أنفاق المقاومة .. السلاح الذي حير اليهود


مفكرة الإسلام: كان لنجاح الانتفاضة الفلسطينية الباسلة وبقائها خمس سنوات سر لجعلها تزداد شيئاً فشيئاً قوة وصمودًا في وجه العدو الصهيوني الأحمق الذي ظن أنه بحصاره الجائر والبغيض لمنازل الفلسطينيين وقراهم ومدنهم أنه سيجعل الشعب الفلسطيني يقبع كل منه داخل بيته, لن يقدر واحد منه على الوقوف أمام هذا الاحتلال العفن, ولكن هيهات لهذا الشعب القوي الأبي أن يمكن أو يجبن أو يحاصر أو يذل, بل كان قادراً على إيجاد طرق وبدائل تعددت وتنوعت وأظهرت القدرة الفائقة له على الابتكار, وهي الموهبة التي منحها الله لكافة الشعوب المستضعفة في شتى بقاع الأرض.



وكان سلاح الأنفاق ...

نجح أبناء الشعب الفلسطيني الباسل في إيجاد مخرج للحصار البغيض الذي ظن شارون ومن وراءه أجهزته العسكرية والأمنية والمخابراتية أنهم في مأمن من الفلسطينيين وظنوا أن الانتفاضة التي ولدت ستقتل في مهدها حتماً لا محالة في ذلك, لأنه لن يكون بمقدور أي من تنظيمات المقاومة الفلسطينية الباسلة إدخال أسلحة وذخائر ولهذا فإنها ستموت, وكانت فكرة الأنفاق التي كانت ولازالت بمثابة الرئة التي يتنفس منها الشعب الفلسطيني متغلباً على الحصار الصهيوني الجائر.



السلاح الذي ذل اليهود

حقاً إنه السلاح الذي حير اليهود وأرعبهم كثيراً وقذف في قلوبهم الرعب, وعلى الرغم مما لحق بأبناء الشعب الفلسطيني من أضرار ودمار للمنازل وللأراضي, إلا أن الإصرار على مواصلة تلك الانتفاضة الباسلة وقف حائلاً دون الامتناع عن مواصلة حفر الأنفاق بين الأراضي المصرية وقطاع غزة.



طيلة خمس سنوات من الانتفاضة الباسلة كانت الأنفاق يومياً تشيد وتحفر وتمد بين مصر وقطاع غزة لنقل السلاح والذخيرة حتى يستكمل الشعب الفلسطيني انتفاضته المباركة التي ساعد هذا السلاح كثيراً على نجاحها وحصول الفلسطينيين بفضل من الله ونعمة منه على مكاسب عظيمة, ومنها الانسحاب الصهيوني من قطاع غزة وبعض المناطق في الضفة الغربية.

ولا ندعي إذا قلنا أن تلك الأنفاق كانت بمثابة الزلزال الذي يقض مضاجع اليهود يومياً وجعلتهم يبحثون عن الانتقام من الفلسطينيين بشتى الطرق والوسائل, ولن نجد في تقريرنا هذا أفضل من أن نقدم شهادة لكاتب صهيوني قام بزيارة المنطقة التي جعل منها الفلسطينيين رئة يتنفسون بها بعد أن حاول العدو خنقهم.



شهادة صهيونية من تحت أرض رفح

يقول الكاتب الصهيوني 'شلومي ألدد' بصحيفة 'هآارتس' العبرية وفي تقرير له نشر بتاريخ 30-9-2005 تناول فيه التأثير الذي لعبته الأنفاق بين مصر وقطاع غزة في صمود الانتفاضة الفلسطينية حتى أنها بلغت عامها الخامس وذلك بمناسبة صدور كتابه 'غزة كالموت':

سنوات من المعاناة مرت بجنود وضباط الجيش 'الإسرائيلي', شباب يتراوح عمره بين 15 و18 عاماً يحفر وبيده متراً وراء متر تحت المنطقة الواقعة أسفل محور فيلادلفي – معبر صلاح الدين- لكي يقوم بتهريب ما يمكنه من سلاح وذخيرة ومواد متفجرة ومقاومين إذا ما تطلب الأمر.



