بحثت كثير عن رشاد خليفة ولم أجد ما قرأته عنه من قبل أخي محمود , وحلمي لكن يوجد في الانترنت تعريفات كثيرة له . فأناا قرأت سيرته تفصيلا من قبل ولكن الان ليست معي وعلى الاقل وجدت على الانترنت بعض ما يدل عليه
وهو
تعريف برشاد خليفة وبحثه

بقلم: بسام جرار




رشاد خليفة مصريّ، حاز على شهادة الدكتوراة في الكيمياء الصناعيّة، وعمل خبيراً لدى اليونسكو. سكن مدينة توسان، التي تقع في ولاية أريزونا، في الولايات المتحدة الأمريكيّة. قدّم نفسه على أنّه إمام لمسجد توسان، وأخذ يتحدث عن إعجاز العدد 19، وذلك في النصف الثاني من السبعينات. وقد صَدَر بحثه في أكثر من نشرة، ثمّ جعله في كتاب بعنوان: (معجزة القرآن الكريم)، وكانت الطبعة الأولى عام 1983م.

حين بَدَأت أمارات الانحراف تظهر في فكر وسلوك رشاد خليفة جاء ذلك متزامناً مع بروز خلافات ومشاكل له مع المصلين في مسجد توسان، وتفاقمت هذه المشاكل إلى أن تمّ طردُه، فقام بتأسيس مركز خاص به وبدعوته، التي استهلها بإنكار السُّنّة وختمها بادّعاء الرسالة. وقد أصبح فيما بعد ممن يملكون الملايين، مما جعل الشبهات تدور حول شخصه وصِلَتِهِ بجهات معادية للإسلام. وكانت خاتمته أن وُجد مقتولاً طعناً بسكّين، وذلك في المركز الذي أنشأه. ويحاول أتباعه، أو الجهة التي من ورائه، أن يعطوا تفسيراً لمقتل هذا الرسول المدّعي، والذي لم يكمل رسالته، في محاولة لإكمال مسيرة الكيد للإسلام.

وإليك أخي القارئ تعريفاً بكتاب (معجزة القرآن الكريم) المطبوع في دار العلم للملايين، في بيروت، عام 1983م، مضافاً إليه بعض المسائل التي أشار إليها رشاد خليفة في نشرات أخرى:

1. أول ما نزل من القرآن الكريم 19 كلمة:"إقرأ باسم ربك الذي خلق ... علّم الإنسان ما لم يعلم"، هذا على اعتبار أنّ (مالم) هي كلمة واحدة. وهذه الكلمات ال 19 هي 76 حرفاً، أي (19×4)، وذلك وفق الرسم العثماني للقرآن الكريم. أمّا عدد أحرف سورة (العلق) فهو 285 حرفاً، أي (19×15)، وعدد آياتها هو 19 آية، وهي السورة 19 قبل الأخيرة في ترتيب المصحف.

تعليق: هذه المعلومات صحيحة، ولكن لا وجه عندنا لاعتبار مالم كلمة واحدة.

2. ثاني ما نزل من القرآن الكريم الآيات (1-9) من سورة القلم، وهي 38 كلمة، أي (19×2). وثالث ما نزل من القرآن الكريم الآيات (1-10) من سورة المزمّل، وهي 57 كلمة، أي (19×3). ورابع ما نزل الآيات (10-30) من سورة المدّثر، والآية 30 هي: "عليها تسعة عشر". وخامس ما نزل سورة الفاتحة، وكان أن نزل:"بسم الله الرحمن الرحيم"، الآية الأولى من سورة الفاتحة.

تعليق:

?أ- نزلت سورة العلق أولاً، ثم القلم، ثم المزّمل، ثم المدّثر، ثم الفاتحة. والمشهور أنّ أول ما نزل هي الآيات (1-5) من سورة العلق. أمّا ترتيب نزول القلم و المزّمل و المدّثر فلا مجال للجزم بصحته، لأنّ هذه المسألة هي محل خلاف وتعددت فيها أقوال العلماء.

