اللغة العربية حفظها الله

آخـــر الـــمـــشـــاركــــات


مـواقـع شـقــيـقـة
شبكة الفرقان الإسلامية شبكة سبيل الإسلام شبكة كلمة سواء الدعوية منتديات حراس العقيدة
البشارة الإسلامية منتديات طريق الإيمان منتدى التوحيد مكتبة المهتدون
موقع الشيخ احمد ديدات تليفزيون الحقيقة شبكة برسوميات شبكة المسيح كلمة الله
غرفة الحوار الإسلامي المسيحي مكافح الشبهات شبكة الحقيقة الإسلامية موقع بشارة المسيح
شبكة البهائية فى الميزان شبكة الأحمدية فى الميزان مركز براهين شبكة ضد الإلحاد

يرجى عدم تناول موضوعات سياسية حتى لا تتعرض العضوية للحظر

 

       

         

 

    

 

 

    

 

اللغة العربية حفظها الله

النتائج 1 إلى 7 من 7

الموضوع: اللغة العربية حفظها الله

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Nov 2007
    المشاركات
    1,600
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    29-11-2014
    على الساعة
    04:10 PM

    افتراضي اللغة العربية حفظها الله

    بقلم فضيلة الشيخ خيري ركوة
    اللغة العربية حفظها الله

    بعث الله محمدًا- صلى الله عليه وسلم- رسولاً إلى العالمين، اصطفاه من العرب، وأنزل عليه القرآن الكريم باللسان العربي، وحينها كان العالم تتقاسمه قوتان متحاربتان، بينهما من العداوة والاضطراب ما بينهما، وكان العرب بين هاتين القوتين الفرس والروم لا علاقةَ لهم بهذه العداوات وتلك الحروب، وهم في مكان من الأرض ليس فيه للقوتين مطمع سوى أن اتخذ الفرس علاقات مع المناذرة في الشمال الشرقي من الجزيرة العربية، واتخذ الروم علاقات مع الغساسنة في الشمال الغربي منها، وكان كلٌّ من الفريقين يحمي ثغرةَ المقابل للطرف الآخر، وفيما عدا ذلك كان العرب في حيادية من القوتين.
    ولم تقتضِ حكمة الله تعالى أن يكون الرسول الخاتم من إحدى هاتين القوتين؛ لأنه والحالة هذه لا تتحقق الوسطية أو الحيادية بين مصطدمين كبيرين، المعسكر الشرقي (الفرس) والمعسكر الغربي (الروم).. فكانت الرسالة في العرب الذين لم يكن لهم علاقة بالحروب إلا هذه المناوشات الداخلية بين القبائل على بسط السيادة على بعض الرقاع من الأرض طلبًا للماء والمرعى؛ أو بسبب التنافر بالأحساب والأنساب أو الغارات لجمع الأسلاب، حتى كان آخرها حرب "داحس والغبراء" بين عبس وذبيان فخمدت بعدها الحروب المدمرة.
    1- جاءت الرسالة في مكة واسطةَ العقد العربي في بيت يقرُّ له العرب بالرئاسة والشرف، والجدارة بالقيادة، ونزل على محمد القرآن بلغة العرب، ليكون منهم الركيزة الأولى لحمل الرسالة، فكانت الرسالة ومضمونها بلغتهم كي يعقلوها ويتعلموها، فإذا ما تكونت البدايات بشر بها من حولهم باللسان نفسه، فأقبلوا عليه فهمًا للرسالة ووعيًا لأهدافها ومراحلها، وأنها ليست وقفًا عليهم وإنما هي للعالمين، وعليهم أن يحملوها ويقوموا مبشرين بها دعاةً ومعلمين، وفي بدايات النزول عليهم نزل قوله تعالى: ﴿تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا﴾ (الفرقان: 1)، وقد جمع النبي أهل مكة معلنًا إياهم: "والله لو كذبت الناس جميعًا ما كذبتكم ولو غررت الناس جميعًا ما غررتم، وإني لرسول الله إليكم خاصةً وإلى الناس كافةً".

    وأكد القرآن الكريم لهم أنه من عند الله، وأنه نزل بلغتهم فقال تعالى: ﴿وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ* نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الأَمِينُ* عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنْ الْمُنذِرِينَ* بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ﴾ (الشعراء: 192-195)، والوصف للقرآن الكريم بأنه بلسان عربي مبين ليكتنف هذا الوصف حالة التنزيل من الرب تعالى، وحالة نزول جبريل به، وحالة إنذار محمد به، نزَّله الله عربيًا، ونزل به جبريل على قلبه عربيًّا، ومحمد ينذر به عربيًّا.

