( الإسلام .. وتكريم المرأة ) للأستاذ الدكتور حامد الرفاعي

آخـــر الـــمـــشـــاركــــات


مـواقـع شـقــيـقـة
شبكة الفرقان الإسلامية شبكة سبيل الإسلام شبكة كلمة سواء الدعوية منتديات حراس العقيدة
البشارة الإسلامية منتديات طريق الإيمان منتدى التوحيد مكتبة المهتدون
موقع الشيخ احمد ديدات تليفزيون الحقيقة شبكة برسوميات شبكة المسيح كلمة الله
غرفة الحوار الإسلامي المسيحي مكافح الشبهات شبكة الحقيقة الإسلامية موقع بشارة المسيح
شبكة البهائية فى الميزان شبكة الأحمدية فى الميزان مركز براهين شبكة ضد الإلحاد

يرجى عدم تناول موضوعات سياسية حتى لا تتعرض العضوية للحظر

 

       

         

 

    

 

 

    

 

( الإسلام .. وتكريم المرأة ) للأستاذ الدكتور حامد الرفاعي

النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: ( الإسلام .. وتكريم المرأة ) للأستاذ الدكتور حامد الرفاعي

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Mar 2005
    المشاركات
    3,275
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    04-12-2012
    على الساعة
    10:58 PM

    افتراضي ( الإسلام .. وتكريم المرأة ) للأستاذ الدكتور حامد الرفاعي

    مقدمــة كتــاب

    ( الإسلام .. وتكريم المرأة )

    للأستاذ الدكتور حامد الرفاعي


    المقدمة :

    كثر الحديث عن المرأة .. والناس في حوار و جدل متواصل بشأنها وبشأن أحوالها .. ولم لا ؟

    · أليست المرأة أمنا , وزوجتنا , وابنتنا , وأختنا , وجدتنا , وخالتنا وعمتنا .. ؟

    · أليست المرأة شريكة الرجل في تحمل مسؤوليات الحياة .. ؟ " والمؤمنين والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر " .

    · أليست المرأة مكلفة مع الرجل من رب العالمين في النهوض بمهمة الاستخلاف في الأرض .. ؟

    " وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة .. الآية "

    · أليست المرأة على درجة واحدة مع الرجل في التكريم والإجلال من رب العالمين ؟

    " ولقد كرمنا بني آدم .. الآية "

    · أليست قدسية حياة المرأة والرجل على مرتبة واحدة من المكانة والصون عند رب العالمين جلّ جلاله ؟

    " .. من قتل نفساً بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعاً ومن أحياها فكأنما أحيى الناس جميعاً "

    · أليست المرأة منبت البشرية ومنشئة أجيالها .. ؟

    " يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلكم من نفس واحة وخلق منها زوجها وبث منهما رجال كثيراً ونساء "

    · أليست المرأة سكن البشرية ومصدر المودة والحنان بين أجيالها ..؟

    " هو الذي خلق لكم من أنسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة " .

    · ألم يمنحها رب العزة والجلال من التكريم والتبجيل أكثر مما هو للرجل ..؟

    " سأل سائل رسول الله صلى الله عليه وسلم من أولى الناس بصحبتي يا رسول الله.. ؟ قال عليه الصلاة والسلام : أمك .. قال ثم من .. ؟ قال أمك .. قال ثم من ..؟ قال أمك ..ثم أبوك .

    ويقول المصطفى صلوات الله وسلامه علية : " الجنة تحت أقدام الأمهات " .

    فلا غرابة إذاً ولا عجب .. أن تكون للمرأة هذه المنزلة العظيمة عند الناس .. وأن تنال منهم كل هذا الاهتمام .

    إلا أن هذا الاهتمام للأسف ليس سواءً بين المهتمين .. فمنهم من كان اهتمامه مصدر شر وإساءة للمرأة وحياتها وكرامتها .. ومنهم من يربد بها خيراً وتكريماً وإجلالاً .

    منهم من اتخذها سلعة ومتعة .. فأقام علاقته معها على أساس من الانتفاع والاستمتاع والمصلحة العابرة.. ومنهم من أرادها شريكة حياة ورفيقة درب .. فأقام حياته معها على أساس من المودة والاحترام المتبادل بينهما .. وعلى أساس من المسؤولية المتكاملة والمنصفة بينهما في ميادين الحياة .