والآن وبعد الانسحاب 'الإسرائيلي' من قطاع غزة كان من الممكن فهم ما كان يجري تحت أرجل الجنود الصهاينة, وفي كتابه يتحدث 'شلومي ألدد' عن ما شهده بأم عينه في رفح, تلك المدينة التي كانت سبباً, سببه الله حتى يستكمل الشعب الفلسطيني مسيرته نحو نيل حقوقه المشروعة.



في البداية التقى الكاتب بالشاب 'جابر' البالغ من العمر 18 عاماً, أحد أشهر من يقومون بحفر الأنفاق في رفح ليسمع منه أسرار تلك المهنة التي كانت بمثابة طوق النجاة للعاطلين في تلك المدينة حيث عمل الكثير منهم فيها ووجدوا فيها فرصة للحصول على بعض الأموال لكي تمكنهم من سد متطلبات الحياة, كما يقول الكاتب [ معظم الشباب الفلسطيني يرفض تقاضي أي أجور على تلك الأعمال مهما كانت حالة فقره ]



ووقف مع 'جابر', 'مؤنس' و'داود', هؤلاء الثلاثة يعملون في المهنة ذاتها, ولكنهم لا يحفرون تلك الأنفاق لأجل المقاومة بل لأجل أغراض مدنية, يعملون تحت الأرض لبضع ساعات لكي يتمكنوا في النهاية من الوصول إلى الطرف الثاني من الحدود, حيث رفح المصرية, ويقول عنهم أن الهدوء النفسي والرغبة في العمل والسعي دوماً للتقدم خطوة تلو الأخرى على الرغم من الأتربة وعدم وجود هواء, سمات كلها تميز هؤلاء الشباب الفلسطيني.

ويتعجب الكاتب من قدرة أمثال الشاب 'جابر' على البقاء فترة طويلة تستمر ساعات على مسافة 12 مترًا تحت الأرض! ويقول إنه وجد الابتسامة على وجه 'جابر' ومن معه, بل أنه كان مصدوماً حينما قال أحدهم: الأمر ليس كذلك, الحرارة منخفضة أسفل الأرض بل أنك تشعر بالراحة في بطن الأرض.



البحث عن الأنفاق

طيلة السنوات الأربع الماضية التي هي عمر الانتفاضة الفلسطينية المباركة سعى الكاتب' شلومي ألدد' للبحث عن هؤلاء الأشخاص الذين يقومون بحفر الأنفاق في رفح ومن يقف وراءهم لإجراء حوارات معهم, لكن السرية المفروضة على تلك المهنة ضماناً لنجاح وإنجاز المهام المنوطة بهم وقفت حائلاً دون تمكنه من العثور على أي منهم, ويقول 'شلومي' لم أتمكن أبداً من الإمساك بطرف الخيط الذي يمكنني من الوصول إليهم.



ويضيف: ظل الجيش 'الإسرائيلي' سنوات مسيطراً على محور صلاح الدين وقام بحرب خاسرة مع من يقومون بحفر الأنفاق وقام الجيش ببناء جدار فولاذي من أقوى أنواع الحديد والصلب في تلك المنطقة وصدق من قاموا ببنائه أنه لو قاموا بوضع الجدار أسفل بطن الأرض بعمق ستة أمتار فإن ذلك سيكون بمثابة حاجز أرضي لن يمكن لمن يقومون بحفر الأنفاق باختراقه أبداً أو العبور إلى الطرف الثاني بعد ذلك.



كما قام الجيش الإسرائيلي بتشييد خمس مواقع ضخمة على طول المحور وهي موقع 'حردون' و'ترميت' و'جيريت' و'جي في تي' و'هألوف' ووضع حول تلك المواقع دبابات ومدرعات وسيارات مضادة ومزودة بأقوى الدروع وكذلك أحدث أجهزة المراقبة والاتصال والتجسس الأكثر تطوراً في هذا المجال وأجهزة رؤية ليلية.

لكن – والكلام لا يزال للكاتب- كل ذلك لم يقف حائلاً أمام منفذي عمليات الحفر, بل زادهم ذلك إصراراً على زيادة عمق الأنفاق بقدر الإمكان ولم تفلح أي من الأجهزة الحديثة في اكتشاف أي منهم أو وقف نشاطهم أو سد طرق التهريب.



ويقول: ظلت تلك الأبراج وظل البرج الفولاذي وكذلك التكنولوجيا المتقدمة ذكرى لم تفلح أبداً في ردع مواصلة الفلسطينيين على حفر الأنفاق.

