حقيقة شخصية الدجال بولس( الجزء الثاني)

[الاقصى في خطر]

بسم اللة الرحمن الرحيم.
في الجزء الاول ذكرت عن شخصية بولس تلونة ونفاقة وغباءة.
وانشاء اللة نكمل في هذا عن (رواية اعتناق بولس النصرانية)

بعد اضطهاد بولس لاتباع المسيح والتنكيل بهم,راى ان هذا الاسلوب لايجدي معهم شيئا,فاتخذ اسلوبا اخر اكثر فاعلية بعد ترسيم خطة مدروسة من قبل رجال المعبد اليهودي لمواجهة دين المسيح (علية السلام) , فاعلن بولس انة اصبح رسولا للمسيح الذي اعطاة منصب النبوة , اثر حادثة وقعت لة على طريق الذهاب الى دمشق , حيث ادعى فيها ان المسيح ظهر لة وقام على لومة لاضطهادة اتباعة , حيث ورد ذكرها في ثلاثة مواضع من سفر اعمال الرسل , احداها جاءت على لسان لوقا في الاصحاح التاسع , والثانية والثالثة اوردها- لوقا على لسان بولس في الاصحاحين الثاني والعشرين والسادس والعشرين :
الرواية الاولى:
((وفي ذهابة حدث انة اقترب الى دمشق فبغتة ابرق حولة نور من السماء . فسقط على الارض وسمع صوتا قائلا لة (شاول شاول) لماذا تضطهدني؟ فقال من انت يا سيد . فقال الرب انا يسوع الذي انت تضطهدة صعب عليك ان ترفس مناخس . فقال وهو مرتعد ومتحير يا رب ماذا تريد ان افعل ؟ فقال لة الرب قم وادخل المدينة فيقال لك ماذا ينبغي ان تفعل . واما الرجال المسافرون معة فوقفوا صامتين يسمعون الصوت ولا ينظرون احدا . فنهض شاول عن الارض وكان وهو مفتوح العينين لا يبصر احدا . فاقتادوة بيدة وادخلوة الى دمشق . وكان ثلاثة ايام لايبصر فلم يأكل ولم يشرب ) . اعمال الرسل 9\3\9 .
الرواية الثانية :
( فحدث لي وانا ذاهب ومتقرب الى دمشق انة نحو نص النهار بغتة ابرق حولي من السماء نور عظيم . فسقطت على الارض وسمعت صوتا قائلا لي (شاول شاول ) لماذا تضطهدني . فاجبت من انت يا سيد ؟ فقال لي انا يسوع الناصري الذي انت تضطهدة , والذين كانوا معي نظروا النور وارتعبوا ولكنهم لم يسمعوا الذي كلمني . فقلت ماذا افعل يارب ؟ فقال لي الرب قم واذهب الى دمشق وهناك يقال لك عن جميع ما ترتب لك ان تفعل . واذ كنت لا ابصر من اجل بهاء ذلك النور اقتادني بيدي الذين كانوا معي فجئت الى دمشق ) . اعمال الرسل 22\6\12 .
الرواية الثالثة :
( ولما كنت ذاهبا في ذلك الى دمشق بسلطان و وصية من رؤساء الكهنة . رايت في نصف النهار في الطريق ايها الملك نورا من السماء افضل من لمعان الشمس قد ابرق حولي وحول الذاهبين معي . فلما سقطنا جميعا على الارض سمعت صوتا يكلمني ويقول ياللغة العبرانية (شاول شاول ) لماذا تضطهدني ؟ صعب عليك ان ترفس مناخس . فقلت انا من انت يا سيد ؟ فقال انا يسوع الذي انت تضطهدة . ولكن قم وقف على رجليك لاني لهذا ظهرت لك لانتخبك خادما وشاهدا بما رايت وبما سأظهر لك بة منقذا اياك من الشعب ومن الامم الذين انا الان ارسلك اليهم . لتفتح عيونهم كي يرجعو من ظلمات الى نور ومن سلطان الشيطان الى اللة حتى ينالو بالايمان بي غفران الخطايا ونصيبا مع المقدسين ) . اعمال الرسل 26\12\18 .