    ويشير القرآن الكريم إلى حكمة نزوله عربيًا بلفظه ومعناه؛ ليعقلوا ويتذكروا ويتقوا، فقد جاء في أول سورة يوسف: ﴿إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ﴾ (يوسف: 2)، وفي سورة الزخرف: ﴿إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ﴾ (الزخرف: 3)، وفي سورة الدخان: ﴿فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ﴾ (الدخان: 58)، كما جاء عربيًّا لتكوين الحَمَلة الأولين لعلَّه يصل بهم إلى التقوى والخوف من الله أو يحدث فيهم يقظةً من غمراتهم وانتباهًا من سكراتهم، قال تعالى: ﴿وَكَذَلِكَ أَنزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا وَصَرَّفْنَا فِيهِ مِنْ الْوَعِيدِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ أَوْ يُحْدِثُ لَهُمْ ذِكْرًا﴾ (طه: 113).
    كما جاء بهذه الكيفية ليصنع هذا الجيل صناعةً تؤهله لحمل الأمانة في نفسه، ثم الانسياح في العالمين، قال تعالى: ﴿فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ لِتُبَشِّرَ بِهِ الْمُتَّقِينَ وَتُنذِرَ بِهِ قَوْمًا لُدًّا﴾ (مريم: 97)، وقال عز من قائل: ﴿وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا﴾ (الشورى: 7)، وقد كان من الحكمة في نزوله عربيًّا نفي أنه مملًّى عليه من الذين عندهم شيء من الكتب السابقة، إذ لم يكونوا عربًا ولا يعرفون اللسان العربي، ولم يكن في العرب مَن عنده بالعربية شيء من الكتاب السابق.. قال الله تعالى: ﴿وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ﴾ (النحل: 103).
    2- نزل القرآن عربيًّا، ونُقل إلينا بالتواتر بلفظه وبالخط والرسم الذي كُتب به، لم يتغير هذا الرسم منذ كتب في خلافة عثمان- رضي الله عنه- رغم تغير أشكال الرسم والخطوط من عصر إلى عصر، وذلك سدًّا للذريعة أن يقال غُيِّر منه شيء، وأصبح ينقل عبر الأجيال عن طريق التلقي بالمشافهة؛ لأن الرسم وحده لا يؤدي إلى اللفظ القرآني المنقول سماعًا من جبريل إلى محمد- عليهما السلام- إلى كل الأجيال حتى يومنا هذا، وإلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، تعهَّد الله بحفظه، قال تعالى: ﴿إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ﴾ (الحجر: 9).
    ومن أجل الحفظ الذي ضمنه الله هيَّأ له همم المسلمين وعزائمهم لرعايته والمحافظة عليه، بحفظه في الصدور وإتقان تلاوته وصحة أدائه وفهم معانيه فدارت من أجله دراسات ونشأت علوم كلها لخدمة القرآن الكريم من الكتابة والتجويد والتفسير لتراكيبه ومفرداته، وأسباب نزوله ومعرفة مكيه ومدنيه، وناسخه ومنسوخه وفقه أحكامه، ولما غربت الألسنة باللحن وضع علم النحو لصون اللسان عن الخطأ في القرآن رووا أن أحد الصحابة كان مارًا في إحدى الطرقات فسمع قارئًا يقول: ﴿وَأَذَانٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الأَكْبَرِ أَنَّ اللَّهَ بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ﴾ بكسر اللام من رسوله فاستعاذ ذلك واستعظمه؛ لأنه يعني أن الله بريء من المشركين ومن الرسول، إذ عطف رسول على المشركين المجرور عن الجارة، فوصل الحادث إلى ولي أمر المسلمين، فأمر بوضع قواعد لصون اللسان عن الخطأ في القرآن فكان علم النحو، وقد قيل إن واضع أصوله هو أبو الأسود الدؤلي بأمر من أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه
    ثم توسع العلم ووضعت علوم البيان لفهم تراكيب الجملة القرآنية وما فيها من أسرار تميز بها القرآن الكريم وبها تحقق إعجازه وتحديه، ثم كانت علوم الصرف والاشتقاق والمعاجم وجمع أشعار العرب الخلص من الجاهلين وصدر الإسلام قبل أن يختلط اللسان العربي بألسنة البلاد المفتوحة من العصر العباسي وما بعده، إذ كانوا يقولون إذا استعجم عليكم لفظ من القرآن فارجعوا إلى الشعر فإنه ديوان العرب به لغتهم التي نزل بها القرآن الكريم.
    3- نشأة هذه العلوم خدمةً للقرآن الكريم، وقامت لها المدارس والمعاهد، وتخرج فيه العلماء يفسرون القرآن ويعربونه، فتعربت بذلك ألسنة المسلمين حتى الأعاجم منهم، فصاروا حذَّاقًا في اللغة العربية لأنها لغة القرآن، بها يفهمون أحكامه ومقاصده ويستخرجون ما فيها من الفقه والأسرار، كما ساعدهم ذلك على فهم سنة رسول الله- صلى الله عليه وسلم- وما أُثر عنه أصلاً من الشريعة إضافةً إلى القرآن الكريم.
    حتى رأينا من حماة القرآن بلغة القرآن وبلاغته سيبويه والتفتازاني والجرجاني والقزويني وغيرهم كثير من سلالة الأعاجم الذين صاروا عربًا بالإسلام والقرآن، وقد جاء في الأثر: "ليست العربية من أحدكم بأب ولا أم، إنما العربية اللسان" فمن تعرَّب لسانه فهو عربي.
    4- انساحت العربية من خلال القرآن، تفتح البلاد وقلوب العباد حتى أصبحت لغة العرب والعجم في قارتي آسيا وإفريقيا، وانتشر المسلمون يبشرون بدينهم ومبادئهم وقيمهم ولغتهم دون إرغام ولا إجبار ولا إكراه حتى صارت العربية لغة الكنائس في البلاد التي فتحها الإسلام، بها يصلون ويقرأون كتبهم المقدسة لديهم بعد أن ترجموها إلى العربية، كان ذلك في مصر وفي الأندلس وفي كثير من أوروبا، وصارت الحروف العربية تكتب بها التركية والفارسية والماليزية والإندونيسية وغيرها من لغات البلاد، وأجزاء كثيرة من الحبشة وجنوب إفريقيا وغربها وبلاد الأندلس والهند والأفغان وبلاد آسيا الوسطى والبلقان.
    5- ثم كانت الحروب الصليبية في شمال المناطق الإسلامية والالتفاف حول البلاد الإسلامية من الغرب مرورًا بالجنوب إلى الفلبين والمحيط الهادي والهندي؛ لمحاصرة المد الإسلامي فكلف ذلك أعداء الإسلام الكثير ولم يكن الربح الذي حصلوا عليه بالقدر الذي أملوه لا سيما في الشمال الإسلامي؛ حيث ارتدت سهامهم خاسرة ورجعت عزائمهم خائرة وبائرة، فإنما عادوا حساباتهم ليعدوا حروب أخرى ناعمة غير مسلحة فكانت حروب الغزو الفكري والثقافي عن طريق التبشير والاستشراق ومدارس التعليم واجترار البعثات التعليمية من الشرق إلى الغرب ليكون التخريب والتدمير عن طريق تخريب العقول وتسميم الأفكار، وكان من أهم المقاتل التي تصوب إليها السهام صلب الرسالة ومبنى العقيدة، إنه القرآن الكريم وأول ركن لها يوجه إليه الهدم والاستئصال هو اللغة العربية.. لغة الضاد.. لغة القرآن الكريم.
    وكانت هذه مهمة جيوش الاستعمار والاحتلال وطلائعه الأمامية: التبشير والاستشراق، وذلك من أجل تدمير القيم والأخلاق والعقيدة والفضائل وما دعا إليه القرآن وصاحب الرسالة محمد عليه الصلاة والسلام، وأهم ما يطلب القضاء عليه اللسان العربي الذي نزل به القرآن ويتحرك به القرآن ليؤدي سالته.
    إنها نقص العروة الوثقى المتصلة بالقرآن ومعناه، وصيرورة هذا القرآن معزولاً عن حياة الناس لا يعمل فيها ولا يرتبط بها فيصبح حاجزًا كغائب وموجودًا كمفقود، لا يسهل على أحد معناه، ولا يتأتى لأحد فقه مبناه، لا يتحرك به قلب، ولا يقوم به لسان، يصبح من الآثار القديمة والطلاسم العتيقة والموروثة لا يعرفه إلا من يتخصص في فك الطلاسم واستنطاق الآثار، ولا يتم ذلك بمنع الناس عنه بصراحة ووضوح، فذلك أمر غير مستطاع، وإذن فلابد من الحيلة الخفية والمخادعة الماكرة، فليكن في التعامل مع اللغة التي تيسر القرآن قراءةً وفهمًا وتلاوةً وتدبرًا وفقهًا، وبهذا يختفي من حياة المسلمين أثر القرآن وعطاؤه الذي كوَّن منهم أمةً بسطت سلطانها ومجدها قرونًا من الزمان، وحينئذ وقد غاب القرآن عن الأمة هانت في نظر أعدائها، وذلَّت لهم أعناقها، وخضعت لهم إرادتها، وصارت تابعًا يملى عليه السير من أهل الشرق أو أهل الغرب ممن تربصوا بالأمة الإسلامية، وتلك هي الحالة التي عبَّر عنها "وليم جيفورد بلجراف": متى توارى القرآن ومدينة مكة من بلاد العرب يمكننا حينئذ أن نرى العربي يتدرج في سبيل الحضارة التي لم يبعده عنها إلا محمد وكتابه.
    6-لا يأْلونكم خبالاً... حسدًا من عند أنفسهم: لماذا هذا الحقد وذلك الحسد الموجه إلى القرآن، والذي انقلب به لسان "بلجراف"، وأفصح القسيس "زويمر" زعيم التبشير؟!
    إنه منذ أن استيقظ العالم الأوروبي لنهضته الحديثة، وهو يرى عجبًا من حوله، يرى أممًا متخلفة الأجناس والألوان والألسنة تملأ ساحاتٍ من الأرض، من قلب روسيا إلى الصين، إلى الهند، إلى جزائر الهند، إلى فارس وتركيا، إلى بلاد العرب إلى شمال إفريقيا إلى قلب القارة الإفريقية وساحلها، إلى قلب أوروبا نفسها، هذه الأمم كلها تتلو كتابًا واحد يجمعها، يقرؤه من لسانه العربية ومن لسانه غير العربية، وتحفظه جمهرة كبيرة منهم عن ظهر قلب، عرفت العربية أم لم تعرفها، ومن لم يحفظه جميعه حفظ بعضه ليقيم به صلاته، وتداخلت لغته في لغاتها، وتحولت خطوط الكتابة ورسمها إلى الخط الذي كُتب به هذا الكتاب في بلادٍ كالهند وجزر الهند، وفارس وأفغانستان وإندونيسيا وسائر من دان بالإسلام، فكان عجبًا ألا يكون في الأرض كتاب مثله كانت له في هذه القوة الخارقة في تحويل البشر إلى اتجاه واحد متسق على اختلاف الأجناس والألوان والألسنة، فمنذ ذلك العهد ظهر الاستشراق لدراسة أحوال العالم الفسيح الذي سوف تتصدى له أوروبا المسيحية بعد يقظتها، وعلى حين غفلة رانت على هذا العالم الإسلامي، فكان أول همِّ الاستشراق أن يبحث لأوروبا الناهضة عن سلاح غير أسلحة القتال لتخوض المعركة مع هذا الكتاب الذي سيطر على الأمم المختلفة الأجناس والألوان والألسنة، وجعلها أمة واحدة تعد العربية لسانها، ويعد تاريخ العرب تاريخها، وبدأ الغزو المسلح، وسار الاستشراق تحت رايته، ومن كان لسانه عربيًا أعدت له سياسة أخرى لإغراقه في تخلف مميت، لخص هذه السياسة "بلجراف" في كلمته المشهورة التي سبق الإشارة إليها؛ وهي أن يتوارى القرآن من حياة المسلمين، ومعروف أن القرآن لا يتوارى حتى تتوارى لغته، وذلك ما زاده القس "زويمر" وضوحًا؛ حيث ذكر أن اللغة العربية هي الرباط الوثيق الذي يجمع ملايين المسلمين على اختلاف أصنافهم ولغاتهم؛ حيث يقول في عام 1906م: "إنه لم يسبق وجود عقيدة مبنية على التوحيد أعظم من عقيدة الدين الإسلامي الذي اقتحم قارتي آسيا وإفريقيا الواسعتين، وبثَّ في مائتي مليون من البشر (وهذا العدد أقل من الحقيقة) من عقائده وشرائعه وتقاليده وأحكم عروة ارتباطهم باللغة ********* إذن الطريق إلى تواري القرآن الكريم أن تتوارى اللغة وتغيب عن وجود المسلمين.
    7- المؤامرة
    وهنا يبدأ التخطيط للمؤامرة التي لا تعتمد المواجهة المسلحة، إنما تعتمد المكر والكيد الخفي لضرب اللغة العربية وهم لا يظهرون أنهم يحاربون القرآن حتى لا تثور ضدهم الأمة كلها بعضها وقضيتها كما يقولون رجالاً وركبانًا وخفافًا وثقالاً، إنما يأتون باسم الدعوة إلى الخير وتقديم الخدمات الإنسانية، ويجنَّد لهذا المستشرقون والمبشرون تحت ستار إنهاض الشعوب ومساعدتها على التعليم والثقافة؛ فتتداعى الإرساليات والبعثات إلى البلاد الإسلامية تداعي الأكلة إلى قصعتها لإنشاء المدارس والمعاهد والكليات لنشر اللغات الإنجليزية والفرنسية والألمانية والإيطالية، ثم يكون الاستعمار بصنوف سيطرته، الاحتلال والانتداب والوصاية والحماية والسيطرة بادئ ذي بدء على مرافق التوجيه والتعليم، فتوضع مناهج التعليم وتكون الأولويات فيها للغة المحتل الأجنبي، ويضيَّق على اللغة العربية لغة القرآن بشتى أنواع التضييق المعلن والخفي، الصريح وغير الصريح، ثم تكون فكرة الاستغراب بإرسال البعثات إلى بلاد المحتل الغربي، فتعد هناك وتعود فتكون فرصة للمستعمر أن يقوم بهذا الأمر نفر من الأمة من بني جلدتها يتحدث بلغتها ويظهر الشفقة على لغته، وإنه إنما يريد لها أن تنهض أو أن ترقى وأن تتسع لسد مطالب الأمة، وهنا تتوجه الحراب الخفية إلى اللغة العربية؛ لأنها أحكم عروة تربط العالم الإسلامي على اختلاف ألسنته، كما قال "زويمر" وأشار إليه المؤرخ الإنجليزي "توينبي"، لقد كان أول عمل للاستعمار الغازي هو التعليم الذي تولاه التبشير بفتح مدارس في كل بلاد هذا العالم، وكان أول ما اعتمده محاربة اللغة العربية، كما شهد بذلك الأستاذ جرجس سلامة في كتابه عن التعليم الأجنبي في مصر في القرنين التاسع عشر والعشرين، وكما يدل عليه أيضًا ما انتهت إليه مدارسنا من الاستهانة بشأن اللغة العربية (أباطيل وأسمار: ص 255).

