3في مفاجأة للعالم الإسلامي
بوش يطلق نيران الحرب الصليبية
السبت 15 / 10 / 2005
مهدي مصطفي

استبق الرئيس الأمريكي جورج بوش كل التحليلات السياسية‏,‏ وتكهنات المراقبين حول سياسته المثيرة للجدل في الشرق الأوسط والعالم الإسلامي‏,‏ وأعلن في خطابه عشية السادس من أكتوبر أمام جمع في مؤسسة الوقف الديمقراطي‏,‏ عن المرحلة التالية بعد أفغانستان والعراق من سيناريو الجحيم الأمريكي‏,‏ وهذه المرحلة تشمل إيران‏,‏ وسوريا‏,‏ ولبنان‏,‏ ودولا أخري لا تزال طي الكتمان في البيت الأبيض‏,‏ بعضها دول كبري في المنطقة وحليفة أيضا‏.‏

وهذا الخطاب من وجهة نظر كثير من المصادر السياسية يعد الأخطر والأوضح في سياسة الإدارة الأمريكية الحالية‏,‏ حيال المنطقة الإسلامية‏,‏ التي وصفها بوش بأنها ساعية إلي إقامة إمبراطورية إسلامية متشددة من أسبانيا حتي أندونيسيا‏,‏ وأنها سوف تهدد حرية الغرب إذا ما قدر لها أن تقوم‏.‏

ورغم استخدامه آيات من القرآن الكريم‏,‏ ومحاولة الفصل بين الإسلام وما يسمي الإرهاب‏,‏ فإنه وضع النقاط علي الحروف‏,‏ وقال إن الحرب في العراق وأفغانستان جاءت كجزء من الحرب العالمية علي الإسلام المتشدد‏,‏ الذي يغزو المنطقة‏,‏ وبذلك عرف بدقة ما الذي كانت تعنيه الإدارة الحالية بمصطلح الإرهاب الذي طالبت دول كثيرة بضرورة تعريفه‏,‏ حتي يمكنها الانخراط في مثل هذه الحرب‏.‏

فبوش قال‏'‏ إن من يروجون للتطرف الإسلامي أعداء لا يكلون من الموت والمذابح‏',‏ وتعهد بأن يدخل معهم في قتال إلي أن يتم دحرهم‏,‏ وأن الولايات المتحدة‏'‏ لن تكل ولن تستريح إلي أن يتم الظفر في الحرب علي الإرهاب‏.'‏ التي تشبه معركة الحرب الباردة مع الاتحاد السوفيتي السابق‏,‏ من هنا كانت إشارته الواضحة إلي الرئيس الأمريكي الأسبق رونالد ريجان الذي شهد عهده نهاية للكتلة الاشتراكية‏.‏

لقد انطلق بوش في خطابه من أن العراق بعد الغزو أصبح جبهة مركزية في الحرب علي الإرهاب‏,‏ وأن الشعب العراقي يقاوم هذا المرض الخطير‏,‏ ولأن ما قاله لا تسنده وقائع‏,‏ ولا يوجد دليل واحد علي أن العراقيين في حال أفضل‏,‏ أو أنهم مسئولون عما يجري في بلادهم‏,‏ أو أنهم موكولون بمهمة بوش لمحاربة الراديكالية الإسلامية‏,‏ فقد ذهبنا إلي إبراهيم نوار كبير مسئولي الشئون السياسية للأمم المتحدة في العراق سابقا‏,‏ والعائد من بغداد من مهمة عمل‏,‏ وسألناه عما يجري في العراق‏,‏ وهل يتطابق مع خطاب بوش‏,‏ وهل حدد سيد البيت الأبيض الإرهاب الآن بدقة‏,‏ وهل ما يدور مقاومة أم إرهاب‏,‏ وهل هناك دول أخري مرشحة للغزو والعدوان في الشرق الأوسط؟

