شبهة هل أكل النبي طعاما دبح على النصب?,

آخـــر الـــمـــشـــاركــــات


مـواقـع شـقــيـقـة
شبكة الفرقان الإسلامية شبكة سبيل الإسلام شبكة كلمة سواء الدعوية منتديات حراس العقيدة
البشارة الإسلامية منتديات طريق الإيمان منتدى التوحيد مكتبة المهتدون
موقع الشيخ احمد ديدات تليفزيون الحقيقة شبكة برسوميات شبكة المسيح كلمة الله
غرفة الحوار الإسلامي المسيحي مكافح الشبهات شبكة الحقيقة الإسلامية موقع بشارة المسيح
شبكة البهائية فى الميزان شبكة الأحمدية فى الميزان مركز براهين شبكة ضد الإلحاد

يرجى عدم تناول موضوعات سياسية حتى لا تتعرض العضوية للحظر

 

       

         

 

    

 

 

    

 

شبهة هل أكل النبي طعاما دبح على النصب?,

النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: شبهة هل أكل النبي طعاما دبح على النصب?,

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Apr 2005
    المشاركات
    3,801
    آخر نشاط
    22-12-2012
    على الساعة
    05:56 PM

    شبهة هل أكل النبي طعاما دبح على النصب?,

    *منقول عن منتدى الجامع كتبه د.هشام عزمي بMay 12 2004, 01:29 AM
    الرَّدُّ عَلَى شُبْهَةِ أَنَّ النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلِيهِ وَسَلَّمَ أَكَلَ طَعَامَاً ذُبِحَ عَلَى الصَّنَمِ وَالنُّصُبِ
    سعود بن الزمانان

    تعريفُ النُّصُبِ :

    هي الأصنامُ والحجارةُ التي كان الكفارُ يذبحون عليها .

    أخرج الإمام أحمد (1/190 ) قال : ‏حَدَّثَنَا ‏‏يَزِيدُ ،‏ ‏حَدَّثَنَا ‏‏الْمَسْعُودِيُّ ،‏ ‏عَنْ ‏‏نُفَيْلِ بْنِ هِشَامِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ ،‏ ‏عَنْ ‏‏أَبِيهِ ،‏ ‏عَنْ ‏‏جَدِّهِ ‏‏قَالَ :‏ " كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏‏بِمَكَّةَ ‏هُوَ ‏‏وَزَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ ،‏ ‏فَمَرَّ بِهِمَا ‏‏زَيْدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ ،‏ ‏فَدَعَوَاهُ ‏‏إِلَى ‏‏سُفْرَةٍ ‏‏لَهُمَا فَقَالَ : " يَا ابْنَ أَخِي ‏؛ ‏إِنِّي لَا آكُلُ مِمَّا ذُبِحَ عَلَى ‏‏النُّصُبِ ‏" ، ‏قَالَ : " فَمَا رُئِيَ النَّبِيُّ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏‏بَعْدَ ذَلِكَ أَكَلَ شَيْئًا مِمَّا ‏‏ذُبِحَ عَلَى ‏‏النُّصُبِ " .‏ ‏قَالَ : قُلْتُ : " يَا رَسُولَ اللَّهِ ؛ إِنَّ أَبِي كَانَ كَمَا قَدْ رَأَيْتَ ، وَبَلَغَكَ وَلَوْ أَدْرَكَكَ لَآمَنَ بِكَ ، وَاتَّبَعَكَ فَاسْتَغْفِرْ لَهُ " ، قَالَ : " نَعَمْ فَأَسْتَغْفِرُ لَهُ فَإِنَّهُ يُبْعَثُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أُمَّةً وَاحِدَةً " .

    الشُبْهَةُ :

    قال المبتدعةُ والزنادقةُ : " كيف يذبحُ الرسولُ على النصبِ والأصنامِ ، وكيف يأكلُ مما ذُبِح عليها ؟ " .

    الردُ :

    أولاً :

    روايةُ : " ‏إِنِّي لَا آكُلُ مِمَّا ذُبِحَ عَلَى ‏‏النُّصُبِ ‏" ، ‏قَالَ : " فَمَا رُئِيَ النَّبِيُّ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏‏بَعْدَ ذَلِكَ أَكَلَ شَيْئًا مِمَّا ‏‏ذُبِحَ عَلَى ‏‏النُّصُبِ " ، منكرةٌ ولا تصحُ .

    - قال الشيخُ الألباني – رحمه الله - : " أخرجهُ الإمامُ أحمدُ ( رقم 5369) من حديثِ ابنِ عمرَ ، وقد رواهُ أيضاً من حديثِ سعيدِ بنِ زيدِ بنِ عمرو (1648) وفيه زيادةٌ منكرةٌ ، وهي تتنافى مع التوجيهِ الحسنِ الذي وجه به الحديث المؤلف وهي قوله بعد : " ‏إِنِّي لَا آكُلُ مِمَّا ذُبِحَ عَلَى ‏‏النُّصُبِ ‏" ، ‏قَالَ : " فَمَا رُئِيَ النَّبِيُّ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏‏بَعْدَ ذَلِكَ أَكَلَ شَيْئًا مِمَّا ‏‏ذُبِحَ عَلَى ‏‏النُّصُبِ " وعلةُ هذه الزيادةِ أنها من روايةِ المسعودي ، وكان قد اختلط وراوي هذا الحديث عنه يزيد بن هارون سمع منه بعد اختلاطه ، ولذلك لم يحسن صنعاً حضرةُ الأستاذِ الشيخِ أحمد محمد شاكر حيث صرح في تعليقهِ على المسندِ أن إسنادهُ صحيحٌ ، ثم صرح بعد سطورٍ أنهُ إنما صححه مع اختلاطه لأنه ثبت معناه من حديث ابن عمر بسند صحيح يعني هذا الذي في الكتاب ، وليس فيه الزيادة المنكرة ، فكان عليه أن ينبه عليها حتى لا يتوهم أحد أن معناها ثابتٌ أيضاً في حديثِ ابنِ عمر " .

