السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخى الكريم شاعر الغسق أزيد على ما ذكره أخوننا الأفاضل حفظهم الله انه يجب أن نعرف الفارق بين القضاء الكونى والقضاء الشرعى
ولاحظ أخى الكريم أن هنا أيضا خطأ فى المعادلة من ناحية أخرى .... وما أدرا نا أن السعادة فى المال ألم يكن المال فى كثير من الحالات هو سبب الشقاء ألم تسمع عن النمرود الكنعانى وقصته المؤسفه التى يعرفها الصغير قبل الكبير وفرعون وهامان ,,,, وما أدرانا أن التى رأيتها تأكل من القمامه ليست بالسعيده الراضية ألم تسمع عن الإمام البخارى فقد أكل الحشيش من الأرض فى رحلته إلى الله ومع ذلك كان فى غاية السعاده ,, وكان يقول أحد الصالحين لو علم الملوك ما نحن فيه من سعاده لجالدونا عليها بالسيوف
إن الله عز وجل قد أعطى المال لهذا ليختبره هل سيبر الله بهذا المال ويفعل ما أمر الله به ويعطى هذه التى كانت تأكل من القمامه .... أم يجحد نعمة الله
قال تعالى {إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ وَاللَّهُ عِندَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ }التغابن15
إن استحبوا الكفر وتركو ا عبادة الله وشغلوا بما ءاتاهم من فضله فكانو من الخاسرين والنار مثواهم فليس عطاء الله من علامات الرضا فالله يعطى المؤمن والكافر بحكمة بالغه فها هى الأية تدلك على أن المال لا بكون علامة من علامات رضا الله إلا إذا استخدم فى طاعة الله وإن لم يستخدم فى غير طاعة فيكون عطاء الله من باب أن تقام عليهم الحجة بأعمالهم يوم القيامة ويقال إذهبوا ولا خلاق لكم فقد أخذتموه فى الحياة الدنيا وءاثرتموه على طاعة الله عز وجل
ألم يقل الله عز وجل {وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى }طه124
وهذه هى النهاية الحتمية لمن يعرض عن ذكر الله سبحانه وتعالى ارجع يا أخى إلى معدلات الإنتحار فى العالم الاوربى وخاصة الدول التى تميزت بإرتفاع مستوى معيشة الفرد .فستجد النسب مرتفعة جداا ويا ترى ما السبب غير كلام ربنا سبحانه وتعالى ومن أعرض
وإن الله عز وجل لم يعطى هذه المراة المال للإختبار هل تصبر لقضاء الله وترضى بما كتب الله لها أم تسخط لما قدره الله تعالى ,,,
قال تعالى {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ }البقرة155
فإن لم نتبتلى فعلما يكون الصبر ,,,, وبالإبتلاء يمحص الله تعالى عباده ويعلم من الصادق من الكاذب
فان كان صادقا فالصبر هو عمله وإن كان غير ذلك فغير ذلك قال تعالى {وَمِنَ النَّاسِ مَن يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ }الحج11
اما التى كانت تأكل من القمامة فإن كانت من المؤمنين بالله وعندها يقين بالله فلا تبتأس فالله الله لها
ألم يقل الله تعالى ({وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ }النور55
نعم فهذا هو الخوف الذى ذكره الله تعالى هو علو المتكبرين فى الأرض على الفقراء والضعفاء ولاكن هو علو فى ظاهره ولاكن نحن نعلم من كلام ربنا أن حالهم هو الضنك ولا محالا
أما المؤمنين الضعفاء وإن لم يكن ظاهرهم العلو فاعلم جيدا أن أن باطنهم الرضا بالله وسببه يقينهم بالله انه لم يضيعهم
الله عز وجل لا يرضى لهذه المراة المؤمنه أن تأكل من القمامة شرعا ولذلك أمر أصحاب الأموال بالإنفاق والزكاة عليها وهو القضاء الشرعى ولاكن قضى الله أن يحدث هذا ا لحكمة قد نعلمها وقد لا نعلمها ولأن لا يقع فى ملك الله إلا ما أراده الله وهو القضاء الكونى
الام يقل الله {ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ }الروم41
هل الله عز وجل يحب ان يكون هناك فساد فى الأرض بالطبع لا وهذا ما قدرة الله شرعا وأمر عباده أن ينتهو ا عن الفساد فى الأرض قال تعالى {وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِن كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ }القصص77
ولاكن الله عز وجل لا يحدث فى ملكه إلا مايشاء فإذا حدث الفساد حدث لحكمة ألم نشعر أنا وأنت بالنعمه وما نحن فيه من نعيم عندما رأينا هذه المراة تاكل من القمامة ,,, ألم نشعر انا وأنت بقدر الفساد الذى أحدثه الذى يكنز المال ونتعلم ان ما شرعه الله تعالى هو الخير فى الدنيا والأخرة ونشعر بمدى فضل ديننا الحنيف وحثه على الخير ونعتبر حتى لا نكون مثله
جزاك الله خيرا أخى الكريم وأحسن الله إليك وأسأل الله عز وجل أن يوفقنا ويفق إلى ما يحبه ويرضاه
المفضلات