أعلنت النمسا أنها اعتقلت المفكر و المؤرخ البريطاني ديفيد ايرفينج وذلك بتهمة خطيرة للغاية
هذه التهمة هي أنه يشكك في حدوث محارق لليهود على أيدي النازية لدى وصوله هناك لإلقاء محاضرة

وقال ايرفينج بالنص " أن أفران الغاز التي قيل أنها أقيمت لإحراق اليهود زائفة وبناها البولنديون بعد الحرب العالمية لاستقطاب السائحين"
و المضحك حتى البكاء أنك إن أبديت أي اعتراض على جرائم الحرق التي حدثت لليهود –كما يزعمون- فإن هذا حسب القانون النمساوي يعتبر أن أي إنكار للمحرقة يعتبر جريمة يمكن أن تصل عقوبتها إلى السحن لمدة عشرون عاما
ويواجه هذا المسكين هذه العقوبة في أوربا التي تنادي بحرية الفكر وحرية التعبير
لكن حذار لك أن تقترب و تتحدث عن اليهود

ولكي تكتمل حرية الفكر في أوربا لك أن تتحدث عن أي شيء و بمنتهى الحرية
ويا حبذا لو كان الإسلام و السخرية منه في الصحف بعمل رسومات للنبي صلى الله عليه وسلم في الكاريكاتير كما حدث الشهر الماضي في الدانمارك أو أن تظهر في التليفزيون و تقول على الإسلام ما تشاء
أو أن تتحدث عن الإسلام في البلد التي بها مسلمون و لك أن تدخل أي سفارة لأي بلد أوربي بهذه البلد و تقول أنك تقول رأيك في الإسلام بصراحة و أنت مضطهد بسبب ذلك و سيتم ترحيلك على البلد الأوربي الذي تختاره و تلقى كل العناية و الرعاية اللازمة لأنك لاجيء سياسي مضطهد بسبب عدم حرية التعبير في البلد الذي أنت قادم منه
وتتحول إلى بطل قومي

لكن حذار لك أن تقترب من الحديث عن اليهود
فأنت بذلك تتجاوز الخطوط الحمراء

ويا ليت المؤرخ البريطاني انتقد اليهودية كديانة
لكنه فقط أنكر موضوع المحرقة
ولهذا فسيلقى المحاكمة بسبب أن قال رأيه فيهم
ليس هذا فقط
بل أن بلد مثل نيوزيلندا تعتبره شخص غير مرغوب في دخوله أراضيها

هذا كله بسبب انه ينكر محارق اليهود التي بسببها يبتزون الأوربيين و يتلقون منهم تعويضات عليها منذ قيام الحرب العالمية حتى الآن
وهذه التعويضات تقدم سنويا من ألمانيا و بعض الدول الأوربية الأخرى
وهم يعلمون أنها سرقة و إتاوة يأخذها اليهود سنويا
لكنهم لا يستطيعون الكلام لأنهم جبناء

والأمر لم يقف عند هذا الحد
ولكن أصدقائنا في المواقع المسيحية الذين ينقلون كل كبيرة و صغيرة تحدث للنصارى في كل دول العالم أغمضوا أعينهم عن هذا الخبر
فهم يتناقلون فيما بينهم أي خبر يحدث لأي مسيحي في العالم يتعرض للخدش ويشهرون بالحادثة للإثبات أن هناك جرائم اضطهاد ضدهم و إثبات أن المسلمين وحوش يتعاملون معهم بمنتهى العنف بسبب ديانتهم

وانتظرنا أياما ينتقد أي منهم هذا التصرف المضاد للحرية من جانب الحكومة النمساوية للمؤرخ ديفيد ايرفينج
انتظرنا أحد يقول أن هذا خطأ
انتظرنا أحد يقول لا تقتلوا حرية الفكر كما يفعلون مع من يهاجم الإسلام
انتظرنا أحدهم يدافع عن حرية التعبير وينتقد بلد في العالم الأول على هذا الموقف
انتظرنا أحد منهم يدافع عن هذا الرجل و يقول أن هذا حرام
ولكن يبدو أننا سننتظر إلى يوم الدين