قال إنه لا يوجد تعريف مانع للإرهاب‏,‏ ولكن ما يحظي بنوع من القبول في هذا الجانب هو كل فعل يعمل علي ترويع المدنيين بغرض تحقيق مكاسب سياسية‏,‏ وبعض الأعمال التي شاهدتها بنفسي في العراق ينطبق عليها هذا الوصف‏,‏ فمثلا كيف نفسر دخول شخص بحزام ناسف في قلب صف من الناس لقضاء بعض الحاجات ويفجر نفسه‏,‏ وأعتقد أنه في هذه الحالة لا يوجد منطق لترويع المدنيين‏,‏ وهذه العمليات فيها شبهة يستخدمها بوش في وصف ما يجري في العراق‏,‏ من ناحية أخري لا يجب أن ننسي أن القاعدة صاغت بيانا في عام‏98‏ لمحاربة الصهيونية والمسيحية‏,‏ من أجل إقامة دولة خلافة جديدة‏,‏ وبوش يستند مع الأسف إلي هذا الخطاب الذي جاء من القاعدة التي كونها الأمريكيون في أفغانستان في الثمانينيات لمحاربة السوفييت‏.‏

لكن نوار يقول من جانب آخر هناك عمليات عسكرية تدور في الشمال والجنوب والوسط من العراق‏,‏ وتصل إلي مائة عملية في اليوم لا تنطبق عليها صفة الإرهاب‏,‏ بل هي مقاومة مشروعة لقوات الاحتلال‏,‏ فالمشروع الوطني العراقي من حقه أن يتبني مواجهة الاحتلال‏,‏ ولو أن الأمريكيين أنفسهم تعرضوا لحالة العراق لقاوموا وفعلوا ما يقوم به العراقيون الآن‏.‏

ويكشف نوار عن شعور شخصي لمسه لدي كل العراقيين‏,‏ وهو أن وجود الجنود الأمريكيين بدباباتهم وأسلحتهم في شوارع المدن العراقية يجعل العراقيين يستفزون‏,‏ وينخرطون في المقاومة من أجل تحرير بلادهم‏,‏ من الاحتلال والمتعاونين معه‏,‏ وكشاهد عيان فإن المقاومة معظمها من العراقيين أنفسهم والقليل منها جاء من الخارج‏,‏ إيران‏,‏ سوريا‏,‏ المغرب العربي‏,‏ وهؤلاء جاءوا بهدف القصاص من الولايات المتحدة‏,‏ ومشروعهم يختلف اختلافا كبيرا عن مشروع الأغلبية الداعي إلي طرد الاحتلال الأجنبي عن بلادهم‏,‏ خاصة أن هذا الاحتلال لا يوجد مدي زمني لانسحابه‏,‏ والقرار الدولي‏1546‏ الصادر من مجلس الأمن الذي جاء كغطاء شرعي للاحتلال بعد الغزو لم يحدد مدي زمنيا‏,‏ وأوكل هذه المهمة لحكومة وطنية عراقية تقوم بتقديم طلب إلي مجلس الأمن يحدد وقت انسحاب قوات الاحتلال‏.‏

وكان مجلس الأمن قد أعطي قوات الاحتلال شرعية بهذا القرار بعد أن كان رفض الغزو في البداية‏,‏ علي أن تقوم بإشاعة الأمن وحماية المدنيين طبقا لاتفاقيات جنيف‏,‏ لكن الاحتلال فشل في المهمة‏,‏ بعد عامين ونصف العام‏,‏ وأقول إن الوضع في العراق قبل التاسع من إبريل‏2003‏ كان أكثر أمنا من الوضع الحالي في شهر أكتوبر‏.2005‏

ويفجر نوار مفاجأة كبري‏,‏ وهي أن الحكومة العراقية ليست اللاعب الوحيد في الساحة العراقية‏,‏ فهناك أكثر من لاعب في العراق‏,‏ سوريا‏,‏ إيران‏,‏ بريطانيا‏,‏ الولايات المتحدة الأمريكية‏,‏ والعراقيون جميعا غير قادرين علي التخلص من الضغوط الإقليمية والدولية لمطالبة الأمم المتحدة بالعمل علي مساعدتهم لانسحاب القوات الأجنبية من بلادهم‏.‏

