موعظة حسنة فأتعظوا أخوة الايمان

آخـــر الـــمـــشـــاركــــات


مـواقـع شـقــيـقـة
شبكة الفرقان الإسلامية شبكة سبيل الإسلام شبكة كلمة سواء الدعوية منتديات حراس العقيدة
البشارة الإسلامية منتديات طريق الإيمان منتدى التوحيد مكتبة المهتدون
موقع الشيخ احمد ديدات تليفزيون الحقيقة شبكة برسوميات شبكة المسيح كلمة الله
غرفة الحوار الإسلامي المسيحي مكافح الشبهات شبكة الحقيقة الإسلامية موقع بشارة المسيح
شبكة البهائية فى الميزان شبكة الأحمدية فى الميزان مركز براهين شبكة ضد الإلحاد

يرجى عدم تناول موضوعات سياسية حتى لا تتعرض العضوية للحظر

 

       

         

 

    

 

 

    

 

موعظة حسنة فأتعظوا أخوة الايمان

النتائج 1 إلى 4 من 4

الموضوع: موعظة حسنة فأتعظوا أخوة الايمان

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Apr 2005
    المشاركات
    4,001
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    11-01-2019
    على الساعة
    05:55 PM

    افتراضي موعظة حسنة فأتعظوا أخوة الايمان

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    العضوة المحترمة rahma حفاظاً على النظام ولتسهيل على القراء
    فتحت لكي هذه الصفحة لتضعي ما عندك من موعظة حسنة
    وسأقوم بحذف ما قمت بوضعه في قسم النصرانيات لأنه ليس به أي صلة بالموضوع هناك

    http://www.ebnmaryam.com/vb/showthre...8557#post18557

    والله المستعان
    التعديل الأخير تم بواسطة المهتدي بالله ; 15-10-2005 الساعة 05:41 PM
    المسلم حين تتكون لديه العقلية الاسلامية و النفسية الاسلامية يصبح مؤهلاً للجندية و القيادة في آن واحد ، جامعاً بين الرحمة و الشدة ، و الزهد و النعيم ، يفهم الحياة فهماً صحيحاً ، فيستولي على الحياة الدنيا بحقها و ينال الآخرة بالسعي لها. و لذا لا تغلب عليه صفة من صفات عباد الدنيا ، و لا ياخذه الهوس الديني و لا التقشف الهندي ، و هو حين يكون بطل جهاد يكون حليف محراب، و في الوقت الذي يكون فيه سرياً يكون متواضعاً. و يجمع بين الامارة و الفقه ، و بين التجارة و السياسة. و أسمى صفة من صفاته أنه عبد الله تعالى خالقه و بارئه. و لذلك تجده خاشعاً في صلاته ، معرضاً عن لغو القول ، مؤدياً لزكاته ، غاضاً لبصره ، حافظاً لأماناته ، و فياً بعهده ، منجزاً وعده ، مجاهداً في سبيل الله . هذا هو المسلم ، و هذا هو المؤمن ، و هذا هو الشخصية الاسلامية التي يكونها الاسلام و يجعل الانسان بها خير من بني الانسان.

    تابعونا احبتي بالله في ملتقى أهل التأويل
    http://www.attaweel.com/vb

    ملاحظة : مشاركاتي تعبر فقط عن رأيي .فان اصبت فبتوفيق من الله , وان اخطات فمني و من الشيطان

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Apr 2005
    المشاركات
    4,001
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    11-01-2019
    على الساعة
    05:55 PM

    افتراضي مشاركة: موعظة حسنة فأتعظوا أخوة الايمان

    صلاة الفجر هي مقياس حبك لله عز وجل

    بسم الله الرحمن الرحيم

    كانت سعادة ذلك الشاب عظيمة حينما وافقت الشركة ذائعة الصيت على تعيينه بها ..

    وانطلق يطير فرحا .. فهو الوحيد من بين أقرانه الذي نال تلك الوظيفة ..

    وقد مضى ذلك العقد الذي يقضي بموافقته على الالتزام بمواعيد العمل وتقديم التقارير أسبوعيا عن نشاطه وأدائه .. وموافقته على محاسبته عند التقصير ..

    مضت أيام .. وذهب الشاب لمديره .. قائلا له : إنني لن أواظب بداية من الغد
    على الحضور في الميعاد .. ولن ألتزم بتقديم التقارير في الوقت المحدد
    بل سأقوم بتأخيرها بعض الشيء .. ولكنني لن أسمح لكم بمحاسبتي ..
    بل ليس لكم الحق في طردي من العمل ..