?ب- ثم إنّ عدد كلمات الآيات (1-9) من سورة القلم هو 39 وليس 38. ويبدو أنّهُ اعتبر ما يسطرون كلمة واحدة، على اعتبار أنّ هذه الجملة يمكن أن تُؤَوّل بكلمة واحدة هي كلمة كتابتهم. وهذا غير مقبول، لأننا نعتمد في عدد الحروف والكلمات على رسم المصحف، المسمّىالرسم العثماني، وليس على أساس المعنى. وإذا تمّ اعتماد المعنى كأساس فسوف لا تكون كلمة كتابتهم كلمة واحدة.

?ج- عدد كلمات الآيات (1-10) من سورة المزّمل هو 58 وليس 57، ويبدو أنه اعتبر ما يقولون كلمة واحدة.

3. عدد أحرف البسملة هو 19 حرفاً، وذلك وفق الرسم العثماني. وتكررت كلمات البسملة كالآتي: اسم تكررت 19 مرة. وتكرر لفظ الجلالة الله 2698 مرة، أي (19×142). وتكررت كلمة رحمن 57 مرة، أي (19×3). وتكررت كلمة رحيم 114 مرة، أي (19×6). وعليه يكون مجموع تكرارات العدد 19 لهذه الكلمات هو (1+142+3+6) = 152 = (19×8).

تعليق: تكرار لفظ الجلالة الله في القرآن الكريم هو 2699 وليس 2698، وما ينبني على ذلك لا يكون صحيحاً.

4. تكررت البسملة "بسم الله الرحمن الرحيم" في القرآن الكريم 114 مرة، أي (19×6). وإذا بدأنا العدّ من سورة التوبة، والتي لا تُستهل ببسملة، فسنجد أنّ ترتيب سورة النمل، والتي تتضمن بسملتين، هو 19. وإذا جمعنا أرقام السّور، من سورة التوبة إلى سورة النمل، فسنجد أنّ المجموع هو 342 أي (19×18)، وهذا هو أيضاً عدد الكلمات من بداية سورة النمل إلى نهاية الآية 29. ولا ننسى أنّ الآية 30 هي:"إنّه من سليمان، وإنه بسم الله الرحمن الرحيم".

تعليق: هذا إلى حدٍّ ما صحيح، ولكن وفق قاعدته في إحصاء الكلمات، من مثل: "ما يسطرون" و "ما يقولون"، فإنّ عدد الكلمات من سورة النمل هو 340 وليس 342، لأنّ هناك كلمتين في الآية 25 هما: "ما تُخفون" و "وما تعلنون". وبذلك يتضح أنّه لا يلتزم قاعدة في الإحصاء.

5. هناك 29 سورة في القرآن الكريم تُستهل بأحرف نورانيّة، وعدد هذه الأحرف هو 14 حرفاً، يتألّف منها 14 فاتحة. وعليه: (19+14+14) = 57 أي (19×3).

تعليق: هذا صحيح.

6. تستهل سورة القلم بالحرف ن وقد تكرر هذا الحرف في السورة 133 مرّة، أي (19×7). وتستهل سورة ق بالحرف ق وقد تكرر في السورة 57 مرّة، أي (19×3). وتستهل سورة الشورى بالحروف حم عسق، وقد تكرر الحرف ق في السورة أيضاً 57 مرّة. وعليه يكون مجموع تكرار الحرف ق في السورتين هو 114، أي (19×6). وتكرر الحرف ص في سور ( مريم، الأعراف، ص)، والتي تُستَهَلّ بـ (كهيعص، المص، ص) 152 مرة، أي (19×8).

تعليق: هذا لا يصحّ حتى تُرسم ن هكذا نون ولم نجد هذا الرسم في المصاحف العثمانيّة، ويحتاج الأمر إلى دراسة ومتابعة للتحقق من وجود هذا الرسم في الصاحف العثمانيّة. ولا يكون مجموع الحرف ن في سورة القلم 133 حرفاً حتى نُحصي حروف البسملة. وكذلك لا يصح إحصاؤهُ لحرف ص في السور الثلاث حتى تُرسم كلمة بصطة، في سورة الأعراف، هكذا بسطة، ولم نجد ذلك في المصاحف العثمانيّة حتى الآن.

