صفحة خاصة لطرح اسئله محددة من قبل الأعضاء -(س , ج )

آخـــر الـــمـــشـــاركــــات


مـواقـع شـقــيـقـة
شبكة الفرقان الإسلامية شبكة سبيل الإسلام شبكة كلمة سواء الدعوية منتديات حراس العقيدة
البشارة الإسلامية منتديات طريق الإيمان منتدى التوحيد مكتبة المهتدون
موقع الشيخ احمد ديدات تليفزيون الحقيقة شبكة برسوميات شبكة المسيح كلمة الله
غرفة الحوار الإسلامي المسيحي مكافح الشبهات شبكة الحقيقة الإسلامية موقع بشارة المسيح
شبكة البهائية فى الميزان شبكة الأحمدية فى الميزان مركز براهين شبكة ضد الإلحاد

يرجى عدم تناول موضوعات سياسية حتى لا تتعرض العضوية للحظر

 

       

         

 

    

 

 

    

 

صفحة خاصة لطرح اسئله محددة من قبل الأعضاء -(س , ج )

صفحة 9 من 15 الأولىالأولى ... 8 9 10 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 81 إلى 90 من 144

الموضوع: صفحة خاصة لطرح اسئله محددة من قبل الأعضاء -(س , ج )

  1. #81
    تاريخ التسجيل
    Feb 2006
    المشاركات
    14
    آخر نشاط
    19-05-2006
    على الساعة
    02:11 PM

    افتراضي أهم مما تتوقع عن دموية الإسلام المدعاة ادخل و لا تتردددددددددد ورد و لك الثواب

    السلام عليكم و رحمة الله و بركاته فيا جند الله و أسوده و الذابين عن عرض نبيكم و دينه أريد أن أعرف بعض الأشياء و أتمنى الجواب عليها في أسرع و قت و أكون شاكرا لو كان الرد غدا موجود و أريد الاستفسار عن بعض النقاط التي تضايقني
    1-لماذا أباح الإسلام استرقاق البشر و التمتع بالنساء(السراري)كما يحلو لمالكهن و حتى لو لم ينجب منهن حتى تصبح أم ولد و هذه النقطة دائما أقرؤها في أي رد أن الإسلام شرع العتق و لم يشرع الرق و انه كان موجودا قبله و يذكر أمثلة على معاملة الأمم السابقة و اللاحقة للعبيد و معاملة المسلمين لهم و أن السبايا فقط كان الإسلام يشجعها حتى تنجب و تصبح أم ولد وأن الإسلام عمل على تضييق الروافد و توسيع منافذ العتق و ما إلى ذلك و أعرف أن الإسلام ليس بدعا في هذا فهناك نصوص في الإنجيل و التوراة تبيح ذلك فأريد ردا شافيا وافيا كافيا لو تفضلتم.
    2-حديث أم قرفة و الرد عليه المعروف أن الرواية تدور على الواقدي و أنه ضعيف و لكن الواقدي حسب علمي إمام في السير و المغازي فكيف يضعف حديث مثل هذا و كيف يأمر نبي الرحم بتقطيع أشلائها؟
    3-ما هو الذي فعله كعب بن الأشرف ،سلام بن أبي الحقيق،أبو عفك حتى يقتلوا غيلة؟
    4-من أين كان مصدر رزق النبي غير الغزوات و الغنائم و السرايا و هل كان سيموت بدونهن؟
    5-هناك روايات في كتابي طبقات ابن سعد و ابن هشام عن غزوة خيبر توضح أن النبي لم يكن همه إلا المال فهل هذا صحيح و منها تعذيب الزبير لكنانة بن أبي الحقيق حتى يخرج الكنز و جعله يقدح بزند في صدره و أريد أن أعرف المعنى و كيف تستعيذ امرأة من النبي وما السبب الذي جعله يتزوجها و هل خدعها أزواج النبي وقلن لها إنه يعجبها ذلك و كيف تصدق امرأة أن الرجل يعجبه أن تستعيذ المرأة منه؟
    6-هناك روايات و أحاديث توضح أن النبي لم يكن همه إلا النساء مثل "فضلت على الناس بأربع:السخاء و الشجاعة و كثرة الجماع"و أن النبي اصطفى ريحانة بنت ريحانة بنت زيد لأنه أعجبه جمالها وما الفائدة لاتخاذ الجواري لرجل كان عنده على الأقل ما لا يقل عن 4أو 5 نساء في ذلك الوقت أهو الشهوة أم ماذا و لماذا تزوج النبي حفصة و سودة و أراد طلاقهما و كيف يتزوج النبي امرأة فتل أباها و زوجها و أقربائها؟
    هناك بعض الروايات من مواقع نصرانية و أريد أعرف صحتها سلسلة
    رحلتي من الظلمة إلى النور
    (3)
    الرقص على الأشلاء في الفلــــوجةللأعلى
    آراء وشكاوي | الساحة العربية | بريد الساحة | ساحة الحوار | فارس نت
    للأعلى
    حقوق الطبع والنشر محفوظة للساحة العربية , يفضل تصفح الساحة بواسطة ميكروسوفت اكسبلورر
    الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في الساحة العربية بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعاره
    لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي للساحة العربية أو فارس نت بل تمثل وجهة نظر كاتبها
    أرجو الرد على هذه الشبهات و أعرف أنك تقدرون على ذلك و لني أريد أن أعرف ما مدى صحة العهدة العمرية لأنها تعتبر عيبا على المسلمين أن يكون الخليفة الثاني بمثل هذا المنظر و هل كانت تختم رقاب أهل الذمة بالرصاص كما قال أبو يوسف في الخراج و هو كتاب حديث العهد نسبيا إذ أن أبا يوسف يوسف توفي في 182
    و في كتب التفسير و السيرة فضائح على المسلمين محديث "جعل رزقي تحت ظل رمحي" و و أيضا رأيت رواية عن خزيمة بن ثابت أنه أراج قتل رجل في حرب كانت عليه خوذة عليها جواهر و أيضا عندما غضب المسلمون في غزوة حنين من الرسول كان بسبب ماذاهل بسبب الغنائم أم غيرها و هل يمكن لأحد تحميل التوراة و الإنجيل كاملة من أي رابط و تاريخ الإسلام دموي كما هو معروف و لا ينكر ذلك إلا أعمى البصيرة لماذا كان النبي في كل غزوة يسب النساء و الذراري لماذا لا يتركهن و شأنهن و هل يجوز قتال قوم قبل عرض الجزية أو الإسلام و ما الذي فعله خالد مع بني جذيمة و لماذا خالد بن الوليد دائما مفترى عليه و لماذا حرق علي و أبو بكر بالنار مع نهي النبي عن ذلك و لماذا قاتل أصحاب النبي في الشهر الحرام و هل عرض النبي الجزية أو الإسلام على ملك دومة الجندل و هناك قبائل لم تحدثنا السيرة أن النبي كان يعرض الجزية و الإسلام و لن هل العرنيين سملوا أعين الرعاة

  2. #82
    تاريخ التسجيل
    Feb 2006
    المشاركات
    14
    آخر نشاط
    19-05-2006
    على الساعة
    02:11 PM

