شبهة أخت هارون تكشف غباء أعداء الدين

آخـــر الـــمـــشـــاركــــات

لمسات بيانية الجديد 10 لسور القرآن الكريم كتاب الكتروني رائع » آخر مشاركة: عادل محمد | == == | الرد على مقطع خالد بلكين : الوحي المكتوم المنهج و النظرية ج 29 (اشاعة حول النبي محمد) » آخر مشاركة: محمد سني 1989 | == == | قالوا : ماذا لو صافحت المرأة الرجل ؟ » آخر مشاركة: مريم امة الله | == == | () الزوجة الصالحة كنز الرجل () » آخر مشاركة: مريم امة الله | == == | مغني راب أميركي يعتنق الإسلام بكاليفورنيا » آخر مشاركة: *اسلامي عزي* | == == | الإعجاز في القول بطلوع الشمس من مغربها » آخر مشاركة: *اسلامي عزي* | == == | الكاردينال روبيرت سارا يغبط المسلمين على إلتزامهم بأوقات الصلوات » آخر مشاركة: *اسلامي عزي* | == == | لمسات بيانية الجديد 8 لسور القرآن الكريم كتاب الكتروني رائع » آخر مشاركة: عادل محمد | == == | الرد على شبهة زواج النبي صلى الله عليه وسلم من عائشة رضي الله عنهما بعمر السادسة و دخوله عليها في التاسعة » آخر مشاركة: محمد سني 1989 | == == | المصلوب بذرة ( الله ) ! » آخر مشاركة: *اسلامي عزي* | == == |

مـواقـع شـقــيـقـة
شبكة الفرقان الإسلامية شبكة سبيل الإسلام شبكة كلمة سواء الدعوية منتديات حراس العقيدة
البشارة الإسلامية منتديات طريق الإيمان منتدى التوحيد مكتبة المهتدون
موقع الشيخ احمد ديدات تليفزيون الحقيقة شبكة برسوميات شبكة المسيح كلمة الله
غرفة الحوار الإسلامي المسيحي مكافح الشبهات شبكة الحقيقة الإسلامية موقع بشارة المسيح
شبكة البهائية فى الميزان شبكة الأحمدية فى الميزان مركز براهين شبكة ضد الإلحاد

يرجى عدم تناول موضوعات سياسية حتى لا تتعرض العضوية للحظر

 

       

         

 

    

 

 

    

 

شبهة أخت هارون تكشف غباء أعداء الدين

النتائج 1 إلى 8 من 8

الموضوع: شبهة أخت هارون تكشف غباء أعداء الدين

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Apr 2005
    المشاركات
    3,801
    آخر نشاط
    22-12-2012
    على الساعة
    06:56 PM

    افتراضي شبهة أخت هارون تكشف غباء أعداء الدين

    قالوا
    اقتباس
    القرآن قال في 19/27-28
    يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا
    وقد غلط القرآن حيت أن مريم أم المسيح ليست أخت هارون فقد و قع خلط بين مريم أم المسيح و أخت هارون و موسى
    الر د
    19/27-28




    فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَهَا تَحْمِلُهُ قَالُوا يَا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئًا فَرِيًّا
    يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا
    فهنا الله عز وجل يحكي ما قالوه فقط متل
    46/30
    قالوا يا قومنا إنا سمعنا كتابا أنزل من بعد موسى مصدقا لما بين يديه يهدي إلى الحق وإلى طريق مستقيم
    فاين ادن الانجيل .؟ فهل القرآن أنزل بعد موسى ??? او القرآن خلط بين الأنجيل و التوراة ,,? فالله عز و جل نقل فقط ما قالوا
    السؤال لمادا قال اليهود يا اخت هارون و لم يقولوا أخت هارون و موسى أو أخت موسى هل اخطئوا؟ بالطبع لا و لكن يتهكمون و يستهزئون لانه كان سابقا مريم اخت موسى و هارون و هم اختارو ا القول فقط اخت هارون لان هارون حسب ز عمهم -و هدا يؤكد أن تدنيس هارون كان في عقيدتهم قبل مجيء محمد صلى الله عليه و سلم -كان مصدر عار لهم حيت صنع لهم عجلا.و ايضا مريم العدراء حسب ز عمهم فعلت عارا لهدا تهكموا و استهزؤوا بها قائلين يا اخت هارون نتيجة التطابق في الاسم و لم يقولوا يا اخت موسى علما ان مريم العهد القديم كانت اخت الاثنين.ادا النبي كان دكيا في اجابته حيت قال كانوا يحبون ان يتسموا باسم انبيائهم و صالحيهم عندما ساله أحد الصحابة عن ما قاله له و فد نجران حول هدا الموضوع -اي النبي صلى الله عليه و سلم قال فليفهم الفاهم-
    التعديل الأخير تم بواسطة الشهاب الثاقب. ; 10-01-2018 الساعة 11:49 AM سبب آخر: وضع رابط فيه الرد

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Apr 2005
    المشاركات
    3,801
    آخر نشاط
    22-12-2012
    على الساعة
    06:56 PM

    افتراضي مشاركة: شبهة أخت هارون تكشف غباء أعداء الدين

    قرأت جوابا مكل
    الجواب

    يتحدث القرآن الكريم عن مريم أم المسيح ـ عليهما السلام ـ باسم ( أخت هارون ) ، وذلك فى سورة مريم ، فيقول مخاطباً إياها فى الآية 28 : ( يا أخت هارون ما كان أبوك امرأ سوء وما كانت أمك بغياً ) وليس لهذه التسمية ذكر فى الإنجيل ..

    بل الثابت ـ فى القرآن والأناجيل ـ أن مريم هى ابنة عمران ( ومريم ابنة عمران التى أحصنت فرجها ) [ التحريم 28] ..

    وعمران هذا هو من نسل داود ـ عليه السلام ـ أى من سبط ونسل يهوذا ، وليس من سبط ونسل هارون ( سبط اللاويين ) .. فكيف دعاها القرآن ( أخت هارون ) ؟ ..

    هذا هو التساؤل والاعتراض الذى يورده البعض شبهة على القرآن الكريم ..

    والحقيقة ، التى تُفهم من السياق القرآنى ، أن تسمية مريم بـ ( أخت هارون ) ، ليست تسمية قرآنية ، وإنما هى حكاية لما قاله قومها لها ، وما خاطبوها ونادوها به عندما حملت بعيسى عليه السلام ، عندما استنكروا ذلك الحمل ، واتهموها فى عرضها وشرفها وعفافها .. فقالوا لها : ( يا مريم لقد جئت شيئاً فرياً . يا أخت هارون ما كان أبوك امرأ سوء وما كانت أمك بغياً ) [ مريم : 27 ، 28 ] ..

    فلماذا نسبها قومها إلى هارون ؟

    يختلف المفسرون فى التعليل .. فمنهم من يقول : إن هارون ـ المشار إليه ـ كان رجلاً فاسقاً ، اشتهر فسقه ، فنسبها قومها إليه ، إعلاناً عن إدانتهم لها ..

    ومن المفسرين من يقولون : إن هارون هذا كان رجلاً صالحاً مشهوراً بالصلاح والعفة .. فنسبها قومها إليه سخرية منها ، وتهكماً عليها ، وتعريضاً بما فعلت ، واستهزاء بدعواها الصلاح والتقوى والتبتل فى العبادة ، بينما هى ـ فى زعمهم ـ قد حملت سفاحاً .

    وقيل : إنه كان لها أخ من أبيها اسمه هارون ، وكان من عباد وصلحاء بنى إسرائيل ، فنسبوها إليه .. واسم هارون من الأسماء الشائعة فى بنى إسرائيل .. [ انظر فى ذلك قصص الأنبياء ص 383 ، 284 ، والقرطبى ج 11 ص 100 ، 101 ، والكشاف ج 2 ص 508 ] ..

    والشاهد من كل ذلك أن هذه التسمية لمريم بـ ( أخت هارن ) ليست خبراً قرآنياً ، وإنما هى حكاية من القرآن الكريم لما قاله قومها .. وهذه الاحتمالات التى ذكرها المفسرون تعليلاً لهذه التسمية هى اجتهادات مستندة إلى تراث من التاريخ والقصص والمأثورات .

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Apr 2005
    المشاركات
    3,801
    آخر نشاط
    22-12-2012
    على الساعة
    06:56 PM

    افتراضي مشاركة: شبهة أخت هارون تكشف غباء أعداء الدين

    جواب آخر بالطبع شامل و متمم
    ابو عمران كتب في : Jun 27 2005, 11:21 PM
    يبدئ المستشرقون والمبشرون ويعيدون فى اتهام القرآن الكريم بالخطإ فى إيراد هذه المعلومة أو تلك، أو رواية هذه الواقعة التاريخية أو تلك، أو النص على أن اسم الشخص الفلانى هو هذا الاسم أو ذاك، مستندين فى ذلك كله على أن الكتاب المقدس لديهم مثلا يقول بغير هذا، جاعلين كتابهم بهذه الطريقة هو الأساس الذى يحاكمون إليه القرآن، وكأن كتابهم المقدس كتاب معصوم لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه. ولسوف أجتزئ هنا بمثال واحد على هذه التخطئات التى يُقْدِم عليها القومُ بجرأة وثقة يُحْسَدون عليها، ولسوف يتبين بعدها للرائح والغادى، والقاصى والدانى، والأعمى والمفتَّح، والجاهل والعالم، وصاحب هذا الدِّين أو ذاك، أن الأمر بخلاف ما يحاول هؤلاء الناس أن يوهموا القراء به تماما. وهناك فى كتبى ودراساتى كثير من هذه الأمثلة والرد عليها وتفنيدها تفنيدا علميا يترك هذه التخطئات بل الكتاب المقدس نفسه الذى يعتمدون عليه ثقوبا لا يمكن سَدُّها ولا حتى رَتْقُها!
    ومن هذه التخطئات ما يرددونه دائما بملء بجاحتهم من أن القرآن الكريم حين يقول عن مريم أم عيسى عليهما السلام إنها بنت عمران وأخت هارون قد أخطأ خطأ فاحشا لا يغتفر، إذ إن عمران هو أبو موسى وهارون لا أبو مريم، التى أخطأ القرآن فى إيراد نسبها فجعلها ابنة لعمران هذا، ثم أكد هذا الخطأ بقوله أيضا إنها أخت هارون، أى أنها أخت هارون وموسى معا ما داما أخوين، وبنت عمران أبيهما، مع أن مريم التى هى أخت هارون وموسى وبنت عمران ليست هى مريم أم المسيح عليه السلام، بل هى مريم النبية التى كانت أختا لهارون وموسى حقيقةً لا وهمًا، وهذه "المريم" الأخرى تسبق فى الوجود مريم أم المسيح بنحو ألف وخمسمائة عام.

    وإلى القارئ الكريم أربعة أمثلة على هذه التخطئة مأخوذة من ثلاثة مواقع مختلفة هى التى وجدتها على المشباك أثناء تتبعى لهذا الانتقاد: الأول ل......والثانى من موقع .......والثالث من موقع......الناطق بالإنجليزية، فضلا عن كتاب صدر فى النمسا عام 1994م بعنوان "هل القرآن معصوم؟" لشخص يتسمى باسم عبد الله .......الفادى"، وهو اسمٌ مختَرَعٌ كما هو واضح، وإن كانت الجهة التى تقف خلفه معروفة، والأحرى أن يكون اسمه: "عبد الفاضى"، أو "العبد الفاضى" كى يكون اسما على مسمى. ونبدأ بالكتاب الأخير، وقد ورد فيه السؤال التالى: "جاء فى سورة "التحريم" (12): "ومريمَ ابنةَ عِمْرَان التى أَحْصَنَتْ فرجَها فنفخْنا فيه من روحنا، وصدَّقّتْ بكلمات ربها وكُتُبه، وكانت من القانتين"، وجاء فى سورة "مريم" (27- 28): "فأتت به قومها تحمله، قالوا: يا مريم، لقد جئتِ شيئًا فَرِيًّا* يا أختَ هارون، ما كان أبوكِ امرأَ سَوْءٍ، وما كانت أمّكِ بغيًّا". ونحن نسأل: يقول الإنجيل إن مريم العذراء هى بنت هالى (لوقا/ 3/ 23)، فكيف يقول القرآن إنها بنت عمران أبى موسى النبى، وإنها أخت هارون، مع أن بينها وبين عمران وهارون وموسى ألف وستمائة سنة؟". أما ما جاء فى المواقع المشباكية فها هو ذا:

    1
    اقتباس
    - "أخطاء القرآن


    مريم أخت هارون أنجبت (في الصحراء) تحت نخلة :
    "فَأَجَاءهَا الْمَخَاضُ إِلَى جِذْعِ النَّخْلَة.ِ قَالَتْ: يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا وَكُنتُ نَسْيًا مَّنسِيًّا* فَنَادَاهَا مِن تَحْتِهَا أَلاّ تَحْزَنِي. قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا* وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا* فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْنًا. فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَدًا فَقُولِي: إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا، فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنسِيًّا* فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَهَا تَحْمِلُهُ. قَالُوا: يَا مَرْيَمُ، لَقَدْ جِئْتِ شَيْئًا فَرِيًّا* يَا أُخْتَ هَارُون،َ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ، وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا" (مريم/ 23- 28).

    أحقاً أن مريم أم المسيح هي اخت هارون وموسى ؟ ما هي الفترة الزمنية بين مريم أخت هارون وموسى ومريم أم المسيح يسوع ؟"
    _____________
    2- "مركز...
    - تعليقات على سورة آل عِمران
    - أبو مريم:
    "إِذْ قَالَتِ امْرَأَةُ عِمْرَانَ: رَبِّ، إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا، فَتَقَبَّلْ مِنِّي. إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ* فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ: رَبِّ، إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنْثَى، وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ، وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالأنْْثَى، وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ، وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ" (35- 36).

    خلط القرآن أبا موسى بأبي مريم، فقال إنّ عمران أبا موسى وهارون هو أبو مريم التي حملت الكلمة الإلهية. ومما يؤيّد خطأه هذا قوله في سورة مريم: " يا أخت هارون" (28)، مع أن بين موسى والمسيح نحو 1500 سنة.

