الجواب الصحيح لمن قال بالوهية المسيح

آخـــر الـــمـــشـــاركــــات

الرد على خالد بلكين في مقطعه قصة رضاع الكبير والداجن الذي اكل ايات من القران الشريط الاول » آخر مشاركة: محمد سني 1989 | == == | الرد على خالد بلكين في مقطعه حول قائمة مطالب الثوار و مطاعنهم على عثمان رضي الله عنه » آخر مشاركة: محمد سني 1989 | == == | 2 Por qué mi vida cambio ? » آخر مشاركة: *اسلامي عزي* | == == | Was ist Islam » آخر مشاركة: *اسلامي عزي* | == == | فجرية للقلب آسرة وللأذن باهرة » آخر مشاركة: *اسلامي عزي* | == == | وثنية المسيحية وكله بالصور ، صدمة السنين ! » آخر مشاركة: *اسلامي عزي* | == == | وثنية المسيحية وكله بالصور ، صدمة السنين ! » آخر مشاركة: *اسلامي عزي* | == == | الرد على خالد بلكين في مقطعه قصة رضاع الكبير والداجن الذي اكل ايات من القران الشريط الاول » آخر مشاركة: محمد سني 1989 | == == | الكاردينال روبيرت سارا يغبط المسلمين على إلتزامهم بأوقات الصلوات » آخر مشاركة: *اسلامي عزي* | == == | وكذَلكَ أخذُ رَبِّكَ إِذآ أخَذَ ٱلقُرَىٰ وهِىَ ظَٰلِمَة » آخر مشاركة: *اسلامي عزي* | == == |

مـواقـع شـقــيـقـة
شبكة الفرقان الإسلامية شبكة سبيل الإسلام شبكة كلمة سواء الدعوية منتديات حراس العقيدة
البشارة الإسلامية منتديات طريق الإيمان منتدى التوحيد مكتبة المهتدون
موقع الشيخ احمد ديدات تليفزيون الحقيقة شبكة برسوميات شبكة المسيح كلمة الله
غرفة الحوار الإسلامي المسيحي مكافح الشبهات شبكة الحقيقة الإسلامية موقع بشارة المسيح
شبكة البهائية فى الميزان شبكة الأحمدية فى الميزان مركز براهين شبكة ضد الإلحاد

يرجى عدم تناول موضوعات سياسية حتى لا تتعرض العضوية للحظر

 

       

         

 

    

 

 

    

 

الجواب الصحيح لمن قال بالوهية المسيح

النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: الجواب الصحيح لمن قال بالوهية المسيح

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Aug 2009
    المشاركات
    10
    آخر نشاط
    04-12-2009
    على الساعة
    03:48 AM

