بسم الله الرحمن الرحيم

إلى كل غافل وغافلة عسى الله أن يهديهم ويهدينا إلى كل خير يحبه ويرضاه

نونية موعظة المؤمنين.........................شعر:طارق حسين الدغيم

أأقولُ أم قد صُمَّتِ الآذانُ!
أم صار في صوت المجونِ أذانُ

حقّاً أقولُ وليسَ قولي عابثاً
أم همّكم ما قاله الشيطانُ

هذي الحروفُ و ما أهمَّ بيانَها
إعراضكم عنها وليس تُشانُ

الحقُّ إن يُترَك فليسَ بهائنٍ
لكنَّ تاركَهُ غداً سيُهانُ

كم تسمعون وتسمعون وكلُّكم
جدُرٌ يغلِّفُ كلَّها الطغيانُ

أرثي القصائدَ كلّما أنشدتها
وعلى القتيلِ تُشَرّعُ الأحزانُ

أناْ ما أيِسْتُ وفي فؤاديَ نبضةٌ
منكُم ولكنّي بكم حيرانُ

هيَ دعوةٌ للهِ لا دعوى هوىً
هي للنُّفوسِ الغافلات بيانُ

لا تستوي هذي الحياةُ وغيرُها
فحياتك الأخرى هي الحيوانُ

هذا نداءٌ للذي تبعَ الهوى
أو قالَ آبائي كذا قد كانوا

قل هل أبوكَ غداً سيرفعُ كربةً
إن قلتَ كان أبي وكانَ زمانُ

سيقولُ نفسي والذي فطر السما
ما للذي ركبَ الدُّجى أعوانُ

إن حانَ ذاك الحينُ حين ينوحُ من
أحناهُ كفرٌ ما بهِ إيمانُ

والناسُ قد حُشِروا إلى ميقاتِها
مثل السكارى ما بهم سكرانُ

والشمسُ عند رؤوسهِم حطّت كذا
والكُلُّ في عرصاتِها عريانُ

تدنو وتدنو والإلهُ حسيب من
كان اتقى فبظلِّهِ سيعانُ

كلٌّ على قدْرِ المظالمِ غارقٌ
بصديده متملِّقٌ عطشانُ

هذا قليلٌ من قليلٍ إنّما
ويلٌ له من حطهُ الميزانُ

وعلى الصراطِ إذا وقفت فما الذي
ينجيك إلا إن قضى الرحمنُ

والكلُّ من كلٍّ يفرُّ لنفسهِ
في يومِها يتخاونُ الخِلانُ

ويُقالُ هذا ما وُعِدتَ وقد أتى
ما كانَ غرّكَ أيها الإنسانُ

أعمالُكم بصغيرِها وكبيرِها
معروضةٌ ورقيبُها الدّيّانُ

يا تاركَ الصلواتِ هل من شافعٍ
لكَ أن تقولَ أنامني الشيطانُ

قطعت بما لم تشتهِ الأزمانُ
أم كنتَ تنوي أن تصلي إنما

مهما تقولُ فليسَ قولكَ نافعاً
فالصّمتُ والدّعوى بها سِيَّانُ

وسُلِكتَ في سَقَرٍ فبئسَ المنتهى
ساء المقامُ بها وساء مكانُ

يا جاعلينَ اللهَ عُرضة لغوِكم
بئسَ الفسوق الظالمُ اللّعَّانُ

اللعنُ بان على اللِّسان كأنّهُ
شبهُ السلامِ و ما بهِ خُذلانُ

أتراكَ تقصِدُ خالِقاً متكبراً
ما من سواهُ الهون والإحسانُ

أم تدّعون بأنهُ غضبٌ سرى
منكم فزلَّ بذي القبيحِ لسانُ

يا من شتمت الدين والله العلي
هيَ ردّةٌ و خصيمها الإيمانُ

أتقابل القهّارَ في وجه كذا
يومَ السرائرُ كلُّها إعلانُ

سبحانه وعلا والعليُّ على خنا
أقوالكم مهما استبدَّ عَنانُ

هذي الحيا فلتفرحوا بلعانكم
ما إن تموتوا تولَدُ الأحزانُ

الموتُ ليس بساعةٍ معلومةٍ
فعلامَ عنها في الردى سهوانُ

لا تدرِ أينَ وكيفَ يأتي بغتةً
ومتى وعلّ جميعُها نكرانُ

فإذا أتى وهو القريبُ فإنهُ
يأتي فلا شَورٌ ولا إيذانُ

يا ليتهُ كان المماتُ المنتهى
فلكان أجمله الورى والجانُ

ربِّ ارجعونِ تقولُها متأمّلاً
