صدر حديثاً عن مركز نجيبويه للمخطوطات و خدمة التراث كتاب "مختصر الشيخ خليل" و معه كتاب "شفاء الغليل في حَلِّ مُقفَل خليل" ، و للتعريف به نقتطف ما يلي من مقدمة محققه له :
لقد شُغف الإمام العلامة أبو عبد الله محمد بن أحمد ابن غازي العثماني المكناسي ، المتوفى - رحمه الله - سنة 919 للهجرة بمختصر الشيخ خليل في الفقه المالكي ، و بالغ في الثناء عليه و على مؤلفه رحمه الله ، و لم يكن أقلَّ إعجاباً بالشرح الصغير الذي وضعه تلميذه أبي البقاء بهرام بن عبد الله الدميري المتوفى سنة 805 للهجرة عليه ، و لكنه لم يجد فيه غاية مناه ، فسعى إلى إتمامه بوضع حاشية عليه ، عكف على تصنيفها زهاء عشر سنين ، حتى خرجت كما أراد تحت عنوان "شفاء الغليل في حل مُقفَل خليل" ، و قال في مقدمتها : "إنّ مختصر الشيخ العلامة خليل بن إسحاق أفضل نفائس الأعلاق ، و أحقّ ما رمق بالأحداق ، و صرفت إليه همم الحذّاق ؛ إذ هو عظيمُ الجدوى ، بليغُ الفحوى ، مبين لما به الفتوى ، أو ما هو المرجّح الأقوى ، قد جمع الاختصار في شدة الضبط و التهذيب ، و أظهر الاقتدار في حسن المساق و الترتيب ، فما نسج أحد على منواله ، و لا سمحت قريحة بمثاله ... و لقد عُني تلميذه الإمام أبو البقاء بهرام بحلِّ رموزه ، و استخراج كنوزه ... بأظرف عبارة ، و ألطف إشارة ، إلاّ أماكن أَضْرَب عنها صفحاً ، أو لم يُجِدها شرحاً ؛ فتحرك مني العزم الساكن ، لتتبع تلك الأماكن , فشرحتُها في هذا الموضوع بقدر الاستطاعة ... و أمّا ما خرج من ألفاظ الشارح عن لفظ المشروح ، فلا يكون مني للتنبيه عليه جنوح ؛ لأنّ ذلك مما يطول ، و يشبه الفضول " .
و صدَّر ابن غازي كتابه بمقدمتَين عرَّف في الأولى بصاحب المختصر ، و بيَّن اصطلاحاته في الثانية ، ثم شرع في إيراد المواضع التي تحتاج إلى تعليق معقِّباً عليها بما فتح الله به عليه وفق منهج علمي مُتقَن ، إلى أن بلغ نهاية مُراده ، فختم الكتاب - مُذكراً بكونه تتميماً لشرح بهرام الصغير - بقوله : "كمل وَ الحمد لله على كلّ حال : " شفاء الغليل فِي حلّ مقفل خليل " فمن أضافه لشرح بهرام الصغير سهل عَلَيْهِ بحول الله كل عسير ، وَ ذلك فِي : العشر الوسط من صفر من عام : خمسة و تسعمائة ، عرفنا الله خيرَه و بركَتَه"
و حيث إن الشرح لا ينفك عن المشروح ، فقد رأى محقق الكتاب أن من الضروري ضبط نص المختصر الخليلي و إدراجه بتمامه في الشرح ، بتحقيق جديد يجلي حدودَه و يقرب بعيده ، فأتى بذلك على أتم وجه مستعيناً في تحقيق المختصر على أقدم طبعاته المتداولة و المفقودة ، و على نسختين خطيتين أصليتين في مُلكِه ، مما زاد في اتقانه ، و إقامة بُنيانه .
أما الحاشية فحسبك أن تعرف أنها مقابلةٌ على خمس نسخ خطيَّة أصليَّة جميعها في مُلك المُحقِّق ، لا ينازعُه في ملكيتها و لا حق الانتفاع بها أحد ، و لا يعيق التعامل معها سوء تصوير أو تسفير ، الأمر الذي أضاف إلى تميزِ الكتاب في بابه تميزاً في تحقيقه و إخراجه .
و هاهو اليوم بين يدي القارئ في مجلدين ، مشكولاً مطبوعاً بلونَين ، يقدمه مركز نجيبويه للمخطوطات و خدمة التراث إرواءً للغليل و شفاءً للعليل ، مشفوعاً بوعد من محققه أن يُتبعه بتحقيق و نشر شروح بهرام الثلاثة على مختصر خليل ، و الله الهادي إلى سواء السبيل .
يمكن طلب الكتاب و المتوفِّر من منشورات المركز غيرَه عن طريق أحد ممثليه المعتمدين في مصر و المغرب و السعودية ، أو من مقره الرئيس في جمهورية آيلندا ، و لمزيد من المعلومات يمكنكم زيارة الموقع الرسمي للمركز على الرابط التالي : www.najeebawaih.net


لتحميل المقدمة و الغلاف اليكم الرورابط :
http://www.4shared.com/file/82393056...roduction.html
http://www.4shared.com/file/82393149.../__online.html