7. تستهل سورة مريم بالحروف (كهيعص). ومجموع تكرار الأحرف: (ك، هـ، ي، ع، ص) في سورة مريم هو 798، أي (19×42). وتستهل سورة يس بالحرفين (ي، س). ومجموع تكرار الحرفين في السورة هو 285 أي (19×15). ومجموع تكرار (ح+م) في سور الحواميم هو 2147 أي (19×113). ومجموع تكرار الأحرف (ع+س+ق) في سورة الشورى هو 209 أي (19×11). ومجموع تكرار (ح+م) في السور (غافر، فصلت، الشورى) هو 1121 أي (19×59). ومجموع تكرار (ح+م) في السّور (فصلت، الشورى، الزخرف) هو 1045 أي (19×55). أمّا تكرار (ح+م) في (الزخرف، الدخان، الجاثية، الأحقاف) فهو1026 أي (19×54). وأخيراً فإن تكرار (ح+م) في (غافر، الدّخان، الجاثية، الأحقاف) فهو 1102 أي (19×58).

تعليق:

?أ- هذه الإحصاءات صحيح، مع ملاحظة أنّهُ تمّ إحصاء الحرفين (ح+م) في بسملات سور الحواميم السبع.

?ب- تمّ إحصاء تكرار الحرفين (ح، م)، في السّور السبع كلها، فكان المجموع هو من مضاعفات العدد 19. أما مجموع التكرار في كل سورة على حِدة فليس من المضاعفات.

وبعد، فإنّ الذي سلف هو تفصيل ما صحّ من بحث رشاد خليفة، وإليك تفصيل ما لَفَّقَهُ وافتراهُ، وذلك وفق ما ورد في كتابه (معجزة القرآن الكريم) المشار إليه سابقاً:

1. لم يصح إحصاؤه لحرف الألف في سورة البقرة، وتناقض في قاعدة الإحصاء للألفات والهمزات في هذه السورة وسور أخرى.

2. لم يصح إحصاؤه لحرف الألف في سورة آل عمران، وتناقض أيضاً في قاعدة إحصاء الألفات والهمزات.

3. لم يصح قوله بأنّ مجموع تكرار الأحرف ( ا،ل، م، ص ) في سورة الأعراف هو من مضاعفات العدد 19.

4. لم يصح قوله بأنّ مجموع تكرار الأحرف ( ا، ل، ر ) في سورة يونس هو من مضاعفات العدد 19.

5. لم يصح قوله بأنّ مجموع تكرار الأحرف ( ا، ل، ر ) في سورة هود هو من مضاعفات العدد 19.

6. لم يصح قوله بأنّ مجموع تكرار الأحرف ( ا، ل، ر ) في سورة يوسف هو من مضاعفات العدد 19.

7. لم يصح قوله بأنّ مجموع تكرار الأحرف ( ا، ل، م، ر ) في سورة الرعد هو من مضاعفات العدد 19.

8. لم يصح قوله بأنّ مجموع تكرار الأحرف ( ا، ل، ر ) في سورة إبراهيم هو من مضاعفات العدد 19.

9. لم يصح قوله بأنّ مجموع تكرار الأحرف ( ا، ل، ر ) في سورة الحجر هو من مضاعفات العدد 19.

10. لم يستطع رشاد خليفة أن يُلفّق في عدد تكرارات الحروف ( هـ، ط، س، م ) لسهولة التحقق من ذلك عن طريق الكمبيوتر، فكان أغلب تلفيقاته متعلّقة بحرف الألف، الذي يصعب التحقق منه، لأنّ برامج الكمبيوتر المتوفرة في حينه لا تُعين على ذلك. ولم يجد رشاد خليفة أنّ مجموع تكرار الحرفين ( ط، هـ )، في سورة طه، هو من مضاعفات العدد 19، وكذلك الأمر في الحرفين ( ط، س )، من سورة النمل، وكذلك الحروف ( ط، س، م )، من سورتي القصص والشعراء. لذلك كله ذهب إلى القول بأنّ مجموع تكرار ( هـ، ط، س، م ) في سّور (مريم، طه، الشعراء، النمل، القصص) هو من مضاعفات العدد 19. ولا ندري ما هي هذه الفاتحة هطسم التي اخترعها. ثم إنّه قد أحصى (هـ) في سورة مريم، ولم يحص، على سبيل المثال، (س) في سورة يس!!

