بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده محمد بن عبد الله وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد،
ثمة فرق شاسع بين ما هو من الله تبارك وتعالى وما هو من البشر. فالذي من عند الله سبحانه كامل دون شك، لا تشوبه النواقص ولا يعتريه الخطأ والنسيان. اما ما هو بشري فهو الذي يعتريه الخطا ويصيبه النقص. والامر في ذلك واضح وبسيط إذ أن ذلك يرجع الى طبيعة الانسان ومحدودية تفكيره وقصر نظره عن كثير من الامور وحقائقها.
فلو تأملت معي النظم الالهية في الكون لوجدتها تسير وفق نظام رائع وتصميم بديع تدلك على خالقها تبارك وتعالى. أما لو نظرت الى النظم التي وضعها البشر والنظريات التي اعتمدوها والفلسفة التي انشئوها لوجدت أنها كانت تحمل في طياتها جرثومة فنائها. فالكون يسير تبعا لخالقه الذي أنشأه سبحانه وليس لأهواء البشر.
ولكي لا نسهب كثيرا، فاننا نسال سؤالا بريئاً: ما سر الاخطاء التي في الانجيل وما هو مبعثها ومنشؤها؟؟؟؟ ولماذا هي في الانجيل وليست في القرآن مثلا؟
والجواب على ذلك بسيط وصريح. إذ ان الانجيل يقع ضمن دائرة ما هو (بشري) وليس ضمن ما هو من الله تبارك وتعالى.
لو تأملت الانجيل وتاريخه لوجدت نفسك امام حقائق صارخة واخطاء فادحة. مثلا هم يقولون ان هذا الانجيل وحي من الله والله تعالى لا يوحي الا للأنبياء ومن كتب الانجيل ليس بنبي فقالوا بعد ذلك: عفوا لقد كتب (بالالهام). والالهام اقل مرتبة من الوحي وهو قد يحدث مع الشخص العادي، فهل يصل الهامكم الى كتابة كلمات تقولون عنها هي كلمات الله وبالالهام؟؟؟؟
ثم ما هي اول اية نزلت من الانجيل وما هي آخر اية؟؟؟؟؟؟ وكم استغرقت فترة نزول (الالهام) بالانجيل علماً ان الانجيل أصبح من لدن زمن موسى الى عيسى عليهما السلام!!! هذا يعني اكثر من الف سنة فترة ما بين النبيين الكريمين!!!
ولو تركنا كل ذلك جانبا، واستطاع الرهبان بتدليسهم الضحك على ذقون رعاياهم البسطاء في مواعيظ الاحاد، لوجدنا اننا مضطرين الى ان نسال سؤالا بريئا آخر: ماذا يقدم انجيلكم للبشرية؟؟؟ هل يحتوي على نظام شامل للكون والحياة؟ هل يوضح الغاية من خلق الكون والانسان؟هل يحتوي على نظام اجتماعي يحدد علاقة الانسان بالانسان وبمن حوله من الاحياء؟؟ ولو بحثت فيه فلن تجد شيئا من ذلك.
فالحقيقة التي تتبادر الى الذهن بعد كل هذا مفادها: ان لو كانت هذه هي كلمات الله سبحانه وتعالى فعلا لما كنا مضطرين الى ان نسال اسئلة كهذه ولما وجدنا هذا النقص الشديد والخطا الكبير.
وعلى النقيض من ذلك تماما، تجد القران الكريم الذي (لا يأتيه الباطلُ من بينِ يديهِ ولا من خلفه تنزيلٌ من حكيمٍ حميد) فصلت 42 . هذا القران العظيم هو الذي يدلك على الخالق تبارك وتعالى وهو الذي يوضح لك مبتدأ الحياة ومنتهاها وهو الذي تجد فيه النظام الشامل والكامل للكون والانسان والحياة. فالقرآن الذي كان يقرا قبل الف واربعمائة عام هو نفسه الذي يقرأ اليوم. لم تعبث به ايدي الرجال ولم يحكموا فيه اهوائهم بل عصمه الله سبحانه من التحريف والتبديل. القران الكريم هو كلمات الله سبحانه وتعالى فعلا لا قولا وحقيقة لا سرابا.
من هنا يتضح الفرق بين ما هو من الله وما هو من البشر. هي عبرة لمن يعتبر وذكرى لمن يريد ان يتذكر.
"فويلٌ للذينَ يكتبون الكتابَ بأيديهم ثمَّ يقولون هذا من عندِ الله ليشتروا به ثمناً قليلا فويلٌ لهم مما كتبت أيديهم وويلٌ لهم مما يكسبون" البقرة 79
والله الهادي الى سواء السبيل.
المفضلات