    توجيه السهام
    يركز الحاقدون على لغة القرآن سهام الباطل لكي تُصرع دون إعلانٍ لمحوها وإلغائها.. وإنما توصف هذه بأنها في حاجة إلى علاج وإلى ترميم لأنها: 1- شاخت، 2- وهن عظمها، 3- لا تناسب سرعة العصر ومتطلباته، 4- صعبة معقدة، 5- كثيرة القواعد والضوابط لا تساعد على حرية الانطلاق في التعبير، 6- لا تساير المخترعات الحديثة ترجمة واقتباسًا.
    وما علاجكم لها أيها النطاسيون؟ إنه التطوير لأحداث لغة جديدة على أنقاض لغة القرآن ولغة السنة.. المصدرين الأساسيين للإسلام وأمة الإسلام، وما مفردات هذا التطور؟ إنه لا يظهر مرة واحدة سافرة، يظهر بوجوه هادئة، مرتبة متدرجة التيسير والتهذيب، والإصلاح والتجديد، وكلها تهدف إلى غرض واحد، إنه التمهيد لإقصاء لغة القرآن، علم ذلك من علم وجهله من جهل، أسماء براقة مغرية!!
    وما مفردات هذا التيسير وما بعده؟ إنه إلغاء أصولها وقوانينها من قواعد النحو والصرف، كتابتها بالحروف اللاتينية، واعتماد العامية لغة للتعليم والإعلام والدواوين أو اقتراح لغة جديدة هي خليط من العاميات لتكون اللغة الرسمية، أو تهذيبها واختصارها بحذف كثير من ألفاظها ومفرداتها وإحلال غيرها مما انتشر من العاميات والألفاظ الأجنبية، تغير قواعدها الإملائية ورسم حروفها.
    والحجة الغريبة أنها صعبة ولا تستطيع الأجيال أن تفهمها وتستوعبها وتستفيد منها- بينما سهل جدًا أن يستوعب الأطفال في دور الحضانة اللغة الإنجليزية والفرنسية التي لم يسمع وهو في المهد أمه تناغيه بها أو أباه يرطن بها هذه سهلة أن تقرر على الأطفال في نعومة الأظفار لتزاحم لغته وتنشئته وتستولي على جزء كبير من مداركه وتوجيهه.
    وكان جديرًا أن يفرغ هذا الجزء للغته لغة مجده وماضيه ومستقبله، لكنه الغزو يبدأ معنا قبل أن يتفتق اللسان بأي كلام، أين أنت يا زمان؟؟ يوم أن كان إذا أثغر الطفل يُحفظونه ويُجرون على لسانه أول كلامه شيئًا من القرآن الكريم مثل قوله تعالى: ﴿قُلْ ادْعُوا اللَّهَ أَوْ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيًّا مَا تَدْعُوا فَلَهُ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى وَلا تَجْهَرْ بِصَلاتِكَ وَلا تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلاً* وَقُلْ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنْ الذُّلِّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيرًا﴾ (لإسراء 110، 111).
    أين أنت يا زمان إذ كانوا يعهدون بالصبي إلى المؤدب- يعني المعلم- ليحفظه القرآن الكريم، ويرويه الشعر وسير الكرم والنيل فيفصح لسانه ويرتوي جنانه وينشأ محبًا للغته وتاريخه.. من هنا يفعل شيئًا من ذلك يا زمنًا نحن فيه؟ فيه اغترب اللسان والجنان وماضي الإنسان!!

    حجة مدموغة وقول داحض
    ألغتنا تعيسة تكتنفها هذه المناقص كلها، أهي عجوز شاخت مع أن طبيعة اللغة أن تزداد مع امتداد الزمن فتوةً وشيوعًا؛ لكثرة اللاهجين بها والآخذين عنها، ولكثرة ما تدفع إلى الناس من ناتج فكري وأدبي يوسع عبارتها ويثري مفرداتها ويفتق عن معانٍ جديدة وصور مبتكرة نتيجة الاحتكاك بالأوضاع والأحداث، كما أبدع الشعراء في صدر الإسلام والعصر العباسي عن معانٍ جديدة وصور مستحدثة نتيجة المستوى الحضاري والسياسي الذي تعيشه الأمة، ولم تضق عن استيعاب مستجدات الحياة في العلم والمعرفة واتساع العمران، وساعتها لم تتغير اللغة ولم تحتج إلى تطوير أو تهذيب أو اعتماد عاميات الأمم والشعوب التي كانت تدين لعقيدة الإسلام وتصدر عن لغة القرآن الذي امتلأت به القلوب ولهجت به الألسنة.
    ويمكن أن يقال أن انحطاط مستوى الأجيال الحاضرة في اللغة العربية- ولا نقول: انحطاط اللغة يعود إلى أسباب كثيرة لا تعود إلى اللغة نفسها، وإلا فمن أي لغة وجد شوقي والبارودي وغنيم، وناجي، وحافظ؟، وكيف نشأ محمد عبده وطبقته من الكتاب، وكيف وُجد الرافعي والمنفلوطي، بل كيف وجد هؤلاء المنادون بهذه البدع من مثل طه حسين وإبراهيم مصطفى، كيف استقامت ألسنتهم وصحَّت أساليبهم؟! هل كان كل ذلك من خلال لغة مطورة أو مهذبة أو عامية أو لغة مجردة من قواعد النحو والصرف والخط، أو مكتوبة بالحروف اللاتينية، أو شيء مما ينادون به لتغيير اللغة؟
    هل كانت اللغة التي تعلموها مجردة من القواعد النحوية والبلاغية التي يزعمون أنها معقدة وغير صالحة، وأي الأمور نصدق؟ أتصدق واقعًا قائمًا ماثلاً قديمًا بما أثبته أكثر من ألف سنة، وأعاد إثباته وتأكيده تجربة القرن الأخير؟
    أم نصدق مزاعم لم نر من آثارها منذ ظهرت إلا الشرق وإلا التدهور في مستوى تدريس اللغة العربية، ونأسف إذ نجاري القوم في تسميتها باللغة العربية لأن وصفها بالعربية ليس وصفًا سليمًا؛ إنما يطلق وصف اللغة بجنسٍ ما إذا كانت غريبة عن بلدها، فيُطلق عليها العربية عندما يتحدث عنها الإنجليز أو غيرهم في بلدانهم أو مناهجهم كما نطلق نحن في أرضنا وبلادنا على اللغات الغربية عن أرضنا وصف جنسيتها فنقول اللغة الفرنسية أو اللغة الصينية أو الإيطالية أو غيرها، نعم لم نرَ إلا الشر والتدهور في مستوى تدريسها، إن تدهور مستوى الجيل الحاضر في لغتنا أمر واقع، ولكن سببه ليس هو صعوبة القواعد القديمة، بل هو زعم الزاعمين أنها معقدة وأنها صعبة؛ لأن ذلك قد صرف الناس عن إتقانها إلى التنقل بين تجارب فجة غير ناضجة لا تلبث أن يثبت فشلها من مثل تجارب (شرشر) و(إحياء النحو) و(النحو الجديد) وغيرها، وأعان ذلك على تثبيت ما يتوهمه التلاميذ والمدرسون من صعوبتها.

