(( وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ ))[آل عمران:85]
ان عقيدة التوحيد هى عقيدة الفطرة التى فطر الله الناس عليها ، فنجد دلائل التوحيد فى كل مكان على وجه الارض. فنرى عظمة الله وقدرته فى الحبة التى نزرعها فى الارض فتنبت لنا نبته ، نرها فى رفع السماء بلا عمد ، نرها فى تسوية الارض ، نرها فى شروق الشمس وغروبها ، نرها فى الوجود المنظم الذى لم نرى فى اختلاف ولا تبديل (( قُلْ لَوْ كَانَ مَعَهُ آلِهَةٌ كَمَا يَقُولُونَ إِذًا لابْتَغَوْا إِلَى ذِي الْعَرْشِ سَبِيلًا ))[الإسراء:42]
فهكذا فان عقيدة التوحيد هى العقيدة التى تقبلها الفطرة والعقل ، فكيف يكون احد غير الله القهار ان يخلق مثل هذا النظام الرائع! كيف يكون لانسان مثلى ان يخلق مثل هذا النظام البديع ! واين العقل الذى يقبل ان يعبد من لا يملك له ضارا او نفاعا! (( أَفَلا يَرَوْنَ أَلَّا يَرْجِعُ إِلَيْهِمْ قَوْلًا وَلا يَمْلِكُ لَهُمْ ضَرًّا وَلا نَفْعًا ))[طه:89]
والاسلام كباقى الديانات السماوية تقوم دعوته على التوحيد الخالص غير انه الدين الخاتم ، والاسلام عقيدة الفطرة ليس فيها اى محاربة للطبيعة الانسانية مشبعا للاحتياجات البشرية بطرقة منظمة تضمن الخير والصلاح .
فمثلا الاسلام فى تعامله مع العلاقة بين المرأة والرجل ، لم يحرم هذه العلاقة بشكل قاطع وقد اشار سيدنا محمد الى هذا قائلا ((تزوجوا فإني مكاثر بكم الأمم و لا تكونوا كرهبانية النصارى . تخريج السيوطي (هق) عن أبي أمامة. تحقيق الألباني (صحيح) انظر حديث رقم: 2941 في صحيح الجامع.‌))
وهكذا نرى الاسلام عقيدة صحيحة تشريع لا يحارب الفطرة فنرى فيه السعادة فى الدنيا والاخرة .
والديانات الارضية او السماوية المحرفة تعتمد فى اساسها على الخرافات وتقليل التكليف وتحمل الاخر الاثم حتى يجد فيها اصحاب النفوس الضعيفة السبيل للتخلص من عذاب الضمير تجاه المعصية فيجد من يفديه فى الاخرة ويدخل الجنة بدون عمل .

فهكذا نحن لا ندعوا الى الاسلام من منطلق انه دين بل نحن ندعوا الاسلام من منطلق انه الحق من عند ربنا فنحن هنا نريد ان نَخرج الناس من عبادة العباد الى عبادة رب العباد ومن جور الاديان الى عدل الاسلام

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

عثمان محمود الغازى