أما حكاية الديمقراطية فهي كلام فارغ‏,‏ وأمريكا تحارب في إطار مشروع خاص بها‏,‏ وأيضا القاعدة لديها مشروع‏,‏ وكلاهما لا يخصان المنطقة من قريب أو بعيد‏,‏ وأقولها بصراحة إن هذه الإدارة الأمريكية آخر ما يحرص علي الديمقراطية‏,‏ بل علي العكس جعلت العراق خط مواجهة رئيسيا في الصراع الدولي‏,‏ وهذا بالطبع يأتي علي حساب الشعب العراقي‏.‏
‏*‏ وكيف نتجنب هذه المواجهة‏,‏ وكيف نعمل علي منع انتشار حرب الأصوليات في المنطقة التي كشف عنها خطاب بوش الأخير؟

يري نوار أن مثل هذه المواجهة سوف تفشل‏,‏ وأثبت التاريخ ذلك‏,‏ والبديل هو أن تكون هناك أفكار في مواجهة أخري‏,‏ بعيدا عن استخدام القوة الغاشمة‏,‏ والظلم والاستبداد والتسلط‏.‏

‏*‏ وماذا عن مشروع بوش لمحاربة هذه الأفكار إن وجدت بالقوة العسكرية علي نحو ما كشف في بيانه الأخير؟
يقول نوار إن هذا منطق دون كيشوتي‏,‏ فهو يحارب طواحين الهواء علي ظهر الشعب العراقي‏,‏ وبصراحة فإن هذه الحرب المعلنة جاءت بسبب أن هذه الإدارة أصبحت تتداخل إستراتيجتها مع إستراتيجية دولة إسرائيل التي تريد أن تكون المنطقة مقسمة ومفتتة وفي صراع دائم‏.‏

‏*‏ وكيف نتفادي هذه المواجهة المرتقبة؟

بصراحة علينا أن ننظر إلي واقعنا‏,‏ ونعرف أن هناك أخطاء ارتكبت‏,‏ وجرائم كثيرة تسببنا فيها‏,‏ علي مدي خمسين عاما‏,‏ دعت إلي تهجير الملايين إلي الغرب‏,‏ وإلي اليأس والإحباط‏,‏ وجعلت الآخرين يأتون إلينا في صورة استعمار جديد‏,‏ وبصراحة ما تم من إصلاح في المنطقة جاء بضغوط من السفارات الأمريكية مباشرة‏,‏ وكأننا في عصر الاستعمار التقليدي‏,‏ والمندوب السامي الأمريكي‏.‏

وإذا لم نبادر علي وجه السرعة بمشروع إصلاحي نابع من الداخل‏,‏ فإننا سنكون عرضة لتنفيذ مشروع الإدارة الأمريكية الحالية‏,‏ أما مواجهة خطاب بوش فيجب ألا ننجر وراءه‏,‏ بل العكس يجب أن نتبني خطابا متسامحا يقبل بالآخر‏,‏ ويحترم حرية الاختلاف والرأي‏,‏ بدلا من خطاب القرون الوسطي الراهن‏.‏
فهناك رؤية للمحافظين الجدد تتطابق مع رؤية إسرائيل‏,‏ وهؤلاء بعد نجاحهم في سقوط الاتحاد السوفيتي اعتقدوا أنهم قادرون علي الانتصار هذه المرة بقهر الضحية كما حدث في القضية الفلسطينية التي تراجعت إلي المرتبة التالية بعد قضية العراق‏.‏

‏*‏ من ناحية أخري حفل خطاب بوش بأسماء بن لادن والزرقاوي الذين يقاتلون القوات الأمريكية في العراق‏,‏ نافيا أن يكون العراقيون لهم دور فيما يجري‏,‏ فهل هذا ما يحدث بالفعل؟

‏'‏ الأهرام العربي‏'‏ سألت مجيد كعود الناطق الرسمي باسم المقاومة العراقية‏,‏ فقال إن الذين يواجهون الأمريكيين هم جميعا من العراقيين‏,‏ ما عدا بعض القادمين من العالم الإسلامي‏,‏ وهؤلاء أفراد‏,‏ ولا يمكن أن يكونوا صلب المقاومة الرئيسي‏,‏ والأمريكيون أنفسهم يعترفون بذلك‏,‏ ولعلهم يدركون من قوة المواجهة أن الذين يقاومون هم محترفون من الجيش العراقي السابق‏,‏ وبعض القوي الوطنية المستقلة‏,‏ والقوي الإسلامية العراقية‏,‏ وقد اعترف بذلك كل جنرالاتهم في العراق‏.‏