    العامية!! البداية والمخطط لحرب لغة القرآن
    برزت هذه الدعاوى المتبطنة لإيجاد البديل المزعوم للغة القرآن، إنها العامية، القادرة على حل المشكلات وعلى القيام بما تعجز عنه الفصحى ذات الماضي العريق والعطاء المشهود له بالغنى والوفاء، كما شهد "جلفر" وغيره، ومن أجله تحرقت قلوبهم غلاً وحسدًا وكراهيةً، ويبدو أن ذوي الأقلام من قومنا لا يعلمون أو أنهم في غمرة ساهون أو في سكرتهم يعمهون، وكأننا بهم لا يبرأون من وصف القرآن لهم: ﴿قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالأَخْسَرِينَ أَعْمَالاً* الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا﴾ (الكهف: 103-104).
    وقد لا يتولانا شيء من الدهشة والاستغراب إذا عرفنا أن بداية الدعوة إلى العامية من حيث الزمان والداعون إليها في بادئ الأمر، وأنها تنفيذ لخطة كبيرة لسلخ الأمة من إسلامها وقرآنها وكل مقوماتها وأسس بقائها عزيزة كريمة.. إنها لم تبدأ إلا في ظل استعباد الغرب لبلاد العرب والمسلمين، وفي ظل ما عُرف من الاحتلال أو الحماية أو الانتداب على يد الاحتلال أو الحماية أو الانتداب على يد الإنجليز والفرنسيين والإيطاليين والهولنديين، وفي حضانة التبشير والاستشراق والاستغراب.
    إن معرفة مصدر هذه الدعوة وكيف بدأت ومن أين ثارت قد يعين على تقديرها على تصور مبلغ ما تنطوي عليه من الصدق والإخلاص والبراءة من الهوى، أو عريها من كل هذه الصفات إلا المرض الذي أكل القلوب وحرك المعاول، لم نسمع قبل القرن العشرين صدات لداعٍ بهذه الدعوة، وكل ما كان قبل ذلك من إشارة إلى العامية، أو كان يسميه قدماء المؤلفين خطأ العوام قد كان المقصود منه تقويم اللسان والتنبيه إلى الخطأ حماية للفصحى وتنقية لها حتى لا تغلب على مهمتها من الفهم والإفهام، ولم يكن للاحتفاظ بألفاظهم وأساليبهم وتسجيلها والدعوة إلى معارضة لغة القرآن بها.
    ومما ذكر المعنيون بتاريخ هذه الدعوة أنه بدأ التفكير في شأن العامية المصرية عند الأوربيين منذ زمن بعيد، انظر وتأمل متى بدأ وأين؟ وكان الاهتمام بهذا الأمر ونشره قائمًا على قدم وساق في جميع الأمم الأوروبية التي غزت بلاد العرب والمسلمين، وأقرب ذلك عهدًا تقرير (لنديرج الأسوجي) في مجمع اللغويين في لندن عام 1883م، وتقرير اللواء الانجليزي المحترف الذي رفعه إلى الخارجية البريطانية في شأن اللهجة العامية المصرية، وأمين دار الكتب الألماني بمصر، وولمور القاضي الانجليزي بالمحكمة المختلطة، وبليكس المهندس المبشر الانجليزي المقيم بمصر ومترجم الإنجيل إلى العامية لأقباط مصر، والذي وضعه سلامة موسى المتعاون على إقصاء اللغة العربية- وهي شوكة في حلقه وحلوق أمثاله- وصفه في كتابه الذي ملأه بذاءة على العرب والمسلمين وسماه (اليوم والغد)؛ حيث قال: "وإن الذي يشغل بالي وتعلقه هو هذه اللغة التي نكتبها ولا نتكلمها، فهو يرغب في أن يهجرها وتعود إلى لغتنا العامية فنؤلف فيها، وندون بها آدابنا وعلومنا"، وهذه الدعوة كانت قائمةً في إنجلترا في الجامعات التي تدرس المشرقيات وفي مراكز التبشير، يقول صاحب كتاب اليوم والغد: "ينبغي أن لا يغرس في ذهن المصري أنه شرقي حتى لا ينشأ على احترام الشرق وكراهية الغرب"، ثم يقول "الرابطة الشرقية سخافة، والرابطة الدينية وقاحة- أعرفتم من أنتم يا مصريون في نظر الخواجة؟!" ويكمل والرابطة الحقيقية هي رابطتنا بأوروبا ولا غرابة، فهذا المهندس المبشر هو الأستاذ الروحي لكاتب اليوم والغد.
    وإليك- القارئ الكريم- سردًا لبعض هذه الأسماء التي كانت الحراب المسمومة الموجهة إلى لغة القرآن؛ لتعرف من الرواد على هذا الطريق، ولتعرف أي تلاميذ الذين أولئك نهجوا نهجهم، ورددوا دعوتهم ويرددونها حتى يومنا هذا!!
    لقد حمل إلينا التاريخ هذه الغزوة "سبتا" الألماني، "فولارز" الألماني أيضًا "باول وفيلوت وبوريان، ماسبيرو".
    سبتا هذا كان يقبع بين جدران دار الكتب المصرية، نزل بمصر، وعاش في الأحياء المصرية، ودرس اللغة العامية، ورأى أنها تختلف من بلد إلى بلد ومن حي إلى حي، فلما رأى ذلك هو ومن يهدف إلى تحطيم حركة الإحياء من أهل الاستعمار الأوروبي رأوا أن الأمر يوشك أن يخرج إلى غير ما يريدون، وأن اللغة العربية تستعيد سيادتها وتسترد نهضتها مرةً أخرى، فسارع إلى تأليف كتاب أسماه "قواعد اللغة العامية في مصر"، كشف في مقدمته عن الغرض الذي يرمي إليه، فقال: (وأخيرًا سأجازف بالتصريح عن الأمل الذي راودني على الدوام مدةَ جمع هذا الكتاب، وهو أمل يتعلق بمصر نفسها، ويمس أمرًا هو بالنسبة لي وإلى شعبها يكاد يكون* مسألة حياة أو موت، فكل من عاش فترةً طويلةً في بلاد تتكلم العربية يعرف إلى أي حد تتأثر كل نواحي النشاط فيها؛ بسبب الاختلاف الواسع بين لغة الحديث ولغة الكتابة وهذا سلوك مخادع؛ لأن نشر التعليم الصحيح كاف في إزالة هذه الصعوبة كما حدث جميع لغات الدنيا ولا يزال يحدث.
    ثم يقول: "ولا يمكن- بناءً على ذلك- التفكير في ثقافة شعبية؛ إذ كيف يمكن في فترة التعليم الابتدائي القصيرة أن يحصل المرء على نصف معرفة بلغة صعبة كاللغة العربية الفصحى، وكأنه أدرى بمعرفة صعوبة الفصحى هذا الغريب الألكن الأعجم، الذي ليس من أهلها، ثم يتجه إلى ناحية أخرى فيقول: "وطريقة الكتابة العميقة- بحروف الهجاء المعقَّدة- يقع عليها بالطبع أكبر القسط من اللوم في كل هذا"، فانظر هنا إلى وصف اللغة بأنها صعبة إذا استمرت على فصحاها، فلا بد من حذف هذه المَيزة التي تتصف بها وتجريدها منها، أي لا داعي لأن تكون الفصحى ذات الأصول والقواعد.
    ثم يتجه ناحيةً أخرى تتعلق بحروف الهجاء العربي، فهي معقدة ويقع عليها قسط اللوم في صعوبة اللغة، فلتكن لها حروف أخرى سهلة عليه، ويرى أنها سهلة على العرب كذلك، ولا أسهل عنده من حروف اللاتينية التي غزت جميع اللغات، فكتبت بها وحلت محل العربية في أقطار العالم الإسلامي، وبعض بلاد العرب التي عدت عضوًا في الجامعة العربية، ثم يواصل: "ولا يكون الأمر سهلاً لو أتيح للطالب أن يكتب بلغة إن لم تكن هي لغة الحديث الشائعة، فهي على كل حال ليست العربية القديمة وبالتزام العربية القديمة، لا يمكن أن ينمو أدب حقيقي أو يتطور، وانظر مرةً أخرى يتجه هنا بحديثه إلى إحداث لغة جديدة، لغة الحديث الشائعة، وهي العامية؛ لأن بها ينمو الأدب ويتطور، فتأمل.. هذا رأي "سبتا" ودعوته في عام 1880م "تجريد اللغة مما يجعلها فصحى"، وكتابتها بالحروف اللاتينية، وتدوين العلوم وغيرها باللهجة العامية، ثلاث ضربات توجَّه إلى لغتنا، والدعوة هذه هي هي ظل يدندن حولها دعاة التطور للغة منذ هذا التاريخ وحتى يومنا هذا، فما يزال "سيتا"- المبشر الألماني- له أصابع تحرك الأقلام المفرطة في ماضي الأمة ومستقبلها.
    هذه الحملات المنظمة ضد اللغة العربية، وراءها مخططات كبيرة لضرب لغة القرآن، والمستهدف منها مناطق الحيوية والتأثير في العالمَين العربي والإسلامي، المناطق التي انطلقت منها القوة التي حسمت وحسرت الموجات الصليبية، ففي الفترة ما بين عام 1863 إلى عام 1882م ظهرت بوادر تأسيس الجمعيات الكبرى في مصر وسوريا وغيرهما من البلاد الإسلامية، ونشط التبشير في أماكن متفرقة من العالم الإسلامي، وكان الهدف الأكبر هو مصر والشام.
    ولعل مما يثير العجب أن يتفق في عام واحد تقريبًا عام 1880 وعام 1881م ظهور كتاب "سبتا"- المبشر الذي أشرنا إليه من قبل- هذا الكتاب الداعي إلى استبدال العامية بالفصحى (الباء تدخل على المتروك)، وظهور مقالة المقتطف الداعية إلى مثل ذلك، وأن تكون حججها واحدة، هي صعوبة الفصحى، وبُعد لغة الحديث عنها كبعد الإيطالية من اللاتينية، وأن يتشابه الاثنان في الأهداف والوسائل، فكيف يتم هذا الاتفاق بين ألماني- أعجمي اللسان- في دار الكتب المصرية، وعربي اللسان مقيم في بيروت؛ حيث أكبر مؤسسة تبشيرية أنشئت عام 1865م بأموال الإنجليز والأمريكيين، وتخرج هو على أساطين التبشير فيها، وهي الكلية السورية الإنجيلية المعروفة اليوم باسم الجامعة الأمريكية، وهذا دليل ظاهر من حال الرجلين، وفي كلٍّ منهما دليل ظاهر وباطن أنه حق ويقين.
    إنهما تلقيَا إشارةَ البدء في الشام ومصر من جماعات التبشير أو مؤتمراتهم آنذاك، وإن هذا الذي كتباه من الرأي المتواطئ في دلالته يدل على أن الأمر بتفاصيله كان مبيَّتًا مدروسًا، وقد طال الإعداد له حتى يحين وقته كما دل على ذلك محرر المقتطف عام 1881م وهو مقيم ببيروت، وكذا في عام 1901م وهو مقيم في مصر.
    وصاحب المقتطف هذا هو (فارس نمر)، وصلته بالاحتلال الانجليزي معروفة مشهورة، فقد كان المستر "سمارت"- مستشار السفارة الإنجليزية أو دار المندوب السامي كما كانت تسمى وقتذاك- زوجًا لابنته.. هذا الهدف الذي يدبر للغة القرآن المحو والزوال هو شاغل كل خدم الإنجليز، فقد تختلف الوسيلة لكن الهدف لا يختلف بل يبقى شاخصًا على اختلاف فترات الزمن، فترى الهدفَ هو هو الذي أقام (دنلوب) التعليم المصري بصورة تؤدي إلى تحقيقه، وهو إضعاف اللغة العربية لدى الناشئ العربي المصري؛ حيث جعل اللغة الإنجليزية هي السائدة في التعليم كله، فتُدرس بها جميع العلوم، وجعل اللغة العربية جزءًا من زمن الدراسة لا يكون المستوى اللغوي الذي يكافئ المحتل في الزمن والمستوى، وصارت لغة البلاد كأنها لغة أجنبية تدرس في غربة شديدة على نفوس الناشئة فلا يكاد يطول زمن حتى يتوارى الاهتمام بها شيئًا فشيئًا وحتى تكاد تصبح غريبة على أبنائها وأهلها، وهكذا كان..!!
