:bsm:

قوله تعالى

(وَآتُوا النِّسَاءَ صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً فَإِن طِبْنَ لَكُمْ عَن شَيْءٍ مِّنْهُ نَفْساً فَكُلُوهُ هَنِيئاً مَّرِيئاً) 4 البقرة

لاحظوا يرحمكم الله قوله تعالى (فَإِن طِبْنَ لَكُمْ عَن شَيْءٍ مِّنْهُ نَفْساً ) فإن إعطاء الزوجة جزءا من مهرها أو مالها لزوجها يجب أن يكون بطيب نفس منها لا بمجرد أن تهب وتسامح--أعني تعطي وهي سعيدة بما أعطت تماما كما يكون الوالد عندما يعطي أبناءه واستخدم التمييز " نفسا" للدلالة على استغراق الطيب لكل النفس كقوله (واشتعل الرأس شيبا) فالشيب عمّ الرأس

ورد في القرطبي (روى ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه سئل عن هذه الآية "فإن طبن لكم عن شيء منه نفسا فكلوه" فقال: (إذا جادت لزوجها بالعطية طائعة غير مكرهة لا يقضي به عليكم سلطان، ولا يؤاخذكم الله تعالى به في الآخرة)

بقيت نقطة أنّ من هنا للتبعيض فلا تطيب النفس بإعطاء الزوج كلّ المهر--ويستشف أنّ طيب النفس يكون بالقليل من المهر بدلالة استخدامه حرف التبعيض " من"

ولست أدري لم اختار اللسان اعتبار من للجنس إذ قال (وتكون للجنس كقوله تعالى: فإن طِبْنَ لكم عن شيء منه نَفْساً. فإن قيل: كيف يجوز أَن يقبل الرجلُ المَهْرَ كله وإِنما قال منه؟ فالجواب في ذلك أَنَّ مِنْ هنا للجنس)

والأظهر أنّها للتبعيض

والله تعالى أعلم