    ولما رأى علماء المسلمين هذا قالوا إن عمران المذكور في هذه العبارة هو غير والد موسى، ولكنهم أخطأوا، لأن الكتاب المقدس لا يذكر شيئًا عن ميلاد العذراء مريم، ولم يكن هناك مصدر يستقي منه محمد أخباره، ولكن كانت هناك بعض خرافات الغنوسيين الذين ملأوا الجزيرة العربية، وأيضا المريميين الذين كانوا يُؤلِّهون العذراء مريم ويضعون حول ميلادها وحياتها كثيرا من المعجزات كما ورد في كتابي مولد العذراء وطفولية المخلّص وإنجيل الطفولية (راجع الطبري والقرطبي والرازي في تفسير "آل عمران"/ 35، 36)".

    _________
    3- “Qur'an Contradiction:
    Mary, Sister of Aaron & Daughter of Amram
    In several Suras the Qur'an confuses Mary the mother of Jesus [Miriam in Hebrew] with Miriam the sister of Aaron and Moses, and daughter of Amram which is about 1400 years off.
    At length she brought (the babe) to her people, carrying him (in her arms), They said: "O Mary! Truly a strange thing has thou brought! "O sister of Aaron, thy father was not a man of evil, nor your mother a woman unchaste!"
    -- Sura 19:27-28
    And Mary, the daughter of `Imran, ...
    -- Sura 66:12

    I am aware what Muslims claim to be a solution to this problem. Yusuf Ali for example writes in his footnote 2481 commenting on the above verse: "Aaron the brother of Moses was the first in the line of Israelite priesthood. Mary and her cousin Elisabeth (mother of Yahya) came from a priestly family, and were therefore, 'sisters of Aaron' or daughter of `Imran (who was Aaron's father)."

    This is faulty reasoning. Only Aaron became a Priest of the Lord and in fact the first High Priest. And only Aaron's descendents became priests. Neither Moses nor their sister Miriam are ever understood to be in "priestly lineage." Amram is definitely not a priest. If Mary's lineage of being part of a priestly family should be stressed then necessarily she would have to be called a daughter of Aaron, since all of Israel's priests are descendants of Aaron, while his brother and sister are not counted among the priestly line.

    I do agree that "father", "daughter" and "sister" might be used sometimes rather losely and only indicate a "general family relationship." Therefore we have to carefully read in each mentioning to see what is meant. And the Qur'an makes clear that the narrow, physical meaning of daughter and (hence) sister is meant in this case as I will demonstrate below. Even if there were no concern about the issue of "priestly" but only such a wider family relationship was in view, why does the Qur'an not say "daughter of Aaron" who is her most famous forefather? Even though "sister" might be used in a wider meaning than a sister within the same immediate family, isn't it the use even in Islam that "brothers and sisters" live on roughly the same generational level (like cousins) while "father and daughter" signifies a generational difference between the two persons compared? Why are the wives of Muhammad not called the "sisters of the believers" but "the mothers of the believers"? [Today's believers! - Aisha certainly was not called the mother of 'Uthman, Umar, Abu Bakr and the other believers of Muhammad's life time.] For what reason call her sister of the famous Aaron (being 1400 years older than Mary) but daughter of `Imran (Bible: Amram) of whom we know nothing at all apart from the fact that his name is mentioned in the genealogical tables in Exodus 6 and 1 Chronicles 23? This is perfectly clear if the two Miriams were indeed confused. But the attempts of harmonization don't really sound very logical.

    The above points are just some "minor questions". The big problem is that the Qur'an is explicitely not talking about wider clan relationships as we see in the following verse.

    Behold! wife of `Imran said: "O my Lord! I do dedicate unto Thee what is in my womb for Thy special service ... When she was delivered, she said: "O my Lord! Behold! I am delivered of a female child!" ... "... I have named her Mary ..."
    -- Sura 3:35-36

    Muslims are usually very particular about whose wife a woman is and it is definitely not allowed that just anybody can have sex with a woman only because he is a "wider relative of hers." If Mary is the female child that came out of the womb of the wife of `Imran, then she is the direct daughter of `Imran and there is no question that the theory of "far descendency" is contradicted by the Qur'an itself.

    Yusuf Ali in his footnote 375 to Sura 3:35 even goes so far to invent (?) a second `Imran by claiming that "by tradition Mary's mother was called Hannah ... and her father was called `Imran," in order to somehow save the Qur'an from this contradiction. But the same tradition that calls Mary's mother Hanna, also gives the name of her husband as Joachim. Why would Y. Ali accept one part of this tradition (e.g. in the Proto-Evangelion of James the Lesser) and reject the other? Yusuf Ali does not give any reference for this "tradition" he refers to. Until I see any reference to that, there is no reason to accept this theory. As to my current knowledge there is no such tradition that predates Muhammad. Some Muslim commentators might have made something up later to explain this very problem, but such a late theory / "tradition" is not very credible.

    And a last question: Is there any other instance in the Qur'an where a person is consistently called daughter [son] or sister [brother] of people which are only wider relatives? Even if there was to be one name in the clan so overpowering that everybody is named in his or her relationship to that one person, it is doubly improbable that anybody would be named always after two distant relatives in the place of "father" and "brother", and never be mentioned in relationship to his or her real parents' or brothers' names. If this is the only instant then the Muslim explanation is even more strained since ad hoc explanations, i.e. explanations which serve no other purpose than to explain away this one problem but are not used anywhere else are not very credible. It does appear to be such an artificial reasoning in this case. And the fact that Aaron is indeed `Imran's son and this is a direct and correct genealogical relationship, also indicates that the rest is understood as daughter and sister in the normal everyday sense.

    Thomas Patrick Hughes in his "Dictionary of Islam", page 328, writes on this issue that "it is certainly a cause of some perplexity to the commentators. Al-Baidawi says she was called `sister of Aaron' because she was of Levitical race; but Husain says that the Aaron mentioned in the verse is not the same person as the brother of Moses."

    As always, conflicting explanations are evidence that there is indeed a problem and no one clear and satisfactory solution is available.

    Note: Moses and Aaron are called "Musa ibn `Imran" and "Harun ibn `Imran" in the Hadiths, just the same way as Mary is called "Maryam ibnat `Imran" in Sura 66:12”.

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Apr 2005
    المشاركات
    3,801
    آخر نشاط
    22-12-2012
    على الساعة
    06:56 PM

    افتراضي مشاركة: شبهة أخت هارون تكشف غباء أعداء الدين

    ونبدأ بكلام العبد الفاضى فنقول إن هذا الكلام لا موقع له من المنطق إلا فى المرحاض. لماذا؟ لأن الإنجيل الذى كان يمكن أن يحاجّ القرآن به لو كان بين الكتابين اختلاف، وهو الإنجيل الذى أنزله الله سبحانه وتعالى على عبده ورسوله عيسى عليه السلام، هذا الإنجيل لم يعد له وجود، أما الأناجيل التى بين أيدينا الآن فلم تنزل من السماء كما هو معروف، بل هى سِيَرٌ وتواريخُ كتبها بعض النصارى بعد أن توفَّى الله المسيح ورفعه إليه بعشرات السنين، ويختلط فيها الحق بالباطل، ولم يُتَبَع فيها أى منهج علمى ولا روعيت فى تأليفها أية ضمانات لتجنيب مؤلفيها الخطأ أو على الأقل تقليل هذا الخطإ وحَصْره فى أضيق نطاق ممكن، وكثيرٌ ما هو فى تلك الأناجيل لذلك السبب وغيره. فحِجَاج هذا السفيه لنا بأن الإنجيل قد قال كذا فى المسألة التى نحن بصددها هو حجاج باطل. على أن هذه الملاحظة لا تصدق على الأناجيل فحسب بل تشمل الكتاب المقدس جميعه "من ساسه لراسه" حسب التعبير الشعبى المعروف. وإلى القارئ بعضا من الأخطاء- الأفاكيه الموجودة فى الكتاب المقدس كى يقضى وقتا بهيجا مع ذلك الكتاب الذى يتخذه بعض المهاويس معيارا يخطئون به قرآننا:

    فمن ذلك مثلا ما جاء فى سِفْر "التكوين" (1) من أنه قد "1َأُكْمِلَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ وَكُلُّ جُنْدِهَا. 2وَفَرَغَ اللهُ فِي الْيَوْمِ السَّابِعِ مِنْ عَمَلِهِ الَّذِي عَمِلَ. فَاسْتَرَاحَ فِي الْيَوْمِ السَّابِعِ مِنْ جَمِيعِ عَمَلِهِ الَّذِي عَمِلَ. 3وَبَارَكَ اللهُ الْيَوْمَ السَّابِعَ وَقَدَّسَهُ لأَنَّهُ فِيهِ اسْتَرَاحَ مِنْ جَمِيعِ عَمَلِهِ الَّذِي عَمِلَ اللهُ خَالِقاً... 10وَكَانَ نَهْرٌ يَخْرُجُ مِنْ عَدْنٍ لِيَسْقِيَ الْجَنَّةَ وَمِنْ هُنَاكَ يَنْقَسِمُ فَيَصِيرُ أَرْبَعَةَ رُؤُوسٍ: 11اِسْمُ الْوَاحِدِ فِيشُونُ وَهُوَ الْمُحِيطُ بِجَمِيعِ أَرْضِ الْحَوِيلَةِ حَيْثُ الذَّهَبُ. 12وَذَهَبُ تِلْكَ الأَرْضِ جَيِّدٌ. هُنَاكَ الْمُقْلُ وَحَجَرُ الْجَزْعِ. 13وَاسْمُ النَّهْرِ الثَّانِي جِيحُونُ. وَهُوَ الْمُحِيطُ بِجَمِيعِ أَرْضِ كُوشٍ. 14وَاسْمُ النَّهْرِ الثَّالِثِ حِدَّاقِلُ. وَهُوَ الْجَارِي شَرْقِيَّ أَشُّورَ. وَالنَّهْرُ الرَّابِعُ الْفُرَاتُ ". أرأيت أيها القارئ العزيز هذه الدُّرَر الجغرافية والجيولوجية التى يتقاصر دونها كل ما جاء فى كتب الجغرافيا والجيولوجيا، فضلا عن ذلك الإله الذى يتعب فيأخذ راحة بعد المجهود الشاق الذى بذله؟ يا له من إله مسكين يحتاج إلى كوب شاى ساخن يزيل عنه وعثاء التعب، ويا حبذا لو كان مع الشاى قطعتان من البسكويت! وكُلّه بثوابه! ومن قدّم شيئا بيداه التقاه! (ملحوظة: من العرب قديما من كانوا يعربون المثنى دائما بالألف قبل شحّاذى السيدة، وكذلك قبل "شحّاذ الغرام" بأزمان وأزمان، أقول هذا قبل أن ينطّ لى أحدهم مخطئا وجود الألف فى "يداه" رغم دخول حرف الجر عليها!).

    كما جاء فى ذات السِّفْر (6): "1وَحَدَثَ لَمَّا ابْتَدَأَ النَّاسُ يَكْثُرُونَ عَلَى الأَرْضِ وَوُلِدَ لَهُمْ بَنَاتٌ 2أَنَّ أَبْنَاءَ اللهِ رَأُوا بَنَاتِ النَّاسِ أَنَّهُنَّ حَسَنَاتٌ. فَاتَّخَذُوا لأَنْفُسِهِمْ نِسَاءً مِنْ كُلِّ مَا اخْتَارُوا. 3فَقَالَ الرَّبُّ: «لاَ يَدِينُ رُوحِي فِي الإِنْسَانِ إِلَى الأَبَدِ. لِزَيَغَانِهِ هُوَ بَشَرٌ وَتَكُونُ أَيَّامُهُ مِئَةً وَعِشْرِينَ سَنَةً». 4كَانَ فِي الأَرْضِ طُغَاةٌ فِي تِلْكَ الأَيَّامِ. وَبَعْدَ ذَلِكَ أَيْضاً إِذْ دَخَلَ بَنُو اللهِ عَلَى بَنَاتِ النَّاسِ وَوَلَدْنَ لَهُمْ أَوْلاَداً - هَؤُلاَءِ هُمُ الْجَبَابِرَةُ الَّذِينَ مُنْذُ الدَّهْرِ ذَوُو اسْمٍ. 5وَرَأَى الرَّبُّ أَنَّ شَرَّ الإِنْسَانِ قَدْ كَثُرَ فِي الأَرْضِ وَأَنَّ كُلَّ تَصَوُّرِ أَفْكَارِ قَلْبِهِ إِنَّمَا هُوَ شِرِّيرٌ كُلَّ يَوْمٍ. 6فَحَزِنَ الرَّبُّ أَنَّهُ عَمِلَ الإِنْسَانَ فِي الأَرْضِ وَتَأَسَّفَ فِي قَلْبِهِ. 7فَقَالَ الرَّبُّ: «أَمْحُو عَنْ وَجْهِ الأَرْضِ الإِنْسَانَ الَّذِي خَلَقْتُهُ: الإِنْسَانَ مَعَ بَهَائِمَ وَدَبَّابَاتٍ وَطُيُورِ السَّمَاءِ. لأَنِّي حَزِنْتُ أَنِّي عَمِلْتُهُمْ»". هل سمع أحد من عقلاء البشر أو حتى من مجانينهم أن لله أولادا؟ فمن أمهم يا ترى؟ ثم حين ذهب أولاد الله ليخطبوا بنات الناس، هل أخذوه معهم ليفاتح آباءهن ويتفق معهم على الشبكة والمهر والشقة والأثاث والذى منه؟ ثم أى إله هذا الذى يأسف ويندم على ما فعل؟ هذا ليس هو الله رب العالمين، بل إله من آلهة الوثنيين البدائيين بلغ من غضبه أنْ تشَوَّشَ عقله فلم يعد يستطيع أن يقوم بأتفه العمليات الحسابية، فمرة يقول لنوح: خذ من كل كائنٍ حىٍّ اثنين اثنين ذكرًا وأنثى، ثم ينسى ما قاله بعد قليل فيجعل العدد من الحيوانات الطاهرة ومن طير السماء سبعةً سبعةً ذكورًا وإناثًا، ليعود مرة أخرى إلى عدد الاثنين (تكوين/ 6/ 19- 20، و7/ 2- 3، 15- 16). ولقد مرَّ فى النص السابق أنه كان هناك جبابرة كثيرون قبل الطوفان: قبل أن يتخذ أبناءُ الله بناتِ الناس، وأيضا بعد أن اتخذوهن زوجات، إلا أن كاتب هذا السفر، كعادة مؤلفى الكتاب المقدس، قد نَسِىَ هذا فقال عن نمرود (حفيد ابن نوح، الذى وُلِد بعد الطوفان بزمن طويل) إنه "أول جبّار فى الأرض" (تكوين/ 10/ 8). الله يُبَرْجِل مُخَّك كما بَرْجَلْتَ مُخَّنا يا ملفِّق هذه الخزعبلات! وحتى نمرود هذا لا ندرى بالضبط مَنْ أبوه: فمرة يذكر الكاتب أبناء كوش بن حام بن نوح فلا يورد بينهم اسم نمرود، لنفاجَأ به بعد أقل من سطر يقول: "وكوش وَلَدَ نمرود"، أى أنجبه (تكوين/ 10/ 7- 8). وسلِّم لى على المترو. لا أقصد مترو اليوم، بل المترو الذى كان قبل الطوفان، وكان يستخدمه الجبابرة، كل جبار فى عربةٍ وحده لا يشاركه فيها أحد، إذ هى لا تكفيه إلا بالعَنَت والمشقة وبعد أن يُدْخِلوه فيها بلبّاسة يُزَفْلِطُونها بالصابون لتسهيل عملية الدخول فلا ينحشر فى حَلْق الباب وتكون حكاية! ولم لا؟ أليس جبارا؟ إن هذا يذكّرنا بحكايات أبى لمعة التى طيَّرَتْ دماغ الخواجة بيجو فى حلقات "ساعة لقلبك" أيام زمان، فكان يصرخ من الدوار الذى تسببه له قائلاً: "آخ! يا النافوخ بتاع الأنا"!