    إننا إن تخيلنا هذا الموقف سوف نضحك ساخرين من ذلك الشاب
    وسيصفه البعض بالجنون والحماقة ..
    فكيف يريد أخذ حقوقه دون تأدية الواجبات التي عليه ؟

    فما بال الكثير منا يرتكب نفس الفعل العجيب .. بل وأقسى منه .. فهو يرتكبه في حق الله سبحانه وتعالى .. فكيف يسمح شخص عاقل لنفسه .. أن يتنعم بكل ما حوله من نعم الله سبحانه وتعالى .. من طعام وشراب وكساء ومتع الدنيا .. ثم لا يقدّم لله أبسط الواجبات
    التي أمره بها .. ألا وهي الصلاة ؟ وإذا قدمها له قدمها في غير وقتها ...
    ينقرها كنقر الديكة .. لا يخشع فيها ولا يدرك ما يردد ..

    في استطلاع للرأي شارك فيه أكثر من 8800 زائر لموقعنا إذاعة طريق الإسلام ..
    سألنا فيه زوار الموقع عن كم يوما صليت فيه الفجر حاضرا خلال الأسبوع الماضي، ولم نشترط فيه الصلاة بالمسجد .. فكانت النتيجة مخيبة للآمال .. فهناك 34 بالمائة لم يصلوا الفجر حاضرا في أي يوم، بينما 15 بالمائة صلوه مرتين أو مرة طوال الأسبوع، و19 بالمائة صلوه من ست إلى ثلاث مرات .. و31 بالمائة واظبوا على الصلاة يوميا
    ونسبة قليلة فات منها يوم واحد .. فسبحان الله ..
    نحن لا نتكلم في أمور اجتهادية اختلف فيها علماء ..
    أو في سنن يمكن للمسلم أن يفرّط فيها .. بل نتكلم في ألف باء الإسلام ..
    في الصلاة التي فرضها الله سبحانه وتعالى على المسلم تحت كل الظروف والأحوال ..

    إن الله سبحانه وتعالى حينما أمر المسلمين بأداء الصلوات ..
    توعّد لأولئك الذين يؤخرونها عن أوقاتها فقال : " فويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون " وقد قال المفسرون : المقصدون بهذه الآية تأخير الصلاة عن وقتها ..
    وقالوا أيضا : الويل هو واد في جهنم .. بعيد قعره .. شديدة ظلمته ..
    فهل تصدق أمة الإسلام كتاب ربها ؟

    إن الكثير من المسلمين في هذا العصر أضاعوا صلاة الفجر ..
    وكأنها قد سقطت من قاموسهم ..
    فيصلونها بعد انقضاء وقتها بساعات بل يقوم بعضهم بصلاتها قبل الظهر مباشرة
    ولا يقضيها الآخرون..

    فلماذا هذا التقصير في حق الله سبحانه وتعالى ؟

    - ألسنا نزعم جميعا أننا نحب الله سبحانه وتعالى
    أكثر من أي مخلوق على ظهر هذه الأرض ؟ ..
    إن الإنسان منا إذا أحب آخرا حبا صادقا .. أحب لقاءه .. بل أخذ يفكـّـر فيه جل وقته ..
    وكلما حانت لحظة اللقاء لم يستطع النوم .. حتى يلاقي حبيبه ..

    فهل حقا أولئك الذين يتكاسلون عن صلاة الفجر .. يحبون الله ؟
    هل حقا يعظّمونه ويريدون لقاءه ؟

    - دعونا نتخيل رجلا من أصحاب المليارات قدم عرضا لموظف بشركته خلاصته : أن يذهب ذلك الموظف يوميا في الساعة الخامسة والنصف صباحا لبيت المدير بهذا الرجل
    ليوقظه ويغادر ( ويستغرق الأمر 10 دقائق )..
    ومقابل هذا العمل سيدفع له مديره ألف دولار يوميا ..
    وسيظل العرض ساريا طالما واظب الموظف على إيقاظ الثري ..
    ويتم إلغاء العرض نهائيا ومطالبة الموظف بكل الأموال التي أخذها
    إذا أهمل ايقاظ مديره يوما بدون عذر ..

