من آثار الغزو الثقافي

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام علي رسول الله .
, لقد روج الغرب لحضارته بدعاية خادعة , وإظهار تفوقه العلمي , وصدق معاملاته مما أثر في نفوس كثير من شبابنا , ورأوا في قيم الحضارة الغربية ما يصلح حالهم حتى أنهم قالوا أن الشريعة الإسلامية تقيد الحرية , وتعطل مفهوم الانطلاق في مجالات كثيرة في الحياة في هذا العصر, مثل حرية الرأي , وحقوق الإنسان , وحقوق المرأة , وغيرها كثير,وحاولوا تطبيق هذه الأمور في حياتهم ظنا منهم أنهم بذلك يحسنون صنعا .
ونسوا أن هناك محاولات عديدة , ومخططات كبيرة من الغرب , لبث مصطلحات ومفردات غربية , بهدف إحلالها محل القيم الإسلامية للتأثير بها في الرأي العربي والإسلامي , لصرفهم عن دينهم وقيمهم العليا .
فهل هناك حقوق للإنسان أصلح وأنفع مما شرعها الله خالق الإنسان؟
وهل هناك تشريع يحفظ المرأة ويعطيها كامل الحقوق التي تليق بها , أفضل مما أعطاها الإسلام ؟
وهل هناك تشريع ينفع الإنسان في الدنيا والآخرة غير الإسلام ؟

فالحرية التي يطلبها بعض الشباب , فهي في التشريع الإسلامي أوضح صورة , وأعظم فائدة , لأن الحرية لها حدود, فلو تجاوزتها أصبحت فوضى , والشريعة الإسلامية تبيح كل متع الحياة , ولكن بالحدود التي رسمها الله سبحانه لصالح الفرد والجماعة , فهلا استمتعت بحريتك وأطعت الله بإتباعك شرعه ومنهاجه وفزت بخيري الدنيا والآخرة , لكان خير لك من إتباع شياطين الغرب الذين يضمرون لك كل العداوة والحقد والحسد .
يقول الباحث الإسلامي الأستاذ : كمال حبيب :-
إن لكل حضارة قيمة عليا , فالحضارة الغربية مثلا قيمتها العليا هي الحرية, وفي حال تعارض القيم الأخرى تقدم الحرية علي غيرها , أما الحضارة الإسلامية فقيمتها العليا هي الشريعة أو العدالة بمعنى تحكيم وإقامة شرع الله , ومن ثم لو تعارضت القيمة الإسلامية العليا مع أي قيمة أخرى مثل الحرية يجب تقديم قيمة الشريعة ."
هذا هو المنطق الصحيح , لأن في اتباع حرية الغرب , تتعدى بها حدود الشريعة الإسلامية , وهذا ما يهدفون إليه , فتنبهوا يا شباب الأمة لما يحاك لكم , حتى لا تقعوا فريسة لهذه المخططات , وتكونوا بذلك سلاحا يحارب الإسلام من داخله .
نسأل الله أن يحمي شبابنا من مخططات الأعداء , وأن يلهمنا رشدنا , ويهدينا إلى سواء السبيل .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته