بعد الظهور الثاني للمسيح على مسرح الأحداث , من حقنا أن نوجه تلك اللكمات في حلبة الملاكمة .
1- لو كان المسيح قد قتل , ودفن في أكفانه , فمن أين أتى بملابسه التي كان يرتديها , وخصوصا أن الأكفان وجدت في القبر ؟
"فرأى أيضا الأكفان ملقاة , والمنديل الذي كان على رأس يسوع وجده ملفوفا وحده في مكان منفصل عن الأكفان "
يوحنا (20 :6 - 7 )
2- لماذا ظنت مريم المجدلية أن المسيح هو البستاني ؟
لقد كان معلمها وسيدها , وكانت ترافقه غالبا .
"فظنت أنه البستاني , فقالت له يا سيد , إن كنت أنت قد أخذته ,فقل لي أين وضعته لآخذه ؟ يوحنا (20 :15 )
3-لم يكن التلميذان اللذان كانا متجهين إلى عمواس يعرفان المسيح عند ظهوره الثاني , بل كانا يتحدثان إليه على أنه غريب .
"وبينما هما يتحدثان ويتباحثان ,إذا يسوع نفسه قد اقترب إليهما وسار معهما , ولكن أعينهما حجبت عن معرفته .وسألهما: أي حديث يجري بينكما وأنتما سائران ؟ فتوقفا عابسين , وأجاب أحدهما واسمه "كليوباس" فقال له:
" أنت وحدك الغريب النازل في أورشليم, ولا تعلم بما حدث ليسوع الناصري ؟"
لوقا (24 : 18 –19)
ودار بينهم حوار طويل , دون أن يعرفا أنه هو المسيح , أليس ذلك أمرا عجيبا ؟ ليس لدي شك في أنه كان متنكرا ز
لم يكن المسيح قد مات , ولكنه كان يتابع الأحداث , دون أن يعرفه أحد , لقد رأى بنفسه ردود أفعال مبغضيه , بعد أن اعتقدوا أنهم صلبوه , ودفنوه , استمع إلى نكاتهم , وصراخهم , وتصفيقهم , وربما شربوا الخمر في صحة المصلوب , على الرغم من أنه لم يكن إلا رحيما بهم عطوفا على مرضاهم , وفقرائهم , حتى موتاهم , أحياهم بإذن الله , ومسح دموع ذويهم , لكن قلوبهم كالحجارة أو أشد قسوة , إنهم لا يستحقون أي تعاطف عند دخولهم الجحيم التي تشتاق إلى أن تعانقهم , وتمتص دماؤهم .
لا يوجد شيء يستطيع أن يطفيء نار حقدهم إلا نار جهنم فهنيئا لها بهم , وهنيئا لهم بها .

شهود أم متهمون ؟!
الحواريون أنصار الله , وأنصار المسيح عليه السلام , مجدهم القرآن , ومجدتهم السنة , غير أن الإنجيل كان له رأي آخر , لقد ألقى بماء النار على وجوههم , فتشوهت ملامحهم تماما , ولن تجدي أي عمليات تجميل , أو ترقيع , كما أن اللجوء إلى الأقنعة , أمرمحكوم عليه بالفشل ,فلدينا الصور الحقيقية منشورة في صفحات الإنجيل .
الحواريون شهود على ما حدث , لكن الإنجيل أرغمنا على أن لا نقبل شهادتهم , وجعلها كعصف مأكول بعد أن ألقاها من قمة الجبل , فتناثرت أشلاؤها في أمعاء الريح , بل إن الإنجيل أشار إليهم بأصابع الاتهام ,ووضعهم مع المتهمين في قفص واحد , لماذا ؟ لا أعرف .
مواصفات الحواريين وفق روايات الأناجيل
قليلو الإيمان
"يا قليلي الفهم وبطيئي القلب في الإيمان "
لوقا (24 :25 )
لا يفهمون بسهولة
"ولكنهم لم يفهموا شيئا من ذلك "
لوقا (18 :34 )
قساة القلوب
"ألا تدركون بعد ولا تفهمون ؟ أما زالت قلوبكم متقسية ؟"
جبناء خذلوا معلمهم
"عندئذ تركه الجميع وهربوا "
مرقس (14 :50 )

يحلفون كذبا
"ولكنه بدأ يلعن ويحلف : "إني لا أعرف هذا الرجل "
مرقس (14 : 71 )
شكاكون فيه
"في هذه الليلة ستشكون في كلكم"
متى (26 :31 )
"يا قليل الإيمان لماذا شككت ؟"
متى (14 :31 )
شياطين
"اغرب من أمامي يا شيطان , لأنك تفكر لا بأمور الله , بل بأمور الناس "
مرقس (8 :33)
تلاميذ من ؟ كيف يكون هؤلاء تلاميذ للمسيح ؟
القانون لا يقبل شهادة هؤلاء , والمحكمة لا تلفت إلى أقوالهم ؟ فكيف نأتمنهم على الدين ؟"
عذرا أيها الحواريون , أعلم جيدا , وأومن كذلك أنكم أعظم وأجل من هذه المهاترات ,
"قال الحواريون نحن أنصار الله , فآمنت طائفة من بني إسرائيل , وكفرت طائفة , فأيدنا الذين آمنوا على عدوهم فأصبحوا ظاهرين "
سورة الصف الآية (14)