11. لم يصح قوله بأنّ مجموع تكرار الأحرف ( ا، ل ،م ) في سورة العنكبوت هو من مضاعفات العدد 19.

12. لم يصح قوله بأنّ مجموع تكرار الأحرف ( ا، ل، م ) في سورة الروم هو من مضاعفات العدد 19.

13. لم يصح قوله بأنّ مجموع تكرار الأحرف ( ا، ل، م ) في سورة لقمان هو من مضاعفات العدد 19.

14. لم يصح قوله بأنّ مجموع تكرار الأحرف ( ا، ل، م ) في سورة السجدة هو من مضاعفات العدد 19.

بعد التحقُّق من تكرار الأحرف في السّور المذكورة سالفاً وجدنا أنّ رشاد خليفة قد تعمّد التحريف والتلفيق ليخلص إلى نتيجة أنّ تكرار الأحرف المذكورة في كل سورة من هذه السور هو من مضاعفات العدد 19. ولا مجال لتصوّر أن يكون الأمر من قبيل الخطأ لظهور ذلك تماماً في أبحاثه. وقد جاءت التطورات في فكره وسلوكه لتبتّ هذه المسألة



الخلاصة:

لقد حَرّف رشاد خليفة إحصاء أحرف فواتح (12) سورة. أما فيما يتعلق بالعدد 19 ومضاعفاته فلم تصح أقواله في (23) سورة من أصل 29 هي سور الفواتح.

-----------------------------------------------------------------------------------------------

أيُّ رسولٍ هذا ؟!

بقلم: بسّام جرّار






لا يغيب عن بال رشاد خليفة أن ياتي بالدليل المزعوم على أنه رسول؛ فهو يزعم أنّ الله قد أظهره على سرّ العدد 19 في القرآن الكريم، ويعتبر ذلك دليلاً على أنّ الله قد اختاره رسولاً. يقول رشاد في رسالته إلى الرؤساء والملوك: "والذين لا يستحقّون رسالة الله ممنوعون من حق الوصول إلى القرآن"، أي أنه يعتبر الوصول إلى بعض أسرار القرآن الكريم دليلاً على الإختيار الربّاني. وعلى الرُّغم من تهافت هذا الكلام فلن نهمله، لاحتمال علوق شوائبه في أذهان البعض ممن قرأ كلام الرجل.

كم من عالمٍ وكم من باحثٍ وفّقهم الله إلى كشف أسرار القرآن الكريم واستخراج كنوزه، فهل هؤلاء أيضاً كلهم رسل؟! وقد يُجيبك رشاد فيقول: ولكنهم لم يدّعوا النبوة أو الرسالة. نقول: معنى هذا أنّ من كشف سراً من أسرار القرآن الكريم فقد عُصم من الانحراف والزلل والإلحاد وادّعاء النبوة!! وهذا فهم عجيب لا يقبله أهل العقل ولا أهل النقل.

يستشهد رشاد بالقرآن الكريم ليدلل على منطقه هذا: "... ومنهم من يستمع إليك، وجعلنا على قلوبهم أكِنّةً أن يفقهوه، وفي آذانهم وقراً، وإن يروا كل آية لا يؤمنوا بها..." (الأنعام: 25 ). من قال إنّ الكفار لم يفهموا معاني القرآن الكريم؟! بل هو بلسان عربي مبين، ولكنهم لم يفقهوه: "فهم لا يفقهون". هم إذن لم يفهموا الفهم المؤدي إلى الاعتبار والاتعاظ والالتزام بشريعة الله، وذلك نتيجة انحرافهم. فهل معرفة أنّ عدد سور القرآن الكريم هو 114 سورة، ومعرفة أنّ هذا العدد هو من مضاعفات العدد 19، هو الفقه؟! يبدو أنّه لم يفقه قوله تعالى:"وإن يروا كل آيةٍ لا يؤمنوا بها"؟! فشتّان بين من رأى ومن فقِه.