    إذا كنت أخي المسلم في مكان هذا الموظف .. هل ستفرط في الاتصال بمديرك ؟
    ألن تحرص كل الحرص على الاستيقاظ كل يوم من أجل الألف دولار ؟
    ألن تحاول بكل الطرق إثبات عدم قدرتك على الاستيقاظ إذا فاتك يوم ولم تتصل بمديرك ؟

    ولله المثل الأعلى .. فكيف بك أخي الكريم ..
    والله سبحانه وتعالى رازقك وهو الذي أنعم عليك بكل شيء ..
    نعمته عليك تتخطى ملايين الملايين من الدولارات يوميا فقد
    قال: "وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها "
    أفلا يستحق ذلك الإله الرحيم الكريم منك أن تستيقظ له
    يوميا في الخامسة والنصف صباحا لتشكره في خمس أو عشر دقائق
    على نعمه العظيمة وآلائه الكريمة ؟


    حكم التفريط في صلاة الفجر :

    قال الله تعالى : " إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا "

    - إن الإسلام منهج شامل للحياة .. هو عقد بين العبد وربه ..
    يلتزم فيه العبد أمام الله بواجبات ..
    ونظير هذه الواجبات يقدم الله له حقوقا ومزايا ..
    فليس من المنطقي أن توافق على ذلك العقد ..
    ثم بعدها تفعل منه ما تشاء .. وتترك ما تشاء ..

    ويقول الله سبحانه وتعالى : " يا أيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة " .. قال المفسرون : أي اقبلوا الإسلام بجميع أحكامه وتشريعاته. وقد غضب الله على بني إسرائيل حينما أخذوا ما يريدون من دينه ولم يعملوا بالباقي فقال لهم : " أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض"

    - ‏لقد وصف النبي صلى الله عليه وسلم الذي يفرّط في صلاتي الفجر والعشاء
    في الجماعة بأنه منافق معلوم النفاق ! فكيف بمن لا يصليها أصلا ..
    لا في جماعة ولا غيرها ...
    فقد قال النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏: " ‏ليس صلاة ‏‏ أثقل على المنافقين من الفجر والعشاء ولو يعلمون ما فيهما (يعني من ثواب) لأتوهما ولو حبوا (أي زحفا على الأقدام) " رواه الإمام البخاري في باب الآذان.

    - إن الله سبحانه وتعالى يتبرأ من أولئك الذين يتركون الصلاة المفروضة ..
    فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : " ‏لا ‏تترك ‏الصلاة‏ متعمدا، فإنه من ترك الصلاة ‏متعمدا فقد برئت منه ذمة الله ورسوله " رواه الإمام أحمد في مسنده.
    فهل تحب أخي المسلم أن يتبرأ منك أحب الناس إليك ؟
    فكيف تفوّت الصلاة ليتبرأ الله منك ؟

    وبعد هذه المقالة .. ما هو العلاج ؟

    أن يقوم كل منا بوضع منبّـه يضبطه على ميعاد صلاة الفجر يوميا.

    أن يتم إعطاء الصلاة منزلتها في حياتنا فنضبط أعمالنا على الصلاة وليس العكس.

    أن ننام مبكرا ونستيقظ للفجر ونعمل من بعده .. فبعد الفجر يوزع الله أرزاق الناس.

    أن يلتزم كل منا بالصحبة الصالحة التي تتصل به لتوقظه فجرا وتتواصى فيما بينها
    على هذا الأمر.

    أن نواظب على أذكار قبل النوم ونسأل الله تعالى أن يعيننا على أداء الصلاة.

    أن نشعر بالتقصير والذنب إذا فاتتنا الصلاة المكتوبة ونعاهد الله
    على عدم تكرار هذا الذنب العظيم.

    جعلنا الله وإياكم من المحبين لله عز وجل .. ورزقنا وإياكم الإخلاص في القول والعمل.

    هذا وما كان من صواب فمن الله .. وما كان من زلل أو خطأ فمن نفسي أو الشيطان.

