ا=1,ب=2,ج=3,د=4,ه=5,و=6,ز=7,ح=8,ط=9,ى=10,ك=20,ل=30,م=40,ن=50 ,س=60,ع=70,ف=80,ص=90,ق=100,ر=200,ش=300,ت=400,ث=500,ذ=700,ض=8 00,ظ=900,غ=1000
ولكن هل حساب الجمل علم وله قواعد ويمكن ان يعتمد عليه فى كتب سماوية؟
هذا ما سيتضح من خلال ما يلى:
أهم عيوب أبحاث حساب الجُمَّل:
1-إن أهم عيوب أبحاث حساب الجمّل أنه لا يوجد منهج ثابت في أي بحث حتى الآن، وهذا الأمر طبيعي لأن الباحث لو حاول اتباع منهج ثابت وعلمي في حساب الجمل، ببساطة فإنه لن يحصل على شيء! لأن هذا الحساب لا يقوم على شيء! وجميع النتائج التي وصل إليها الباحثون في هذا النوع من أنواع الحساب مضطربة وغير مضطردة، أي لا توجد قاعدة علمية ثابتة.
إن هذا الاضطراب في المنهج وعدم الثبات هو أكبر دليل على أن هذا الحساب خاطئ، والله تعالى أعلم.
!!
2-حديث ضعيف
يحتج أصحاب حساب الجمل بحديث ضعيف ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم، ، ولذلك سنناقش هذا الحديث لنحدد مدى ترجيح صحة هذا الحديث، لأن الله تعالى كما أودع في كتابه براهين مادية تثبت أن القرآن كلام الله، كذلك أودع في كلام حبيبه صلى الله عليه وسلم براهين علمية ومنطقية تثبت صدق كلام النبي، وإذا وجدنا الحديث متناقضاً فهذا يعني أنه غير صحيح. لأن النبي لا ينطق عن الهوى بل كل كلمة نطق بها هي وحي من الله تعالى، وقد حدد لنا الله المنهج الصحيح في التفريق بين المصدر الإلهي والمصدر البشري بقوله: (وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا) [النساء: 82.
يقول الإمام الكبير ابن كثير رحمه الله في تفسيره للحروف المقطعة (الم): "وأما من زعم أنها - أي الحروف المقطعة- دالة على معرفة المُدد وأنه يستخرج من ذلك أوقات الحوادث والفتن والملاحم فقد ادعى ما ليس له وطار في غير مطاره، وقد ورد حديث ضعيف وهو مع ذلك أدلّ على بطلان هذا المسلك من التمسك به على صحته، وهو ما رواه محمد بن إسحاق بن يسار". وملخص هذا الحديث الضعيف أن اليهود سمعوا النبي صلى الله عليه وسلم يتلو قوله تعالى في بداية سورة البقرة (الم * ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ) [البقرة: 1-2]. فقالوا له إن مدة هذا الدين هي 71 سنة لأن الألف واحد واللام ثلاثون والميم أربعون 0وهذه قيم الحروف "الم" في حساب الجمل)، وقالوا كيف تدخلون في دين مدته 71 سنة؟
فقالوا للنبي صلى الله عليه وسلم هل مع هذا غيره قال نعم: (المص)، فحسبوها على حساب الجمل فكانت 131 سنة، فقالوا هل مع هذا غيره فقال: (الر) فقالوا هذا أكبر فهذه الحروف تساوي في حساب الجمل 231 .... ثم قالوا لقد تشابه علينا أمره.
يقول ابن كثير عن راوي هذا الحديث إنه لا يُحتج بما انفرد به، ثم كان مقتضى هذا المسلك إن كان صحيحاً أن يحسب ما لكل حرف من الحروف الأربعة عشر أي الحروف المقطعة [1]. ويمكن أن أطرح سؤالاً:
*إذا كان النبي صلى الله عليه وسلم لا يعرف مدة هذا الدين، وكثير من الناس سألوه عن يوم القيامة فنزلت عليه آيات كثيرة تؤكد أنه لا يعلم متى تقوم الساعة إلا الله، فكيف يوافقهم النبي على حساباتهم أن الحروف المقطعة بحساب الجمل هي مدة هذا الدين؟ المنطق يفرض في هذا الموقف أن يرد عليهم بقوله:(يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي لَا يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلَّا هُوَ ثَقُلَتْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا تَأْتِيكُمْ إِلَّا بَغْتَةً يَسْأَلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ اللَّهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ) [الأعراف: 187].
ومن غير المعقول أن النبي الأعظم يوافق اليهود على حسابهم ليوم القيامة، لأن الذي يقرأ هذا الحديث يفهم منه موافقة النبي على أن الحروف المقطعة كأنما نزلت لتحديد يوم القيامة.
ويمكن القول إن معظم علمائنا لا يقتنعون بحساب الجُمَّل ومنهم الدكتور يوسف القرضاوي حيث يقول عن هذا الحديث الذي يستند إليه أصحاب هذا الحساب:
"هذه القصة من الناحية العلمية غير ثابتة، ولم تُروَ بسند صحيح أو حسن، بل بإسناد ضعيف لا يحتج به، ضعفه الحافظ ابن كثير في تفسيره (تفسير القرآن العظيم 1/38) والسيوطي في الدر المنثور (الدر المنثور 1/2) والشوكاني في فتح القدير (فتح القدير 1/31)، وأحمد شاكر في تخريج تفسير الطبري (تفسير الطبري 1/218). فسقط إذن الاحتجاج بها، إذ لا يحتج بضعيف عند أهل العلم.
يتابع الدكتور القرضاوي: حساب الجمل لا يقوم على أساس منطقي: ثم إن حساب الجمل نفسه مجرد اصطلاح من جماعة من الناس، ولكنه اصطلاح تحكمي محض، لا يقوم على منطق من عقل أو علم. فمن الذي رتب الحروف على هذا النحو: ا ب جـ د هـ و ز ح ط ي ك ل م ن س ع ف ص ق ر ش ت ث خ ذ ض ظ غ؟ ولماذا لم تترتب هكذا: ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز إلخ؟ أو تترتب على أي نحو آخر؟
ومن الذي جعل للألف رقم (1) والباء رقم (2) وهكذا آحادًا إلى حرف ط، ثم أعطى للحرف (ي) رقم (20) وللحرف ك (30) وهكذا الزيادة بالعشرات إلى الحرف الذي يعادل (100) وبعده تكون الزيادة بالمئات. لماذا لم تكن الزيادة آحادًا إلى آخر الحروف؟ ولماذا لم تبدأ بعشرة أو بمائة أو بألف؟ ولماذا لم تكـن هكـذا: ألف (1)، و ب (10)، وجـ (20) وهكذا؟ ولماذا لم تكن هكـذا: 1، 10، 100، 1000 إلخ ...؟ ولماذا ولماذا؟ كل هذا تحكم من واضعيه المصطلحين عليه.
وللعلم استعان زكريا الكذاب بهذا الحديث وقال انه من كتاب ابن كثير ولكنه كالعادة لم يذكر درجة الحديث ولا ما هو تعليق ابن كثير عليه اى كالعادة زكريا يلبس الحق بالباطل-عن عمد- ليضل مستمعيه وصدق المولى اذ يقول
(يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَلْبِسُونَ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ )آل عمران
تابع الموضوع فى الجزء 3