أولا : إليك ما اوردوه من شبهات فيما يتعلق بام المؤمنين صفيه :
ثانيا : ما أورده شبهات حول زواج الرسول من ام المؤمنين زينب بنت جحش :
قال القرطبي في الجامع لأحكام القرآن :
إقتباس
اختلف الناس في تأويل هذه الآية، فذهب قتادة وابن زيد وجماعة من المفسرين، منهم الطبري وغيره - إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم وقع منه استحسان لزينب بنت جحش، وهي في عصمة زيد، وكان حريصا على أن يطلقها زيد فيتزوجها هو ثم إن زيدا لما أبره بأنه يريد فراقها، ويشكوا منها غلظة قول وعصيان أمر، وأذى باللسان وتعظما. بالشرف، قال له: (اتق الله أي فيما تقول عنها وأمسك عليك زوجك) وهو يخفي الحرص على طلاق زيد إياها. وهذا الذي كان يخفي في نفسه، ولكنه لزم ما يجب من الأمر بالمعروف. وقال مقاتل زوج النبي صلى الله عليه وسلم زينب بنت جحش من زيد فمكثت عنده حينا، ثم إنه عليه السلام أتى زيدا يوما، فأبصر زينب قائمة، كانت بيضاء جميلة جسيمة من أتم نساء قريش، فهويها وقال: (سبحان الله مقلب القلوب)! فسمعت زينب بالتسبيحة فذكرتها لزيد، ففطن زيد فقال: يا رسول الله، ائذن لي في طلاقها، فإن فيها كبرا، تعظم علي وتؤذيني بلسانها، فقال عليه السلام: (أمسك عليك زوجك واتق الله). وقيل: إن الله بعث ريحا فرفعت الستر وزينب متفضلة في منزلها، فرأى زينب فوقعت في نفسه، ووقع في نفس زينب أنها وقعت في نفس النبي صلى الله عليه وسلم وذلك لما جاء يطلب زيدا، فأخبرته بذلك، فوقع في نفس زيد أن يطلقها. وقال ابن عباس: "وتخفي في نفسك" الحب لها. "وتخشى الناس" أي تستحييهم وقيل: تخاف وتكره لائمة المسلمين لو قلت طلقها، ويقولون أمر رجلا بطلاق امرأته ثم نكحها حين طلقها. "والله أحق أن تخشاه" في كل الأحوال
و قال الطبري في جامع البيان :
اقتباس:
القول فـي تأويـل قوله تعالـى: {وَإِذْ تَقُولُ لِلّذِيَ أَنعَمَ اللّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتّقِ اللّهَ وَتُخْفِي فِي نِفْسِكَ مَا اللّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النّاسَ وَاللّهُ أَحَقّ أَن تَخْشَاهُ فَلَمّا قَضَىَ زَيْدٌ مّنْهَا وَطَراً زَوّجْنَاكَهَا لِكَيْ لاَ يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِيَ أَزْوَاجِ أَدْعِيَآئِهِمْ إِذَا قَضَوْاْ مِنْهُنّ وَطَراً وَكَانَ أَمْرُ اللّهِ مَفْعُولاً }.
يقول تعالـى ذكره لنبـيه صلى الله عليه وسلم عتابـا من الله له وَ اذكر يا مـحمد إذْ تَقُولُ لِلّذِي أنْعَمَ اللّهُ عَلَـيْهِ بـالهِداية وأنْعَمْتَ عَلَـيْهِ بـالعِتق, يعنـي زيد بن حارثة مولـى رسول الله صلى الله عليه وسلم: أمْسِكْ عَلَـيْكَ زَوْجَكَ وَاتّقِ اللّهِ, وذلك أن زينب بنت جحش فـيـما ذُكر رآها رسول الله صلى الله عليه وسلم فأعجبته, وهي فـي حبـال مولاه, فألِقـي فـي نفس زيد كراهتها لـما علـم الله مـما وقع فـي نفس نبـيه ما وقع, فأراد فراقها, فذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم زيد, فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: أمْسِكْ عَلَـيْكَ زَوْجَكَ وهو صلى الله عليه وسلم يحبّ أن تكون قد بـانت منه لـينكحها, وَاتّقِ اللّهَ وخَفِ الله فـي الواجب له علـيك فـي زوجتك وتُـخْفِـي فِـي نَفْسِكَ ما اللّهُ مُبْدِيهِ يقول: وتـخفـي فـي نفسك مـحبة فراقه إياها لتتزوّجها إن هو فـارقها, والله مبد ما تـخفـي فـي نفسك من ذلك وتَـخْشَى النّاسَ واللّهُ أحَقّ أنْ تَـخْشاهُ يقول تعالـى ذكره: وتـخاف أن يقول الناس: أمر رجلاً بطلاق امرأته ونكحها حين طلّقها, والله أحقّ أن تـخشاه من الناس.