    ومنه أيضا أن نوحا عليه السلام (قاتل الله من يسىء إليه ويفترى عليه الأكاذيب!) قد دعا على حفيده كنعان ولعنه لا لشىء إلا لأنه هو (أى نوحا، ولا أحد غيره) قد أخذ يعبّ من الخمر حتى أصبح طينة وانطرح على الأرض وتكشفت سوأته (إِخْص!) فرآه ابنه حام (أبو كنعان) على ذلك الوضع المزرى، فلما أفاق نوح وعلم بما حدث انطلق فى نوبة مسعورة يلعن كنعان "وأبا خاش كنعان" ويدعو عليه بأن يجعله الله عبدا لعبيد إخوته (تكوين/ 9/ 20- 27)، مع أنه لا ذنب كما ترى لحام، فضلا عن كنعان المسكين الذى لا ناقة له فى المسألة ولا جمل، ولكن يبدو أن جدّه السِّكِّير لم يكن قد أفاق تماما من الخمر فلم يكن يدرى ماذا يقول ولا ماذا يفعل، ولا على من يدعو ولا من يلعن! وعلى رأى المثل، ولكن بالمقلوب: "يعملها الكبار، ويقع فيها الصغار"! طبعا، أليست مجتمعاتنا مجتمعات "بطرياركية" كما يقول الأفاكون الأفاقون الملاعين الذين يتفيهقون ويتحذلقون بترديد المصطلحات والأفكار الأجنبية، وأنتم تعرفون من أقصد!

    وفى سِفْر "الخروج" نقرأ أن أم موسى عليه السلام، بعد ثلاثة أشهر من ولادته وبعد أن لم تعد تستطيع أن تخبئه خوفا من بطش فرعون به أطول من ذلك ، أخذت سَفَطًا من البَرْدِى وطلَتْه بالحُمَر والزفت ووضعت فيه الرضيع ثم وضعت السَّفَط بين الحَلْفَاء على حافة النهر، فيما وقفت أخته ترقب من بعيد ماذا سيحدث، وأن ابنة فرعون قد نزلت النهر لتستحم فى الوقت الذى كانت فيه جواريها يمشين على الشط، فرأت السَّفَط بين الحَلْفَاء فأرسلت أَمَةً لها لتحضره، ولما فتحته وجدت ولدا يبكى، فقالت إنه من أولاد العبرانيين...إلخ. والذى أود الإشارة إليه هو أن أم موسى قد طلت السَّفَط بالحُمَر والزفت، وهذه العملية إنما يقوم بها صنّاع القوارب والمراكب منعًا من تسرب الماء إليها حتى لا تغرق. فلماذا فعلت أم موسى ذلك إذا كان قصدها مجرد وضع السَّفَط على شاطئ النهر كما جاء فى رواية العهد القديم لا فى النهر نفسه كما قال القرآن؟ ألا يدل هذا على أن رواية القرآن الكريم للحادثة هى الرواية الصحيحة، إذ جاء فيها أن أم موسى بعد أن وضعت رضيعها فى التابوت قد قذفت به فى اليم؟ إن كاتب قصة العهد القديم قد فضحته هذه التفصيلة الدالة، مثلما فضحه قوله هو نفسه على لسان ابنة فرعون حين ذكرت أنها قد سمَّتْ الرضبع: "مُوسَى" لأنها قد انتشلته من الماء. أى أنه كان فى الماء لا على الشط بين الحلفاء كما قال المؤلف السكران قبل أسطر (قارن بين سفر "الخروج"/ 2/ 2- 10، وسورة "طه"/ 38- 39 وسورة "القَصَص"/ 7- 8).

    وبالمثل نقرأ فى الإصحاح الثانى والثلاثين من سفر "الخروج ما يلى: "1وَلَمَّا رَأَى الشَّعْبُ أَنَّ مُوسَى أَبْطَأَ فِي النُّزُولِ مِنَ الْجَبَلِ اجْتَمَعَ الشَّعْبُ عَلَى هَارُونَ وَقَالُوا لَهُ: «قُمِ اصْنَعْ لَنَا آلِهَةً تَسِيرُ أَمَامَنَا لأَنَّ هَذَا مُوسَى الرَّجُلَ الَّذِي أَصْعَدَنَا مِنْ أَرْضِ مِصْرَ لاَ نَعْلَمُ مَاذَا أَصَابَهُ». 2فَقَالَ لَهُمْ هَارُونُ: «انْزِعُوا أَقْرَاطَ الذَّهَبِ الَّتِي فِي آذَانِ نِسَائِكُمْ وَبَنِيكُمْ وَبَنَاتِكُمْ وَأْتُونِي بِهَا». 3فَنَزَعَ كُلُّ الشَّعْبِ أَقْرَاطَ الذَّهَبِ الَّتِي فِي آذَانِهِمْ وَأَتُوا بِهَا إِلَى هَارُونَ. 4فَأَخَذَ ذَلِكَ مِنْ أَيْدِيهِمْ وَصَوَّرَهُ بِالإزْمِيلِ وَصَنَعَهُ عِجْلاً مَسْبُوكاً. فَقَالُوا: «هَذِهِ آلِهَتُكَ يَا إِسْرَائِيلُ الَّتِي أَصْعَدَتْكَ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ!» 5فَلَمَّا نَظَرَ هَارُونُ بَنَى مَذْبَحاً أَمَامَهُ وَنَادَى هَارُونُ وَقَالَ: «غَداً عِيدٌ لِلرَّبِّ». 6فَبَكَّرُوا فِي الْغَدِ وَأَصْعَدُوا مُحْرَقَاتٍ وَقَدَّمُوا ذَبَائِحَ سَلاَمَةٍ. وَجَلَسَ الشَّعْبُ لِلأَكْلِ وَالشُّرْبِ ثُمَّ قَامُوا لِلَّعِبِ. 7فَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: «اذْهَبِ انْزِلْ! لأَنَّهُ قَدْ فَسَدَ شَعْبُكَ الَّذِي أَصْعَدْتَهُ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ. 8زَاغُوا سَرِيعاً عَنِ الطَّرِيقِ الَّذِي أَوْصَيْتُهُمْ بِهِ. صَنَعُوا لَهُمْ عِجْلاً مَسْبُوكاً وَسَجَدُوا لَهُ وَذَبَحُوا لَهُ وَقَالُوا: هَذِهِ آلِهَتُكَ يَا إِسْرَائِيلُ الَّتِي أَصْعَدَتْكَ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ». 9وَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: «رَأَيْتُ هَذَا الشَّعْبَ وَإِذَا هُوَ شَعْبٌ صُلْبُ الرَّقَبَةِ. 10فَالآنَ اتْرُكْنِي لِيَحْمَى غَضَبِي عَلَيْهِمْ وَأُفْنِيَهُمْ فَأُصَيِّرَكَ شَعْباً عَظِيماً». 11فَتَضَرَّعَ مُوسَى أَمَامَ الرَّبِّ إِلَهِهِ وَقَالَ: «لِمَاذَا يَا رَبُّ يَحْمَى غَضَبُكَ عَلَى شَعْبِكَ الَّذِي أَخْرَجْتَهُ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ بِقُوَّةٍ عَظِيمَةٍ وَيَدٍ شَدِيدَةٍ؟ 12لِمَاذَا يَتَكَلَّمُ الْمِصْرِيُّونَ قَائِلِينَ: أَخْرَجَهُمْ بِخُبْثٍ لِيَقْتُلَهُمْ فِي الْجِبَالِ وَيُفْنِيَهُمْ عَنْ وَجْهِ الأَرْضِ؟ ارْجِعْ عَنْ حُمُوِّ غَضَبِكَ وَانْدَمْ عَلَى الشَّرِّ بِشَعْبِكَ. 13اُذْكُرْ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَإِسْرَائِيلَ عَبِيدَكَ الَّذِينَ حَلَفْتَ لَهُمْ بِنَفْسِكَ وَقُلْتَ لَهُمْ: أُكَثِّرُ نَسْلَكُمْ كَنُجُومِ السَّمَاءِ وَأُعْطِي نَسْلَكُمْ كُلَّ هَذِهِ الأَرْضِ الَّتِي تَكَلَّمْتُ عَنْهَا فَيَمْلِكُونَهَا إِلَى الأَبَدِ». 14فَنَدِمَ الرَّبُّ عَلَى الشَّرِّ الَّذِي قَالَ إِنَّهُ يَفْعَلُهُ بِشَعْبِهِ". وواضح ما فى النص من إساءة فاحشة إلى نبى الله هارون، الذى ينسب إليه الكتاب المقدس ومزوروه أنه هو الذى صنع العجل بيده وساعد قومه على الارتداد إلى الوثنية وهيأ لهم كل دواعى الكفر والفحش والفجور، وكذلك ما فيه من إساءة إلى الله نفسه حيث يصوره الكاتب بصورة إله وثنى يندم ويتراجع عما كان قرره، مما لا يمكن أن يكون وحيا سماويا إلا إذا كان الوحى السماوى قد أصابه الهزال حتى بانت كُلاَه وسَامَه كلُّ مفلس أقرع العقل والوجدان والإيمان مثل كاتب هذا الكلام.

    ثم هناك الأفكوهة التالية التى تفطِّس من الضحك والتى لا يمكن أن تقع ولا فى الأحلام. ذلك أن سِنّ الابن فى "الحدّوتة" (أو إذا أحببتَ فَقُلِ: "الأُحْدُوثة") التى نوشك أن نسمعها أكبر من سنّ أبيه بعامين (الله أكبر!): "16 وَأَهَاجَ الرَّبُّ عَلَى يَهُورَامَ رُوحَ الْفِلِسْطِينِيِّينَ وَالْعَرَبَ الَّذِينَ بِجَانِبِ الْكُوشِيِّينَ 17فَصَعِدُوا إِلَى يَهُوذَا وَافْتَتَحُوهَا وَسَبُوا كُلَّ الأَمْوَالِ الْمَوْجُودَةِ فِي بَيْتِ الْمَلِكِ مَعَ بَنِيهِ وَنِسَائِهِ أَيْضاً وَلَمْ يَبْقَ لَهُ ابْنٌ إِلاَّ يَهُوآحَازُ أَصْغَرَ بَنِيهِ. 18وَبَعْدَ هَذَا كُلِّهِ ضَرَبَهُ الرَّبُّ فِي أَمْعَائِهِ بِمَرَضٍ لَيْسَ لَهُ شِفَاءٌ. 19وَكَانَ مِنْ يَوْمٍ إِلَى يَوْمٍ وَحَسَبَ ذِهَابِ الْمُدَّةِ عِنْدَ نَهَايَةِ سَنَتَيْنِ أَنَّ أَمْعَاءَهُ خَرَجَتْ بِسَبَبِ مَرَضِهِ فَمَاتَ بِأَمْرَاضٍ رَدِيئَةٍ وَلَمْ يَعْمَلْ لَهُ شَعْبُهُ حَرِيقَةً كَحَرِيقَةِ آبَائِهِ. 20كَانَ ابْنَ اثْنَتَيْنِ وَثَلاَثِينَ سَنَةً حِينَ مَلَكَ وَمَلَكَ ثَمَانِيَ سِنِينَ فِي أُورُشَلِيمَ وَذَهَبَ غَيْرَ مَأْسُوفٍ عَلَيْهِ وَدَفَنُوهُ فِي مَدِينَةِ دَاوُدَ وَلَكِنْ لَيْسَ فِي قُبُورِ الْمُلُوك" (أخبار الأيام الثانى/ 21)،ِ "1وَمَلَّكَ سُكَّانُ أُورُشَلِيمَ أَخَزْيَا ابْنَهُ الأَصْغَرَ عِوَضاً عَنْهُ لأَنَّ جَمِيعَ الأَوَّلِينَ قَتَلَهُمُ الْغُزَاةُ الَّذِينَ جَاءُوا مَعَ الْعَرَبِ إِلَى الْمَحَلَّةِ. فَمَلَكَ أَخَزْيَا بْنُ يَهُورَامَ مَلِكِ يَهُوذَا. 2كَانَ أَخَزْيَا ابْنَ اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعِينَ سَنَةً حِينَ مَلَكَ" (أخبار الأيام الثانى/ 22). لاحظ أيها القارئ الكريم أن الأب قد مات وعنده من العمر أربعون، إذ كانت سنّه حين تولى المُلْك اثنين وثلاثين عاما ثم مَلَك ثمانية أعوام، ثم تولى ابنه الحُكْم بعده مباشرة وكان عمره وقتها اثنين وأربعين. طيب، وماذا فى هذا؟ إن الفرق كله يا أخى "شوَيّة" أعوام لا راحت ولا جاءت، فلم تقيم الدنيا وتقعدها من أجل حفنة سنوات؟ بالضبط كما فى الفلم المشهور: "من أجل حفنة دولارات". وهأنتذا ترى أن الأمر كله تمثيل فى تمثيل، فلا تكن حنبليا هكذا!