    الجواب الصحيح لمن قال بالوهية المسيح

    بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف المرسلين أما بعد: ونحن نعالج موضوع الألوهية هذا، ينبغى علينا مقدمًا أن نفكر فى أنفسنا ، وما يدور حولنا من بعض الظواهر. فنفكر مثلاً:
    لماذا يتزيَّن الناس عند خروجهم إلى الشارع أو عند استقبالهم لضيوفهم؟
    لماذا نُزيَّن بيوتنا ، ونعتنى باللمسات الجمالية فيها؟
    لماذا نُعجَب بالإنسان النظيف والمهندم والصادق والتقى؟
    لماذا نُعجَب بالطبيعة وجمالها، والورود وألوانها؟
    لماذا نذمُّ كل نقيصة فى شخص أو شىء أو مكان؟
    من منا لا يريد أن يكون فى أبهى صورة بينه وبين نفسه، أو فى عيون الآخرين؟
    هل منا من يريد أن يكون حقيرًا أو كذابًا أو يتصف بأى صفة سلبية أو يعرف عنه أحد نقيصة من النقائص؟
    لماذا تُجلب بعض الشركات أو البنوك بيوت أزياء لتحديد أفضل وأشيك زى للموظفين؟ لأن الزى الجميل الأنيق يُجلب ثقة العملاء فى هذا المكان.
    وإذا كانت هذه هى الفطرة الإنسانية التى خلقنا الله بها، وهى حب الجمال والتعلق به، فهل يضنُّ إنسان على إلهه أن يتصف بكل الصفات الحسنى؟
    هل يخلقنا الله تعالى ويفطرنا على حب الجمال والميل إلى الكمال ، ويتصف هو بالنقص أو القبح؟ سبحانه وتعالى عن ذلك علوًا كبيرًا!
    ولذلك يجب علينا أن نتفق على أسماء الله وصفاته التى يجب أن يتحلى بها الإله الذى ارتضيت أن تعبده. وعلى ذلك نطرح على أنفسنا هذه الأسئلة: هل توافقنى أن الإله لا بد أن يتصف بكل صفات الكمال من القداسة، والعزة، والعلم، والقدرة، والحكمة، والعدل، وغير ذلك من صفات الكمال كلها؟
    وهذا يعنى من جانب آخر أن الله تعالى لا يُمكن أن يفقد أو يتنازل عن صفة من صفاته الملازمة له لأى سبب من الأسباب؟ فهو مالك الملك (تكوين 14: 19)، وهو القدوس (مزمور 22: 3) والقوى (مزمور 89: 8)، والعزيز لا يُقهر (إشعياء 33: 21) .. إلخ.
    فهل من الممكن أن تتخيَّل أن يكون الإله القدوس حقيرًا أو مُهانًا أو ذليلاً لأى سبب من الأسباب؟
    وهل من الممكن أن يضعف الإله القدير القوى فى لحظة ما أو يُهزم من إله أو شخص أو حيوان ما؟
    وهل من الممكن أن يحتاج الإله إلى شخص ما أو شىء ما وهو الذى تحتاج إليه كل الخلائق وتلجأ إليه فى الشدة والرخاء؟
    وهل من الممكن أن يسجد الإله لإله آخر ويرضخ لأوامره وإرادته؟
    فإن وافق أحد على أنه ليس شرطًا أن يتصف الإله الجدير بالعبادة بهذه الصفات الحسنى، فقد حطَّ من قدر إلهه ، وفقد المعيار الصحيح فى تصوره لله، وحكم على أشياء كثيرة وأشخاص عديدة غيره بأنها تستحق مقام الربوبية مثل إلهه أو بدلاً منه.
    صحيح أننا نؤمن أن الله على كل شىء قدير ، ولكن بما يليق بجلال وجهه وعظيم سلطانه، ويتفق مع أسمائه الحسنى وصفاته العليا. فلا يقولن أحد إن الرب (سبحانه) قادر على أن ينعق أو يقوم بعمل مُشين أو يتجسد فى صورة صرصور أو فأر أو خروف! فهذا التجسد لا يتناسب مع قداسته وعزته وكتابه الذى يُحدد أنه الإله الأكبر من كل ما فى الوجود ، ولا شبيه له ، وليس كمثله شىء. فكيف إذن يتجسد الإله فى صورة يكون فيها أحد مخلوقاته أكبر منه؟ فالحمار مثلاً أكبر من الخروف، والقط أكبر من الفأر، والفيل أكبر من الحمار ، وهكذا. وعلى ذلك فإن تجسد الإله لا يليق بقداسته ، ولا عظمته. وبالتالى لا يتجسَّد الإله.
    وعلينا أن نتفق أيضًا قبل أن نبدأ فى عرض الموضوع على أن الله ليس كمثله شىء. فلا يمكنك تخيله بأى صورة كانت ، وكل صورة ترسمها فى عقلك لله ، فالله مُخالفًا لها تمامًا، لأنه {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ} (11) الشورى، وبهذا نصَّ الكتاب المقدس والقرآن على أن الله ليس كمثله شىء ، فلا يجوز شرعًا أن نشبهه بأى شىء أو شخص أو حيوان مُطلقًا لأن الكمال المطلق لله يُحتِّم نفى أى مثيل أو شبيه أو شريك له: (ليس مثل الله) تثنية 34: 26
    (20يَا رَبُّ لَيْسَ مِثْلُكَ وَلاَ إِلَهَ غَيْرُكَ) أخبار الأيام الأولى 17: 20
    (18فَبِمَنْ تُشَبِّهُونَ اللَّهَ وَأَيَّ شَبَهٍ تُعَادِلُونَ بِهِ) إشعياء 40: 18
    (5بِمَنْ تُشَبِّهُونَنِي وَتُسَوُّونَنِي وَتُمَثِّلُونَنِي لِنَتَشَابَهَ؟) إشعياء 46: 5
    وعلى الرغم من كل النصوص الواضحة سهلة الفهم والتأويل، والتى سنتعرض لها فى هذا البحث ، تجد أن أهل الكتاب قد نسبوا إلى الله صفات لا تليق بمقام الألوهية، كما ظنوا أن يسوع ابن الله ليس على سبيل المجاز والتى تعنى الإنسان التقى ، ومنهم من ظنوا أنه هو الله، ومنهم من يقول بالاثنين.
    فهذا سيريحنا فى تحديد المفاهيم التى نتناولها بالبحث، والتعرف على من يستحق أن يُطلق عليه إله. ونطرح على أنفسنا بعض الأسئلة التى تصحح مفاهيمنا عن تخيل صحيح لله:
    فهل يتصور مؤمن أن الكتاب المقدس عندهم ينسب لله التعب، والسكر، والسب، بل والتعاون مع الشيطان، وأنه مسك الخراء الآدمى وقذفه فى وجوه الكهنة ، بل وأمر نبيه حزقيال بأكل الخراء الآدمى ، ثم نسخ حكمه وخففه عنه وأمره بأكل خراء البقر:
    اقرأ: الرب يندم أنه ويتأسف فى قلبه: (6فَحَزِنَ الرَّبُّ أَنَّهُ عَمِلَ الإِنْسَانَ فِي الأَرْضِ وَتَأَسَّفَ فِي قَلْبِهِ.7فَقَالَ الرَّبُّ:«أَمْحُو عَنْ وَجْهِ الأَرْضِ الإِنْسَانَ الَّذِي خَلَقْتُهُ: الإِنْسَانَ مَعَ بَهَائِمَ وَدَبَّابَاتٍ وَطُيُورِ السَّمَاءِ. لأَنِّي حَزِنْتُ أَنِّي عَمِلْتُهُمْ»)تكوين6: 6-7
