اقتباس
اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة المهتدي بالله مشاهدة المشاركة
رتبة حديث خطاب الله تعالى مع موسى عليه السلام


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



((عندما ذهب سيدنا موسى للقاء ربه: قال موسى: يا رب إني أجد في الألواح أمة هي خير أمة أخرجت للناس , يأمرون بالمعروف, وينهون عن المنكر، رب اجعلهم أمتي. قال رب العزة: تلك أمة أحمد. قال موسى: رب إني أجد في الألواح أمة هم الآخرون في الخلق، السابقون في دخول الجنة، رب اجعلهم أمتي، قال رب العزة: تلك أمة أحمد. قال موسى: رب إني أجد في الألواح أمة أناجيلهم في صدورهم يقرؤونها، وكان من قبلهم يقرؤون كتابهم نظراً، حتى إذا رفعوها لم يحفظوا شيئاً , ولم يعرفوه، وإن الله أعطاهم من الحفظ شيئاً لم يعطه أحداً من الأمم، قال: رب اجعلهم أمتي، قال رب العزة: تلك أمة أحمد. قال موسى: رب إني أجد في الألواح أمة يؤمنون بالكتاب الأول , وبالكتاب الآخر، ويقاتلون فضول الضلالة , حتى يقاتلوا الأعور الكذاب، فاجعلهم أمتي، قال رب العزة: تلك أمة أحمد. قال موسى: رب إني أجد في الألواح أمة صدقاتهم يأكلونها في بطونهم ويؤجرون عليها , وكان من قبلهم من الأمم إذا تصدق بصدقة فقبلت منه بعث الله عليها ناراً فأكلتها، وإن ردت عليه تركت فتأكلها السباع والطير، وإن الله أخذ صدقاتهم من غنيهم لفقيرهم، قال: رب فاجعلهم أمتي. قال رب العزة: تلك أمة أحمد. قال موسى: رب فإني أجد في الألواح أمة إذا هَمَّ أحدهم بحسنة ثم لم يعملها كتبت له عشرة أمثالها إلى سبعمائة ضعف , قال: رب اجعلهم أمتي , قال رب العزة: تلك أمة أحمد. قال موسى: رب إني أجد في الألواح أمة هم المشفعون المشفوع لهم، فاجعلهم أمتي، قال رب العزة: تلك أمة أحمد. فنبذ موسى عليه السلام الألواح، وقال: اللهم اجعلني من أمة أحمد. وقال الله لسيدنا عيسى عن أحمد صلى الله عليه وسلم وأمته: وله عندي منزلة ليست لأحد من البشر، كلامه القرآن , ودينه الإسلام , وأنا السلام، طوبى لمن أدرك زمانه , وشهد أيامه , وسمع كلامه. قال عيسى: يا رب، وما طوبى؟ قال رب العزة: غرس شجرة أنا غرستها بيدي، فهي للجنان كلها , أصلها من رضوان , وماؤها من تسنيم , وبردها برد الكافور , وطعمها طعم الزنجبيل , وريحها ريح المسك , من شرب منه شربة لم يظمأ بعدها أبداً. قال عيسى: يا رب، اسقني منها. قال رب العزة: حرام على النبيين أن يشربوا منها حتى يشرب ذلك النبي، وحرام على الأمم أن يشربوا منها حتى تشرب منها أمة ذلك النبي. ثم قال رب العزة: يا عيسى، أرفعك إليّ , قال رب ولم ترفعني؟ قال رب العزة: أرفعك ثم أهبطك في آخر الزمان لترى من أمة ذلك النبي العجائب , ولتعينهم على قتال اللعين الدجال، أهبطك في وقت صلاة , ثم لا تصلي بهم لأنها مرحومة ولا نبي بعد نبيهم. قال عيسى: يا رب أنبئني عن هذه الأمة المرحومة. قال رب العزة: أمة أحمد، هم علماء , حكماء , كأنهم أنبياء، يرضون مني بالقليل من العطاء , وأرضى منهم باليسير من العمل، وأدخلهم الجنة بـ (لا إله إلا الله) . يا عيسى هم أكثر سكان الجنة، لأنه لم تذل ألسنة قوم قط بـ (لا إله إلا الله) كما ذلت ألسنتهم، ولم تذل رقاب قوم قط بالسجود كما ذلت به رقابهم) ) .

درجته: كذب موضوع

وهذا ما جاء حول صحة هذا الحديث

رواه البغوي في تفسيره , و أبي نعيم في الحلية و ابن عساكر في تاريخه , بأسانيد ضعيفة , المهم أن القصة لا تثبت لأنها من رواية كعب الاحبار , ففي القصة ( أن معاوية بن أبي سفيان جاء لكعب فقال له : دلني على أعلم الناس ...) قال ابن عساكر : ( و لا أرى هذا الحديث صحيحاً , لأن كعب لم يدرك خلافة معاوية , و إنما مات في خلافة عثمان...) رضي الله عنهم جميعاً , و هذا صحيح لأن كعب مات قبل أن يتولى عليٌّ رضي الله عنه الخلافة فكيف بمعاوية ؟؟

لكن جاء هذا الخبر مقطوعا من تفسير قتادة رحمه الله في قوله سبحانه و تعالى : ( أخد الالواح ) , رواه ابن جرير الطبري في تفسيره من طريق : بشر (بن معاذ), قال حدثنا : يزيد (بن زريع العيشي) , قال حدثنا : سعيد (ابن ابي عروبة ) , عن قتادة, نحوه .
و هذا إسناد صحيح رجاله كلهم ثقات , و سعيد ابن ابي عروبة اختلط في آخره , و سماع يزيد بن زريع منه صحيح , فسعيد اختلط على اصح الاقوال سنة : 145 من هجرة النبي صلى الله عليه و سلم , كما قاله غير واحد من الائمة و توفي سنة 156 و سمع منه يزيد قبل اختلاطه , لكن الخبر لا أظنه يثبت لأن هذا ليس مما يمكن ان يقوله أحد بعد النبي صلى الله عليه و سلم و الصحابة الذين إن قالوه فهم تلقوه عن النبي صلى الله عليه و سلم , و يمكن أن يكون قتادة قد تلقاه من نفس المصدر وهو كعب فحين إذٍ يكون الخبر معلٌّ بنفس العلة , و الله أعلم .
الأخ الفاضل الكريم: إن من الأمانة العلمية أن يُذكر اسم مصدر من تنقل عنه ولا يُنسب الكلام لغير قائله ولا كاتبه.

فتخريج الحديث هو منقول من الدرر السنية، أما ما جاء حول صحة الحديث فكاتبه هو الأخ (أبو القاسم البيضاوي) من ملتقى أهل الحديث بارك الله فيهم وجزاهم عنا خيراً.

فوجب أن ينسب الجهد لأهله، أعزك الله وبارك الله فيك.