ويستشهد رشاد بآية أخرى:"وإذا قرأتَ القرآنَ جعلنا بينك وبين الذين لا يؤمنون بالآخرة حجاباً مستوراً* وجعلنا على قلوبهم أكنّةً أن يفقهوه وفي آذانهم وقراً"(الإسراء:45،46). واضح أنّه يستدل بهذه الآية على طريقة استدلاله بالآية السابقة، وكأنّه لم يفطن إلى أنّ مثل هذا الاستدلال يعني أنّ كل مستشرق درس الإسلام وتبحّر في علومه واستخرج من درره، لا بدّ أن يكون مسلماً مهتدياً. وهذا يعني أيضاً أنّ شخصاّ مثل الوليد بن المغيرة يُعتبر مهتدياً أيضاً؛ فقد وصف القرآن الكريم وصفاً جميلاً، وعبّر عن تذوّقٍ رفيع لإعجازه، وعلى الرغم من ذلك فقد قال القرآن الكريم في حقّهِ:" ثم عبس وبسر* ثمّ أدبر واستكبر* فقال إن هذا إلا سحرٌ يؤثر* إن هذا إلا قول البشر* سأصليه سقر* وما أدراك ما سقر* لا تبقي ولا تذر* لواحة للبشر* عليها تسعة عشر" (المدثر: 22-30). إنّ هذه الآيات من سورة المدّثر، والتي ورد فيها العدد 19، تتحدث عن موقف الوليد بن المغيرة، الذي لم يُغن عنه امتداحه للقرآن الكريم شيئاً. ولو قرأ رشاد خليفة الآية 31 من سورة المدّثر، والتي تُبيّن الحكمة من ذكر العدد 19، لوجد:" ... كذلك يُضلّ اللهُ من يشاء، ويهدي من يشاء"، فلا المعرفة هدت، ولا المدح عصم.

القول بأنّ الله تعالى قد أظهر رشاد خليفة على سر من أسرار القرآن الكريم هو قول يجانب الصواب؛ فقد تبيّن لنا بعد دراسة أبحاثه أنّه غير أمين ويتعمّد التلفيق. ويبدو أنّ ذلك كان مدخلاً له لعله يساعده في ادّعائه أنّه رسولٌ من الله.

يقول رشاد خليفة في رسالة عنوانها ( رسالة مرسلة إلى الرؤساء والملوك في العالم الإسلامي): "جذر الكلمة رشد مذكور في القرآن الكريم 19 مرة"، وبالرجوع إلى صفحة 320 من المعجم المفهرس لألفاظ القرآن، لمحمد فؤاد عبد الباقي، نجد أنّ رشد ومشتقاتها وردت في القرآن الكريم 19 مرة. وهذا صحيح، ولكن لو رجع رشاد خليفة إلى صفحة 605 من المعجم نفسه، لوجد أنّ كلمة كَفَرَ قد وردت في القرآن الكريم 19 مرة. ولو رجع إلى صفحة 612 من المعجم نفسه، لوجد أنّ كلمة الكفّار قد وردت في القرآن الكريم 19 مرة أيضاً. ولو رجع إلى صفحة 716 لوجد أنّ كلمة المنافقين قد وردت في القرآن 19 مرة، ولوجد أنّ مشتقات نفق هي 38 أي (19×2).

استكمالاً للصورة نقوم بعرض بعض أخطاء رشاد خليفة في رسالته: ( رسالة مرسلة إلى الرؤساء والملوك في العالم الإسلامي). مع ملاحظة أنّ الرسالة لا تتجاوز الوريقات القليلة:

1. يقول رشاد إنّ مجموع الآيات في القرآن الكريم هو 6346 أي (19×334). وهذا القول يحتاج إلى تحقيق، إذ أنّ عدد آيات القرآن الكريم على طريقة الكوفيين كما جاء في كتاب ناظمة الزهر، للإمام الشاطبي، هو 6236 آية. والفارق كما نلاحظ كبير. وإذا أضفنا 112 بسملة يكون المجموع هو 6348، وهذا يعني أنّه اختار أن يكون عدد آيات القرآن الكريم 6234 آية، والسر في هذا الاختيار أنّه يعتقد بأنّ عدد آيات سورة التوبة هو هو 127 وليس 129، وهذا يعني أنّه يَطعنُ في الصحابة، رضوان الله عليهم، وليس هذا بعجيب، فقد كانت هذه السقطة من مقدمات الانحراف قبل أن يُعلن أنّه رسولٌ من الله.