    ونختم هذه الأفاكيه بالمثال التالى، وهو عبارة عن سلسلتَىْ نسب للسيد المسيح أترك القارئ الكريم يقارن بينهما بنفسه ليكتشف التناقضات العجيبة والفجوات السحيقة فى أهم موضوعات العهد الجديد على الإطلاق كى يحكم بنفسه على أولئك الناس الذين لا يستحون ويريدون أن يحاكموا القرآن الكريم إلى كتابهم هذا على ما فيه من عُرَر. والنصان التاليان مأخوذان من إنجيل متى وإنجيل لوقا على التوالى: (متى/ 1): "1كِتَابُ مِيلاَدِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ ابْنِ دَاوُدَ ابْنِ إِبْراهِيمَ. 2إِبْراهِيمُ وَلَدَ إِسْحاقَ. وَإِسْحاقُ وَلَدَ يَعْقُوبَ. وَيَعْقُوبُ وَلَدَ يَهُوذَا وَإِخْوَتَهُ. 3وَيَهُوذَا وَلَدَ فَارِصَ وَزَارَحَ مِنْ ثَامَارَ. وَفَارِصُ وَلَدَ حَصْرُونَ. وَحَصْرُونُ وَلَدَ أَرَامَ. 4وَأَرَامُ وَلَدَ عَمِّينَادَابَ. وَعَمِّينَادَابُ وَلَدَ نَحْشُونَ. وَنَحْشُونُ وَلَدَ سَلْمُونَ. 5وَسَلْمُونُ وَلَدَ بُوعَزَ مِنْ رَاحَابَ. وَبُوعَزُ وَلَدَ عُوبِيدَ مِنْ رَاعُوثَ. وَعُوبِيدُ وَلَدَ يَسَّى. 6وَيَسَّى وَلَدَ دَاوُدَ الْمَلِكَ. وَدَاوُدُ الْمَلِكُ وَلَدَ سُلَيْمَانَ مِنَ الَّتِي لأُورِيَّا. 7وَسُلَيْمَانُ وَلَدَ رَحَبْعَامَ. وَرَحَبْعَامُ وَلَدَ أَبِيَّا. وَأَبِيَّا وَلَدَ آسَا. 8وَآسَا وَلَدَ يَهُوشَافَاطَ. وَيَهُوشَافَاطُ وَلَدَ يُورَامَ. وَيُورَامُ وَلَدَ عُزِّيَّا. 9وَعُزِّيَّا وَلَدَ يُوثَامَ. وَيُوثَامُ وَلَدَ أَحَازَ. وَأَحَازُ وَلَدَ حَزَقِيَّا. 10وَحَزَقِيَّا وَلَدَ مَنَسَّى. وَمَنَسَّى وَلَدَ آمُونَ. وَآمُونُ وَلَدَ يُوشِيَّا. 11وَيُوشِيَّا وَلَدَ يَكُنْيَا وَإِخْوَتَهُ عِنْدَ سَبْيِ بَابِلَ. 12وَبَعْدَ سَبْيِ بَابِلَ يَكُنْيَا وَلَدَ شَأَلْتِئِيلَ. وَشَأَلْتِئِيلُ وَلَدَ زَرُبَّابِلَ. 13وَزَرُبَّابِلُ وَلَدَ أَبِيهُودَ. وَأَبِيهُودُ وَلَدَ أَلِيَاقِيمَ. وَأَلِيَاقِيمُ وَلَدَ عَازُورَ. 14وَعَازُورُ وَلَدَ صَادُوقَ. وَصَادُوقُ وَلَدَ أَخِيمَ. وَأَخِيمُ وَلَدَ أَلِيُودَ. 15وَأَلِيُودُ وَلَدَ أَلِيعَازَرَ. وَأَلِيعَازَرُ وَلَدَ مَتَّانَ. وَمَتَّانُ وَلَدَ يَعْقُوبَ. 16وَيَعْقُوبُ وَلَدَ يُوسُفَ رَجُلَ مَرْيَمَ الَّتِي وُلِدَ مِنْهَا يَسُوعُ الَّذِي يُدْعَى الْمَسِيحَ".

    (لوقا/ 3): "23وَلَمَّا ابْتَدَأَ يَسُوعُ كَانَ لَهُ نَحْوُ ثَلاَثِينَ سَنَةً وَهُوَ عَلَى مَا كَانَ يُظَنُّ ابْنَ يُوسُفَ بْنِ هَالِي 24بْنِ مَتْثَاتَ بْنِ لاَوِي بْنِ مَلْكِي بْنِ يَنَّا بْنِ يُوسُفَ 25بْنِ مَتَّاثِيَا بْنِ عَامُوصَ بْنِ نَاحُومَ بْنِ حَسْلِي بْنِ نَجَّايِ 26بْنِ مَآثَ بْنِ مَتَّاثِيَا بْنِ شِمْعِي بْنِ يُوسُفَ بْنِ يَهُوذَا 27بْنِ يُوحَنَّا بْنِ رِيسَا بْنِ زَرُبَّابِلَ بْنِ شَأَلْتِئِيلَ بْنِ نِيرِي 28بْنِ مَلْكِي بْنِ أَدِّي بْنِ قُصَمَ بْنِ أَلْمُودَامَ بْنِ عِيرِ 29بْنِ يُوسِي بْنِ أَلِيعَازَرَ بْنِ يُورِيمَ بْنِ مَتْثَاتَ بْنِ لاَوِي 30بْنِ شِمْعُونَ بْنِ يَهُوذَا بْنِ يُوسُفَ بْنِ يُونَانَ بْنِ أَلِيَاقِيمَ 31بْنِ مَلَيَا بْنِ مَيْنَانَ بْنِ مَتَّاثَا بْنِ نَاثَانَ بْنِ دَاوُدَ 32بْنِ يَسَّى بْنِ عُوبِيدَ بْنِ بُوعَزَ بْنِ سَلْمُونَ بْنِ نَحْشُونَ 33بْنِ عَمِّينَادَابَ بْنِ آرَامَ بْنِ حَصْرُونَ بْنِ فَارِصَ بْنِ يَهُوذَا 34بْنِ يَعْقُوبَ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ تَارَحَ بْنِ نَاحُورَ 35بْنِ سَرُوجَ بْنِ رَعُو بْنِ فَالَجَ بْنِ عَابِرَ بْنِ شَالَحَ 36بْنِ قِينَانَ بْنِ أَرْفَكْشَادَ بْنِ سَامِ بْنِ نُوحِ بْنِ لاَمَكَ 37بْنِ مَتُوشَالَحَ بْنِ أَخْنُوخَ بْنِ يَارِدَ بْنِ مَهْلَلْئِيلَ بْنِ قِينَانَ 38بْنِ أَنُوشَ بْنِ شِيتِ بْنِ آدَمَ ابْنِ اللهِ".

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Apr 2005
    المشاركات
    3,801
    آخر نشاط
    22-12-2012
    على الساعة
    06:56 PM

    افتراضي مشاركة: شبهة أخت هارون تكشف غباء أعداء الدين

    ونحب مع ذلك أن نؤكد بكل ثقة وتحدٍّ أن ما سقناه هنا من الأخطاء والانحرافات الموجودة فى الكتاب المقدس لا يعدو أن يكون عينة تافهة لا تُذْكَر مما يعج به هذا الكتاب، فأنت فى كل خطوة تخطوها فيه إنما تضع قدمك على لغم، وهو ما لم يَعُدْ أحد ينفيه من علمائهم الذين يفهمون ولا يستطيعون أن يمضوا فى الدجل القديم حول عصمة ذلك الكتاب، بل لجأوا إلى اختراع نظرية تسوّغ وجود هذه الأخطاء فى كتاب مثل هذا يزعمون رغم ذلك أنه موحى به من الله. ومؤدَّى هذه النظرية أنه لا بد من التفرقة بين الوحى من ناحية الشكل وبينه من ناحية المضمون: فمن الناحية الأولى نجدهم يقولون إنه ليس إلا إبداعًا أدبيًّا للكاتب، أما من الناحية الثانية فيؤكدون أنه صادر عن الله. ذلك أن الوحى بناء على هذه النظرية لا يلغى شخصية الكاتب، بل تتدخل ظروفه فى الصياغة، ويمكن أن يقع تحريف فى النص، ومن ثم فلا بد من عملية النقد والتمحيص (انظر مادة "Inspiration" من "The New Bible Dictionary"/ لندن/ 1972م/ تحرير J. D. Douglas/ ص565- 566)، وهو نفس ما يقوله معجم "Hook’s Church Dictionary" (لندن/ 1887م)، الذى يرى أن الأنبياء وكتبة الكتاب المقدس قد أدَّوْا ما تلَقَّوْه من الوحى كما هو بدون أدنى خطإ من الناحية اللاهوتية، لكن هذا لا يصدق على الناحية اللغوية والعلمية (ص403، 964). وقد سمى المستشرق البريطانى مرجليوث المعروف بحقده الملتهب على الإسلام ونبيه هذه النظرية بــ"Colouring by the Medium"، ومعناها أن الوحى إنما ينزل على النبى أو الرسول أو الكاتب كفكرة، ثم يقوم الوسيط بصياغة هذه الفكرة بأسلوبه هو، ومن ثم فالأخطاء التى تقع فى الكتاب المقدس مبعثها هذا الوسيط لا السماء. أى أن الوسيط هو بمثابة كوب الشراب الذى يضفى على السائل لون زجاجه (D. S. Margoliouth, Mohammedanism, London, 1921, P. 63)! وهو كلام أشبه بألاعيب الحواة والبهلوانات كما هو ظاهرٌ بَيِّن. على أننا لا نريد أن نمضى مع تلك النظرية أبعد من هذا فنؤكد أن الكتاب المقدس لا يساوى شيئا ذا بال ولا حتى من الناحية اللاهوتية كما برهنّا قبل قليل من خلال بعض الأمثلة الصارخة فى هذا المجال، بل حسبنا اعتراف القوم بأن الكتاب المقدس لا يؤبه به من الناحية التاريخية والعلمية والحسابية والجغرافية وما إلى ذلك. وهذا كل ما نريده للرد على المتنطعين الذين يحاولون أن يتخذوا من هذا الكتاب معيارا للحكم على القرآن فى مسألة تاريخية مثل الاسم الخاص بوالد السيدة مريم عليها السلام.

    وهذا كله لو كان فى إنجيل لوقا (أو غيره من تلك السِّيَر التى ألَّفها بَشَرٌ لم يراعوا أى ضابط منهجى أثناء تأليفهم لها) أن مريم هى بنت هالى كما قال المسكين الذى ظن أنه يستطيع برعونته وجهله الغليظ أن يخطّئ القرآن المجيد، وهو ما لا وجود له البتة، إذ المذكور فى الموضع المحدد من ذلك الإنجيل (وهو النص الذى أوردناه قبل قليل للمقارنة بينه وبين النص المأخوذ من إنجيل متى فى نسب السيدة مريم) إنما هو سلسلة نسب المسيح لا مريم، وفيها أنه (على ما يظن أبناء قومه) ابن يوسف بن عالى (هالى)...حتى تصل السلسلة إلى "آدم ابن الله" كما يقول كاتب السيرة العيسوية المسماة بـ"إنجيل لوقا". لاحظ أيها القارئ الكريم هذا السخف بل الكفر فى قولهم عن آدم إنه "ابن الله"! بل لاحظ التناقض مع قولهم إن المسيح هو وحده ابن الله، مع أن أولاد الله فى الكتاب المقدس أكثر من الهم على القلب كما يعرف هذا كل من له دراية بذلك الكتاب الظريف. بل لاحظ كيف لم يستطع الكاتب المسكين (أخزاه الله) إلا أن يثبت فى حق المسيح، عليه وعلى أمه الطاهرة الشريفة العفيفة السلام، ما كان يقوله فى حقها وحقه الأوغاد من يهود! المهم أنه لا ذكر لهالى فى هذه السلسلة النَّسَبِيّة لمريم بتاتا. فعلام يدل هذا؟ على واحدة من ثلاث: أن الأبعد جاهل أو كذاب أو أحمق مجنون! وليختر لنفسه الصفة التى يحب، فلن نقف حائلين بينه وبين ما يختار. وبالمناسبة فقد أخطأ هذا الحمار فى عبارة "مع أن بينها وبين عمران وهارون وموسى ألف وستمائة سنة" خطأ أبلق، إذ لم ينصب كلمة "أَلْف"، رغم أنها اسم "أنّ"، فكان يجب أن تكون منصوبة. أقول هذا لأن ذلك الغبى قد أفرد لما سماه "أخطاء نحوية فى القرآن" عشرات الصفحات، مع أنه لا يستطيع أن يحسن كتابة أى شىء دون أغلاط نحوية وصرفية مضحكة تبرهن بأجلى برهان أن الأبعد جاهل يَهْرِف بما لا يعرف، وأن الذين كلفوه بأن يكتب ما كتب قد ظلموه، إذ أسندوا إلى حمار (حمارٍ بذَنَبٍ وأذنين طويلتين ومشفرين غليظين وحوافر صلبة ووجه مستطيل مستدقّ يمشى مُكِبًّا عليه) مهمةً لا يصح أن يقوم بها إلا عالم ضليع يضع نصب عينيه الوصول إلى الحق لا حمار ينهق كلما رأى البرسيم، وكَفَى! وقد فَنَّدْتُها كلها فى كتابى: "عصمة القرآن الكريم وجهالات المبشرين" وبينتُ أن كل ما قاله سخف لا معنى له وأنه إنما يردد كلاما وضعوه فى فمه كما تفعل الببغاوات دون أن يفقه منه شيئا!