    تم تحرير المشاركة بواسطة العضوة rahma بارك الله بك
    المسلم حين تتكون لديه العقلية الاسلامية و النفسية الاسلامية يصبح مؤهلاً للجندية و القيادة في آن واحد ، جامعاً بين الرحمة و الشدة ، و الزهد و النعيم ، يفهم الحياة فهماً صحيحاً ، فيستولي على الحياة الدنيا بحقها و ينال الآخرة بالسعي لها. و لذا لا تغلب عليه صفة من صفات عباد الدنيا ، و لا ياخذه الهوس الديني و لا التقشف الهندي ، و هو حين يكون بطل جهاد يكون حليف محراب، و في الوقت الذي يكون فيه سرياً يكون متواضعاً. و يجمع بين الامارة و الفقه ، و بين التجارة و السياسة. و أسمى صفة من صفاته أنه عبد الله تعالى خالقه و بارئه. و لذلك تجده خاشعاً في صلاته ، معرضاً عن لغو القول ، مؤدياً لزكاته ، غاضاً لبصره ، حافظاً لأماناته ، و فياً بعهده ، منجزاً وعده ، مجاهداً في سبيل الله . هذا هو المسلم ، و هذا هو المؤمن ، و هذا هو الشخصية الاسلامية التي يكونها الاسلام و يجعل الانسان بها خير من بني الانسان.

    تابعونا احبتي بالله في ملتقى أهل التأويل
    http://www.attaweel.com/vb

    ملاحظة : مشاركاتي تعبر فقط عن رأيي .فان اصبت فبتوفيق من الله , وان اخطات فمني و من الشيطان

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Apr 2005
    المشاركات
    4,001
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    11-01-2019
    على الساعة
    05:55 PM

    افتراضي مشاركة: موعظة حسنة فأتعظوا أخوة الايمان

    البكاء من خشية الله

    الحمد لله تعالى وهب وأنعم . وهدى وأكرم . والصلاة والسلام على سيد الأمم . وعلى آله وأصحابه أرباب الهمم .

    أخي المسلم : استشعار عظمة الله تعالى .. وجلاله .. وملكه الذي لا تحيط به العقول .. وجبروته .. إن ذلك شُغلُ القلوب التي عرفت الله تعالى .. وأفردته بالعبادة والقصد ..
    إن القلوب إذا استشعرت عظمة ملك الملوك ؛ ملكها الخوف منه تبارك وتعالى .. والخشية ..والرهبة ..

    وهذه أخي المسلم وقفة أخرى في سلسلة المحاسبة .. وسؤال آخر ؛ ينبغي أن يسأله كل مسلم لنفسه : ( هل هو من الباكين من خشية الله تعالى ؟! ) .

    دمـــــوع الخائفيـن .. أغلى دمـــــوع !
    وبكـــاء المخبتيــن .. أحلى بكـــــــاء !
    وأنين المنيبـــيــن .. أصــــدق أنيــن !
    ونحيب الخاشعين .. أصـــدق نحيب !

    خشيت الله تعالى .. ملكت قلوب العارفين .. واستحوذت على أفئدة الصادقين ..

    البكاء من خشية الله تعالى ؛ أصدق بكاء تردد في النفوس .. وأقوى مترجم عن القلوب الوجلة الخائفة .

    قال يزيد بن ميسرة رحمه الله : (( البكاء من سبعة أشياء : البكاء من الفرح ، والبكاء من الحزن ، والفزع ، والرياء ، والوجع ، والشكر ، وبكاء من خشية الله تعالى ، فذلك الذي تُطفِئ الدمعة منها أمثال البحور من النار ! ))

    أخي المسلم : ما أحلى دموع الخشية إذا هملت من أعين الخائفين ! هناك تتنزل الرحمات .. وتكتب الحسنات .. وترفع الدرجات !

    فهل حاسبت نفسك يوماً : أين أنت من تلك اللحظات ؟! أين أنت من ركب الباكين ؟!

    كم من دموع لغير الله أريقت !

    وكم من بكاء لأجل شهوات النفس توالى !

    قال عبد الله بن عمر رضي الله عنهما : (( لأن أدمع من خشية الله أحب إلي من أن اتصدق بألف دينار ! )) .

    فهنيئاً لمن أسعفته الدمعات .. قبل يوم الحسرات !
    هنيئاً لمن تعجل البكاء .. قبل حسرات يوم اللقاء !

    فيا من شغلته الدنيا بغفلاتها !
    ويا من صدته الشهوات بأباطيلها !
    أنسيت أنك في مُلك ملك الموت ؟!
    أنسيت أنك في ملك من ليس كمثله شيء تبارك وتعالى ؟!
    تذكر الجبار في ملكه .. والمتعالي في كبريائه ..
    تذكر من إليه رجعك .. ومن هو أقرب إليك من حبل الوريد !
    تذكر من إذا أراد أمراً ؛ قال له : كن ؛ فيكون !