    والتاريخ البشري والواقع المعاصر , يتحدثان عن وقائع مؤلمة لما عانته ولا تزال تعانيه المرأة , من ظلم وبخس واعتداء وانتهاك لكرامتها .. وانتقاص لمراتب التكريم والإجلال التي اختصها بها ربها جلّ شأنه .. وبالمقابل فإن المسيرة البشرية تقدم لنا صوراً مشرقة .. ووقائع كريمة وجليلة عن حالة المرأة .. وما تمتعت به ولا تزال من إجلال وتكريم وتقديس .. بين أقوام على أساس مما أوجب له ربها من مكانة وعزة في نفوسهم .. وعلى أساس ما يعتقدون ويؤمنون .

    ويعرض هذا الكتاب فيما يعرض حالات ووقائع تمثل الموقفين المتناقضين تجاه المرأة عبر التاريخ .. كما يقدم جانباً من الهجمة الشرسة والمتواصلة من جهات متعددة رسمية وشعبية في العالم .. من أجل النيل من كرامة المرأة ورسالتها المقدسة في الحياة .. كما يعرف الكتاب بالتحالف الإيجابي والخيّر بين جهات دينية وفكرية رسمية وشعبية في العالم .. من أجل التأكيد على القيم الربانية الخالدة التي سنها رب الناس .. وتعارف عليها العقلاء والحكماء والمصلحون .. بشأن كرامة المرأة وقدسية رسالتها .. وبشأن العلاقة الكريمة المنصفة بينها وبين الرجل .. في ميادين الحيات ومسؤولياتها المتنوعة .

    مما يؤكد أن هناك صراع ومواجهة بين الخير والشر بشأن مسألة المرأة , ومكانتها ومسؤولياتها , وقيم العلاقة بينها وبين الرجل في الحياة .. وأحسب أن الأمر سيحسم بنهاية المطاف لصالح كرامة المرأة والرجل , وفق فطرتهما التي فطر الله الإنسان عليها .. وعلى أساس من قيم رب الناس .. اللطيف الخبير الرحيم بأحوالهم وما يصلح لهم .. ومن نماذج بشائر هذا الحسم الخيّر والإيجابي لصالح كرامة الإنسان واستقامته في الحياة .. أن أصواتاً شجاعة ومنصفة تتعالى اليوم في كثير من بقاع الأرض .. تطالب بالكف عن العبثية المزرية والمشينة بمسألة المرأة , ورسالتها الجليلة في الحياة .. ,اذكر فيما يلي نموذجين لحالة صحوة الضمير بشأن المرأة والأسرة والمجتمع :

    · أولهما من التجربة الماركسية الشيوعية :

    يقول جورباتشوف الرئيس السوفيتي الأسبق في كتابه الشهير البيريستوريكا : ( ولكن طيلة سنوات تاريخنا البطولي والمتألق , عجزنا أن نولي اهتماماً لحقوق المرأة الخاصة , واحتياجاتها الناشئة عن دورها كأم وربة منزل , ووظيفتها التعليمية التي لا غنى عنها بالنسبة للأطفال .. إن المرأة إذ تعمل في مجال البحث العلمي .. وفي مواقع البناء .. وفي الإنتاج والخدمات .. وتشارك في النشاط الإبداعي .. لم يعد لديها وقت للقيام بواجباتها اليومية في المنزل – العمل المنزلي – وتربية الأطفال .. وإقامة جو أسري طيب .. لقد اكتشفنا أن كثيراً من مشاكلنا – في سلوك الأطفال , والشباب , وفي معنوياتنا , وثقافتنا , وفي الإنتاج – تعود جزئياً إلى تدهور العلاقات الأسرية .. والموقف المتراخي من المسؤوليات الأسرية ) . إلى أن يقول : ( والآن في مجرى البيريستوريكا .. بدأنا نتغلب على الوضع .. ولهذا السبب نجري الآن مناقشات حادة في الصحافة .. وفي المنظمات العامة .. وفي العمل والمنزل .. بخصوص مسألة ما يجب أن نعمله لنسهل على المرأة العودة إلى رسالتها النسائية البحتة ) . إلى أن يقول : ( إن عصب طريقة التفكير الجديدة , يتمثل في الاعتراف بأولوية القيم , ولنكون أكثر دقة , فإن الاهتمام بالقيم هو من أجل بقاء البشرية ) ص 138, 139, 175 .

