السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بالنسبة لللأكل والشرب والفرق بين الجنة في الديانات الثلاث
فأؤكد على كلام أخونا عبد الله الحسن..
فإن الذي يقول أن الجنة في النصرانية هي عبارة عن عالم ملكوتي حيث لا يوجد ماديات ولا طعام ولا شراب ، فهذه هي شريعة بولس وليست شريعة المسيح.
ولا عجب! فإن المتتبع لتاريخ النصرانية وعقائدها يعلم جيدا أن النصارى إنما يتبعون بولس وليس المسيح.
وهذا ما سنراه حالا ً من نصوص العهد الجديد.
فهذه هي فكرة بولس عن الجنة كما ورد في رسالة بولس الرسول الى اهل رومية أ 14 عـ 17: "لان ليس ملكوت الله اكلا وشربا.بل هو بر وسلام وفرح في الروح القدس."
أما المسيح فكلامه خلاف ذلك تماما ً ..
ورد في إنجيل متى أ 26 عـ 29: "واقول لكم اني من الآن لا اشرب من نتاج الكرمة هذا الى ذلك اليوم حينما اشربه معكم جديدا في ملكوت ابي."وكذلك في إنجيل لوقا أ 22 عـ 18: "لاني اقول لكم اني لا اشرب من نتاج الكرمة حتى يأتي ملكوت الله."
فالمسيح لن يشرب حتى يأتي ملكوت الله ، فكيف سيشرب إذا كان الأمر روحيا لا دخل للماديات فيه؟!
وما جاء في إنجيل لوقا أ 22 عـ 29-30: "29. وانا اجعل لكم كما جعل لي ابي ملكوتا. 30. لتأكلوا وتشربوا على مائدتي في ملكوتي وتجلسوا على كراسي تدينون اسباط اسرائيل الاثني عشر."
أكل وشرب وجلوس على كراسي ويقولون أن الأمر روحيا ً ... فكيف ذاك؟!
إنجيل لوقا أ 14 عـ 15: "فلما سمع ذلك واحد من المتكئين قال له طوبى لمن يأكل خبزا في ملكوت الله."
أهذا هو الخبز الروحي أيضا ً ؟؟
أما بالنسبة لخيرات الدنيا التي يحبها الإنسان فما هي ، الأهل والأولاد والأزواج والأملاك. فهل هناك مثل هذا في الآخرة ؟
بحسب عقيدة بولس والنصارى لا يوجد بالتأكيد إذ أن جميع هذه الأشياء حاجات مادية ، والنعيم في الجنة هو نعيم روحي.
ولكن هذا لم يقله المسيح ولم يصرح به، بل بالعكس فجاء في إنجيل متى أ 19 عـ 29: "وكل من ترك بيوتا او اخوة او اخوات او ابا او اما او امرأة او اولادا او حقولا من اجل اسمي يأخذ مئة ضعف ويرث الحياة الابدية."
فكيف سيكون هناك مئة ضعف مما قد سلف ذكره في العدد (وكلها أشياء مادية بحتة) وسيكون هذا في الجنة حيث لا ماديات ؟!
ويحاول النصارى لكي لا يقعوا في هذا التضاد أن يتأولوا معاني تلك الاعداد ليجعلوها بمعنى روحي .. تأليف في تأليف دون أدنى دليل !!
المفضلات