    افتراضي

    هذا البحث ليس تأليفاً بل هو تجميع وتلخيص وربط لأهم ما كُتب حول هذا الموضوع من كتابات ودراسات، قام بها ثلاثة أطراف:
    ( ط ص ، عن عمر ) ورواه في ج 1 ص 541 وعن ( طس ، وابن مردويه وابونصر السجزي في الإبانة عن عمر . قال أبو نصر : غريب الإسناد والمتن ، وفيه زيادة على ما بين اللوحين ، ويمكن حمله على ما نسخ منه تلاوة مع المثبت بين اللوحين اليوم ) انتهى .
    وبما أن عدد حروف القرآن ثلاث مئة ألف حرف وكسراً ، وهي لا تبلغ ثلث العدد الذي قاله الخليفة في الرواية ، فيكون مقصوده ضياع أكثر من ثلثي القرآن بعد النبي صلى الله عليه وآله ! ولا يمكن قبول رواية السيوطي بأن ما نسخ من القرآن أكثر من الثلثين !!
    وقال ابن حجر في لسان الميزان ج 5 ص 276 ( عبيد بن آدم بن أبي أياس العسقلاني : تفرد بخبر باطل ، قال الطبراني : حدثنا محمد بن عبيد ، قال حدثنا أبي ، عن جدي ، عن حفص بن ميسرة ، عن زيد بن أسلم ، عن أبيه ، عن عمر رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : القرآن ألف ألف حرف وسبعة وعشرون ألف حرف ، فمن قرأه صابراً محتسباً كان له بكل حرف زوجة من الحور العين . قال الطبراني في معجمه الأوسط : لا يروى عن عمر إلا بهذا الإسناد ) انتهى .
    ولكن قول ابن حجر إن الحديث باطل ليس له مستند علمي ، بعد أن مال الهيثمي الى توثيقه وقال إن محمد بن عبيد من شيوخ الطبراني ، وبقية رجال السند ثقاة .. وبعد أن كثرت مؤيداته وهي الروايات التي يقول فيها الخليفة ( فقد فيما فقدنا من القرآن... أسقط فيما أسقط ... قرآن كثير ذهب مع محمد ! .. رفع فيما رفع ) .
    قال السيوطي في الدر المنثور ج 5 ص 179 ( وأخرج عبد الرزاق في المصنف عن ابن عباس قال : أمر عمر بن الخطاب مناديه فنادى إن الصلاة جامعة ، ثم صعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ، ثم قال : يا أيها الناس لا تجزعن من آية الرجم ، فإنها آية نزلت في كتاب الله وقرأناها ، ولكنها ذهبت في قرآن كثير ذهب مع محمد ... ) .
    وقال في كنز العمال ج 2 ص 567 ( من مسند عمر رضي الله عنه ، عن المسور بن مخرمة قال قال عمر لعبدالرحمن بن عوف : ألم نجد فيما أنزل علينا أن جاهدوا كما جاهدتم أول مرة ؟ فإنا لم نجدها ، قال : أسقط فيما أسقط من القرآن ) . وقال في رواية أخرى : ... فرفع فيما رفع !
    وفي ج 6 ص 208 ( عن عدي بن عدي بن عميرة بن فروة ، عن أبيه ، عن جده أن عمر بن الخطاب قال لأبيّ : أو ليس كنا نقرأ من كتاب الله : إن انتفاءكم من آبائكم كفر بكم ؟ فقال بلى ، ثم قال : أو ليس كنا نقرأ : الولد للفراش وللعاهر الحجر ؟.. فُقِدَ فيما فَقَدْنَا من كتاب الله ؟ قال : بلى ! ) انتهى
    سور ضاعت ، وسور مبتكرة ، وسور يجب حذفها !
    سورة الأحزاب ، ضاع منها أكثر من 200 آية !
    روى في كنز العمال ج 2 ص480 ( من مسند عمر رضي الله عنه ، عن حذيفة قال قال لي عمر بن الخطاب: كم تعدون سورة الأحزاب ؟ قلت ثنتين أو ثلاثاً وسبعين، قال : إن كانت لتقارب سورة البقرة ، وإن كان فيها لآية الرجم ــ ابن مروديه ) .
    وروى نحوه أحمد في مسنده ج 5 ص 132 ، ولكن عن أبي بن كعب .
    وكذا الحاكم في المستدرك ج 2 ص 415 ، وج 4 ص 359 وقال في الموردين ( هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه ) . ورواه البيهقي في سننه ج 8 ص 211 كما في رواية الحاكم الثانية .
    وروى في كنز العمال ج 2 ص 567 ( عن زر قال قال لي أبيُّ بن كعب : يا زر كأين تقرأ سورة الأحزاب ؟ قلت ثلاثاً وسبعين آية ، قال : إن كانت لتضاهي سورة البقرة ، أو هي أطول من سورة البقرة ، وإن كنا لنقرأ فيها آية الرجم . وفي لفظ : وإن في آخرها الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما البتة نكالاً من الله والله عزيز حكيم ، فرفع فيما رفع ( عب ط ص عم ، وابن منيع ن ، وابن جرير وابن المنذر ، وابن الأنبارى في المصاحف ، قط في الإفراد ، ك وابن مردويه ، ص ) .
    ورواه السيوطي في الدر المنثور ج 5 ص 180 ، ثم قال ( وأخرج ابن الضريس عن عكرمة قال : كانت سورة الأحزاب مثل سورة البقرة أو أطول ، وكان فيها آية الرجم ) انتهى .
    وبما أن سورة البقرة 286 آية ، فيكون الناقص من سورة الأحزاب حسب هذه الرواية أكثر من 200 آية !!
    سورة براءة ضاع أكثرها ..!!
    قال الهيثمي في مجمع الزوائد ج 5 ص 302 :
    ( وعن أبي موسى الأشعري قال نزلت سورة نحواً من براءة فرفعت فحفظت منها إن الله ليؤيد هذا الدين بأقوام لا خلاق لهم ــ فذكر الحديث . رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير علي بن زيد وفيه ضعف ، ويحسن حديثه لهذه الشواهد ) .
    وقال في ج 7 ص 28 : ( عن حذيفة قال تسمون سورة التوبة هي سورة العذاب وما تقرؤون منها مما كنا نقرأ إلا ربعها . رواه الطبراني في الأوسط ورجاله ثقات ) .
    وقال الحاكم في المستدرك ج 2 ص 330 : ( ... عن الأعمش عن عبدالله بن مرة عن عبدالله بن سلمة عن حذيفة رضي الله عنه قال ما تقرؤون ربعها يعني براءة وإنكم تسمونها سورة التوبة وهي سورة العذاب هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه ) .
    وقال السيوطي في الدر المنثور ج 1 ص 105 : ( وأخرج أبوعبيد في فضائله وابن الضريس عن أبي موسى الأشعري قال نزلت سورة شديدة نحو براءة في الشدة ثم رفعت وحفظت منها أن الله سيؤيد هذا الدين بأقوام لا خلاق لهم ! ) .
    وقال في ج 3 ص 208 : ( وأخرج ابن أبي شيبة والطبراني في الأوسط وأبوالشيخ والحاكم وابن مردويه عن حذيفة رضي الله عنه قال التي تسمون سورة التوبة هي سورة العذاب والله ما تركت أحداً إلا نالت منه ولا تقرؤون منها مما كنا نقرأ إلا ربعها !! ) انتهى .
    والظاهر أن أصل ادعاء هذه السورة من أبي موسى الأشعري ، وأن آيات وادي التراب المزعومة منسوبة إليها ! وأما آية أبي موسى عن تأييد الدين بالفجار فقد يكون هدفها تبرير إعطاء مناصب الدولة الى المنافقين والفساق !!
    ولابد أن تكون هذه السورة المزعومة موجودة في مصحف أبي موسى الذي صادره منه حذيفة بأمر الخليفة عثمان وكان أبو موسى يترجاه أن يترك له الإضافات ولا يمحوها ، وسيأتي ذكره في بحث جمع القرآن !
    وهذا يضعف رواية نقص سورة براءة عن حذيفة ، وإن صحت عنه فقد يكون قال: إنكم لا تقرؤونها حق قراءتها ، فحرف الرواة كلامه .. لأن حذيفة كان يحذر من المنافقين الذين كشفتهم السورة وحذرت منهم !!
    سورتا الخلع والحفد المزعومتان !
    من أعجب ما تجد في مصادر إخواننا السنة قصة (سورتي) الخلع والحفد ! وقد زعمت رواياتهم أن الخليفة كان يقرؤهما في صلاته على أنهما سورتان من القرآن ، أو دعاء في القنوت ! وذكرت المصادر أنهما كتبتا في مصاحف عدد من الصحابة المقربين من الخليفة عمر .
    ولو أن أحداً غير الخليفة وجماعته روى سورة غير موجودة في القرآن ، أو قرأها في إمامته في الصلاة ، لكان للرواة أصحاب الغيرة على القرآن كلام آخر معه ، وحساب آخر ، ولكنه الخليفة عمر !
    ويتوقف فهم قصة ( سورتي ) الخلع والحفد أو سورتي الخليفة عمر ، على معرفة قصة قنوت النبي صلى الله عليه وآله ودعائه في قنوته على أئمة الكفر وقادة الأحزاب ، الذين هم بالدرجة الأولى زعماء قريش ، ثم على بقية أعداء الله ورسوله من المشركين والمنافقين .. لذلك نحن مضطرون الى بحث القنوت في فقه الشيعة والسنة .. ليتضح أمر السورتين المزعومتين .
    سبب تغييب القنوت من صلاة إخواننا السنة
    من المعروف في سيرة النبي صلى الله عليه وآله أنه كان يقنت في صلاته ، أي يرفع يديه أثناء الصلاة ويدعو الله تعالى .. وقد يدعو على أعداء الله ورسوله من المشركين والمنافقين ، وقد يلعنهم ويسميهم بأسمائهم ..!
    ومن الطبيعي أن ذلك كان ثقيلاً عليهم ، خاصة على رؤساء قريش ..!
    وتذكر روايات السيرة أن الله تعالى استجاب دعاء رسوله صلى الله عليه وآله ، وأنزل بقريش ضائقة اقتصادية ألقت بثقلها على مكة ، حتى أكلوا العلهز أو العلهس الذي كانوا يضطرون لأكله أحياناً في الجاهلية ، وهو وبر الجمال يخلطونه بالدم ويشوونه ويأكلونه !!
    ولكنهم مع ذلك لم يؤمنوا بالنبي صلى الله عليه وآله .. اللهم إلا بعد أن نزل بساحتهم مباغتة في عشرة آلاف مقاتل من المسلمين ، فاضطروا الى التسليم وإلقاء السلاح ، فجمعهم النبي في المسجد الحرام وخيرهم بين الإسلام والقتل ، فأسلموا تحت السيف أو استسلموا ، فعفا عنهم وسماهم الطلقاء .. وبعد أسبوع أخذهم معه كجزء من جيشه الى حرب هوازن في حنين ! ومع أنهم انهزموا من اول رشق سهام في معركة حنين .. وحاولوا قتل النبي (ص) بعطة محاولات منظمة !! إلا أنه (ص) مع ذلك أكرمهم مادياً وأعطاهم أكثر غنائم حنين !
    وهكذا انحلت بفتح مكة أزمة قريش الإقتصادية ، كما انحلت مشكلة لعن النبي إياهم بأسمائهم ، وإن بقيت ذكراها تاريخاً يطاردهم وعقدة تتراءى لهم !
    وعين النبي حاكماً على مكة ، وأطمع شخصيات قريش بأنهم يستطيعون الاا أسلموا وحسن اسلامهم أن يأخذوا مواقع تناسبهم في دولة الإسلام ، فهاجر قليل منهم الى المدينة ، وبقي أكثرهم في مكة ، وبدؤوا ينسون مرارة الهزيمة بحلاوة الطمع ، لولا أن النبي صلى الله عليه وآله واصل دعاءه على المنافقين والمشركين عامة ولعنهم ، لكن بدون تسمية !!
    وطال أمر مشكلة القنوت واللعن نحو سنتين بعد فتح مكة الى وفاة النبي صلى الله عليه وآله .. كان لله تعالى ولرسوله خلالها مع المنافقين آيات وقرارات ، بلغت أوجها في سورة براءة التي سموها السورة الفاضحة ، لأنها فضحت نواياهم وأفكارهم ونفذت الى أعماقهم ، ورسمت صوراً لمجموعاتهم وأشخاصهم .. كادت أن تعلن أسمائهم !!
    محاولات قريش لحل مشكلة الملعونين على لسان النبي !
    بعد وفاة النبي صلى الله عليه وآله قام محبوا قريش والمنافقين بأعمال مبتكرة لمعالجة مشكلة الملعونين على لسان النبي ، تتلخص في الأعمال السبعة التالية :
    العمل الأول : ظهرت أحاديث مفادها أن النبي صلى الله عليه وآله قد اعترف بخطئه في لعن الذين لعنهم ودعا عليهم ، لأنه بشر ! فدفع كفارة خطئة بأن دعا الله تعالى أن يجعل لعنته على من لعنه أو سبه أو آذاه ( صلاة وقربة ، زكاة وأجراً ، زكاة ورحمة ، كفارة له يوم القيامة ، صلاة وزكاة وقربة تقربه بها يوم القيامة ، مغفرة وعافية وكذا وكذا .. بركة ورحمة ومغفرة وصلاة ، فإنهم أهلي وأنا لهم ناصح ) على حد تعبير الروايات !
    والعمل الثاني : ظهرت أحاديث أكثر جرأة على مقام النبي صلى الله عليه وآله لأنها تصرح بأن النبي قد أخطأ وأساء الأدب في لعنه من لعن ! فبعث الله تعالى إليه جبرئيل فوبخه وقال له : إن الله يقول لك إني لم أبعثك سبَّاباً ! بل بعثتك رحمة للعالمين ، والقرشيون قومك وأهلك أولى بالرحمة الإلهية، فلماذا تسبهم وتلعنهم ؟! وعلمه دعاء عاماً يقوله في قنوته ليس فيه ما يمس قريش !
    وكان ذلك الدعاء ( سورتي ) الخلع والحفد العمريتين !!
    فـ ( السورتان ) عند أصحابهما نسخة إلهية بدل دعاء اللعن والسب غير المناسب الذي كان يتلوه النبي صلى الله عليه وآله في قنوت صلاته .. وعند الباحث نسخة موضوعة لمصلحة زعماء قريش والمنافقين بدل الدعاء عليهم ولعنهم !
    قال البيهقي في سننه ج 2 ص 210 ( .. عن خالد بن أبي عمران قال : بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو على مضر ( يعني قريش ) إذ جاءه جبرئيل فأومأ اليه أن اسكت فسكت ، فقال : يا محمد إن الله لم يبعثك سَبَّاباً ولا لَعَّاناً ! وإنما بعثك رحمة ولم يبعثك عذاباً ، ليس لك من الأمر شئ أو يتوب عليهم أو يعذبهم فإنهم ظالمون . ثم علمه هذا القنوت : اللهم إنا نستعينك ونستغفرك ونؤمن بك ونخضع لك ونخلع ونترك من يكفرك . اللهم إياك نعبد ولك نصلي ونسجد وإليك نسعى ونحفد ونرجو رحمتك ونخشى عذابك ونخاف عذابك الجد ، إن عذابك بالكافرين ملحق ) ثم قال البيهقي (هذا مرسل وقد روى عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه صحيحاً موصولاً .
    ... عن عبيد بن عمير أنه عمر رضي الله عنه قنت بعد الركوع فقال : اللهم اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات وألف بين قلوبهم وأصلح ذات بينهم وانصرهم على عدوك وعدوهم اللهم ألعن كفرة أهل الكتاب الذين يصدون عن سبيلك ويكذبون رسلك ويقاتلون أوليائك اللهم خالف بين كلمتهم وزلزل أقدامهم وأنزل بهم بأسك الذي لا ترده عن القوم المجرمين . بسم الله الرحمن الرحيم . اللهم إنا نستعينك ونستغفرك ونثنى عليك ولا نكفرك ونخلع ونترك من يفجرك . بسم الله الرحمن الرحيم . اللهم إياك نعبد ولك نصلي ونسجد ولك نسعي ونحفد ونخشى عذابك الجد ونرجو رحمتك ، إن عذابك بالكافرين ملحق . رواه أبو سعيد بن عبدالرحمن ابن أبزى عن أبيه عن عمر فخالف هذا في بعضه .
    ... عن سعيد بن عبدالرحمن بن أبزى عن أبيه قال صليت خلف عمر بن الخطاب رضي الله عنه صلاة الصبح فسمعته يقول بعد القراءة قبل الركوع اللهم اياك نعبد ولك نصلي ونسجد وإليك نسعى ونحفد نرجو رحمتك ونخشى عذابك إن عذابك بالكافرين ملحق . اللهم إنا نستعينك ونستغفرك ونثني عليك الخير ولا نكفرك ونؤمن بك ونخضع لك ونخلع من يكفرك . كذا قال قبل الركوع . وهو إن كان اسناداً صحيحاً فمن روى عن عمر قنوته بعد الركوع أكثر ... ) انتهى !
    العمل الثالث : أحاديث تفسير قوله تعالى : ليس لك من الأمر شئ أو يتوب عليهم أو يعذبهم فإنهم ظالمون ــ آل عمران ـ 128
    فإنك تجد العجب في تفسير هم لهذه الآية .. فالروايات فيها من كل حدب وصوب في رد أفكار النبي وآلامه من طغاة قريش وتخطئته في دعائه عليهم ولعنه إياهم !
    العمل الرابع : الفتوى بالجنة للمنافقين !
    عندما تقرأ القرآن تجد فراعنة قريش والمنافقين وجوداً بارزاً خطيراً بشخصياتهم ومواقفهم وخططهم ضد النبي صلى الله عليه وآله ودعوته ودولته وأمته ..
    لكن عندما تقرأ السيرة والحديث في مصادر إخواننا السنة تجد الصورة تخف .. وتصغر .. وتخفى ملامحها .. وأحياناً تغيب كلياً .. فتحتاج الى بحث وتنقيب لتعرف من هذا الشخص أو الجماعة الذين نزلت فيهم هذه الآية أو الآيات الكاسحة .. ! ومن هؤلاء الجهنميون الخبثاء الذين حذر الله تعالى منهم واعتبرهم مجرمين على مستوى الأمم والشعوب .. ؟! لقد اختفوا وغابوا ، كما غاب قنوت النبي بالدعاء عليهم ولعنهم !
    قد يقال إن النبي صلى الله عليه وآله كان يعرفهم أو يعرف أكثرهم بما علمه الله تعالى ، فكانوا في عصره معروفين مميزين .. أما بعد وفاته وانقطاع الوحي فقد صار أمرهم الى الله تعالى ..
    ولكن لو سلمنا ذلك ، فإنا نسأل عن أولئك الذين كانوا مكشوفين في زمن النبي صلى الله عليه وآله ، أين صاروا ، ولماذا اختفوا .. ؟! وأين غاب أبطال الكفر والنفاق في تاريخ البعثة والمرحلة المكية والمدنية وأحداث نزول القرآن ؟! ونسأل عن أسماء الذين كان يدعو عليهم النبي صلى الله عليه وآله في صلاته طوال نبوته تقريباً ، وعن الذين ضاق بهم صدره الرحب ، ولم يسعهم حلم الله العظيم ، فكشفهم النبي وسماهم في المسجد واحداً واحداً وطرد بعضهم من مسجده .. وقال لآخرين منهم في أنفسهم قولاً بليغاً ؟ لقد اختفى أكثر تاريخ مشركي قريش ومنافقيها من المصادر .. ولعله لولا آيات القرآن القارعة الهادرة لكان اختفى كل تاريخهم .. !
    إنها ظاهرة ذات دلالة على وجود موقف في التغطية على تاريخ القرشيين أعداء الله ورسوله بالأمس ، والمنافقين البارحة ..
    المؤامرة على سورتي المعوذتين !
    يتضح من روايات سورتي المعوذتين في مصادر إخواننا السنة أنه كانت توجد مؤامرة لحذفهما من القرآن ، ولكنها فشلت والحمد لله ، وحفظ الله المعوذتين جزء من القرآن عند كل المسلمين ! وهو سبحانه القائل إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون .
    ولكن لماذا هذه المؤامرة ؟ وما هو هدفها ؟ ومن هو أصلها ؟!
    الإحتمال الأول : أن المعوذتين لم تعجبا السليقة العامة للعرب ! كما يفهم مما رواه البيهقي في سننه ج 2 ص 394 ( عن عقبة بن عامر الجهني قال : كنت أقود برسول الله صلى الله عليه وسلم ناقته فقال لي : يا عقبة ألا أعلمك خير سورتين قرئتا ؟ قلت بلى يا رسول الله . فأقرأني قل أعوذ برب الفلق ، وقل أعوذ برب الناس ، فلم يرني أعجب بهما فصلى بالناس الغداة فقرأ بهما ، فقال لي : يا عقبة كيف رأيت ؟ كذا قال العلاء بن كثير . وقال ابن وهب عن معاوية عن العلاء بن الحارث وهو أصح ) .
    ثم رواه برواية أخرى جاء فيها ( فلم يرني سررت بهما جداً ... ) .
    ثم رواه برواية أخرى تدل على أن عقبة هو الذي سأل النبي صلى الله عليه وآله عنهما ، وأن النبي أراد تأكيد أنهما من القرآن فصلى بهما ( عن عقبة بن عامر أنه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن المعوذتين فأمهم بهما رسول الله صلى الله عليه وسلم في صلاة الفجر ) انتهى .
    الإحتمال الثاني : أن محاولة حذفهما من القرآن جاءت بسبب ارتباطهما بالحسن والحسين عليهما السلام ! فقد روى أحمد في مسنده ج 5 ص 130 (.. عن زر قال قلت لأبيٍّ : إن أخاك يحكُّهما من المصحف ، فلم ينكر ! قيل لسفيان : ابن مسعود ؟ قال نعم . وليسا في مصحف ابن مسعود ، كان يرى رسول الله صلى الله عليه وسلم يعوذ بهما الحسن والحسين ولم يسمعه يقرؤهما في شئ من صلاته ، فظن أنهما عوذتان وأصر على ظنه ، وتحقق الباقون كونهما من القرآن فأودعوهما إياه ! ) .
    وروى نحوه ابن ماجة في سننه ولكن لم يذكر الحسن والحسين ، قال في ج 2 ص1161 ( عن أبي سعيد ، قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتعوذ من عين الجان ، ثم أعين الأنس ، فلما نزل المعوذتان أخذهما وترك ما سوى ذلك ) .
    وروى الترمذي في سننه ج 3 ص 267 أن النبي كان ( يتعوذ من الجان وعين الإنسان حتى نزلت المعوذتان ، فلما نزلت أخذ بهما وترك ما سواهما ) .
    ورواه في كنز العمال ج 7 ص77 عن ( ت ن ه‍ ، والضياء عن أبي سعيد )
    وروى البخاري في صحيحه تعويذ النبي للحسنين عليهماالسلام بدعاء آخر غير المعوذتين ، قال في ج 4 ص 119 (... عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يعوذ الحسن والحسين ويقول إن أباكما كان يعوذ بها اسمعيل واسحق : أعوذ بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامة ) .
    وروى ابن ماجة في ج 2 ص 1165 ( عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس قال : كان النبي صلى الله عليه وسلم يعوذ الحسن والحسين يقول أعوذ بكلمات الله التامة ، من كل شيطان وهامة ، ومن كل عين لامة . قال وكان أبونا إبراهيم يعوذ بها إسماعيل وإسحاق . أو قال إسماعيل ويعقوب ) . ومثله أبو داود في ج 2 ص 421 ، والترمذى في سننه ج 3 ص 267 ، والحاكم في المستدرك ج 3 ص 167 وج 4 ص 416 وقال في الموردين ( صحيح على شرط الشيخين
    ولم يخرجاه ) . وأحمد في مسنده ج 1 ص 236 وص 270
    ورواه الهيثمي في مجمع الزوائد ج 5 ص 113 بعدة روايات ، وإحداها عن عبدالله بن مسعود فيها تفصيل جميل ( قال كنا جلوساً مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ مر به الحسين والحسن وهما صبيان فقال : هاتوا ابني أعوذهما مماعوذ به إبراهيم ابنيه إسماعيل وإسحق ، قال أعيذكما بكلمات الله التامة من كل عين لامة ومن كل شيطان وهامة. رواه الطبراني وفيه محمد بن ذكوان وثقة شعبة وابن حبان وضعفه جماعة ، وبقية رجاله ثقات ) .
    ورواه في كنز العمال عن عمر ، في ج 2 ص 261 وج 10 ص 108 قال ( عن عمر بن الخطاب أن النبي صلى الله عليه وسلم ، كان يعوذ حسناً وحسيناً يقول : أعيذكما بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامة ــ حل ) .
    وروى البخاري ذلك بعدة روايات عن عائشة بتفاوت في الدعاء ، لكنها لم تسم فيهما الحسنين ! قال في ج 7 ص 24 ( ... حدثني سليمان عن مسلم عن مسروق عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعوذ بعض أهله يمسح بيده اليمنى ويقول الله رب الناس أذهب الباس واشفه وأنت الشافي لا شفاء إلا شفاؤك شفاء لا يغادر سقماً . قال سفيان حدثت به منصوراً فحدثني عن إبراهيم عن مسروق عن عائشة نحوه ... روايتين في ج 7 ص 26 ( ... عن عائشة رضي الله عنها قالت كان النبي صلى الله عليه وسلم يعوذ بعضهم يمسحه بيمينه ... اذهب الباس رب الناس واشف أنت الشافي لا شفاء إلا شفاؤك شفاء لا يغادر سقماً. فذكرته لمنصور فحدثني عن ابراهيم عن مسروق عن عائشة رضي الله عنها بنحوه ) . وروى نحوه أحمد في مسنده ج 6 ص 44 و45 .. إلخ .
    من هذه الروايات نعرف أن النبي صلى الله عليه وآله كان يهتم اهتماماً خاصاً بولديه الحسن والحسين عليهما السلام وتعويذهما بكلمات الله تعالى لدفع الحسد والشر عنهما ، وأنه كان يفعل ذلك عمداً أمام الناس لتركيز مكانتهما في الأمة والتأكيد على أنهما ذريته وامتداده .. كما كان إسحاق واسماعيل بقية ابراهيم وامتداده عليهم السلام ! وأنه بعد نزول المعوذتين كان يعوذهما دائماً بهما ! وبهذا ارتبطت السورتان في ذهن الأمة بالحسنين وسرى اليهما الحسد منهما .. أو الحب !!
    وتحاول الروايات تصوير عبدالله بن مسعود بأنه حامل راية العداء للمعوذتين وتنقل إصراره على حذفهما من القرآن ! ولكن توجد أمور توجب الشك في ذلك .
    إخواننا السنة يعتقدون أن المعوذتين من القرآن ، والبخاري يتوقف !
    أمام هذه التشكيكات في المعوذتين في مصادر إخواننا السنة ، يبقى عندهم عدد من الروايات التي تثبت جزئيتهما من القرآن الكريم ، وعمدتها ما رووه عن عقبة بن عامر الجهني كما في مسلم ج 2 ص 200 فقال ( عن عقبة بن عامر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ألم تر آيات أنزلت الليلة لم ير مثلهن قط ، قل أعوذ برب الفلق وقل أعوذ برب الناس . ... عن عقبة بن عامر قال قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : أنزل أو أنزلت عليَّ آيات لم ير مثلهن قط المعوذتين . وحدثناه أبوبكر بن أبي شيبة حدثنا وكيع ح ، وحدثني محمد بن رافع حدثنا أبوأسامة كلاهما عن إسماعيل بهذا الإسناد مثله ) .
    ورواها الترمذي ج 5 ص 122 وج 4 ص 244 وقال في الموردين ( هذا حديث حسن صحيح ) ثم روى عن عقبة ( أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أقرأ بالمعوذتين في دبر كل صلاة . وقال هذا حديث حسن غريب ) . ثم كرر رواية ابن كعب . ورواه البيهقي في سننه ج 2 ص 394 .
    وقال الشافعي في كتاب الأم ج 7 ص 199 ( أخبرنا وكيع ، عن سفيان الثوري ، عن أبي إسحق ، عن عبد الرحمن بن يزيد قال : رأيت عبد الله يحك المعوذتين من المصحف ويقول لا تخلطوا به ما ليس منه ــ ثم قال عبد الرحمن ــ وهم يروون عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قرأ بهما في صلاة الصبح وهما مكتوبتان في المصحف الذي جمع على عهد أبي بكر ثم كان عند عمر ثم عند حفصة ثم جمع عثمان عليه الناس ، وهما من كتاب الله عز وجل ، وأنا أحب أن أقرأ بهما في صلاتي ) .
    وروى الهيثمي في مجمع الزوائد ج 7 ص 148 عدة روايات في إثبات أن المعوذتين من القرآن .
    أما البخاري فقد اختار أن يقف في صف المشككين في المعوذتين ! فقد كان روى رواية عقبة في تاريخه الكبير ج 3 ص 353 ثم تراجع عن روايتها في صحيحه ، فلم يرو إلا روايات أبي ابن كعب المتزلزلة المشككة ! مع أنه عقد في صحيحه عنوانين للمعوذتين لكن اكتفى بروايات التشكيك دون غيرها ! وقد ألف تاريخه قبل صحيحه كما في تذكرة الحفاظ ج 2 ص 555 !!
    قال في صحيحه ج6 ص96 ( سورة قل أعوذ برب الفلق... عن زر بن حبيش قال سألت أبيَّ بن كعب عن المعوذتين فقال سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال قيل لي فقلت . فنحن نقول كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ... سورة قل أعوذ برب الناس ... وحدثنا عاصم عن زر قال سألت أبيَّ بن كعب قلت أبا المنذر إن أخاك ابن مسعود يقول كذا وكذا . فقال أبيّ : سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لي قيل لي فقلت ، قال فنحن نقول كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ) انتهى ، فيكون البخاري متوقفاً في أنهما من القرآن لعدم ثبوت دليل على ذلك عنده !!
    ومن طريف ما تقرأ في إرشاد الساري في شرح البخاري ج 7 ص 442 قول القسطلاني ( وقع الخلاف في قرآنيتهما ثم ارتفع الخلاف ووقع الإجماع عليه ، فلو أنكر أحد قرآنيتهما كفر ) انتهى .
    وقد تضمن كلامه فتوى بتبرئة الذين خالفوا إجماع الصحابة من الماضين ، وتكفير من خالف إجماعهم ممن بعدهم .. ولا نظن إخواننا السنة يلتزمون بذلك !
    وفتوى أخرى بكفر منكر قرآنية المعوذتين من بعد الصحابة وكأن ذلك مما أجمع عليه الفقهاء .. ولم يذكر حكم من شك فيهما كالبخاري الذي اقتصر على نقل روايات التشكيك ، وتجاهل روايات جزئيتهما من القرآن ولم يعتمدها في صحيحه !!
    ثم إن الصحابة لم يجمعوا على إثبات المعوذتين ولا على حذف سورتي الخليفة عمر ( الخلع والحفد ) ولكن قوة المعوذتين ، وحفظ الله تعالى لكتابه ، ضمن بقاءهما . كما أن ركة الخلع والحفد ، وحفظ الله تعالى لكتابه ، تكفل بموتهما !
    هذا ، وقد تحدث ابن شبة في تاريخ المدينة ج 3 ص 1010 عن حساسية المسلمين تجاه النص القرآني فقال ( ... ولو قرأ غير ما في مصاحفهم قارئ في الصلاة ، أو جحد شيئاً منها استحلوا دمه بعد أن يكون يدين به ) انتهى . ولكنهم استثنوا من ذلك الخليفة عمر ، ولابد أنهم من أجله يستثنون البخاري أيضاً !!
    موقف أهل بيت النبي عليهم السلام وشيعتهم من المعوذتين
    لا يوجد في مصادرنا الشيعية أثر لسورتي الخلع والحفد .. كما لا توجد ذرة غبار على أن المعوذتين جزء من القرآن ، بل كان موقف الأئمة من أهل بيت النبي صلى الله عليه وآله التأكيد على قرآنيتهما .. روى الشيخ الطوسي في تهذيب الأحكام ج 2 ص96 ( .. عن سيف بن عميرة عن منصور بن حازم قال : أمرني أبو عبدالله عليه السلام أن أقرأ المعوذتين في المكتوبة ) .
    وروى الحر العاملي في وسائل الشيعة ج 4 ص 786 ( عن أبي عبدالله عليه السلام أنه سئل عن المعوذتين أهما من القرآن ؟ فقال : هما من القرآن . فقال الرجل : إنهما ليستا من القرآن في قراءة ابن مسعود ولا في مصحفه . فقال أبو عبد الله: أخطأ ابن مسعود ، أو قال كذب ابن مسعود ، وهما من القرآن . فقال الرجل : فأقرأ بهما في المكتوبة ؟ فقال نعم ) انتهى .
    وقال المحقق البحراني في الحدائق الناضرة في فقه العترة الطاهرة ج 8 ص 230
    ( الثانية : أجمع علماؤنا وأكثر العامة على أن المعوذتين من القرآن العزيز وأنه يجوز القراءة بهما في الصلاة المفروضة ، وروى منصور بن حازم قال : أمرني أبوعبد الله عليه السلام أن أقرأ المعوذتين في المكتوبة . وعن صفوان الجمال في الصحيح ... قال في الذكرى : ونقل عن ابن مسعود أنهما ليستا من القرآن وإنما أنزلتا لتعويذ الحسن والحسين عليهما السلام ! وخلافه انقرض ، واستقر الإجماع الآن من العامة والخاصة على ذلك ) انتهى .
     