    ومن المحزن المخزي أن يكون هذا هو هدف (دنلوب) ثم نسمع من يقول: إن نظام دنلوب كان لإخراج طبقة من الموظفين لا غير، لا.. لم يكن يراد به هذا كما تردده العامة حتى يومنا هذا، بل عسى أن يكون الأشبه أن دنلوب وأعوانه هم الذين حرصوا على تصوير هذا النظام بهذه الصورة لإخفاء حقيقة الهدف الذي من أجله وضع دنلوب بمكره نظامَه هذا، إنه أراد بذلك أن يضلل أمةً عن طريقها الذي تسلكه في تعليم أبنائها، وأن ينشئ جيلاً مدمَّر الظاهر والباطن لا يستطيع أن يدرك حقيقة التلف الذي وقع في بنائه وتكوينه، يم يكون هذا الجيل نفسه هو الذي يتولى قيادة الأمة، والنهوض بها، وقد كان!! فمات دنلوب القسيس المبشر وبليت عظامه، وبقي نظامه إلى اليوم قائمًا يستشري ويتنقل إلى كل بلاد العرب والمسلمين.
    إن هدفه ونظامه الذي كان وما يظال يرعاه أخلافه فينا هو أن يجعل الإنجليزية هي صاحبة السيادة في التعليم كله، ويجعل لغة البلاد لغة القرآن لغةً أجنبية تُدرس في غربة شديدة على نفوس الناشئة، فلا يكاد يطول زمان حتى تصبح غريبة على أبنائها كما أشرنا من قبل.
    ولنتعرف أيها القارئ الكريم على "شلدن ولمور"- قاض إنجليزي في المحكمة المختلطة- الذي استغل وجوده في مصر في وظيفة قاضٍ ينتظر منه أن ينشغل بإقامة العدل والتعفف عن التعصب للعنصرية ويترك هذا لغيره من الأذناب ولكن كيف يكون ذلك؟! وهل ينسى أنه مبشر منحاز لعقيدته وملته؟! وما هذه الوظائف إلا براقع خادعة.. إنه وجد جديد بُعث ليتولى الدعوة إلى العامية، ولا يدري من يتسائل ماذا يعنيه هو من اللغة العربية وهو ليس واحدًا من اللاهجين بها أو الكاتبين؟ وهو في المحكمة يتولى شئون الإنجليز في القضايا ضمن هيئة المحكمة المكوَّنة من عرب وإنجليز وهل شكا إليه المصريون ورفعوا أمامه في المحكمة قضيةً يطالبون فيها بتغيير لغتهم من فصحى القرآن إلى عامية الأسواق والطرقات؟! لماذا؟ ولماذا؟ إن الجواب عن ذلك: أنه ضمن من جاءوا إلى بلادنا لمحو شخصيتنا، وطمس ثقافتنا، وتخريب هويتنا، ومعول ذلك إنما يكون عن طريق اللغة كما عبر عنه (جلفر) من قبل (أن يتوارى القرآن ومكة من بلاد العرب).
    تولى هذا المبشِّر القاضي الدعوةَ إلى العامية وتحقير الفصحى، فألَّف كتابًا وأسماه (العربية المحلية في مصر) عام 1901م، دعا فيه إلى اتخاذ العامية لغةً أدبيةً، ويهدد "إذا لم نفعل ذلك فإن لغةَ الحديث ولغة الأدب ستنقرضان، أي ستضيع الفصحى وتضيع العامية، وليس من الحكمة أن نلحق الفصحى قبل الضياع، وإنما الحكمة تقتضي أن ندرك العامية قبل أن تضيع"، وسبب الضياع الذي يحذر منه هو الاتصال بالأمم الأوروبية، وهذا الإنجليزي يتظاهر بأنه محب لمصر، مشفق على ضياع العامية والفصحى جميعًا.
    وقد قال: ومن الحكمة أن ندع جانبًا كل حكم خاطئ وُجِّه إلى العامية، وأن نقبلها على أنها اللغة الوحيدة للبلاد على الأقل في الأغراض المدنية التي ليست لها صبغة دينية، وهذا يعني أن الفصحى تكون لغةً بها يصلي المسلم ويتبرك بقراءة القرآن دون أن تُفهم هذه اللغة ودون أن يكون لها مساسٌ بشئون الحياة كلها- لغة معبد فقط- فهي لغة الموتى داخل القبور وخارجها.. إنها هي الفكرة التي سبقت (أن يتوارى القرآن من حياة الناس)، ثم يختم كلامه بأن خير الوسائل لدعم اللغة القومية أي العامية هي أن تتخذ الصحف الخطوة الأولى في هذا السبيل، ولكنها ستكون في حاجة إلى عون قوي من أصحاب النفوذ، فإذا نجحت هذه الحركة فإن وقتًا قصيرًا في التعليم الإجباري، وليكن سنتين سيكون كافيًا لنشر القراءة والكتابة في البلاد.. فأي قراءة وكتابة هذه التي ستغير حال الأمة خلال سنتين؟!
    إنه الوهم والتدليس والتغفيل، وقد اتخذ هذا المخادع حيلةً لإقناع الحكومة ورئيسها، وكانت ممالئة للإنجليز، لقد كتب مقدمةً لكتابه هذا حشاها بخلطة، وما غرَّه من الأماني، وأراد أن يدعم رؤيته هذه بأن كثيرًا من علماء اللغة حريصون على مصر وشعبها، فيقول زاعمًا إنه علم بظهور مقالة لعالم أمريكي في فقه اللغة يهتم اهتمامًا كبيرًا بحب الشعب المصري، وإنه وافقه هو و"سبتا" و"ويلكلكس" على وجوب اتخاذ العامية لغةً أدبيةً، وكتابتها بحروف لاتينية- بالتآمر الوقح- وأن هذا العالم الأمريكي بالكذب يناشد الحكومة المصرية لتعترف بالعامية وتقرها، ودائمًا هو الإصلاح المفروض!!
    ويناشد الإنجليز لدعم هذه العامية ليساعدوا على تقدم الشعب الروحي، كما ساعدوا من قبل على تقدمه في الحياة المادية، ويعني بذلك عهد كرومر، وهذا العالم الأمريكي ليس سوى مبشر مثله؛ ولذلك أخفى اسمه ولم يذكره، فلما ظهر الكتاب عام 1901م استجابَ المقتطف مرةً أخرى لدعوة العامية، فهذا يقرظ الكتاب، كأنه جاء تأييدًا لرأيه هو واقتراحه، لا لرأي "سبتا" واقتراحه.
    يقول صاحب المقتطف وكثيرًا ما قلنا للأوروبيين والأمريكيين الذين ذاكرونا في هذا الموضوع إنه لو اهتم محمد علي باشا بكتابة اللغة المحلية في مصر والشام، وجعل الكتابة بها وحدها لما وَجد في ذلك مشقةً كبيرة، وللعاقل أن يقف قليلاً عند قولة المقتطف: وكثيرًا مل قلنا للأوربيين والأمريكيين، قبل أن يتظاهر المقتطف في عام 1881م أن له اقتراحًا في شأن العامية والفصحى، ويقول فيها نفس ما قاله سبتا قبله عام 1880م ونقلا ذكره وكأنه لم يكتب شيئًا وليخبرنا من شاء ما هذه الدعوة التي أحيطت بهذا المكر كله والخداع.. ما هي؟! وعن أي نفوس صدرت؟! ثم ما اهتمام الأمريكيين والأوروبيين- ولسانهم غير لساننا- في أمر اتخاذ العامية للكتابة أو تركها إلى الفصحى.. إنها أمور تجعل كل عاقل يرتاب في كل داعية للعامية في كل نواحيها.
    فممن يصدر أولئك المشوشون على لغتنا في القديم وفي الحديث ما نسمعه حتى وقتنا الحاضر؟ فالأفكار هي الأفكار والوسائل هي هي.. إنه الخط الواحد وإن تغيرت الأزياء، ووراء هدف واحد يبعث كلما انتعشت اللغة يريد لها أن لا تكون، وإن ربك لبالمرصاد وليس بغافل عما يعمل الظالمون.
    هؤلاء المبشرون طلائع الاستعمار، وأدوات تحقيق أهدافه، كلهم ممن شغل وظائف عامة في ظل الاحتلال البريطاني على مصر، وقد جمع بعضهم طائفةً من الأمثال الشعبية والأغاني والمرددات السوقية في مختلف الموضوعات، ونادوا باتخاذ اللهجات التي كتبت بها لغة للتدوين والتأليف والأدب الرفيع، ووضع بعضهم كتبًا استنبط فيها قواعد اللهجة المصرية، وبعضهم اقتصر على لهجة القاهرة محاوِلاً إقناع المصريين بأن هذه اللهجة لها كل مقومات اللغة الراقية.
    وردد الناس كلامهم بعد ذلك ترديد الببغاء، ردده كل بوق وسمسار، وكل فاسد العقيدة مزعزع الإيمان، وليس فيمن ردد هذه الدعاوى من يومها وحتى يومنا هذا من أتى بجديد.. إنما هو صدى الصوت الأول حيث بدأه المبشرون والمستشرقون تحت مظلة الاحتلال البريطاني وصنوف الاحتلال الآخر في كل أطراف البلاد العربية شرقها وغربها.
    لقد كانت هذه الأسماء كلها ذات أثر ومشاركة فاعلة في هذه الدعاوى لتطوير اللغة.. فمن لم يكتب أو يؤلف كان ذا عمل جاهد في جمع الألفاظ والكلمات يلتقطونها من الشوارع والأسواق، ودور اللهو من أهل الغناء والمراقص والمقاهي الشعبية لتؤلَّف منها كتب وتُنسخ مقالات، ويُستنبط منها قواعد كما زعموا وأصولاً.
    وقد أشرنا إلى صورة من هذا النشاط التطويري لمواراة اللغة العربية وحجبها عن الدور الفاعل في حياة أصحابها في آلامهم وآمالهم.. هذه الصورة في هذين المبشرين الألماني "سبتا" والقاضي الإنجليزي "ولمور".
    وكأنك تريد مزيدًا من الكشف عن هذه البدايات التي تتلمذ عليها المغرر بهم من ذوي النوايا غير الخبيثة ومن ذوي النوايا المدخولة ممن يبطنون غير ما يظهرون، وممن لا يخفون حقدهم وحربهم على القرآن ولغته وشريعته وعقيدته، وليسوا بخافين على كل ذي بصر بمواطئ الأقدام ومرامي الكلام.. لكننا نكتفي بذلك ونحيل من أراد الازدياد إلى المراجع التي أشرنا إليها أثناء هذا الحديث.
    وتتابعت السلسلة على لغة الأمة، تواصل السير ما بين عامد يعرف ماذا يرىد من القضاء على أهم ركن ومقوم من مقومات الأمة، وبين منساق لا يقدر الخطر الذي يدبره المحركون لهذه الحملة.
    إن الحملة على اللغة- لغتنا- حلقات في سلسلة واحدة، تتجدد بين حين وآخر، إنها كما يقول بعض العلماء- واصفًا الحملات الجديدة التي تعاصرنا- إنها حلقة في سلسلة طويلة من المكر بهذه الأمة لمسخها وقطعها عن أصولها والسير بها إلى هاوية حفرَها الأعداء قديمًا، إنه قصدٌ مبيَّت من قديم، ولكي نعرف فلتقرن هذه الدعوة إلى غيرها من الدعوات المشابهة في المقصد والهدف.. من تطوير عاداتنا وتقاليدنا، وتطوير أدبنا شعره ونثره، وتطوير الألحان والأغاني، وتطوير الأزياء للرجال وللنساء، وتطوير القيم والمثل الأخلاقية والاجتماعية، وتطوير شريعتنا بل تطوير إسلامنا نفسه، من أجال النظر في هذا كله، وقرَن بعضه إلى بعض عرَف أن أصل هذه الفروع واحدٌ، وأن روح الدعوة فيها واحدة، وأن أصحابها لا يقنعون إلا بقطع ما يربطنا بإسلامنا وعروبتنا وشرقيتنا من وشائج وصلات، عند ذلك نفقد طابعنا الذي يميزنا بوصفنا جماعةً أو أمةً ذات خصائص ومقومات، وإذا فقدنا طابعنا فقدنا كياننا، وفقدنا القدرةَ على التكتل والتجمع، وأصبح من اليسير على الشرق أو الغرب أن يلحقنا به تابعين، ندور في فلكه، ونسبِّح بحمده من دون الله- لا كان..!!
    والقائمون على ترويج هذه الدعوات كالجراثيم، تكمن إذا وجدت مقاومة، فإذا لم يُقض عليها عادت للظهور، لاسيما إذا وجدت فرصةً لبث السموم في ثياب النصيحة، ويكثر خطرها إن أتيح لها الاقتراب من مناطق النفوذ ومنصات القرار، كالثقافة والإعلام والتعليم والمجامع.
    لذلك يصبح فرضًا لازمًا على كل عارف بحيَلهم ألا يمل من تكرار الرد عليهم، وكشف مخططاتهم، وما تؤدي إليه من آثار سيئة على مكونات الأمة وأصولها، ولا يصح الركون إلى أنه قد حدث الرد من قبل؛ فإنهم لا يسكتون بل يعاودون الحديث ليكون مقبولاً لدى الناس، فالرد لا بد أن يتجدد مع كل حديث يصدر عنهم في مثل هذه الأمور؛ حتى لا تنفرد دعاياتهم المفسدة فتستولي على بعض العقول فتصدَّق مقالاتهم، ثم لا تجد من يُظهر لهم خبثها ومكرها ويوقف تيارها ويبطل فعل سمومها، وذلك استفادةً من قول الحق سبحانه وتعالى: ﴿وَكَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ﴾ (الأنعام: 55)، وليتحقق كذلك قوله تعالى: ﴿كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَارًا لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ﴾ (المائدة: 64)، فالرد عليها وكشف تآمرها هو الإطفاء لهذه الحرب التي يشعلونها كل حين.
    وتقترب من زمننا إحدى هذه الحلقات التي تمثل كرهًا ذاتيًا للغة العربية، بعيد عن الموضوعية والعلم، كما كشفه معاصروه صبيبًا مخلصًا للمبشرين فقد ألف كتابًا سماه (بلوتولند وقصائد أخرى) تضمن قصائد أهداها إلى أحد أساتذة كلية الآداب بجامعة القاهرة اسمه (كريستوفر سكيف)، وقد كان سكيف هذا جاسوسًا محترفًا في وزارة المستعمرات البريطانية، وكان مبشرًا ثقافيًّا شديد التعصب سيئ الأدب، وكان يفرق بين طلاب القسم الإنجليزي في الكلية على أساس الولاء للتبشير وثقافته.. من يقرأ هذا الكلام فإنه يرى في أوله (حطموا عمود الشعر).. هذا أول القصيدة كما يقولون- وتحته مباشرة الكلام الآتي: "لقد مات الشعر العربي، مات عام 1933م بموت أحمد شوقي، مات ميتة الأبد، مات.
    يقول راوي الخبر: فتوقفت دهشته فضحكت، ولم أبال بما وجدت فيه من بغض شديد للعرب، ومن حقد أكل على دينهم وكتابهم، ومن غرور فاجر، وسوء أدب، ولم أبال لرائحته الخبيثة التي تفوح من تحت ألفاظه، فقد كنت أَلِفْتُ أن أجد زَفَرها- خبث الرائحة- حين ألقى جماعات المبشرين في ثيابهم المختلفة
    وصاحب هذا الكتاب قد مات إلى الأبد، يظل يذم الشعر العربي ويهزأ بلغة العرب، ويعرض بالقرآن الكريم كل بضعة أسطر، فيسمي اللغة العربية اللغة القرشية، ويفضل على كل ما قاله الشعراء العرب المصريون الذي سماهم المستعربين- منذ الفتح العربي عام 640م إلى الفتح الإنجليزي عام 1882م- قول من قال "ورمش عين الحبيب يفرش على فدان"، وانظر تقديره للاستعمار الإنجليزي حيث سماه فتحًا.
    هذا المستغرب المتنكر لعروبته وثقافة بلده وثقافة الأمة التي لا يجب أن ينتسب إليها، وإن عاش على عطائها الذي انغرس فيه، ونال بسببه ما نال حتى أصبح يحاربها بسيف أعدائها- قد اقتعد على إحدى منصاتها الإعلامية ردحًا من الزمان يدعو إلى العامية لغةً للكتابة والإعلام والعلوم، كما دعا إلى ترجمة القرآن إلى اللغة العامية، ليس الوحيد في عصره ولكن سبقه وعاصره ولحق به أفراخ كثيرة لثقافة الاستعمار والاستشراق والاستغراب ممن كانوا يرون مستقبل الثقافة في التوجه إلى أوروبا لأخذ كل ما عندها بخيره وحلوه ومره.
    ومما يحزُّ في الأنفس أن يتمكن أمثال هؤلاء- من دعاة المسخ والتشويه للغة الأمة وثقافتها- من الصدارة في مجامعها ومنظماتها ومؤسسات اتخاذ القرارات المؤثرة في مكونات الأمة، والأنكى من ذلك أن يتمكنوا من منابر الإعلام والتعليم فيوجهوا ما يريدون من ضربات في مقاتل الصول والمقومات، ولا تمكن الأصوات الحريصة على الأمة أن تعلي رأيها، وتجهر بكلمتها؛ إذ لا تمتلك الوسيلة المكافئة لصد هذا التيار الذي يرد أن يستأصل ويكتسح ما أمامه من مكونات البقاء والصمود، فتصدر قرارات، وتعتمد تجارب وتؤلف للتعليم كتب وبرامج فيها من رائحة الأجنبي ما يزكم الأنوف، ثم لا تلبث أن يظهر عوارها وينكشف قصورها، فتختفي لتكون محاولات أخرى وأخرى.. ألم تقرر كتب في تعليم اللغة لتعليم الصغار تحمل هذه الكلمات الملتقطة من الأسواق والطرقات، مثل (العسكري حلَّق عليه- حطت اللحمة في الحلة- مبسوط- شاف- زيطة- ابن الحلال- بص- رماه في البحر- يتزحلق)، فأين هذه من حلاوة اللغة المقابلة (الشرطي اعترضه- وضعت اللحم في القدر- مسرور- رأى- ضجيج- ابن الطيبين- نظر- دفعه إلى البحر- ينزلق)..؟!
    أليس في هذا تكريس لعزل الأمة بدءًا من صغار أبنائها عن بقية الأمة في أقطارها وبلدانها من العرب والمسلمين، إنه تحويل للأمة الواحدة إلى جزر لغوية تكبر مع الزمن، فلا يفهم بعضهم بعضًا وتتضخم على مر الزمان فتكون الفواصل والتقطيع والتجزيء للأمة الواحدة.
    هذه الرؤى وتلك التوجهات تدخل إلينا تحت مسميات مخففة، وقد تأثرت بعض المجامع الحارسة للغة فراجت عندها بعض هذه الدعوات المريبة إلى تطوير اللغة وقواعدها ورسمها، وهو تطوير يختلف أصحابه في تسميته، ولا يختلفون في حقيقته، يسمونه تارةً تهذيبًا وتارةً تجديدًا وتارة إصلاحًا، ولكنهم في كل الأحوال- وعلى اختلاف الأسماء- يعنون شيئًا واحدًا هو التحلل من القوانين والأصول التي صانت اللغة قرابةَ خمسة عشر قرنًا من الزمان، وبهذه الصيانة ضمنت لكل الأجيال الحاضرة والقادمة أن تتجوَّل بفكرها في معارض فنون القول وعبقرياته لا تحس قيود الزمان ولا المكان، فكأنما القرآن الكريم أنزل فينا اليوم، وكأنما شعراء العربية وفقاؤها وكتَّابها وكل علمائها- على اختلاف أزمانهم- قد كتبوا ما كتبوا وألَّفوا في الأمس القريب، وكأنما شعراء العربية زهير وامرؤ القيس والأعشى وحسان والمتنبي.. كأن كلَّ واحد منهم يخاطب أجيالاً لا تمييز بينها وبين شعرائنا الحاضرين والمعاصرين، مثل شوقي وحافظ والزبيري والرصافي وقميحة والعشماوي والبارودي وغنيم، والقرضاوي، وكان الرصافي يكتب شعره للقاهريين والشامي يكتب شعره للشاميين، وشوقي يخاطب أهل المغرب والسودان.. لا غرابةَ ولا استعجام، إنها اللغة الواحدة المصونة للأمة الواحدة المصونة كذلك، وهذه ميزةٌ من الله بها علينا لم تحظَ بمثلها أمةٌ من الأمم.
    فإذا تحللنا من هذه القوانين والأصول التي صانت اللغة- خلال هذه القرون المتطاولة- تبلبلت الألسن، وأضاف كل يوم تطلع شمسه مسافةً جديدةً توسع الخلف بين أبناء الأمة الواحدة، حتى يصبح بين العربي الشامي والعربي المغربي مثل ما بين الإيطالي والإسباني، وهم أبناء اللاتينية التي كانت لغةً واحدة، وتصبح عربية الغد شيئًا آخر يختلف كل الاختلاف عن عربية القرون الأولى، بل عن عربية الأمس القريب، وتصبح قراءة القرآن والحديث والتراث العربي والإسلامي كله متعثرةً إلا على المتخصص في دراسة الآثار وطلاسم الماضي، وبهذا يتم الفصل والحجب والانقطاع بين الأمة وأصولها ومكوناتها واستمرارها، وكونها أمةً للدعوة والرسالة، ويقف امتدادها حاملةً لهذه الرسالة إلى آخر الزمان.. وعندها يصبح كل جهد سياسي أو حربي أو أدبي يبذل في جمع شمل العرب ودعم وجودهم عبثًا لا طائل من ورائه، وبناءً للقلاع على الرمال.
    وتطالعنا المطابع في آونتنا الغربية بالدعوة أن تحيا اللغة العربية، لكن حياتها لا تتم إلا إذا سقط سيبويه، وقديمًا هتف "لويس عوض" مات عمود الشعر.. لقد مات شوقي مات، وذلك فرحًا وسعادةً بموت أمير الشعراء أحمد شوقي عام 1933م، والآن هل هي سعادة وفرحة أن يسقط سيبويه عمود النحو واللغة، ثم تكون المطالبة بالتخلص من هذه اللغة المحنَّطة بمطالب اختلط فيها الحالك بالناصع، والفاقع بالقانئ، ومن مظاهر التحنيط بقاء المثنى في اللغة وبقاء التأنيث والتذكير والجملة الفعلية، والاعتماد على التشكيل في فهم الجمل، وحروف العلة ثلاثة فقط لا ثلاث، كما يود صاحب كتاب "يسقط سيبويه"، وجمع المؤنث فلماذا نقول: الرجال أكلوا والنساء أكلن؟ وما المانع أن يقال والنساء أكلوا حتى لا تكون هذه التفرقة بين الرجل والمرأة؟!
    وإحدى الداعيات لتعزيز المرأة تطالب بالمساواة بين الجنسين بإلغاء نون النسوة ومنع الختان للرجال، كما استجيب لمنعه في النساء، والكتاب الذي أشرنا إليه لم يطالب بموت سيبويه (أي قواعد اللغة)؛ لأن الموت فيه عنف وإرهاب، وإنما طالب بأن يسقط سيبويه وهي لغة عصرية في لعبة الديمقراطية.. يحيا فلان ويسقط فلان، ويمكن أن يسقط مستحق الأغلبية عن طريق التزوير والتضييق وحشد المحشودين تحت القهر والإغراء.. بما قال الله يا سيبويه من أسلوب الانتخابات الجديد؛ إذ يمكن أن تسقط في مؤتمرات أو ندوات أو اجتماعات لدراسة اللغة عن طريق التزوير أو التمرير، أما الكتاب المعنيِّ فله وقفات أخرى لبيان ما أحسن فيه المؤلف وما جانبه فيه التوفيق، والله رب النوايا والقلوب..!!
    خاتمة يتبع ان شاء الله
    صفحة الأحاديث النبوية