ويسرد الكاتب الصهيوني ما جرى له خلال محاولات البحث عن منفذي عملية حفر الأنفاق ويقول: كنت ذات مرة أجلس مع بعض المطلعين على بواطن وخبايا الأمور, فقالوا لي: هل أنت مجنون؟ ما من أحد مستعد ليعرض نفقًا قيمته باهظة لكي تقوم أنت بكتابة موضوع عنه في صحيفتك ؟.

وتحدث عن تكاليف حفر الأنفاق حالياً, مشيراً إلى أنها باتت أقل بكثير جدًا خاصة في ظل الحرب الضروس التي خاضها الجيش 'الإسرائيلي'ضد من يقومون بتلك المهمة, كما تعلم الفلسطينيون حفر أنفاق أقل تكلفة وأقل قدرة على البقاء فترة أكبر من الوقت وأنفاق يجري استخدامها لمرة واحدة فقط أو مرتين على أكثر تقدير قبل أن يتم اكتشافها من قبل القوات 'الإسرائيلية'.



الأنفاق بعد الانسحاب

بعد الانسحاب 'الإسرائيلي' من قطاع غزة لم يكن من السهل الكشف عن منفذي عمليات حفر الأنفاق ولكن خفت حدة التوتر, ففي الماضي كان من يجدون لديه نفقًا يقصف منزله أو يدك بالمدفعية أو الطيران, لكن الآن فإن كل ما يحدث مع منفذي عمليات الحفر هو التحقيق والاعتقال لعدة أيام !! – على حد قوله - ويشير الكاتب إلى أن كافة الأنفاق التي جرى تدميرها من قبل قوات الجيش 'الإسرائيلي' في السابق يقوم حالياً الفلسطينيون بإصلاحها في محاولة منهم لتعويض ما لحق بهم من خسائر طيلة الفترة الماضية.

تم تحدث الكاتب عن الأنفاق المنتشرة تحت سطح الأرض على طول الحدود بين مصر وقطاع غزة وكذلك طرق تشييد تلك الأنفاق, يقول 'شلومي': إن تكلفة تشييد نفق يمتد بطول 800 متر من حي البرازيل وحتى رفح المصرية تبلغ 30 ألف دولار, وكذلك مبلغ مالي يتم دفعه لأصحاب البيت الذي يقع أسفله النفق ويصل إلى 30 ألف دولار – على حد قول الكاتب اليهودي -



أشهر منفذي عمليات حفر الأنفاق

يتحدث الكاتب في تقريره الثري بالمعلومات التي ظلت سراً طوال سنوات الاحتلال 'الإسرائيلي' لقطاع غزة عن أشهر من يمتلكون الأنفاق الواصلة بين رفح المصرية وقطاع غزة, ويشير إلى 'سامي أبوسمهدانة' الذي يصفه بأن أفراد عائلته جميعًا من المطلوبين أمنيًا لدى أجهزة الأمن 'الإسرائيلية' ويحكي عنه أنه كان مريضاً وسمحت له 'إسرائيل' بالسفر لمصر لتلقي العلاج وحينما أراد الرجوع وجد الحدود مغلقة فاضطر للهروب عبر نفق, ومنذ ذلك الحين هو من المطلوبين لدى 'إسرائيل'.



ويزعم الكاتب إلى أنه نجح في الدخول إلى أحد الأماكن التي يتم داخلها حفر نفق مدني وأنه لم يتفوه أحد بكلمة واحدة إلا بعد أن تأكد الجميع من أنه صحفي لم يأت من قبل أجهزة الأمن الصهيونية بهدف جمع معلومات مخابراتية عنهم ثم تطرق أحد الجالسين معه إلى كيفية العمل منذ شراء البيت الذي يتم حفر النفق أسفله أو تأجيره أو دفع مقابل نظير الحفر وكيفية تقسيم عملية الحفر على مجموعة من الأفراد يصل عددهم إلى ستة أفراد ويقول: إن مدة الحفر قد تستغرق ستة أشهر ويكون العمل فيها من الساعة السادسة صباحاً وحتى الثانية ظهراً ثم وردية أخرى إلى منتصف الليل.