‏*‏ وعن الزرقاوي وغيره وأن القاعدة تريد حكومة دينية في العراق‏,‏ وهل لا يوجد قاعدة وطنية عراقية حسب بوش؟
قال كعود لا يمكن لشخص مهما يكن أن يواجه وحده القوة الأمريكية المتقدمة‏,‏ والزرقاوي مجرد فزاعة ليس أكثر‏,‏ ولن أستطيع أن أكشف أكثر من هذا لطبيعة الظروف التي نمر بها‏.‏
الشيخ كعود اعتبر خطاب بوش جزءا من حملة لتغطية الفشل في العراق‏,‏ وقدم لـ الأهرام العربي مجموعة وثائق عما يحري من أحداث وتفجيرات وتصفيات تقوم بها ميلشيات مرتبطة بالحكومة الحالية ويتهم بها العرب السنة الذين أشار إليهم بوش في خطابه الأخير باعتبارهم يحاربون الرافضة ويقصد الشيعة‏.‏

وإحدي هذه الوثائق جاءت تحت عنوان‏'‏ تفاصيل تكشف عن دور باقر صولاغ ومنظمة بدر والمجلس الأعلي للثورة الإسلامية في حادثة جسـر الأئمة‏'‏ حسب المتحدث باسم المقاومة‏,‏ والأهرام العربي تنشرها علي مسئولية‏'‏ وهج العراق‏'‏ اللجنة العليا لمناهضة الاحتلال وفيها أن اللجنة العليا للقوي الرافضة للاحتلال‏(‏ وهج العراق‏)‏ حصلت علي‏:'‏ معلومات خطيرة جدا عن تفاصيل التخطيط للعملية الإجرامية التي وقعت علي جسر الأئمة في بغداد‏,‏ وذلك من مصدر مطلع وعلي مقربة ممن خططوا لتلك العملية الإجرامية‏,‏ وهذا المصدر هو أحد ضباط الشرطة الذي نتحفظ علي ذكر اسمه لأسباب أمنية‏'.‏ وأضافت اللجنة العراقية‏,‏ إن عملية التخطيط لتلك الجريمة جرت كما يلي‏:‏

عقد اجتماع في مبني رقم‏3(‏ ثلاثة‏)‏ وهو عبارة عن دار في منطقة الجادرية في بغداد تملكه عائلة المدعو عماد حسن الخرسان‏,‏ وهو عراقي يحمل الجنسية الأمريكية‏,‏ كان قد جاء إلي العراق مع الاحتلال في عام‏2003‏ حيث كلف من قبل الحكومة الأمريكية بتولي هيئة إعادة إعمار العراق‏,‏ والذي كان وقتها يرتبط ارتباطا مباشرا بجاي جارنر الحاكم العسكري الأمريكي بعد الاحتلال‏,‏ ثم لاحقا مع بول برايمر الحاكم المدني الأمريكي السابق‏.‏

وتم عقد الاجتماع يوم الاثنين المصادف‏2005/8/15‏ في تمام الساعة الحادية عشرة ليلا وضم كلا من وزير الداخلية باقر صولاغ غلام خسروي‏(‏ الملقب بيان جبر‏)‏ وحسني عباس صرفي الموسوي‏(‏ الملقب حسين عباس‏)‏ وهو عميد في الشرطة‏,‏ وكريم شاهبور ناصري‏(‏ الملقب كريم ناصر‏)‏ وهو عميد في مغاوير الداخلية‏,‏ وأكرم الحكيم‏(‏ عضو المكتب السياسي للمجلس الأعلي للثورة الإسلامية‏),‏ وخيون فاضل الصباغ‏,‏ عضو في منظمة بدر‏,‏ وجميل صالح الخفاجي‏,‏ وهو ضابط استخبارات في منظمة بدر‏,‏ وميثم عبد السادة الطرفي‏,‏ آمر كتيبة الكرار في منظمة بدر‏,‏ وسعدون رجب غيلان‏,‏ مسئول مكتب التنسيق في المجلس الأعلي للثورة الإسلامية مع حزب المؤتمر الذي يتزعمه أحمد الجلبي‏,‏ وانتفاض قنبر بابير عن حزب المؤتمر‏,‏ وعبد الحسين جابر عبد الزهرة الجابري‏,‏ مسئول استخبارات حزب الدعوة‏(‏ مكتب بغداد‏),‏ واستمر الاجتماع الي الساعه الثالثة فجرا‏..‏