    عن عبيد بن عمير رحمه الله : (( أنه قال لعائشة - رضي الله عنها- : أخبرينا بأعجب شيء رأيتيه من رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟
    قال : فسكتت ثم قالت : لما كانت ليلة من الليالي .
    قال : (( يا عائشة ذريني أتعبد الليلة لربي )) .
    قلت : والله إني أحب قُربك ، وأحب ما يسرك .
    قالت : فقام فتطهر ، ثم قام يصلي .
    قالت : فم يزل يبكي ، حتى بل حِجرهُ !
    قالت : وكان جالساً فلم يزل يبكي صلى الله عليه وسلم حتى بل لحيته !
    قالت : ثم بكى حتى بل الأرض ! فجاء بلال يؤذنه بالصلاة ، فلما رآه يبكي ، قال : يا رسول الله تبكي ، وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر ؟! قال : (( أفلا أكون عبداً شكورا ؟! لقد أنزلت علي الليلة آية ، ويل لم قرأها ولم يتفكر فيها ! { إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ ... } الآية كلها )) [ رواه ابن حبان وغيره / صحيح الترغيب للألباني 1468] .

    هذا رسولنا صلى اله عليه وسلم ، وهذه خشيته ! فحري بكل مسلم أن يتفقد نصيبه من خشية الله .. ودموعه إذا تذكر الباكين ..

    وعظ مالك بن دينار رحمه الله يوماً فتكلم ، فبكى حوشب ، فضرب مالك بيده على منكبه ، وقال : (( ابكِ يا أبا بشر ! فإنه بلغني أن العبد لا زال يبكي ؛ حتى يرحمه سيده ، فيعتقه من النار ! )).

    فيا غافلين عن دموع الباكين !
    ويا لا هين عن عظمة تلك اللحظات !
    أما علمتم أن دموع الخائفين أحب الدموع إلى الله تعالى ؟!

    قال النبي صلى الله عليه وسلم : (( ليس شيء أحب إلى الله من قطرتين وأثرين : قطرة من دموع خشية الله ، وقطرة دم تهراق في سبيل الله ، وأما الأثران : فأثر في سبيل الله ، وأثر في فريضة من فرائض الله )) [ رواه الترمذي / صحيح الترمذي للألباني 1669] .

    أخي المسلم : دموع تذرفها لله تعالى ؛ غنيمةٌ غاليةُ تفوز بها .. وبشرى لك إن حرصت عليها ..

    قال أبو حازم رمه الله : (( بلغنا أن البكاء من خشية الله مفتاح لرحمته )) .

    وقال عمر بن عبد العزيز رحمه الله لأبي الجودي الحارث بن عمير : (( يا أبا الجودي ، اغتنم الدمعة تسيلها على خدك لله )) .

    فيا أيها الضعيف ! لا تنسى أن أمامك شدائد يشيب لهولها الوليد !
    لا تنسينَّ بيت الظلمة ، والدود ، والقبر !
    لا تنسينَّ أول ليلة تبيتها في قبرك !!
    لا تنسينَّ هول السؤال .. ساعة يبعثك الملكان وأنت وحيد .. قد تفرق عنك الأهل والأصحاب !
    شدائد تبعث الدموع مدراراً !
    شدائد تملأ القلب أحزاناً !
    وبين يدي تلك الشدائد ، سكرات الموت وآلامه .. وحال الخاتمة ونهايتها !

    لما حضرت سفيان الثوري الوفاة ؛ جعل يبكي ويجزع ، فقيل له : يا أبا عبد الله عليك بالرجاء فإن عفو الله أعظم من ذنوبك ! فقال : (( أو على ذنوبي أبكي ؟! لو علمت أني أموت على التوحيد ، لم أبال بأن ألقى الله بأمثال الجبال من الخطايا ! )) .

    رجال عرفوا الطريق فسلكوه على بصيرة ..
    رجال عبدوا الله على علم ..
    فحاسب نفسك أيها الطالب طريق النجاة .. أما حركَّت تلك الأهوال مدامعك ؟!

    * عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أصحابه شيء ، فخطب فقال : (( عُرضت عليَّ الجنة والنار فلم أر كاليوم في الخير والشر ، ولو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلاً ولبكيتم كثيراً ! )) قال : فما أتى على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أشد منه ! قال : غطوا رؤوسهم ولهم خَنِينٌ ...)) [ رواه البخاري ومسلم ] .

