بسم الله الرحمن الرحيم
تجتاح العالم الإسلامي بشقيه العربي والعجمي موجة تنصيرية هائلة تؤزها القوة الصليبية العالمية أزا, وتلقى المساندة السياسية والإقتصادية غير المحدودة من تلك القوى,سواء كان ذلك بإخلاء الساحة أمامها من القوى الإسلامية تحت الشعار الزائف (مقاومة الإرهاب), أو بالطعن في كتاب الله تعالى ورسول الإسلام أملاً في تحويل العالم إلى عالم نصراني,ويضعون لذلك أمدا محدداً.
وكنا نكتفي في ماماضى بما هو مستقر لدى المسلمين من بطلان دين النصارى على الإجمال من غير تفصيل,وكان ذلك كافيا ,أما اليوم وبعد أن تبجح هؤلاء بباطلهم وساعدهم على ذلك حالة الضعف التي يمر بها كثير من أنظمة الحكم في بلاد المسلمين,فلا مندوحة عن البيان والتفصيل.
إن مجرد عرض دين النصارى عرضاً دقيقاً كاف في بيان بطلانه وفساده,ولا يكاد يتصور أن هناك صاحب عقل صحيح يمكنه القبول بما في دين النصارى أو بما في كتابهم من الفساد والضلال الذي لايخفى.
ولم يعدصحيحاً في ظل الظروف الحالية-خاصة بعد إستغلالهم الشبكة العنكبوتية في التشكيك-أن تظل مقاومتهم الفكرية محصورة في الجهود الذاتية,بل لابد من جهد مؤسسي وفق منهج معد إعدادا دقيقا وصحيحاً,فيفتح لذلك عدة معاهد متخصصة خاصة في البلاد التي ينشط فيها التنصير,لدراسة النصرانية دراسة علمية,بغية معرفة مواطن الخلل وتبيان مافيها من الفساد والضلال ومخالفة العقيدة الصحيحة والحقائق اليقينية الكونية والأخلاق السوية,كما تدرس فيها أصول المناظرة مع أهل الكتاب وكيفيتها,والرد على شبهاتهم التي يجتهدون في نشرها,فهل نجد من يسعى لفتح لتك المعاهد ومن يساعد فيها وينفق عليها؟
وهل سنجد من يسارع بالإلتحاق بها؟ حى نتكمن من تخريج عناصر قادرة على منازلة النصارى و فضحهم من خلال كتبهم ومراجعهم التي يعتمدونها.
وإلى أن تفتح هذه المعاهد فلا مندوحة من عمل دورات تدريبية تكون بمنزلة العلاج السريع لحين تخريج تلك العناصر,فهل من مشمر؟


((كلمة صغيرة من مجلة البيان العدد261جماد الأول 1430هـ))