    ثانياً :

    حكم على هذه الزيادةِ بالنكارةِ الإمامُ الذهبي أيضاً ، فالروايةُ أخرجها البزارُ ( 2755) والنسائي في الكبرى (8188) والطبراني (4663) وأبو يعلى (7211) من طريقِ محمدِ بنِ عمرو عن أبي سلمة ويحيى بن عبد الرحمن بن حاطب بن أبي بلتعة عن أسامة بن زيد عن زيد بن حارثة قال خرجت مع رسول الله ... الحديث .

    قال الذهبي في " سير أعلام النبلاء " (1/221-222) :" فِي إِسْنَادِهِ مُحَمَّدٌ – يعني ابن عمرو بن علقمة - لاَ يُحْتَجُّ بِهِ ، وَفِي بَعْضِهِ نَكَارَةٌ بَيِّنَةٌ " .

    ثالثاً :

    وهذا العبارةُ منكرةٌ : " شاةٌ ذبحناها لنصبِ كذا وكذا ... " وهي نكارة بينة كما قال الذهبي ، وهذا نصٌ في أنهم ذبحوها للنصبِ لا عليه فقط ، وهذه الجملةُ لا تُحتملُ ولا تليقُ بالنبي صلى الله عليه وسلم وفي سندها محمدُ بنُ عمرو بنِ علقمةَ قال فيه الحافظ في " المغني في الضعفاء ترجمة رقم 5879 " : " صدوق له أوهام " وقال الجوزجاني وغيره :" ليس بقوي " ، وقال الذهبي في " سير أعلام النبلاء (1/221-222) " : " لا يحتجُ به " .

    رابعاً :

    الرواية الصحيحة هي كما جاءت في صحيح البخاري ، قال البخاري ( 5499 ) : ‏حَدَّثَنَا ‏‏مُعَلَّى بْنُ أَسَدٍ ،‏ ‏حَدَّثَنَا ‏عَبْدُ الْعَزِيزِ يَعْنِي ابْنَ الْمُخْتَارِ ،‏ ‏أَخْبَرَنَا ‏‏مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ ‏‏قَالَ : أَخْبَرَنِي ‏سَالِمٌ ‏‏أَنَّهُ سَمِعَ ‏‏عَبْدَ اللَّهِ ‏ ‏يُحَدِّثُ‏ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ‏‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏أَنَّهُ لَقِيَ ‏‏زَيْدَ بْنَ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ ‏‏بِأَسْفَلِ ‏ ‏بَلْدَحٍ - ( مكان في طريق التنعيم ، ويقال هو واد ) - ‏وَذَاكَ قَبْلَ أَنْ يُنْزَلَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ ‏‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏‏الْوَحْيُ فَقَدَّمَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ ‏‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏‏ سُفْرَةً فِيهَا لَحْمٌ فَأَبَى أَنْ يَأْكُلَ مِنْهَا ثُمَّ قَالَ :‏ ‏" إِنِّي لَا آكُلُ مِمَّا تَذْبَحُونَ عَلَى أَنْصَابِكُمْ ، وَلَا آكُلُ إِلَّا مِمَّا ذُكِرَ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ " .

    - وقال البخاري ( 3826) ‏حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ ‏، ‏حَدَّثَنَا ‏‏فُضَيْلُ بْنُ سُلَيْمَانَ ‏، ‏حَدَّثَنَا ‏‏مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ ،‏ ‏حَدَّثَنَا ‏‏سَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ‏، ‏عَنْ ‏عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ ‏‏رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ‏أَنَّ النَّبِيَّ ‏‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏‏لَقِيَ ‏زَيْدَ بْنَ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ ‏‏بِأَسْفَلِ ‏‏بَلْدَحٍ‏ ‏قَبْلَ أَنْ يَنْزِلَ عَلَى النَّبِيِّ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏ ‏الْوَحْيُ فَقُدِّمَتْ إِلَى النَّبِيِّ ‏‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏ ‏سُفْرَةٌ فَأَبَى أَنْ يَأْكُلَ مِنْهَا ثُمَّ قَالَ ‏زَيْدٌ ‏: " ‏إِنِّي لَسْتُ آكُلُ مِمَّا تَذْبَحُونَ عَلَى أَنْصَابِكُمْ وَلَا آكُلُ إِلَّا مَا ذُكِرَ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ " ، وَأَنَّ ‏ ‏زَيْدَ بْنَ عَمْرٍو ‏‏كَانَ يَعِيبُ عَلَى ‏‏قُرَيْشٍ‏ ‏ذَبَائِحَهُمْ وَيَقُولُ : " الشَّاةُ خَلَقَهَا اللَّهُ ، وَأَنْزَلَ لَهَا مِنْ السَّمَاءِ الْمَاءَ ، وَأَنْبَتَ لَهَا مِنْ الْأَرْضِ ، ثُمَّ تَذْبَحُونَهَا عَلَى غَيْرِ اسْمِ اللَّهِ إِنْكَارًا لِذَلِكَ وَإِعْظَامًا لَهُ " .