ليلُ المنايا للمنى إجنانُ

كلا علمتَ وكنتَ عنها غافلاً
فاخسأ فكفلُ الغافلِ النيرانُ

أينَ الأحبةُ والذينَ تبعتَهم
كلٌّ إذا ناديتهم صمانُ

ما المالُ ما الأهلُ الذين صحبتَهم
في هذه الدنيا وما الأخدانُ

المالُ فانٍ ما امتلى حشوٌ بهِ
وجميعه في جمعه شتّانُ

يا آكلاً مالاً وكانزَه انظرنْ
يوماً سيخلفُ مالَكَ الدّيدانُ

يا من تخونُ أمانةً حُمِّلتَها
أتراك تقدر ما أبتهُ رِعانُ

أنسيتمُ أنّ الحياةَ وما بها
من نعمةٍ فالمنعمُ المنّانُ

كم أغدقَ الله الكريمُ نعيمَه
وعصى بنعمةِ ربّه الإنسانُ

يا زانيَ العينِ اتقِ اللهَ الذي
أعطاكها واغضُض ففيهِ تُزانُ

كالذئبِ أنت ترقَّبت عيناهُ أن
يسهو الغلامُ وتغفُلُ القطعانُ

وعلِمتَ أن العِرضَ منك قِصاصُهُ
لكنّهُ قد غُيِّبَ الوجدانُ

فإذا يشاءُ اللهُ تعمى ثمَّ ما
بعد العمى تُغني العيونَ حِسانُ

يا من تثاقلَ بالغرورِ ألا كفى
فالكبرُ ممنوعٌ بهِ العبرانُ

من كانَ مرضاة الإلهِ مرامَهُ
فبهِ التّواضعُ لؤلؤٌ وجُمانُ

إنّ التواضعَ للكريم كرامةٌ
ولها تسابق لو درى الشجعانُ

المؤمنونُ أذلةٌ في بينِهم
وعلى البغاةِ أعزَّةٌ فرسانُ

إنّ الحلالَ متينةٌ أركانُهُ
وبكلِّ زائغةٍ هوى البنيانُ

إن الذي خلقَ الترابَ وآدماً
وكذاكَ حواءً هو الرحمنُ

يا أختنا فلتسمعي لمرادهِ
لا بُدّ من تبِعَ المليكَ يُصانُ

الله من تمّت بما فرضَ الورى
فرضَ الحجابَ فحبّذا الإذعانُ

سوَّاكِ فيه مياسماً في تاجها
ومليكةً في القصرِ ليسَ تُشانُ

لا تقتفي أثرَ الذين قدِ انزووا
لضلالةٍ فبذلكَ الخُسرانُ

إن تخلعيهِ وفيهِ أمرٌ مُنزَلٌ
خلَعتْ عليكِ رداءها النيرانُ

يا إخوتي ما لِذةٌ في ساعةٍ
تمضي ويعقبُها أسىً خوّانُ

يا من عنانَ لسانه هو مطلقٌ
كذباً وفيه من الردى الهذيانُ

أغداً بعيدٌ حينَ ينطقُ ما بهِ
كذَّبت حيث يسوؤكَ العصيانُ

إنّ اللسانَ إذا يُصانُ عنِ الهوى
في الفيهِ نورٌ ثمّ فيه يُصانُ

يا هاجرَ القرآنِ وهْوَ المرتجى
أفطاب في دنيا الخنا الهجرانُ

أم تدّعي خيراً تراهُ بهجرهِ
وبكلِّ خيرٍ قد أتى القرآنُ

هذا كلامُ اللهِ فيه حياتُنا
هو للحيارى صفوةٌ وأمانُ

واللهِ واللهُ الشهيدُ شهادتي
إنّ الحياةَ لمن أطاعَ جِنانُ

تُبْ للرحيمِ ولا تكن في رحمةٍ
أيِسٌ فإنَّ المبعدَ اليئسانُ

واجعل رجاءكَ بالإلهِ وسيلةً
تركُ الرجاءِ مصيرهُ الخذلانُ

وارجع بداراً قبلَ يومٍ لا يرى
رأيٌ لراءٍ والجميعُ عيانُ

سعدى لمن صحبَ الإله بيومِها
ولمن سقاهُ المرسلُ العدنانُ

رباهُ صلِّ على الحبيب وآله
ما شعَّ في الحقِّ العليِّ بيانُ

أنتَ الرحيمُ إلهنا فالطُف بنا
أنت الكريمُ الخالقُ الحنّانُ

فاجعل إلهي في الجنانِ مقامَنا
ذاك الرجا ما بعدهُ غُفرانُ



....................... المعتز بالله.............................
طارق حسين دغيم
طرابلس الشام 25/5/2009 ALBAYAN_89@HOTMAIL.COM