    http://www.facebook.com/pages/الاحاد...01747446575326

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Nov 2007
    المشاركات
    1,600
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    29-11-2014
    على الساعة
    04:10 PM

    افتراضي

    نختم هذا البحث باستخلاص الوسائل لتطوير اللغة، ومسخها، وإنهائها، والتي نعدها معارك للخلاص منها، وكلها تصدر عن نبع واحد، بدأ مع الاحتلال عن طريق المبشرين والمستشرقين والمستغربين وبعض المفتونين من أبناء الأمة، وقل في بعض منهم حسن النوايا، ثم بداية ما يترتب على هذه المعاول الموجهة في شكل التطوير والتهذيب والتجديد.
    ويلي هذا تعقيب عليه باقتراح الوسائل التي تساعد في تقوية اللغة وتمكينها من أداء دورها، وإقبال أبنائها على تعلمها والإقبال عليها:
    أ- صورة المعاول الموجهة إلى اللغة
    1- إلغاء قواعد النحو والصرف والخط
    2- استعمال العامية في كتب التعليم والعلوم والصحافة ووسائل الإعلام
    3- وضع معجم لكل بلد عربي يتضمن لهجته
    4- إهمال النصوص القديمة والعناية بالأدب الحديث
    5- انفراد كل بلد عربي باستعمال مصطلحات خاصة
    6- تبني بعض المعاهد والجامعات دراسة اللهجات العامية والدعوة إليها
    7- مهاجمة الفصحى في المؤتمرات ووسائل الإعلام
    8- نشر فكرة أن اللغة العربية صعبة
    9- الدعوة إلى الكتابة بالحروف اللاتينية
    10- الدعوة إلى إلغاء الضبط التشكيلي وتسكين أواخر الكلمات دائمًا
    11- الدعوة إلى إلغاء علامات التثنية ونون النسوة وتوحيد صورة الهمزة والألف
    12- قبول مبدأ التطوير مبدئيًّا؛ لأنه لا يقف عند حد بل يشبعه ما وراءه
    13- التحلل من كل ما صان اللغة خلال خمسة عشر قرنًا

