أخرج البخاري ومسلم عن أبي هريرة قال : قال رسول الله ( :« ما من الأنبياء نبي إلا أعطى ما مثله آمن عليه البشر ، وإنما كان الذي أوتيته وحيا أوحاه الله إلي ، فأرجو أن أكون أكثرهم تابعا » (392).
(قال العلماء : معناه أن معجزات الأنبياء انقرضت بانقراض أعصارهم ، فلم يشاهدها إلا من حضرها ، ومعجزة القرآن مستمرة إلى يوم القيامة ،وخرقه العادة في أسلوبه وبلاغته وإخباره بالمغيبات ، فلا يمر عصر من الأعاصير إلا ويظهر فيه شيء مما أخبر أنه سيكون ، مما يدل على صحة دعواه ، وقيل : المعنى أن المعجزات الماضية كانت حسية ؛ تشاهد بالأبصار ، كناقة صالح ، وعصا موسى ، ومعجزة القرآن تشاهد بالبصيرة ؛ فيكون من يتبعه لأجلها أكثر ؛ لأن الذي يشاهد بعين الرأس ينقرض بانقراض مشاهده ، والذي يشاهد بعين العقل باق يشاهده كل من جاء بعد الأول مستمرا . قال الحافظ ابن حجر : ويمكن نظم القولين في كلام واحد ؛ فإن محصلهما لا ينافى بعضه بعضا)(393).
وفي هذا المبحث عدة مطالب كلها تدل على صدق القرآن وصحة ما فيه :


(392) متفق عليه (البخاري:كتاب فضائل القرآن ،باب كيف نزل الوحي وأول ما أنزل ،رقم :4696، ومسلم :كتاب الإيمان، باب وجوب الإيمان برسالة نبينا محمد (، رقم :152).
(393) الخصائص الكبرى للإمام السيوطي (1/188)، دار الكتب العلمية ،بيروت ،الطبعة الأولي،1985.