تناقض في الكتاب المقدس قادني إلى الإسلام

خلال محاضرة بعنوان لماذا أسلمت؟ .. الداعية الألماني فوجل :

* معظم الغرب لا يعادون الإسلام وينتظرون الدعوة للهداية
* حالة انتحار كل 48 دقيقة في ألمانيا رغم رفاهية الحياة


كتب - أحمد فال:

شهد مركز الفنار أمس الأول محاضرة ألقاها الداعية الإسلامي والملاكم الألماني السابق بيير فوجل تتبع خلالها رحلته الطويلة في البحث عن الحقيقة التي قادته في النهاية إلى الإسلام، كما تحدث كذلك عن آفاق الدعوة في الغرب وضرورة تكثيف الجهود هناك معتبرا أن الغرب ليس كله معاديا للإسلام بقدر ما هو مغيب عن الحقيقة وبحاجة إلى من يكشفها هناك ناصعة، داعيا المسلمين الذين يسافرون إلى الدول الغربية الى ضرورة الالتزام بتعاليم الدين الحنيف وأن يكونوا سفراء لدينهم وأمتهم هناك، منتقدا التصرفات التي يقوم بها بعض المسلمين هناك والتي تكون سببا في تنفير الغربيين من الإسلام.

كما أكد الداعية فوجل أن أي شخص يبذل جهدا مخلصا من أجل البحث عن الدين الحقيقي بعيدا عن العاطفة فإن بحثه لن يوصله إلا إلى الإسلام لأنه هو الدين الصحيح الذي ارتضاه الله لعباده وهدى إليه من شاء منهم، مؤكدا أن محاضرته هذه يقدمها لينتفع بها المسلمون من خلال استخراج واستنباط بعض الحجج منها، وكذلك يستفيد منها غير المسلمين من خلال التأمل فيها، قائلا إن المسلمين يحبون الخير لكل الناس على اختلاف مشاربهم، فالرسول صلى الله عليه وسلم جاء رحمة للعالمين، وعلى اتباعه أن يكونوا كذلك ويثبتوا للناس حرصهم على هدايتهم.

وعن بداية رحلة بحثه عن الحق والهداية قال الداعية بيير فوجل، أو صلاح الدين كما يحب أن يطلق عليه، إنه كان نصرانيا شابا ككل شباب الغرب، بما يعنيه ذلك من البحث عن الملذات والمتع، وقد التحق بمدرسة للرهبان تهتم بتعليم الأخلاق وتدريسها اكثر هذه الأخلاق موجودة في الإسلام وتتوافق مع تعاليمه، فكثير من التعاليم الموجودة في الدين المسيحي الصحيح موجودة في الإسلام أيضا لأن مصدرهما واحد وقد استفاد من هذه المدرسة الشيء الكثير، وذلك قبل أن ينتقل لمتابعة بعض الدروس الخاصة في الكنيسة تسمى " دروس التثبيت " وعمره آنذاك 14 سنة، وهنا اكتشف وجود تناقض في بعض نصوص الكتاب المقدس ،فسأل عنه أحد القساوسة، فكانت إجابته صادمة له، وهي أن هذا الكتاب محرف وفيه أشياء لم تأت من عند الله، وهنا بدأ الشك يغزو نفسه حول كل نصوص الكتاب المقدس إذ كيف يمكنه أن يميز بين ما هو من عند الله وماليس من عنده، فدخل في مرحلة من الشك كادت تقوده إلى الإلحاد، فهو كان يظن أن الإسلام دين العرب الخاص بهم والنصرانية دين الغرب.

واستطرد قائلا : الكتاب المقدس ينقسم إلى قسمين يسمى أحدهما العهد القديم، وهو محرف في أغلبه ويتمسك به اليهود، والعهد الجديد وهو أيضا به بعض التحريف، والنصارى يؤمنون بعهدي الكتاب المقدس القديم والجديد ويدرك معظم قساوستهم أنه محرف.