2. يقول إن كلمة قرآن ذُكِرت في القرآن الكريم 57 مرة، أي (19×3)، ويقول إنّها وردت في 38 سورة، أي (19×2). ويقول: عندما نجمع أرقام الآيات التي وردت فيها كلمة قرآن يكون المجموع هو 2660 أي (19×140).

وهذا كلّه خطأ، وكل ما بني عليه يكون خطأً أيضاً؛ فلفظة القرآن، بضم النون وفتحها وكسرها، وردت في القرآن الكريم 58 مرة. وعند حذف الآية 15 من سورة يونس: "قال الذين لا يرجون لقاءَنا ائت بقرآنٍ غير هذا أو بدّله"، على اعتبار أنّهم يطلبون قرآناً غير هذا القرآن المنزّل، يصبح المجموع 57 كلمة. وإذا أحصينا كلمة قرآن منوّنة بتنوين الفتح، مثل: "إنّا أنزلناهُ قرآناً عربياً"، نكتشف أنّ كلامه غير صحيح أيضاً؛ فلماذا فرّق بين كلمة قرآن بضم النون وفتحها وكسرها، وبين كلمة قرآناً بتنوين الفتح؟! وقد نسعفه بجواب فنقول: وردت كلمة قرءان وفق هذا الرسم 57 مرة، وذلك بعد حذف الكلمة التي وردت في الآية 15 من سورة يونس، كما أشرنا.

أمّا قوله إنّ ال 57 كلمة قرآن قد وردت في 38 سورة، فهذا غير صحيح؛ فلو رجعنا إلى المعجم المفهرس لألفاظ القرآن، لوجدنا أنّ عدد السّور التي وردت فيها ال 57 كلمة قرآن هو 34 وليس 38 كما زعم.

أمّا قولهُ إنّ مجموع أرقام الآيات التي وردت فيها كلمة القرآن هو2660 فغير صحيح أيضاً؛ لأنّ المجموع هو 2847. فكيف بنا لو أحصينا البسملات في عدد آيات السور، كما فعل عند إحصاء مجموع آيات القرآن الكريم؟!

3. يقول إنّ كلمة واحد، عندما تكون صفةً لله تعالى، تكررت في القرآن 19 مرة. وهذا غير صحيح، لأنّ كلمة واحد، بتنوين الضم والكسر، وردت 19 مرة، ووردت كلمة واحداً، بتنوين الفتح، ثلاث مرات. وعليه يكون المجموع 22 تكراراً. ويمكنه أن يقول إنّ كلمة واحد، والتي جُمّلها 19، تكررت صفة لله تعالى 19 مرّة.

4. يقول رشاد:"عند جمع أرقام السّور، وإضافة أرقام الآيات التي ذُكرت فيها كلمة رشد و خليفة نجد أنّ المجموع = 1463 أي 19× 77 ". وهذا غير صحيح. وإليك التفصيل: يقول رشاد:"مجموع أرقام السُّور والآيات المذكور فيها رشد هو (19×72)+1= 1369". وهذا صحيح، مع ملاحظة أنّ هذا العدد يزيد عن مضاعفات العدد 19، هذا إن لم نجمع أرقام السُّور المكررة، وإلاّ فإنّ المجموع عندها يزيد بمقدار 334.

ويقول:"مجموع أرقام السُّور والآيات التي وردت فيها كلمة خليفة هو: (19×5)-1=94". وهذا أيضاً غير صحيحح؛ حيث أنّ كلمة خليفة وردت في القرآن الكريم مرتين فقط: في الآية 30 من السورة رقم 2، وفي الآية 26 من السُّورة رقم 38، وعليه يكون المجموع: (30+2+26+38) =96 وليس 94 كما يقول رشاد خليفة. ويقودنا هذا إلى سؤال متكرر: هل الخطأ عند رشاد يأتي سهواً، أم ماذا؟! فإن قال: بل رجعتُ إلى المصاحف التي تعتبر البسملة آية، نقول: عندها يصبح العدد 98. وإن قال: بل أخطأتُ في جمع الأرقام، نقول: فأيّ رسولٍ أنت، وأي دليل جئتَ به لتثبت رسالتك؟!.