    * وعن هانئ مولى عثمان رضي الله عنه قال : كان عثمان إذا وقف على قبر ؛ بكى حتى يبل لحيته ! فقيل له : تذكر الجنة والنار فلا تبكي ، وتبكي من هذا ؟! فقال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (( إن القبر أول منزل من منازل الآخرة ، فإن نجا منه ، فما بعده أيسر منه ، وإن لم ينج منه ؛ فما بعده أشد منه ! )) قال : وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( ما رأيت منظراً قط إلاّ القبر أفظع منه ! )) [ رواه الترمذي وابن ماجه / صحيح الترمذي للألباني : 2308] .

    * وخطب أبو موسى الأشعري رضي الله عنه مرة الناس بالبصرة : فذكر في خطبته النار ، فبكى حتى سقطت دموعه على المنبر ! وبكى الناس يومئذ بكاءً شديداً .

    * وقرأ ابن عمر رضي الله عنهما : {وَيْلٌ لِّلْمُطَفِّفِينَ} [ سورة المطففين : 1 ] فلما بلغ : {يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ}[ سورة المطففين :6 ] بكى حتى خرَّ وامتنع عن قراءة ما بعده .

    * وقال مسروق رجمه الله : (( قرأت على عائشة هذه الآيات : {فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُومِ} فبكت ، وقالت (( ربِّ مُنَّ و قني عذاب السموم )) .

    * وحدث من شهد عمر بن عبد العزيز وهو أمير على المدينة : أن رجلاً قرأ عنده : {وَإِذَا أُلْقُوا مِنْهَا مَكَانًا ضَيِّقًا مُقَرَّنِينَ دَعَوْا هُنَالِكَ ثُبُورًا} [ الفرقان : 13] فبكى حتى غلبه البكاء ، وعلا نشيجه ! فقام من مجلسه ، فدخل بيته ، وتفرَّق الناس .

    * وقال خالد بن الصقر السدوسي : كان أبي خاصاً لسفيان الثوري ، قال أبي : فاستأذنت على سفيان في نحر الظهر ، فأذنت لي امرأة ، فدخلت عليه وهو يقول : {أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لَا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُم } [ سورة الزخرف :80] ثم يقول : بلى يا ربّ ! بلى يا ربّ ! وينتحب ، وينظر إلى سقف البيت ودموعه تسيل ، فمكثت جالساً كم شاء الله ، ثم أقبل إليّ ، فجلس معي . فقال : منذ كم أنت ها هنا ! ما شعرت بمكانك !

    أخي المسلم : أولئك هم أهل الخشية ! رجال صدقوا الإقبال على خالقهم تبارك وتعالى ؛ فامتلأت قلوبهم بالخشية منه .. والخوف من بطشه ..

    فإن العين لا تدمع إلا إذا صفا القلب .. وطهُرت النفس ..

    قال مكحول رحمه الله : (( أرقُّ الناس قلوباً أقلهم ذنوباً )) .

    وقال أحمد بن سهل رحمه الله : (( قال لي أبو معاوية الأسود : يا أبا علي من أكثر لله الصدق نَدِيت عيناه ، وأجابته إذا دعاهما )) .

    فهل حاسبت نفسك أيها العاقل :
    كم مرة دمعت عيناك من خشية الله تعالى ؟!
    هل يتحرك قلبك إذا قرعك القرآن بوعيده ؟!
    هل يتحرك قلبك إذا رأيت القبور وسكونها ؟!
    هل تذكَّرت الموت وكُرُباته ؟!
    هل تذكّرت القبر وأهواله ؟!
    هل تذكّرت الحشر وشدائده ؟!
    هل تذكّرت الصراط وفظائعه ؟!

    شدائد لا ينجوا منها إلا أهل الصدق .. الذين استعدوا قبل الممات .. وأعدوا قبل الحسرات ..

    بكُوا قبل يوم البكاء .. وهراقوا الدموع قبل يوم تصبح الدموع دماء .

    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( عينان لا تمسهما النار أبداً : عينٌ بكت من خشية الله ، وعين باتت تحرس في سبيل الله )) [ رواه الترمذي / صحيح الترمذي للألباني :1639] .

    وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( لا يلج النار رجل بكى من خشية الله ، حتى يعود اللبن في الضرع ، ولا يجتمع غبار في سبيل الله ودُخانُ جهنَّم )) [ رواه الترمذي / صحيح الترمذي : 1633] .