    وفضلا عن ذلك فليس القرآن المجيد هو القائل إن مريم هى أخت هارون، سواء كان المقصود هارون أخا موسى أو هارونًا آخر، بل الذين قالوا هذا هم قومها أنفسهم، أما القرآن فمجرد حاكٍ لما قالوه. وقد سمع القرآنَ على عهد النبى كثيرٌ من اليهود والنصارى، فلماذا يا ترى لم يكذبوه؟ بل لماذا دخل دينَ محمد، عليه أفضل الصلوات وأزكى التسليمات، وآمن بقرآنه الملايينُ المُمَلْيَنَةُ من أهل الكتاب دون أن يمنعهم ذلك أو يستوقفهم مجرد استيقاف، وفيهم الحاخامات والقساوسة والعلماء والفلاسفة والمفكرون والأدباء والفنانون والساسة والمؤرخون من كل جنس ولون، ومن كل العصور والبيئات؟ وحتى يستطيع القارئ أن يقدِّر مدى مصداقية ما يقوله القوم عن مريم أُمّ إلههم أذكر هنا أنهم لا يعرفون شيئا يُذْكَر عنها عليها السلام بعد أن توفى الله ابنها، بل لا يعرفون كم من الأعوام لبثت بعده على قيد الحياة، إذ يختلفون فى هذه النقطة ما بين ثلاث سنوات وخمس عشرة، فتأمل! (انظر مادة "Mary" فى "Wikinfo, an internet encyclopedia") بل إنهم لا يعرفون بالضبط من يكون إخوة عيسى (أو كما يقولون: إخوة الإله) الذين جاء ذكرهم فى العهد الجديد: أهم إخوته فعلا من أمه بما يفيد أنها قد تزوجت بعد ولادته من يوسف؟ أم هل هم مجرد أقارب له من جهة تلك الأم؟ أم هل هم أبناء يوسف من امرأة أخرى غير مريم؟ (انظر الجزء الخاص بمريم العذراء من مادة "Mary" فى "International Standard Bible Encyclopedia "). ودعنا مما أورده كاتبو سِيَر المسيح المسماة بــ"الأناجيل" من الكلام القارص الذى قالوا إن المسيح عليه السلام قد وبخ به أمه، وكذلك الكلام الذى قاله فى حقها هى وإخوته عندما كان يعظ بعض أتباعه وأرادت الأم والإخوة أن يخرج إليهم ليحدثوه فى أمر ما، وهو كلام يفيد أنه لم يكن يَعُدّهم ضمن المؤمنين به. ولنقرأ النصين التاليين: "1وَفِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ كَانَ عُرْسٌ فِي قَانَا الْجَلِيلِ وَكَانَتْ أُمُّ يَسُوعَ هُنَاكَ. 2وَدُعِيَ أَيْضاً يَسُوعُ وَتلاَمِيذُهُ إِلَى الْعُرْسِ. 3وَلَمَّا فَرَغَتِ الْخَمْرُ قَالَتْ أُمُّ يَسُوعَ لَهُ: «لَيْسَ لَهُمْ خَمْرٌ». 4قَالَ لَهَا يَسُوعُ: «مَا لِي وَلَكِ يَا امْرَأَةُ! لَمْ تَأْتِ سَاعَتِي بَعْدُ»" (يوحنا/2)، "46وَفِيمَا هُوَ يُكَلِّمُ الْجُمُوعَ إِذَا أُمُّهُ وَإِخْوَتُهُ قَدْ وَقَفُوا خَارِجاً طَالِبِينَ أَنْ يُكَلِّمُوهُ. 47فَقَالَ لَهُ وَاحِدٌ: هُوَ ذَا أُمُّكَ وَإِخْوَتُكَ وَاقِفُونَ خَارِجاً طَالِبِينَ أَنْ يُكَلِّمُوك. 48فَأَجَابَ وَقَالَ لِلْقَائِلِ لَهُ: مَنْ هِيَ أُمِّي وَمَنْ هُمْ إِخْوَتِي؟ 49ثُمَّ مَدَّ يَدَهُ نَحْوَ تَلاَمِيذِهِ وَقَالَ: هَا أُمِّي وَإِخْوَتِي. 50لأَنَّ مَنْ يَصْنَعُ مَشِيئَةَ أَبِي الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ هُوَ أَخِي وَأُخْتِي وَأُمِّي" (متى/ 12). فإذا كان الأمر كذلك يا إلهى، فلم إذن البجاحة مع القرآن الكريم؟ إن الذى بيته من زجاج، بل من قشر بيض، لا ينبغى أن يقذف الجبال الرواسى الشمّاء بحجارة صغيرة تافهة مثله، متصورا أنه سوف يهدم الجبال بهذا العبث الصبيانى!

    والآن إلى ما جاء فى موقع "... الذى يديره ....وهو موقع يشعر من يدخله بأنه فى مولد، وصاحبه
    غائب، فهو مملوء بلافتات بكل لون وحجم وكأننا فى سيرك الفيل أبو زلومة، وتطالعك من كل زاويةٍ أسماء كتب لا حصر لها ولا عدد تهاجم القرآن والرسول والتوحيد وكل ما أتى به الإسلام من عقائد شريفة وأخلاق نبيلة وتدافع عن التثليث البدائى الدموى والوثنيات المتهالكة التى يريد بطرس أفندى أن يعيد المصريين إليها بعد أن أنعم الله عليهم بالتوحيد المحمدى الكريم. وعلى رأس هذه الكتب ما يحمل أسماء سعيد العشماوى وسيد القمنى وخليل عبد الكريم، وكأن لكلام هؤلاء وأمثالهم قيمة علمية عند أهل التحقيق والتدقيق! ولقد كنتُ كتبتُ كتابا أناقش فيه ما جاء فى عدد من الكتب المنقوش عليها اسم خليل عبد الكريم وفضحتُ تهافت ما فى تلك الكتب من أفكار وأبرزتُ سخف ما يظنه المتنطعون الجهلة منطقا علميا لا يخرّ منه الماء، وظل الرجل يطاردنى برُسُله يريد الحصول على نسخة من كتابى لأنه (كما يقول) لم يقرأه، فكنت أضحك من هذا الكلام لأن الرسول كان يخبرنى بأننى قد قلت فى حق الرجل كذا وكذا وكذا وأنه متألم لهذا الكلام، مما يدل على أنه قد حصل على الكتاب وقرأه جيدا على عكس ما يدَّعى. ثم فوجئت منذ سنتين تقريبا بأحد طلابى يرسل لى بصورة مقال لخليل عبد الكريم فى مجلة "أدب ونقد" يعرض فيه لكتابى المذكور ويدلّس تدليسا مكشوفا أكد لى أن رأيى فيه وفيما يحمل اسمَه من كُتُب هو رأىٌ فى محله تماما. ومع ذلك لم يستطع أن يتعرض لأى نقد وجهته إلى تلك الكتب، بل أخذ يلف ويدور قائلا إنه يسامحنى فيما قلته فى حقه تأسِّيًا بحبيبه المصطفى صلى الله عليه وسلم. طبعًا "حبيبه المصطفى" الذى تطاول عليه واتهمه أشنع الاتهامات، وشكك فى صدقه ودوافعه وأخلاقه، ونفى عنه النبوة وجعله مجرد سارق لأفكار الحنفاء وعادات الجاهليين وتقاليدهم، وزَنَّ أصحابه وزوجاتهم بالشَّبَق الجنسى وعدم القدرة على التماسك أمام فاحشة الزنا، واتهمه صلى الله عليه وسلم بأنه كان يَعْلَم ذلك منهم لكنه كان يغض الطّرْف حتى لا ينفضّوا عنه فلا يستطيع أن يقيم دولته الهاشمية التى كانوا يمثلون ذراعها العسكرى الضارب. يا سلام على الحب! ثم صدر كتاب آخر يحمل اسمه قيل فيه عن الرسول عليه الصلاة والسلام إن ورقة بن نوفل وخديجة بنت خويلد هما اللذان صنّعاه تصنيعا وجعلاه نبيا، وإن خديجة قد "صَنْفَرَتْه وقَلْوَظَتْه": هكذا بلغة الحشّاشين والمساطيل والعربجية والبُرْمَجِيّة! بل بلغة المآبين ممن يصنفرهم المستشرقون والمبشرون ويقلوظونهم من تحت بعد أن يُخْصُوهم ويقضوا على رجولتهم. كما وُصِف عليه السلام فى الكتاب بـ"آكل الشعير" (ومفهومٌ ماذا يريد الأوغاد الأوساخ أن يقولوا)، وقيل عن أمهات المؤمنين: "نسوان صاحب النعلين"، وزُعِم أنه عليه السلام قد تزوج خديجة رضى الله عنها على مذهب النصارى، وأن هذا هو السبب فى أنه لم يتزوج عليها، وأن الذى قام بمراسم الزواج هو القسيس ورقة، وإن لم يذكر لنا فى أية كاتدرائية بالضبط تمّ ذلك: كاتدرائية كانتربرى أم كاتدرائية سان جرمان أم الكاتدرائية المرقسية؟ أرأيتم مثل هذا التخريف الذى يطنطن به مع ذلك واضع تلك الكتب مؤكدًا أنه كلام علمى لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه؟ طيب: " لا يأتيه من بين يديه" ماشٍ، أما أنه لا يأتيه من خلفه ومن خلف صاحبه أيضا فكلام غير علمى. وقد رددت بدورى على قلة الأدب هذه فى كتاب منذ أربع سنوات، وأعلنت عن اطمئنانى الذى يقرب من اليقين إلى أن عبد الكريم ليس هو مؤلف الكتب التى تحمل اسمه، وبخاصة ذلك الكتاب الأخير، وأغلب الظن أنه قد قرأ هذا الرد قبل أن يهلكه الله!

    نعود إلى سيرك زكريا أفندى والغاغة التى يحدثها بهلوانات زكريا أفندى وحُوَاة زكريا أفندى وبلياتشوهات زكريا أفندى وراقصات زكريا أفندى وطبّالو زكريا أفندى وزمّارو زكريا أفندى وبلطجية زكريا أفندى ولاعبو الثلاث ورقات الذين يُسَرّحهم زكريا أفندى وسارقو الكحل من العين الذين يشتغلون بنسبة "فِيفْتِى فِيفْتِى" عند زكريا أفندى، وكذلك فيل زكريا (ولأنى مللت من التكرار فسأقول هذه المرة: "زكريا" حاف من غير "أفندى") أبو/ أبى زلّومة الذى يعجب الأطفال، فنقول: لقد كذب المسكين زاعما أن "القرآن خلط أبا موسى بأبي مريم، فقال إنّ عمران أبا موسى وهارون هو أبو مريم التي حملت الكلمة الإلهية". ثم أضاف قائلا: "ومما يؤيِّد خطأه هذا قوله في سورة مريم: يا أخت هارون (28)، مع أن بين موسى والمسيح نحو 1500 سنة". وهأنذا أورد أوّلاً النصين القرآنيين اللذين اعتمد عليهما فى التدليل على ما تخرّص وزعم: "إِذْ قَالَتِ امْرَأَةُ عِمْرَانَ: رَبِّ، إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا، فَتَقَبَّلْ مِنِّي. إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ* فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ: رَبِّ، إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنْثَى، وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ، وَلَيْسَ الذَّكَرُ كالأنثى. وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ، وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ" (آل عمران/ 35- 36)، "(فأتت به قومها تحمله. قالوا: يا مريم، لقد جِئْتِ شَيْئًا فَرِيًّا)* يا أختَ هارون، (ما كان أبوك امرأ سَوْءٍ، وما كانت أمك بغيًّا)..." (مريم/27- 28). ثم نثنّى بسؤال المعلم زكريا صاحب السيرك التبشيرى براقصاته وحواته وبهلواناته وبلياتشوهاته ولصوصه الذين يسرقون الكحل من العين، ويسلبون ما فى جيوب الفلاحين المساكين من خلال لعبة "الثلاث ورقات"، ولا ننس الفيل أبا زلومة حتى لا يغضب الأطفال، والأطفال كما نعرف هم أحباب الله، فلا يصح أن ندخل الحزن على قلوبهم: أين، يا معلمنا الذى لا يكذب أبدا ولا يخرج من فمه إلا كل صدق، أين قول القرآن هنا أو فى أى مكان آخر منه "إنّ عمران أبا موسى وهارون هو أبو مريم التي حملت الكلمة الإلهية"؟ يا معلم، إن هذا الذى تعمله عيب! ألأن القرآن الكريم وضع يده على الجرح وبَيّن أصل التثليث فى قوله: "يضاهئون قول الذين كفروا من قبل"، وفضحك أنت وأمثالك فضيحة الأبد فقال: "إن كثيرا من الأحبار والرهبان ليأكلون أموال الناس بالباطل ويصدون عن سبيل الله. والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها فى سبيل الله فبَشِّرْهم بعذاب أليم"، يركبك الجن والعفاريت وتلجأ إلى الكذب المفضوح على هذا النحو المقزِّز؟ لقد قال القرآن إن مريم ابنة عمران، هذا صحيح لا جدال فيه، لكنه لم يقل قطّ إن عمران هذا هو عمران أبو موسى وهارون. كما أنه لم يقل قط إنها أخت هارون، بل الذى قال ذلك هم قومها، وإلا أفنقول أيضا إنه هو الذى اتهم مريم بالزنا وقال لها: "ما كان أبوك امرأ سوء، وما كانت أمك بغيا"؟ ذلك أن الذى قال إنها أخت هارون هو نفسه الذى تهكم بها وشنّع عليها ورماها بالفاحشة؟ أجب أيها الفيل أبا زلومة! أما إن فسّر أحدٌ "عمران" هنا بأنه عمران أبو موسى، فإنه يكون أباها عندئذ بالمعنى المجازى، ثم إنه يبقى مع هذا تفسيرا مجرد تفسير وليس كلاما قرآنيا، إذ لم يقله القرآن، بل هو مجرد اجتهاد من صاحبه قد يصيب فيه، وقد يخطئ.

