: قوله تعالى: ( يَاأُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا( [مريم :28]،وقد علم أن بين مريم وهارون أكثر من خمسة عشر قرنا802.
-الجواب(803):
1-أن هارون كان رجلا صالحا من بني إسرائيل , ينسب إليه كل من عرف بالإصلاح، والمراد:أنكِ كنتِ في الزهد والتقوى كهارون، فكيف صرت هكذا.
2-أن مريم من نسل هارون ، فنسبت إليه كما يقال : يا أخا همدان ، يا أخا العرب ، يعني يا من نسله منهم،ومنه قوله تعالى: ( واذكر أخا عاد إذ أنذر قومه بالأحقاف... ( [الأحقاف:21] ومن هذا الباب حديث عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ أَنَّهُ قَالَ : كُنَّا جُلُوسًا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ ( , إِذْ جَاءَ هُ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ فَسَلَّمَ عَلَيْهِ , ثُمَّ أَدْبَرَ الْأَنْصَارِيُّ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ (:« يَا أَخَا الْأَنْصَارِ كَيْفَ أَخِي سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ ؟ » ، فَقَالَ : صَالِحٌ . فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ (: « مَنْ يَعُودُهُ مِنْكُمْ ؟ » فَقَامَ وَقُمْنَا مَعَهُ وَنَحْنُ بِضْعَةَ عَشَرَ , مَا عَلَيْنَا نِعَالٌ وَلَا خِفَافٌ804 وَلَا قَلَانِسُ805 وَلَا قُمُصٌ , نَمْشِي فِي تِلْكَ السِّبَاخِ حَتَّى جِئْنَاهُ , فَاسْتَأْخَرَ قَوْمُهُ مِنْ حَوْلِهِ حَتَّى دَنَا رَسُولُ اللَّهِ ( وَأَصْحَابُهُ الَّذِينَ مَعَهُ"(806)، وهذا الجواب وجيه وقوي.
3-أن هارون كان رجلا مُعْلِناً بالفسق , فشبهت به .
4-هارون المقصود به هنا ليس هو هارون أخي موسى , بل هو أخ لمريم حقيقة فنسبت إليه ، فقد عرض هذا الإشكال على النبي ( وأجاب عنه بهذا الجواب ، فقد أخرج الإمام مسلم عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ قَالَ : لَمَّا قَدِمْتُ نَجْرَانَ سَأَلُونِي فَقَالُوا : إِنَّكُمْ تَقْرَءُونَ ( يَا أُخْتَ هَارُونَ( وَمُوسَى قَبْلَ عِيسَى بِكَذَا وَكَذَا . فَلَمَّا قَدِمْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ ( سَأَلْتُهُ عَنْ ذَلِكَ، فَقَالَ : « إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَمُّونَ بِأَنْبِيَائِهِمْ وَالصَّالِحِينَ قَبْلَهُمْ » (807).
وهذا نص قاطع صحيح صريح في هذه القضية فلا محيد عنه(808)، قال الطوفي -رحمه الله- :(هذا سؤال قد كفانا جوابه صاحب الشريعة ()(809).