    وأيضًا (14فَنَدِمَ الرَّبُّ عَلَى الشَّرِّ الَّذِي قَالَ إِنَّهُ يَفْعَلُهُ بِشَعْبِهِ.) خروج 32: 14
    وأيضًا (وَالرَّبُّ نَدِمَ لأَنَّهُ مَلَّكَ شَاوُلَ عَلَى إِسْرَائِيلَ.) صموئيل الأول 15: 35
    ومعنى أنه حزن وندم أن النتيجة التى كان يصبوا إليها ، باءت بالفشل. وهذا ينفى عنه العلم الأزلى ، وينفى معه الألوهية.
    اقرأ: عينى الرب تدمع من الخمر: (65فَاسْتَيْقَظَ الرَّبُّ كَنَائِمٍ كَجَبَّارٍ مُعَيِّطٍ مِنَ الْخَمْرِ.) مزامير 78: 65، فلك أن تتخيل أن الرب ينام سكران ، وتؤثر فيه الخمر لدرجة اضطرت معها أن تدمع عيناه!!
    وإنى لأتعجب: هل كان يحدث هذا يوميًا مع هذا الإله أم إن هذا الحادث كان عارضًا؟ فلو كان دائم الحدوث لكان الإله مدمنًا للخمر، لا يتحكم فى شهواته، ولا بد أن يُعالج قبل أن يتولى مهام الألوهية ، حيث سيظلم عباده بغفلته عنهم ، فمن الذى كان يقوت العالم ويرعاه أثناء نومه وسكره إلا إذا كان هناك أكثر من إله؟ وعلى ذلك لا يستحق التأليه، ولابد أن تسقط الألوهية عنه!!
    ولو كان عارضًا ، لكان الإله هوائيًا، لا يتحكم فى شهواته أيضًا، وهذه تصرفات الصبية، وسبحان الله وتعالى عن هذه الصفات!
    اقرأ: الرب يأمر بالسبّ: (10فَقَالَ الْمَلِكُ: «مَا لِي وَلَكُمْ يَا بَنِي صَرُويَةَ؟ دَعُوهُ يَسُبَّ لأَنَّ الرَّبَّ قَالَ لَهُ: سُبَّ دَاوُدَ. وَمَنْ يَقُولُ: لِمَاذَا تَفْعَلُ هَكَذَا؟») صموئيل الثانى 16: 10
    اقرأ الكتاب المقدس يصف الرب بأنه ينوح ويولول كالنساء والحيوانات: (8مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ أَنُوحُ وَأُوَلْوِلُ. أَمْشِي حَافِياً وَعُرْيَاناً. أَصْنَعُ نَحِيباً كَبَنَاتِ آوَى وَنَوْحاً كَرِعَالِ النَّعَامِ) ميخا 1: 8
    اقرأ: الرب يُوقع الشر بين الناس: (23وَأَرْسَلَ الرَّبُّ رُوحاً رَدِيئَاً بَيْنَ أَبِيمَالِكَ وَأَهْلِ شَكِيمَ, فَغَدَرَ أَهْلُ شَكِيمَ بِأَبِيمَالِكَ.) القضاة 9: 23
    اقرأ: ما لم يخطر على بال الرب: (وَقَالَ لِيَ الرَّبُّ: «.... .... 4لأَنَّهُمْ تَرَكُونِي، وَتَنَكَّرُوا لِهَذَا الْمَوْضِعِ وَدَنَّسُوهُ بِإِحْرَاقِ بَخُورٍ لِآلِهَةِ أَوْثَانٍ لَمْ يَعْرِفُوهَا لاَ هُمْ وَلاَ آبَاؤُهُمْ وَلاَ مُلُوكُ يَهُوذَا أَيْضاً، وَلأَنَّهُمْ مَلَأُوا هَذَا الْمَوْضِعَ مِنْ دَمِ الأَبْرِيَاءِ. 5وَبَنَوْا مُرْتَفَعَاتٍ لِعِبَادَةِ الْبَعْلِ لِيُحْرِقُوا بَنِيهِمْ بِالنَّارِ كَقَرَابِينِ مُحْرَقَاتٍ لِلْبَعْلِ مِمَّا لَمْ أُوْصِ بِهِ وَلَمْ أَتَحَدَّثْ عَنْهُ وَلَمْ يَخْطُرْ بِبَالِي) إرميا 19: 4-5
    اقرأ: رب الأرباب يتفق مع الشيطان للإنتقام من نبيه: (19وَقَالَ: [فَاسْمَعْ إِذاً كَلاَمَ الرَّبِّ: قَدْ رَأَيْتُ الرَّبَّ جَالِساً عَلَى كُرْسِيِّهِ، وَكُلُّ جُنْدِ السَّمَاءِ وُقُوفٌ لَدَيْهِ عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ يَسَارِهِ. 20فَقَالَ الرَّبُّ: مَنْ يُغْوِي أَخْآبَ فَيَصْعَدَ وَيَسْقُطَ فِي رَامُوتَ جِلْعَادَ؟ فَقَالَ هَذَا هَكَذَا وَقَالَ ذَاكَ هَكَذَا. 21ثُمَّ خَرَجَ الرُّوحُ وَوَقَفَ أَمَامَ الرَّبِّ وَقَالَ: أَنَا أُغْوِيهِ. وَسَأَلَهُ الرَّبُّ: بِمَاذَا؟ 22فَقَالَ: أَخْرُجُ وَأَكُونُ رُوحَ كَذِبٍ فِي أَفْوَاهِ جَمِيعِ أَنْبِيَائِهِ. فَقَالَ: إِنَّكَ تُغْوِيهِ وَتَقْتَدِرُ. فَاخْرُجْ وَافْعَلْ هَكَذَا.) ملوك الأول 22: 19-22!
    اقرأ: الرب يمسك الخراء بيديه ويقذفه فى وجوه الكهنة: (3هَئَنَذَا أَنْتَهِرُ لَكُمُ الزَّرْعَ وَأَمُدُّ الْفَرْثَ عَلَى وُجُوهِكُمْ فَرْثَ أَعْيَادِكُمْ فَتُنْزَعُونَ مَعَهُ.) ملاخى 2: 3
    اقرأ: الرب يأمر حزقيال بأكل الخراء الآدمى: (12وَتَأْكُلُ كَعْكاً مِنَ الشَّعِيرِ. عَلَى الْخُرْءِ الَّذِي يَخْرُجُ مِنَ الإِنْسَانِ تَخْبِزُهُ أَمَامَ عُيُونِهِمْ». 13وَقَالَ الرَّبُّ: [هَكَذَا يَأْكُلُ بَنُو إِسْرَائِيلَ خُبْزَهُمُ النَّجِسَ بَيْنَ الأُمَمِ الَّذِينَ أَطْرُدُهُمْ إِلَيْهِمْ». 14فَقُلْتُ: [آهِ يَا سَيِّدُ الرَّبُّ, هَا نَفْسِي لَمْ تَتَنَجَّسْ. وَمِنْ صِبَايَ إِلَى الآنَ لَمْ آكُلْ مِيتَةً أَوْ فَرِيسَةً, وَلاَ دَخَلَ فَمِي لَحْمٌ نَجِسٌ». 15فَقَالَ لِي: [اُنْظُرْ. قَدْ جَعَلْتُ لَكَ خِثْيَ الْبَقَرِ بَدَلَ خُرْءِ الإِنْسَانِ فَتَصْنَعُ خُبْزَكَ عَلَيْهِ».) حزقيال 4: 12-15
    فهل هؤلاء أناس قدروا الله حق قدره؟ لا. {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ} (67) سورة الزمر
    وسنستفيد من هذه القضية فى الحكم على أفعال يسوع وأقواله ، وهل ما قاله أو فعله أو فُعل به يستحق معه أن يوصف بالألوهية. لأن هذا الموضوع من شأنه أن يُحل تأليه يسوع دون التعرض لمشكلة التثليث أو الأقانيم، دون الخوض فيها. وقد تعرضت لها باستفاضة فى كتيب (أسماء الله الحسنى ويسوع .. تطابق أم تنافر).
    * * *
    ومن الجدير بالذكر أن تعرف عزيزى القارىء أنه لا يوجد مصطلح التثليث أو الثالوث المقدس أو الثالوث الأقدس فى كامل الكتاب بعهديه القديم والجديد. ومن الصعب على العقل أن يُصدِّق أن الرب تذكَّر أن يحكى فى كتابه أن إبراهيم نبيه وخليله كان ديوثًا ، باع عرض زوجته ذات السبعين ربيعًا فى ذلك الوقت فى مقابل نقود وماشية ومركز إجتماعى أو حُظوة لدى فرعون، ونسى أن يُخبر عن لُب دينه!