    - قَالَ اِبْن بَطَّال : كَانَتْ السُّفْرَة لِقُرَيْشٍ قَدَّمُوهَا لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَبَى أَنْ يَأْكُل مِنْهَا فَقَدَّمَهَا النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِزَيْدِ بْن عَمْرو فَأَبَى أَنْ يَأْكُل مِنْهَا وَقَالَ مُخَاطِبًا لِقُرَيْشٍ الَّذِينَ قَدَّمُوهَا أَوَّلًا : " إِنَّا لَا نَأْكُل مَا ذُبِحَ عَلَى أَنْصَابكُمْ " ( عمدة القاري 11/540) .

    خامساً :

    أين ما يدلُ في الحديثِ أن النبي صلى اللهُ عليه وسلم أكل من هذه السفرةِ ؟

    فليس في الحديثِ أنهُ صلى الله عليه وسلم أكل منها ، وإنما غايةُ ما في الحديثِ أن السفرةَ قدمت للنبي صلى الله عليه وسلم ولزيد ولم يأكلا منها .

    سادساً :

    فهذا هو الثابت في الصحيح أن النبي – صلى الله عليه وسلم – عرضت وقدمت له السفرة فامتنع أن يأكل منها ، نعم جاء عند أحمد (2/69) من طريق عفان عن وهيب عن موسى . وأخرجه أحمد (2/90) من طريق يحيى بن آدم عن زهير عن موسى بن عقبة عن سالم عن ابن عمر بلفظ :" فَقَدَّمَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏ ‏سُفْرَةً فِيهَا لَحْمٌ فَأَبَى أَنْ يَأْكُلَ مِنْهَا ، ثُمَّ قَالَ : "‏ ‏إِنِّي لَا آكُلُ مَا تَذْبَحُونَ عَلَى أَنْصَابِكُمْ ، وَلَا آكُلُ إِلَّا مِمَّا ذُكِرَ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ " .

    - فمما سبق بيانه يتضح أن رواية صحيح البخاري أن السفرة قدمت للنبي – صلى الله عليه وسلم – فرفض أن يأكل منها ، ثم قدمت لزيد ولم يأكل منها ، فلا وجه لطعن طاعن أو لمز لامز ولله الحمد .

    - ولو افترضنا صحة الرواية التي جاءت عند أحمد ، وأن النبي – صلى الله عليه وسلم – قدم السفرة لزيد ، فكذلك لا يوجد دليل على أنها ذبحت على نصب أو ذبحت لصنم ، وإن كان قد يفهم منها هذا ولكنها ليست صريحة.

    سابعاً :

    قال الخطابي في " أعلام الحديث " (3/1657) : " امتناع زيد بن عمرو من أكل ما في السفرة إنما كان من أجل خوفه أن يكون اللحم الذي فيها مما ذبح على الأنصاب فتنزه من أكله ، وقد كان رسول الله – صلى الله عليه وسلم – لا يأكل من ذبائحهم التي كانوا يذبحونها لأصنامهم ، فأما ذبائحهم لمأكلتهم فإنا لم نجد في شيء من الأخبار أنه كان يتنزه منها ، ولأنه كان لا يرى الذكاة واقعة إلا بفعلهم قبل نزول الوحي عليه ، وقبل تحريم ذبائح أهل الشرك ، فقد كان بين ظهرانيهم ، مقيماً معهم ، ولم يُذكر أنه كان يتميز عنهم إلا في أكل الميتة ، وكانت قريش وقبائل من العرب تتنزه في الجاهلية عن أكل الميتات ، ولعله – صلى الله عليه وسلم – لم يكن يتّسع إذ ذاك لأن يذبح لنفسه الشاة ليأكل منها الشلو أو البضعة ، ولا كان فيما استفاض من أخباره أنه كان يهجر اللحم ولا يأكله ، وإذا لم يكن بحضرته إلا ذكاة أهل الشرك ولا يجد السبيل إلى غيره ، ولم ينزل عليه في تحريم ذبائحهم شيء ، فليس إلا أكل ما يذبحونه لمأكلتهم بعد أن تنزه من الميتات تنزيهاً من الله عز وجل له ، واختياراً من جهة الطبع لتركها استقذاراً لها ، وتقززاً منها ، وبعد أن يجتنب الذبائح لأصنامهم عصمة من الله عز وجل له لئلا يشاركهم في تعظيم الأصنام بها " .

    ثامناً :

    قال السهيلي : " فإن قيل : فالنبي – صلى الله عليه وسلم – كان أولى من زيد بهذه الفضيلة ، فالجواب أنه ليس في الحديث أنه – صلى الله عليه وسلم – أكل منها ، وعلى تقدير أن يكون أكل ، فزيد إنما كان يفعل ذلك برأي يراه لا بشرع بلغه ، وإنما كان عند أهل الجاهلية بقايا من دين إبراهيم ، وكان في شرع إبراهيم تحريم الميتة ، لا تحريم ما لم يذكر اسم الله عليه ، وإنما نزل تحريم ذلك في الإسلام ، والأصح أن الأشياء قبل الشرع لا توصف بحل ولا بحرمة ، مع أن الذبائح لها اصل في تحليل الشرع واستمر ذلك إلى نزول القرآن ... " .