    آيات حذفت من القرآن برأي الخليفة عمر
    1 ــ آية الرجم
    2 ــ آية الشيخ والشيخة
    روى البخاري في صحيحه ج 8 ص 25 ( ... عن عبيد الله عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال عمر : لقد خشيت أن يطول بالناس زمان حتى يقول قائل لا نجد الرجم في كتاب الله فيضلوا بترك فريضة أنزلها الله . ألا وإن الرجم حق على من زنى وقد أحصن إذا قامت البينة أوكان الحبل أو الإعتراف .
    ... وعن ابن عباس قال : كنت أقرئ رجالاً من المهاجرين منهم عبد الرحمن بن عوف ، فبينما أنا في منزله بمنى وهو عند عمر بن الخطاب في آخر حجة حجها ، إذ رجع اليَّ عبد الرحمن فقال : لو رأيت رجلاً أتى أمير المؤمنين اليوم فقال يا أمير المؤمنين هل لك في فلان يقول : لو قد مات عمر لقد بايعت فلاناً ! فوالله ما كانت بيعة أبي بكر إلا فلتة فتمت ! فغضب عمر ثم قال : إني إن شاء الله لقائم العشية في الناس فمحذرهم هؤلاء الذي يريدون أن يغصبوهم أمورهم !
    قال عبد الرحمن فقلت يا أمير المؤمنين لا تفعل فإن الموسم يجمع رعاع الناس وغوغاءهم ، فإنهم هم الذين يغلبون على قربك حين تقوم في الناس ، وأنا أخشى أن تقوم فتقول مقالة يطيِّرها عنك كل مطيِّر ، وأن لا يعوها وأن لا يضعوها على مواضعها ، فأمَهِلْ حتى تقدم المدينة فإنها دار الهجرة والسنة ، فتخلص بأهل الفقه وأشراف الناس فتقول ما قلت متمكناً ، فيعي أهل العلم مقالتك ويضعونها على مواضعها . فقال عمر أما والله إن شاء الله لأقومن بذلك أول مقام أقومه بالمدينة .
    قال ابن عباس فقدمنا المدينة في عقب ذي الحجة ، فلما كان يوم الجمعة عجلنا الرواح حين زاغت الشمس حتى أجد سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل جالساً الى ركن المنبر فجلست حوله تمس ركبتي ركبته ، فلم أنشب أن خرج عمر بن الخطاب ، فلما رأيته مقبلاً قلت لسعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل : ليقولن العشية مقالة لم يقلها منذ استخلف ، فأنكر عليَّ وقال : ما عسيت أن يقول ما لم يقل قبله ؟! فجلس عمر على المنبر فلما سكت المؤذنون قام فأثنى على الله بما هو أهله ثم قال :
    أما بعد فإني قائل لكم مقالة قد قدر لي أن أقولها ، لا أدري لعلها بين يدي أجلي ، فمن عقلها ووعاها فليحدث بها حيث انتهت به راحلته ، ومن خشي أن لا يعقلها فلا أحل لأحد أن يكذب عليَّ . إن الله بعث محمداً صلى الله عليه وسلم بالحق وأنزل عليه الكتاب فكان مما أنزل الله آية الرجم فقرأناها وعقلناها ووعيناها، فلذا رجم رسول الله صلى الله عليه وسلم ورجمنا بعده ، فأخشى إن طال بالناس زمان أن يقول قائل والله ما نجد آية الرجم في كتاب الله فيضلوا بترك فريضة أنزلها الله ( والرجم في كتاب الله حق علىمن زنى إذا أحصن من الرجال والنساء إذا قامت البينة أو كان الحبل أو الإعتراف).
    ثم إنا كنا نقرأ فيما نقرأ من كتاب الله أن ( لا ترغبوا عن آبائكم فإنه كفر بكم أن ترغبوا عن آبائكم . أو إن كفراً بكم أن ترغبوا عن آبائكم ) .
    ... ثم إنه بلغني أن قائلاً منكم يقول والله لو مات عمر بايعت فلاناً ، فلا يغترن امرؤ أن يقول إنما كانت بيعة أبي بكر فلتة وتمت ، ألا وإنها قد كانت كذلك ولكن الله وقى شرها ، وليس منكم من تقطع الأعناق إليه مثل أبي بكر . من بايع رجلاً عن غير مشورة من المسلمين فلا يبايع هو ولا الذي بايعه تَغِرَّةَ أن يقتلا ) انتهى . ومعنى قوله تغرة أن يقتلا : مخافة أن يقتلا بهذا الأمر الذي أصدره في هذه الخطبة .
    ورواه مختصراً في ج 8 ص 113 ( ... قال عمر لولا أن يقول الناس زاد عمر في كتاب الله لكتبت آية الرجم بيدي) وروى نحوه مسلم في صحيحه ج5 ص116 وابن ماجة في سننه ج1 ص625 وج2 ص853 وأبوداود في سننه ج2 ص343 وفيه (وأيم الله لولا أن يقول الناس زاد عمر في كتاب الله عزوجل لكتبتها) .
    وفي سنن الترمذي ج 2 ص 442 وقال ( هذا حديث صحيح ... وفي الباب عن علي . حديث عمر حديث حسن صحيح . وروي من غير وجه عن عمر ) .
    ورواه الدارمي في سننه ج 2 ص 179 وأحمد في مسنده ج 1 ص 23 وص 34 وص 40 وص 45 وص49 وروى في ج 5 ص 183 ( ... فقال عمر لما أنزلت هذه أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت : أَكْتِبْنِيهَا . قال شعبة فكأنه كره ذلك ، فقال عمر ألا ترى أن الشيخ إذا لم يحصن جلد ، وأن الشاب إذا زنى وقد أحصن رجم ) .
    ورواه الحاكم في المستدرك ج 4 ص 359 والبيهقي في سننه ج 8 ص 213 بعدة روايات وقال ( قال مالك : يريد عمر بن الخطاب بالشيخ والشيخة الثيب من الرجال والثيبة من النساء ) ونحوه في ج 8 ص 236 ورواه الشافعي في اختلاف الحديث ص61 والسيوطي في الدر المنثور ج5 ص 179 بعدة روايات ، منها :
    ( وأخرج عبد الرزاق في المصنف عن ابن عباس قال : أمر عمر بن الخطاب منادياً فنادى أن الصلاة جامعة ثم صعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : يا أيها الناس لا تجزعن من آية الرجم فإنها آية نزلت في كتاب الله وقرأناها ، ولكنها ذهبت في قرآن كثير ذهب مع محمد ... وأخرج ابن الضريس عن عمر قال قلت لرسول الله صلى الله عليه وسلم لما نزلت آية الرجم : أُكْتُبْهَا يا رسول الله . قال : لا أستطيع ذلك .
    وأخرج ابن الضريس عن زيد بن أسلم أن عمر بن الخطاب خطب الناس فقال : لا تشكوا في الرجم فإنه حق قد رجم رسول الله صلى الله عليه وسلم ورجم أبو بكر ورجمت ، ولقد هممت أن أكتب في المصحف ، فسأل أبيَّ بن كعب عن آية الرجم فقال أبيٌّ : ألست أتيتني وأنا أستقرئها رسول الله صلى الله عليه وسلم فدفعت في صدري وقلت : أتستقرؤه آية الرجم وهم يتسافدون تسافد الحُمُر ! ) وهو كلام غريب من ابن كعب يدل على أن الخليفة كان مخالفاً لآية الرجم أو لتطبيق حكمها ، لكثرة من يستحق الرجم من الناس ! فإن صح ذلك فإن تأكيده الشديد على ( آية ) الرجم وتطبيق الرجم قد يكون ندماً على مخالفته لحكمه في زمن النبي صلى الله عليه وآله !
    وقال ابن قدامة في المغني ج 10 ص 121 ( ... قد ثبت الرجم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله وفعله في أخبار تشبه المتواتر ، وأجمع عليه أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم على ما سنذكره في أثناء الباب في مواضعه إن شاء الله تعالى، وقد أنزله الله تعالى في كتابه ! وإنما نسخ رسمه دون حكمه ، فروي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال : إن الله تعالى بعث محمداً صلى الله عليه وسلم بالحق وأنزل عليه الكتاب فكان فيما أنزل عليه آية الرجم فقرأتها وعقلتها ووعيتها ورجم رسول الله صلى الله عليه وسلم ورجمنا بعده ، فأخشى إن طال بالناس زمان أن يقول قائل ما نجد الرجم في كتاب الله فيضلوا بترك فريضة أنزلها الله تعالى ( فالرجم حق على من زنا أذا أحصن من الرجال والنساء إذا قامت البينة أو كان الحبل أو الإعتراف ) وقد قرأ بها ( الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما البتة نكالاً من الله والله عزيز حكيم) متفق عليه . وقولهم إن هذا نسخ ــ يعني لآية الجلد ــ ليس بصحيح وإنما هو تخصيص، ثم لو كان نسخاً لكان نسخاً بالآية التي ذكرها عمر رضي الله عنه )!
    وقال النووي في المجموع ج 20 ص 7 ( فصل : إذا وطأ رجل من أهل دار الإسلام امرأة محرمة عليه من غير عقد ولا شبهة عقد وغير ملك ولا شبهة ملك ، وهو عاقل بالغ مختار عالم بالتحريم ، وجب عليه الحد ، فإن كان محصناً وجب عليه الرجم لما روى ابن عباس رضي الله عنه قال ، قال عمر : لقد خشيت أن يطول بالناس زمان حتى يقول قائلهم ما نجد الرجم في كتاب الله فيضلون ويتركون فريضة أنزلها الله ، ألا إن الرجم إذا أحصن الرجل وقامت البينة أو كان الحمل أو الإعتراف ، وقد قرأتها : الشيخ والشيخه إذا زنيا فارجموهما البتة ، وقد رجم رسول الله صلى الله عليه وسلم ورجمنا ) ورواه ابن حجر في تهذيب التهذيب ج 4 ص 77 وقال ( وقد وقع لي حديث بإسناد صحيح لا مطعن فيه .. وفيه : لولا أن أزيد في كتاب الله ما ليس فيه لكتبت ، إنه حق ) . ورواه الدميري في حياة الحيوان ج 2 ص 127 ... إلخ
    3 ــ آية لا ترغبوا عن آبائكم
    4 ــ آية : ولو حميتم كما حموا ...
    روى الحاكم في المستدرك ج 2 ص 225 ( ... عن أبي بن كعب رضي الله عنه أنه كان يقرأ : إذ جعل الذين كفروا في قلوبهم الحمية حمية الجاهلية ، ولو حميتم كما حموا لفسد المسجد الحرام ، فأنزل الله سكينته على رسوله ، فبلغ ذلك عمر فاشتد عليه فبعث إليه وهو يهنأ ناقة له ( يدهن بالقطران ناقة له جرباء ) فدخل عليه فدعا أناساً من أصحابه فيهم زيد بن ثابت فقال : من يقرأ منكم سورة الفتح ؟ فقرأ زيد على قراءتنا اليوم فغلظ له عمر ، فقال له أبيٌّ : أأتكلم ؟ فقال تكلم ، فقال : لقد علمت أني كنت أدخل على النبي صلى الله عليه وسلم ويقرئني وأنتم بالباب ، فإن أحببتَ أن أقرئ الناس على ما أقرأني أقرأت ، وإلا لم أقرئ حرفاً ما حييت ! . قال بل أقرئ الناس . هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه ) انتهى .
    5 ــ آية : حق جهاده في آخر الزمان !
    قال السيوطي في الدر المنثور ج 4 ص 371 ( قوله تعالى : وجاهدوا في الله حق جهاده . أخرج ابن مردويه عن عبدالرحمن بن عوف قال قال لي عمر : ألسنا كنا نقرأ فيما نقرأ : وجاهدوا في الله حق جهاده في آخر الزمان كما جاهدتم في أوله ؟ قلت بلى، فمتى هذا يا أمير المؤمنين ؟ قال : إذا كانت بنو أمية الأمراء وبنو المغيرة الوزراء !! وأخرجه البيهقي في الدلائل عن المسور بن مخرمة ) .
    وقال في ج 5 ص 197 ( وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه سأله فقال : أرأيت قول الله تعالى لأزواج النبي صلى الله عليه وسلم ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى ، هل كانت الجاهلية غير واحدة ؟ فقال ابن عباس رضي الله عنهما : ما سمعت بأولى إلا ولها آخرة ، فقال له عمر رضي الله عنه : فأنبئني من كتاب الله ما يصدق ذلك ؟ قال : إن الله يقول وجاهدوا في الله حق جهاده كما جاهدتم أول مرة . فقال عمر رضي الله عنه : مَنْ أمرنا أن نجاهد ؟ قال : بني مخزوم وعبد شمس ! ) .
    ورواه في كنز العمال ج 2 ص 480 وقال في مصادره ( أبو عبيد في فضائله وابن جرير وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، وابن مردويه ) وفي ج 2 ص 567 : ( من مسند عمر رضي الله عنه ، عن المسور بن مخرمة قال : قال عمر لعبد الرحمن بن عوف : ألم نجد فيما أنزل علينا أن جاهدوا كما جاهدتم أول مرة ؟ فإنا لم نجدها ! قال : أسقط فيما أسقط من القرآن ــ أبو عبيد ) انتهى .
    ولو كانت هذه الروايات تفسيراً للآية بدون ادعاء أن الزيادة الواردة فيها من القرآن، لكانت مقبولة عندنا .. فإنها تتناسب مع اعتقادنا بأن الله تعالى أوجب الجهاد على تأويل القرآن كما أوجبه على تنزيله ، وأن النبي صلى الله عليه وآله أخبر أمته بأن علياً عليه السلام هو الذي يقاتل من بعده على تأويله ، وكان ذلك معروفاً عند الصحابة ، ونقلت نصوصه مصادر إخواننا السنة ومن أشهرها حديث ( خاصف النعل) الذي رواه الترمذي في سننه ج 5 ص 298
    6 ــ آية : الولد للفراش !
    روى في كنز العمال ج6 ص 208 ( عن عدي بن عدي بن عميرة بن فروة عن أبيه عن جده أن عمر بن الخطاب قال لأبيّ : أو ليس كنا نقرأ من كتاب الله أن انتفاءكم من آبائكم كفر بكم ؟ فقال : بلى ، ثم قال : أو ليس كنا نقرأ الولد للفراش وللعاهر الحجر ؟ فُقِد فيما فقدنا من كتاب الله ؟ قال بلى ــ ابن عبدالبر في التمهيد ) انتهى .
    هذا مع أن مصادر الشيعة والسنة روت أن قاعدة الولد للفراش وللعاهر الحجر هي حديث للنبي صلى الله عليه وآله ، كما في وسائل الشيعة ج 13 ص 376 وسنن الترمذي ج 2 ص313 عن أبي هريرة ، وقال ( وفي الباب عن عمر ، وعثمان ، وعائشة ، وأبي أمامة ، وعمرو بن خارجة ، وعبد الله بن عمر ، والبراء بن عازب ، وزيد بن أرقم . حديث أبي هريرة حديث حسن صحيح . وقد رواه الزهري عن سعيد بن المسيب ، وأبي سلمة ، عن أبي هريرة . والعمل على هذا عند أهل العلم ) .
    ورواه النسائي في سننه ج 6 ص 180 وأحمد ج 1 ص 25 وج 4 ص 186 بأربع روايات .
    7 ــ آية : لو كان لابن آدم واديان !
    روى البخاري في صحيحه ج 7 ص 175 عن ( ابن عباس رضي الله عنهما يقول سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول لو كان لابن آدم واديان من مال لابتغى ثالثاً ، ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب ، ويتوب الله على من تاب . وروى عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : لو أن لابن آدم وادياً من ذهب أحب أن يكون له واديان ، ولن يملأ فاه إلا التراب ، ويتوب الله على من تاب ) .
    وروى مسلم في صحيحه ج 3 ص 100 حديث أنس ولكن بنص حديث ابن عباس . ورواياته تذكر أن النص هو حديث شريف وليس آية ، ولكن مسلماً روى بعد ذلك ( عن أبي الأسود عن أبيه قال : بعث أبو موسى الأشعري الى قراء أهل البصرة فدخل عليه ثلاثمائة رجل قد قرأوا القرآن فقال : أنتم خيار أهل البصرة وقراؤهم ، فاتلوه ولا يطولن عليكم الأمد فتقسو قلوبكم كما قست قلوب من كان قبلكم ، وإنا كنا نقرأ سورة كنا نشبهها في الطول والشدة ببراءة فأنسيتها ! غير أني قد حفظت منها: لو كان لابن آدم واديان من مال لابتغى وادياً ثالثاً ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب . وكنا نقرأ سورة كنا نشبهها بإحدى المسبحات فأنسيتها غير أني حفظت منها: يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون ، فتكتب شهادة في أعناقكم فتسألون عنها يوم القيامة !)
    وروى أحمد في مسنده نص أنس على أنه حديث عن النبي صلى الله عليه وآله ج 3 ص 238 وكذا في ج 5 ص 219 ( عن أبي واقد الليثي قال كنا نأتي النبي صلى الله عليه وسلم إذا أنزل عليه فيحدثنا ، فقال لنا ذات يوم : إن الله عزوجل قال : إنا أنزلنا المال لإقام الصلاة وإيتاء الزكاة ولو كان لابن آدم واد لأحب أن يكون إليه ثان ولو كان له واديان لأحب أن يكون إليهما ثالث ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب ثم يتوب الله على من تاب ) وقريباً منه عن عائشة في ج 6 ص 55 ورواه أيضاً في ج 3 ص 122 بصيغة الشك بين الحديث والآية ( عن أنس قال كنت أسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول فلا أدري أشئ نزل عليه أم شئ يقوله ؟ وهو يقول : لو كان لابن آدم واديان من مال لابتغى لهما ثالثاً ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب ويتوب الله على من تاب ) وقريب منها في ج 3 ص 272
    ورواه أحمد في ج 4 ص 368 بصيغة الجزم بأنه آية ( ... عن زيد بن أرقم قال : لقد كنا نقرأ على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم : لو كان لابن آدم واديان من ذهب وفضة لابتغى إليهما آخر ، ولا يملأ بطن ابن آدم إلا التراب ، ويتوب الله على من تاب ) .
    8 ــ نقص ( وهو أب لهم ) في آية !
    قال السيوطي في الدر المنثور ج 5 ص 183 ( وأخرج عبدالرزاق وسعيد بن منصور وإسحق بن راهويه وابن المنذر والبيهقي عن بجالة قال : مر عمر بن الخطاب رضي الله عنه بغلام وهو يقرأ في المصحف : النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم وهو أب لهم ! فقال يا غلام حكها ، فقال : هذا مصحف أبيّ ! فذهب الى أبيّ فسأله فقال : إنه كان يلهيني القرآن ويلهيك الصفق بالأسواق ) . ورواه عبد الرزاق في المصنف ج 10 ص 181 عن بجالة التيمي .
    ورواه ابن شبة في تاريخ المدينة ج 2 ص 708 وزاد في آخره ( فمضى عمر رضي الله عنه ) ورواه البيهقي في سننه ج 7 ص 69 والذهبي في سير أعلام النبلاء ج 1 ص 397 ورواه في كنز العمال ج 2 ص 569 ورمز له ( ص ك ) . وروى في ج 13 ص 259 وفيه ( وشغلك الصفق بالسواق إذ تعرض رداءك على عنقك بباب ابن العجماء ) انتهى ، ويقصد أبي بن كعب : أنك كنت مشغولاً ببيع الأردية في سوق المدينة عند بيت ابن العجماء فتضعها على عنقك ليراها المشتري ! وابن العجماء عدوي من عشيرة عمر ، وقد ترجمت المصادر لعدة من بناته ، ولم أجد له ترجمة !
    والسؤال في هذه الآية المزعومة وأمثالها : مادام ابن كعب قد أكد أن هذه الزيادة جزء من الآية ، والخليفة قبل منه ذلك .. فلماذا لا نجد هذه الزيادة وأمثالها في القرآن ، خاصة أن معناها يوافق بقية الآية ؟ والجواب : ماتقدم من حس المسلمين في الرقابة على نص القرآن بقطع النظر عن صحة المعنى المدعى أنه كان جزء منه ! وصدق الله العظيم: إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون !
    9 ــ آية ذات الدين ووادي التراب !
    روى الحاكم في المستدرك ج 2 ص 224 ( ... عن أبي بن كعب رضي الله عنه قال قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله أمرني أن أقرأ عليك القرآن فقرأ : لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين . ومن نعتها لو أن ابن آدم سأل وادياً من مالٍ فأعطيته لسأل ثانياً ، وإن أعطيته ثانياً سأل ثالثاً ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب ويتوب الله على من تاب ، وإن الدين عند الله الحنيفية غير اليهودية ولا النصرانية ومن يعمل خيراً فلن يكفره . هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه ) .
    10 ــ التسبيحات الأربع من القرآن !
    وروى أحمد في مسنده ج 5 ص 11 ( ... عن سمرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : إذا حدثتكم حديثاً فلا تزيدن عليه ، وقال : أربع من أطيب الكلام وهن من القرآن لا يضرك بأيهن بدأت : سبحان الله ، والحمد لله ، ولا إله إلا الله ، والله أكبر. ثم قال : لا تسمين غلامك أفلحاً ولا نجيحاً ولا رباحاً ولا يساراً )
    وفي ج 5 ص 20 ( عن سمرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أفضل الكلام بعد القرآن أربع وهي من القرآن لا يضرك بأيهن بدأت : سبحان الله ، والحمد لله ، ولا إله إلا الله ، والله أكبر ) .
    روى النسائي في سننه ج 2 ص 143 ( ... عن ابن أبي أوفى قال جاء رجل الى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : إني لا أستطيع أن آخذ شيئاً من القرآن فعلمني شيئاً يجزئني من القرآن فقال : قل سبحان الله ، والحمد لله ، ولا إله إلا الله ، والله أكبر ، ولا حول ولا قوة إلا بالله ) انتهى .
    وهذه الروايات الصحيحة عند إخواننا مناقضة لما ورد في مصادرهم ولما اتفق عليه المسلمون من أن التسبيحات الاربع حديث شريف وليست قرآناً !! ورواية النسائي تحتمل أن يكون متعلق الجار والمجرور ( يجزئني ) وأن تكون من بمعنى عن ، لكن المرجح أنه صفة أخرى للشئ ، بقرينة الروايات المتقدمة .
    11 ــ آية : ألا بلغوا قومنا ..!
    روى البخاري في صحيحه ج 3 ص 204 و208 وج 4 ص 35 وج 5 ص 42 عدة روايات أن آية ( ألا بلغوا قومنا بأنا قد لقينا ربنا فرضي عنا وأرضانا ) نزلت في شهداء بئر معونة الذين بعثهم النبي صلى الله عليه وآله الى نجد فغدر بهم رعل وذكوان وعصية من بني لحيان ، وأن المسلمين قرؤوا هذه الآية !
    ورواها مسلم في صحيحه ج 2 ص 135 وأحمد في مسنده بعدة روايات ج 3 ص 109 و 210 و 215 و 255 و 289 والبيهقي في سننه ج 2 ص 199 وغيرهم كثيرون .. وفي أكثر الروايات أنها نسخت بعد ذلك ، وفي بعضها أنها رفعت ، وفي رواية أحمد ج 3 ص 109 ( ثم رفع ذلك بعد ، وقال ابن جعفر ثم نسخ ) !! انتهى .
    ولو صح أنها كانت آية ونسخت فلابد أن يكون قبلها أو بعدها كلام آخر حتى لا تكون مقتصرة على مقول القول فقط .. فتكون مثلاً : إن المؤمنين الذين قتلهم أهل نجد المشركون قالوا ألا بلغوا قومنا ... إلخ !! ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم !
    12 ــ آية عائشة التي أكلتها السخلة !
    من الأحكام الشرعية المتفق عليها بين المسلمين : أن الرضاعة تشبه النسب ، فلو أرضعت امرأة طفلاً لغيرها صارت أماً له وحرمت عليه ، وصارت بناتها أخواته وحرمن عليه .. الخ .
    وبعد اتفاق المسلمين على هذا الأصل الذي نص عليه القرآن ، اختلفوا في شروطه ، فقال الأئمة من أهل البيت عليهم السلام : يشترط أن يرضع الطفل من تلك المرأة رضاعاً متصلاً خمس عشرة رضعة ، أو يكون الرضاع بحيث ينبت به لحم الطفل ويشتد عظمه ، وأن لا يكون للطفل غذاء آخر غير الحليب ، وأن يكون الطفل في سن الرضاعة لا أكبر .. فإذا اختلت الشروط فلا أثر للرضاع ......
    قال السيوطي في الدر المنثور ج2 ص 135 :
    ( وأخرج مالك وعبدالرزاق عن عائشة قالت كان فيما أنزل من القرآن عشر رضعات معلومات فنسخن بخمس معلومات فتوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهن فيما يقرأ من القرآن .
    وأخرج عبدالرزاق عن عائشة قالت لقد كانت في كتاب الله عشر رضعات ثم رد ذلك الى خمس ولكن من كتاب الله ما قبض مع النبي صلى الله عليه وسلم .
    وأخرج ابن ماجه وابن الضريس عن عائشة قالت كان مما نزل من القرآن ثم سقط لا يحرم إلا عشر رضعات أو خمس معلومات .
    وأخرج ابن ماجه عن عائشة قالت لقد نزلت آية الرجم ورضاعة الكبير عشراً ولقد كان في صحيفة تحت سريري فلما مات رسول الله صلى الله عليه وسلم وتشاغلنا بموته دخل داجن فأكلها ) انتهى . وروى البيهقي أكثر ذلك في سننه ج 7 ص 453
     