    · والنموذج الثاني من التجربة اللبرالية :

    يقول جيمس بيكر وزير الخارجية الأمريكي الأسبق والمشهور في مقالة له , نشرتها جريدة الشرق الأوسط في عددها ( 5730 ) تاريخ 10 / 07 / 1994 م بترخيص من خدمة ( لوس أنجلس تايمز) ونختار منه الفقرات التالية :

    o إن أزمة القيم الراهنة تعود إلى الستينات حيث بدأت النسبية الثقافية والإباحية الأخلاقية , والاستعداد لإلقاء اللوم على المجتمع فيما يتعلق بسلوك الأفراد ).

    o إلى أن يقول : ( لقد بدأت أمريكا تجربتها المشؤومة في الإباحية الاجتماعية قبل ثلاثين عاماً , وقد يتطلب نقد هذه العملية ثلاثة عقود أخرى ) .

    o إلى أن يقول في مقالة ثانية له نشرت في نفس المرجع السابق :( إن الإباحية الاجتماعية أفرزت لنا أجيال غير مسؤولة , تحولت إلى الجريمة , ففي أمركا كل خمس دقائق تقع ثلاثة جرائم ( جريمة قتل , وجريمة سرقة , وجريمة اغتصاب ) , فلا تستغرب إيها القارئ الكريم إذا علمت أن هذه الجرائم قد وقعة بالفعل مع نهاية قراءتك لهذا الفقرات من هذا المقال ‍‍‍.. إن الجريمة اليوم تكلفنا باهضاً .. إننا ننفق على مكافحة الجريمة سنوياً ما يزيد عن 80 مليار دولار ..وتضيف لإساءة استخدام الثروة والفساد الاجتماعي بلايين أخرى لا تحصى .. ولكن الثمن الإنساني الذي يدفع موتاً وتدميراً لحياة الإنسان , وآمالاً محبطة هو أغلى بكثير , ويقع بتفاوت مرير على قلة حصانتنا).

    o ويختم جيمس بيكر فيقول : ( إن المسؤولية الشخصية هي ما يجعلنا شعباً قوياً, أما الاستمرار في أزمة القيم فسيحولنا إلى شعب ضعيف ).

    وفي عام 2000 م زارنا في مؤتمر العالم الإسلامي بجدة وفد نسائي أمريكي , برئاسة السيدة جينا أبر كرومبي / مستشارة الرئيس كلنتون , ومسؤولة في مجلس الأمن القومي الأمريكي , ورئيسة دائرة شؤون بلدان أسيا وجنوب شرق آسيا إذ ذاك في وزارة الخارجية الأمريكية, وهي اليوم القنصل الأمريكي بجدة , وكان الوفد مهتم بمسألتين:

    1. المرأة,
    2. الديموقراطية.
    أما حوارنا بشأن المرأة وهو ما يتعلق بموضوع هذا الكتاب , فقد بدأ بسؤال للسيدة جينا حيث قالت : لقد حاولنا بأنفسنا التعرف على وضع المرأة في الإسلام فلم نستطع .. واستعنا بأصدقائنا من العرب والمسلمين , فجاءت المعلومات متناقضة .. فقررنا أن نأتي مباشرة إلى ديار المسلمين , لنسمع منهم مباشرة بشأن هذه المسألة .. وأنتم في مؤتمر العالم الإسلامي والدكتور حامد شخصياً ممن رشحوا لنا , للتحاور معهم بهذا الشأن , فماذا عندكم يا سيدي ..؟

    قلت لها بعد الترحيب والشكر والتقدير : عندي كلمة واحدة .. فإن حققت المطلوب اختصرنا الطريق .. وإلا سنفتح الملفات للمزيد من التفصيل والتوضيح .. قالت وما هي هذه الكلمة ..؟