    - وقال القاضي عياض في عصمة الأنبياء قبل النبوة :" إنها كالممتنع ، لأن النواهي إنما تكون بعد تقرير الشرع ، والنبي – صلى الله عليه وسلم – لم يكن متعبداً قبل أن يوحى إليه بشرع من قبله على الصحيح ... " .

    تاسعاً :

    ومن التوجيهات كذلك كما قال الشيخ الألباني – رحمه الله - في " فقه السيرة " (ص 82) : " توهم زيد أن اللحم المقدم إليه من جنس ما حرم الله ، ومن المقطوع به أن بيت محمد صلى الله عليه وسلم لا يطعم ذبائح الأصنام ، ولكن أراد الإستيثاق لنفسه والإعلان عن مذهبه ، وقد حفظ محمد له ذلك وسرّ به " .

    عاشراً :

    نقل الذهبي – رحمه الله – عن إبراهيم الحربي بعد إيراد الحديث ما نصه :" رَوَاهُ : إِبْرَاهِيْمُ الحَرْبِيُّ فِي ( الغَرِيْبِ ) ، عَنْ شَيْخَيْنِ لَهُ ، عَنْ أَبِي أُسَامَةَ .

    ثُمَّ قَالَ : فِي ذَبْحِهَا عَلَى النُّصُبِ وَجْهَانِ :

    إِمَّا أَنَّ زَيْداً فَعَلَهُ عَنْ غَيْرِ أَمْرِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلاَّ أَنَّهُ كَانَ مَعَهُ ، فَنُسِبَ ذَلِكَ إِلَيْهِ ، لأَنَّ زَيْداً لَمْ يَكُنْ مَعَهُ مِنَ العِصْمَةِ وَالتَّوْفِيْقِ مَا أَعْطَاهُ اللهُ لِنَبِيِّهِ ، وَكَيْفَ يَجُوْزُ ذَلِكَ وَهُوَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ قَدْ مَنَعَ زَيْداً أَنْ يَمَسَّ صَنَماً ، وَمَا مَسَّهُ هُوَ قَبْلَ نُبُوَّتِهِ ؟ فَكَيْفَ يَرْضَى أَنْ يَذْبَحَ لِلصَّنَمِ ؟ هَذَا مُحَالٌ .

    الثَّانِي : أَنْ يَكُوْنَ ذُبِحَ لِلِّهِ ، وَاتّفَقَ ذَلِكَ عِنْدَ صَنَمٍ كَانُوا يَذْبَحُوْنَ عِنْدَهُ .ا.هـ.

    نتيجةُ البحثِ :

    1 - ليس في الحديث أن النبي – صلى الله عليه وسلم – ذبح على النصب أو أكل مما ذبح على النصب ، وغاية ما في الحديث أن السفرة قدمت للنبي – صلى الله عليه وسلم – ولزيد ولم يأكلا منها .

    2 - الرواية التي في صحيح البخاري أن السفرة قدمت للنبي – صلى الله عليه وسلم – فرفض أن يأكل منها ، ثم قدمت لزيد ولم يأكل منها ، فلا وجه لطعن طاعن أو لمز لامز ولله الحمد .

    3 - جاءت رواية عند أحمد أن النبي – صلى الله عليه وسلم – قدم السفرة لزيد ، وامتنع زيد أن يأكل منها ، وكذلك لا يوجد أي دليل على الذبح للنصب أو للصنم ، وإن كان يفهم منها هذا ولكنها ليست صريحة .

    4 - امتناع زيد بن عمرو من أكل ما في السفرة إنما كان من أجل خوفه أن يكون اللحم الذي فيها مما ذبح على الأنصاب فتنزه من أكله ، وقد كان رسول الله – صلى الله عليه وسلم – لا يأكل من ذبائحهم التي كانوا يذبحونها لأصنامهم .

    5 - أما ما جاء في بعض الروايات التي فيها ( إني لا آكل مما تذبحون على أنصابكم ) قال : فما رؤي النبي – صلى الله عليه وسلم – بعد ذلك أكل شيئاً مما ذبح على النصب ) وهذه الرواية منكرة ، حكم عليها بالنكارة الإمام الذهبي والإمام الألباني – رحمهما الله - .

    وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .



    كتبه وحرره
    سعود الزمانان
    4/4/2004

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Apr 2005
    المشاركات
    3,801
    آخر نشاط
    22-12-2012
    على الساعة
    05:56 PM

    افتراضي مشاركة: شبهة هل أكل النبي طعاما دبح على النصب?,

    ثم أضاف أبو تراب تعقيبا جميلا بMay 13 2004, 02:22 AM
    رد المطاعن حول حنيفية رسول الله (ص) قبل الإسلام:
    أرد المعترض شبهتان حول حنيفية رسول الله (ص) قبل الإسلام:
    (1) قوله تعالى ((وَوَجَدَكَ ضَالّاً فَهَدَى)) فقالوا أن هذا دليل على ضلال النبى (ص) قبل الإسلام
    (2) ما جاء فى حديث عمروا بن نفيل برواية الإمام أحمد أن رسول الله (ص) قبل ذبح شاه على نصب و قدمها لزيد بن عمرو بن نفيل فأبى أن ياكل منها و قال ( إنى لا اكل مما تذبحون على أنصابكم) ، فزعموا أن هذا دليل على أن رسول الله (ص) كان يذبح للأصنام!
    ___________________________
    بعد الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله:
    أولا:
    من المعلوم يقيناً لكل باحث منصف أن رسول الله (ص) ما اتجه قلبه الشريف إلى غير رب العالمين حنيفاً و ما كان من المشركين ، و هذا الحق تجزم به العقول و يشهد له المنقول، قال ابن اسحق: [ شب رسول الله (ص) يكلؤه الله و يحفظه و يحوطه من أقار الجاهلية، لما يريد من كرامته و رسالته حتى بلغ أن كان رجلاً أفضل قومه مروءة، و أحسنهم خلقاً و أكرمهم حسباً ، و أحسنهم جواراً ، و أعظمهم حلماً ، و أصدقهم حديثاً ، و أعظمهم أمانة ، و أبعدهم عن الفحش و الأخلاق التى تدنس الرجل تنزهاً و تكرماً ، حتى ما اسمه فى قومه إلا الصادق الأمين، لما جُمع فيه من الأمور الصالحة ]
    و قد أعد الله تعالى الأجواء و هىء الظروف لاستقبال النبأ العظيم بمبعث النبى الكريم، فاستلزم ذلك حفظه و حفظ دعوته من قبل أن تبدأ ، و من ذلك:
    أ- حادثة الفيل الشهيرة، حين أراد أبرهة الأشرم و هو أحد النصارى الأحباش غزو الكعبة المشرفة و هدمها لتكون كنيسته الخسيسة التى بناها فى صنعاء قبلة للعرب عوضاً عنها ، فهزمه الله تعالى و أرنا فيه أية خالدة تشهد لصدق الرسالة المحمدية و لعظيم مكانة بيت الله الحرام، و هذه القصة متواترة فى كتاب الله و سنة نبيه المصطفى كما هو معلوم.
    ب- حادثة إتيان الملكين رسول الله (ص) و هو طفل صغير فشقا صدره الجميل و أخرجا قلبه فغسلاه و استخلصاه من نصيب الشيطان ، قال ابن اسحق [حدثنى ثور بن يزيد عن خالد بن ممدان عن أصحاب رسول الله (ص) أنهم قالوا له: أخبرنا عن نفسك، قال: نعم ، أنا دعوة أبى إبراهيم و بشرى عيسى عليهما السلام ، و رأت أمى حين حملت بى أنه خرج منها نور أضاءت له قصور الشام ، و استرضعت فى بنى سعد بن بكر ، فبنا أنا بهم اتانى رجلان عليهما ثياب بيض معهما ظشت من ذهب مملوء ثلجاً فأضجعانى فشقا بطنى ثم استخرجا قلبى فشقاه فاستخرجا منه علقة سوداء فالقياها ، ثم غسلا قلبى و بطنى بذلك الثلج ....الحديث] قال الحافظ ابن كثير اسناده جيد قوى
    و روى أحمد هذا الخبر من طريق بقية ابن الوليد ، و كذا رواه عبد الله ابن المبارك من ذات الطريق، و رواه ابن عساكر من طريق أبو داود الطيالسى و عن أبى ابن كعب ، و رواه مسلم من طريق حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس ابن مالك
    و هذه الروايات جازمة فى اثبات طهارة رسول الله (ص) و عصمته من غواية الشياطين منذ طفولته
    ج- حادثة الراهب بحيرى حين مرت به قافلة قريش و بها رسول الله (ص) و هو ابن اثنتى عشر سنة، فأعد لهم وليمة ، و أخذ يتفرس فى رسول الله (ص) لما رأى فيه من علامات النبوة ، قال ابن اسحق [..... حتى إذا فزع القوم من طعامهم و تفرقوا قام إليه بحيرى و قال: يا غلام ، أسألك بحق اللات و العزى ألا أخبرتنى عما أسئلك عنه؟ و إنما قال بحيرا ذلك لأنه سمع قومه يحلفون بها، فقال رسول الله (ص) لا تسألنى باللات و العزى شيئاً، فوالله ما أبغضت شيئاً قط بغضها....الحديث ]
    د- و كذلك فى الحديث الذى رواة الشيخان و بلفظ الإمام أحمد قال (حدثنا ‏ ‏عبد الرزاق ‏ ‏أخبرنا ‏ ‏ابن جريج ‏ ‏أخبرني ‏ ‏عمرو بن دينار ‏ ‏أنه سمع ‏ ‏جابر بن عبد الله ‏ ‏يقول ‏ لما بنيت ‏ ‏الكعبة ‏ ‏ذهب النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏وعباس ‏ ‏ينقلان حجارة فقال ‏ ‏عباس ‏ ‏اجعل ‏ ‏إزارك ‏ ‏على رقبتك من الحجارة ففعل ‏ ‏فخر ‏ ‏إلى الأرض ‏ ‏وطمحت ‏ ‏عيناه إلى السماء ثم قام فقال ‏ ‏إزاري ‏ ‏إزاري ‏ ‏فشد عليه ‏ ‏إزاره )
    مسند جابر بن عبد الله رضي الله تعالى عنه باقي مسند المكثرين مسند أحمد