    فهذه أحاديث تدعي زيادات لا وجود لها في كتاب الله تعالى ، وكثير منها بمقاييس إخواننا أحاديث صحيحة على شرط البخاري ومسلم ، أو شرط غيرهما ، أو موثقة .. فهل يمكن لأحد أن يقبلها ويضيف هذه الآيات والزيادات المزعومة في كتاب الله والعياذ بالله بحجة التمسك بالحديث إذا صح سنده !!
    أم أن علماء إخواننا يردونها كما نفعل نحن الشيعة ، فيقلدوننا في هذا الموضوع من أجل الحفاظ على كتاب الله تعالى ؟!
    وللبحث صلة ……
    ________________________________________
    العاملي
    الكاتب: Okman_23 اضيف الموضوع يوم 15-05-99 22:53 PST
    ________________________________________
    الأخ العاملي
    هل الأسانيد التي ذكرت صحيحة وغير مطعون فيها
    وهل الرواة موثقين من قبل أهل الجرح والتعديل.
    الكاتب: موسى العلي اضيف الموضوع يوم 15-05-99 23:13 PST
    ________________________________________
    الاخ العاملي
    بعد التحية والاحترام
    جهد علمي مبارك، وجزيت خيرا
    ونتمنى ياخي ان تستمر في الحوار العلمي
    وتطرح معالجة للروايات التى ياخذها البعض على الشيعة
    ________________________________________
    مع تحيات / موسى العلي
    abm433@naseej.com

  3. #83
    تاريخ التسجيل
    Feb 2006
    المشاركات
    14
    آخر نشاط
    19-05-2006
    على الساعة
    02:11 PM