ولك أن تتخيل ماذا لو هاجم هذا الرجل الإسلام وهو في بلد مثل السعودية أو مصر وتم اعتقاله ماذا سيكون رد الفعل العالمي وقتها؟
بالتأكيد كانت الدنيا انقلبت رأسا على عقب ويتم اتهام أي بلد أنها ضد حرية الفكر
وسوف ترى جورج بوش وجاك شيراك وخافيير سولانا كل منهم يتعرض للحادث ويوجه اللوم لهذه الدول و يحذرها ويطالب أن تطلق سراحه وإلا سيحدث لها مالا يحمد عقباه
وبعدها سوف تفتح المواقع الخاصة بالأقباط على الإنترنت ترثي هذا الرجل الذي وقع فريسة في يد المسلمين الذين لا يعرفون الرحمة كما يقولون
وتبدأ لجنة الحريات الدينية بأمريكا في عمل زيارات للتفتيش عن الحريات الدينية
كل هذا سيحدث إن حدث موقف مثل هذا مع المسلمين

لكن مع اليهودي فالأمر مختلف تماما
فالشيء الغريب أنهم يخافون اليهود بدرجة رهيبة ولا نعرف ما السبب في ذلك

وصل بهم الأمر إلى أن البابا يوحنا بولس الثاني كتب لليهود براءة من دم المسيح ضاربا بعرض الحائط نصوص الكتاب المقدس التي تشرح ما تعرض له رب النصارى من بهدلة على يد اليهود حتى تم صلبه
هذا الرجل الذي كان صاحب أكبر منصب ديني في العالم النصراني يخاف من التعرض لليهود بأي شيء حتى ولو كان هذا الشيء مثبت عنده في الكتاب المقدس
الرجل يخاف اليهود لدرجة الهلع وعنده استعداد لمخالفة الحقائق المكتوبة في الكتاب المقدس من أجل أن يرضيهم

وقد علقت الكاتبة النصرانية وفاء سلطان على هذا الأمر بتعليق كان تحفه
فقد قالت أنه لو قتل أحد جدي الثامن فمن غير المنطقي أن أكون في حالة عداوة معه
لكنها لم تأخذ بالها من شيء هام جدا
وهو أن اليهود تآمروا على الإله الذي تعبده ولم يتآمروا على قتل فرد عادي
قالت هذا الرأي على الرغم من اتهامها المستمر للإسلام بأنه انتشر بالسيف
فالإسلام موجود من أربعة عشر قرنا من الزمان ولم نسمعها في يوم تقول هذا الرأي المعجزة في أن مقتل الجد الثامن لا يبرر العداء مع المسلمين
لذلك هي فقط حجة من أجل الهروب من مواجهه اليهود وتأييد يوحنا بولس في خطأه
فلا تجد أي منهم يتعرض لليهود بأي حال من الأحوال ولا تعليق لهم على جرائم اليهود في فلسطين يوميا
بل يغمضون أعينهم كأنهم لا يرون شيئا
بل وهناك من يعتبر أن هذه الأرض هي الحق الرسمي لليهود
ويهاجمون النظم الإسلامية و ينادون بالعلمانية لأن –من وجهه نظرهم- كل البلاد التي تقوم على أساس ديني فهي فاشلة
ولم نسمع عن أحد منهم قال في يوم أن إسرائيل دوله فاشلة لأنها قامت على أساس ديني
الخوف و الرعب من اليهود وعدم المساس بهم هو سمة النصارى

هذا كله على الرغم من أن اليهود يكرهوهم ولا يعترفون بهم من الأصل
لكن النصارى عندهم مبدأ هام يعيشون عليه
وهو أن عدو عدوي يصبح صديقي
ولهذا فليس ببعيد أن نرى في يوم من الأيام بابا الفاتيكان ينشر لنا بيانا يقول فيه أن اليهود سيدخلون الجنة
ولم لا
فالجبن سيد الأخلاق