    فهذا الحديث أيضاً يشهد لرسول الله (ص) و كيف أن ربه تعالى عصمه من عادات الجاهلية السيئة حتى و إن لم تكن عقائدية !
    ملحوظة:
    عجبت من استخدام بعض الجهال من عباد الصليب لهذا الحديث للطعن فى رسول الله (ص) مع أنه يحكى واقعة حدثت قبل البعثة و قبل نزول الشريعة، و مع أن الحديث يشتمل على كرامة لرسول الله لا تخفى على ناظره، فهو دليل عصمته لا مطعن فى شخصه!! ، إلا أن منهج القوم الإنتقائى الناجم عن حقدهم الدفين على نبيهم صلوات الله و سلامه عليه ، مسخ أبصارهم و جعلهم يرون الحق باطلاً و الباطل حقاً ، و كان أولى بهم أن ينظروا حال أنبياءهم السكارى العراة الزناة ، أو حال إلههم الذى خلع منشفته التى كانت تستره ليمسح بها أقدام عباده! و الذى جرده العبيد من ثيابه و كشفوا عورته المغلظة و ألبسوه ثياب الأراجوزات! الحمد لله على نعمة الإسلام
    ه- و كذا من المعلوم أن رسول الله (ص) كلن يعتزل قومه و يذهب للتعبد بغار ثور مختلياً بربه يناجيه بعيداً عن الأصنام و الاوثان و رجزهم،

    فكل هذه الشواهد النقلية و غيرها تعكس لنا صورة رسول الله (ص) قبل الإسلام
    حتى أننا نقرأ عن صفة مولد رسول الله (ص) أنه وُلد مسروراً مختوناً رافعاً رأسه إلى السماء
    روى الحافظ ابن عساكر من حديث سفيان بن محمد المصيصي عن هشيم عن يونس بن عبيد عن الحسن عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من كرامتي على الله أني ولدت مختونا ولم ير سوأتي أحد ثم أورده من طريق الحسن بن عرفة عن هشيم به ثم أورده من طريق محمد بن محمد بن سليمان هو الباغندي حدثنا عبد الرحمن بن أيوب الحمصي حدثنا موسى بن أبي موسى المقدسي حدثني خالد بن سلمة عن نافع عن ابن عمر قال : ولد رسول الله صلى الله عليه وسلم مسرورا مختونا

    وقال البيهقي : "أنبأنا أبو عبد الله الحافظ أنبأني محمد بن كامل القاضي شفاها أن محمد بن إسماعيل حدثه يعني السلمي حدثنا أبو صالح عبد الله بن صالح حدثني معاوية بن صالح عن أبي الحكم التنوخي قال : كان المولود إذا ولد في قريش دفعوه إلى نسوة من قريش إلى الصبح يكفأن عليه برمة ، فلما ولد رسول الله صلى الله عليه وسلم دفعه عبد المطلب إلى نسوة فكفأن عليه برمة فلما أصبحن أتين فوجدن البرمة قد انفلقت عنه باثنتين ووجدنه مفتوح العينين شاخصا ببصره إلى السماء فأتاهن عبد المطلب فقلن له : ما رأينا مولودا مثله وجدناه قد انفلقت عنه البرمة ووجدناه مفتوحا عيناه شاخصا ببصره إلى السماء فقال : احفظنه فإني أرجو أن يكون له شأن أو أن يصيب خيرا ، فلما كان اليوم السابع ذبح عنه ودعا له قريشا فلما أكلوا قالوا : يا عبد المطلب أرأيت ابنك هذا الذي أكرمتنا على وجهه ما سميته ؟ قال : سميته محمدا قالوا : فما رغبت به عن أسماء أهل بيته ؟ قال : أردت أن يحمده الله في السماء وخلقه في الأرض قال أهل اللغة : كل جامع لصفات الخير يسمى محمدا كما قال بعضهم
    ثانياً