    افتراضي

    هذا البحث ليس تأليفاً بل هو تجميع وتلخيص وربط لأهم ما كُتب حول هذا الموضوع من كتابات ودراسات، قام بها ثلاثة أطراف:
    ( ط ص ، عن عمر ) ورواه في ج 1 ص 541 وعن ( طس ، وابن مردويه وابونصر السجزي في الإبانة عن عمر . قال أبو نصر : غريب الإسناد والمتن ، وفيه زيادة على ما بين اللوحين ، ويمكن حمله على ما نسخ منه تلاوة مع المثبت بين اللوحين اليوم ) انتهى .
    وبما أن عدد حروف القرآن ثلاث مئة ألف حرف وكسراً ، وهي لا تبلغ ثلث العدد الذي قاله الخليفة في الرواية ، فيكون مقصوده ضياع أكثر من ثلثي القرآن بعد النبي صلى الله عليه وآله ! ولا يمكن قبول رواية السيوطي بأن ما نسخ من القرآن أكثر من الثلثين !!
    وقال ابن حجر في لسان الميزان ج 5 ص 276 ( عبيد بن آدم بن أبي أياس العسقلاني : تفرد بخبر باطل ، قال الطبراني : حدثنا محمد بن عبيد ، قال حدثنا أبي ، عن جدي ، عن حفص بن ميسرة ، عن زيد بن أسلم ، عن أبيه ، عن عمر رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : القرآن ألف ألف حرف وسبعة وعشرون ألف حرف ، فمن قرأه صابراً محتسباً كان له بكل حرف زوجة من الحور العين . قال الطبراني في معجمه الأوسط : لا يروى عن عمر إلا بهذا الإسناد ) انتهى .
    ولكن قول ابن حجر إن الحديث باطل ليس له مستند علمي ، بعد أن مال الهيثمي الى توثيقه وقال إن محمد بن عبيد من شيوخ الطبراني ، وبقية رجال السند ثقاة .. وبعد أن كثرت مؤيداته وهي الروايات التي يقول فيها الخليفة ( فقد فيما فقدنا من القرآن... أسقط فيما أسقط ... قرآن كثير ذهب مع محمد ! .. رفع فيما رفع ) .
    قال السيوطي في الدر المنثور ج 5 ص 179 ( وأخرج عبد الرزاق في المصنف عن ابن عباس قال : أمر عمر بن الخطاب مناديه فنادى إن الصلاة جامعة ، ثم صعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ، ثم قال : يا أيها الناس لا تجزعن من آية الرجم ، فإنها آية نزلت في كتاب الله وقرأناها ، ولكنها ذهبت في قرآن كثير ذهب مع محمد ... ) .
    وقال في كنز العمال ج 2 ص 567 ( من مسند عمر رضي الله عنه ، عن المسور بن مخرمة قال قال عمر لعبدالرحمن بن عوف : ألم نجد فيما أنزل علينا أن جاهدوا كما جاهدتم أول مرة ؟ فإنا لم نجدها ، قال : أسقط فيما أسقط من القرآن ) . وقال في رواية أخرى : ... فرفع فيما رفع !
    وفي ج 6 ص 208 ( عن عدي بن عدي بن عميرة بن فروة ، عن أبيه ، عن جده أن عمر بن الخطاب قال لأبيّ : أو ليس كنا نقرأ من كتاب الله : إن انتفاءكم من آبائكم كفر بكم ؟ فقال بلى ، ثم قال : أو ليس كنا نقرأ : الولد للفراش وللعاهر الحجر ؟.. فُقِدَ فيما فَقَدْنَا من كتاب الله ؟ قال : بلى ! ) انتهى
    سور ضاعت ، وسور مبتكرة ، وسور يجب حذفها !
    سورة الأحزاب ، ضاع منها أكثر من 200 آية !
    روى في كنز العمال ج 2 ص480 ( من مسند عمر رضي الله عنه ، عن حذيفة قال قال لي عمر بن الخطاب: كم تعدون سورة الأحزاب ؟ قلت ثنتين أو ثلاثاً وسبعين، قال : إن كانت لتقارب سورة البقرة ، وإن كان فيها لآية الرجم ــ ابن مروديه ) .
    وروى نحوه أحمد في مسنده ج 5 ص 132 ، ولكن عن أبي بن كعب .
    وكذا الحاكم في المستدرك ج 2 ص 415 ، وج 4 ص 359 وقال في الموردين ( هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه ) . ورواه البيهقي في سننه ج 8 ص 211 كما في رواية الحاكم الثانية .
    وروى في كنز العمال ج 2 ص 567 ( عن زر قال قال لي أبيُّ بن كعب : يا زر كأين تقرأ سورة الأحزاب ؟ قلت ثلاثاً وسبعين آية ، قال : إن كانت لتضاهي سورة البقرة ، أو هي أطول من سورة البقرة ، وإن كنا لنقرأ فيها آية الرجم . وفي لفظ : وإن في آخرها الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما البتة نكالاً من الله والله عزيز حكيم ، فرفع فيما رفع ( عب ط ص عم ، وابن منيع ن ، وابن جرير وابن المنذر ، وابن الأنبارى في المصاحف ، قط في الإفراد ، ك وابن مردويه ، ص ) .
    ورواه السيوطي في الدر المنثور ج 5 ص 180 ، ثم قال ( وأخرج ابن الضريس عن عكرمة قال : كانت سورة الأحزاب مثل سورة البقرة أو أطول ، وكان فيها آية الرجم ) انتهى .
    وبما أن سورة البقرة 286 آية ، فيكون الناقص من سورة الأحزاب حسب هذه الرواية أكثر من 200 آية !!
    سورة براءة ضاع أكثرها ..!!
    قال الهيثمي في مجمع الزوائد ج 5 ص 302 :
    ( وعن أبي موسى الأشعري قال نزلت سورة نحواً من براءة فرفعت فحفظت منها إن الله ليؤيد هذا الدين بأقوام لا خلاق لهم ــ فذكر الحديث . رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير علي بن زيد وفيه ضعف ، ويحسن حديثه لهذه الشواهد ) .
    وقال في ج 7 ص 28 : ( عن حذيفة قال تسمون سورة التوبة هي سورة العذاب وما تقرؤون منها مما كنا نقرأ إلا ربعها . رواه الطبراني في الأوسط ورجاله ثقات ) .
    وقال الحاكم في المستدرك ج 2 ص 330 : ( ... عن الأعمش عن عبدالله بن مرة عن عبدالله بن سلمة عن حذيفة رضي الله عنه قال ما تقرؤون ربعها يعني براءة وإنكم تسمونها سورة التوبة وهي سورة العذاب هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه ) .
    وقال السيوطي في الدر المنثور ج 1 ص 105 : ( وأخرج أبوعبيد في فضائله وابن الضريس عن أبي موسى الأشعري قال نزلت سورة شديدة نحو براءة في الشدة ثم رفعت وحفظت منها أن الله سيؤيد هذا الدين بأقوام لا خلاق لهم ! ) .
    وقال في ج 3 ص 208 : ( وأخرج ابن أبي شيبة والطبراني في الأوسط وأبوالشيخ والحاكم وابن مردويه عن حذيفة رضي الله عنه قال التي تسمون سورة التوبة هي سورة العذاب والله ما تركت أحداً إلا نالت منه ولا تقرؤون منها مما كنا نقرأ إلا ربعها !! ) انتهى .
    والظاهر أن أصل ادعاء هذه السورة من أبي موسى الأشعري ، وأن آيات وادي التراب المزعومة منسوبة إليها ! وأما آية أبي موسى عن تأييد الدين بالفجار فقد يكون هدفها تبرير إعطاء مناصب الدولة الى المنافقين والفساق !!
    ولابد أن تكون هذه السورة المزعومة موجودة في مصحف أبي موسى الذي صادره منه حذيفة بأمر الخليفة عثمان وكان أبو موسى يترجاه أن يترك له الإضافات ولا يمحوها ، وسيأتي ذكره في بحث جمع القرآن !
    وهذا يضعف رواية نقص سورة براءة عن حذيفة ، وإن صحت عنه فقد يكون قال: إنكم لا تقرؤونها حق قراءتها ، فحرف الرواة كلامه .. لأن حذيفة كان يحذر من المنافقين الذين كشفتهم السورة وحذرت منهم !!
    سورتا الخلع والحفد المزعومتان !
    من أعجب ما تجد في مصادر إخواننا السنة قصة (سورتي) الخلع والحفد ! وقد زعمت رواياتهم أن الخليفة كان يقرؤهما في صلاته على أنهما سورتان من القرآن ، أو دعاء في القنوت ! وذكرت المصادر أنهما كتبتا في مصاحف عدد من الصحابة المقربين من الخليفة عمر .
    ولو أن أحداً غير الخليفة وجماعته روى سورة غير موجودة في القرآن ، أو قرأها في إمامته في الصلاة ، لكان للرواة أصحاب الغيرة على القرآن كلام آخر معه ، وحساب آخر ، ولكنه الخليفة عمر !
    ويتوقف فهم قصة ( سورتي ) الخلع والحفد أو سورتي الخليفة عمر ، على معرفة قصة قنوت النبي صلى الله عليه وآله ودعائه في قنوته على أئمة الكفر وقادة الأحزاب ، الذين هم بالدرجة الأولى زعماء قريش ، ثم على بقية أعداء الله ورسوله من المشركين والمنافقين .. لذلك نحن مضطرون الى بحث القنوت في فقه الشيعة والسنة .. ليتضح أمر السورتين المزعومتين .
    سبب تغييب القنوت من صلاة إخواننا السنة
    من المعروف في سيرة النبي صلى الله عليه وآله أنه كان يقنت في صلاته ، أي يرفع يديه أثناء الصلاة ويدعو الله تعالى .. وقد يدعو على أعداء الله ورسوله من المشركين والمنافقين ، وقد يلعنهم ويسميهم بأسمائهم ..!
    ومن الطبيعي أن ذلك كان ثقيلاً عليهم ، خاصة على رؤساء قريش ..!
    وتذكر روايات السيرة أن الله تعالى استجاب دعاء رسوله صلى الله عليه وآله ، وأنزل بقريش ضائقة اقتصادية ألقت بثقلها على مكة ، حتى أكلوا العلهز أو العلهس الذي كانوا يضطرون لأكله أحياناً في الجاهلية ، وهو وبر الجمال يخلطونه بالدم ويشوونه ويأكلونه !!
    ولكنهم مع ذلك لم يؤمنوا بالنبي صلى الله عليه وآله .. اللهم إلا بعد أن نزل بساحتهم مباغتة في عشرة آلاف مقاتل من المسلمين ، فاضطروا الى التسليم وإلقاء السلاح ، فجمعهم النبي في المسجد الحرام وخيرهم بين الإسلام والقتل ، فأسلموا تحت السيف أو استسلموا ، فعفا عنهم وسماهم الطلقاء .. وبعد أسبوع أخذهم معه كجزء من جيشه الى حرب هوازن في حنين ! ومع أنهم انهزموا من اول رشق سهام في معركة حنين .. وحاولوا قتل النبي (ص) بعطة محاولات منظمة !! إلا أنه (ص) مع ذلك أكرمهم مادياً وأعطاهم أكثر غنائم حنين !
    وهكذا انحلت بفتح مكة أزمة قريش الإقتصادية ، كما انحلت مشكلة لعن النبي إياهم بأسمائهم ، وإن بقيت ذكراها تاريخاً يطاردهم وعقدة تتراءى لهم !
    وعين النبي حاكماً على مكة ، وأطمع شخصيات قريش بأنهم يستطيعون الاا أسلموا وحسن اسلامهم أن يأخذوا مواقع تناسبهم في دولة الإسلام ، فهاجر قليل منهم الى المدينة ، وبقي أكثرهم في مكة ، وبدؤوا ينسون مرارة الهزيمة بحلاوة الطمع ، لولا أن النبي صلى الله عليه وآله واصل دعاءه على المنافقين والمشركين عامة ولعنهم ، لكن بدون تسمية !!
    وطال أمر مشكلة القنوت واللعن نحو سنتين بعد فتح مكة الى وفاة النبي صلى الله عليه وآله .. كان لله تعالى ولرسوله خلالها مع المنافقين آيات وقرارات ، بلغت أوجها في سورة براءة التي سموها السورة الفاضحة ، لأنها فضحت نواياهم وأفكارهم ونفذت الى أعماقهم ، ورسمت صوراً لمجموعاتهم وأشخاصهم .. كادت أن تعلن أسمائهم !!
    محاولات قريش لحل مشكلة الملعونين على لسان النبي !
    بعد وفاة النبي صلى الله عليه وآله قام محبوا قريش والمنافقين بأعمال مبتكرة لمعالجة مشكلة الملعونين على لسان النبي ، تتلخص في الأعمال السبعة التالية :
    العمل الأول : ظهرت أحاديث مفادها أن النبي صلى الله عليه وآله قد اعترف بخطئه في لعن الذين لعنهم ودعا عليهم ، لأنه بشر ! فدفع كفارة خطئة بأن دعا الله تعالى أن يجعل لعنته على من لعنه أو سبه أو آذاه ( صلاة وقربة ، زكاة وأجراً ، زكاة ورحمة ، كفارة له يوم القيامة ، صلاة وزكاة وقربة تقربه بها يوم القيامة ، مغفرة وعافية وكذا وكذا .. بركة ورحمة ومغفرة وصلاة ، فإنهم أهلي وأنا لهم ناصح ) على حد تعبير الروايات !
    والعمل الثاني : ظهرت أحاديث أكثر جرأة على مقام النبي صلى الله عليه وآله لأنها تصرح بأن النبي قد أخطأ وأساء الأدب في لعنه من لعن ! فبعث الله تعالى إليه جبرئيل فوبخه وقال له : إن الله يقول لك إني لم أبعثك سبَّاباً ! بل بعثتك رحمة للعالمين ، والقرشيون قومك وأهلك أولى بالرحمة الإلهية، فلماذا تسبهم وتلعنهم ؟! وعلمه دعاء عاماً يقوله في قنوته ليس فيه ما يمس قريش !
    وكان ذلك الدعاء ( سورتي ) الخلع والحفد العمريتين !!
    فـ ( السورتان ) عند أصحابهما نسخة إلهية بدل دعاء اللعن والسب غير المناسب الذي كان يتلوه النبي صلى الله عليه وآله في قنوت صلاته .. وعند الباحث نسخة موضوعة لمصلحة زعماء قريش والمنافقين بدل الدعاء عليهم ولعنهم !
    قال البيهقي في سننه ج 2 ص 210 ( .. عن خالد بن أبي عمران قال : بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو على مضر ( يعني قريش ) إذ جاءه جبرئيل فأومأ اليه أن اسكت فسكت ، فقال : يا محمد إن الله لم يبعثك سَبَّاباً ولا لَعَّاناً ! وإنما بعثك رحمة ولم يبعثك عذاباً ، ليس لك من الأمر شئ أو يتوب عليهم أو يعذبهم فإنهم ظالمون . ثم علمه هذا القنوت : اللهم إنا نستعينك ونستغفرك ونؤمن بك ونخضع لك ونخلع ونترك من يكفرك . اللهم إياك نعبد ولك نصلي ونسجد وإليك نسعى ونحفد ونرجو رحمتك ونخشى عذابك ونخاف عذابك الجد ، إن عذابك بالكافرين ملحق ) ثم قال البيهقي (هذا مرسل وقد روى عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه صحيحاً موصولاً .
    ... عن عبيد بن عمير أنه عمر رضي الله عنه قنت بعد الركوع فقال : اللهم اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات وألف بين قلوبهم وأصلح ذات بينهم وانصرهم على عدوك وعدوهم اللهم ألعن كفرة أهل الكتاب الذين يصدون عن سبيلك ويكذبون رسلك ويقاتلون أوليائك اللهم خالف بين كلمتهم وزلزل أقدامهم وأنزل بهم بأسك الذي لا ترده عن القوم المجرمين . بسم الله الرحمن الرحيم . اللهم إنا نستعينك ونستغفرك ونثنى عليك ولا نكفرك ونخلع ونترك من يفجرك . بسم الله الرحمن الرحيم . اللهم إياك نعبد ولك نصلي ونسجد ولك نسعي ونحفد ونخشى عذابك الجد ونرجو رحمتك ، إن عذابك بالكافرين ملحق . رواه أبو سعيد بن عبدالرحمن ابن أبزى عن أبيه عن عمر فخالف هذا في بعضه .
    ... عن سعيد بن عبدالرحمن بن أبزى عن أبيه قال صليت خلف عمر بن الخطاب رضي الله عنه صلاة الصبح فسمعته يقول بعد القراءة قبل الركوع اللهم اياك نعبد ولك نصلي ونسجد وإليك نسعى ونحفد نرجو رحمتك ونخشى عذابك إن عذابك بالكافرين ملحق . اللهم إنا نستعينك ونستغفرك ونثني عليك الخير ولا نكفرك ونؤمن بك ونخضع لك ونخلع من يكفرك . كذا قال قبل الركوع . وهو إن كان اسناداً صحيحاً فمن روى عن عمر قنوته بعد الركوع أكثر ... ) انتهى !
    العمل الثالث : أحاديث تفسير قوله تعالى : ليس لك من الأمر شئ أو يتوب عليهم أو يعذبهم فإنهم ظالمون ــ آل عمران ـ 128
    فإنك تجد العجب في تفسير هم لهذه الآية .. فالروايات فيها من كل حدب وصوب في رد أفكار النبي وآلامه من طغاة قريش وتخطئته في دعائه عليهم ولعنه إياهم !
    العمل الرابع : الفتوى بالجنة للمنافقين !
    عندما تقرأ القرآن تجد فراعنة قريش والمنافقين وجوداً بارزاً خطيراً بشخصياتهم ومواقفهم وخططهم ضد النبي صلى الله عليه وآله ودعوته ودولته وأمته ..
    لكن عندما تقرأ السيرة والحديث في مصادر إخواننا السنة تجد الصورة تخف .. وتصغر .. وتخفى ملامحها .. وأحياناً تغيب كلياً .. فتحتاج الى بحث وتنقيب لتعرف من هذا الشخص أو الجماعة الذين نزلت فيهم هذه الآية أو الآيات الكاسحة .. ! ومن هؤلاء الجهنميون الخبثاء الذين حذر الله تعالى منهم واعتبرهم مجرمين على مستوى الأمم والشعوب .. ؟! لقد اختفوا وغابوا ، كما غاب قنوت النبي بالدعاء عليهم ولعنهم !
    قد يقال إن النبي صلى الله عليه وآله كان يعرفهم أو يعرف أكثرهم بما علمه الله تعالى ، فكانوا في عصره معروفين مميزين .. أما بعد وفاته وانقطاع الوحي فقد صار أمرهم الى الله تعالى ..
    ولكن لو سلمنا ذلك ، فإنا نسأل عن أولئك الذين كانوا مكشوفين في زمن النبي صلى الله عليه وآله ، أين صاروا ، ولماذا اختفوا .. ؟! وأين غاب أبطال الكفر والنفاق في تاريخ البعثة والمرحلة المكية والمدنية وأحداث نزول القرآن ؟! ونسأل عن أسماء الذين كان يدعو عليهم النبي صلى الله عليه وآله في صلاته طوال نبوته تقريباً ، وعن الذين ضاق بهم صدره الرحب ، ولم يسعهم حلم الله العظيم ، فكشفهم النبي وسماهم في المسجد واحداً واحداً وطرد بعضهم من مسجده .. وقال لآخرين منهم في أنفسهم قولاً بليغاً ؟ لقد اختفى أكثر تاريخ مشركي قريش ومنافقيها من المصادر .. ولعله لولا آيات القرآن القارعة الهادرة لكان اختفى كل تاريخهم .. !
    إنها ظاهرة ذات دلالة على وجود موقف في التغطية على تاريخ القرشيين أعداء الله ورسوله بالأمس ، والمنافقين البارحة ..
    المؤامرة على سورتي المعوذتين !
    يتضح من روايات سورتي المعوذتين في مصادر إخواننا السنة أنه كانت توجد مؤامرة لحذفهما من القرآن ، ولكنها فشلت والحمد لله ، وحفظ الله المعوذتين جزء من القرآن عند كل المسلمين ! وهو سبحانه القائل إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون .
    ولكن لماذا هذه المؤامرة ؟ وما هو هدفها ؟ ومن هو أصلها ؟!
    الإحتمال الأول : أن المعوذتين لم تعجبا السليقة العامة للعرب ! كما يفهم مما رواه البيهقي في سننه ج 2 ص 394 ( عن عقبة بن عامر الجهني قال : كنت أقود برسول الله صلى الله عليه وسلم ناقته فقال لي : يا عقبة ألا أعلمك خير سورتين قرئتا ؟ قلت بلى يا رسول الله . فأقرأني قل أعوذ برب الفلق ، وقل أعوذ برب الناس ، فلم يرني أعجب بهما فصلى بالناس الغداة فقرأ بهما ، فقال لي : يا عقبة كيف رأيت ؟ كذا قال العلاء بن كثير . وقال ابن وهب عن معاوية عن العلاء بن الحارث وهو أصح ) .
    ثم رواه برواية أخرى جاء فيها ( فلم يرني سررت بهما جداً ... ) .
    ثم رواه برواية أخرى تدل على أن عقبة هو الذي سأل النبي صلى الله عليه وآله عنهما ، وأن النبي أراد تأكيد أنهما من القرآن فصلى بهما ( عن عقبة بن عامر أنه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن المعوذتين فأمهم بهما رسول الله صلى الله عليه وسلم في صلاة الفجر ) انتهى .
    الإحتمال الثاني : أن محاولة حذفهما من القرآن جاءت بسبب ارتباطهما بالحسن والحسين عليهما السلام ! فقد روى أحمد في مسنده ج 5 ص 130 (.. عن زر قال قلت لأبيٍّ : إن أخاك يحكُّهما من المصحف ، فلم ينكر ! قيل لسفيان : ابن مسعود ؟ قال نعم . وليسا في مصحف ابن مسعود ، كان يرى رسول الله صلى الله عليه وسلم يعوذ بهما الحسن والحسين ولم يسمعه يقرؤهما في شئ من صلاته ، فظن أنهما عوذتان وأصر على ظنه ، وتحقق الباقون كونهما من القرآن فأودعوهما إياه ! ) .
    وروى نحوه ابن ماجة في سننه ولكن لم يذكر الحسن والحسين ، قال في ج 2 ص1161 ( عن أبي سعيد ، قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتعوذ من عين الجان ، ثم أعين الأنس ، فلما نزل المعوذتان أخذهما وترك ما سوى ذلك ) .
    وروى الترمذي في سننه ج 3 ص 267 أن النبي كان ( يتعوذ من الجان وعين الإنسان حتى نزلت المعوذتان ، فلما نزلت أخذ بهما وترك ما سواهما ) .
    ورواه في كنز العمال ج 7 ص77 عن ( ت ن ه‍ ، والضياء عن أبي سعيد )
    وروى البخاري في صحيحه تعويذ النبي للحسنين عليهماالسلام بدعاء آخر غير المعوذتين ، قال في ج 4 ص 119 (... عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يعوذ الحسن والحسين ويقول إن أباكما كان يعوذ بها اسمعيل واسحق : أعوذ بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامة ) .
    وروى ابن ماجة في ج 2 ص 1165 ( عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس قال : كان النبي صلى الله عليه وسلم يعوذ الحسن والحسين يقول أعوذ بكلمات الله التامة ، من كل شيطان وهامة ، ومن كل عين لامة . قال وكان أبونا إبراهيم يعوذ بها إسماعيل وإسحاق . أو قال إسماعيل ويعقوب ) . ومثله أبو داود في ج 2 ص 421 ، والترمذى في سننه ج 3 ص 267 ، والحاكم في المستدرك ج 3 ص 167 وج 4 ص 416 وقال في الموردين ( صحيح على شرط الشيخين
    ولم يخرجاه ) . وأحمد في مسنده ج 1 ص 236 وص 270
    ورواه الهيثمي في مجمع الزوائد ج 5 ص 113 بعدة روايات ، وإحداها عن عبدالله بن مسعود فيها تفصيل جميل ( قال كنا جلوساً مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ مر به الحسين والحسن وهما صبيان فقال : هاتوا ابني أعوذهما مماعوذ به إبراهيم ابنيه إسماعيل وإسحق ، قال أعيذكما بكلمات الله التامة من كل عين لامة ومن كل شيطان وهامة. رواه الطبراني وفيه محمد بن ذكوان وثقة شعبة وابن حبان وضعفه جماعة ، وبقية رجاله ثقات ) .
    ورواه في كنز العمال عن عمر ، في ج 2 ص 261 وج 10 ص 108 قال ( عن عمر بن الخطاب أن النبي صلى الله عليه وسلم ، كان يعوذ حسناً وحسيناً يقول : أعيذكما بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامة ــ حل ) .
    وروى البخاري ذلك بعدة روايات عن عائشة بتفاوت في الدعاء ، لكنها لم تسم فيهما الحسنين ! قال في ج 7 ص 24 ( ... حدثني سليمان عن مسلم عن مسروق عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعوذ بعض أهله يمسح بيده اليمنى ويقول الله رب الناس أذهب الباس واشفه وأنت الشافي لا شفاء إلا شفاؤك شفاء لا يغادر سقماً . قال سفيان حدثت به منصوراً فحدثني عن إبراهيم عن مسروق عن عائشة نحوه ... روايتين في ج 7 ص 26 ( ... عن عائشة رضي الله عنها قالت كان النبي صلى الله عليه وسلم يعوذ بعضهم يمسحه بيمينه ... اذهب الباس رب الناس واشف أنت الشافي لا شفاء إلا شفاؤك شفاء لا يغادر سقماً. فذكرته لمنصور فحدثني عن ابراهيم عن مسروق عن عائشة رضي الله عنها بنحوه ) . وروى نحوه أحمد في مسنده ج 6 ص 44 و45 .. إلخ .
    من هذه الروايات نعرف أن النبي صلى الله عليه وآله كان يهتم اهتماماً خاصاً بولديه الحسن والحسين عليهما السلام وتعويذهما بكلمات الله تعالى لدفع الحسد والشر عنهما ، وأنه كان يفعل ذلك عمداً أمام الناس لتركيز مكانتهما في الأمة والتأكيد على أنهما ذريته وامتداده .. كما كان إسحاق واسماعيل بقية ابراهيم وامتداده عليهم السلام ! وأنه بعد نزول المعوذتين كان يعوذهما دائماً بهما ! وبهذا ارتبطت السورتان في ذهن الأمة بالحسنين وسرى اليهما الحسد منهما .. أو الحب !!
    وتحاول الروايات تصوير عبدالله بن مسعود بأنه حامل راية العداء للمعوذتين وتنقل إصراره على حذفهما من القرآن ! ولكن توجد أمور توجب الشك في ذلك .
    إخواننا السنة يعتقدون أن المعوذتين من القرآن ، والبخاري يتوقف !
    أمام هذه التشكيكات في المعوذتين في مصادر إخواننا السنة ، يبقى عندهم عدد من الروايات التي تثبت جزئيتهما من القرآن الكريم ، وعمدتها ما رووه عن عقبة بن عامر الجهني كما في مسلم ج 2 ص 200 فقال ( عن عقبة بن عامر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ألم تر آيات أنزلت الليلة لم ير مثلهن قط ، قل أعوذ برب الفلق وقل أعوذ برب الناس . ... عن عقبة بن عامر قال قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : أنزل أو أنزلت عليَّ آيات لم ير مثلهن قط المعوذتين . وحدثناه أبوبكر بن أبي شيبة حدثنا وكيع ح ، وحدثني محمد بن رافع حدثنا أبوأسامة كلاهما عن إسماعيل بهذا الإسناد مثله ) .
    ورواها الترمذي ج 5 ص 122 وج 4 ص 244 وقال في الموردين ( هذا حديث حسن صحيح ) ثم روى عن عقبة ( أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أقرأ بالمعوذتين في دبر كل صلاة . وقال هذا حديث حسن غريب ) . ثم كرر رواية ابن كعب . ورواه البيهقي في سننه ج 2 ص 394 .
    وقال الشافعي في كتاب الأم ج 7 ص 199 ( أخبرنا وكيع ، عن سفيان الثوري ، عن أبي إسحق ، عن عبد الرحمن بن يزيد قال : رأيت عبد الله يحك المعوذتين من المصحف ويقول لا تخلطوا به ما ليس منه ــ ثم قال عبد الرحمن ــ وهم يروون عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قرأ بهما في صلاة الصبح وهما مكتوبتان في المصحف الذي جمع على عهد أبي بكر ثم كان عند عمر ثم عند حفصة ثم جمع عثمان عليه الناس ، وهما من كتاب الله عز وجل ، وأنا أحب أن أقرأ بهما في صلاتي ) .
    وروى الهيثمي في مجمع الزوائد ج 7 ص 148 عدة روايات في إثبات أن المعوذتين من القرآن .
    أما البخاري فقد اختار أن يقف في صف المشككين في المعوذتين ! فقد كان روى رواية عقبة في تاريخه الكبير ج 3 ص 353 ثم تراجع عن روايتها في صحيحه ، فلم يرو إلا روايات أبي ابن كعب المتزلزلة المشككة ! مع أنه عقد في صحيحه عنوانين للمعوذتين لكن اكتفى بروايات التشكيك دون غيرها ! وقد ألف تاريخه قبل صحيحه كما في تذكرة الحفاظ ج 2 ص 555 !!
    قال في صحيحه ج6 ص96 ( سورة قل أعوذ برب الفلق... عن زر بن حبيش قال سألت أبيَّ بن كعب عن المعوذتين فقال سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال قيل لي فقلت . فنحن نقول كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ... سورة قل أعوذ برب الناس ... وحدثنا عاصم عن زر قال سألت أبيَّ بن كعب قلت أبا المنذر إن أخاك ابن مسعود يقول كذا وكذا . فقال أبيّ : سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لي قيل لي فقلت ، قال فنحن نقول كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ) انتهى ، فيكون البخاري متوقفاً في أنهما من القرآن لعدم ثبوت دليل على ذلك عنده !!
    ومن طريف ما تقرأ في إرشاد الساري في شرح البخاري ج 7 ص 442 قول القسطلاني ( وقع الخلاف في قرآنيتهما ثم ارتفع الخلاف ووقع الإجماع عليه ، فلو أنكر أحد قرآنيتهما كفر ) انتهى .
    وقد تضمن كلامه فتوى بتبرئة الذين خالفوا إجماع الصحابة من الماضين ، وتكفير من خالف إجماعهم ممن بعدهم .. ولا نظن إخواننا السنة يلتزمون بذلك !
    وفتوى أخرى بكفر منكر قرآنية المعوذتين من بعد الصحابة وكأن ذلك مما أجمع عليه الفقهاء .. ولم يذكر حكم من شك فيهما كالبخاري الذي اقتصر على نقل روايات التشكيك ، وتجاهل روايات جزئيتهما من القرآن ولم يعتمدها في صحيحه !!
    ثم إن الصحابة لم يجمعوا على إثبات المعوذتين ولا على حذف سورتي الخليفة عمر ( الخلع والحفد ) ولكن قوة المعوذتين ، وحفظ الله تعالى لكتابه ، ضمن بقاءهما . كما أن ركة الخلع والحفد ، وحفظ الله تعالى لكتابه ، تكفل بموتهما !
    هذا ، وقد تحدث ابن شبة في تاريخ المدينة ج 3 ص 1010 عن حساسية المسلمين تجاه النص القرآني فقال ( ... ولو قرأ غير ما في مصاحفهم قارئ في الصلاة ، أو جحد شيئاً منها استحلوا دمه بعد أن يكون يدين به ) انتهى . ولكنهم استثنوا من ذلك الخليفة عمر ، ولابد أنهم من أجله يستثنون البخاري أيضاً !!
    موقف أهل بيت النبي عليهم السلام وشيعتهم من المعوذتين
    لا يوجد في مصادرنا الشيعية أثر لسورتي الخلع والحفد .. كما لا توجد ذرة غبار على أن المعوذتين جزء من القرآن ، بل كان موقف الأئمة من أهل بيت النبي صلى الله عليه وآله التأكيد على قرآنيتهما .. روى الشيخ الطوسي في تهذيب الأحكام ج 2 ص96 ( .. عن سيف بن عميرة عن منصور بن حازم قال : أمرني أبو عبدالله عليه السلام أن أقرأ المعوذتين في المكتوبة ) .
    وروى الحر العاملي في وسائل الشيعة ج 4 ص 786 ( عن أبي عبدالله عليه السلام أنه سئل عن المعوذتين أهما من القرآن ؟ فقال : هما من القرآن . فقال الرجل : إنهما ليستا من القرآن في قراءة ابن مسعود ولا في مصحفه . فقال أبو عبد الله: أخطأ ابن مسعود ، أو قال كذب ابن مسعود ، وهما من القرآن . فقال الرجل : فأقرأ بهما في المكتوبة ؟ فقال نعم ) انتهى .
    وقال المحقق البحراني في الحدائق الناضرة في فقه العترة الطاهرة ج 8 ص 230
    ( الثانية : أجمع علماؤنا وأكثر العامة على أن المعوذتين من القرآن العزيز وأنه يجوز القراءة بهما في الصلاة المفروضة ، وروى منصور بن حازم قال : أمرني أبوعبد الله عليه السلام أن أقرأ المعوذتين في المكتوبة . وعن صفوان الجمال في الصحيح ... قال في الذكرى : ونقل عن ابن مسعود أنهما ليستا من القرآن وإنما أنزلتا لتعويذ الحسن والحسين عليهما السلام ! وخلافه انقرض ، واستقر الإجماع الآن من العامة والخاصة على ذلك ) انتهى .
     