الجانب المصري من الحدود

ينقل الكاتب عن أحد منفذي عمليات حفر الأنفاق القول: إن الجانب المصري لديه غلظة في التعامل مع من يقوم بحفر الأنفاق ومن يتم القبض عليه وهو يحفر نفقًا تكون عقوبته مشددة للغاية هو ومن معه, فالمصريون لديهم قانون, ولهذا فإنه لا يوجد أي عائلة مصرية توافق على أن يكون منزلها هو الطرف الثاني للنفق من غزة, ولهذا فإنه غالباً ما تكون نهاية النفق في حديقة أو أرض خلاء, كما يكون هناك عنصر اتصال مع منفذي عملية الحفر ويتم إبلاغه بالاحتياجات ويقوم هو بدوره بشرائها وتجهيزها وكذلك يقوم بالحفاظ على فتحة النفق في الطرف الآخر.



وحدة خاصة بالأمن الوقائي لتعقب الأنفاق

في نهاية تقريره يشير الكاتب إلى أن أجهزة الأمن الفلسطينية تتعامل أيضًا مع مسألة حفر الأنفاق بنوعً من الشدة ويقول إن هناك وحدة خاصة بجهاز الأمن الوقائي الفلسطيني الهدف منها تعقب من يقومون بحفر الأنفاق, ولكن المثير والمدهش هو أن جهاز الأمن الوقائي ذاته قد يقوم بالتغطية على بعض تلك الأعمال – بحسب قوله - ويقول الكاتب في ختام التقرير: خلال استعدادي للرحيل طلب مني الأشخاص الذين قابلتهم أن لا أهاجم السلطة الفلسطينية حتى لا يحدث لهم مشاكل معها وقالوا له: اكتب في تقريرك أنها سلطة ممتازة تحارب حفر الأنفاق وتسعى من أجل وقف عمليات التهريب.



التعليق على مقال الكاتب الإسرائيلي

- لم تكن فكرة الأنفاق فكرة مستحدثة بالعموم بالنسبة للفلسطينيين بل كانت معلومة لديهم وكان بعضها يستخدمه المهربون وبعضها يستخدم في أغراض أخرى, وأن المقاومة قد استغلت هذه الوسيلة وقامت بتطويرها واستخدامها كسلاح لفك الحصار, والكاتب هنا يتحدث عن مجموعة مدنية تقوم ببعض هذه الأعمال وليسوا بالطبع من مجموعات المقاومة.



- بالطبع لم يخل التقرير من محاولات الإساءة للمقاومة الفلسطينية والادعاء كذبًا وبهتانًا بأن الدافع من وراء حفر تلك الأنفاق هو الحصول على الأموال وجني الثروات من ورائها, وزاد كاتب التقرير في الخلط بين أهداف المقاومة من وراء حفر الأنفاق والقول بأن هناك من يستخدمها في تهريب المخدرات والمطلوبين أمنيًا.



- ولم يفلح الكاتب الصهيوني في نقل صورة حقيقية عن الواقع الذي رافق بناء تلك الأنفاق ونقل السلاح والذخيرة عبرها, ولا يعرف كذلك مدى مصداقية ما رواه فقد يكون الغرض من نشره تشويه سمعة المقاومة الفلسطينية وإظهارها في مظهر التاجر الذي لا يبحث سوى عن المال والثروة.



- لم يستعرض الكاتب ما قام به الجيش 'الإسرائيلي' طيلة سنوات الانتفاضة من مطاردات وقمع وإرهاب بحق أبناء الشعب الفلسطيني بهدف صدهم عن محاولات حفر الأنفاق, واكتفى بالحديث عن عمليات الحفر وكأن الحديث يدور عن أمر سهل يمكن لأي شخص أن يفعله وبسهولة.



الأنفاق المكاسب والانتصار

ترى المقاومة الفلسطينية في وجود تلك الأنفاق التي تصل الأراضي الفلسطينية بالمصرية منفذاً للحصار الذي تفرضه 'إسرائيل' على الفلسطينيين وسبق أن صرح أحد الخبراء في مجال حفر الأنفاق الفلسطينيين: 'بأن الأنفاق التي تربط الأراضي الفلسطينية بالمصرية لن تنتهي.. لقد حاولت 'إسرائيل' بشتى الطرق منعها أو تدميرها، وقامت السلطة الفلسطينية مؤخرًا بضبط العديد منها، إلا أنها ستزداد إذا استمرت قوات الاحتلال في سيطرتها على المعابر بعد تنفيذ ما يسمى بخطة 'فك الارتباط'.