    1) أما قوله تعالى ((وَوَجَدَكَ ضَالّاً فَهَدَى)) فإن المقصود بالضلال هنا الغفلة ، أى كنت غافلاً عما تعلمه الأن من الشرائع و أسرار علوم الدين التى لا تُعلم بالفطرة ولا بالعقل، و إنما تُعلم بالوحى، فهداك الله إلى ذلك بما أوحى إليك ، فالمعنى هو الغفلة عن العلم و هذا كقول موسى عليه السلام لفرعون حين عايره بقتل المصرى((قَالَ فَعَلْتُهَا إِذاً وَأَنَا مِنَ الضَّالِّينَ)) و معلوم أن موسى ما كان مشركاً قط ، بل كان من بنى إسرائيل و هم أهل التوحيد يومئذ، قال ابن كثير { أَيْ قَبْل أَنْ يُوحَى إِلَيَّ وَيُنْعِم اللَّه عَلَيَّ بِالرِّسَالَةِ وَالنُّبُوَّة قَالَ اِبْن عَبَّاس رَضِيَ اللَّه عَنْهُمَا وَمُجَاهِد وَقَتَادَة وَالضَّحَّاك وَغَيْرهمْ " وَأَنَا مِنْ الضَّالِّينَ " أَيْ الْجَاهِلِينَ}
    و الضلال جاء بمعنى الغفلة فى مواضع شتى فى كتاب الله كقوله سبحانه عن شهادة المرأة ((أَن تَضِلَّ إْحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الأُخْرَى )) و كقوله ((قَالَ عِلْمُهَا عِندَ رَبِّي فِي كِتَابٍ لَّا يَضِلُّ رَبِّي وَلَا يَنسَى )) و معلوم أن الله لا يضل لأن الهدى ليس إلا إليه أساساً، و إنما المعنى أى {لا يغفل ربى ولا ينسى}، و أيضاً كقوله جل و علا فيما يحكيه عن قول عشيرة يعقوب حين أخبرهم أنه يجد ريح يوسف ((قَالُواْ تَاللّهِ إِنَّكَ لَفِي ضَلاَلِكَ الْقَدِيمِ )) ،
    و قول الشاعر:
    و تـظـن سـلـمى أنـنـى أبـغى بـها بـدلاً أراهـأ فـى الـضـلال تـهـيـم
    و كذا يدل على هذا قوله تعالى ((وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحاً مِّنْ أَمْرِنَا مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِن جَعَلْنَاهُ نُوراً نَّهْدِي بِهِ مَنْ نَّشَاء مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ)) و قوله سبحانه (( نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَـذَا الْقُرْآنَ وَإِن كُنتَ مِن قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ)) و قوله ((.. وَأَنزَلَ اللّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكَ عَظِيماً )) و قوله ((وَمَا كُنتَ تَرْجُو أَن يُلْقَى إِلَيْكَ الْكِتَابُ إِلَّا رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ فَلَا تَكُونَنَّ ظَهِيراً لِّلْكَافِرِينَ))
    2) أما ما جاء فى رواية الإمام أحمد أن رسول الله (ص) قدم سفرة فيها لحم ذُبح على نصب لزيد بن عمروا بن نفيل فنجيب عليه من جهتين:
    أ- اعلم أن هذا الحديث قد رواه الإمام البخارى من أكثر من طريق هى الأصح و الأكمل بلفظ يؤكد أن رسول الله (ص) قد قُدمت إليه هذه السفرة فرفض الأكل منها من ذلك:
    (‏حدثنا ‏ ‏معلى بن أسد ‏ ‏حدثنا ‏ ‏عبد العزيز يعني ابن المختار ‏ ‏أخبرنا ‏ ‏موسى بن عقبة ‏ ‏قال أخبرني ‏ ‏سالم ‏ ‏أنه سمع ‏ ‏عبد الله ‏ ‏يحدث ‏ ‏عن رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏أنه لقي ‏ ‏زيد بن عمرو بن نفيل ‏ ‏بأسفل ‏ ‏بلدح ‏ ‏وذاك قبل أن ينزل على رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏الوحي فقدم إليه رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏سفرة فيها لحم فأبى أن يأكل منها ثم قال ‏ ‏إني لا آكل مما تذبحون على أنصابكم ولا آكل إلا مما ذكر اسم الله عليه)
    صحيح البخاري - الذبائح والصيد - ما ذبح على النصب والأصنام


    (‏حدثني ‏ ‏محمد بن أبي بكر ‏ ‏حدثنا ‏ ‏فضيل بن سليمان ‏ ‏حدثنا ‏ ‏موسى بن عقبة ‏ ‏حدثنا ‏ ‏سالم بن عبد الله ‏ ‏عن ‏ ‏عبد الله بن عمر ‏ ‏رضي الله عنهما ‏ ‏أن النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏لقي ‏ ‏زيد بن عمرو بن نفيل ‏ ‏بأسفل ‏ ‏بلدح ‏ ‏قبل أن ينزل على النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏الوحي فقدمت إلى النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏سفرة فأبى أن يأكل منها ثم قال ‏ ‏زيد ‏ ‏إني لست آكل مما تذبحون على أنصابكم ولا آكل إلا ما ذكر اسم الله عليه وأن ‏ ‏زيد بن عمرو ‏ ‏كان يعيب على ‏ ‏قريش ‏ ‏ذبائحهم ويقول الشاة خلقها الله وأنزل لها من السماء الماء وأنبت لها من الأرض ثم تذبحونها على غير اسم الله إنكارا لذلك وإعظاما )
    صحيح البخاري - المناقب - حديث زيد بن عمرو بن نفيل

    و هذه الروايات بذلك اللفظ صريحة فى أن رسول الله (ص) رفض هذه السفرة ، و إن كان لم يحرمها .
    قال ابن بطال : "كانت السفرة لقريش قدموها للنبي صلى الله عليه وسلم فأبى أن يأكل منها فقدمها النبي صلى الله عليه وسلم لزيد بن عمرو فأبى أن يأكل منها وقال مخاطبا لقريش الذين قدموها أولا : إنا لا نأكل ما ذبح على أنصابكم "


    ب- أن رواية الإمام أحمد مع إفتراض صحتها فهى تُحمل على أن ذبح الشاه كان على النصب لغير قصد التقرب للأصنام