    قلت إن مسألة المرأة عندنا , وعند العظماء الذين أسسوا أمريكا وكل عظماء العالم وحكمائه سواء .. المرأة : أم المجتمع , ومصدر استقراره , وحارسة أمنه .. والأسرة : هي الوحدة الأساس من وحدات بناء المجتمع المدني السليم .. بل هي المؤسسة المركزية بين مؤسسات المجتمع الحضاري الآمن .. ونقطة الافتراق يا سيدتي بيننا وبينكم بشأن المرأة , بدأت يوم أن قررتم - على نقيض منهج أجدادكم وعظمائكم - أن تشطبوا مؤسسة الأسرة من مؤسسات المجتمع المدني .. بل وألغيتموها .. واستبدلتموها بالإباحية الاجتماعية.. وأقمتم على أساس من هذا القرار وهذا التوجه الثقافي الطارئ لديكم .. قاعدة تحرير المرأة من البيت .. أي تحرير المرأة من ثقافة الأسرة إلى ثقافة الا أسرة .. أو ثقافة تعدد وتنوع الأسرة.. وما يتعلق بذلك من سلوكيات معروفة لدى الوفد الكريم .. أما نحن فلا نزال نصر على تمسكنا بمبدأ : أن الأسرة والتي عمادها المرأة , والمؤسسة على التزاوج الشرعي والقانوني بين المرأة والرجل .. هي الوحدة الأساس , والمؤسسة المركزية بين مؤسسات المجتمع المدني المتحضر والآمن .

    قالت مبتسمة : وهل تريدني إن أهجر عملي في مجلس الأمن القومي لبلدي وأعود للأسرة ..؟ قلت لها لا .. ولكن عليك وعليّ , وعلى كل رجل وامرأة , وعلى كل فلسفة لأي مجتمع ابتداءً , أن تقوم على العلاقة المتوازنة بين واجبات كل فرد في مؤسسة الأسرى , والمؤسسات الأخرى في المجتمع .. وعلينا أن نؤمن جميعاً بأن مؤسسة الأمن القومي الأولى لكل أمة هي الأسرة .. وما يأتي بعدها من مؤسسات وأسباب .. ينبغي أن يكون امتداداً لها وليس إلغاءً لوجودها , ومسخاً لرسالتها المقدسة .

    قالت : أشكرك لقد أجبت وأفدت .. حقاً ما قلت هو نقطة مركزية وجوهرية .. بين رؤيتنا ورؤيتكم بشأن الأسرة والمجتمع .. جديرة بالاحترام والتأمل .. وأعتبر ما قلت كاف ويغني عن الدخول في التفاصيل , لأنها غالباً مبنية على أساس من هذا التوجه الذي سأنقله بأمانة للمسؤولين المعنيين .

    ومن الجدير بالذكر أن السيدة هيلاري كلنتون وبعد شهر تقريباً من هذا اللقاء , كتبت في مقالتها الأسبوعية – آن ذاك - في جريد عرب نيوز السعودية عبارة جاء فيها : " آن الأوان لنا في أمريكا , لأن نقيم علاقة توازن بين واجباتنا في الأسرة وباقي مؤسسات المجتمع.

    المؤلف
    جدة في / 25 محرم 1426 هـ
    05 مارس 2005 م






    الدكتورة فوزية العشماوي
    المنتدى الإسلامي العالمي للحوار - جنيف

    مكانة المرأة في الاسلام


    ان تقييم مكانة المرأة في الاسلام يعتبر من أهم القضايا الحساسة التي يهتم بها الغربيون ، وقد تناول كثير من الفقهاء والعلماء والمستشرقين قضية المرأة وكتبوا فيها كتابات مطولة وأختلفوا اختلافا كبيرا في كثير من الأمور مما جعل أعداء الاسلام يتخذون من تناقض الآراء زريعة ينتقدون من خلالها الاسلام والمسلمين ويتهمةنهم بأنهم يفرقون بين المرأة والرجل ويعتبرون المرأة مخلوقا ناقصا لا يتساوي مع الرجال في الحقوق ومن ثم فان الاسلام والمسلمون لا يطبقون المساواة بين الرجل والمرأة ولا يطبقون الميثاق العالمي لحقوق الانسان .

