بسم الله الرحمن الرحيم

... ومن الأخطاء - ويوجد في بعض الكتب المدرسية - أنهم يذكرون لفظي : ( ولد وبنت ) على أنهما متقابلان ، وعلى أن لفظ : ( ولد ) للمذكر ، وعلى أن اللفظين يراد بهما الصغار من الناس . وهذا كله خطأ .
فمقابل لفظي ( بنت ) و( ابنة ) هو : ( ابن ) ، ولا تدل هذه الألفاظ إلا على معنى البنوّة .
ولفظ ( ولد ) عام في المذكر والمؤنث ، وهو بمعنى ( مولود ) ، ولا يدل إلا على المولودية . قال الله - تعالى - : ( واخشوا يومًا لا يجزي والد عن ولده ولا مولود هو جاز عن والده شيئًا ) .
ولا تدل ( ابن ) و( ابنة ) و( ولد ) على صغر ولا كبر .
فالإنسان إذا وُلد : وليد ، والأنثى : وليدة ، والجمع : وِلدان .
ثم هو إلى الفطام : صبيّ ، والجمع : صِبيان ، والأنثى : صبية ، والجمع : صبايا .
وهو : طفل ، من ولادته إلى الحلم ، والأنثى : طفلة ، ويصلح طفل للجمع ، كما قال الله - تعالى - : ( ثم يخرجكم طفلاً ) ، ( أو الطفل الذين لم يظهروا على عورات النساء ) ، ويجمع على أطفال ، وفي القرآن الكريم : ( وإذا بلغ الأطفال منكم الحلم ) . وله مصدر ، فيقال : الطفولة ، والطفولية .
ثم هو : يافع ، إذا ارتفع ولم يبلغ الحلم .
وهو : غلام من فطامه إلى نحو من بلوغه .
فإذا بلغ فهو : ناشئ ، والأنثى : ناشئ وناشئة .
ثم هو : شاب ، إلى زمن الكهولة - والكهولة من أوساط الثلاثين إلى زمن الشيخوخة ، وهو الخمسون ، ويخطئون فيه ، فيظنون الكهل الشيخ الكبير - والجمع : شباب وشُبّان ، والأنثى : شابة ، والجمع : شوابّ . وأما الشبيبة فمصدر لا جمع ، ويخطئون فيه ، فيستعملونه جمعًا . وشباب يصلح مصدرًا وجمعًا .
وبمعنى شاب : فتى ، والجمع فِتيان وفتية ، والأنثى : فتاة . وبمعنى فتاة : جارية ، ويخطئون فيه ، فيظنونه خاصًّا بالأَمَة ؛ أي المملوكة .
ملخص من كتب كثيرة مع التحرير والترجيح ، منها : المخصص لابن سيده ، وفقه اللغة للثعالبي ، والتلخيص للعسكري ، والتاج للزَّبيدي .
فالصحيح إذًا أن يقال مكان : ( ولد وبنت ) : ( طفل وطفلة ) .


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته