الباحث الذي غضبت عليه الكنيسة ومعهد الدراسات القبطية:
سوف أكشف سطوة رجال الدين علي البحث العلمي.. ولن أغير نتائج بحث إرضاءً لأحد!


> إسحاق: أوقفوني عن العمل وجمدوا رسالة دكتوراه عن اللغة القبطية بدعوي أنها خطر > الشبكة العربية تتولي الدفاع عن الباحث وتطالب بوقف وصاية المؤسسات الدينية علي الدراسات الأكاديمية

رضوان آدم

في تصريحات خاصة لـ«الدستور» كشف الباحث القبطي كمال فريد إسحاق، أستاذ اللغة القبطية الموقوف عن التدريس بمعهد الدراسات القبطية بأمر من الكنيسة عن أنه سيكشف للرأي العام في الفترة المقبلة عما سماه سطوة رجال الدين في الكنيسة علي الأبحاث العلمية والحرية الأكاديمية بعد أن عطلت الكنيسة منذ قرابة العامين مناقشة رسالة الدكتوراه الخاصة به حول اللغة القبطية ثم جمدتها بدعوي أنها خطر علي الكنيسة والوطن، حسب كلام إسحاق الذي رفض أن يغير نتائج رسالته العلمية إرضاء للكنيسة، معبراً عن استيائه الشديد من أولئك الذين يرمون بدم بارد خمس سنوات بحثاً علمياً في سلة مهملات.

وقال إسحاق الذي يدرس اللغة القبطية منذ اثنين وثلاثين عاما: إن معهد الدراسات القبطية أوقفه عن التدريس نهائيا مع نهاية الفصل الدراسي المنقضي وإنه أرسل عشرات المناشدات للبابا شنودة الثالث بطريرك الكرازة المرقسية للتدخل، لكن شيئا لم يحدث، مشيرا إلي أنه لم يتوقع ألا تنصفه الكنيسة طيلة عام ونصف العام، منتقدا نيافة الأنبا ديميتريوس، الذي ناب عن البابا شنودة للإشراف علي الرسالة فعطلها وقرر عدم صلاحيتها، وطالبه بإلغاء فصل كامل منها عن اللغة القبطية، وشدد عليه ألا ينشر هذا الفصل في أي كتاب أو وسيلة إعلام مستقبلا، موضحا أن كل مقومات هذا الأنبا أن البابا شنودة عينه رئيسا لقسم اللغة القبطية بالمعهد رغم أنه غير أكاديمي، موضحا أن الميزة الوحيدة لهذا الأنبا هي أنه من عائلة تتحدث اللغة القبطية.

وأعربت الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان التي لجأ إليها الباحث كمال إسحاق لتتولي الدفاع القانوني عنه قبل يومين عن استيائها البالغ من تزايد وصاية وسيطرة المؤسسات الدينية وأصحاب الرؤي المتطرفة علي الدراسات والأبحاث الأكاديمية، مؤكدة في بيان لها أمس أنها تدرس بالتشاور مع الباحث القبطي مختلف الوسائل المشروعة لإرجاع حقه العلمي والأدبي.

ويبلغ عدد صفحات الرسالة التي تحمل عنوان « إعداد اللغة القبطية لمرحلة الإحياء» 500 صفحة، وصلت إلي 320 صفحة بعد إلغاء باب « نطق اللغة القبطية» الذي اعترض عليه ممثل الكنيسة الأنبا ديميتريوس، ورفض الباحث تغيير نتائجه رغم موافقة مشرفي الرسالة عليه، حيث طلب منه الأنبا أن تقول نتائج هذا الباب إن النطق الصحيح للغة القبطية هو النطق الذي ينطق به ديميتريوس ويفضله، لكن إسحاق رفض تماما هذه الرؤية مؤكدا عدم مشروعية تدخله في بحث علمي أجازه للمناقشة أكاديميون متخصصون.

من ناحية أخري قال الدكتور أشرف صادق، أستاذ اللغة القبطية بمعهد الدراسات القبطية،إنه لم يجد تجاوزا في رسالة الباحث كمال إسحاق لأن البحث العلمي في رأيه يقبل كل الآراء ولا حجر فيه علي رأي لصالح الآخر، مرجعا الأمر برمته لإدارة المعهد، موضحا أن الأساتذة في المعهد ليس بيديهم شيء يقدمونه تجاه الأزمة.. في الوقت نفسه حاولت « الدستور» الوصول للأنبا ديميتريوس لكنه لم يرد علي الهاتف حتي مثول الجريدة للطبع.


http://dostor.org/ar/index.php?optio...8676&Itemid=30