    وفي واقع الأمر هناك أخطاء أساسية أرتكبت عند تقييم وضع المرأة في الاسلام عبر التاريخ منذ عهد الرسول (صلعم) وحتى يومنا هذا ولعل أكبر خطأ أرتكب في حق المرأة المسلمة هو الاعتقاد بأن المرأة المسلمة قد حصلت في عهد الرسول (صلعم) على قمة التحرر بعد عهد الجاهلية حيث كانت المرأة متاع يورث وليس لها ارادة ولا كرامة بل أحيانا تحرم من حق الحياة ويتم وأدها بعد ولادتها مباشرة للتخلص من العبء المادي الناتج عن تربيتها والتخلص من العار الذي يمكن أن تجلبه لقبيلتها ان تحررت وخرجت عن تقاليدها .


    أولا ـ حقوق المرأة في الاسلام
    و بدون أدنى شك فان الاسلام قد كرم المرأة وكفل لها حق الحياة ونهى عن تلك البربرية التي كانت سائدة في الجاهلية الا وهي وأد البنات ومنح المرأة من الحقوق ما رفع مكانتها وأعلى من شأنها بالنسبة لما كانت عليه قبل الاسلام . ومن الواضح جليا أن الاتجاه السائد في الخطاب القرآني وفي الاحاديث النبوية الشريفة هو المساواة التامة فيما يختص بالعبادات والواجبات الدينية. كذلك خصها الاسلام بالتكريم بوصفها أما ومنحها مكانة سامية في الجنة كماجاء في الحديث الشريف " الجنة تحت أقدام الأمهات " .

    كذلك جاء في القرآن الكريم كثير من الآيات ومن المصطلحات التي تؤكد التسوية بين الرجل والمرأة وتكليف المرأة بنفس ما كلف به الرجل فيما عدا ما يتنافى مع طبيعة المرأة وتكوينها الفيزيائي والبيولوجي مثل الجهاد في سبيل الله حيث أن الجها فرض كفاية وليس فرض عين وأعفى الله سبحانه وتعالى المرأة من مسئوليتة الجهاد.



    ومن هذه المصطلحات التي تؤكد التسوية بين الرجل والمرأة عبارات فيها ضبط قياسي وتطابق لغوي مثلما جاء في الآية الكريمة " والحافظين فروجهم والحافظات والذاكرين الله كثيرا والذاكرات أعد الله لهم مغفرة وأجرا عظيما " (الآية 35 الاحزاب) وكان يمكن الاكتفاء بجمع المذكر فقط حيث أنه من المعروف في قواعد اللغة العربية أن جمع المذكر يشمل المذكر والمؤنث ولكن حرص الخطاب القرآني على تكرار جمع المؤنث للتأكيد على أن النساء لهن مثل ما للرجال من أجر وثواب. وكذلك الآيات " للرجال نصيب مما اكتسبوا وللنساء نصيب " و " هن متاع لكم وانتم متاع لهن " و " هن لباس لكم وأنتم لباس لهن " هذا التطابق او السيمتريا في الآيات الكريمة ما هي الا تأكيد على التكافؤ والتكامل بين الرجل والمرأة . ولقد عرف اللع سبحانه وتعالى الرجل والمرأة في كثير من الآيات الكريمة بأنهما الذكر والأنثى وقال " وانه خلق الزوجين الذكر والأنثى " (الآية 45 النجم) ولم يقل الرجل والمرأة لأنه سبحانه وتعالى أراد أن يعلمنا أن العلاقة بين الجنسين علاقة تقابلية فالذكر هو الطرف المقابل للأنثى وبالالتقاء يكون التكامل بينهما.

    كما أن الخطاب القرلآني أكد على أن طبيعة المرأة من نفس طبيعة الرجل أي أنهما جاءا من بوتقة واحدة " ياأيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء ..." _الآية 1 النساء) ونلاحظ هنا أن الخطاب القرآني استخدم مصطلح رجال ونساء في الجمع ولم يستخدم ذكر وأنثى حيث أن الغرض من الآية هو التأكيد على العدد الكبير الناتج عن البث من النفس الواحدة التي خلقها.