    هل يمكنك عزيزى المسيحى أن تتخيل أن الرب لا يتذكر أن يحكى إلا ما يشينه ويشين ألوهيته ويقدح فى أنبيائه ، ونسى أهم عقيدة فى دينه ، الذى يريد البشر أن يتبعونه؟
    إن كل ما نقرأه من صفات ساذجة نسبها شخص كافر لله ، ونسبها إنسان زنديق لأنبياء الله، لتتسبب فى ترك هذا الدين، أو تقليد هؤلاء الأنبياء الزناة، العراة، المتاجرين بالنبوة، اللصوص، الأمر الذى سيترتب عليه إفساد العباد أيضًا. فبأى حق استحق هذا الإله تسميته بإله المحبة؟
    وما الفرق بينه وبين الشيطان فى هذا العمل فكلاهما مفسد فى الأرض؟
    وهل إله المحبة ينسى لب عقيدته أو يخشى أن يُخبر عباده بها ، ويتركهم يتخبطون، ويتصارعون من أجل فهمها ، وينفسمون بسبب ذلك شيعًا؟
    فاقرأ: كيف يأمر نبى الله وخليله زوجته بالكذب، ولا يخشى الله ويضحى بشرفه وشرف زوجته سارة خوفاً على نفسه من القتل ولتحقيق مكاسب دنيوية: (11وَحَدَثَ لَمَّا قَرُبَ أَنْ يَدْخُلَ مِصْرَ أَنَّهُ قَالَ لِسَارَايَ امْرَأَتِهِ: «إِنِّي قَدْ عَلِمْتُ أَنَّكِ امْرَأَةٌ حَسَنَةُ الْمَنْظَرِ. 12فَيَكُونُ إِذَا رَآكِ الْمِصْرِيُّونَ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ: هَذِهِ امْرَأَتُهُ. فَيَقْتُلُونَنِي وَيَسْتَبْقُونَكِ. 13قُولِي إِنَّكِ أُخْتِي لِيَكُونَ لِي خَيْرٌ بِسَبَبِكِ وَتَحْيَا نَفْسِي مِنْ أَجْلِكِ». 14فَحَدَثَ لَمَّا دَخَلَ أَبْرَامُ إِلَى مِصْرَ أَنَّ الْمِصْرِيِّينَ رَأَوُا الْمَرْأَةَ أَنَّهَا حَسَنَةٌ جِدّاً. 15وَرَآهَا رُؤَسَاءُ فِرْعَوْنَ وَمَدَحُوهَا لَدَى فِرْعَوْنَ فَأُخِذَتِ الْمَرْأَةُ إِلَى بَيْتِ فِرْعَوْنَ 16فَصَنَعَ إِلَى أَبْرَامَ خَيْراً بِسَبَبِهَا وَصَارَ لَهُ غَنَمٌ وَبَقَرٌ وَحَمِيرٌ وَعَبِيدٌ وَإِمَاءٌ وَأُتُنٌ وَجِمَالٌ.) تكوين 12: 11-16
    ولم ينس الرب أن يذكر معركته مع يعقوب ، وكيف أجبره يعقوب أن يباركه (تكوين 32: 24-30)، ولكنه نسى ذكر أساس دينه ، الذى عليه يحيا الإنسان خالدًا فى الجنة ، أو فى النار! ألست معى أن ذكر لُب عقيدته وبرهنتها أفضل من ذكر قصة رخيصة تعلم الناس الخيانة والقتل واحتقار الأنبياء، ورفض اتباعهم، مثل قصة خيانة داود لثامار امرأة جاره ، ثم قتله مع جزء من جنوده فى معركة حربية من أجل الله؟ (صموئيل الثانى صح 11)
    المهم نسى الرب أن يُخبر المؤمنين بعماد الدين وسنامه ، وهذا تعبير أفضل من الإعتقاد أن الرب تعمَّد عدم ذكره لتتناحر الطوائف المسيحية المختلفة حول طبيعة الإله ، وكيفية الإنبثاق ، والأزلية فى الوقت الذى ولِدَ فيه أحدهما من الأب ، وانبثق الآخر منه أو منهما ، الأمر الذى يعنى سبق الوجود للأب ، فهو وحده الذى يُطلق عليه الأزلى.
    إن دراسة موضوع التثليث لهو من أهم الموضوعات فى المسيحية وفى مقارنة الأديان ، لأن به يثبت دين وتقوم له قائمة ، أو تسقط ديانة توصف بتبنى المعتقدات الوثنية، وذلك لأنه على هذه العقيدة يقوم الدين كله ، فبه يتم الخلاص من الذنوب، وبدونه لا يتم الخلاص من الذنوب أو يُنقذ أحد فى الآخرة.
    ونحن نؤمن أن كلمة الله توضح دائمًا الحقيقة وترشدنا للطريق المستقيم ، لذلك نتساءل: أين هى هذه الحقيقة المزعومة بشأن التثليث؟ هل أغفل الرب عن ذكرها أم لم يفرضها ولم يوح بها؟ وإذا كان الرب أغفل ذكره فهل من حق رجل الدين المسيحى أن يُعدِّل على الرب، أو يذكر ما لم يذكره الرب، وينسبه إليه، أو يجعله من الدين؟ وإذا كان الرب قد أغفل ذكرها ، فماذا أغفله أيضًا وعلينا أن نؤمن به؟ وهل مثل هذا الإله يوثق به أو يوثق بوحيه؟ وهل مثل هذا الإله يستحق التأليه؟
    أم ترى أن الآباء الأولين قد أخطأوا فى فهم نصوص معينة من الكتاب ، وادعوا أنها تشير إلى التثليث؟ وإذا كنا نؤمن بإله واحد أنزل كل هذه الأديان ، فما الذى يجعل المسيحية تشذُّ عن ديانة التوحيد والوحدانية الذى جاءت بها اليهودية والإسلام؟ وهل التثليث يُشير إلى الوحدانية أم إلى الجمع بين ثلاثة أى إلى إله يتكوَّن فى أصله من ثلاثة آلهة اتحدوا لعلة التكامل فيما بينهم؟
    {مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِن وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ إِذًا لَّذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلَا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ} (91) سورة المؤمنون
    {قُل لَّوْ كَانَ مَعَهُ آلِهَةٌ كَمَا يَقُولُونَ إِذًا لاَّبْتَغَوْاْ إِلَى ذِي الْعَرْشِ سَبِيلاً } (42) سورة الإسراء
    * * *
    اتفق كل العلماء تقريبًا على أن نظرية التثليث هذه قد استُخدِمَت فى القرن الرابع بعد الميلاد، وذلك بعد أن عقدت الكنيسة عدة مجامع تشكَّل على أثرها هذه العقيدة. ففى عام 325م عقدت الكنيسة مجمع نيقية ، وقررت فيه تأليه يسوع ، ولم تبت فى شأن الروح القدس. وفى 381م عقدت مجمع القسطنطينية وقررت فيه تأليه الروح القدس.
    ويعترف العلماء كذلك ، كما سيمر علينا ، بأن هذه العقيدة لم تكن معروفة فى العصور المبكرة للمسيحية، ولم ينادِ بها التلاميذ (الحواريون) ، بل لم يعرفوها إلا عن طريق البلاد المجاورة الوثنية.