    وقال النبي صلى الله عليه وسلم : (( سبعةٌ يظلهم الله في ظله ، يوم لا ظلّ إلا ظلّه )) فذكر منهم (0 ورجل ذكر الله خالياً ففاضت عيناه )) [ رواه البخاري ومسلم ] .

    أخي المسلم : إذا وقف الخلائق غداً بين يدي الله تعالى ؛ فاز الباكون من خشية الله بتك المنزلة الرفيعة ؛ التي أخبرك عنها النبي صلى الله عليه وسلم .

    فما أسعدهم بذاك الأمن !
    وما أهنأهم بتلك الدرجات !

    كان محمد بن المنكدر رحمه الله إذا بكى مسح وجهه ولحيته بدموعه ، ويقول: (( بلغني أن النار لا تأكل موضعاً مسته الدموع ))

    فيا طالباً للأمن غداً .. عليك بالدموع تسفحها خشية وخوفاً من بطش ملك الملوك .. وقيُّوم السماوات والأرض !

    عليك بالبكاء لعلَّ الله أن يرحمك .. لعلّ دمعات قليلات تسعدك بالنعيم الباقي ..

    {وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ * هَذَا مَا تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ * {مَنْ خَشِيَ الرَّحْمَن بِالْغَيْبِ وَجَاء بِقَلْبٍ مُّنِيبٍ} [ ق 31-33]

    {إِنَّ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُم بِالْغَيْبِ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ} [ سورة الملك : 12 ] .

    أخي المسلم : ينبغي للملم إن يكون خائفاً وجِلاً ؛ لأنه يعلم عظمة الله تعالى .. وبطشه الشديد !

    وقد وقف على الوعيد وهو يقرأ كتاب ربه تبارك وتعالى .. فإن غفل عن ذلك كلّه ؛ فلا أغفل منه !

    فيا من كتب عليك الموت فبل أن تولد ! أين فرارك من لقاء الله تعالى ؟!
    فكن خير قادم على الله تعالى .. وإيّاك أن تقدم على ربك كما يقدُمُ العبد الآبق ! فاحذر وعيده .. وراجُ وعده .. ولا تركن إلى الدنيا فتهلك ! .

    سئُل ابن عباس رضي الله عنهما عن الخائفين ؟ فقال : (( قلوبهم بالخوف فرحة ، وأعينهم باكية ، يقولون : كيف نفرح والموت من ورائنا ، والقبر أمامنا ، والقيامة موعدنا ، وعلى جهنَّم طريقنا ، وبين يدي ربنا موقفنا ؟! )) .

    أخي المسلم :
    كم من أُناس استبدلوا دموع الخشية ؛ ضحكات .. وغفلات !
    كأنهم أمِنوا ريب المنون .. وعظائم الأمور !
    لا يهز القرآن قلوبهم .. ولا يحرِّك بوعيده دمعهم وشجونه !
    ضربت عليهم الغفلة بسياج كثيف !
    ورتعوا في أرض الأماني في مكان سحيق !

    * مر الحسن البصري بشاب وهو مستغرق في ضحكه ، وهو جالس مع قوم في مجلس .
    فقال له الحسن : يا فتى هل مررت بالصراط ؟!
    قال : لا !
    قال : فهل تدري إلى الجنة تصير أم إلا النار ؟!
    قال : لا !
    قال : فما هذا الضحك ؟!
    فما رؤُي الفتى بعدها ضاحكاً .

    فتدبر أيها العاقل في حالك .. وحاسب نفسك قبل أن تحاسب ! ولا تكوننّ كأولئك الغافلين ؛ الذين أسالوا دموع الهوى .. وانقطعت عنهم دموع الخشية !

    تذكر فظائع الأمور التي ستقدم عليها : سكرات الموت ! والقبر ، وأهوال القبور ، وفظائع يوم الحشر ّ والمرور على الصراط !

    * بكى أبو هريرة رضي الله عنه في مرضه . فقيل له : ما يبكيك ؟! فقال : (( أما إني لا أبكي على دنياكم هذه ، ولكن أبكي على بُعد سفري ، وقلة زادي ، وإني أمسيت في صعود على جنة أو نار ، لا أدري إلى أيتهما يؤخذ بي !! )) .

    لمثل تلك الشدائد هَمَلَت دموع الخائفين .. وكثر وجل العارفين ..

    فاعمل أخي ليوم التراب .. وتهيأ لساعة الحساب ..وأذرف الدمع قبل أن ترحل من باب الخراب .. وفِرَّ إلى الغالب الغلاَّب ..