    ونجد نفس السيمتريا التطابقية والحرص التأكيد على التسوية بين الرجل والمرأة في مجال العبادات في هذه الآية " ان المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات والقانتين والقانتات والصادقين والصادقات..." (الآية 35 الأحزاب) للتأكيد على أن الله سبحانه وتعالى يخاطب الرجال والنساء معا ويكرم الاثنين معا.



    كذلك هناك الآية الكريمة التي تؤكد على أن رأي المرأة لا يقل عن رأي الرجل وانها تشترك معه في الأمر والنهي في المجتمع الاسلامي" المؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ويطيعون الله ورسوله ..." (الآية 71 التوبة ).

    وفي هذه الآية الكريمة تأكيد على أن المرأة تأمر بالمعروف وتنهي عن المنكر تماما مثلما يفعل الرجل وليس فقط فيما يختص بأمور النساء والاطفال ولكن في كل الأمور المتعلقة بالدين والحياة والمجتمع والناس بدون أية تفرقة بينها وبين الرجل ولذلك استخدم الخطاب القرآني الجمع المؤمنون والمؤمنات ولم يستخدم المفرد الذكر والأنثى ، وكل هذه المعالم لشخصية المرأة المسلمة يلخصها لنا الحديث النبوي الشريف " النساء شقائق الرجال " والشقيق هو الأخ من الأب الذي يتساوى معك في جميع الحقوق.

    وعبر التاريخ الاسلامي شاركت المرأة المسلمة مع الرجل جنبا الى جنب في الكفاح لنشر الاسلام والمحافظه عليه فقد اشتركت المرأة المسلمة في أول هجرة للمسلمين الى الحبشة وكذلك في الهجرة الى المدينة المنورة وخرجت مع الرجال في الغزوات التي قادها الرسول (صلعم ) لنشر الاسلام واشتركت في ميادين القتال ليس فقط لتمريض الجرحى بل للمقاتلة بالسيف أيضا بالرغم من انها معفاة من الجهاد ومن حمل السلاح.

    والتاريخ الاسلامي يؤكد لنا أن أول شهيدة في الاسلام هي امرأة تمسكت بالدين الاسلامي وبالتوحيد وواستشهدت وهي تردد "أحد... أحد" وهو الشهيدة سمية من آل ياسر عليهم السلام . كما اشتركت النساء في مبايعة الرسول (صلعم) والمبايعة او البيعة معناها الانتخاب والتصويت طبقا لمصطلحاتنا الحديثة ، فقد بايعت النساء المسلمات النبي (صلعم) في بيعتي العقبة الاولى والثانية طبقا لما ذكرته كتب السنة وعن رواية للصحابية الجليلة أميمة بنت رقيقة حيث قالت " جئت النبي (صلعم) في نسوة نبايعه فقال لنا فيما استطعتن وأطقتن " . وهذه المشاركة النسائية في البيعة للرسول الكريم تعتبر اقرارا لحقوق المرأة السياسية طبقا لمصطلحاتنا اليوم اذ أن بيعة العقبة تعتبر عقد تأسيس الدولة الاسلامية الاولى في يثرب.



    كما أن الاسلام منح المرأة حق الذمة المالية قبل كل الحضارات الأخرى التي كانت تعتبر المرأة ملكا لزوجها يتصرف هو في مالها بحرية وليس لها الحق في مراجعته وكان هذا هو حال المرأة الغربية في أوروبا منذ القرون الوسطى وحتى نهاية القرن التاسع عشر بينما المرأة المسلمة تمتعت بهذا الحق منذ ظهور الاسلام الذي كفل لها حق البيع والشراء وابرام العقود دون أي تدخل من أي رجل سواء أكان أبا او أخا او زوجا او ابنا.


    ثانيا ـ الاختلاف حول تقييم مكانة المرأة في الاسلام
    لا يستطيع الباحث في قضية مكانة المرأة في الاسلام أن ينكر أن الخطاب القرآني يقرر نوعا من التفاوت بين الرجل والمرأة خاصة فيما يتعلق بموضوع قوامة الرجل على المرأة كما ورد في الآية الكريمة " الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم ..." (الآية 34 النساء) .