    وقد لعب القيصر قسطنطين دورًا هامًا فى تثبيت هذا التثليث. ففى عام 300م ظهرت آراء كثيرة مختلفة ومتضاربة حول شخص يسوع وعلاقته بالرب. ومن أظهر هذه الخلافات فى هذا الشأن الخلاف الذى قام بين الأسقف اسكندر السكندرى فى مصر ورجل الاكليروس آريوس. فقد كان الأول يُعلِّم أتباعه أن يسوع هذا إله ، مساوٍ للرب الواحد. إلا أن آريوس كان يتبنى العقيدة التى تنادى بأن عيسى  ما كان إلا بشرًا سويًا ، أرسله الله تعالى لبنى إسرائيل ، ولا يُمكن أن يكون إلهًا أو حتى مساويًا لله ، مستشهدًا على ذلك بقول الكتاب: (لأَنَّ أَبِي أَعْظَمُ مِنِّي.) يوحنا 14: 28 ، وبناءًا على أقواله هذه تم عزله فى المجمع الذى عقد فى عام 321م فى الأسكندرية وحُرم. فكان هذا مطابقًا لنبوءة يسوع القائلة: (1«قَدْ كَلَّمْتُكُمْ بِهَذَا لِكَيْ لاَ تَعْثُرُوا. 2سَيُخْرِجُونَكُمْ مِنَ الْمَجَامِعِ بَلْ تَأْتِي سَاعَةٌ فِيهَا يَظُنُّ كُلُّ مَنْ يَقْتُلُكُمْ أَنَّهُ يُقَدِّمُ خِدْمَةً لِلَّهِ. 3وَسَيَفْعَلُونَ هَذَا بِكُمْ لأَنَّهُمْ لَمْ يَعْرِفُوا الآبَ وَلاَ عَرَفُونِي.) يوحنا 16: 1-3
    وتبع آريوس الكثير من الشعب السكندرى وأهل الصعيد ، وكذلك من الأساقفة ذوى النفوذ القوى منهم يوسابيوس القيصرى الفلسطينى، ويوسابيوس أسقف نيقوميدية ، فقد كانا يؤمنان أيضًا أن يسوع لم يكن إلهًا.
    وقد لعب القيصر الوثنى الرومانى قسطنطين دورًا فى غاية الأهمية فى توطيد هذه العقيدة، واستخدم نفوذه السياسى، وضغط على الأساقفة، لكى يقبلوا وجهة نظره العقائدية ، التى وافق عليها فى الأساس 318 أسقفًا فقط من إجمالى 2024 أسقفًا.
    فكان موقف الأساقفة الرافضين تأليه يسوع ، وتغيير عقائد بنى إسرائيل أفضل من موقف التلاميذ الذين تخلوا عن معلمهم فى أشد منحة ممكن أن يتعرض لها هذا الإله: (حِينَئِذٍ تَرَكَهُ التَّلاَمِيذُ كُلُّهُمْ وَهَرَبُوا.) متى 26: 56
    بل وتنكروا له ، بل أقسم بطرس ، ذلك التلميذ الذى أوتى مفاتيح السماوات والأرض ، فجعله كل ما يربطه على الأرض يكون مربوطا فى السماء ، وكل ما يحله على الأرض يكون محلولاً فى السماء (متى 16: 17-19). أقول أقسم بطرس أنه لا يعرف معلمه بعد أن أنكره مرتين: (69أَمَّا بُطْرُسُ فَكَانَ جَالِساً خَارِجاً فِي الدَّارِ فَجَاءَتْ إِلَيْهِ جَارِيَةٌ قَائِلَةً: «وَأَنْتَ كُنْتَ مَعَ يَسُوعَ الْجَلِيلِيِّ». 70فَأَنْكَرَ قُدَّامَ الْجَمِيعِ قَائِلاً: «لَسْتُ أَدْرِي مَا تَقُولِينَ!» 71ثُمَّ إِذْ خَرَجَ إِلَى الدِّهْلِيزِ رَأَتْهُ أُخْرَى فَقَالَتْ لِلَّذِينَ هُنَاكَ: «وَهَذَا كَانَ مَعَ يَسُوعَ النَّاصِرِيِّ!» 72فَأَنْكَرَ أَيْضاً بِقَسَمٍ: «إِنِّي لَسْتُ أَعْرِفُ الرَّجُلَ!» 73وَبَعْدَ قَلِيلٍ جَاءَ الْقِيَامُ وَقَالُوا لِبُطْرُسَ: «حَقّاً أَنْتَ أَيْضاً مِنْهُمْ فَإِنَّ لُغَتَكَ تُظْهِرُكَ!» 74فَابْتَدَأَ حِينَئِذٍ يَلْعَنُ وَيَحْلِفُ: «إِنِّي لاَ أَعْرِفُ الرَّجُلَ!» وَلِلْوَقْتِ صَاحَ الدِّيكُ) متى 26: 69-74
    وعلى الرغم من أن بنى إسرائيل عبدوا الأوثان فى بعض الأوقات ، إلا أنهم فى الحقيقة لم يعرفوا التثليث هذا ، ولم يكن عندهم إلا إلهٌ واحدٌ غير منقسم إلى أب وابن وروح قدس، وغير مُجمَّع من أب وابن وروح قدس. كما كانت عقيدة بنى إسرائيل هذه هى نفس العقيدة التى كان المسيحيون الأول يدينون بها ، وهى نفس التعاليم التى كان يعلمها عيسى  لقومه فى الهيكل. أم تعتقد عزيزى المسيحى أن يسوع كان يُعلِّم الناس التثليث ورشم الصليب داخل معبد اليهود؟
    * * *
    تعريف الأقانيم ومناقشة مفهومها عندهم:
    لقد أقر القس منسى يوحنا مستشهدًا بقول بوسويه ص118 بعدم وجود كلمة أقنوم لا فى الكتاب المقدس ولا فى قوانين المجامع، ولا عرفها أحد من الرسل، قائلاً: (لقد خلت الكتب المقدسة من تلك المعضلة حتى وقف آباء الكنيسة حائرين زمنًا طويلاً، لأن كلمة أقنوم لا توجد فى قانون الإيمان الذى وضعه الرسل, ولا فى قانون مجمع نيقية, وأخيرًا اتفق أقدم الأباء على أنهم كلمة تعطى فكرة ما عن كائن لا يمكن تعريف بأى وجه من الوجوه). وهى حقيقة لا تحتاج فى الواقع إلى اعتراف القس، فالقارىء للكتاب المقدس، أو الباحث فيه عن كلمة «ثالوث» أو «تثليث» أو «أقنوم» يُدرك هذه الحقيقة ، التى يعترف بها كل علماء الكتاب المقدس دون تردد!
    وهذا لا يعنى إلا أن هذه العقيدة تكونت من نتاج أفكارهم وليس لديهم نص كتابى قال فيه الرب أنا مكوَّن من ثلاثة أقانيم ، أو ذكر كلمة الثالوث أو التثليث أو أقنوم. وكل ما هناك استنتاجات وتأويلات ، ولا تؤخذ عقيدة أبدًا بصورة استنتاجية من النصوص ، وإلا لتفرق الناس شيعًا ، كل يذهب بما عقل ، ولضاع الدين وضاعت العقيدة السليمة بين الناس.
    ومعنى ذلك أن عقيدة التثليث لم تكن إذن من المكونات الأساسية للعقيدة المسيحية حتى إنعقاد مجمع نيقية. مع الأخذ فى الاعتبار أن قانون الإيمان لم يضعه الرسل، ولا يسوع نفسه ، بل جاء يسوع متبعًا لقانون الإيمان الذى جاء به موسى والأنبياء، وهو شهادة التوحيد: (3وَهَذِهِ هِيَ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ: أَنْ يَعْرِفُوكَ أَنْتَ الإِلَهَ الْحَقِيقِيَّ وَحْدَكَ وَيَسُوعَ الْمَسِيحَ الَّذِي أَرْسَلْتَهُ.) يوحنا 17: 3 ، أى يقولون: نشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له ، ونشهد أن عيسى رسول الله.
    وكلمة أقنوم هى كلمة يونانية تعنى (شخص). وهكذا تترجم فى جميع اللغات إلى كلمة Person ، ويراها البعض أنها كلمة سريانية، يطلقها السريان على كل من يتميز عن من سواه، بشرط أن لا يكون مما شُخِّصَ أو له ظل. الأمر الذى يعنى أنه لا يستحق الابن أن يُطلق عليه كلمة أقنوم، لأنه كان شخصًا له ظل. بل ومن الممكن أن يُطلق على الشيطان والأشباح كلمة أقنوم ، ويُناسبها هذا المصطلح أكثر من الابن.