    أما قولك إن "علماء المسلمين لما رأَوْا هذا قالوا إن عمران المذكور في هذه العبارة هو غير والد موسى، ولكنهم أخطأوا، لأن الكتاب المقدس لا يذكر شيئاً عن ميلاد العذراء مريم، ولم يكن هناك مصدر يستقي منه محمد أخباره، ولكن كانت هناك بعض خرافات الغنوسيين الذين ملأوا الجزيرة العربية، وأيضاً المريميين الذين كانوا يُؤلِّهون العذراء مريم ويضعون حول ميلادها وحياتها كثيرًا من المعجزات كما ورد في كتابي مولد العذراء وطفولية المخلّص و إنجيل الطفولية (راجع الطبري والقرطبي والرازي في تفسير "آل عمران"/ 35- 36)"، أما قولك هذا فلا معنى له بعد أن بيَّنّا للقراء القيمة العلمية لتلك السِّيَر العِيسَوِيّة التى كتبها بعض الأشخاص بعد انتقال عيسى عليه السلام إلى ربه بعشرات السنين دون تمحيص، بل حسبما كان يخطر لهم وتسعفهم به ذاكرتهم وتمليه عليهم أهواؤهم. وقد رأيناهم يضطربون فى سلسة نسب المسيح اضطرابا شنيعا مضحكا، فكيف تريدنا أن نجعل معتمدنا على مثل تلك الكتابات فنجيز ما تقول ونضرب صفحا عما لم تقل؟ إننا إذا كنا نسمى مثل تلك الكتابات وأمثالها بــ"الكتاب المقدس" فذلك على سبيل الحكاية لا غير، وإلا فهى غير مقدسة عندنا بالمرة، لا لأننا مسلمون فقط بل لما ثبت قبل ذلك وبعد ذلك من أنها ليست أهلا لثقة العقل أو المنطق أو العلم أو التاريخ. ثم أليست مهزلةً أن يسكت الكتاب المقدس (الكتاب "المقدس" عندكم لا عندنا حتى تستريح ويهدأ بالك، لا أهدأ الله لك بالا)، أليست مهزلةً أن يسكت مؤلفو (أو بالأحرى ملفقو) الكتاب المقدس ("المقدس" على سبيل الحكاية) عن ميلاد السيدة مريم وعن أبيها وأمها ونسبها مع أنها أم الإله عندكم؟ وما دام قد سكت، فكيف عَرَفْتَ أن ما قاله القرآن عن هذا الميلاد وعن نسبها واسم أبيها غير صحيح؟ أم تراك تقول إنها هى أيضا قد وُلِدَتْ من غير أب وأم ما دام كتابكم المقدس ("المقدس" على سبيل الحكاية حتى تفهم) لم يتحدث عن أبيها ولا عن أمها؟ ألا ترى أن هذه لكاعة منك ونطاعة؟ أم أن المقصود هو تخطئة القرآن، والسلام؟

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Apr 2005
    المشاركات
    3,801
    آخر نشاط
    22-12-2012
    على الساعة
    06:56 PM

    افتراضي مشاركة: شبهة أخت هارون تكشف غباء أعداء الدين

    وما دمنا نتحدث عن مريم وإهمال الأناجيل والكتابات النصرانية المبكرة لمعظم أخبارها أرى من المستحسن أن أسوق هنا ما قاله المرحوم جلال كشك فى كتابه: "خَواطِر مُسْلِم فِى المَسْألة الجِنْسِيّة"، الذى يعرضه زكريا بطرس على عربة اليد المسمّاة بـــ"موقع الكلمة" والتى يدور بها فى شوارع التبشير ينادى بصوته النشاز على ما لديه من بضاعة تافهة رخيصة مغشوشة كمعظم الباعة السّرّيحة، فوفَّر لى بذلك فرصةَ قراءة الكتاب دون أن أدفع فيه شيئا ودون أن أتعب فى البحث عنه، فلا جزاه الله خيرا لأن نيته شيطانية رغم أنها قد انقلبت عليه. وأعود فأقول إن من المستحسن أن نورد هنا ما قاله الأستاذ كشك من "أنَّ أيّة مقارنة بين الإنجيل وأعمال الرسل وتراث الكنيسة في القرون الأولى وبين القرآن حول مريم تؤكّد أنَّه لا وجود "لمريم" في الفكر المسيحي الأوّل، أو أنَّها (كما تقول المؤرّخة راي تناهيل) ظلّت إلى القرن الثالث عشر: "مُجرّد قدّيسة عادية"، أمّا في الإسلام فقد أُعْلِنَتْ منذ القرن السابع: "سيدة نساء العالمين"، فهي التي اصطفاها الله على نساء العالمين، هي "البتول" التي أحصنت فرجها. ليس لها في الأناجيل الأربعة سِفْر، ولها في القرآن سورة كاملة. وجاء اسمها في القرآن 34 مرة، وفي 14 سورة. وذُكِرَ "عيسى" في القرآن 25 مرة منها 15 منسوبًا إلى أمّه: "عيسى بن مريم"، وورد لقب المسيح في القرآن 11 مرة منها ثماني مرات: "المسيح ابن مريم". ولم يَرِدْ ذلك ولا مرة في الأناجيل. ولكي لا يُقال إنَّ ذلك طبيعي لحرص الأناجيل على تأكيد أنّه ابن الله، نقول إنَّه حتى عندما أراد كتّاب الأناجيل إثبات نسب المسيح الآدمي لتأكيد أنَّه "ابن داود" نسبوه ليوسف النجار وليس لمريم!" (مُحَمّد جَلال كِشْك/ خَواطِر مُسْلِم فِى المَسْألة الجِنْسِيّة/ الطبعة الثالثة/ مكتبة التراث الإسلامي/ القاهرة/ رجب 1412هـ- يناير 1992م/ 50).

    أما إشارة أبى زلومة فى آخر كلامه إلى مولد العذراء وطفولية المخلّص وإنجيل الطفولية فستكون نقطة انطلاقنا نحو مناقشة ما ورد فى الموقع الإنجليزى، إذ ذكرت بعض الأناجيل غير المشهورة أن والد مريم هو يواقيم. ولكنّ للحكاية أصلاً لا بد أن أحكيه للقراء، إذ كنت قد رجعت منذ عدة سنوات إلى معجم أوكسفورد لأسماء الأشخاص بحثا عن شىء يضىء لى الطريق فيما يتعلق باسم "يواقيم"، الذى يقول النصارى إنه أبو مريم، فوجدته يذكر أن عندهم رواية بأن مريم هى ابنة يواقيم، لكنه أضاف أن هذه الرواية لا تحظى بثقتهم (Elizabeth Gidley Withy Combe, The Oxford Dictionary of English Christian Names, 1948, P. 78 ). ثم قرأت فى مراجع أخرى أن الرواية المقصودة هنا هى ما تقوله بعض الأناجيل التى لا تعتمدها الكنيسة. وقد اطلعت على الرواية فعلا فى "إنجيل يعقوب: The Gospel of James" و"إنجيل ميلاد مريم: The Gospel of the Nativity of Mary"، وكذلك "إنجيل متى المزيف (هكذا يسمّونه رغم أنه لا يفترق عن إنجيل متى الذى يعترفون به فى أن كليهما تأليف بشرى لا يخضع للضبط العلمى): The Gospel of Psewdo-Matthew". وهى كلها أناجيل لا تعترف بها الكنيسة، ومن ثم لا يحق لها أن تحاجّ المسلمين بها، إذ لا يعقل أن آتى بشاهد فأحتج بشهادته إثباتًا لحقٍّ أدَّعيه، على حين أنى أعلن فى كل مناسبة أنه شاهِدُ زورٍ، وأنى أنا نفسى لا أثق فى شهادته طرفة عين. ألا إن هذا لَقِمّةُ التناقض! إنهم بهذه الطريقة "يُحِلّونه عامًا، ويُحَرِّمونه عامًا" كما قال القرآن الكريم عن المشركين بسبب خضوعهم القبيح للأهواء وتلاعبهم الأرعن بالأنظمة التشريعية! أليس هذا بالضبط هو ما يفعله هؤلاء المبشِّرون البُعَداء؟ ثم إنهم من بجاحتهم وبجاستهم يخطِّئون القرآن الكريم رغم ذلك كله لأنه يسمِّى أبا مريم اسمًا آخر لم تذكره هذه الأناجيل!

    ونصل للموقع الإنجليزى، فماذا يقول؟ إنه يردد ما يقوله موقع..." كحَذْوِكَ النَّعْل بالنَّعْل (فالحكاية كلها نِعَالٌ فى نِعَالٍ لا أدمغةٌ وعقول!)، ووهذا نَصّ كلامه: "إن القرآن يخلط بين مريم أم المسيح ومريم بنت عمران، أخت موسى وهارون التى كانت قبل نحو 1400 عام". ثم بعد أن يورد الآيات التى يزعم أنها تخلط هذا الخلط، وهى آيتا "آل عمران" اللتان مَرَّتَا علينا من قبل، وقوله تعالى فى الآية 12 من سورة "التحريم": "ومريم ابنة عمران التى أحصنت فرجها...". وقد سبق أن بيّنّا للذين يفهمون، ولهم عقول فى رؤوسهم لا نعال وقباقيب، أنه لا يوجد شىء من ذلك فى هذه الآيات أو غيرها، وأن الذى يقول بغير ذلك هو كذّاب أفّاك أشر. والآن نخطو خطوة أخرى فنقول إنه من غير الممكن أن يخلط القرآن بين المَرْيَمَيْن حتى لو قلنا مع الخرّاصين الأفّاكين إن الرسول هو مؤلف هذا القرآن. لماذا؟ لأن القرآن يفرّق بين موسى وعيسى تفرقة واضحة فى العصر والظرف والرسالة بحيث لا يمكن الزعم بأنه كان يخلط بينهما كما يتضح من النصوص التالية:

    "يَسْأَلُكَ أَهْلُ الْكِتَابِ أَن تُنَزِّلَ عَلَيْهِمْ كِتَابًا مِّنَ السَّمَاء فَقَدْ سَأَلُوا مُوسَى أَكْبَرَ مِن ذَلِكَ فَقَالُواْ أَرِنَا اللّهِ جَهْرَةً فَأَخَذَتْهُم الصَّاعِقَةُ بِظُلْمِهِمْ ثُمَّ اتَّخَذُواْ الْعِجْلَ مِن بَعْدِ مَا جَاءتْهُم الْبَيِّنَاتُ فَعَفَوْنَا عَن ذَلِكَ وَآتَيْنَا مُوسَى سُلْطَانًا مُّبِينًا {153 وَرَفَعْنَا فَوْقَهُمُ الطُّورَ بِمِيثَاقِهِمْ وَقُلْنَا لَهُمُ ادْخُلُواْ الْبَابَ سُجَّدًا وَقُلْنَا لَهُمْ لاَ تَعْدُواْ فِي السَّبْتِ وَأَخَذْنَا مِنْهُم مِّيثَاقًا غَلِيظًا {154 فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ وَكُفْرِهِم بَآيَاتِ اللّهِ وَقَتْلِهِمُ الأَنْبِيَاء بِغَيْرِ حَقًّ وَقَوْلِهِمْ قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَلْ طَبَعَ اللّهُ عَلَيْهَا بِكُفْرِهِم فَلاَ يُؤْمِنُونَ إِلاَّ قَلِيلاً {155 وَبِكُفْرِهِمْ وَقَوْلِهِمْ عَلَى مَرْيَم بُهْتَانًا عَظِيمًا {156 وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَم رَسُولَ اللّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَـكِن شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِين اخْتَلَفُواْ فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلاَّ اتِّبَاعَ الظَّنّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا {157 بَل رَّفَعَهُ اللّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا{158 " (سورة "النساء"). فالإشارة إلى قتل اليهو د للأنبياء بعد نقضهم الميثاق الذى أخذه الله عليهم فى حياة موسى يدل دلالة لا تقبل الشك على أنه قد مر زمن طويل بين موسى وعيسى بما لا يمكن أن يكون هذا ابن أخت ذاك. وهو ما نجده أكثر تفصيلا فى الآية 70 من سورة "المائدة": "لَقَدْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَأَرْسَلْنَا إِلَيْهِمْ رُسُلاً كُلَّمَا جَاءهُمْ رَسُولٌ بِمَا لاَ تَهْوَى أَنْفُسُهُمْ فَرِيقًا كَذَّبُواْ وَفَرِيقًا يَقْتُلُونَ"، فهناك (حسبما تقول الآية) رسل قد تتابعوا بعد موسى وقابلهم بنو إسرائيل تارة بالتكذيب، وتارة بالتقتيل، مما يحتاج وقوعه إلى أزمان طويلة.

    كذلك فسُورَة "آل عمران" تتحدث عن زكريا أبى يحيى بوصفه كافل مريم، وأين زكريا ويحيى من موسى وهارون؟ كذلك أين المحراب الذىكان تعبد اللهَ فيه مريمُ عليها السلام من زمن موسى الذى مات هو وهارون فى التيه، ولم يكن هناك معبد ولا محراب؟ ثم هل يُعْقَل أن يخلط القرآن بين المَرْيَمَيْن ثم لا يربط بين موسى وهارون (الخالين) وعيسى (ابن الأخت) ربطًا أُسْريًّا ولو مرة واحدة يتيمة أثناء حديثه عنهم، وما أكثر ما تحدث عنهم؟ بل كيف تكون مريم وحيدة أبويها على حسب ما هو واضح من القصة القرآنية، على حين أنهما رُزِقا من الأولاد اثنين آخرين هما موسى وهارون، وأصبحا بعد ذلك نبيين؟ بل كيف يسكت القرآن عن ذلك فلا يشير إليه ولا يربط بين مريم وأخويها هذين بأى حال؟ ذلك أن أخت موسى وهارون، التى يزعم الأفاكون أن القرآن يخلط بينها وبين مريم أم عيسى، لم يأت ذكرها فى القرآن إلا فى سياق مراقبتها من بعيد لموسى بعد أن وضعته أمه فى التابوت ثم قذفته فى النهر، ولم يورد القرآن اسمها فى الحالتين (طه/40، والقصص/11- 12). أكان القرآن يسكت فلا يشير إلى موقف الأخوين من معاناتها بسبب الحمل والولادة غير الطبيعية وتعرضها للاتهام فى شرفها وسخرية قومها منها فى قولهم: "يا أخت هارون، ما كان أبوك امرأ سَوْءٍ، وما كانت أمك بغيًّا"؟ أهذه مسألة تحتمل أن يغيب عنها موسى وهارون؟ ثم أكان القرآن يسكت فلا يشير إلى موقفها من الأحداث الرهيبة التى وقعت لأخويها فى مصر وعند انفلاق البحر وفى التيه؟ بل أين كان عيسى عند ذاك فلم يبرز لنصرة خالَيْه فى مواجهة فرعون أو ضد شغب بنى إسرائيل عليهما فى الصحراء؟ إذن فافتراض خلط القرآن بين المَرْيَمَيْن مستحيل. لكن الدور والباقى على الكِتَاب المقدَّس ("المقدَّس" على سبيل الحكاية ليس إلا كما قلنا وكَرَّرْنا) الذى يجعل الابن أكبر من أبيه بعامين، والذى يورد لعيسى سلسلتى نسب متعارضتين تعارضا بشعا بحيث يستحيل التوفيق بينهما ولو بالطبل البلدى ومزّيكة حَسَب الله (حتى لو كان "حَسَب الله السابع عشر"، الذى دَلَقَتْ زينات صدقى على رأسه حَلّة الملوخية بدلا من أن تطعمه إياها. منها لله!)، والذى ينسب إلى الأنبياء وأولادهم الزنا بالمحارم، والذى يَدَّعِى على نوح شرب الخمر حتى يسكر ويفقد عقله على النحو الفاحش الذى رأيناه، والذى يجعل من داود زانيًا وقاتلا (وزانيًا بمن؟ بأم سليمان عليه السلام!)، ويجعل من هارون صانعا للعجل كى يعبده بنو إسرائيل، ثم يقول عنه فوق ذلك إنه كان نبيًّا لموسى وإن موسى كان إلها له، والذى يتهم خليل الله بالدياثة على زوجته لقاء قطيع من المواشى (يا لها من صفقة كريمة تليق بأبى الأنبياء!)، والذى يقول إن مدينةَ "القيروان" كانت موجودة فى عصر المسيح، ناسبًا إليها "سمعان القيروانى"، على حين أنها لم تُبْنَ إلا فى الإسلام بعد ذلك بقرون (بالضبط فى سنة 762م) على يد عقبة بن نافع رضى الله عنه! ترى أيكفى هذا أم أستمر؟ إننى على استعداد للمضىّ فى سرد هذه المخازى للصبح، لا صبح هذه الليلة، بل صبح الليلة الحادية بعد الألف عندما يؤذِّن الديك: كو كو كوو كو، ولا تسكت شهرزاد مع ذلك عن الكلام المباح، ففى الجَعْبَة الكثير والكثير والكثير والكثير والكثير والكثير والكثير والكثير والكثيييييييييييييييييييييييييير والكثيييييييييييييييييييييييييير والكثيييييييييييييييييييييييييير! والكتاب المسمَّى بــ"المقدَّس" هو، كما سبق القول، كتابٌ ظريفٌ مُسَلٍّ لا تَنْفََد عجائبه من الخرافات والأساطير! ثم يأتى مُهَرِّجو السيرك فيجدون فى نفوسهم النجسة الجرأة على مهاجمة القرآن. والله عال!