    آيات حذفت من القرآن برأي الخليفة عمر
    1 ــ آية الرجم
    2 ــ آية الشيخ والشيخة
    روى البخاري في صحيحه ج 8 ص 25 ( ... عن عبيد الله عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال عمر : لقد خشيت أن يطول بالناس زمان حتى يقول قائل لا نجد الرجم في كتاب الله فيضلوا بترك فريضة أنزلها الله . ألا وإن الرجم حق على من زنى وقد أحصن إذا قامت البينة أوكان الحبل أو الإعتراف .
    ... وعن ابن عباس قال : كنت أقرئ رجالاً من المهاجرين منهم عبد الرحمن بن عوف ، فبينما أنا في منزله بمنى وهو عند عمر بن الخطاب في آخر حجة حجها ، إذ رجع اليَّ عبد الرحمن فقال : لو رأيت رجلاً أتى أمير المؤمنين اليوم فقال يا أمير المؤمنين هل لك في فلان يقول : لو قد مات عمر لقد بايعت فلاناً ! فوالله ما كانت بيعة أبي بكر إلا فلتة فتمت ! فغضب عمر ثم قال : إني إن شاء الله لقائم العشية في الناس فمحذرهم هؤلاء الذي يريدون أن يغصبوهم أمورهم !
    قال عبد الرحمن فقلت يا أمير المؤمنين لا تفعل فإن الموسم يجمع رعاع الناس وغوغاءهم ، فإنهم هم الذين يغلبون على قربك حين تقوم في الناس ، وأنا أخشى أن تقوم فتقول مقالة يطيِّرها عنك كل مطيِّر ، وأن لا يعوها وأن لا يضعوها على مواضعها ، فأمَهِلْ حتى تقدم المدينة فإنها دار الهجرة والسنة ، فتخلص بأهل الفقه وأشراف الناس فتقول ما قلت متمكناً ، فيعي أهل العلم مقالتك ويضعونها على مواضعها . فقال عمر أما والله إن شاء الله لأقومن بذلك أول مقام أقومه بالمدينة .
    قال ابن عباس فقدمنا المدينة في عقب ذي الحجة ، فلما كان يوم الجمعة عجلنا الرواح حين زاغت الشمس حتى أجد سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل جالساً الى ركن المنبر فجلست حوله تمس ركبتي ركبته ، فلم أنشب أن خرج عمر بن الخطاب ، فلما رأيته مقبلاً قلت لسعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل : ليقولن العشية مقالة لم يقلها منذ استخلف ، فأنكر عليَّ وقال : ما عسيت أن يقول ما لم يقل قبله ؟! فجلس عمر على المنبر فلما سكت المؤذنون قام فأثنى على الله بما هو أهله ثم قال :
    أما بعد فإني قائل لكم مقالة قد قدر لي أن أقولها ، لا أدري لعلها بين يدي أجلي ، فمن عقلها ووعاها فليحدث بها حيث انتهت به راحلته ، ومن خشي أن لا يعقلها فلا أحل لأحد أن يكذب عليَّ . إن الله بعث محمداً صلى الله عليه وسلم بالحق وأنزل عليه الكتاب فكان مما أنزل الله آية الرجم فقرأناها وعقلناها ووعيناها، فلذا رجم رسول الله صلى الله عليه وسلم ورجمنا بعده ، فأخشى إن طال بالناس زمان أن يقول قائل والله ما نجد آية الرجم في كتاب الله فيضلوا بترك فريضة أنزلها الله ( والرجم في كتاب الله حق علىمن زنى إذا أحصن من الرجال والنساء إذا قامت البينة أو كان الحبل أو الإعتراف).
    ثم إنا كنا نقرأ فيما نقرأ من كتاب الله أن ( لا ترغبوا عن آبائكم فإنه كفر بكم أن ترغبوا عن آبائكم . أو إن كفراً بكم أن ترغبوا عن آبائكم ) .
    ... ثم إنه بلغني أن قائلاً منكم يقول والله لو مات عمر بايعت فلاناً ، فلا يغترن امرؤ أن يقول إنما كانت بيعة أبي بكر فلتة وتمت ، ألا وإنها قد كانت كذلك ولكن الله وقى شرها ، وليس منكم من تقطع الأعناق إليه مثل أبي بكر . من بايع رجلاً عن غير مشورة من المسلمين فلا يبايع هو ولا الذي بايعه تَغِرَّةَ أن يقتلا ) انتهى . ومعنى قوله تغرة أن يقتلا : مخافة أن يقتلا بهذا الأمر الذي أصدره في هذه الخطبة .
    ورواه مختصراً في ج 8 ص 113 ( ... قال عمر لولا أن يقول الناس زاد عمر في كتاب الله لكتبت آية الرجم بيدي) وروى نحوه مسلم في صحيحه ج5 ص116 وابن ماجة في سننه ج1 ص625 وج2 ص853 وأبوداود في سننه ج2 ص343 وفيه (وأيم الله لولا أن يقول الناس زاد عمر في كتاب الله عزوجل لكتبتها) .
    وفي سنن الترمذي ج 2 ص 442 وقال ( هذا حديث صحيح ... وفي الباب عن علي . حديث عمر حديث حسن صحيح . وروي من غير وجه عن عمر ) .
    ورواه الدارمي في سننه ج 2 ص 179 وأحمد في مسنده ج 1 ص 23 وص 34 وص 40 وص 45 وص49 وروى في ج 5 ص 183 ( ... فقال عمر لما أنزلت هذه أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت : أَكْتِبْنِيهَا . قال شعبة فكأنه كره ذلك ، فقال عمر ألا ترى أن الشيخ إذا لم يحصن جلد ، وأن الشاب إذا زنى وقد أحصن رجم ) .
    ورواه الحاكم في المستدرك ج 4 ص 359 والبيهقي في سننه ج 8 ص 213 بعدة روايات وقال ( قال مالك : يريد عمر بن الخطاب بالشيخ والشيخة الثيب من الرجال والثيبة من النساء ) ونحوه في ج 8 ص 236 ورواه الشافعي في اختلاف الحديث ص61 والسيوطي في الدر المنثور ج5 ص 179 بعدة روايات ، منها :
    ( وأخرج عبد الرزاق في المصنف عن ابن عباس قال : أمر عمر بن الخطاب منادياً فنادى أن الصلاة جامعة ثم صعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : يا أيها الناس لا تجزعن من آية الرجم فإنها آية نزلت في كتاب الله وقرأناها ، ولكنها ذهبت في قرآن كثير ذهب مع محمد ... وأخرج ابن الضريس عن عمر قال قلت لرسول الله صلى الله عليه وسلم لما نزلت آية الرجم : أُكْتُبْهَا يا رسول الله . قال : لا أستطيع ذلك .
    وأخرج ابن الضريس عن زيد بن أسلم أن عمر بن الخطاب خطب الناس فقال : لا تشكوا في الرجم فإنه حق قد رجم رسول الله صلى الله عليه وسلم ورجم أبو بكر ورجمت ، ولقد هممت أن أكتب في المصحف ، فسأل أبيَّ بن كعب عن آية الرجم فقال أبيٌّ : ألست أتيتني وأنا أستقرئها رسول الله صلى الله عليه وسلم فدفعت في صدري وقلت : أتستقرؤه آية الرجم وهم يتسافدون تسافد الحُمُر ! ) وهو كلام غريب من ابن كعب يدل على أن الخليفة كان مخالفاً لآية الرجم أو لتطبيق حكمها ، لكثرة من يستحق الرجم من الناس ! فإن صح ذلك فإن تأكيده الشديد على ( آية ) الرجم وتطبيق الرجم قد يكون ندماً على مخالفته لحكمه في زمن النبي صلى الله عليه وآله !
    وقال ابن قدامة في المغني ج 10 ص 121 ( ... قد ثبت الرجم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله وفعله في أخبار تشبه المتواتر ، وأجمع عليه أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم على ما سنذكره في أثناء الباب في مواضعه إن شاء الله تعالى، وقد أنزله الله تعالى في كتابه ! وإنما نسخ رسمه دون حكمه ، فروي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال : إن الله تعالى بعث محمداً صلى الله عليه وسلم بالحق وأنزل عليه الكتاب فكان فيما أنزل عليه آية الرجم فقرأتها وعقلتها ووعيتها ورجم رسول الله صلى الله عليه وسلم ورجمنا بعده ، فأخشى إن طال بالناس زمان أن يقول قائل ما نجد الرجم في كتاب الله فيضلوا بترك فريضة أنزلها الله تعالى ( فالرجم حق على من زنا أذا أحصن من الرجال والنساء إذا قامت البينة أو كان الحبل أو الإعتراف ) وقد قرأ بها ( الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما البتة نكالاً من الله والله عزيز حكيم) متفق عليه . وقولهم إن هذا نسخ ــ يعني لآية الجلد ــ ليس بصحيح وإنما هو تخصيص، ثم لو كان نسخاً لكان نسخاً بالآية التي ذكرها عمر رضي الله عنه )!
    وقال النووي في المجموع ج 20 ص 7 ( فصل : إذا وطأ رجل من أهل دار الإسلام امرأة محرمة عليه من غير عقد ولا شبهة عقد وغير ملك ولا شبهة ملك ، وهو عاقل بالغ مختار عالم بالتحريم ، وجب عليه الحد ، فإن كان محصناً وجب عليه الرجم لما روى ابن عباس رضي الله عنه قال ، قال عمر : لقد خشيت أن يطول بالناس زمان حتى يقول قائلهم ما نجد الرجم في كتاب الله فيضلون ويتركون فريضة أنزلها الله ، ألا إن الرجم إذا أحصن الرجل وقامت البينة أو كان الحمل أو الإعتراف ، وقد قرأتها : الشيخ والشيخه إذا زنيا فارجموهما البتة ، وقد رجم رسول الله صلى الله عليه وسلم ورجمنا ) ورواه ابن حجر في تهذيب التهذيب ج 4 ص 77 وقال ( وقد وقع لي حديث بإسناد صحيح لا مطعن فيه .. وفيه : لولا أن أزيد في كتاب الله ما ليس فيه لكتبت ، إنه حق ) . ورواه الدميري في حياة الحيوان ج 2 ص 127 ... إلخ
    3 ــ آية لا ترغبوا عن آبائكم
    4 ــ آية : ولو حميتم كما حموا ...
    روى الحاكم في المستدرك ج 2 ص 225 ( ... عن أبي بن كعب رضي الله عنه أنه كان يقرأ : إذ جعل الذين كفروا في قلوبهم الحمية حمية الجاهلية ، ولو حميتم كما حموا لفسد المسجد الحرام ، فأنزل الله سكينته على رسوله ، فبلغ ذلك عمر فاشتد عليه فبعث إليه وهو يهنأ ناقة له ( يدهن بالقطران ناقة له جرباء ) فدخل عليه فدعا أناساً من أصحابه فيهم زيد بن ثابت فقال : من يقرأ منكم سورة الفتح ؟ فقرأ زيد على قراءتنا اليوم فغلظ له عمر ، فقال له أبيٌّ : أأتكلم ؟ فقال تكلم ، فقال : لقد علمت أني كنت أدخل على النبي صلى الله عليه وسلم ويقرئني وأنتم بالباب ، فإن أحببتَ أن أقرئ الناس على ما أقرأني أقرأت ، وإلا لم أقرئ حرفاً ما حييت ! . قال بل أقرئ الناس . هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه ) انتهى .
    5 ــ آية : حق جهاده في آخر الزمان !
    قال السيوطي في الدر المنثور ج 4 ص 371 ( قوله تعالى : وجاهدوا في الله حق جهاده . أخرج ابن مردويه عن عبدالرحمن بن عوف قال قال لي عمر : ألسنا كنا نقرأ فيما نقرأ : وجاهدوا في الله حق جهاده في آخر الزمان كما جاهدتم في أوله ؟ قلت بلى، فمتى هذا يا أمير المؤمنين ؟ قال : إذا كانت بنو أمية الأمراء وبنو المغيرة الوزراء !! وأخرجه البيهقي في الدلائل عن المسور بن مخرمة ) .
    وقال في ج 5 ص 197 ( وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه سأله فقال : أرأيت قول الله تعالى لأزواج النبي صلى الله عليه وسلم ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى ، هل كانت الجاهلية غير واحدة ؟ فقال ابن عباس رضي الله عنهما : ما سمعت بأولى إلا ولها آخرة ، فقال له عمر رضي الله عنه : فأنبئني من كتاب الله ما يصدق ذلك ؟ قال : إن الله يقول وجاهدوا في الله حق جهاده كما جاهدتم أول مرة . فقال عمر رضي الله عنه : مَنْ أمرنا أن نجاهد ؟ قال : بني مخزوم وعبد شمس ! ) .
    ورواه في كنز العمال ج 2 ص 480 وقال في مصادره ( أبو عبيد في فضائله وابن جرير وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، وابن مردويه ) وفي ج 2 ص 567 : ( من مسند عمر رضي الله عنه ، عن المسور بن مخرمة قال : قال عمر لعبد الرحمن بن عوف : ألم نجد فيما أنزل علينا أن جاهدوا كما جاهدتم أول مرة ؟ فإنا لم نجدها ! قال : أسقط فيما أسقط من القرآن ــ أبو عبيد ) انتهى .
    ولو كانت هذه الروايات تفسيراً للآية بدون ادعاء أن الزيادة الواردة فيها من القرآن، لكانت مقبولة عندنا .. فإنها تتناسب مع اعتقادنا بأن الله تعالى أوجب الجهاد على تأويل القرآن كما أوجبه على تنزيله ، وأن النبي صلى الله عليه وآله أخبر أمته بأن علياً عليه السلام هو الذي يقاتل من بعده على تأويله ، وكان ذلك معروفاً عند الصحابة ، ونقلت نصوصه مصادر إخواننا السنة ومن أشهرها حديث ( خاصف النعل) الذي رواه الترمذي في سننه ج 5 ص 298
    6 ــ آية : الولد للفراش !
    روى في كنز العمال ج6 ص 208 ( عن عدي بن عدي بن عميرة بن فروة عن أبيه عن جده أن عمر بن الخطاب قال لأبيّ : أو ليس كنا نقرأ من كتاب الله أن انتفاءكم من آبائكم كفر بكم ؟ فقال : بلى ، ثم قال : أو ليس كنا نقرأ الولد للفراش وللعاهر الحجر ؟ فُقِد فيما فقدنا من كتاب الله ؟ قال بلى ــ ابن عبدالبر في التمهيد ) انتهى .
    هذا مع أن مصادر الشيعة والسنة روت أن قاعدة الولد للفراش وللعاهر الحجر هي حديث للنبي صلى الله عليه وآله ، كما في وسائل الشيعة ج 13 ص 376 وسنن الترمذي ج 2 ص313 عن أبي هريرة ، وقال ( وفي الباب عن عمر ، وعثمان ، وعائشة ، وأبي أمامة ، وعمرو بن خارجة ، وعبد الله بن عمر ، والبراء بن عازب ، وزيد بن أرقم . حديث أبي هريرة حديث حسن صحيح . وقد رواه الزهري عن سعيد بن المسيب ، وأبي سلمة ، عن أبي هريرة . والعمل على هذا عند أهل العلم ) .
    ورواه النسائي في سننه ج 6 ص 180 وأحمد ج 1 ص 25 وج 4 ص 186 بأربع روايات .
    7 ــ آية : لو كان لابن آدم واديان !
    روى البخاري في صحيحه ج 7 ص 175 عن ( ابن عباس رضي الله عنهما يقول سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول لو كان لابن آدم واديان من مال لابتغى ثالثاً ، ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب ، ويتوب الله على من تاب . وروى عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : لو أن لابن آدم وادياً من ذهب أحب أن يكون له واديان ، ولن يملأ فاه إلا التراب ، ويتوب الله على من تاب ) .
    وروى مسلم في صحيحه ج 3 ص 100 حديث أنس ولكن بنص حديث ابن عباس . ورواياته تذكر أن النص هو حديث شريف وليس آية ، ولكن مسلماً روى بعد ذلك ( عن أبي الأسود عن أبيه قال : بعث أبو موسى الأشعري الى قراء أهل البصرة فدخل عليه ثلاثمائة رجل قد قرأوا القرآن فقال : أنتم خيار أهل البصرة وقراؤهم ، فاتلوه ولا يطولن عليكم الأمد فتقسو قلوبكم كما قست قلوب من كان قبلكم ، وإنا كنا نقرأ سورة كنا نشبهها في الطول والشدة ببراءة فأنسيتها ! غير أني قد حفظت منها: لو كان لابن آدم واديان من مال لابتغى وادياً ثالثاً ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب . وكنا نقرأ سورة كنا نشبهها بإحدى المسبحات فأنسيتها غير أني حفظت منها: يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون ، فتكتب شهادة في أعناقكم فتسألون عنها يوم القيامة !)
    وروى أحمد في مسنده نص أنس على أنه حديث عن النبي صلى الله عليه وآله ج 3 ص 238 وكذا في ج 5 ص 219 ( عن أبي واقد الليثي قال كنا نأتي النبي صلى الله عليه وسلم إذا أنزل عليه فيحدثنا ، فقال لنا ذات يوم : إن الله عزوجل قال : إنا أنزلنا المال لإقام الصلاة وإيتاء الزكاة ولو كان لابن آدم واد لأحب أن يكون إليه ثان ولو كان له واديان لأحب أن يكون إليهما ثالث ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب ثم يتوب الله على من تاب ) وقريباً منه عن عائشة في ج 6 ص 55 ورواه أيضاً في ج 3 ص 122 بصيغة الشك بين الحديث والآية ( عن أنس قال كنت أسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول فلا أدري أشئ نزل عليه أم شئ يقوله ؟ وهو يقول : لو كان لابن آدم واديان من مال لابتغى لهما ثالثاً ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب ويتوب الله على من تاب ) وقريب منها في ج 3 ص 272
    ورواه أحمد في ج 4 ص 368 بصيغة الجزم بأنه آية ( ... عن زيد بن أرقم قال : لقد كنا نقرأ على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم : لو كان لابن آدم واديان من ذهب وفضة لابتغى إليهما آخر ، ولا يملأ بطن ابن آدم إلا التراب ، ويتوب الله على من تاب ) .
    8 ــ نقص ( وهو أب لهم ) في آية !
    قال السيوطي في الدر المنثور ج 5 ص 183 ( وأخرج عبدالرزاق وسعيد بن منصور وإسحق بن راهويه وابن المنذر والبيهقي عن بجالة قال : مر عمر بن الخطاب رضي الله عنه بغلام وهو يقرأ في المصحف : النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم وهو أب لهم ! فقال يا غلام حكها ، فقال : هذا مصحف أبيّ ! فذهب الى أبيّ فسأله فقال : إنه كان يلهيني القرآن ويلهيك الصفق بالأسواق ) . ورواه عبد الرزاق في المصنف ج 10 ص 181 عن بجالة التيمي .
    ورواه ابن شبة في تاريخ المدينة ج 2 ص 708 وزاد في آخره ( فمضى عمر رضي الله عنه ) ورواه البيهقي في سننه ج 7 ص 69 والذهبي في سير أعلام النبلاء ج 1 ص 397 ورواه في كنز العمال ج 2 ص 569 ورمز له ( ص ك ) . وروى في ج 13 ص 259 وفيه ( وشغلك الصفق بالسواق إذ تعرض رداءك على عنقك بباب ابن العجماء ) انتهى ، ويقصد أبي بن كعب : أنك كنت مشغولاً ببيع الأردية في سوق المدينة عند بيت ابن العجماء فتضعها على عنقك ليراها المشتري ! وابن العجماء عدوي من عشيرة عمر ، وقد ترجمت المصادر لعدة من بناته ، ولم أجد له ترجمة !
    والسؤال في هذه الآية المزعومة وأمثالها : مادام ابن كعب قد أكد أن هذه الزيادة جزء من الآية ، والخليفة قبل منه ذلك .. فلماذا لا نجد هذه الزيادة وأمثالها في القرآن ، خاصة أن معناها يوافق بقية الآية ؟ والجواب : ماتقدم من حس المسلمين في الرقابة على نص القرآن بقطع النظر عن صحة المعنى المدعى أنه كان جزء منه ! وصدق الله العظيم: إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون !
    9 ــ آية ذات الدين ووادي التراب !
    روى الحاكم في المستدرك ج 2 ص 224 ( ... عن أبي بن كعب رضي الله عنه قال قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله أمرني أن أقرأ عليك القرآن فقرأ : لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين . ومن نعتها لو أن ابن آدم سأل وادياً من مالٍ فأعطيته لسأل ثانياً ، وإن أعطيته ثانياً سأل ثالثاً ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب ويتوب الله على من تاب ، وإن الدين عند الله الحنيفية غير اليهودية ولا النصرانية ومن يعمل خيراً فلن يكفره . هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه ) .
    10 ــ التسبيحات الأربع من القرآن !
    وروى أحمد في مسنده ج 5 ص 11 ( ... عن سمرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : إذا حدثتكم حديثاً فلا تزيدن عليه ، وقال : أربع من أطيب الكلام وهن من القرآن لا يضرك بأيهن بدأت : سبحان الله ، والحمد لله ، ولا إله إلا الله ، والله أكبر. ثم قال : لا تسمين غلامك أفلحاً ولا نجيحاً ولا رباحاً ولا يساراً )
    وفي ج 5 ص 20 ( عن سمرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أفضل الكلام بعد القرآن أربع وهي من القرآن لا يضرك بأيهن بدأت : سبحان الله ، والحمد لله ، ولا إله إلا الله ، والله أكبر ) .
    روى النسائي في سننه ج 2 ص 143 ( ... عن ابن أبي أوفى قال جاء رجل الى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : إني لا أستطيع أن آخذ شيئاً من القرآن فعلمني شيئاً يجزئني من القرآن فقال : قل سبحان الله ، والحمد لله ، ولا إله إلا الله ، والله أكبر ، ولا حول ولا قوة إلا بالله ) انتهى .
    وهذه الروايات الصحيحة عند إخواننا مناقضة لما ورد في مصادرهم ولما اتفق عليه المسلمون من أن التسبيحات الاربع حديث شريف وليست قرآناً !! ورواية النسائي تحتمل أن يكون متعلق الجار والمجرور ( يجزئني ) وأن تكون من بمعنى عن ، لكن المرجح أنه صفة أخرى للشئ ، بقرينة الروايات المتقدمة .
    11 ــ آية : ألا بلغوا قومنا ..!
    روى البخاري في صحيحه ج 3 ص 204 و208 وج 4 ص 35 وج 5 ص 42 عدة روايات أن آية ( ألا بلغوا قومنا بأنا قد لقينا ربنا فرضي عنا وأرضانا ) نزلت في شهداء بئر معونة الذين بعثهم النبي صلى الله عليه وآله الى نجد فغدر بهم رعل وذكوان وعصية من بني لحيان ، وأن المسلمين قرؤوا هذه الآية !
    ورواها مسلم في صحيحه ج 2 ص 135 وأحمد في مسنده بعدة روايات ج 3 ص 109 و 210 و 215 و 255 و 289 والبيهقي في سننه ج 2 ص 199 وغيرهم كثيرون .. وفي أكثر الروايات أنها نسخت بعد ذلك ، وفي بعضها أنها رفعت ، وفي رواية أحمد ج 3 ص 109 ( ثم رفع ذلك بعد ، وقال ابن جعفر ثم نسخ ) !! انتهى .
    ولو صح أنها كانت آية ونسخت فلابد أن يكون قبلها أو بعدها كلام آخر حتى لا تكون مقتصرة على مقول القول فقط .. فتكون مثلاً : إن المؤمنين الذين قتلهم أهل نجد المشركون قالوا ألا بلغوا قومنا ... إلخ !! ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم !
    12 ــ آية عائشة التي أكلتها السخلة !
    من الأحكام الشرعية المتفق عليها بين المسلمين : أن الرضاعة تشبه النسب ، فلو أرضعت امرأة طفلاً لغيرها صارت أماً له وحرمت عليه ، وصارت بناتها أخواته وحرمن عليه .. الخ .
    وبعد اتفاق المسلمين على هذا الأصل الذي نص عليه القرآن ، اختلفوا في شروطه ، فقال الأئمة من أهل البيت عليهم السلام : يشترط أن يرضع الطفل من تلك المرأة رضاعاً متصلاً خمس عشرة رضعة ، أو يكون الرضاع بحيث ينبت به لحم الطفل ويشتد عظمه ، وأن لا يكون للطفل غذاء آخر غير الحليب ، وأن يكون الطفل في سن الرضاعة لا أكبر .. فإذا اختلت الشروط فلا أثر للرضاع ......
    قال السيوطي في الدر المنثور ج2 ص 135 :
    ( وأخرج مالك وعبدالرزاق عن عائشة قالت كان فيما أنزل من القرآن عشر رضعات معلومات فنسخن بخمس معلومات فتوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهن فيما يقرأ من القرآن .
    وأخرج عبدالرزاق عن عائشة قالت لقد كانت في كتاب الله عشر رضعات ثم رد ذلك الى خمس ولكن من كتاب الله ما قبض مع النبي صلى الله عليه وسلم .
    وأخرج ابن ماجه وابن الضريس عن عائشة قالت كان مما نزل من القرآن ثم سقط لا يحرم إلا عشر رضعات أو خمس معلومات .
    وأخرج ابن ماجه عن عائشة قالت لقد نزلت آية الرجم ورضاعة الكبير عشراً ولقد كان في صحيفة تحت سريري فلما مات رسول الله صلى الله عليه وسلم وتشاغلنا بموته دخل داجن فأكلها ) انتهى . وروى البيهقي أكثر ذلك في سننه ج 7 ص 453
     