وأضاف البيان‏:'‏ قد قرر المجتمعون استغلال مناسبة وفاة الإمام موسي الكاظم‏(‏ عليه السلام‏)‏ والتي يقوم بها الشيعة بالسير من أماكن سكناهم إلي ضريح الإمام الكاظم في منطقة الكاظمية‏,‏ وأن أغلب المشاركين في هذه المسيرة يأتون من مدينة الصدر‏(‏ الثورة‏)‏ ويجب عليهم أن يمروا بمنطقة الأعظمية إلي مدينة الكاظمية عبر جسر الأئمة‏.‏
وقد اقترح كريم شاهبور ناصري أن يتم توزيع عدد من الموالين لهم في من منطقة ساحة عنتر وحتي جسر الأئمة حيث يقوم هؤلاء بتوزيع الماء والمأكولات والعصائر المسممة إلي المشاركين في المسيرة‏,‏ ومن ثم ينسحب هؤلاء‏.‏ وعند إصابة المشاركين في المسيره بالتسمم يتم الصاق العملية بمواطنين من سكان الأعظمية‏,‏ لأن حالة التسمم حدثت في الأعظمية‏.‏
وخلال مناقشة العملية الغادرة رفضها كل من أكرم الحكيم وباقر صولاغ‏,‏ لأنهم قالوا إن إحضار عدد من أتباعهم إلي منطقة الأعظمية قبل بدء المسيرة قد يثير الشك عند سكان الأعظمية لكونهم غرباء وقد تنكشف العملية‏.‏

عندها اقترح باقر صولاغ‏,‏ استخدام سيارة مفخخة عند مدخل جسر الأئمة تترك في الجهة اليمني من الجسر أي من جهة منطقة الأعظمية‏,‏ ولم يؤيد أكرم الحكيم‏,‏ هذا المقترح لأنه ربما سيكون مكشوفا لكون السيارات لم يسمح لها بعبور جسر الأئمة إضافة لكون تأثير الانفجار سيكون محدودا‏,‏ حيث سيصاب جراءه المواطنون القريبون فقط من منطقة الانفجار في بداية الصعود الي الجسر‏.‏

وقد اقترح أكرم الحكيم بدلا عنه زج عناصر من أتباعهم مع المشاركين في المسيرة‏,‏ وأثناء وجود أكبر عدد من المواطنين في منتصف الجسر تطلق إشاعة أن انتحاري يحمل حزاما ناسفا سيفجر نفسه بين المشاركين في المسيرة مما يدفع المواطنين للهروب باتجاهات مختلفة وتحدث حالة ارتباك وفوضي وهذا سيؤدي إلي وقوع ضحايا كثيرين نتيجة التدافع‏.‏ وقد تم اعتماد اقتراح أكرم الحكيم الذي تم تنفيذه فعلا‏.‏
لقد كانت الغاية من وراء هذه العملية الإجرامية ذات هدفين مزدوجين أولهما إحداث فتنة طائفية كبري تؤدي إلي القتال بين العراقيين‏,‏ وثانيهما هو توجيه ضربة إلي اتباع التيار الصدري حيث إن معظم القادمين لعبور جسر الأعظمية هم من مدينة الصدر‏'.‏