    يعترف القس منسى يوحنا ص117 فى كتابه (شمس البر) فى تعريفه لكلمة "أقنوم" أن الكلمة نفسها قاصرة عن تحديد ما يفهمونه من كون الرب ثلاثة فى واحد، وواحد فى ثلاثة. وهذا يعنى أن هذه الكلمة اصطلاح استحدثوه للتعبير عن العقيدة التى لا يفهمونها. فكيف كان يفهمها يسوع؟
    وكيف كان يفهمها أتباعه إلى أن استحدثوا هذه المصطلحات؟
    وإذا كانت هذه هى العقيدة الربانية ، فلماذا لم يخلق الرب المصطلح الذى يفهمه عباده للتعبير عن دينه وعقيدتهم؟
    وهل نسى الرب أن يوجد هذه المفاهيم المستحدثة من غيره وترك عباده يُكملوا ما نسيه هو؟
    وهل من الأدب أن يستحدثوا فى الدين ما نسيه الرب ويحرجونه أمام عبيده؟
    يقول القس: (لكن لفظة الأقنوم، كسائر الألفاظ البشرية، قاصرة عن إيضاح تلك الحقيقة الإلهية، أى كون الله ثالوثًا فى الأقنومية وواحدًا فى الجوهر. فليس للفظة أقنوم فى اللغة البشرية معنى كمعناها الخاص فى التعبير عن الثالوث الأقدس، لأن المراد بتلك اللفظة فى غير الكلام عن التثليث ، شخص متميز منفرد عن غيره كبولس مثلا، والمراد بها فى الكلام عن الثالوث غير ذلك التعيين أو استقلال الأقنوم عن الجوهر، فأقانيم الثالوث هى واحدة فى الجوهر.)
    ولا يعنى هذا إلا فشل القائمين على هذا الدين عن فهم التثليث أو إيضاحه للناس، على الرغم من ادعائهم بأنهم يمتلكون الروح القدس التى تهب الفهم والحكمة، إضافة إلى فشل الإله فى خلق المفاهيم المحددة التى تعبر عنه لمخلوقاته.
    وفى الوقت الذى تعنى فيه كلمة أقنوم شخصًا ، يرفضون هذا المعنى ، حتى لا يظن أحد أن ثلاثة أقانيم تعنى ثلاثة أشخاص، ويتوجه بالنقد لنظريتهم هذه، ويُرمون بالشرك. لذلك يفرقون بين الشخص والأقنوم، فالشخص عندهم هو الذات المنفصلة، التى لها صفات ومميزات تختلف عن بعضها البعض ، أما الأقنوم فهو عندهم ذات واحدة متحدة مع ذات الله، وتتميز كل منها عن الآخر فى الأقنومية، أى فى الاسم فقط، إلا أنهم واحد فى الجوهر بكل صفاته وخواصه ومميزاته ، وذلك كما يقول عوض سمعان فى كتابه (الله .. ذاته ونوع وحدانيته) ص134.
    وإذا أردنا أن نحدد بدقة مفهومه الذى صاغه نجد أن كلا من الشخص والأقنوم يتمتع بصفات وخواص قد تختلف وتميز كل منهما. وهنا لا تجد فرقًا بينهما. فهذا الشخص أمين ، وذاك أمين. ولا تعنى اتفاقهما فى صفة الأمانة اتحادهما ، وأن الشخصين أصبحا شخصًا واحدًا على الحقيقة وتلاشى أحدهما فى الآخر. إضافة إلى ذلك فإن الشخص هو ذات منفصلة. والأقنوم يعرفها بأنها ذات متحدة مع الله. وعلى حد تعبيره فإذا كان الأقنوم هو ذات متحدة مع الله، فينتج إذن من الثلاثة أقانيم ذات واحدة، وليس هناك أدنى داعٍ للكلام عن ثلاثة أقانيم، وليكتفوا بعبادة الله وحده فقط.
    وعلى الرغم من ذلك لم يثبت كلامه هذا، فهو يلف ويدور حول ما يؤمن به ليثبته دون دليل. فإذا كان لكل أقنوم صفات وخصائص يتميز بها عن الآخرين، فكيف لا يكونان منفصلين؟ وهل باتحاد الأقانيم لا تتحد الصفات؟ فإذا لم تتحد الصفات لظل الإله ثلاثى الأقانيم، ولما جاز لكم الحديث عن التوحيد!!
    يوضح هذا المفهوم بصورة أخرى "مفيد كامل" فى كتابه (الثالوث ص25) قائلاً: ”لكل أقنوم خاصية تميزه عن الآخر،وعمل معين، وليس لواحد منهم أن يطغى على الآخر أو يؤثِّر فى كينونته أو يضمحل فيه“.
    وعلى ذلك فإن كلمة أقنوم لا تعنى الخواص التى يتميز بها كل من هؤلاء الثلاثة عن الآخر، بدليل قوله: إن لكل منهم (عمل معين، وليس لواحد منهم أن يطغى على الآخر أو يؤثِّر فى كينونته أو يضمحل فيه) ، الأمر الذى يعنى كونهم ثلاثة بالفعل ، يتميَّز كل واحد منهم بإرادة وكيان (أقنوم) وعمل عن الآخر، ولا يمكن أن يكون أى أقنوم منهم إلهًا كاملاً، حيث يحتاج كل منهم إلى عمل الآخر ليكتمل عمله هو. والذى يحتاج لغيره ليس بإله. ولا يمكن أن نعتبر هذه الأقانيم صفات أو خواص وذلك أيضًا لأن تحديد الرب بثلاث صفات فقط تقليلاً من شأنه، ومشينًا لقداسته.
    ويؤكدون تحليلى هذا بقولهم إنها تعنى عندهم الإشارة إلى كائن حى، قدير، تصدر عنه أقوال وأفعال تنم عن كينونته. بحيث أن أقنوم الآب لا يمكن أن يكون أيضًا أقنوم الابن أو أقنوم الروح القدس، ولا الابن يمكنه أن يكون الآب أو أقنوم الروح القدس ، ولا الروح القدس يمكن أن يكون الابن أو الآب.
    فأقنوم الأب نسبوا إليه الخلق والتبنى والدعوة، ولكنه لا يستطيع غفران الذنوب، فعلى ذلك إن من يريد أن يُغفر له، فعليه بالتوجه للأقنوم الثانى والتضرع إليه. ومن أراد الإنجاب فعليه أن يتضرع للأقنوم الأول الخالق ، والأقنوم الثالث المُحيى. فهل يقول عاقل بأنهم ليسوا ثلاثة آلهة؟
    وأقنوم الابن ليس من اختصاصه الخلق أو التبنى ، وليس من اختصاصه تقديس النفوس وإحيائها ، ولكنه يختص بعملية الفداء ، وعلى ذلك فإن من يريد أن تتقدس نفسه فعليه بالتوجه إلى الروح القدس وهو الأقنوم الثالث ، وطلب ذلك منه.
    وعلى ذلك فإن من يبغ أن ينقذه الله ويغفر له ذنوبه فليس عليه أن يتضرع أو يصلى للأب ، بل يتوجه إلى الأقنوم الثانى ، ويسأله الخلاص ، وذلك لأن الأب لا يملك الخلاص ، بل هو ما يميز أقنوم الابن. وذلك على الرغم من أن الابن نفسه كان يتضرع إلى الأب لينقذه، وحدد أنه لا يقدر أن يغفر الذنوب إلا الله الغفَّار: (مَنْ يَقْدِرُ أَنْ يَغْفِرَ خَطَايَا إلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ؟) مرقس 2: 7 ، ولوقا 5: 21