    ب- ماذا تنطوي عليه هذه المعاول؟!
    1- هي دعوة إلى النزعات الانفصالية لتفكيك الأمة وتخديرها
    2- مرحلة للتفكيك السياسي يرمي إليه المستعمر وهو وراء ذلك كله
    3- تفريغ المجتمعات العربية لتتلقى ثقافة الأجنبي ولغته
    4- هي دعوة ضمن دعوات جامعة البحر المتوسط موافقةً لدعوة فرنسا لذلك، وتعود الآن باسم
    لشرق أوسطية والكيان الصهيوني
    5- وراءها الاستعمار الثقافي والصهيوني والتغريب
    6- هدم أقوى الروابط بين الأمة وداخل القطر الواحد
    7- تمزيق الصف العربي والإسلامي
    8- فصل العرب والمسلمين عن القرآن وعن كل تراثهم العلمي والفكري والتشريعي، فيصبح من الآثار المحنَّطة لا يقرؤه إلا من تخصص في فك الطلاسم
    9- قطع ما يربطنا بإسلامنا وعروبتنا وشرقيتنا من وشائج وصلات، فنكون لقمةً سائغةً هينةً، يسهُل على عدونا القضاءُ علينا؛ لأننا حينها سنكون لا شيء.
    ج- وسائل العلاج للنهوض باللغة
    لا شك أن لغتنا تمر بضعف لا يعود إليها هي، ولكن إلى أهلها، والنهوض لا يكون بأي مساس لجوهرها، ولكن في الوسائل والأساليب التي نقوم بها تجاهها.
    1- الإعداد والتخريج الأمين والجيد لمعلم اللغة العربي الفصيح المثقَّف العاشق للغة الأسلوب والجمال
    2- الكتاب الجيد في إعداده واختيار نصوصه وموضوعاته وجمال تدريباته وتدرجها وغزارتها، وحل كثير منها في حجرة الدراسة عن طريق التنافس بين التلاميذ
    3- غزارة الوسائل والأساليب وتنوعها من مقروءٍ ومسموعٍ ومكتوبٍ
    4- تشجيع الطالب وترغيبه في حبِّ لغته، وأنها جزء من عقيدته الدينية أو القومية والوطنية، وتعويد الطالب الحديث بالفصحى وإن أخطأ؛ لكي يأنسها، ولا يخجل من الحديث بها، وتشجيع النشاط المصاحب لها من الكتابة والخطابة والتعبير والإذاعة المدرسية، وتعزيز المسابقات في هذا المضمار
    5- نزع المقولة الشائعة التي ترهب المعلم والتلميذ بأن اللغة العربية صعبة ومعقَّدة، فكل اللغات تحتاج إلى صبر وأناة في تعلمها ثم تصبح سهلةً، ولتضرب الأمثلة بالعلماء والبلغاء والخطباء والشعراء، وليتبين المعلم والتلميذ الاقتداء ببعض هؤلاء، يدرس سيرته ووسائل نبوغه في لغة القرآن وحضارة الإسلام
    6- تشجيع الناشئة على حفظ القرآن من المراحل الأولى
    7- العمل على نشر الكتاتيب وتشجيع الحفاظ والمحفظين بالمكافآت السخية من أهل الخير، وليكن للجمعيات الأهل دور في تيسير هذا الأمر وتعميمه
    8- تشجيع المسابقات الأدبية في الحفظ وإلقاء الشعر والخطب الفصيحة المنتقاة ومكافآتها
    9- إشاعة إقامة المهرجانات الأدبية، ودعوة الشبان إلى حضورها، واختيار الأعمال المميزة لنشرها ومكافآتها
    10- إشاعة إصدار المجلات المدرسية ليكتب فيها الطلاب مقالاتهم وقصائدهم وقصصهم على ما فيها من قصور مقبول، وتوزيعها على الطلاب وتبادلهم مع مدارس المنطقة، واحتسابها من النشاط الدراسي للتلميذ
    11- تكثير الجرعات من الأدب الجميل الفصيح في برامج التعليم للغة
    12- مشاركة المكتبة وأمينها في تعريف الطالب بالكتب المصادر للغة.. من المعاجم، والدواوين، وتيسير تعامله معها، ليميل إليها، ويأنس بها ويعتز
    13- اعتماد مساق لغوي لكل طلاب الجامعة في الأقسام العلمية والأدبية؛ حتى لا ينقطع الطالب عن اللغة بعد الشهادة الثانوية
    14- تدريس المواد العلمية في كليات الطب والهندسة والعلوم والصيدلة وغيرها باللغة العربية؛ بترجمتها من مصادرها كما هو قادم في بعض الأقطار العربية
    15- اجتماع أقطار العرب على قواعد موحدة للغة لتستمر وحدتهم وتفاهمهم الذي حفظه الله أكثر من ألف عام
    16- منع إسناد العمل الإعلامي سياسيًّا أو دينيًّا أو ثقافيًّا لغير المتخصصين المجاز في اللغة الفصحى
    17- تحري كل مسئول ضبْط كلمته أو بيانه إلى جمهور الناس؛ ليكون أحسن قبولاً وأكثر إصابة للهدف، ولاسيما المتحدثون باسم الشعب أو الأمة
    18- أن يحرص العرب جميعًا على استعمال الفصحى في الإعلام والمعاهد العملية والمحافل، ويُضمَّن هذا ضمن وثيقة تلتزم بها الحكومات أمام شعوبها وتلتزم بها المؤسسات أمام الحكومات
    19- أن تفعل الجامعة العربية نشاطها فيما يخص حماية اللغة ونشرها وشدِّ أزرها ويكون لها- بالاتفاق بين دولها- حقُ المتابعة لهذه الحماية
    20- أن يكون للمجامع اللغوية العربية دور إيجابي في مظاهرة اللغة، لا يقف عند البحث والمؤتمرات، بل يمتد فيَعمل على تيسير نشر أبحاثه، وأن يحصل على حق الحماية لما تتعرض له من مسخ وتشويه في الإعلانات وكتَّاب اللافتات التجارية وأسماء الشوارع والشركات؛ فتكون في بلادنا عربية في كلماتها وإعرابها ورسم كتابتها، ولسنا نستحق وصف العروبة واللسان ليس عربيًّا، وقد جاء في الأثر: "ليست العرب من أحدكم بأب ولا أم.. إنما العربية اللسان"، وروي أن عمر سمع لاحنًا، فقال "أرشدوا أخاكم فقد ضلَّ" فأرشِدوا إخوانكم لتحيا اللغة.. ويحيا سيبويه.
    صفحة الأحاديث النبوية

    http://www.facebook.com/pages/الاحاد...01747446575326

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jul 2009
    المشاركات
    11
    آخر نشاط
    17-12-2009
    على الساعة
    06:07 PM

    افتراضي

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    الحمد لله، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده – بأبي هو وأمي –
    وبعد ... :

    ما أجمل الكلمات،،
    وما أجمل التوصيات ،،
    لكن نعود ونرجع :
    رضي الله عن عثمان بن عفان :
    إن الله يزع بالسلطان مالا يزع بالقرآن
    فكلٌ يفعل ما استطاع،،،
    لكنها مجهود فردي؛عسى الله أن يصلح بها

    والله المستعان
    ادعوا لأخيكم
    والسلام
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Jul 2009
    المشاركات
    30
    الدين
    الإسلام
    الجنس
    ذكر
    آخر نشاط
    03-11-2018
    على الساعة
    02:36 PM

    افتراضي

    بسم الله الرحمن الرحيم


    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    بارك الله فيكم على المعلومات القيمه وانا اقبل بالمعلومات الموجوده في المقاله والحرب التي دارة على اللغة العربيه

    لكن اريد ان اناقش عنوان هذا المقال قليلا
    ولكن يجب على الجميع ممن يقرا ملاحظتي ان يعتبر ما اقول من حسن النيه والكلام العلمي

    اولا : يمكن القول بان القران الكريم الذي نزل على سيدنا وحبيبنا محمد _عليه افضل الصلاة واتم التسليم عليه وعلى اصحابه واتباعه الى يوم الدين _ نوعا ما يحفظ اللغة
    ولكن اللغة بطبيعتها تتطور من عصر الى اخر
    بمعنى ان الاساليب اللغوية تتغير من عصر الى اخر ومن مكان الى اخر
    ثانيا : اللغة العربية بطبيعة الحال تتاثر بالغات الاخرى ولها عدة اسباب اهماها الترجمة (_ فهناك اساليب لغوية موجوده في اللغات الخرى من ناحية نحويه او صرفيه لا تلبيها اللغة العربيه فتتاثر في اسلوب الترجمه
    بطبيعة الحال فالقران الكريم لا يحتوي جميع مفردات اللغة العربيه وهذا امر مسلم به والمقالة ستدعم وجهة نظري من ناحية دخول مفردات كثيره في اللغة من شانها ان تغير نمط اللغة العربية
    وهذا يسري على كلام الناطقين بها نتيجة سيطرة اللغات الاخرى على السحة العلمية فالغة العربيه اليوم ليست هي الغة العلمية لذلك تحتل الغات الخرى هذا الامر لذلك دخلة الكثير الكثير من مفردتها الى لغتنا وللاسف فلغتنا تتميز بميزه هي خاصية الابتلاع اي انها بما تملكه من طاقات يمكنها استيعاب اي مصطلح لغوي

    التخوف الان ان تصبح لغة القران بالنسبه للاجيال القادمه قريبه من مفهوم اللغة الكهنوتيه لانها سوف تصبح غريبه عنهم لا يفهمها الا المتخصصين نتيجة التسول من اللغات الاخرى
    وهناك نوع من الصحة في نظرية اللغة كائن حي قابل لان يموت نتيجة التطور اللغوي

    وهناك اسباب عديده ستؤدي الى ذلك وكلها بسبنا نحن وليس ضعف بالغة العربية
    والموضوع طويل جدا لانه يحوي نظريات كثيره واراء كثيره وبحاجه الى توضيح كثير
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Jul 2009
    المشاركات
    19
    آخر نشاط
    31-08-2016
    على الساعة
    04:05 PM

    صمود اللغة

    بسم الله الرحمن الرحيم لوكانت هناك لغة غير العربية لانزل الله بها القرآن ولكن القران صامد واللغة صامدة بصمودالقران الى ان تقوم الساعة لان الله حافظ لكتابه وللغة كتابه والقرآن معجز بنظمه يعنى باللفظ والمعنى معا ولو اجتمعت الانس والجن على ان يأتو بمثله ماستطاعوا ولكن حيلة الاعداء ان يدمروا اللغة بهدف محو القرآن ولكن والله لايستطيعوا ماباليد حيلة لاعداء القران
    [FONT="
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Jul 2009
    المشاركات
    19
    آخر نشاط
    31-08-2016
    على الساعة
    04:05 PM

    افتراضي

    لغتى العزيزة يكفينى فخرا انى اتحدثبك ويكفينى نعمة ان الله جعلنى من اهلها الحمد لله الذى من على بها هناك الكثير يتمنو التحدث بها مسلما اوغيره بسم الله الرحمن الرحيم
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Nov 2009
    المشاركات
    2
    آخر نشاط
    02-11-2009
    على الساعة
    08:01 AM

    افتراضي

    بسم الله الرحمن الرحيم
    السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
    بارك الله فيكم على هذه الأحاسيس الفياضة نحو أحد ركائز هذة الأمة *اللغة العربية*
    هذه النخوة و البسالة...غيرة مسلم على مقوماته...سدد الله خطاكم و ثبت أقدامكم
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    http://www.anti-ahmadiyya.org

اللغة العربية حفظها الله

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. اللغة العربية تشهد للتوحيد و تنفي عن الله الشريك .
    بواسطة الصارم الصقيل في المنتدى اللغة العربية وأبحاثها
    مشاركات: 15
    آخر مشاركة: 14-05-2014, 11:58 PM
  2. إسطوانة اللغة العربية::محاضرات مرئية::الدكتور محمد حسن عثمان (حفظه الله
    بواسطة ابو العلاء المصراوى في المنتدى اللغة العربية وأبحاثها
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 06-01-2012, 10:54 PM
  3. شرح منظومة اللغة العربية - الشيخ الدكتور عبد الله الفوزان
    بواسطة ابو ياسمين دمياطى في المنتدى منتدى الصوتيات والمرئيات
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 11-03-2011, 12:18 AM
  4. تعلم اللغة العربية
    بواسطة طالب عفو ربي في المنتدى اللغة العربية وأبحاثها
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 18-12-2009, 01:24 AM
  5. مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 22-05-2009, 12:14 AM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  

اللغة العربية حفظها الله

اللغة العربية حفظها الله