بسم الله الرحمن الرحيم
احمد لله تبارك وتعالى واصلي واسلم على سيدنا محمد البشير النذير ، والمبعوث رحمة للعالمين صلى الله عليه وعلى اله وأصحابه الطيبين وبعد
أ – فان نبي الإسلام محمدا صلى الله عليه وسلم جاء بخير هداية وأفضل هي رسالة الإسلام التي جاءت مكملة لما سبق من الشرائع من نقص ، وخاتمة للرسالات والنبوات ، وشاملة لشئون الدنيا والآخرة ، وخالدة بعد فناء الزمن – فجاءت بعقيدة الإيمان بالله واليوم الأخر والملائكة والكتاب والنبيين ، لتهذيب سلوك البشر ، وتفجر فيهم المشاعر النبيلة ، وتوقظ حواس الخير ، وتربي ملكه المراقبة ، وتبعث على طلب معالي الأمور وأشرفها ، وتنأى عن محقرات الأعمال وسفسافها – وهذا هو الإيمان الذي ذكره النبي صلى الله عليه وسلم حين سأله جبريل عليه السلام عنه- فأجابه النبي صلى الله عليه وسلم (مالْإِيمَانِ قَالَ أَنْ تُؤْمِنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَتُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ) .والإيمان هو الأساس لشريعة الإسلام ، وقبول العمل الصالح المقرون بالإيمان فالإيمان يمثل العقيدة ، والأصول التي تقوم عليها شرائع الإسلام وعنها تنبثق فروعه والعمل يمثل الشريعة ، والفروع التي تعتبر امتداد للإيمان والعقيدة .والإيمان والعمل ، أو العقيدة والشريعة كلاهما مرتبط بالأخر ارتباط الثمار بالأشجار أو ارتباط المسببات بالأسباب ، والنتائج بالمقدمات – وما من آية فى كتاب الله تذكر الإيمان إلا وهى مقرونة بالعمل – قال تعالى :-(وَالْعَصْرِ{1} إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ{2} إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ) وقوله تعالى(إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدّاً{96}) وقوله تعالى {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ يَهْدِيهِمْ رَبُّهُمْ بِإِيمَانِهِمْ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمُ الأَنْهَارُ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ } وقوله تعالى{إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلاً } وقوله تعالى{مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ } أخرج ابن أبي شيبة عن الحسن موقوفاً «ليس الإيمان بالتمني ولكن ما وقر في القلب وصدقه العمل وإن قوماً ألهتهم أماني المغفرة حتى خرجوا من الدنيا ولا حسنة لهم ، وقالوا : نحسن الظن بالله تعالى وكذبوا لو أحسنوا الظن لأحسنوا العمل» وأخرج البخاري في «تاريخه» عن أنس مرفوعاً " ليس الإيمان بالتمني ولا بالتحلي ولكن هو ما وقر في القلب فأما علم القلب فالعلم النافع وعلم اللسان حجة على بني آدم " ومن الأعمال التي قرنت بالإيمان العبادات التي شرعها الله لنا لتكون ترجمة عملية لما يصدقه القلب وهى أركان الإسلام والتي سأل عنها جبريل رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال له :(أخبرني عن الإسلام . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم . وتقيم الصلاة . وتؤتي الزكاة . وتصوم رمضان . وتحج البيت ، إن استطعت إليه سبيلا ) وهي جميعا متشابكة بعضها ببعض فلا تنفصل عبادة عن عبادة ، ولا يقام ركن ويهمل آخر وإنما كلها وسائل تلتقي فى تهذيب القلب والنفس وتنقيتها لتصل بها إلى درجة – التقوى – وهو الطريق لمرضاه الله عز وجل ، والسياج المنيع الذي يحول بين المرء وما يغضب ربه ومن هذه الأركان والعبادة – عبادة الصوم – التي كتبها الله علينا كما كتبها على الأمم السابقة ليتحقق من عبادة الصوم تقوى الله عز وجل :{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ } والصوم يغرس فى نفس المرء – قوة الإرادة والعزيمة فى مواجهة الشهوات المنكورة وان يتوج بعظيم الخلق وكريم السجايا ، فلا يصدر عن الصائم ما يخدش صومه ، بل يكون لديه صبر وجلد فى مواجهة الجوع والعطش اللذين يتألم منهما المرء الصائم وصبرا فى مواجهة الاستفزاز الذي يتعرض له الصائم من اعتداء الغير عليه بالسب أو المقاتلة وأنه قوي شديد لا بالصرعه – وإنما يملك نفسه عند الغضب ، وإن عبادة الصوم عبادة خفية فلا يشوبها الرياء حيث إن المطلع عليها هو الله الذي يعلم السر وأخفى والصوم يربي فى الإنسان الأمانة حيث يتجنب الصائم ما يفسد صومه ويبطل عبادته لأنه أمين على هذه العبادة التي إئتمنه الله عليها ويستشعر مراقبة الله له وعلمه بما يجول بخاطره {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَا يَكُونُ مِن نَّجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلَا أَدْنَى مِن ذَلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ } وقوله تعالى {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ } وعن أبى هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ اللَّهُ كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ لَهُ إِلَّا الصِّيَامَ فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ وَالصِّيَامُ جُنَّةٌ وَإِذَا كَانَ يَوْمُ صَوْمِ أَحَدِكُمْ فَلَا يَرْفُثْ وَلَا يَصْخَبْ فَإِنْ سَابَّهُ أَحَدٌ أَوْ قَاتَلَهُ فَلْيَقُلْ إِنِّي امْرُؤٌ صَائِمٌ وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ يَفْرَحُهُمَا إِذَا أَفْطَرَ فَرِحَ بِفِطْرِهِ وَإِذَا لَقِيَ رَبَّهُ فَرِحَ بِصَوْمِهِ) ولما كان الصوم له درجة عالية وأثر كبير فى تقويم سلوك الإنسان ، وتهذيب غرائزه فرض الله علينا شهرا – ندرب فيه أنفسنا على تجنب الرياء فى العمل ، على التواضع لله والخضوع له ، والتسليم بقضائه وقدره ، وإشاعة التراحم ولين الجانب ، وعلى ضبط النفس فى تطبيق النظام الدقيق – فى الأزمنة المحددة للصوم والفطر – فكان شهر رمضان – هو الوقت المتسع لتحقيق مرامي الصوم وأغراضه .ولقد كنت أحضر دروس شهر رمضان الكريم فى وريقات متفرقة جمعتها فى ظرف ووضعت له عنوانا لكتاب يستفاد منه – ولما كثرت موضوعات الصوم والحديث عن شهر رمضان الكريم خشيت على تلك القراطيس ان تتناثر هنا وهناك ، فيفرق جمعها ، ويشتت شملها – فجمعتها فى هذا الكتاب ليكون ذخرا لي بعد مفارقتي للحياة وطي صفحاتها ، وصحيفة عمل ألقى بها الله عز وجل .وهذا الكتاب يشتمل على موضوعات متعددة تتعلق بمكانه هذا الشهر العظيم – فمنها ما قدر لي ان أشرف بكتابتها وتسطيرها ، ومنها ما استرحت إليها نفسي فى اختيارها من أساتذة كرام ، وعلماء أعلام ، وشيوخ أفاضل – تتلمذت عليهم فأفادوا بما تركوه من تراث علمهم ، ومداد أقلامهم – وفيض فكرهم فاستفادوا من الله المثوبة والأجر .وقد ذكرت فى كل موضوع المصادر التي رجعت إليها أمانة للعلم واعترافا بفضل علمائنا الأجلاء وسيطبع إن شاء الله في ثلاثة أجزاء .
الأول : في فضائل رمضان وأحكام الصيام وإخراج زكاة الفطر .