    وعلى الرغم من أن لكل إله اختصاصه، الذى لا يتعداه، والذى لا يقدر أن يفعله غيره، إلا أنهم ليسوا ثلاثة، ولكنهم إله واحد لا ينفصلون، هكذا (بالعافية!!)، غصبًا عن العقل والعلم والمنطق والرياضة.
    تقول النصوص الإنجيلية:
    (فصرخ يسوع أيضاً بصوت عظيم وأسلم الروح) متى 27: 50
    (32فَيَسُوعُ هَذَا أَقَامَهُ اللهُ وَنَحْنُ جَمِيعاً شُهُودٌ لِذَلِكَ.) أعمال الرسل 2: 32
    (30إِلَهُ آبَائِنَا أَقَامَ يَسُوعَ الَّذِي أَنْتُمْ قَتَلْتُمُوهُ مُعَلِّقِينَ إِيَّاهُ عَلَى خَشَبَةٍ) أعمال 5: 30
    والله نفسه هو الإله الحى الذى لا يموت: (39اُنْظُرُوا الآنَ! أَنَا أَنَا هُوَ وَليْسَ إِلهٌ مَعِي. أَنَا أُمِيتُ وَأُحْيِي. سَحَقْتُ وَإِنِّي أَشْفِي وَليْسَ مِنْ يَدِي مُخَلِّصٌ. 40إِنِّي أَرْفَعُ إِلى السَّمَاءِ يَدِي وَأَقُولُ: حَيٌّ أَنَا إِلى الأَبَدِ.) تثنية 32: 39-40
    (10أَمَّا الرَّبُّ الإِلَهُ فَحَقٌّ. هُوَ إِلَهٌ حَيٌّ وَمَلِكٌ أَبَدِيٌّ.) إرمياء 10: 10
    (26مِنْ قِبَلِي صَدَرَ أَمْرٌ بِأَنَّهُ فِي كُلِّ سُلْطَانِ مَمْلَكَتِي يَرْتَعِدُونَ وَيَخَافُونَ قُدَّامَ إِلَهِ دَانِيآلَ لأَنَّهُ هُوَ الإِلَهُ الْحَيُّ الْقَيُّومُ إِلَى الأَبَدِ وَمَلَكُوتُهُ لَنْ يَزُولَ وَسُلْطَانُهُ إِلَى الْمُنْتَهَى) دانيال 6: 26
    (21لأَنَّهُمْ لَمَّا عَرَفُوا اللهَ لَمْ يُمَجِّدُوهُ أَوْ يَشْكُرُوهُ كَإِلَهٍ بَلْ حَمِقُوا فِي أَفْكَارِهِمْ وَأَظْلَمَ قَلْبُهُمُ الْغَبِيُّ. 22وَبَيْنَمَا هُمْ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ حُكَمَاءُ صَارُوا جُهَلاَءَ 23وَأَبْدَلُوا مَجْدَ اللهِ الَّذِي لاَ يَفْنَى بِشِبْهِ صُورَةِ الإِنْسَانِ الَّذِي يَفْنَى وَالطُّيُورِ وَالدَّوَابِّ وَالزَّحَّافَاتِ. 24لِذَلِكَ أَسْلَمَهُمُ اللهُ أَيْضاً فِي شَهَوَاتِ قُلُوبِهِمْ إِلَى النَّجَاسَةِ لإِهَانَةِ أَجْسَادِهِمْ بَيْنَ ذَوَاتِهِمِ. 25الَّذِينَ اسْتَبْدَلُوا حَقَّ اللهِ بِالْكَذِبِ وَاتَّقَوْا وَعَبَدُوا الْمَخْلُوقَ دُونَ الْخَالِقِ الَّذِي هُوَ مُبَارَكٌ إِلَى الأَبَدِ. آمِينَ. 26لِذَلِكَ أَسْلَمَهُمُ اللهُ إِلَى أَهْوَاءِ الْهَوَانِ) رومية 1: 21-26
    وإذا سألت أى مسيحى عن كيفية عدم إنفصالهم فى الوقت الذى يُخاطب فيه الابن الأب، أو يصلى إليه، أو يستغيث به، أو يعظمه، أو ينسب إلى نفسه الضعف وإلى الله القوة والمقدرة المطلقة، أو القبض على الابن وإهانته والبصق فى وجهه ثم تثبيته بمسامير فى خشبة ، ونزع روحه منه، فلن تحصل على إجابة يقتنع هو بها ، فمن المستحيل أن يظل عقله متحجرًا ويدعى أن الآب والروح القدس أُهينا مع الابن وفقدا قداستهما وماتا. لأن هذا سيستتبعه السؤال عن الأقنوم الرابع الذى أحيا الرب بعد مماته، ولن يجد له إجابة. لذلك يُحبذ آخرون القول بفصل اللاهوت عن الناسوت وقت الأكل والتبول والتبرز والخوف والضعف والإهانة والموت. وهذا يُخالف قانون إيمانهم.
    * * *
    والمتعمق فى قراءة الأناجيل يصيبه الدوار أيضًا إذا ما حاول أن يجد إجابة شافية لموضوع أى الأقانيم هو الذى حل بيسوع؟
    فتارة تجد أن أقنوم الآب هو الذى حل على يسوع: (21لِيَكُونَ الْجَمِيعُ وَاحِداً كَمَا أَنَّكَ أَنْتَ أَيُّهَا الآبُ فِيَّ وَأَنَا فِيكَ لِيَكُونُوا هُمْ أَيْضاً وَاحِداً فِينَا لِيُؤْمِنَ الْعَالَمُ أَنَّكَ أَرْسَلْتَنِي.) يوحنا 17: 21
    وتارة تجد أن أقنوم الروح القدس هو الذى حل على يسوع: (16فَلَمَّا اعْتَمَدَ يَسُوعُ صَعِدَ لِلْوَقْتِ مِنَ الْمَاءِ وَإِذَا السَّمَاوَاتُ قَدِ انْفَتَحَتْ لَهُ فَرَأَى رُوحَ اللَّهِ نَازِلاً مِثْلَ حَمَامَةٍ وَآتِياً عَلَيْهِ) متى 3: 16 ، (10وَلِلْوَقْتِ وَهُوَ صَاعِدٌ مِنَ الْمَاءِ رَأَى السَّمَاوَاتِ قَدِ انْشَقَّتْ وَالرُّوحَ مِثْلَ حَمَامَةٍ نَازِلاً عَلَيْهِ.) مرقس 1: 10، و(22وَنَزَلَ عَلَيْهِ الرُّوحُ الْقُدُسُ بِهَيْئَةٍ جِسْمِيَّةٍ مِثْلِ حَمَامَةٍ.) لوقا 3: 22
    وتارة تجد أن الأقنوم الثانى (الابن) هو الذى حل على يسوع: (37فَأَخِيراً أَرْسَلَ إِلَيْهِمُ ابْنَهُ قَائِلاً: يَهَابُونَ ابْنِي!) متى 21: 37 ، و(17لأَنَّهُ لَمْ يُرْسِلِ اللَّهُ ابْنَهُ إِلَى الْعَالَمِ لِيَدِينَ الْعَالَمَ بَلْ لِيَخْلُصَ بِهِ الْعَالَمُ.) يوحنا 3: 17 ، (34قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «طَعَامِي أَنْ أَعْمَلَ مَشِيئَةَ الَّذِي أَرْسَلَنِي وَأُتَمِّمَ عَمَلَهُ.) يوحنا 4: 34، (لأَنِّي لاَ أَطْلُبُ مَشِيئَتِي بَلْ مَشِيئَةَ الآبِ الَّذِي أَرْسَلَنِي.) يوحنا 5: 30
    وتارة أخرة نقرأ أن يسوع قال لرئيس الكهنة: (وَأَيْضاً أَقُولُ لَكُمْ: مِنَ الآنَ تُبْصِرُونَ ابْنَ الإِنْسَانِ جَالِساً عَنْ يَمِينِ الْقُوَّةِ وَآتِياً عَلَى سَحَابِ السَّمَاءِ.) متى 26: 64 ، مرقس 14: 62 ، لوقا 22: 69 ، وأُبرزت هذه الفكرة مرات أخرى فى (أعمال الرسل 7: 55 ، وكولوسى 3: 1). ومعنى ذلك أنهم يؤمنون بالفعل أن يسوع جالسًا على يمين الرب ، والرب جالسًا على يساره. وهذا يُكذب قولهم باتحاد الأقانيم اتحادًا لا انفكاك فيه. بل إنه منقص من قدر الابن. فالأب هو الجالس على العرش والابن على يمينه. فلماذا لا يجلس الابن على العرش والأب على يمينه؟
    وعلى ذلك لا يمكن أن يكون يسوع إلهًا أو متحدًا مع الله، بل هو ثلاثة. والغريب أنهم تناسوا الروح القدس فى، ولم يُفكروا ولو لمرة أين سيكون موقعه من هذه الجلسة! فلو كان على الجانب الأيسر للرب، أو حتى على الجانب الأيمن ليسوع للزمهم القول بتفكك الثالوث، وجلوس ثلاثة آلهة ناقصة بجوار بعضها البعض.
    وأنا أجد أنهم يُضيعون وقتهم هباءًا منثورًا فى مثل هذه التعريفات التى يقومون بها. فلن يعرفوا الله إلا بما عرف الله به نفسه ، وأوحاه إلى أنبيائه. فمن أين لهم بكل هذه التعريفات والفلسفة، التى لم يأت بها نبى، ولم توح فى كتاب؟ إن يسوع نفسه قد قرر أنه لا يعرف أحد الآب إلا الابن فلماذا تقولون بما لم يتفوَّه به يسوع عن التثليث والأقانيم؟ (وَلاَ أَحَدٌ يَعْرِفُ الآبَ إِلاَّ الاِبْنُ) متى 11: 27