    فهذه أحاديث تدعي زيادات لا وجود لها في كتاب الله تعالى ، وكثير منها بمقاييس إخواننا أحاديث صحيحة على شرط البخاري ومسلم ، أو شرط غيرهما ، أو موثقة .. فهل يمكن لأحد أن يقبلها ويضيف هذه الآيات والزيادات المزعومة في كتاب الله والعياذ بالله بحجة التمسك بالحديث إذا صح سنده !!
    أم أن علماء إخواننا يردونها كما نفعل نحن الشيعة ، فيقلدوننا في هذا الموضوع من أجل الحفاظ على كتاب الله تعالى ؟!
    وللبحث صلة ……
    ________________________________________
    العاملي
    الكاتب: Okman_23 اضيف الموضوع يوم 15-05-99 22:53 PST
    ________________________________________
    الأخ العاملي
    هل الأسانيد التي ذكرت صحيحة وغير مطعون فيها
    وهل الرواة موثقين من قبل أهل الجرح والتعديل.
    الكاتب: موسى العلي اضيف الموضوع يوم 15-05-99 23:13 PST
    ________________________________________
    الاخ العاملي
    بعد التحية والاحترام
    جهد علمي مبارك، وجزيت خيرا
    ونتمنى ياخي ان تستمر في الحوار العلمي
    وتطرح معالجة للروايات التى ياخذها البعض على الشيعة
    ________________________________________
    مع تحيات / موسى العلي
    abm433@naseej.com

