين بالسلام والدعاء .

29- إيراد أحاديث موضوعة أو ضعيفة عند زيارة القبر .

ومن هذه الأحاديث :

1- من حج ولم يزرني فقد جفاني

2- من زارني بعد مماتي فكأنما زارني في حياتي

3- من زارني وزار أبي إبراهيم في عام واحد ختمت له على الله الجنة

4- من زار قبري وجبت له شفاعتي

5- من زارني بالمدينة محتسبا كنت له شفيعا شهيدا يوم القيامة

6- من جاءني زائرا لا تنزعه إلا زيارتي كان حقا علي أن أكون له شفيعا يوم القيامة


ثالثا: أخطاء في الحرم المكـــي

أ) أخطاء في الطواف:

ومن أخطاء الناس في الطواف:

- بدء المحرم إذا دخل المسجد الحرام بتحية المسجد قبل طواف القدوم

- التلفظ بالنية في الطواف أو قوله: نويت بطوافي هذا الأسبوع كذا وكذا


ـالمبالغة برفع الصوت في الدعاء والذكر بما يؤذي الناس ويشق عليهم.

ـوالطواف ينبغي أن يكون من وراء الحِجْر -وهو الجدار القصير المدور شمالي الكعبة-،

فبعضهم يدخلون من داخل الحجر، ويكون طوافهم بينه وبين الكعبة، ولا يطوفون من وراء الحجر، وهذا الطواف لا يجزئ.

ـرفع اليدين عند استلام الحجر كما ترفع للصلاة

ـوبعضهم يخصصون كل شوط بدعاء خاص، ويقرؤون ذلك من بعض الكتب التي لا أصل لها،
وليس هذا بمأثور عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، ولا أصحابه، ولا التابعين لهم بإحسان.

ـوبعضهم يشير إلى الركن اليماني، أو يقبِّلونه، أو يكبِّرون عنده، وكل هذا مما لا أصل له،

وإنما الثابت استلام الركن اليماني فقط. أما الحجر الأسود فهو الذي يُقَبَّل، ويُستلَم، ويشار إليه.

ـوبعضهم يمسحون أجزاء من الكعبة، غير الحجر الأسود، وغير الركن اليماني، مع أنه لا يشرع ذلك

، اللهم إلا ما ورد في الملتزَم -وهو ما بين الحجر الأسود والباب-، فإنه لا بأس أن يلتزمه إذا لم يشق عليه ذلك


ـوكذلك المزاحمة على الحجر وإيذاء الآخرين بذلك خاصة من النساء.


- رفع اليدين عند استلام الحجر كما ترفع للصلاة

- الوقوف طويلا عند محاذاة الحجر الأسود.

- اعتقاد وجوب استقبال الحجر الأسود عند الإشارة إليه.

- رفع بعض النساء أصواﺗﻬن بالزغاريد ابتهاجا برؤية الكعبة المشرفة.

- قراءة سورة الفاتحة عند رؤية الكعبة المشرفة.

- وضع اليد اليمنى على اليسرى حال الطواف

- الدعاء تحت الميزاب: " اللهم أظلني في ظلك يوم لا ظل إلا ظلك "

- الدعاء عند الركن العراقي: " اللهم إني أعوذ بك من الشك والشرك والشقاق
( وسوء الأخلاق وسوء المنقلب في المال والأهل والولد "

ـ أن بعض الناس قد يطوف، ولا يجعل الكعبة عن يساره، بل يجعلها خلف ظهره - أحيانًا-، وهذا لا يجزئ إلا إذا زوحم، ولم يستطع ذلك، وإلا فينبغي أن يجعل البيت عن يساره.

ـوبعضهم يشيرون إلى الحجر بكلتا اليدين، والمشروع أن يشير إليه بيد واحدة ويقول عند الإشارة: "الله أكبر".

ـومما لا أصل له: أن بعض الناس عندما يستلم الحجر يقول: "اللهم إيمانًا بك، وتصديقًا بوعدك، واتباعًا لسنة رسولك - صلى الله عليه وسلم -". والحديث الوارد في ذلك ليس بصحيح، وقد أنكره الإمام مالك وغيره.

ـ عدم إكمال الشوط السابع من الطواف والخروج قبل تمامه.

ـ اعتقاد أن الطواف بالبيت يلزم الحاج كلما دخل المسجد الحرام.

ـ الصلاة على الخط الموضوع محاذاة الحجر الأسود.

- فعل ما يسمى: دعاء المقام وهو أن يقوم الحاج عند المقام ويدعو


- الخروج من المسجد الحرام بعد طواف الوداع على القهقرى


ومن المخالفات في ركعتي الطواف:

ـ أن بعض الناس يزاحم على الصلاة خلف المقام، ويؤذي نفسه، ويؤذي غيره، مع أن المقصود أن يجعل المقام بينه وبين الكعبة، حتى ولو كان بعيدًا، ولو صلاها في أي مكان من البيت أجزأه ذلك كما سبق.

ـ وبعض الناس يطيلون هاتين الركعتين، مع أن هذا غير مشروع بل السنة تقصيرهما،

ويقرأ في الأولى: (قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ) ، وفي الثانية: (قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ) ،

وفي تقصيرهما أيضًا دفع المشقة عن الناس، وترك الفرصة لغيره.