وبنـحو الذي قلنا فـي ذلك قال أهل التأويـل. ذكر من قال ذلك:
21745ـ حدثنا بشر, قال: حدثنا يزيد, قال: حدثنا سعيد, عن قتادة وَإذْ تَقُولُ للّذِي أنْعَمَ اللّهُ عَلَـيْهِ وهو زيد أنعم الله علـيه بـالإسلام, وأنعمت علـيه أعتقه رسول الله صلى الله عليه وسلم: أمْسِكْ عَلَـيْكَ زَوْجَكَ وَاتّقِ اللّهَ وتُـخْفِـي فِـي نَفْسِكَ ما اللّهُ مُبْدِيهِ قال: وكان يخفـي فـي نفسه ودّ أنه طلقها. قال الـحسن: ما أنزلت علـيه آية كانت أشدّ علـيه منها قوله: وتُـخْفِـي فـي نفسك ما اللّهُ مُبْدِيهِ ولو كان نبـيّ الله صلى الله عليه وسلم كاتـما شيئا من الوحي لكتـمها وتَـخْشَى النّاسَ وَاللّهُ أحَقّ أنْ تَـخْشاهُ قال: خشِي نبـيّ الله صلى الله عليه وسلم مقالة الناس.
21746ـ حدثنـي يونس, قال: أخبرنا ابن وهب, قال: قال ابن زيد: كان النبـيّ صلى الله عليه وسلم قد زوّج زيد بن حارثة زينب بنت جحش, ابنة عمته, فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما يريده وعلـى البـاب ستر من شعر, فرفعت الريح الستر فـانكشف, وهي فـي حجرتها حاسرة, فوقع إعجابها فـي قلب النبـيّ صلى الله عليه وسلم فلـما وقع ذلك كرّهت إلـى الاَخر, فجاء فقال: يا رسول الله, إنـي أريد أن أفـارق صاحبتـي, قال: «ما لَكَ, أرَابَكَ مِنْها شَيْءٌ؟» قال: لا, والله ما رابنـي منها شيء يا رسول الله, ولا رأيت إلا خيرا, فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أمْسِكْ عَلَـيْكَ زَوْجَكَ وَاتّقِ اللّهَ», فذلك قول الله تعالـى: وَإذْ تَقُولُ للّذِي أنْعَمَ اللّهُ عَلَـيْهِ وأنْعَمْتَ عَلَـيْهِ أمْسِكْ عَلَـيْكَ زَوْجَكَ وَاتّقِ اللّهَ وتُـخْفِـي فِـي نَفْسِكَ ما اللّهُ مُبْدِيهِ تـخفـي فـي نفسك إن فـارقها تزوّجتها.
21747ـ حدثنـي مـحمد بن موسى الـجرشي, قال: حدثنا حماد بن زيد, عن ثابت, عن أبـي حمزة, قال: نزلت هذه الاَية: وتُـخْفِـي فِـي نَفْسِكَ ما اللّهُ مُبْدِيه فـي زينب بنت جحش.
و قال البغوي في معالم التنزيل :
اقتباس:
قوله تعالى: 37- "وإذ تقول للذي أنعم الله عليه وأنعمت عليه أمسك عليك زوجك"، الآية، نزلت في زينب، وذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما زوج زينب من زيد مكثت عنده حيناً، ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى زيداً ذات يوم لحاجة، فأبصر زينب قائمة في درع وخمار، وكانت بيضاء جميلة ذات خلق من أتم نساء قريش، فوقعت في نفسه وأعجبه حسنها، فقال: سبحان الله مقلب القلوب وانصرف، فلما جاء زيد ذكرت ذلك له، ففطن زيد، فألقي في نفس زيد كراهيتها في الوقت، فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: إني أريد أن أفارق صاحبتي، قال: ما لك أرابك منها شيء؟ قال: لا والله يا رسول الله ما رأيت منها إلا خيراً، ولكنها تتعظم علي لشرفها وتؤذيني بلسانها، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم أمسك عليك زوجتك، يعني: زينب بنت جحش، "واتق الله"، في أمرها ثم طلقها زيد، فذكل قوله عز وجل: "وإذ تقول للذي أنعم الله عليه"، بالإسلام، "وأنعمت عليه"، بالإعتاق، وهو زيد بن حارثة: " أمسك عليك زوجك واتق الله " فيها ولا تفارقها، "وتخفي في نفسك ما الله مبديه" أي: تسر في نفسك ما الله مظهره، أي: كان في قلبه لو فارقها فتزوجها. وقال ابن عباس: حبها. وقال قتادة: ود أنه طلقها. "وتخشى الناس"، قال ابن عباس والحسن: تستحييهم. وقيل: تخاف لائمة الناس أن يقولوا: أمر رجلاً بطلاق امرأته ثم نكحها. "والله أحق أن تخشاه"، قال عمر، وابن مسعود، وعائشة، ما نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم آية هي أشد عليه من هذه الآية. وروي عن مسروق قال: قالت عائشة: لو كتم النبي صلى الله عليه وسلم شيئاً مما أوحي إليه لكتم هذه الآية: "وتخفي في نفسك ما الله مبديه"
و لم يذكر ابن كثير هذه الرواية ، فاتق ربك و لا تنقل نصف ما قالوا لتضللنا ،يبقى لا علم و لا أمانة
المفضلات