    أما كلام صاحب الرد الإنجليزى (على قول عبد الله يوسف على فى ترجمته للقرآن إن "أخت هارون" هنا إنما تعنى أنها من سلالة هارون الذين كانوا يتولَّوْن الكهانة فى بنى إسرائيل) أقول: أما ردّ ذلك الكاتب بأن القرآن لو كان يريد بــ"يا أخت هارون" الإشارة إلى أن مريم تنتمى إلى أسرة يهودية كهنوتية لا أنها هى أخته فعلا لكان ينبغى أن يقول: "يا بنت هارون" بدلا من "يا أخت هارون"، فالرد عليه سهل جدا كما قلنا قبلا، فالقرآن ليس هو الذى سماها كذلك، بل هو مجرد حاكٍ لما قاله اليهود لمريم حين أتتهم بصبىٍّ أنجبتْه دون زواج. فإذا كان هناك اعتراض فليوجَّه إلى قومها الذين قالوا لها هذا، إذ القرآن مجرد حاكٍ لكلامهم. ولو كان القرآن قد أسند إلى قومها ما لم يقولوه لما سكت اليهود ولا النصارى العرب على الرسول، ولكانت هذه فرصة للدخول معه فى جدال يحرجه ويفضحه هو والقرآن جميعا، فلماذا لم يفعلوا يا ترى، وهم الحريصون على هزيمته بكل سبيل، ولم يكونوا يتورعون ولا طرفة عين عن التوسل بالألاعيب والأباطيل فى حربهم ضده؟

    وبالنسبة لتسميتها "مريم ابنة عمران" يرد صاحب التخطئة أيضا على عبد الله يوسف على قائلا: لو كان القرآن يريد بذلك أنها تنتمى من بعيد إلى عمران أبى موسى فلتأتِ لى بمثال آخر من القرآن ينسب الشخص إلى جده البعيد لتعضيد تفسيرك هذا حتى أقتنع. ولأن عبد الله يوسف على قد مات فلْيسمح لى السيّد المخطِّئ بأن أسوق إليه هذه الشواهد القرآنية، مع معرفتى من الآن أنه لن يقتنع ولو على جثته، اللهم إلا إذا أراد الله به خيرا: فقد جاء فى كلام أبناء يعقوب فى ردّهم على أبيهم وهو على فراش الموت: "نعبد إلهَك وإلهَ آبائك: إبراهيمَ وإسماعيلَ وإسحاقَ" (البقرة/ 133)، فجعلوا كُلاًّ من إبراهيم وإسماعيل وإسحاق أبا ليعقوب، رغم أنه لم يكن له بطبيعة الحال إلا أب واحد هو إسحاق، أما إبراهيم فهو جدّه، وأما إسماعيل فهو عمّه. أم لكم رأى آخر؟ ذلك أن الإنسان لا يمكن أن يكون له إلا أب واحد وأم واحدة! وبالمثل نسمع يعقوب يقول ليوسف عليهما السلام: "وكذلك يجتبيك ربُّك ويعلمّك من تأويل الأحاديث، ويُتِمّ نعمته عليك وعلى آل يعقوب كما أتمها على أبويك من قبلُ: إبراهيمَ وإسحاقَ " (يوسف/ 6)، ولست فى حاجة إلى القول بأن إبراهيم وإسحاق لم يكونا أبوين ليوسف، بل الجد البعيد والجد المباشر على الترتيب. وفى الآية 38 من سورة "يوسف" أيضا يعلن هذا النبى الكريم وهو فى السجن عن عقيدته قائلا: "واتبعتُ ملّة آبائى: إبراهيم وإسحاق ويعقوب". بل إن الأمر فى هذه الآيات أعقد، إذ يستحيل (كما قلنا) أن يكون هناك أكثر من أب لشحص واحد، لكنها اللغة! كذلك فالقرآن الكريم يقول عن آدم وحواء إنهما أبوان للبشر أجمعين، والبشر من الناحية الأخرى هم "بنو آدم"، مع أن آدم وحواء لم يكونا أبوين إلا لقابيل وهابيل ومن يمكن أن يكونا قد أنجباه من الأبناء سواهما. ونحن الآن مثلا بيننا وبين هذين الأبوين لا يدرى إلا الله كم من الدهور والأحقاب، ورغم هذا فنحن "أبناء آدم وحواء"، وهما "أبوانا"! وفى الآية 78 من سورة "الحج" يخاطب الله سبحانه المسلمين واصفًا إبراهيم عليه السلام بــ"أبيكم إبراهيم"، وأين إبراهيم فى الزمن من المسلمين فى عصر النبى ومِنْ بعده إلى يوم القيامة؟ وفى الآية 61 من سورة "آل عمران" يُؤْمَر الرسول عليه السلام بأن يقول لوفد النصارى الذين وفدوا عليه فى المدينة: "تَعَالَوْا نَدْعُ أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نَبْتَهِلْ فنَجْعَلْ لعنة الله على الظالمين"، ولم يكن للرسول حينذاك إلا فاطمة رضى الله عنها، لكن المقصود فاطمة وابناها الحسن والحسين، وهما لم يكونا ابنين للرسول بل حفيدين. ومرة أخرى أنا لا أتوقع أن يقتنع السيّد المخطّئ رغم هذه الشواهد المفحمة، اللهم إلا إذا أراد الله به خيرا!

    وأما قوله إنه إذا كان القرآن يريد أن مريم تنتسب إلى هارون انتسابا روحيًّا لا جسديًّا لقال: "يا ابنة هارون" لأنه لا يعقل أن يُنْسَب شخص إلى شخص لا معاصرة بينهما بنسب الأخوة، فرغم أنى قد أجبت بأن الذى قال هذا ليس القرآن، بل قوم مريم، وأن القرآن هو مجرد حاكٍ لما قالوه، فإنى أسوق إليه الآية 38 من سورة "الأعراف" التى تتحدث عن تتابع الأمم الكافرة على النار واحدة بعد واحدة: "كلما دخلت أمةٌ لعنت أختها"، فقد جعلت الآية النسب بين هذه الأمم التى لم تكن متعاصرة هو نسب الأخوة لا البنوة. فما رأيه فى هذا؟ وما رأيه فى قول الرسول عليه السلام يصف العلاقة التى تربط بين الأنبياء جيمعا: "الأنبياءُ أولادُ عَلاَّتٍ"، أى إخوةٌ أبوهم واحد، وأمهاتهم شتى؟ ومعروف أن الأنبياء تفصل بينهم أمداءٌ متناوحةٌ على صفحات التاريخ. وهناك أيضا هذا الحديث الذى يخاطب فيه موسى وهارونُ محمدًا عليه السلام حين التقَوْا ثلاثتهم فى السماء ليلة المعراج بقولهما: "مرحبًا بالأخ الصالح والنبى الصالح "، فسمياه "أخا" رغم المدى الزمنى الطويل الذى يفصل بينهما وبينه.

    وهناك نقطة أثارها كاتب التخطئة الذى نناقش كلامه هنا، وهى أن التفسيرات المتضاربة التى يقدّمها علماء المسلمين حول تسمية القرآن لمريم: "ابنة عمران" هى دليل على أن ثمة مشكلة لا يتوفر لها حل مقنع. وأنا معه فى أن المفسرين المسلمين قد يقدمون تفسيرات متناقضة أو مختلفة لهذه المسألة، بيد أن هذا لا يعنى أن القرآن مخطئ. لقد رأينا أن النصارى ليس لديهم رواية موثوقة بأن اسم أبى مريم هو يواقيم، بل كل ما هنالك أن هذا الاسم قد ورد فى بعض الأناجيل التى يؤكدون أنها أناجيل مزيفة. إذن فهم من الناحية التاريخية لا يستطيعون أن يثبتوا أن القرآن قد أخطأ فى القول بأن أباها هو عمران. بل حتى لو افترضنا أن رواية الأناجيل المذكورة هى رواية صحيحة فإن هذا لا يعنى بالضرورة أن رواية القرآن خطأ، إذ من الممكن جدا جدا أن يكون للرجل أكثر من اسم: وأستطيع أن أذكر الآن عددا من أقاربى وأبناء جيراننا فى القرية ممن يحمل الواحد منهم أكثر من اسم، كالشوادفى العداوى الذى كان يسمى أيضا: "إبراهيم الصاوى"، وقطب الصهرجتى الذى يسمى أيضا: "حنكوش"، والسيد أبو صيرة الذى كنا نناديه قى صغرنا: "خيشة"، والسيد أبو صيرة الآخر (ابن عمه) الذى يسمى كذلك: "قطب"، ومحمد العزلة ابن خالى الذى لا أناديه أنا وكثير ممن يعرفونه عن قرب إلا بـ"رمضان"، وإحدى قريباتى التى لا يناديها أهلها إلا بــ"عبلة"، على حين لا يناديها زوجها وأولادها وزملاؤها وزميلاتها فى الكلية وجيرانها فى بيت زوجها إلا بــ"فاطمة"...وهلم جرا. وفى الكتاب المقدس أشخاص يجمعون بين اسمين وأكثر، مثل أبرام وإفرائيم وإبراهيم، وحَمِى موسى الذى يسمى فى ذات الوقت: "يثرون" و"رعوئيل (بن يثرون)" (خروج/ 3/ 1، و4/ 18)، فضلا عن اسم ثالث سماه به التلمود هو "حوباب" حسبما ذكر أبو الأعلى المودودى فى تفسيره للقرآن الكريم (S. A. A. Maududi, The Meaning of the Qur’an, Lahore, 1978, Vol. IX, P. 87). وطبعا لا بد ان يكون القارئ قد لاحظ التخبط فى النظر إلى حَمِى موسى على أنه هو هو، وأنه هو ابنه فى نفس الوقت، إذ هو مرة: "يثرون"، ومرة: "ابن يثرون"! وهناك يعقوب وإسرائيل، وهناك يسوع والمسيح وعمانوئيل...إلخ. وعندنا أبو بكر والصِّدّيق وعَتِيق، وكذلك عمر والفاروق، وأبو جهل وعمرو، وأبو لهب وعبد العُزَّى. وقبل هؤلاء جميعا رسولنا الكريم، الذى له من الأسماء محمد وأحمد والمصطفى، إلى جانب طه وياسين فى الأوساط الشعبية. وكما يرى القارئ قد تكون بعض الأسماء فى الأصل ألقابا أو كُنًى، ثم يشتهر بها أصحابها حتى ليظن الناس أنها أسماؤهم الرسمية.

    كذلك كثيرا ما يقابلنا فى الكتاب المقدس ("المقدس" عندهم لا عندنا) عدة أشخاص يتَسَمَّوْن بنفس الاسم رغم تباعد الديار والأزمنة، ولن نذهب فى ذلك بعيدا، فــ"يواقيم" مثلا يُطْلَق فى ذلك الكتاب على ستة أشخاص طبقا لما ذكرته "The International Standard Bible Encyclopedia"، ومنهم يواقيم بن يشوع، الذى يُسَمَّى خطأ بــ"يواقيم بن زربّابل" كما تقول هذه الموسوعة ذاتها. فما وجه الغرابة إذن فى أن يكون هناك عِمْرانان: عِمْران أبو موسى وهارون، وعِمْران أبو مريم؟ وسواء بعد ذلك أ كان اسم هذا الأخير هو "عِمْران" فقط أو كان له اسم آخر هو "يواقيم". وبالمناسبة فعِمْران أبو موسى الذى يرفض إخواننا السذَّج أن يكون هناك عِمْران غيره، هذا العمران قد ورد ذكره فى الكتاب المقدس (عندهم لا عندنا) على أنه ابن قهات بن لاوى، بيد أن كاتِبَىْ مادة "عمران" فى "The International Standard Bible Encyclopedia" و"دائرة المعارف الكتابية" يشكان فى هذا كثيرا قَائِلَيْنِ إنه لا يمكن أن يكون ابنا مباشرا لقهات، بل أغلب الظن أنه من نسله فقط، لأن المسافة الزمنية التى تفصل بين الاثنين، والتى تمتد لعدة أجيال، لا تسمح بأن يكونا أبا وابنا بالمعنى الحرفى. وهذا ما جاء فى "دائرة المعارف الكتابية" نصًّا، ويكاد أن يكون ترجمة حرفية لما ورد فى "The International Standard Bible Encyclopedia"، وإن زاد عليه أن يوكابد زوجة عمران لا يمكن أن تكون ابنة لاوى حرفيًّا، بل من نسله فحسب:

    "عمرام بن قهات بن لاوي ، وأبو هرون وموسى ومريم (خر 6: 18، عد 3: 19، 26: 59، 1 أخ 6: 3، 23: 13). واسم امرأته يوكابد بنت لاوي (حر 6: 20، عد 26: 59). وليس من السهل الجزم بأنه كان ابنًا مباشرًا لقهات، بل لعله كان من نسل قهات، حيث أن هناك عشرة أجيال بين يوسف ويشوع (1 أخ 7: 20- 27)، بينما لا تذكر سوى أربعة أجيال بين لاوى وموسى في نفس المدة تقريبا. كما أن عدد القهاتيين في زمن الخروج كان 8.600 (عد 3: 28)، وهو أمر مستبعد، إن لم يكن مستحيلاً، أن يحدث في خلال أربعة أجيال. ولذلك فالأرجح أن عمرام لم يكن ابنًا مباشرًا لقهات، بل كان من نسله. وكذلك كانت يوكابد ابنة للاوي بنفس هذا المعنى".