ان شهر رمضان هو أسنى الشهور قدرا ، وأرفعها ذكرا ، وأجلها أثرا – فهو شهر التوبة والإنابة إلى الله ، وهو شهر الصيام والقيام ، وشهر الاعتكاف ، وشهر القرآن ، وشهر ليلة القدر ، وشهر الأحداث التي توجت الزمان بنورها وضيائها ، وشهر الفيوضات والكرامات التي يكرم بها العابدون الطائعون ، والخاشعون الساجدون والآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر والحافظون لحدود الله .وشهر رمضان موسم الطاعات والمغفرة – فيه تفتح أبواب السماء للداعين ، ويستجيب الله فيه للمتبتلين المخلصين ، ويضاعف فيه الجزاء والعطاء للعاملين الصالحين (من تقرب فيه بخصلة من الخير كان كمن أدى فريضة فيما سواه ومن أدى فريضة فيه كان كمن أدى سبعين فريضة فيما سواه) شهر يتراحم الناس فيه بالبر والقرى ، ويتنافسون فيه بإخراج الهبات والصدقات ، ويتسابق فيه من يريد الأجر بإقامة المأدبات للصائمين والفقراء طمعا فى مضاعفة الأجر والجزاء من الله الذي يخلف على من فطر على البذل والعطاء .إن المادة صرفت الناس عن الآخرة – فأصبح الوازع الديني ضعيفا فى عصرنا هذا – فانقطع عنا مدد الله وتعالى يقول {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَواْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ وَلَـكِن كَذَّبُواْ فَأَخَذْنَاهُم بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ } لقد انقلبت أوضاع الناس فكريا وعقائديا – فأصبح المنحرف فى فكرة ، والضال فى عقيدته والذي تغرب أو تشرق – علمانيا أو كافرا ملحدا – يدعي لنفسه قيادة الفكر ، وحضارة الموهبة ، والتطور الذي لا يرقى إليه أهل التقوى وأهل المغفرة – وأن فكرهم الضال هو التنوير العقلي ، وأن التدين فى نظرهم تخلف عن الركب ورجوع إلى القرون الوسطى ، وأوبة إلى ظلام الجاهلية ، إنه نفاق القرن العشرين الذي هو حرب على الإسلام وأهله ، وأرباب هذا الفكر أشد خطرا على المجتمعات الإسلامية والدين من هؤلاء الكافرين الظاهرين ، ومما يؤسف له أنهم تقلدوا الصدارة فى الإعلام صحفا ومجلات وإذاعات مرئية ومسموعة – تنفث السموم ، وتنشر الإفك والأباطيل ويقحمون أنفسهم فى التصدر للإفتاء فى شئون الناس دينية أو دنيوية ، وهى حرب مدروسة للقضاء على الإسلام – ويدعون افتراء وكذبا أنهم مسلمون وأنهم أكثر فقها وفهما فى الدين من أهل الذكر والاختصاص وأصبح المتدين الذي يتمسك بدينه ويصدق فى قوله ، ويستقيم فى سلوكه ، ويجد فى عمله ويخلص لله قوله وفعله ، ولا ينحرف بفكره عن الحق ، أصبح يتخذ ذريعة للاستغراب والاستعجاب ومادة للتخلف عن ركب الحضارة الحديثة ، وللتندر والضحك ، والهزأ والسخرية ويا ويلهم يوم لقاء الله العزيز الحكيم :-إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كَانُواْ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ{29} وَإِذَا مَرُّواْ بِهِمْ يَتَغَامَزُونَ{30} وَإِذَا انقَلَبُواْ إِلَى أَهْلِهِمُ انقَلَبُواْ فَكِهِينَ{31} وَإِذَا رَأَوْهُمْ قَالُوا إِنَّ هَؤُلَاء لَضَالُّونَ{32} وَمَا أُرْسِلُوا عَلَيْهِمْ حَافِظِينَ{33} فَالْيَوْمَ الَّذِينَ آمَنُواْ مِنَ الْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ{34} عَلَى الْأَرَائِكِ يَنظُرُونَ{35} هَلْ ثُوِّبَ الْكُفَّارُ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ{36} وبالرغم من ذلك كله – فلازال لشهر رمضان الجليل سلطان قوي على النفوس حتى نرى بعضا من غير المسلمين يتحرجون من الظهور بمظهر المفطرين فيه . وقد جعل الله عيد الفطر من الصوم يوم فرح وسرور – إمتن الله فيه على عباده الصائمين بالمغفرة الشاملة ، ونيل الجوائز منه ، ورخص لهم فى ذلك اليوم – اللهو المباح ما يقر العيون ، ويشرح الصدور ، ويبهج القلوب – وليكون ذلك حجة لسماحة الإسلام ويسره – وليعلم غير المسلمين أن فى ديننا فسحة كما قال الصادق المصدوق صلوات الله وسلامه عليه ولكن للأسف أن معظم المسلمين يجهلون أو يتجاهلون سر هذا التشريع الحكيم فيصدون عن ضيافة الله – إلى ضيافة الأموات فى المقابر والمدافن ، ليجددوا الأحزان ، ويستعيدوا الأشجان ويسكبوا العبرات ، فيكسفون بها العيد ونضرته ، ويحيلونه مأتم صارخة نائحة ، على العكس من أعياد النيروز – والكريسماس – حيث يدار فيها الخمور والرجس ، ويباح فيها الرقص والفحش ، وتنطفئ فيها الأضواء ليستغل الذئاب لحظات الظلام يشبعون فيها غرائزهم وشهواتهم حيث السكر يلعب برءوسهم ويستمرءون كل متاع حرام .وقد أردت بهذا الكتاب الذي تصيدت فيه الشوارد والأوابد فى كل ما يتصل بالصوم وشهر رمضان والفطر منه – أن أقدمه للدعاة الناشئين ما يغنيهم عن التحضير والإعداد ، ويختصر وقتهم فى الرجوع إلى المراجع والمعاجم ما يكون ذلك إرهاقا لهم ، وييسر لهم ما ينشدونه من موضوعات خطبا ودروسا – فاختصرت لهم الوقت ، وجمعت فيه ما وسع الجهد والطاقة فى كل ما يتصل بشهر رمضان والعمل فيه – من دراسة وعبرة وأحكام ، وما يختص بالعبادة فيه وما يقام فيه من الطاعة ، وما يبذل فيه ما يقرب المرء من ربه ، ويبذل فى عبادته وطاعته ما يستطيع القيام به ما وسعه الجهد والطاقة – وكَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا دَخَلَ الْعَشْرُ شَدَّ مِئْزَرَهُ وَأَحْيَا لَيْلَهُ وَأَيْقَظَ أَهْلَهُ – ( أى اعتزل النساء واشتد فى العبادة ). لقد ذكرت العبادات التي تكثر فى شهر رمضان من القيام – والاعتكاف ، وتلاوة القرآن ، وبيان ليلة القدر وأهميتها وفضلها والعمل فيها – ووداع العلماء والصالحين لشهر رمضان ، وبيان زكاة الفطر والأحكام التي تتعلق بها – والأحداث التي وقعت فى هذا الشهر لتدعم دعوة الإسلام وتجوب بها فى العالمين ، والعيد وأحكام صلاته ، والإيحاءات والدروس المستفادة منه . وإننى أشعر بالتقصير فى هذا الكتاب رغم ما بذلت فيه من الوقت فى جمع ما تشتت من موضعاته وتصفح المراجع والمصادر المتنوعة –ومع ما أنفقه فى هذا الكتاب وقتا طويلا إلا اننى اشعر بالتقصير وأرجو من الله العلى القدير ، ان يجبر قصورنا – وأن يضاعف أجرنا ، وأن يكتب لنا فى كل كلمة منه مثوبة وحسنه ، وأن يشفع فينا خير نبي وأعظم رسول شرفت به الدنيا واستضاء به الوجود – الذي امن بعد خوف ، وطعم بعد جو ع ، وعلم بعد جهل ، وساد بعد ظلم وتحطمت عنه أغلال الظلم والقهر ، والاستعباد والذل ، وصنع من العرب الجفاه الغلاظ الأكباد – قلوبا رحيمة ومشاعر رقيقة وعيونا دامعة ، ونفوسا خاشعة ، وأفئدة تشع بنور الله الذي لا يخبو وكما وصفهم الحق جل جلاله : {مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً } وسبحان الذي بيده ملكوت كل شئ واليه المرجع والمآب وصلى الله على سيدنا محمد الهادي البشير والسراج المنير وعلى آله وأصحابه الذين آزروه واتبعوا النور الذي أنزل معه أولئك الذين هداهم الله وأولئك هم أولوا الألباب –
22 ذو الحجة 1414هـ كتبه / ابو محمد
31 مايو 1994م الحسيني مصطفى الريس

1- فقه الصوم وفتاويه
2- فضائل الصوم وشهر رمضان

http://www.tntup.com/file.php?file=d...5ebd65da7a2ea5