فهذة الروايات الثلاث التي تروي لنا تحول بولس للمسيحية واعلانة رسولا من قبل المسيح وانة تسلم منة الانجيل الذي يبشر بة , انما كان المعنى الحقيقي من هذا الادعاء هو تضليل الناس عن طريق الحق والافتراء عليهم , ونأتي بدليل الذي يبين من اقوالة وافعالة انة لم يكن رسولا بعد مضي اربع عشرة سنة من دخولة النصرانية
(( ثم بعد اربع عشرة سنة صعدت ايضا الى اورشليم مع برنابا اخذا معي تيطس ايضا . وانما صعدت بموجب اعلام وعرضت عليهم الانجيل الذي أكرز بة بين الامم ولكن بالانفراد على المعتبرين لئلا اكون اسعى او قد سعيت باطلا )) غلاطية 2\1\2 .
ونستخلص من هذا النص ان بولس توجه الى اورشليم ( القدس ) ليعرض الانجيل الذي يبشر بة بين الامم على تلاميذ المسيح ( علية السلام ) ليعرف اهو صحيح ام خطأ . وهنا نتساءل : ( اذا كان هذا الانجيل حقا من قبل الرب ـــ كما يدعي ـــ فلماذا ذهب الى اورشليم ليعرضة على التلاميذ ؟؟؟ وليعرف مدى صحة , اذا كان هو قد قبلة من الرب بوصفة رسولا . فلماذا عرضة على التلاميذ ؟؟؟ اليس انجيلة من الرب ؟؟؟ والمعروف ان من يحمل الرسالة السماوية , فهو ليس بحاجة الى التأكد منها لعرضها , فهذا يؤكد لنا ان رسالتة لم تكن من عند اللة , انما هي من افترائة وكذبة )) . يتبع ............ في الجزء الثالث ان شاء اللة .

[الاقصى في خطر]

(عقائد بولس المحرفة ودوافعة اليها )
ان العقيدة التي جاء بها بولس لم تكن مجرد رسائل واقوال , بل جعلت منه المؤسس الفعلي للديانة النصرانية ولنظام اللاهوتفيها .
واذا اردنا تحديد شخصية بولس كداعيه الى النصرانية ينبغي ان نأخذ بعين الاعتبار , ان هناك تيارين اساسيين لفكرة وعقائده :
التيار الاول :
انة رجل يهودي فريسي ,والفريسي هو الذي عرف اليهوديه وألم بتعاليمها وادابها ودعا اليها وحذق فيها .
التيار الثاني :
انه الرجل اليوناني الذي نشأ في بيئه يونانيه وما ازدحمت به من اديان وعقائد واداب وفلسفات , وهو الذكي البارع واسع الخيال الملم بمعارف عصره سواء الدينيه منها او الفلسفيه . ويستطيع الناظر في دعوة بولس ان يحدد اهم العقائد والشرائع التي نادى بها :
(1) عقيده التجسد ( الحلول والاتحاد ) .
(2) عقيدة صلب المسيح للفداء وتكفير الخطايا .
(3) الخطيئه الاصليه .
(4) التثليث .
(5) بنوة المسيح .
(6) الغاء شريعة موسى بما فيها فريضه الختان والناموس .

