القاهرة – الوطن - يقول المسيحيون الانجليكانيون المحافظون من العالم النامي إن الكنائيس الانجليكانية الليبرالية الامريكية والكندية لم تفعل ما يكفي لرأب صدع بشأن حقوق المثليين مما يهدد بحدوث انقسام في الكنيسة الانجليكانية.
وانقسمت الكنيسة الانجليكانية التي يبلغ عدد أتباعها 77 مليونا منذ عام 2003 عندما رسمت الكنيسة الأسقفية الامريكية أسقفا مثليا وبدأ كنديون انجليكانيون في مباركة الزيجات بين المثليين.

وأثارت مثل هذه الإجراءات غضب المحافظين الذين يهيمنون على الكنيسة الانجليكانية في افريقيا وهو تجمع معروف باسم "الجنوب العالمي". وهم يقولون ان الكتاب المقدس يدين الشذوذ الجنسي وان مقوفهم يمثل غالبية الانجليكانيين.

وقال الاسقف دريكسل جوميز اسقف جزر الهند الغربية على هامش اجتماع يستمر ستة ايام لمجموعة "الجنوب العالمي" بدأ في مصر اليوم الثلاثاء "اعتقد انه لا زال هناك مساحة لنا لنسير سويا."

وقال لرويترز "ولكن اذا ما رفضوا (الولايات المتحدة وكندا) قبول ما نصفه بانه الاجماع الانجليكاني عندئذ اعتقد ان اولئك الناس الذين لايمكنهم قبول الاجماع في الاراء هم الذين يتعين عليهم ان يغادروا."

وفي محاولة لانهاء الانقسامات في الكنيسة التي يبلغ عمرها الى 450 عاما دعا تقرير وضعه الزعماء الانجليكانيون الى خطوات من قبل الكنائس الانجليكانية الامريكية والكندية بما فيها التعبير عن اسفها للاجراءات التي اتخذتها. والان يحتدم النزاع حول ما اذا كانت الشروط قد تم الوفاء بها.

وقال الاسقف روبين ايمز الذي رأس المجموعة التي وضعت ما عرف باسم تقرير وندسور ان المطالب جرى الوفاء بها الى حد كبير ولكن التقليديين في الجنوب العالمي لا يوافقون على ذلك.

وقال احد كبار الاساقفة الانجليكانيين في الاجتماع طلب عدم نشر اسمه "انه عبر عن رأي جاء مفاجئة للعديد من الاشخاص..سمعنا تعبيرات عن الحزن بسبب الاساءة ولكننا لم نسمع بعد البيان الذي يسعى اليه تقرير وندسور."

ويشكو التقليديون من انه على سبل المثال لا زالت اسقفية واحدة في كندا على الاقل تعقد زيجات بين الجنس الواحد يقولون انها تناقض مطالب التقرير.

وقال جوميز "لم يفوا بما طلبناه" مضيفا ان الرد النهائي من الكنائس الانجليكانية الكندية والامريكية عليه ان ينتظر موءتمرهما في عامي 2006 و 2007.

ويقول اساقفة الجنوب العالمي ان اجتماعهم في مصر الذي يستمر من 25 الى 30 اكتوبر تشرين الاول لا يسعى الى التركيز على انقسامات الانجليكانيين وان مناقشتهم ستغطي الاهتمامات الملحة مثل مرض الايدز والحوار بين الاديان.

وقال داتوك يونج بنج تشونج كبير اساقفة جنوب شرق اسيا "هذا الاجتماع لن يكون ردا على قضية بمفردها."

ولكن محللين يقولون إن الاجتماع الذي يعقد في مصر قد يزيد الاصرار على معارضة الاتجاهات الليبرالية في الكنائس الأمريكية والكندية والبريطانية لأن الأصوات المحافظة هي التي ستسيطر على المناقشات.

وجرى دعوة العديد من الموفدين من الولايات المتحدة وكندا ممن يعارضون التحركات الليبرالية من جانب الكنيسة الانجليكانية في بلادهم.

وقال دونالد هارفي وهو اسقف كندي متقاعد يمثل جزءا من شبكة من الانجليكانيين الكنديين المعارضين للتحركات الليبرالية "الجنوب العالمي سيشجعنا نحن الذين ابقينا على ايماننا باننا لا نقف وحدنا."

ويسعى كبير أساقفة كانتربيري روان وليامز الزعيم الروحي للانجليكانيين الذي يؤيد شخصيا قبول القساوسة المثليين الى رأب الصدع. وسيلقي كلمة خلال الاجتماع يوم الجمعة ولكن محللين يقولون انه ليس لديه سلطة لفرض حل.