ـتأدية ركعتي الطواف مضطبعا.



ب) أخطاء في السعي:


ـ أن بعضهم يشيرون على الصفا والمروة إلى البيت، كما يشير أحدهم في تكبير الصلوات باليدين كلتيهما أو بأحدهما.

مع أن المشروع أنه إذا وقف على الصفا - وكذلك على المروة- استقبل القبلة، ورفع يديه كهيئة الداعي، وذكر الله تعالى وكبره وحمده، ودعا بما أحب من خير الدنيا والآخرة


ـ ومن الأخطاء: أن يسرع في السعي كله من الصفا إلى المروة، ومن المروة إلى الصفا، والمشروع الإسراع للرجل بين العلمين كما سبق.


ـ ومن الأخطاء أيضًا: أن بعضهم لا يسرع بين العلمين.

ـ ومن الأخطاء: إسراع المرأة في ذلك،

وقد جاء عن ابن عمر أثر عند الدارقطني والبيهقي، أنه ذكر أن المرأة لا ترقى على الصفا، ولا على المروة، ولا ترفع صوتها، إشارة إلى أن المرأة الأصل فيها الستر، والصيانة، والبعد عن هذه الأمور التي قد تكون مظنة انكشافها


ـ وكذلك تخصيص كل شوط بدعاء معين، فهذا مما لا أصل له، بل يدعو بما أحب.

ومما ورد عن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -أنه كان يدعو به في السعي: "اللهم اغفر وارحم، وتجاوز عما تعلم، إنك أنت الأعز الأكرم"

. ويدعو بغير ذلك، ويقرأ القرآن.

ـ الظن بعدم صحة السعي في الدور الثاني أو الثالث. وهذا غير صحيح

 رابعًا: أخطاء في يوم عرفة:


ـ أن بعضهم يصعد الجبل تعبدًا، ويعتقد في ذلك، وقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية: "لا يشرع صعود الجبل إجماعًا".

ـ ومنه -بل من أعظم الأخطاء-:

أن بعضهم يقفون خارج عرفة، وهؤلاء لا يصح حجهم؛ فإن النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: "الحج عرفة"

ـ ومنها أيضًا: انشغال الناس بالكلام والحديث مع الآخرين في يوم عرفة، وإهمال الدعاء والذكر، وهذا خلاف حال النبي - صلى الله عليه وسلم - في هذا اليوم.



 خامسًا: أخطاء في مزدلفة:


أما أخطاؤهم في مزدلفة فمنها:

ـ الإسراع وقت الدفع إلى مزدلفة، والرسول - صلى الله عليه وسلم - كان يقول: "السكينة .. السكينة".

ومنها:

ـ الانشغال بلقط الحصى بمجرد النـزول إلى مزدلفة، حتى ينشغلون بذلك عن تأدية صلاة المغرب والعشاء.

يقول الشيخ ابن باز: "والنبي - صلى الله عليه وسلم - لم يأمر أن يُلتقط له الحصى إلا بعد انصرافه من المشعر إلى منى، ومن أي موضع لقط الحصى أجزأه سواء من مزدلفة أو من غيرها".


ومن أخطائهم أيضًا:

ـ استعجال بعضهم بالصلاة من غير تحرٍّ للقبلة.


ومنها أيضًا:

ـ أن بعضهم يصلون الفجر قبل دخول وقتها.


ـ ومنها: الانشغال بالصلاة والقيام ليلة مزدلفة، مع أن النبي - صلى الله عليه وسلم - نام في تلك الليلة حتى الصباح، فإذا أوتر الإنسان فلينم، أو إذا نام قبل أن يوتر، يوتر آخر الليل.



 سادسًا: أخطاء في الرمي وما بعده:


كيوم النحر،

ـ فبعضهم يعتقدون أنه يرمي الشياطين فتجد أنه يرمي بالحصى الكبار، ويرمي بالحذاء، ويشتم، ويسب، ولا شك أن هذا خطأ مخالف للسنة،

ـ وهو مظهر قبيح ومؤذ، ويعطي صورة غير حسنة عن هؤلاء الحجاج بجهلهم، وعدم معرفتهم بهذه الشعيرة التي جاءوا لها.

ومن ذلك: الرمي بشدة، وعنف، مع الصراخ - أيضًا-، والسب، والواجب: الخشوع، واستحضار نية العبادة، والتقرب إلى الله تعالى، فإن النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول في الحديث الصحيح:

"إنما جعل الطواف بالبيت، وبين الصفا والمروة، ورمي الجمار؛ لإقامة ذكر الله - عز وجل -"

فأي إقامة لذكر الله تعالى يفعلها أولئك الذين يصرخون، ويجلبون، ويرمون بالأحجار، والأخشاب، والأحذية، وغيرها؟!


ـ ومن الأخطاء: غسل حصى الجمار، وهذا لا أصل له.

ـ ومنها: أن بعضهم يذهب لمكة في الثاني عشر، ويطوف للوداع، ثم يأتي لمنى فيرمي بها الجمرات، ثم ينصرف،

وهذا لا يصح؛ لأنه لم يجعل آخر عهده بالبيت، بل جعل آخر عهده رمي الجمار.



اللهم ارزقني الحــــج هذا العـــام وجميـــع أخواتي الحـــورياتــــــ

آمــــــين