وقال البيان‏:'‏ إن دم الضحايا الذي سقطوا في جريمة جسر الأئمة هو في رقبة باقر صولاغ وآل الحكيم وأتباعم الصفويين‏,‏ وعلي شعبنا أن يعي حجم المؤامرة التي تحاك ضده ويفوت الفرصة علي هؤلاء ويعمل علي ملاحقتهم بعد أن باءت خطتهم الخبيثة الإجرامية هذه بالفشل عبر التلاحم الشعبي بين كل أطياف الشعب العراقي‏.‏
وهل الحرب الأهلية قادمة وهل سوريا تقوم بمساعدتكم‏,‏ يقول كعود إن بوش وإدارته فشلا في العراق ولم يبق أمامه ومعه المليشيات المرتبطة بمشروعه إلا إحداث فتنة طائفية‏,‏ وهذه المعلومات المقدمة لك صحيحة تماما وسوف نكشف المزيد منها ولن نقع في فخ الحرب الطائفية‏.'.‏

من ناحيته يقول صلاح الدين سليم‏,‏ الخبير الإستراتيجي المصري‏,‏ يتسم خطاب بوش بمبالغات تجمع بين الجهل والغرور‏,‏ فليس ممكنا أن تصل الجماعات الراديكالية التي يشير إليها إلي الحكم‏,‏ بحيث تقيم الإمبراطورية الإسلامية المزعومة من أندونيسيا إلي أسبانيا‏,‏ فهذا محض هراء‏.‏

ولعل بوش يسخر من العالم الإسلامي الذي فشل في إيجاد ممانعة حقيقية لغزو العراق‏,‏ ولايزال فاشلا في مواجهة التهديدات الأمريكية لسوريا‏,‏ التي كان يمكن أن تتعرض في بداية أكتوبر الجاري لضربات جوية ضد أهداف عسكرية مختارة غرب خط الحدود المشتركة مع العراق‏,‏ الذي يمتد بطول‏680‏ كيلومترا‏,‏ لولا أن كونداليزا رايس أقنعت مسئولي البنتاجون بإتاحة الفرصة للضغوط السياسية والاقتصادية حتي نهاية يناير المقبل‏.‏
والعالم الإسلامي أيضا عجز عن التدخل في المسألة الإيرانية والدفاع عن حق أي دولة إسلامية في امتلاك تكنولوجية التطبيقات المهمة للطاقة النووية السلمية‏,‏ وهي بناء وتشغيل مفاعلات القوي لإنتاج الكهرباء وتحلية مياه البحر‏,‏ ولم يتعلم العرب من دروس حرمانهم من نقل وتوطين تكنولوجيات الثورة الصناعية الثالثة في العقود الثلاثة الأخيرة‏.‏
وكانت ردود الأفعال للتهديدات الأمريكية المباشرة لسوريا وإيران باعتبارهما تدعمان الإرهاب في رأي بوش ردودا واهنة‏,‏ وفيما يبدو فإن نظرية يكاد المريب يقول خذوني التي طبقها العرب والمسلمون بعد تفجيرات‏11‏ سبتمبر‏2001‏ لاتزال مسيطرة علي عقول حكام العالم العربي والمسلمين‏.‏

ومن الغريب أيضا أن يستمر بوش في إصدار توجيهاته للإصلاح الديمقراطي في مصر والسعودية‏,‏ وأن يجمع بينهما وبين العراق المحتل المحترق في سلة واحدة‏,‏ وبخاصة بعد محاضرات كوندوليزا رايس الأخيرة التي شككت في نتائج الانتخابات الرئاسية المصرية الأخيرة‏,‏ ويبدو أننا لم نعرف بعد الأساليب المثلي لتوظيف القوة الإعلامية والقدرة الدبلوماسية ومناهج توعية منظمات المجتمع المدني للرد علي الحملات الإعلامية والنفسية‏,‏ التي يوجهها اليمين المحافظ المسيطر علي البيت الأبيض ضد المجتمعات الإسلامية‏,‏ والتي يصاحبها تدخلات فجة في سياسيات ومناهج التعليم الديني والتاريخي ودراسات التربية الوطنية في الغالبية العظمي من الدول العربية والإسلامية‏.‏

والأخطر أن صديقنا جورج بوش الصغير قال إن الإسلام السياسي والراديكالي سيظل عدوا للولايات المتحدة طوال القرن الحادي والعشرين‏,‏ مما يجعلنا نحذر من الشبهة الصليبية والصهيونية في أحاديث الرئيس الأمريكي الذي يستهين بأقدار العرب والمسلمين‏*‏

http://arabi.ahram.org.eg/Index.asp?...4.htm&DID=8640