    لقد بدأت الآية الكريمة بالتأكيد على أن "الرجال قوامون على النساء" ، والقوامة هنا درجة في سلم القيادة او في ادارة الاسرة فالرجل هو رئيس الاسرة وله الكلمة العليا والمرأة هي مدير عام الأسرة تديرها كيف تشاء تماما مثل ادارة الدولة فالملك او رئيس الجمهورية هو رئيس الدولة ويساعدة في ادارة الدولة رئيس الوزراء أي رئيس الحكومة ( عندنا في مصر حين يتحدث الأزواج عن زوجاتهم يقولون عنهن "الحكومة" ) فالمرا’ هيي بالفعل الحكومة التي تحكم البيت والرجل هو رئيس البيت. ااذن القوامة لا تلغي دور المرأة وانما تعطي درجة أعلى للرجل في سلم القيادة.

    وهذا ما أكد عليه الرسول الكريم (صلعم) في حديثه الشريف " كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته ، ... والرجل راع على أهل بيته وهو مسئول عنهم ... والمرأة راعية على بيت بعلها وولده وهي مسئولة عنهم ألا فكلكم راع ، وكلكم مسئول عن رعيته " لقد استخدم الرسول الكريم (صلعم) نفس المصطلح "راع" ليصف كل من الرجل والمرأة واستخدم كذلك نفس المصطلح"مسئول" ليصف مهمة كل منهما وهذا أكبر دليل على مفهوم التسوية التامة بين الرجل والمرأة فكل منهما راع ومسئول وهما مشترعان في الرعاية والمسئولية على البيت ولكن لكل منهما درجة في سلم القيادة ودرجة الرجل على أعلى السلم لأنه مثل ربان السفينة هو الذي يقودها ويوجهها ولا يمكن ا، يكون لأية سفينة منذ قديم الأجل وحتى زماننا هذا قائدان في نفس الوقت والا غرقت السفينة .

    كما أن الرسول يأمرنا اذا سرنا ثلاثة في طريق أن نختار أحدنا أميرا علينا أي قائدا يحسم أي اختلاف في الرأي أثناء السير ويحدد اتجاه السير ، وهذا الاختيار للقيادة يشترك فيه الرجل والمرأة على حد سواء أي اقرار مبدأ الشورى في أي مجتمع فيه أكثر من ثلاثة أشخاص ، رجال كانوا أم نساء وهذا المبدأ أي مبدأ الشورى هومبدأ من المبادئ الاسلامية الأساسية التي يجب أن ينتهجها المسلمون في كل أمر من أمور دنياهم " وأمرهم شورى بينهم "( الآية 38 الشورى) ويستوى في الاستشارة الرجل والمرأة تطبيقا للآية الكريمة " المؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر) وكما سبق وذكرنا فلا فرق هنا بين الرجل والمرأة في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

    ولقد خلص المفكر الاسلامي الدكتور محمد عمارة في تحليله لقوامة الرجل على المرأة الى القول " قوامة الرجل على المرأة لا تعني أنه القائد وحده وانما تعني ارتفاع مكانته اذا أهلته امكانياته ـ درجة تتيح له اتخاذ القرار ، في ضوء الشورى ، وليس الانفراد الذي ينفي ارادة المرأة وقيادتها ... ولو لم يكن هذا المضمون الاسلامي (للقوامة ) لما أمكن أن يكون كل من الرجل والمرأة راعيا في ميدان واحد ، هو البيت ... فهما أميران ـ راعيان وقائدان في ذات الميدان ... والقوامة درجة أعلى في سلم القيادة وليست السلم بأكمله (مجلة العربي العدد 330 مايو 1986).