    قال الخطابي : "كان النبي صلى الله عليه وسلم لا يأكل مما يذبحون عليها للأصنام , ويأكل ما عدا ذلك وإن كانوا لا يذكرون اسم الله عليه , لأن الشرع لم يكن نزل بعد , بل لم ينزل الشرع بمنع أكل ما لم يذكر اسم الله عليه إلا بعد المبعث بمدة طويلة "
    قال الإمام ابن حجر : "وعلى تقدير أن يكون حارثة ذبح على الحجر المذكور فإنما يحمل على أنه إنما ذبح عليه لغير الأصنام , وأما قوله تعالى : ( وما ذبح على النصب ) فالمراد به ما ذبح عليها للأصنام"

    قال الداودي : "كان النبي صلى الله عليه وسلم قبل المبعث يجانب المشركين في عاداتهم , لكن لم يكن يعلم ما يتعلق بأمر الذبح , وكان زيد قد علم ذلك من أهل الكتاب الذين لقيهم"
    وقال السهيلي : "فإن قيل فالنبي صلى الله عليه وسلم كان أولى من زيد بهذه الفضيلة , فالجواب أنه ليس في الحديث أنه صلى الله عليه وسلم أكل منها , وعلى تقدير أن يكون أكل فزيد إنما كان يفعل ذلك برأي يراه لا بشرع بلغه , وإنما كان عند أهل الجاهلية بقايا من دين إبراهيم , وكان في شرع إبراهيم تحريم الميتة لا تحريم ما لم يذكر اسم الله عليه , وإنما نزل تحريم ذلك في الإسلام , والأصح أن الأشياء قبل الشرع لا توصف بحل ولا بحرمة , مع أن الذبائح لها أصل في تحليل الشرع , واستمر ذلك إلى نزول القرآن , ولم ينقل أن أحدا بعد المبعث كف عن الذبائح حتى نزلت الآية"
    و قد جزم القاضى عياض بضرورة تقديم لفظ البخارى باعتباره الأصح على ما يخالفه..انتهى

    قلت: و حسبنا أن نقرأ الرواية كاملة لتبين صدق هذا المحمل ، ففى أخر هذه الرواية يقول زيد بن حارثة { قال زيد بن حارثة : فأتى النبي – صلى الله عليه وعلى آله وسلم – البيت وأنا معه فطاف به، وكان عند البيت صنمان أحدهما من نحاس يقال لأحدهما : يساف وللآخر : نائلة، وكان المشركون إذا طافوا تمسحوا بهما، فقال النبي – صلى الله عليه وعلى آله وسلم – : لا تمسحهما فإنهما رجس قال : فقلت في نفسي : لأمسحهما حتى أنظر ما يقول، فمسحتها فقال : يا زيد : ألم تنه؟ قال : وأنزل على النبي – صلى الله عليه وعلى آله وسلم – ومات زيد بن عمرو، فقال النبي – صلى الله عليه وعلى آله وسلم – : يبعث أمة واحدة.}


    و أيضاً ما رواه الحافظ البيهقى قال حدثنا أبو عبدالله الحافظ حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوي حدثنا محمد بن عمرو عن أبى سلمة ، و يحيى بن عبد الرحمن ابن حاطب عن أسامة بن زيد عن زيد ابن حارثة أبيه قال : [ كان صنم من نحاس يقال له أساف و نائلة يتمسح به المشركون إذا طافوا ، فطاف رسول الله (ص) و طفت معه ، فلما مررت به مسحت به ، فقال رسول الله (ص) : لا تمسه، قال زيد فطفنا فقلت فى نفسى لأمسنه حتى أنظر ما يكون، فمسحته فقال رسول الله (ص): ألم تنه؟] قال البهقى: {و زاد غيره عن محمد بن عمروا باسناده قال زيد: فوالذى أكرمه و أنزل عليه الكتاب ما استلم صنماً قط حتى أكرمه الله تعالى بالذى أكرمه به و أنزل عليه}

    فهذه الروايات تعكس موقف رسول الله (ص) من الأصنام من داخل نفس الرواية التى يتناقلها النصارى مبتورة

    أخيراً و عن لفظة (ذبحناها لنصب كذا و كذا) فهو لفظ منكر جاء من طرق ضعيفة لا يعتد به ، قال الألبانى "فيه نكارة بينة"
    هذا و الله أعلى و أعلم
    السلام عليكم و رحمة الله و بركاته،

شبهة هل أكل النبي طعاما دبح على النصب?,

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. هل أكل النبي صلى الله عليه وسلم مما ذبح على النصب
    بواسطة أبـ مريم ـو في المنتدى شبهات حول السيرة والأحاديث والسنة
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 13-10-2009, 09:00 PM
  2. شبهة الطعن في عرض النبي
    بواسطة mahmoud000000 في المنتدى شبهات حول السيرة والأحاديث والسنة
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 22-03-2009, 09:55 AM
  3. هل أكل النبي صلى الله عليه وآله وسلم طعاماً ذُبح على النصب?
    بواسطة ismael-y في المنتدى شبهات حول السيرة والأحاديث والسنة
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 21-09-2006, 09:28 PM
  4. أرجو الرد عل شبهة (شرب النبي)
    بواسطة keemoxxp في المنتدى شبهات حول السيرة والأحاديث والسنة
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 12-01-2006, 08:11 AM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  

شبهة هل أكل النبي طعاما دبح على النصب?,

شبهة هل أكل النبي طعاما دبح على النصب?,