    وبالمناسبة فكلمة "عمران" لا تعنى "الشعب تعالى أو تعظم" فقط كما نقرأ فى هذه المادة، بل لها معان أخرى حسبما ورد فى موقع "Behind the Name" هى: "their sheaves, handfuls of corn, their slime". وهكذا يتضح لكل ذى عينين وبصيرة أن مسألة "عمران" هى مسألة يحيط بها الشك من كل جانب، فكيف تواتى القومَ هذه الجرأةُ المتناهية فى الاندفاع إلى تخطئة القرآن؟



    والآن ما رأى إخواننا الأفاضل الذين يملأون الدنيا صياحا ونواحا لأن القرآن قال: "مريم ابنة عمران"؟ أى أنه حتى لو ثبت أن "عمران" هنا هو عمران أبو موسى وهارون فلن تكون هناك أية مشكلة طبقا لتقاليدكم فى التسميات وما ورد فى كتابكم نفسه فى هذا المجال، ومنه "يوسف (النجار) بن داود" (متى/)، و"يسوع بن داود" (متى/ 1/ 16- 20)، و"ابنة إبراهيم (حسبما نادى المسيح عليه السلام المرأة المنحنية الظهر التى قابلته فى الطريق)" (لوقا/ 13/ 16)، علاوة على "ابن الله" التى أُطْلِقَتْ فى الكتاب المقدس (عندهم) على عدة اشخاص مثل "آدم"، وقد مرّ من قبل، و"إفرائيم" (إرميا/ 31/ 9)، و"إسرائيل" (خروج/ 24/ 22- 32)، و"داود" (مزامير/ 89/ 26- 27).

    إذن فمن الناحية التاريخية المحضة (فى حدود علمى) لا يوجد بين أيدينا دليل على أن أبا مريم كان يدعى: "يواقيم" أو "عمران" أو أى اسم آخر، ومن ثم كان من التنطع المسارعة بتخطئة القرآن. أقول إن هذا هو الموقف من الناحية التاريخية المحضة، بيد أن هذا الموقف لا يقفه إلا من يتناول المسألة تناولا باردا كأنه آلة من الآلات التى لا تستطيع أن تفكر من تلقاء نفسها، وليس عنده طريق آخر يسلكه. وفى حالتى أنا وأمثالى ممن يؤمنون بصدق القرآن وعصمته، لا بناءً على إيمان موروث بل استنادًا إلى بحثٍ استغرق سنواتٍ وسنواتٍ سعيتُ فيها حثيثًا وراء معرفة مصدره، وتحليل مضمونه وجوّه الروحى، والمقارنة بين لغته ولغة الحديث النبوى، وكذلك المقارنة بينه وبين الكتاب المقدس فى الموضوعات المشتركة بينهما لمعرفة أيهما المصيب وأيهما المخطئ فى حالة وجود اختلاف لا يمكن التوفيق بينهما فيه، والنظر فى كل اتهام أو تشنيع وُجِّه إليه من قِبَل من لا يؤمنون به، بل ودراسة "دائرة المعارف الإسلامية" التى وضعها المستشرقون وبثوا فيها كل أفكارهم وآرائهم ونظرياتهم فى القرآن والرسول والإسلام بوجه عام وتأليف كتاب كامل تناولتُ فيه كل ما قالوه فى تلك الموسوعة وتوصلتُ إلى أنه كله كلام فارغ لا أساس له...إلخ، وهو ما خرجتُ منه بأن القرآن هو كلام الله وأن محمدا صلى الله عليه وسلم هو رسول من عنده سبحانه وتعالى، فهو لم يكن كاذبا مدَّعيا ولا واهما مخدوعا ولا مصابا بأى مرض نفسى مما يتهمه به الأفاكون المضللون. وقد سجلتُ كل ذلك فى عدد من كتبى ودراساتى ليطّلع عليه القراء ويشاركونى رحلتى فى هذا البحث. وعلى هذا فإنى موقن بأن ما قاله القرآن الكريم من أن "مريم" هى ابنة "عمران" هو حق لا يمكن التشكيك فيه. وهذا ما انتهى إليه فكرى وعقلى وسعيى الحثيث الدؤوب بعد أنْ لم آلُ جهدا فى هذا السبيل، ثم يوم القيامة نمثل كلنا أمام الدَّيّان ليحاسبنا على مدى اجتهادنا وإخلاصنا. وأملنا فى كرمه ورحمته واسع كبير يكافئ عظمته وبِرّه ومقدرته، والله من وراء القصد، وهو الهادى إلى سواء الصراط!

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Apr 2005
    المشاركات
    3,801
    آخر نشاط
    22-12-2012
    على الساعة
    06:56 PM

    افتراضي مشاركة: شبهة أخت هارون تكشف غباء أعداء الدين

    وبعد، فقد كان هذا تحليلا علميا متأنيا لإحدى الدعاوى التى يطنطن المبشِّرون ويُجْلِبون بها على العامّة وأشباههم يحاولون أن يوهموهم أن فى القرآن أخطاء، ومن ثم فهو غير معصوم ولا هو من عند الله. ولا شك أن القارئ الكريم قد تبين له الآن أن الأمر ليس بالسذاجة التى يظن هؤلاء المتاعيس المناحيس أنها يمكن أن تُغْنِىَ عن العلم الصحيح، ولاحظ كيف أن التنقيب والتفتيش قد انتهيا بنا إلى أن كل ما قالوه وأَجْلَبوا به لا يزيد على أن يكون رصاصة من ذلك الرصاص الفِشِنْك الذى يخُضّون به الأطفال. وهذه كل بضاعتهم التى لا يستطيعون أن يجدوا غيرها مستغلين المآسى الاقتصادية التى تمر ببعض البلاد الإسلامية ويتخذها هؤلاء الشياطين فرصة لبث سمومهم الوثنية والضحك على العامة وأشباههم بمثل تلك المزاعم التى لا يستطيع العوام أن يعرفوا وجه الحق فيها. وهدفهم من وراء ذلك هو تشكيك عوام المسلمين على الأقل إن لم يستطيعوا أن يَخْتِلُوهم عن دينهم! وقد أرسل إلىّ مشكورًا الصَّدِيقُ المغربىُّ الأستاذ حسن السرّات (الذى عرفته بالمصادفة عن طريق المشباك منذ أسابيع) مقالا بالفرنسية عن التنصير فى الجزائر، لافتا نظرى إلى الأخطار التى تهدد هذا البلد العربى المسلم من جرّاء ذلك. وقد قرأت المقال فور وصوله، فوجدت أن ما يحدث فى الجزائر هو هو نفسه ما يحدث فى المغرب مما تناوله مقال آخر بالفرنسية كان قد بعث به إلىّ أيضا الأستاذ السرات من قبل وقمت بترجمته ونشرته فى بعض المواقع المشباكية: فالدجل التبشيرى هنا هو الدجل التبشيرى هناك، والمزاعم المضحكة عن صلاح أخلاق المسلم بعد تنصره هنا هى نفسها هناك، وتحويل بعض المنازل فى السر إلى كنائس هنا هو نفسه هناك، واستغلال الجهل والفقر هنا هو نفسه هناك، والغاية التى يتغياها المبشرون هنا هى نفسها هناك، ألا وهى تحويل المغرب العربى إلى النصرانية مرة أخرى بعد أن أنعم الله على شعوبه بنعمة التوحيد الطاهر الكريم. والأمر الآن إلى الشعوب العربية المسلمة حكاما ومحكومين: فهل ترضى تلك الشعوب بهذا الذى يجرى وتترك هؤلاء اللصوص يسرقون عقائد عوامّها وفقرائها فى الظلام مستغلين فقرهم وجهلهم، أم هل تنظر فى هذا الخطر الماحق فتضع له الخطط التى تكفل وقفه والقضاء عليه قبل أن يستفحل ويتحول إلى سرطان يلتهم عقيدة الأمة وروحها وضميرها؟

    انتهى كلامه
    الشرقاوى كتب في : Jun 27 2005, 11:34 PM
    بسم الله الرحمن الرحيم

    بارك الله فيك الأخ الكريم وأود أن أضيف رد مشابه للدكتور محمد عماره


    يسمى القرآن والدة المسيح ـ عليه السلام ـ باسم ( أخت هارون ) [19 : 28] ، ولعل محمداً ـ صلى الله عليه وسلم ـ خلط بين مريم أم المسيح ومريم أخرى كانت أختاً لهارون ، الذى كان أخاً لموسى ـ عليه السلام ـ ومعاصراً له ، ولا يوجد مثل هذا التناقض فى الكتاب المقدس .

    الجواب

    يتحدث القرآن الكريم عن مريم أم المسيح ـ عليهما السلام ـ باسم ( أخت هارون ) ، وذلك فى سورة مريم ، فيقول مخاطباً إياها فى الآية 28 : ( يا أخت هارون ما كان أبوك امرأ سوء وما كانت أمك بغياً ) وليس لهذه التسمية ذكر فى الإنجيل ..

    بل الثابت ـ فى القرآن والأناجيل ـ أن مريم هى ابنة عمران ( ومريم ابنة عمران التى أحصنت فرجها ) [ التحريم 28] ..

    وعمران هذا هو من نسل داود ـ عليه السلام ـ أى من سبط ونسل يهوذا ، وليس من سبط ونسل هارون ( سبط اللاويين ) .. فكيف دعاها القرآن ( أخت هارون ) ؟ ..

    هذا هو التساؤل والاعتراض الذى يورده البعض شبهة على القرآن الكريم ..

    والحقيقة ، التى تُفهم من السياق القرآنى ، أن تسمية مريم بـ ( أخت هارون ) ، ليست تسمية قرآنية ، وإنما هى حكاية لما قاله قومها لها ، وما خاطبوها ونادوها به عندما حملت بعيسى عليه السلام ، عندما استنكروا ذلك الحمل ، واتهموها فى عرضها وشرفها وعفافها .. فقالوا لها : ( يا مريم لقد جئت شيئاً فرياً . يا أخت هارون ما كان أبوك امرأ سوء وما كانت أمك بغياً ) [ مريم : 27 ، 28 ] ..

    فلماذا نسبها قومها إلى هارون ؟

    يختلف المفسرون فى التعليل .. فمنهم من يقول : إن هارون ـ المشار إليه ـ كان رجلاً فاسقاً ، اشتهر فسقه ، فنسبها قومها إليه ، إعلاناً عن إدانتهم لها ..

    ومن المفسرين من يقولون : إن هارون هذا كان رجلاً صالحاً مشهوراً بالصلاح والعفة .. فنسبها قومها إليه سخرية منها ، وتهكماً عليها ، وتعريضاً بما فعلت ، واستهزاء بدعواها الصلاح والتقوى والتبتل فى العبادة ، بينما هى ـ فى زعمهم ـ قد حملت سفاحاً .

    وقيل : إنه كان لها أخ من أبيها اسمه هارون ، وكان من عباد وصلحاء بنى إسرائيل ، فنسبوها إليه .. واسم هارون من الأسماء الشائعة فى بنى إسرائيل .. [ انظر فى ذلك قصص الأنبياء ص 383 ، 284 ، والقرطبى ج 11 ص 100 ، 101 ، والكشاف ج 2 ص 508 ] ..

    والشاهد من كل ذلك أن هذه التسمية لمريم بـ ( أخت هارن ) ليست خبراً قرآنياً ، وإنما هى حكاية من القرآن الكريم لما قاله قومها .. وهذه الاحتمالات التى ذكرها المفسرون تعليلاً لهذه التسمية هى اجتهادات مستندة إلى تراث من التاريخ والقصص والمأثورات
    hossam magdy كتب في : Jun 28 2005, 05:47 AM .

    http://www.tafsir.org/index.php?suba...t=1&maqal=full

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Nov 2007
    المشاركات
    50
    آخر نشاط
    30-01-2012
    على الساعة
    09:17 AM

    افتراضي

    السلام عليكم بالنسبة للاية الكريمة يااخت هارون فانها لا تاتى فى سياق ذكر نسب العذراء مريم بل تحكى لمل قاله اهلها عنها وارى ان نسبتها لهارون الذى ان المقصود به هارون عليه السلام هى على سبيل المجاز نظرا لاشتراكهما فى تقوى الله مثال على ذلك قوله تعالى والى مدين اخاهم شعيب او الى ثمود اخاهم صالح فمن غير المعقول لن كل قوم ثمود اخوة لصالح عليه السلام فتكون الاخوة هنا مجازية
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

شبهة أخت هارون تكشف غباء أعداء الدين

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. مش غباء وبس لا دا عمى كمان (أقسم بالله غباء وعمى )
    بواسطة عبقرى في المنتدى منتدى نصرانيات
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 17-01-2017, 09:05 PM
  2. أعداء البشرة و الجمال
    بواسطة أمـــة الله في المنتدى قسم العناية بالبشرة والصحة والجمال
    مشاركات: 16
    آخر مشاركة: 03-05-2012, 10:26 PM
  3. فضائح بالقناطير, و غباء ليس بعده غباء
    بواسطة لطفي مهدي في المنتدى مشروع كشف تدليس مواقع النصارى
    مشاركات: 21
    آخر مشاركة: 22-08-2008, 06:42 PM
  4. مذكرة أعداء الإسلام
    بواسطة ربيع الورد في المنتدى المنتدى الإسلامي
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 10-05-2008, 11:28 PM
  5. نسف شبهة الحجر الاسود بالعقل قبل الدين
    بواسطة fayed_abdo في المنتدى الرد على الأباطيل
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 14-03-2008, 07:53 PM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  

شبهة أخت هارون تكشف غباء أعداء الدين

شبهة أخت هارون تكشف غباء أعداء الدين