السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بفضل الله و عونه نستكمل حلقات على درب الهدى
و اشكر تشجيغكم و متابعتكم و ان شاء الله اكون عند حسن ظنكم اما بعد .....

كنا قد اشرنا في الحلقة السابقة عن احتلال الحبشة لليمن و السيطرة على مواردها و ثرواتها


وكيف ابرهة قد استولى على الحكم بعد ان قتل القائد ارياط بعد منازلة ضرب فيها على وجهه فشق من جبينه الى ما تحت الشفتين فسمي الاشرم .


وكان من اول ما قام به ليحظى بعفو النجاشي ان بنى كنيسة في صنعاء و سماها القليس لصرف الحجاج عن الكعبة .حتى جهز الجيش لهدم الكعبة و لعل الرومان كانوا هم المحرضين لغزو مكة وبذلك يتسنى لهم –الروم- السيطرة على خطوط الملاحة العالمية المؤدية الى الهند بالسواحل الافريقية و انزال ضربة كبيرة باعدائهم الفرس وبمن كان يساعدهم من سادات القبائل .




لما بنى القليس ارسل الى النجاشي كتابا قال فيه: اني بنيت لك كنيسة لم يبن مثلها لملك كان قبلك .


فلما تحدثت العرب بكتاب ابرهة ذلك سمع رجل من قبيلة كنانة فعز عليه الامر فخرج حنى اتى الكنيسة فدخلها ليلا قلطخ جدراتها بالعذرة وجمع جيفا فالقاها فيها .


فغضب عند ذلك ابرهة و حلف ليسيرن الى البيت العتيق ليهدمه .


فخرج على راس جيش و اختار لنفسه فيلا قويا كبيرا اسمه محمودا


راى العرب ان جهاده حقا عليهم حين سمعوا بامر جيش ابرهة.


فخرج اليه رجل يدعى ذو نفر كان من اشراف اهل اليمن فدعا قومه ومن اجابه من العرب فعرض له فقاتله و هزمه و اسر ذو نفر .


ثم مضى ابرهة في طريقه الى مكة


واثناء طريقه تعرض له رجل من قبيلة خثعم يدعى نفيل بن حبيب الخثعمي ومن تبعه من القبائل .


فقاتل حتى هزمه ابرهة و اسره فلما اتى لقتله فقال له :


لا تقتلني اتركني دليلا لك في ارض العرب فخلى سبيله .


حتى اذا مر بالطائف , خرج له مسعود بن معتب الثقفي فقال له :


يا ايها الملك انما نحن عبيدك سامعون لك طائعون وليس بيتنا هذا الذي تريد هدمه -يقصدون بيتا لهم لللات يقدسونه – انما تريد البيت الذي بمكة ونحن نبعث معك من يدلك فتجاوز عنهم .


فانطلق ابرهة و معه الدليل حتى وصل المغمس (موضع في طريق الطائف ) فنزل و ارسل رجلا اسمه الاسود بن مقصود على خيل له حتى انتهى الى مكة فساق اليه اموال قريش و انعام لها فاصاب منها 200 بعير لعبد المطلب بن هاشم –جد النبي صلى الله عليه و سلم -