    وفي الحقيقة فان المجتمعات الغربية ونتيجة لسوء الفهم الناتج عن الكتابات المغرضة التي تشوه صورة الاسلام وخاصة صورة ومكانة المرأة المسلمة وتدعي أن المرأة في الاسلام تساوي نصف رجل لأن الاسلام لا يعطي المرأة الا نصف نصيب الرجل في الميراث ولأن الاسلام يعتبر شهادة امرأتين تساوي شهادة رجل واحد . وهذا المفهوم الخاطئ انما يعكس الجهل بالمفهوم الاسلامي لطبيعة المرأة من جهة ولطبيعة التكافل داخل الاسرة المسلمة من جهة أخرى ، فالرجل المسلم يتولى الانفاق على نساء الاسرة أي الأم والأخت والزوجة والابنة ومهما كانت المقدرة المالية ودرجة ثراء المرأة المسلمة فالأسرة والمجتمع والقانون تلزم الرجل في الدول الاسلامية بالانفاق على المرأة .

    اذن في المجتمعات الاسلامية تأخذ المرأة نصيبها من الميراث تطبيقا لما جاء في الآية الكريمة " للذكر مثل حظ الانثيين " (الآية 11 النساء) ومن حقها أن تحتفظ به دون الانفاق منه ويلزم الرجل سواء أكان زوجها او أخوها او ابنها بالانفاق عليها ، فمن المنطقي اذن أن يحصل الرجل على ضعف نصيبها من الميراث لينفق على نفسه وينفق عليها .

    ثم أن نصيب المرأة في الميراث يكون في أحيان كثيرة معادلا لنصيب الرجل بل أحيانا يفوق نصيب المرأة في الميراث نصيب الرجل. ومن أمثلة تعادل نصيب المرأة والرجل في الميراث حالة الوالدين اللذين يرثان ابنهما المتوفي فيحصل كل واحد منهما على " السدس" " ولأبويه لكل واحد منهما السدس مما ترك ان كان له ولد ..." (11 النساء). كما أن هناك حالات تحصل فيها المرأة أحيانا على نصيب أكبر من الرجل مثلا في حالة وفاة رجل له بنت واحدة وزوجة وشقيق ففي هذه الحالة يكون نصيب الزوجة الأرملة الثمن ونصيب الابنة الوحيدة "نصف ما ترك" ويتبقى للشقيق الرجل 3/8 من الميراث أي أن المرأة الابنة في هذه الحالة حصلت على ميراث أكبر من ميراث الرجل (الشقيق) والامثلة كثيرة ومتعددة فيجب تعريف ذلك والتأكيد على أن مقولة ميراث المرأة نصف ميراث الرجل مقولة نسبية ولا تطبق في جميع الحالات كما أشرنا وأثبتنا بالدليل القاطع

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    May 2006
    المشاركات
    8,993
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    26-02-2024
    على الساعة
    08:13 AM

    افتراضي

    جزاك الله خيرا اختي الريحانة

    الحمد لله على نعمة الاسلام
    اللهم اغفر لأبي وأمي وارحمهما كما ربياني صغيرا

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Mar 2009
    المشاركات
    7,561
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    21-01-2019
    على الساعة
    02:09 PM

    افتراضي

    الحمد لله على نعمة الاسلام _ وكفى به نعمة

    جزاكِ الله خيراا اختى الفاضلة نسيبة بنت كعب
    توقيع نضال 3


    توقيع نضال 3

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي




    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

( الإسلام .. وتكريم المرأة ) للأستاذ الدكتور حامد الرفاعي

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. حكم عمل المرأة في الإسلام
    بواسطة دفاع في المنتدى الفقه وأصوله
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 08-07-2008, 06:23 PM
  2. الدكتور بدوي يسحق قس قناة الحياة في مناظرة عن الإسلام
    بواسطة Ahmed_Negm في المنتدى مناظرات تمت خارج المنتدى
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 27-02-2008, 03:48 AM
  3. مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 10-03-2007, 03:22 PM
  4. مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 08-03-2007, 10:49 AM
  5. ( الإسلام .. وتكريم المرأة ) للأستاذ الدكتور حامد الرفاعي
    بواسطة نسيبة بنت كعب في المنتدى منتدى الأسرة والمجتمع
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 01-01-1970, 02:00 AM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  

( الإسلام .. وتكريم المرأة ) للأستاذ الدكتور حامد الرفاعي

( الإسلام ..  وتكريم المرأة ) للأستاذ الدكتور حامد الرفاعي