  4. #84
    تاريخ التسجيل
    Mar 2005
    المشاركات
    14,298
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    07-06-2019
    على الساعة
    06:45 PM

    افتراضي

    أولاً : كل ما طرحته من شبهات منقولة من موقع الأقباط وغيره مردود بمنتدى الرد على الأباطيل فلو تنازلت وبحثت بالمنتدى ستجد الكثير من الردود على الأكاذيب التي يبتدعها زبالة العصر الحديث والتي ليس لها أساس أو تعقيب من أهل زمن رسول الله :salla-icon: وهذا يدل على حقد الجهلة على أسيادهم


    ولكن في بداية طرحك للعدة الشبهات وجدت لك جملة استوقفت عندها لحظة وهي :

    اقتباس
    و لكن الواقدي حسب علمي إمام في السير و المغازي فكيف يضعف حديث مثل هذا

    فما هو علمك ؟ ممكن نتشرف أولاً يـ "اداحض الشبهات" لعلنا نستفيد من بعضنا البعض في يوم من الأيام .


    في الانتظار
    التعديل الأخير تم بواسطة السيف البتار ; 25-02-2006 الساعة 10:13 PM
    إن كان سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ليس رسول الله لمدة 23 عاماً .. فلماذا لم يعاقبه معبود الكنيسة ؟
    .
    والنَّبيُّ (الكاذب) والكاهنُ وكُلُّ مَنْ يقولُ: هذا وَحيُ الرّبِّ، أُعاقِبُهُ هوَ وأهلُ بَيتِهِ *
    وأُلْحِقُ بِكُم عارًا أبديُا وخزْيًا دائِمًا لن يُنْسى
    (ارميا 23:-40-34)
    وأيُّ نبيٍّ تكلَّمَ باَسْمي كلامًا زائدًا لم آمُرْهُ بهِ، أو تكلَّمَ باَسْمِ آلهةٍ أُخرى، فجزاؤُهُ القَتْلُ(تث 18:20)
    .
    .
    الموسوعة المسيحية العربية *** من كتب هذه الأسفار *** موسوعة رد الشبهات ***

  5. #85
    تاريخ التسجيل
    Nov 2005
    المشاركات
    109
    آخر نشاط
    06-01-2012
    على الساعة
    08:24 PM

    افتراضي السلام عليكم

    السلام عليكم اخوتي في الله
    انا عندي سؤال انا بحثت كتير عن اي بحث يكون عمله واحد مسلم عن سيرة ابن هشام يكون فيه استفاضة عن المؤلف يعني بحث مستفيض فلم اجد فهل من الممكن ان يدلني احدكم عن بحث بهذا المضمون او يتفضل واكون له من الشاكرين ويرسله علي الخاص ان يم يكن مصرح بوضعه بالمنتدي

  6. #86
    تاريخ التسجيل
    Mar 2005
    المشاركات
    14,298
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    07-06-2019
    على الساعة
    06:45 PM

    افتراضي

    اقتباس
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ASyooTY
    السلام عليكم اخوتي في الله
    انا عندي سؤال انا بحثت كتير عن اي بحث يكون عمله واحد مسلم عن سيرة ابن هشام يكون فيه استفاضة عن المؤلف يعني بحث مستفيض فلم اجد فهل من الممكن ان يدلني احدكم عن بحث بهذا المضمون او يتفضل واكون له من الشاكرين ويرسله علي الخاص ان يم يكن مصرح بوضعه بالمنتدي

    http://arabic.islamicweb.com/books/seerah.asp?book=2
    إن كان سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ليس رسول الله لمدة 23 عاماً .. فلماذا لم يعاقبه معبود الكنيسة ؟
    .
    والنَّبيُّ (الكاذب) والكاهنُ وكُلُّ مَنْ يقولُ: هذا وَحيُ الرّبِّ، أُعاقِبُهُ هوَ وأهلُ بَيتِهِ *
    وأُلْحِقُ بِكُم عارًا أبديُا وخزْيًا دائِمًا لن يُنْسى
    (ارميا 23:-40-34)
    وأيُّ نبيٍّ تكلَّمَ باَسْمي كلامًا زائدًا لم آمُرْهُ بهِ، أو تكلَّمَ باَسْمِ آلهةٍ أُخرى، فجزاؤُهُ القَتْلُ(تث 18:20)
    .
    .
    الموسوعة المسيحية العربية *** من كتب هذه الأسفار *** موسوعة رد الشبهات ***

  7. #87
    تاريخ التسجيل
    Nov 2005
    المشاركات
    109
    آخر نشاط
    06-01-2012
    على الساعة
    08:24 PM

    افتراضي السلام عليكم

    اخوتي انا سئلئني احد النصاري سؤال وبصراحة لا اعلم الاجابة واريد مساعدتكم

    المصدر السيرة النبوية لابن هشام
    صداق خديجة قال ابن هشام وأصدقها رسول الله صلى الله عليه وسلم عشرين بكرة وكانت أول امرأة تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يتزوج عليها غيرها حتى ماتت رضي الله عنها
    أولاده صلى الله عليه وسلم من خديجة قال ابن اسحاق فولدت لرسول الله صلى الله عليه وسلم ولده كلهم إلا إبراهيم القاسم وبه كان يكنى صلى الله عليه وسلم والطاهر والطيب وزينب ورقية وام كلثوم وفاطمة عليهم السلام
    ترتيب ولادتهم قال ابن هشام أكبر بنيه القاسم ثم الطيب
    ثم الطاهر وأكبر بناته رقية ثم زينب ثم أم كلثوم ثم فاطمة
    قال ابن اسحاق فأما القاسم والطيب والطاهر فهلكوا في الجاهلية
    وأما بناته فكلهن أدركن الإسلام فأسلمن وهاجرن معه صلى الله عليه وسلم
    إبراهيم وأمه قال ابن هشام وأما إبراهيم فأمه مارية القبطية حدثنا عبد الله بن وهب عن ابن لهيعة قال ام إبراهيم مارية سرية النبي صلى الله عليه وسلم التي أهداها إليه المقوقس من حفن من كورة أنصنا
    السؤال
    اذا كان ابراهيم ابن السيدة ماريا وقد تم اسرها في الحرب فمتي فكيف يقول النص انهم هلكوا في الجاهلية وفد اسرت السيدة ماريا بعد البعثة زمن الحرب

  8. #88
    تاريخ التسجيل
    Mar 2005
    المشاركات
    14,298
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    07-06-2019
    على الساعة
    06:45 PM

    افتراضي

    اقتباس
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ASyooTY
    اخوتي انا سئلئني احد النصاري سؤال وبصراحة لا اعلم الاجابة واريد مساعدتكم
    المصدر السيرة النبوية لابن هشام
    صداق خديجة قال ابن هشام وأصدقها رسول الله صلى الله عليه وسلم عشرين بكرة وكانت أول امرأة تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يتزوج عليها غيرها حتى ماتت رضي الله عنها
    أولاده صلى الله عليه وسلم من خديجة قال ابن اسحاق فولدت لرسول الله صلى الله عليه وسلم ولده كلهم إلا إبراهيم القاسم وبه كان يكنى صلى الله عليه وسلم والطاهر والطيب وزينب ورقية وام كلثوم وفاطمة عليهم السلام
    ترتيب ولادتهم قال ابن هشام أكبر بنيه القاسم ثم الطيب
    ثم الطاهر وأكبر بناته رقية ثم زينب ثم أم كلثوم ثم فاطمة
    قال ابن اسحاق فأما القاسم والطيب والطاهر فهلكوا في الجاهلية
    وأما بناته فكلهن أدركن الإسلام فأسلمن وهاجرن معه صلى الله عليه وسلم
    إبراهيم وأمه قال ابن هشام وأما إبراهيم فأمه مارية القبطية حدثنا عبد الله بن وهب عن ابن لهيعة قال ام إبراهيم مارية سرية النبي صلى الله عليه وسلم التي أهداها إليه المقوقس من حفن من كورة أنصنا
    السؤال
    اذا كان ابراهيم ابن السيدة ماريا وقد تم اسرها في الحرب فمتي فكيف يقول النص انهم هلكوا في الجاهلية وفد اسرت السيدة ماريا بعد البعثة زمن الحرب
    حوارات الأديان تدور في العقيدة والمنهج ولا تدور فهذا الشأن

    فأي حوار خارج هذين الأمرين فأعتبره حوار غير هادف ونوع من أنواع التشتيت

    واعتقد أنه ليس السؤال الذي يكون عقبة في عدم إيمانه بالإسلام

    عموماً

    يمكن قراءة هذا الموضوع

    http://sirah.al-islam.com/SearchDisp...earchLevel=QBE
    إن كان سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ليس رسول الله لمدة 23 عاماً .. فلماذا لم يعاقبه معبود الكنيسة ؟
    .
    والنَّبيُّ (الكاذب) والكاهنُ وكُلُّ مَنْ يقولُ: هذا وَحيُ الرّبِّ، أُعاقِبُهُ هوَ وأهلُ بَيتِهِ *
    وأُلْحِقُ بِكُم عارًا أبديُا وخزْيًا دائِمًا لن يُنْسى
    (ارميا 23:-40-34)
    وأيُّ نبيٍّ تكلَّمَ باَسْمي كلامًا زائدًا لم آمُرْهُ بهِ، أو تكلَّمَ باَسْمِ آلهةٍ أُخرى، فجزاؤُهُ القَتْلُ(تث 18:20)
    .
    .
    الموسوعة المسيحية العربية *** من كتب هذه الأسفار *** موسوعة رد الشبهات ***

  9. #89
    تاريخ التسجيل
    Nov 2005
    المشاركات
    109
    آخر نشاط
    06-01-2012
    على الساعة
    08:24 PM

    افتراضي السلام عليكم

    لا هو بيتلكك
    شكرا يا اخي هو مش عقبة هو تلكيك بالبلدي كدا اهوه غلوشة كدا يعني من الاخر

  10. #90
    تاريخ التسجيل
    Mar 2006
    المشاركات
    6
    آخر نشاط
    19-02-2007
    على الساعة
    03:55 PM
    السلام عليكم
    لقد وجدت هذا الموقع على النت
    وهو كنيسة إفتراضية على النت تسمي نفسها كنيسة مكة

    ###########

    سامحني لأن قوانين المنتدى لا تسمح بطرح هذه المواقع... السيف البتار
    التعديل الأخير تم بواسطة السيف البتار ; 08-03-2006 الساعة 04:59 PM

صفحة 9 من 15 الأولىالأولى ... 8 9 10 ... الأخيرةالأخيرة

صفحة خاصة لطرح اسئله محددة من قبل الأعضاء -(س , ج )

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. صفحة خاصة
    بواسطة السيف البتار في المنتدى منتدى الأسرة والمجتمع
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 28-10-2011, 05:48 PM
  2. صفحة خاصة لطرح اسئله محددة من قبل الأعضاء -(س , ج ) 3
    بواسطة السيف البتار في المنتدى الرد على الأباطيل
    مشاركات: 49
    آخر مشاركة: 19-10-2010, 01:17 PM
  3. صفحة خاصة لطرح اسئله محددة من قبل الأعضاء -(س , ج ) 4
    بواسطة khaled faried في المنتدى الرد على الأباطيل
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 09-09-2007, 09:22 AM
  4. صفحة خاصة لطرح اسئله محددة من قبل الأعضاء -(س , ج )
    بواسطة السيف البتار في المنتدى الرد على الأباطيل
    مشاركات: 42
    آخر مشاركة: 03-04-2006, 09:11 PM
  5. العاهرة ويسوع - صفحة تعليقات الأعضاء
    بواسطة الشرقاوى في المنتدى منتدى نصرانيات
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 09-08-2005, 11:02 PM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  

صفحة خاصة لطرح اسئله محددة من قبل الأعضاء -(س , ج )

صفحة خاصة لطرح اسئله محددة من قبل الأعضاء -(س , ج )