    والحمد لله تعالى الحكم يوم الحساب .. والصلاة والسلام على النبي وآله الأصحاب .. أختكم رحمة

    تم تحرير المشاركة بواسطة العضوة rahma بارك الله بها
    المسلم حين تتكون لديه العقلية الاسلامية و النفسية الاسلامية يصبح مؤهلاً للجندية و القيادة في آن واحد ، جامعاً بين الرحمة و الشدة ، و الزهد و النعيم ، يفهم الحياة فهماً صحيحاً ، فيستولي على الحياة الدنيا بحقها و ينال الآخرة بالسعي لها. و لذا لا تغلب عليه صفة من صفات عباد الدنيا ، و لا ياخذه الهوس الديني و لا التقشف الهندي ، و هو حين يكون بطل جهاد يكون حليف محراب، و في الوقت الذي يكون فيه سرياً يكون متواضعاً. و يجمع بين الامارة و الفقه ، و بين التجارة و السياسة. و أسمى صفة من صفاته أنه عبد الله تعالى خالقه و بارئه. و لذلك تجده خاشعاً في صلاته ، معرضاً عن لغو القول ، مؤدياً لزكاته ، غاضاً لبصره ، حافظاً لأماناته ، و فياً بعهده ، منجزاً وعده ، مجاهداً في سبيل الله . هذا هو المسلم ، و هذا هو المؤمن ، و هذا هو الشخصية الاسلامية التي يكونها الاسلام و يجعل الانسان بها خير من بني الانسان.

    تابعونا احبتي بالله في ملتقى أهل التأويل
    http://www.attaweel.com/vb

    ملاحظة : مشاركاتي تعبر فقط عن رأيي .فان اصبت فبتوفيق من الله , وان اخطات فمني و من الشيطان

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Mar 2005
    المشاركات
    14,298
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    07-06-2019
    على الساعة
    06:45 PM

    افتراضي مشاركة: موعظة حسنة فأتعظوا أخوة الايمان

    اقتباس
    تم تحرير المشاركة بواسطة العضوة rahma بارك الله بها
    شكرا لكِ اختنا rahma

    وجزاك الله خيراً

    نصائح ومواعظ وتنبيه كالطوق في رقابنا ليوم الدين
    إن كان سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ليس رسول الله لمدة 23 عاماً .. فلماذا لم يعاقبه معبود الكنيسة ؟
    .
    والنَّبيُّ (الكاذب) والكاهنُ وكُلُّ مَنْ يقولُ: هذا وَحيُ الرّبِّ، أُعاقِبُهُ هوَ وأهلُ بَيتِهِ *
    وأُلْحِقُ بِكُم عارًا أبديُا وخزْيًا دائِمًا لن يُنْسى
    (ارميا 23:-40-34)
    وأيُّ نبيٍّ تكلَّمَ باَسْمي كلامًا زائدًا لم آمُرْهُ بهِ، أو تكلَّمَ باَسْمِ آلهةٍ أُخرى، فجزاؤُهُ القَتْلُ(تث 18:20)
    .
    .
    الموسوعة المسيحية العربية *** من كتب هذه الأسفار *** موسوعة رد الشبهات ***

موعظة حسنة فأتعظوا أخوة الايمان

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. تخيلي لو كنت من أصحاب الاعراف.. تبحثين عن حسنة واحدة لتنجيكِ
    بواسطة طريق التوبة في المنتدى منتديات المسلمة
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 27-03-2009, 08:38 PM
  2. الرد على : وخاتمى أيضا له أسوة حسنة بالرسول
    بواسطة السيف البتار في المنتدى شبهات حول السيرة والأحاديث والسنة
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 12-08-2007, 04:02 PM
  3. امسح ذنوبك واكسب مليار حسنة بضغطه زر فقط فرصه
    بواسطة ابن زيدون الوزير العاشق في المنتدى المنتدى الإسلامي
    مشاركات: 10
    آخر مشاركة: 23-06-2007, 11:22 AM
  4. قصة واقعية من قلب أوروبا فلتكن موعظة للمشككين حول المرأة فى الإسلام
    بواسطة احمد العربى في المنتدى منتدى قصص المسلمين الجدد
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 17-09-2005, 04:29 PM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  

موعظة حسنة فأتعظوا أخوة الايمان

موعظة حسنة فأتعظوا أخوة الايمان