وأضاف بيير : بعض الناس يخطئون عندما يظنون أن كل الغربيين محاربون للإسلام، وهذا خطأ كبير لأن الناس هناك أغلبهم لا يميزون بين الأديان، كما أنه لا يوجد شخص مهما كان يعتقد بعدم وجود الله لا يوجد إلحاد حقيقي فقط يوجد من هم في شك من أمرهم وبحاجة إلى من يدعوهم ويبين لهم، وهذه نقطة مهمة يجب أن يتنبه لها الدعاة إلى الله تعالى، وعليهم كذلك التركيز على المعاملة بالتي هي احسن.

ويقول: بعد أن أنهيت الدراسة الثانوية توجهت إلى الخدمة المدنية يوجد في ألمانيا نوعان من الخدمة الإجبارية : مدنية وعسكرية مدة 11 شهرا حيث كنت أخدم في دور العجزة ويقدم لهم الدعم، لأن العجائز هناك لا قيمة لهم، والعلاقة الأسرية في الغرب ليست مثلها في العالم الإسلامي، فالكل هناك همه فقط هو تحقيق أكبر قدر ممكن من السعادة في حياته، ورغم ذلك فإن نسبة الانتحار في ألمانيا مرتفعة جدا وتبلغ حالة انتحار كل 48 دقيقة، وخلال فترة خدمتي اكتشفت كيف يدخل الناس الحياة ويمرحون فيها ثم يرحلون عنها وليس معهم أحد، مع أنه كان يلاحظ أن المتدينين من النصارى أكثر سعادة من غير المتدينين، كما كان له أصدقاء مسلمون ورأى كيف تعيش الأسر المسلمة، وذلك التواد والتراحم الذي يربط أفرادها، وقد تأثر بذلك كثيرا.

واضاف الداعية بيير: بعد أن أنهيت الخدمة المدنية كان علي الذهاب إلى مكان بعيد، وهناك التقيت بأحد المتشددين النصارى الذين يكرهون الإسلام مع أنه ليس كل الغربيين يحاربون الإسلام وهو عضو في حزب متطرف يهدف أصحابه إلى تدمير الإسلام في أوروبا والقضاء عليه، فدخلت معه في جدال حول الإسلام ودافعت عنه بكل استماتة، حيث كانت عندي معلومات لا بأس بها عنه وقد أعجبني إيمان المسلمين بكل الأنبياء، وأن اليهودية والنصرانية في الأصل جاءا من عند الله تعالى، وبعد هذا الحوار حرصت بشكل أكبر على القراءة عن الإسلام، وقراءة معاني القرآن المترجمة لمعرفة ما يقال عنه، وقد وجدت عند أختي نسخة مترجمة من معاني القرآن فدرستها ووجدت فيها الإجابات الشافية عن كل الأسئلة التي كانت تلح علي، مثل هدف الخلق ومبدئه، وغايته ومنتهاه. . وغير ذلك من الأسئلة، وبعد هذه القراءة أقبلت على قراءة القرآن والمواظبة على حضور الصلوات في المسجد ومع الجماعة، مع أنني لم أسلم بعد، إلى أن جاء اليوم الذي سيكون بداية عمر جديد لي، وذلك عندما دخل أحد الأشخاص المغاربة علي في المسجد فعرفني لأني كنت ملاكما مشهورا، فسألني : أنت الشخص الوحيد المسلم في أسرتك ؟ فعقدت المفاجأة لساني حيث إني لم أسلم بعد، لكني ساعتها قلت له : نعم أنا المسلم الوحيد في أسرتي، وتشهدت بعد ذلك وأعلنت إسلامي.
كما تطرق الداعية بيير كذلك خلال محاضرته إلى الحديث عن واقع المسلمين في الغرب، وضرورة تكثيف الدعوة هناك.


http://www.raya.com/site/topics/arti...0&parent_id=19