فيما أكد ناشط ثان في المجال ذاته: 'إن حفر الأنفاق سيستمر، خاصة أنها تعتبر البديل في ظل السيطرة الإسرائيلية'.



وحذر ناشط ثالث في حفر الأنفاق أنه 'إذا استمرت إسرائيل في منعنا من جلب البضائع بالطرق المشروعة عن طريق معبر رفح فإن البديل الحقيقي لنا هو حفر الأنفاق وجلب البضائع التي تساهم في إنعاش المجتمع الفلسطيني اقتصاديًا على طريقتنا الخاصة'. وأضاف أن 'الأنفاق تدر أرباحًا على أصحابها وهي أنواع: أنفاق للتجارة، وأنفاق للمقاومة تحاول من خلالها جلب السلاح'.



من جهته قال 'أبو عدنان' -أحد القادة العسكريين لكتائب شهداء الأقصى المحسوبة على حركة فتح-: 'لقد خدمتنا الأنفاق على مدار سنوات انتفاضة الأقصى؛ حيث إننا كنا نجلب منها السلاح، وكانت متنفسًا مهمًا للمقاومين، ولم ييأس المناضلون من ضبط بعضها أو إغلاقها من قبل الاحتلال أو السلطة، والاستمرار في حفرها لم يتوقف، وسنستمر في حفرها إذا بقيت 'إسرائيل' تسيطر على المعابر والحدود بعد الانسحاب 'الإسرائيلي' من مستوطنات قطاع غزة'.



الأنفاق وسنوات الانتفاضة

ومن خلال مطالعة تقارير الجيش 'الإسرائيلي' المنشورة عبر موقعه الخاص على شبكة الإنترنت -www.Idf.il – الخاصة بشأن الأنفاق التي جرى اكتشافها من قبل قوات الجيش الصهيوني خلال سنوات الانتفاضة نرى أن تلك الأنفاق كانت حقاً ولازالت تشكل ألمًا فظيعًا في رأس 'إسرائيل'.



ففي تقرير منشور على الموقع بشأن الأنفاق وما تسببت فيه من خسائر للجيش الإسرائيلي ومن مكاسب للمقاومة يقول: إن تلك الأنفاق ومنذ التوقيع على اتفاق أوسلو كانت عاملاً قوياً في تزويد الفلسطينيين بالسلاح وكافة أنواع الوسائل القتالية.



ويرى تقرير الجيش الصهيوني أن السلطة الفلسطينية لها دور مركزي في وجود تلك الأنفاق وإنها لا تقوم بمحاربتها إلا حينما تتعارض مصالح السلطة معها, وادعى التقرير أن ضباطًا كبارًا في أجهزة الأمن الفلسطينية لهم دور في وجود تلك الأنفاق وتمويلها والتشجيع على نقل الأسلحة عبرها بهدف الحصول على بعض الأسلحة لأجهزة الأمن الفلسطينية من وقت لآخر, ويرجع ذلك إلى أنه طوال سنوات الانتفاضة الفلسطينية قام الجيش 'الإسرائيلي' بتدمير البنى التحتية لأجهزة الأمن الفلسطينية مما دفع قادتها إلى الحصول على أسلحة عوضًا عن تلك التي دمرت عبر تلك الأنفاق, أي أن المقاومة ليست بمفردها الرابح الوحيد من وراء تلك الأنفاق بل السلطة الفلسطينية ذاتها.



ومن خلال جولة سريعة نرى كم الأخبار اليومية المتعلقة باكتشاف الأنفاق حتى إنه عند الاستعانة بالأرشيف اليومي للأخبار في موقع الجيش الصهيوني من الصعب أن لا تجد أخبارًا يومية بهذا الشأن.

ويظهر الموقع أنه طيلة خمس سنوات من الانتفاضة الفلسطينية المباركة لم يكل الفلسطينيون أو يملوا أبداً في الاستعانة بتلك الأنفاق للحصول على ما يريدون من سلاح وعتاد, الأمر الذي يظهر مدى صبرهم وجلدهم على الرغم من الصعوبات التي تواجههم, ولكن هي دائماً هكذا المقاومة في أي مكان تتحمل الصعاب والمشقات من أجل راحة شعبها وفي سبيل تحقيق غاية أساسية رفيعة ألا وهي تحرير الأرض وطرد العدو المحتل.





[[ والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون ]] 'يوسف 21'