للشاعر خيرُ الدين بن محمود بن محمد بن علي بن فارس الزِرِكلي

العينُ بعدَ فِراقِها iiالوطنا

لا ساكناً ألِفتْ ولا سكنا

ريانةٌ بالدمع أقلقَها
أن لا تُحِسَّ كَرىِ ولا iiوَسَنا

كانت ترى في كُلِّ سانِحةٍ
حُسْناً ، وباتتْ لا ترى حَسَنا

والقلبُ لولا أنَّةٌ iiصَعِدَتْ
أنكرتهُ وَشَكَكْتُ فيه iiأنا

ليتَ الذين أُحِبُّهمْ iiعَلِموا
وَهُمُ هُنالِك ما لقيتُ iiهُنا

ما كنتُ أَحسَبُني مُفارِقَهُمْ
حتَّى تُفارقَ روحِي iiالبدنا

***
***

يا موطناً عَبثَ الزمانُ iiبهِ
مَن ذا الذي أغرى بك الزَّمنا

قدْ كان لي بكَ عن سِواكَ غِنىً
لا كان لي بِسِواكَ عَنكَ غِنى

ما كنتَ إلا رَوْضَةً أُنُفاً
كَرُمتْ وطابتْ مَغرِساً وَجَنى

عَطَفَوا عَليكَ فأوسَعُوكَ أذىً
وهُمُ يُسَمّونَ الأذى مِننا

وَحَنَوْا عليكَ فَجَرَّدوا قُضَباً
مَسْنونةً وَتَقدَّموا iiبِقَنَا

***
***

يا طائراً غَنّى على iiغُصُنٍ
و ( النيلُ ) يَسقي ذلك الغُصُنا

زدني وَهِجْ ما شِئْتَ مِن شَجَني
إنْ كُنتَ مِثْلِي تَعرِفُ iiالشَّجَنا

أَذْكَرْتَني ما لَستُ ناسِيَهُ
وَلَرُبَّ ذِكرى جَدَّدتْ حَزَنا

أّذْكَرْتَني ( بَرَدى ) وَوادِيَهُ
والطيرَ آحاداً بِهِ وثُنى

وأحبةً أَسْرَرْت من كَلَفي
وَهَواي فيهم لا عجاً كَمَنا

كمْ ذا أُغالِبُهُ iiويَغْلِبُني
دَمْعٌ إذا كَفْكَفْتُهُ هَتَنا

لي ذِكْرَياتٌ في رُبوعِهِمُ
هُنَّ الحياةُ تألقاً وَسَنا!

***
***

إنّ الغَريبَ مُعَذَّبٌ أبداً
إن حَلَّ لَمْ يَنْعَم وإن iiظَعَنا

لو مَثَّلوا لي موطني وَثَناً
******************