    وفى الختام أسأل الله سبحانه وتعالى أن يجعل هذا العمل لوجهه الكريم وأن ينفع به الباحث عن الحق.
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jun 2009
    المشاركات
    2,651
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    02-09-2020
    على الساعة
    11:46 PM

    افتراضي

    بسم الله الرحمن الرحيم

    جزاك الله تعالى خيرا اختنا الفاضلة على الموضوع القيم والرائع

    بداية مبشرة بالخير باذن الله تعالى

    حياك الله
    سَلامٌ مِنْ صَبا بَرَدى أَرَقُّ ....ودمعٌ لا يُكَفْكَفُ يا دمشقُ

    ومَعْذِرَةَ اليراعةِ والقوافي .... جلاءُ الرِّزءِ عَنْ وَصْفٍ يُدَّقُ

    وذكرى عن خواطرِها لقلبي .... إليكِ تلفّتٌ أَبداً وخَفْقُ

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Apr 2005
    المشاركات
    3,801
    آخر نشاط
    22-12-2012
    على الساعة
    06:56 PM

    افتراضي

    موضوع رائع اختنا و أرجو التتبيث
    أضحكتني في
    اقرأ: عينى الرب تدمع من الخمر: (65فَاسْتَيْقَظَ الرَّبُّ كَنَائِمٍ كَجَبَّارٍ مُعَيِّطٍ مِنَ الْخَمْرِ.) مزامير 78: 65، فلك أن تتخيل أن الرب ينام سكران ، وتؤثر فيه الخمر لدرجة اضطرت معها أن تدمع عيناه!!
    هههههههههههههه

الجواب الصحيح لمن قال بالوهية المسيح

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 23-02-2013, 03:41 PM
  2. التعليق على كتاب الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح لشيخ الاسلام
    بواسطة ابو ياسمين دمياطى في المنتدى منتدى الصوتيات والمرئيات
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 03-05-2011, 10:40 AM
  3. كتاب الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح إنجليزي
    بواسطة محبة رسول العزة في المنتدى منتدى نصرانيات
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 07-11-2010, 09:43 PM
  4. الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح كتاب الكتروني رائع
    بواسطة عادل محمد في المنتدى منتدى الكتب
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 10-10-2009, 01:01 AM
  5. الجواب الصحيح فى مشكلة اخوة المسيح
    بواسطة الشرقاوى في المنتدى حقائق حول عيسى عليه السلام
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 09-12-2005, 08:36 PM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  

الجواب الصحيح لمن قال بالوهية المسيح

الجواب الصحيح لمن قال بالوهية المسيح