5. يقول رشاد في رسالته للرؤساء والملوك:"إنّ أهم ما أمر به القرآن هو: أعبد الله وحده. وهذا ورد في: (7: 70، 39: 45، 40: 12 و 84، 60: 4) ومجموع أرقام هذه السّور والآيات هو 361 أي 19×19. انظر المعجم المفهرس، تحت وحده صفحة 745". نظرنا في صفحة 745، كما طلب رشاد، فوجدناه قد أسقط ذكر الآية 46 من سورة الإسراء،التي ترتيبها في المصحف هو 17، أي أنه أسقط مجموع: 46+17. واللافت للنظر أنّه أسقط آية يستشهد بمعناها على رسالته في مواضع أخرى، والآية هي:" وجعلنا على قلوبهم أكنّةً أن يفقهُوهُ وفي آذانهم وقْراً، وإذا ذكرتَ ربّك في القرآنِ وحدهُ ولّوا على أدبارهم نُفوراً". وقد يكون قصد أن يُحصي كلمة وحده عندما تعود إلى لفظ الجلالة الله، فالإحصاء عندها يكون صحيحاً، ولكن لا علاقة لذلك، كما ترى، بادّعائه الرسالة.

6. في مطبوع أرسله رشاد إلى صديق لنا بناءً على طلبه، حاول مرّة أخرى أن يُثبت أن اسم رشاد خليفة ورد في القرآن الكريم، فبحث في الجذر خلف، فلمّا لم يجد ضالّتهُ نظر في معاني مشتقات الجذر خلف وتخيّر على هواه منها 19 كلمة، ثم زعم أنّ كلمة خليفة وردت في القرآن 19 مرة، وتعمّد أن يترك بعض الكلمات. ولا يبعد أن يكون قد أوّل ما تركه لتسلم له دعواه.

معلوم أنّ كلمة خليفة لها معنى لغوي، وآخر اصطلاحي، فإذا أحصى رشاد الكلمات التي وردت في المعنى اللغوي فلن يصل إلى مبتغاه، وكذلك إذا أحصى الكلمات التي وردت في المعنى الاصطلاحيّ، أو فيهما معاً. وإليك بعض الأمثلة للكلمات التي تركها فلم يحصها، على الرُّغم من أنّه قد أحصى مثيلاتها:

"... قال بئسما خلفتموني من بعدي.." الأعراف: 150.

"...وقال موسى لأخيه هارون أخلفني في قومي وأصلح.." الأعراف: 142

"ولو شئنا لجعلنا منكم ملائكة في الأرض يَخلُفون" الزخرف: 60

"فاليوم ننجيك ببدنك لتكون لمن خلفك آية.." يونس: 92

"...ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خَلفِهم.." آل عمران: 170

وغير ذلك كثير من الكلمات التي لم يُحصِها ليصل إلى القول بأنّ كلمة خليفة قد تكررت في القرآن الكريم 19 مرّة. ومن (بهلوانيّاته) الكثيرة، في محاولاته لإثبات رسالته، نكتفي أخيراً بهذا المثال:

قال رشاد: "وردت رشاد في السورة 40 في الآية 29، وفي السورة 40 الآية 38. وأنّ خليفة وردت في السورة 2 الآية 30، وفي السورة 38 الآية 26". ولمّا وجد أنّ هذه الأرقام لا تقسم على العدد 19 قام بحذف الآية 30 من السورة 2، وذلك حتى يصبح المجموع من مضاعفات العدد 19: (40+29+38+26) = 133 = 19×7. والآية التي لم يُحصِ فيها كلمة خليفة هي:" وإذ قالَ رَبّك للملائكةِ إنّي جاعلٌ في الأرضِ خليفة..." والعجيبُ أنّ مسوّغ عدم إحصائها عنده أنّه يزعم أنّ كلمة خليفة في الآية يقصد بها الشيطان. ومن الغريب أنّه كان قد أحصاها عندما أراد أن يُثبت أنّ كلمة خليفة وردت في القرآن الكريم 19 مرة. فأي رسولٍ هو هذا؟!