اولا:
عقيدة التجسد (الحلول والاتحاد) :
قبل التفصيل في هذه العقيدة وما أدت اليه تجدر الاشارة الى تحديد معنا كل من الحلول والاتحاد لارتباطهم بمفهوم عقيدة التجسد :
(أ) الحلول :
بقاء الاثنين بحيث يحل احدهما في الاخر مع احتفاظ كل منهما بذاته .
(ب) الاتحاد :
يعني فناء الاثنين في واحد بحيث تصبح الذاتان ذاتا واحده فلا اثنينية بينهما , فالاتحاد اذن مبني علي على الحلول اصلا , وعقيدة التجسد عند النصارى هي الاساس الذي تدور حوله كافة العقائد النصرانية كما سيتبين لنا لاحقا .
والتجسد : معناه ان يظهر اللة تعالى عن ذالك علوا كبيرا في صورة ما من صور المخلوقات , والتجسد عند النصارى يعني ظهور الله تعالى ـــ الله عن قولهم في شخص المسيح ظهورا جليا بشريا ملموسا , والذي يطلق عليه الكلمه .
والكلمه :تدل عندهم على ان المسيح اله متجسد حيث اعلن للناس في حياته ذات الله وصفاته ومحبته للبشر ,وبمعنى اخر ان المسيح حسب زعمهم هو (الله المتجلي في الجسد ) تعالى الله عن قولهم علوا كبيرا.
وهذه العقيدة يؤمن بها الشرقيون وهم ((الارذثوكس )) الذين يعتقدون ان الله اله واحد , مثلث الأقانيم ( أقنوم الاب وأقنوم الابن وأقنوم الروح القدس )
فالتوحيد للذات الالهية , واما التثليث فللأقانيم , وللأقانيم خاصيات وصفات ذاتية , اي بها تقوم الذات الالهية , فالله الواحد هو اصل الوجود , لذالك فهو الاب ــ والاب كلمة سامية بمعنى الاصل ـــ والله الواحد هو العقل الأعظم تجلى في المسيح , لذلك كان المسيح هو الكلمة , والكلمة تجسيد العقل , فان العقل غير منظور , ولكنه ظهر في الكلمة , وهو ايضا الابن ـــ لا بمعنى الولادة في عالم الانسان ـــ بل لأنه صورة الله غير المنظور , والله هو الروح الأعظم , وهو أب جميع الأرواح , والروح القدس هو معطي الحياة , وبمعنى اخر ان الله جوهر قائم بنفسه غير متحيز ولا مختص بجهة ولا مقدر بقدر ولا يقبل الحوادث بذاته ولا يتصور عليه الحدوث والعدم , وانه واحد بالجوهرية ثلاثة بالأقنومية , هي الوجود بالاب والحياة بالروح القدس والعقل ( المسيح )
ويستدل النصارى على هذا المفهوم لعقيدة التجسد بما ورد على لسان بولس في رسالته الاولى الى تموثاوس حيث يقول :
( وبالاجماع عظيم هو سر التقوى الله ظهر في الجسد تبرر في الروح تراءى لملائكة كرز به بين الامم أومن به في العالم رفع في المجد ) . (1) تيموثاوس 3\16 .

والرد على هذا الادعاء :
(1) اذا كان الله هو المسيح الذي ظهر في الجسد بصورة انسان ـــ حسب زعم بولس ـــ فلماذا كان المسيح يستنجد بالله ؟؟؟
فقد جاء في مرقس :
(وفي الساعة التاسعة صرخ يسوع بصوت عظيم قائلا ((الوي الوي لما شبقتني ) الذي تفسيره ( الهي الهي لماذا تركتني ) :مرقس 15\23 .
(2) واذا كان المسيح الها , فلماذا كان يحتاج الى ما يحتاج اليه الانسان , حيث كان ياكل ويشرب وينام ويتعب :
أ) انه كان ينام : (وكان هو نائما ) . متى 8\24 .
ب) انه كان يتعب : (فاذا كان يسوع قدتعب من السفر جلس هكذا على البير ) .يوحنا 4\6 .
ج) انه كان يجوع : (فبعدما صام اربعين نهارا واربعين ليلة جاع اخيرا ) .متى 4\2 .
د) انه كان ياكل ويشرب : (جاء ابن الانسان يأكل ويشرب فيقولون هو ذا انسان أكول وشريب خمر ) . متى 11\19 .


ومن له صفات بشرية لايمكن ان يكون الها ؛ لان هذه الصفات تبقى ناقصة , والكمال لله عز وجل وحده لا شريك له .
يتبع انشاء الله ........................